من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 




عودة الصفويينالعلماء والدعاة والمشايخ وطلبة العلم والمثقفين والسياسيين والحكام ودوائر الأمن وصنّاع القرار؛كل هؤلاء مدعوون لقراءة هذا المقال لفهم ما يجري على الساحة في المنطقةبقلم/ عبد العزيز بن صالح المحمود
بعد سقوط بغداد بيد الأمريكان ظهر في بعض وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة مصطلح (الصفويين، والصفويون الجدد)، والملاحظ أن جُل إن لم يكن كل شرائح المجتمع الإسلامي المثقف وغيره يجهل معنى هذه التسمية، حتى تصوّر البعض أن الصفويين هي حزب، أو اسم لميليشيا في العراق، وأن إسماعيل الصفوي هو شخص كعبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر. لذا رأى راقم هذه السطور أن يساهم بمقال يوضح معنى هذه الكلمة ويعلق هو في الهامش رابطاً القديم بالواقع، مستعيناً بعشرات المصادر العربية والأجنبية والإيرانية والتركية، لتوضيح الحق، والله من وراء القصد.نشأة الصفويين:تنتسب الأسرة الصفوية إلى الشيخ صفي الدين الأردبيلي (650ه - 735ه)، الذي كان في بداية عهده من مريدي الشيخ تاج الدين الزاهد الكيلاني. كان واعظاً صوفياً في مدينة (أردبيل) ، ثم أسس فرقة صوفية تسمى (الإخوان) وقد كثرت هذه الفرقة في إقليم (أذربيجان). بعد وفاته أخذ مشيخة طريقته ابنه صدر الدين (704ه - 794ه)، ولما توفي صدر الدين تولى ابنه `خواجة علي` الذي كانت له لقاءات مع تيمور لنك، وتولى مشيخة الطريقة مدة 36 سنة، ومات في فلسطين سنة 830ه، وقبره معروف في يافا باسم قبر الشيخ `علي العجمي`. وكان للخواجة علي ميل للتشييع ولم يكن تعصباً بل تشيّع خفيف. ثم تولى ابنه إبراهيم الذي لقب ب `شيخ شاه` أي `الشيخ الملك`، لأن مظاهر الملك ظهرت عليه. وتوفي سنة 851ه، وكان تشيعه واضحاً للإمامية، وأدخل أتباعه بصراعات مع أهل السنة في داغستان، وخلفه ابنه الأصغر جنيد والذي كثرت فيه عهده المظاهر الملكية. وجنيد كان شيعياً جلداً متعصباً محارباً لأهل السنة، وقد قتل في إحدى حروبه في مدينة شيروان سنة 861ه، وخلف ابنه حيدر وتزوج من `مارتة` بنت حسن أوزون `الطويل` ، وكانت أمها `كاترينا` ابنة `كارلو يوحنا` ملك مملكة طربزون ، اليونانية النصرانية. وحيدر أول من لقب بلقب `سلطان` في العائلة الصفوية وأمر أتباعه الدراويش ، بأن يضعوا على رؤوسهم قلنسوة مخروطية الشكل مصنوعة من الجوخ الأحمر، وتحتوي على اثنتي عشرة طية رمزاً للأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية، وسموا ب `قزلباش`، وهي كلمة تركية تعني `الرأس الأحمر`. وقد كوّن حيدر جيشاً للانتقام لمقتل والده من ملك شروان، ولكنه قتل سنة (893ه)، وكان لحيدر ثلاث أولاد: علي، إبراهيم، وإسماعيل، وقد خاف الأمير يعقوب أمير `آق قونيلو` منهم فسجنهم، ثم أطلق سراحهم بعد وفاة يعقوب، ولكن علي وإبراهيم قتلا، وذهب إسماعيل إلى مدينة `كيلان` على بحر قزوين جنوب أردبيل، وقد رعاه السادات الصوفية، وحاول منذ صغر تجميع الصوفية والقزلباشية حوله، وتجميعهم من أجل الانتقام من قتلة أبيه وجده، وتم ذلك وتوجه إلى أمير دولة التركمان `آق قونيلو` سنة (907ه)، وقتله وجلس على ملكه بعد أن بايعته كل قبائل التركمان، وأعلن دولته الصفوية.الشاة إسماعيل أول ملك للدولة الصفوية (907ه/1501م) كما سبق ذكره، قتل الشاه إسماعيل `أمير الآق قونيلو` وأعلن قيام الدولة الصفوية وعاصمتها في مدينة `تبريز` . وأول ما قام أعلن أن مذهب دولته الإمامية الاثنى عشرية وأنه سيعممه في جميع بلاد إيران، وعندما نُصح أن مذهب أهل إيران هو مذهب الشافعي قال: `إنني لا أخاف من أحد .. فإن تنطق الرعية بحرف واحد فسوف امتشق الحسام ولن أترك أحداً على قيد الحياة` . ثم صك عملة للبلاد كاتباً عليها: `لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله`، ثم كتب اسمه . وأمر الخطباء في المساجد بسب الخلفاء الراشدين الثلاثة، مع المبالغة في تقديس الأئمة الاثني عشر. وقد عانى أهل السنة في إيران معاناة هائلة وأجبروا على اعتناق المذهب الأمامي بعد أن قتل الشاه إسماعيل مليون إنسان سني في بضع سنين . ولرب سائل يسأل: كيف استطاع الشاه إسماعيل أن يسيطر على كل بلاد إيران؟ الجواب: هو أن إيران والعراق كانتا تحكم من قبل التركمان `الآق قونيلو`، وكان العراق قد حكم من قبل قبائل التركمان `القرة قونيلو` والشاه إسماعيل كان أتباعه الصوفية والذين سموا ب `القزلباشية` هم مجموعة قوية من العشائر التركمانية هم: `شاملو، قاجار، تكلو، ذو قدر، افشار، روملو`، وهؤلاء كانوا على شكل الميليشيا الصوفية المتشيّعة، وكان له جيشاً فاتكاً، فتك بأهل السنة الشافعية في بلاد إيران، وكان للصفويين تأثير روحي على أتباعهم؛ وتذكر بعض المصادر الشيعية الفارسية إنه بينما كان الشاه إسماعيل مع أتباعه الصوفية في الصيد في منطقة `تبريز` إذ مر بنهر فعبره لوحده ودخل كهفاً ثم خرج متقلداً بسيف وأخبر رفقاءه أنه شاهد في الكهف `المهدي` صاحب الزمان، وأنه قال له: `لقد حان وقت الخروج`، وأنه أمسك ظهره ورفعه ثلاث مرات ووضعه على الأرض وشد حزامه بيده ووضع خنجراً في حزامه وقال له: اذهب فقد رخصتك . ثم بعد ذلك بقي الشاه إسماعيل متردداً وقلقاً حتى رأى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في المنام وقال له: `ابني .. لا تدع القلق يشوّش أفكارك .. احضر `القزلباشية` مع أسلحتهم الكاملة إلى المسجد في `تبريز` وأمرهم أن يحاصروا الناس .. وإذا أبدى هؤلاء أية معارضة أثناء الخطبة باسم أهل البيت فإن الجنود ينهون الأمر` . وفعل الشاه إسماعيل ما طلب منه في الجمعة مع أتباعه القزلباشية، وحاصر جامع تبريز وأعلن سيادة المذهب الإمامي الاثني عشرين بقيادة الدولة الصفوية. وسبب هذه الدعوى هو التحرر من فكرة `التقية والانتظار` إلى خروج المهدي والتي بقي علماء الشيعة يحملونها كأحد المبادئ الرئيسية، وهو ترك الجهاد والصراع العسكري إلى ظهور المهدي. ثم لما أرادوا الخروج من هذه الفكرة اخترعوا مجموعة أخرى من الأفكار والخرافات كي يبرروا خروجهم من المذهب. ويحلل الكاتب `راجرسيوري` ذلك بأن الصفويين اعتمدوا على فكرة الحق الإلهي للملوك الإيرانيين قبل الإسلام منذ سبعة آلاف سنة، وذلك بوراثة هذا الحق، وعندما تزوج الحسين بن علي رضي الله عنه بنت ملك الفرس `يزدجرد` بعد معركة القادسية وأولدها الإمام زين العابدين `علي` اجتمع حقان: حق أهل البيت في الخلافة (حسب نظرية الإمامية) ، وحق ملوك إيران، بالإضافة إلى نيابة المهدي. هذا من جانب التشيع. أما الجانب الصوفي فقد زوّد الفكر الصفوي بالمنامات، فيذكر الصفويون أن أحد شيوخ الصوفية وهو الشيخ زاهد الكيلاني، والذي تربى على يده جدهم `صفي الدين الأردبيلي` تنبأ على أثر رؤية لصفي الدين الأردبيلي `أن ملك هذا الزعيم سيملكون العالم، ويترقون يوماً بعد يوم إلى زمان القائم المهدي المنتظر . وللرؤى والكشوفات تأثير ساحر في عالم التصوف، لذا فقد أثرت هذه النبوءة على القزلباشية وكان يتصورون أن ملك الصفوييون سيستمر حتى ظهور المهدي؛ لذا اهتزت هذه النظرة بعد موقعة `جالديران` بين الشاه إسماعيل والسلطان العثماني سليم سنة (920ه/1512م)، وهزيمة الشاه إسماعيل، فبدأ الصراع يدب بين القزلياشية ونشأ تقاتل بينهم بعد اهتزاز هذه العقيدة في عقولهم . والشاه إسماعيل كان يجمع بين التعصب المذهبي والغلو والتكفير وبين الدموية ، فقد نقل عنه قريبه إبراهيم صبغة الله الحيدري في `عنوان المجد` (ص119) أنه أكثر القتل حتى قتل ملك (شروان) وأمر أن يوضع في قدر كبير ويطبخ وأمر بأكله ففعلوا (أي القزلباشية)، وكان لا يتوجه لبلاد في إيران إلا فعل أشياء يندى لها الجبين من قتل ونهب حتى قتل من أعاظم علماء العجم `السنة` وحرّق كتبهم وانهزم كثير من العلماء، منهم جد مؤلف `عنوان المجد` على بلاد الأكراد السنية في بلاد العراق. ثم أمر الشاه إسماعيل الجنود بالسجود له. وكان من دمويته أن ينبش قبور العلماء والمشايخ `السنة` ويحرق عظامهم، وكان إذا قتل أميراً من الأمراء أباح زوجته وأمواله لشخص ما. وكان أتباعه يقدسونه ويعتقدون أنه لا ينكسر ولا يقدر عليه أحد . هذا هو مؤسس الدولة الصفوية (إسماعيل شاه) التي تعد الدولة المؤسسة لكل دول الشيعة الإثنى عشرية فيما بعد. توسع الشاه إسماعيل في أرجاء إيران بعد أن تتبع ملك دولة آق قونيلو، فذهب إلى جنوب تبريز إلى مدينة همدان وهزم مراد بيك أمير قبائل آق قونيلو، الذي فر إلى شيراز واستولى عليها، وقضى على دولة التركمان السنية في إيران وذلك سنة 909ه ، واستولى على فارس وكرمان وخزستان `عربستان` ومازندران واستراباد . بعد ذلك توجه الشاه إسماعيل إلى جهة الشرق إلى خراسان واستولى عليها سنة 916ه، واستولى على مدينة مشهد. وفي نفس السنة توجه إلى مرو شمال شرق إيران وذبح أكثر من عشرة آلاف من سكانها من أهل السنة . ثم حاول أن يمتد إلى بلاد الأوزبك سنة 918ه، وأرسل أحد قواده ولكنه انهزم وقتل قائده وضعفت جبهته في هذه المنطقة وهجم عليه الأوزبك وكادوا يستردون خراسان ولكن الشاه إسماعيل استردها. دخول الشاه إسماعيل العراق واستيلاءه على بغداد من المعلوم للجميع أن بغداد عاصمة الدولة العباسية سقطت بيد المغول سنة 656ه، وبعدها حكم العراق المغول وسميت دولتهم الاليخانية إلى أن تسلم الجلائرين دويلتهم `قرا قونيلو` ثم `آق قونيلو` التي بدأ حكمها منذ سنة 806ه، وكان آخر حكامها سلطان مراد الذي حكم سنة 903ه، وفي سنة 914ه اراد الشاه إسماعيل احتلال بغداد فأرسل قائده حسين بك لاله، وانهزم والي بغداد `باريك`، وقد استبشر `نقيب النجف` محمد كمونة بعد أن كان والي بغداد `باريك` قد حبسه لأنه كان ينتظر الشاه، ويؤمل أهلي بغداد والعراق بأن الشاه إسماعيل سلطان عادل. دخل حسين لاله بغداد دون قتال وأخرج محمد كمونة من السجن ورحب به وعظمه، وذهبا هو والوالي إلى الشاه إسماعيل ليبشروه بفتح بغداد . دخل الشاه إسماعيل بغداد وكرم محمد كمونه وأعلى مقامه ثم زار كربلاء والنجف وأكرم أهلها وعمرها بالذهب والفرش والسجاد الثمين. ثم أدب بعض عشائر الجنوب. هذا خلاصة أعماله في العراق. وعودة إلى ما فعله الشاه إسماعيل في بغداد، فأهل بغداد لم يقاوموا الشاه لأن محمد كمونه أخبرهم بعدله وكان لاضطراب الأوضاع في زمن `آق قونيلو` يؤملهم بظهر حاكم جديد ينقذهم مما هم فيه، ولكن الشاه إسماعيل أمر قائده حسين لا له بتهديم مدينة بغداد وقتل أهل السنة والصلحاء، وتوجه إلى مقابر أهل السنة ونبش قبور الموتى وأحرق عظامهم. وبدأ يعذب أهل السنة سوء العذاب ثم يقتلهم، وهدم قبر أبي حنيفة وعبد القادر ونكل بقبر أبي حنيفة ونبش قبره . وقتل كل من ينتسب لذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه في بغداد لمجرد أنهم من نسبه وقتلهم قتلة قاسية . وقد أرخ الشيعة في ذلك الزمان لهذه الحادثة حتى قال ابن شدقم `الشيعي` في كتابه `تحفة الأزهار وزلال الأنهار`: `فتح بغداد وفعل بأهلها النواصب ذوي العناد ما لم يسمع بمثله قط في سائر الدهور بأشد أنواع العذاب حتى نبش موتاهم من القبور`. هكذا يسمي أهل السنة النواصب، بمجرد أنهم لا يؤمنون بعقائد الشيعة فهم نواصب يستحقون القتل . وقد فر كثير من سنة بغداد، وممن هرب الأسرة الكيلانية بعد أن خرّب الشاه إسماعيل قبر عبد القادر، فر هؤلاء إلى الشام ومصر وحكوا للعالم الإسلامي ما فعل الصفويون الشيعة ببغداد وأهلها . وصلت أخبار المذبحة العظيمة لأهل السنة إلى بلاد الدولة العثمانية في تركيا، إضافة على أخباره السابقة عن تشييع أهل السنة بإيران وقتل الآلاف المؤلفة، بل جسر إلى إرسال دعوته إلى داخل الدولة العثمانية. لذا اجتمع السلطان العثماني سليم الأول في عام (920ه/1514م)، برجال الدولة وقضاتها وعلماءها ورجال السياسة، وقرروا أن الدولة الصفوية تمثل خطراً على العالم الإسلامي بالعموم وعلى الدولة العثمانية بالخصوص، لذا قرر السلطان إعلان الجهاد المقدس ضد هذه الدولة واستبقها بأعمال نلخصها بما يلي: 1- أرسل السلطان سليم مراسلات للشاه إسماعيل الصفوي، وكان السلطان سليم يكلمه بغلظة.2- طهر بلاد تركيا من الشيعة التابعين للشاه الصفوي. ولما لم يستجب الشاه إسماعيل لدعوة السلطان سليم الأول بالتسليم قرر السلطان السير بالجيش بقيادته مستعيناً ببقايا أسرة `آق قونيلو`، وأراد الشاه إسماعيل تأخير الحرب لفصل الشتاء كي يهلك الجيش العثماني جوعاً وبرداً. أحس إسماعيل بالخطر فطلب الهدنة ولكن السلطان استمر في زحفه إلى صحراء جالديران شمال تبريز حتى وصلها سنة 920ه/1514م)، وسحق الجيش الصفوي الشيعي على أرضه، وفر الشاه إسماعيل تاركاً كل أمواله، وأسرت زوجته، وقتل الخائن `محمد كمونه` السابق ذكره . وهكذا أخرج الصفوين من العراق بعد احتلال دام ست سنوات منذ (914ه - 920م) . شعر الشاه إسماعيل بالضعف وشرع بالبحث عن صديق ليتعاون معه ضد العثمانيين، وكانت للبرتغاليين الصولة العظمى في بلاد العرب وخاصة طموحهم بواسطة اسطولهم في بحر العرب والخليج العربي واستيلاء قائدهم `البو كريك` على مضيق هرمز. كل هذه الأمور أغرت الشاه إسماعيل لإجراء اتفاقيات وأحلاف مع البرتغاليين، وقد كان تأثير أمه `مارتا` وجدته لأمه `تيودورا` اليونانية تأثيراً واضحاً في ذلك الحلف . وسننقل نص رسالة أرسلها `البوكيرك` إلى الشاه إسماعيل الصفوي جاء فيها: `إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك ، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر، أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد . وفعلاً تم التحالف مع النصارى البرتغاليين وأقرهم الشاه إسماعيل باستيلاءهم على هرمز مقابل مساعدة الشاه على احتلال البحرين والقطيف. كما اتفق على مشروع لتقسيم المشرق العربي بأن يحتل الصفويون مصر والبرتغاليون فلسطين . ولكن هذا الحلم لم يتحقق – ولله الحمد – والفضل بعد الله في ذلك للعثمانيين ، لأن الدولة العثمانية كشفت المراسلات بين الدولة الصفية والمماليك للتآمر لاحتلال مصر، فسارعت باحتلال مصر وقضت على المماليك رغم أن هذا الفتح لمصر هو أحد أسباب تأخير السلطان سليم عن القضاء على الشاه إسماعيل ودولته ، كما أن البرتغاليين سيطروا على البحر العربي والخليج العربي. عاش الشاه إسماعيل في همدان ثم عاد إلى تبريز بعد خروج السلطان العثماني وهلك سنة (930ه/1524م). مستحدثات العصر الصفوي استحدث الشاه إسماعيل بدعاً أصبحت من المسلمات عند من بعده من الشيعة، منها:1- السب المقترن بالاضطهاد الطائفي، فقد اتخذ من سب الخلفاء الراشدين الثلاثة وسيلة لامتحان الإيرانيين، وأمر بأن يعلن السب في الشوارع والأسواق وعلى المنابر . والسب موجود عند الشيعة قديماً وفي مؤلفاتهم، ولكنه لم يعلن بصورته البشعة وعلى المنابر إلا في العهد الصفوي.2- تنظيم الاحتفال بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه سنوياً، وإظهار التطبير (ضرب الرؤوس حتى التدمية بآلة حادة وسكين كبير تسمى الطبر)، وضروب الظهور بالزناجيل (وهو الجنزير) حتى الاحمرار، واللطم على الوجوه والصدور، ولبس الأسود منذ بداية شهر محرم، وتبدأ هذه الفعاليات منذ الأول من محرم إلى اليوم العاشر منه يوم (عاشوراء)، وهو يوم مقتل الحسين، ويمنع الزواج شهر المحرم، وهذا الأمر كان قد استحدث بشكل خفيف في الفترة البويهية، ولكن الشاه إسماعيل طوره بهذا الشكل مع الأشعار البكائية التي تؤثر في النفوس كدعاية للتشيّع. ومنذ سنة (907-930ه) ليومنا هذا والشيعة في إيران والعراق ولبنان وباكستان يعتبرون هذا من صلب دينهم، وإذا ما أراد حاكم أو مسؤول منعه قالوا: هذا يعادي التشييع. وهم يعلمون أولاً أن الشاه إسماعيل هو أول من أوجد هذه البدع لنشر التشيع. ويذكر الدكتور علي الوردي – وهو شيعي -: أن الشاه إسماعيل اقتبس هذه المراسيل من النصارى حيث كانوا يقومون بطقوس دينية عن مصاب المسيح والحواريين، لذلك كان يدعو النصارى لحضور مواكب التعزية . 3- وضع الشهادة الثالثة في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله)، وهذه البدعة وضعتها فرقة شيعية في القرن الرابع للهجرة، ذكرهم عالم شيعي هو ابن بابويه القمي ولعنهم، وكذا حاربها أشهر علمائهم وهو الشيخ الصدوق في كتابه `من لا يحضره الفقيه`. ولكن الشاه إسماعيل الصفوي أمر به ورفضه في وقته علماء الشيعة. ولم تدخل هذه البدعة في العراق حتى سنة (1870م)، أدخلها ناصر الدين شاه عندما زار النجف في زمن الوالي العثماني مدحت باشا ، ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا أصبح هذا الأذان من مسلمات الشيعة في إيران والعراق ولبنان وجميع تواجد الشيعة في العالم، وسكت علماءهم وهم يعلمون حق العلم أن الأوائل لعنوا فاعليه وإنما فعله المفوضة الغلاة، وهكذا أصبحت أفكار الشيعة الغلاة المرفوضة هي شعائر مسلم بها في عهد الشاه إسماعيل وأصبحت من مسلمات المذهب، وسكت على ذلك جميع المراجع الدينية، وجاءت الثورة الإسلامية في إيران فأحيت كل ما فعله الصفوييون. 4- السجود على التربة الحسينية وهي قطعة من الطين يسجد عليها الشيعة بدل الأرض تسمى `التربة الحسينية`، وأصبحت يومنا هذا جزءاً من دين الشيعة وما هي إلا طريقة لتميز الشيعة عن غيرهم، وأوجدها الشاه إسماعيل فأصبحت من المسلمات الدينية. - 5 ضرورة الدفن في النجف، فقد كان يؤتى بالجثث متعفنة من إيران لبعد الطريق وصعوبة التنقل من أجل الدفن في النجف، واشتغل لذلك تجار إيرانيين لنقل الجثث بعد تجفيفها ومثل بالإنسان الشيعي ميتاً كي يوصل إلى مقبرة النجف بعد استحداث هذه البدعة، وإلى يومنا هذا سرت هذه البدعة حتى أصبحت من بديهيات شيعة العراق الدفن بالنجف.6- تغيير اتجاه القبلة في مساجد إيران باعتبار أن قبلة أهل السنة خاطئة، ومن ثم أصبح الشيعة وإلى يومنا هذا يصلون منحرفين عن القبلة الأصلية لأهل السنة. 7- أجاز علماءه السجود للإنسان وهذه ابتدعها الشاه إسماعيل للقزلباشية، فقد كان يسجد له، واليوم يكرم السادة والعلماء بشكل مغال فيه، وأما السجود فقد انتشر بين شيعة البهرة `الإسماعيلية`، ولكن كل الشيعة يسجدون للقبور ولو بخلاف القبلة.8- إجراء مرتبات ضخمة لعلماء الدين الشيعة ومنحهم إقطاعات وقرى زراعية وأوقاف خاصة، كي يستطيعوا أن يفتوا للسلطان ما يشاء. وهكذا برزت فكرة جمع المال للعلماء وعلماء الحوزة كلهم من أغنى الناس، فمؤسسة الخوئي في لندن تملك الملايين من الدولارات وقيل أكثر، وهذا الخميني عندما كان بالعراق كانت ثروته هائلة جداً، حتى إنه عندما رحل من العراق إلى فرنسا للإقامة حول مبالغ طائلة، واليوم يمتلك الحكيم `عبد العزيز` ومقتدى وغيرهم الملايين، وهذه بدعة فارسية أشار لها شاعر الشيعة أحمد الصافي النجفي عندما أحس بثراء علماء الدين الشيعة فقال: عجبت لقوم شحذهم باسم دينهم *** وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم لئن كان تحصيل العلوم مسوِّغاً *** لذاك فإن الجهل خير من العلم لئن أوجب الله الزكاة فلم تكن *** لتعطى بذل بل لتؤخذ بالرغم أتانا بها أبناء ساسان حرفة *** ولم تكن في أبناء يعرب من قدم وهكذا استطاع الشاه إسماعيل جعل إثراء العلماء ديناً بعد أن كنا نقرأ عن زهد علي رضي الله عنه وآل البيت، فاليوم أصبح أغنى الناس السادة . هذه بعض مستجدات ومستحدثات الشاه إسماعيل، وللمزيد راجع بعض المراجع لذلك . عصر ابنه الشاه طهماسب تولى العرش الصفوي بعد وفاة أبيه وعمره (11سنة) وذلك سنة 930ه/1524م)، لذلك فإن القزلباشية هم من حكم الدولة. استغل الأوزبكيون `السنة` ذلك وهجموا على خراسان واستولوا عليها سنة (933ه)، وهزمت قواد طهماسب، ولكنه سنة (935ه) أعادها. وأقام الشاه طهماسب حلفاً (إيرانياً-أوروبياً)، ضد العثمانيين، فأرسل السفراء إلى ملك المجر، وإمبراطور النمسا (شارل السابع)، وهذا الحلف الدافع له هو ظهور السلطان سليمان القانوني سنة (1525م) ويومها ذعر البلاط الإيراني للدولة الصفوية وبدأ بتحريض الشيعة في بلاد تركيا ضد الدولة العثمانية. وفعلاً تم ذلك، ففي سنة 1926م، في منطقة يوزغاد قام الشيعي `بابا ذو النون` بتمرد من (3-4) آلاف شيعي وسيطر على المنطقة وفرض الجزية وهزم بعض القواد العثمانيين إلى أن قمعها السلطان سليمان ودمرها . وأكبر من ذلك تمرد في منطقة (قونية) `مرعش` جنوب تركيا حالياً، بقيادة قلندرجلبي، ومعه (30) ألف شيعي، وقاموا بقتل السنة وكان شعاره في قتل السنة: `من قتل مسلماً سنياً ويعتدي على امرأة سنية يكون بهذا قد حاز أكبر الثواب`. واستطاعوا في البداية قتل قواد أتراك كبهرام باشا، ولكن السلطان أرسل الصدر الأعظم إبراهيم باشا فقتلهم وقضى على تمردهم . وكان سليمان يخطط لجهاد أوروبا وفتحها وتم له بعض ذلك. عودة إلى طهماسب والعراق، فعندما خسر الشاه إسماعيل في موقعة `جالديران` ضعف نفوذه في العراق لأن التجار الإيرانيين استمروا بالدخول والخروج إلى العراق، وكان العراق يحكم من قبل الحكام الأتراك بقايا `آق قونيلو` ويحاول الحكام الصفويين أن يستميلوا الحكام لهم، ولكنهم لم يفلحوا، وقد حكم العراق حاكم من منطقة إيرانية يدعى `ذي الفقار`، ولكنه لم يتبع طهماسب، وحكم العراق وحاول أن يعلن ولائه للعثمانيين، فهاجم طهماسب بغداد ولم يفلح، ولكنه استخدم الغدر، فأغرى أخوة ذو الفقار بقتله فقتلوه وسلموا الشاه بغداد، وعين عليها ضابط لكل ولاية في العراق، ورجع طهماسب إلى عاصمته قزوين . لكن أهالي بغداد هرعوا يراسلون السلطان سليمان القانوني كي يخلصهم مما حل بهم وما سيحل تحت الحكم الصفوي. استعد السلطان سليمان القانوني لاستعادة مدينة بغداد، وأرسل رسائل تهدد طهماسب فذعر البلاط الإيراني فراسلوا ملك هنغارية كي يعاونهم ضد العثمانيين، لكن سليمان القانوني أعدم كل الأسرى الإيرانيين الشيعة. فتحرك الهنغاريون فوجه الجيش العثماني لهم أولاً، ووجه مجموعة من ضباطه على تبريز لاستعادتها ومن تمرد من أصحاب الولايات. ودخلوا تبريز دون دم وسيطروا على عموم أذربيجان. توجه السلطان سليمان بعد ذلك إلى بغداد، وانهزم واليها التابع لطهماسب ودخل سليمان القانوني بغداد وفتح العراق وتبع للدولة العثمانية، وأعاد قبر أبي حنيفة ورفاته وبناه من جديد، وقيل إنهم وجدوا رفاة أبو حنيفة كاملاً في كفنه، وأعيد إلى قبره وبنى عليه قبة، ولكنه زار قبر موسى الكاظم، وزار كربلاء والنجف وأنقذ مدينة كربلاء من الفيضان وبنى سدوداً. ثم رجع وخلص جميع العراق له بل حتى البحرين والقطيف . كل ذلك كان سنة (941ه/1534م)، وسيطر نهائياً على تبريز سنة (944ه) ونقلت عاصمة الصفويين إلى قزوين. تعب طهماسب عسكرياً لذا طلب الصلح من العثمانيين ووقعت معاهدة `أماسيه` سنة (961ه/1555م). بعدها حاول طهماسب إقامة علاقات مع إنكلترا، وفكرت إنكلترا بدخول أرض الصفويين فأرسلت تاجراً يحمل رسائل من الملكة اليزابيث الأولى ولكنه في الحقيقة جاسوساً وذلك سنة (965ه/1558م). كان طهماسب محباً للعبث والشراب والطرب، وكانت دول أوروبا تذهب إليه لتحريضه على العثمانيين كما فعل سفير فينسيا، ولكن طهماسب كان همه المال والنساء وفسدت بلاده وكثرت الرشوة حتى قيل إنه مات مسموماً من إحدى زوجاته . وأهم ما يميز فترة الشاه طهماسب:استدعاءه لعالم شيعي معروف من لبنان وهو نورالدين علي بن عبد العالي الكركي، هذا العالم السيئ الذي برر كل أفعال الصفويين السيئة وألف لهم كتباً تؤيد ما استحدثوه، فألف كتاباً في التربة الحسينية، وجواز السجود للإنسان، وألف كتاباً يؤيد السب والشتم للصحابة بعنوان: `نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت`، أي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يفضل لعن الصحابة على التسبيح لله. وألف رسالة في تغيير القبلة؛ لذا سماه خصومه الشيعة بأنه `مخترع الشيعة`، لأنه ابتدع وبرر أفعال الصفويين كلها. وأخطر من ذلك كله أنه جعل صاحب الدولة الصفوية (نائب الإمام الغائب)بالوكالة . فكان ذلك أول تمهيد لنظرية `ولاية الفقيه`، والكركي ذهب أيام الشاه إسماعيل سنة 916ه، إلى إيران واطلع على الأوضاع ثم رجع إلى النجف ليدرس الحالة الجديدة، فعقيدة الشيعة تقول بالتقية وعدم الجهاد إلى ظهور المهدي، والحالة الجديدة في إيران تخالف المعتقد فلا بد من نظرية جديدة فاخترع `نيابة عامة للفقهاء` عن الإمام المهدي، ولكنها ليست للشاه، ورأى طهماسب أن يجلب الكركي لتكون السلطة للفقهاء التابعين له، ويبعد القزلباشية الذين تحكموا به صغيراً، لذلك سلم طهماسب الحكم للكركي، والكركي أجاز شكلياً لطهماسب بالحكم، ولكن القزلباشية سمت الكركي فمات مسموماً سنة (940ه) . الشاه إسماعيل الثاني مات الشاه طهماسب مسموماً وحدث صراعاً حول العرش حتى وصل إلى إسماعيل ابنه وكان أبوه قد سجنه مدة (25سنة)، فأخرج، وأول ما قام به قتل أخوته واحداً بعد الآخر، وقتل حاشية القصر بدموية وسمل عيونهم, هكذا نقل وقيل. ولكنه لم يدم طويلاً فبعد مدة دخل عليه جماعة وقتلوه سنة (985ه)، وقيل إنه أبعد العلماء ولم يعترف ب `نيابة الفقهاء` وأن العلماء كانوا يلعبون بأبيه، فاتهمه العلماء بأنه أصبح سنياً وقتلوه. والبعض يؤكد أنه تحول إلى سني فقتل . الشاه محمد خدابنده وهو ابن طهماسب جلس على العرش سنة (985ه)، وكان ضعيف البصر لدرجة العمى، ولكنه كان جباراً، فقد قتل أخته (بريخان) لما لها من نفوذ عالي في القصر، كما قتل أخواله، وحتى أطفال أخيه إسماعيل الثاني، وحصل قتال بينه وبين العثمانيين زمن السلطان مراد الثالث، وحاول القزلباشية التلاعب بالحكم ووضع حاكم يناسبهم، ولكن ابنه عباس وكان عمره (17) سنة فطن لذلك فجمع جيشاً كبيراً من القبائل وخلع أبوه سنة (955ه/1587م) . عهد الشاه عباس الكبير كان الشاه عباس على صغره رجلاً صاحب دهاء ومكر، وكل شيء يفعله غايته تبرر وسيلته، فقام بقتل مربيه وخير قواده، ومدة حكمه كانت (42سنة)، من سنة (996ه - 1038ه) (1587-1628م)، وكان أول ما قام به معاهدة صلح مع العثمانيين سلم مدناً كثيرة متنازلاً للعثمانيين. كما شرط عليه إيقاف لعن الخلفاء الراشدين الثلاثة، والذي كان معمولاً به في إيران فقبل. وأبقى ابن أخيه رهينة عند العثمانيين فوافق على كل الشروط . كان الأوزبكيون السنة قد استولوا على خراسان وعلى مدينتي مشهد وسبزوار سنة (1002ه)، ولكن مات ملك الأوزبك عبد الله خان وقتل أخوه عبد المؤمن فهاجمهم في مدينة هراة وطردهم من المنطقة سنة (1006ه). بعد ذلك اتصل الشاه عباس ببريطانيا لترسل له خبراء أسلحة ورحبت ذلك بريطانيا فأرسلت له `السير أنطوني شيرلي` وأخوه السير `روبرت سيرلي`، واتفقوا على تكوين جيش جديد من حملة البنادق بدل الرماح والسيوف، كما أدخل المدفعية وبنى مصانع، كما إنه كون قبيلة سماها `شاهسون` أي أصدقاء الملك وهو تجمع على أساس الولاء للملك لا على أساس القربى والنسب . كما إنه ساعد الإنكليز في إضعاف النفوذ الهولندي في الخليج العربي، وإبداله بالنفوذ الإنكليزي، واشتركا معاً بجيوش لتنفيذ هذه المهمة واستمرت حروبهم حتى سنة (1034ه). أما حروب الشاه عباس ضد العثمانيين فبدأت عندما شعر الشاه بقوته، شرع بإرجاع ما أعطاه لهم في معاهدته مثل مدينة `تبريز` كما إنه حاول احتلال `شروان وديار بكر`، ثم توجه أخيراً إلى بغداد . والشاه عباس كان طائفياً بشكل جلي، وأشنع ما أراد فعله أنه حاول أن يقنع الإيرانيين بالتخلي عن الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد، لأن الواجب القومي يحتم عدم السفر عبر الأراضي العثمانية ودفع رسم العبور، وكان يحث رجال الدين لتعظيم زيارة الرضا، كما إنه تردد مراراً لزيارته ومشى مرة على الأقدام إلى مدينة مشهد ويقال إنه مشى أكثر من (1300كم) . كما إنه عامل الأكراد السنة معاملة سيئة، فقد طلب منهم الدخول في المذهب الشيعي فرفضوا مما أدى بالشاه عباس إلى قتلهم وشردهم إلى بلاد خراسان ليكونوا حاجزاً بينه وبين الأوزبك، وقد قتل في أيام (70ألف كردي)، ورحل (15000) عائلة كردية . وكان يقتل أسرى العثمانيين والأوزبك فإن لم يقتلهم سمل عيونهم، إلا إذا تخلى عن مذهبه فله حكم آخر. وكان أحياناً يمثل بعلماء السنة فيقطع آذانهم وأنوفهم وتعطى هذه الأعضاء لعوام السنة لأكلها. وكما كان يحاصر مدناً سنية من أجل تسليمه شخص مطلوب وإلا قتل المدينة كما فعل مع مدينة همدان. بينما كان يكرم النصارى سواء من كانوا من أهل إيران أو رعايا الدول الأوروبية، بل كرم حتى التبشير المسيحي في إيران. وبنى مدينة للأرمن قرب أصفهان، تدعى `جلفا`، وكان يكرم النصارى بشكل غير طبيعي، لذا أقبل تجار أوروبا من كل حدب وصوب إلى إيران، واصدر قوانين بإعفائهم من الضرائب، ومنع رجال الدين الشيعة من إزعاجهم أو مناقشتهم، وكان يقدم هدايا لحم الخنزير إليهم، وأمر جميع أعضاء البلاط باحتساء الخمر مشاركة للمسيحيين حتى ولو في شهر رمضان، وبنى لهم الكنائس، بل كان يشاركهم أعيادهم وسماع مواعظهم، مما شجع بعض القساوسة لدعوته للدخول في الدين النصراني ولكنه اعتذر بلطف. أما خلاصة ما فعله في مدينة بغداد، فقد ثار قائداً من القواد العثمانيين على والي بغداد يدعى (بكر صوباشي) وسيطر على بغداد وخاف من بطش العثمانيين، فأرسل إلى الشاه عباس يطلب منه دعمه مقابل أن تكون بغداد تابعة له ، رحب الشاه عباس بذلك، حتى يستعيد بغداد ويتمكن من زيارة النجف وكربلاء، وتكون تحت تصرفه. توجه صوب بغداد وعندما اقترب من بغداد طلب من `بكر صوباشي` مفاتيح بغداد، ولكن بكر رفض تسليمه خوفاً من الغدر به. واستطاع الشاه عباس دخول بغداد والسيطرة على الموصل وكركوك وسيطر على أغلب العراق وذهب إلى النجف. ولكن ماذا فعل الشاه عباس ببغداد؟ هتك حرماتها وأستارها، ورمل نساءها، ويتمت الأطفال، وأتلفت الثروات، وخربت الجوامع، وجعلت أرضاً منبسطة، وهدمت المراقد ونهبت ومنها مرقد أبي حنيفة وعبد القادر الجيلاني. وأما العشائر فنكل بها وأجرى عليهم عدة مظالم. والشاه عباس خدع أهل بغداد عندما وعدهم بالأمان كي يسلموا اسلحتهم، وأخذ يقتل ويعذب الآلاف ورفض كثير من أهل بغداد تغيير عقيدتهم وفضلوا الموت على التشيع ولو بالظاهر، وأخذ أطفالهم والنساء فباعهم كعبيد إلى إيران ولم يعرف لهم خبر، وكان ينوي إبادة أهل السنة في بغداد، لذا طلب من سادن وخادم كربلاء إعداد قوائم لأهل السنة والشيعة كي يبيد أهل السنة، وحول المدارس الدينية إلى اصطبلات وهدم مرقد أبي حنيفة ومشهد عبد القادر الجيلاني، ثم عين والياً لها وغادرها إلى بلاده، وكان ذلك سنة 1033ه . وفي سنة 1038ه، هلك الشاه عباس. وولي بعده الشاه صفي الأول سنة (1038ه)، وفي عهده وفي سنة (1048ه) حرر العثمانيون منه مدينة بغداد وكل العراق ولم يستطع الصفويون عمل أي شيء للعراق بعد ذلك، علماً بأن إيران هي البلد الوحيد المجاور للعراق والتي لها أطماع في احتلاله دائماً، واعتداءات إيران على العراق أشهر من أن تذكر.المستحدثات في عصر الشاه عباس:- 1- أقام أعياداً لكل يوم ولادة إمام من الأئمة الاثني عشر، كما أقام العزاء في ذكرى وفاتهم، وخصص (8) أيام لعلي بن أبي طالب في رمضان.- 2- أبقى وأيد كل ما استحدثه الشاه إسماعيل.- 3- خصص زيارة الرضا.- 4- سمى نفسه (كلب عتبة علي)، أو (كلب عتبة الولاية)، ونقشه على خاتمه.الدولة الصفوية بعد الشاه عباس استمرت الدولة الصفوية بعده قرابة (100) عام) وانتهت سنة 1148ه، وكل من حكم من الصفويين كان غير ملتزم بالدين، فكلهم قتل من عائلته ابنه وأخته وابن أخيه، وطرقهم وحشية في التعذيب والقتل العشوائي وشرب الخمور، هذه هي معالم الدولة الشيعية الاثني عشرية الأولى، وكان تغطي على هذه السلوكية بإقامة الشعائر الحسينية لنصرة آل البيت.خاتمة مهمة:هذه هي الدولة الصفوية (907ه - 1148ه)، قرابة 250 سنة، الدولة الشيعية الإمامية الأولى في التاريخ، إذ أن الدولة الفاطمية دولة شيعية إسماعيلية، والبويهية هي دولة زيدية. فكان أول دولة شيعية إمامية، شيعت إيران بالقوة فقد كان الشيعة نسبتهم في بلاد إيران تقدر (10%)، وأصبحت اليوم (65%) ، والسنة على كونهم (35%)، فلا قيمة لهم في إيران، بل إن النصارى والأرمن واليهود والزرادشت والبهائيين والذين مجموع نسبتهم (2%) لهم من الحرية في العبادة والعمل داخل إيران أضعاف ما للسنة. وعندما جاءت الثورة الإسلامية في إيران، وهي الدولة الإمامية الوحيدة في الأرض أعلنت في دستورها المادة (12):إن الدين الرسمي هو الإسلام، والمذهب الجعفري هو الإثنى عشري، وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد. هذا هو التعصب الطائفي، أما التعصب الفارسي فظهر في الدستور عندما اشترطوا أن يكون رئيس الجمهورية `فارسياً`. إن سلوكية الشيعة في كل وقت وزمان سلوك واحد، لأنه ينبثق من مصادر واحدة، فمؤلفاتهم كلها دعوة لتعذيب وتقتيل أهل السنة (النواصب)، فإذا استضعفوا استعملوا (التقية)، وإذا تمكنوا استعملوا اشد أنواع القتل والتكفير لأهل السنة، منطلقين من عقدة الاضطهاد التي تولدت وولدت عند أتباعهم، مثلما ولّد اليهود عندهم عقدة المظلومية والاضطهاد، والتي تولد الحقد الدفين. لقد تربى الشيعة على هذه العقد أكثر من (13) قرن، وكلهم وإن بنسب مختلفة يحمل هذه العقد، لذلك إذا تمكن الشيعي فعل ما يندى له الجبين، والسنة لا يصدقون كل ذلك لأنهم أحياناً لا يفهمون الدوافع الحقيقية للشيعة.ما أريد قوله، إن حقد الدولة الصفوية لم يأت على الدولة العثمانية ولا على قومية معينة، بل هي وزعت حقدها على أهل السنة، سواء كانوا إيرانيين أو عراقيين أو أفغان أو أوزبك أو أتراك، كلهم مشتركون بالسنية وهذا جرم يكفي لقتلهم وتعذيبهم: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)( البروج :8)، وصدق الله إذ يقولك: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:20]. نعم، هذا ما فُعل سابقاً، واليوم يفعل في العراق مع أهل السنة، يقتل المرء لكونه سنياً، ولا يضحك عالم أو مثقف أو سياسي على أهل العراق بقوله :إنها فتنة طائفية، فإن قيادات اليوم للعراق أخرجوا معتقدهم الحقيقي الذي وضعته الدولة الصفوية ونفذته، فحذار حذار .. وسيفعل حزب الله في لبنان ما فعل في العراق، وسيفعلون في البحرين والكويت والسعودية ما فعلته القيادات الدينية الشيعية في العراق بالسنة.



الدكتور أحمد الياسري
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الدكتور أحمد الياسري
اليوم, 09:55 AM
#2
الحاج بونيف
vbmenu_register("postmenu_381112", true);

عضو المجلس الاستشاري


تاريخ التسجيل: 07/09/2007
المشاركات: 3,427
معدل تقييم المستوى: 5
رد: كل شئ عن الصفوية والصفويون - تاريخها - بدعها- جرائمها
إن دور الصفويين الحاقدين غير خاف في العراق، فهم يقتلون ويذبحون ويهجرون؛ وإنهم من أدخلوا المحتل وأيدوه وناصروه.. وإن مواقفهم المشينة في سب الصحابة والخلفاء وفي حجهم لمزار أبي لؤلؤة، وفي منعهم إقامة المساجد للسنة في إيران؛ وتعاملهم مع الأحواز .....كل هذه التصرفات تجعلنا نصدم في بعض من يدافع عنهم، ويتهمنا بالتعصب وبقصور في الفكر.. إننا لن نسكت على جرائمهم وبهتانهم ونفاقهم وتقيتهم وعجرفتهم، ونعتبرهم أشد خطرا من الصهاينة الذين هم أعداؤنا إلى يوم الدين، ولن نغير رأينا في الصفويين الملاعين حتى يثبتوا حسن نواياهم بالخروج من العراق والكف عن الطقوس التي تسيئ للإسلام وتهديم مزار أبي لؤلؤة والسماح للسنة ببناء المساجد والكف عن سب الخلفاء والصحابة عليهم رضوان الله أجمعين، وغيرها .....وأخيرا أقول: لعن الله الصفويين ومن يدافع عنهم..
__________________


رد: كل شئ عن الصفوية والصفويون - تاريخها - بدعها- جرائمها
أعتقد ان هذا المقال فيه تجني على المذهب الشيعي , نحن ندين الصفوية بكل تأكيد لكننا لا يجب ان ندين المذهب الشيعي وأخص بالذكر الإثنا عشري. المقال اعلاه يدعو الى إشعال الفتنة المذهبية للأسف الشديد وليس للتعريف بالمذهب الآخر و كما ان القول بان الثورة الايرانية والحكم الايراني الحالي يكرس الصفوية ويدعو لها هو كلام بعيد عن الحقيقة وكذلك القول بعدم وجود مساجد للسنة في طهران , أقول نعم يوجد في ايران بعض الشيعة الايرانيون الذين ما زالوا يحملون فكرا صفويا لكنهم قلة ولا يمثلون الراي الرسمي أو رأي الأغلبية , وجميعا يعلم ان بعض ابناء السنة هم مغالون في تعصبهم وكراهيتكم للآخر وهؤلاء كذلك لا يمثلون أغلبية السنة وادعو إخواني من المسلمين (سنة وشيعة) المخلصين لدينهم وعقيدتهم ان يساهموا في التقريب وليس في اشعال الفتن التي تغضب الله ولا تخدم سوى اعداء الامة الصهاينة والأميركان والغرب عموما.نشرت في احد زوايا هذا المنتدى مقالا يتناول هذا الموضوع نفسه ولكم من وجهة نظر أخرى "توفيقية" , اعيد نشره هنا حتى يطلع القاريء على الجانب الآخر من الحكاية , وندعو الله ان يجنبنا شرور الفتنة المذهبية أو العرقية انه سميع ومجيب للدعاء الصالح.عمر عبد الهادي-----------------------------------------------------

السنة والشيعة في فكرعلي شريعتي

بقلم: عمر عبد الهادي

في هذا الزمن الصعب الذي نشاهد فيه أعداء الأمة سواء من كانوا جزءا منها أو جاؤوا من خارجها , نشاهد هؤلاء وأولئك يسعون من أجل إشاعة الفتنة المذهبية بين المسلمين وتحديدا بين السنة والشيعة. في زمن الفتن هذا وجدت مناسبا أن استذكر مفكرا ايرانيا ومسلما شيعي المذهب وفارسي العرق , كتب بتعمق وتجرد عن التسنن والتشيع وأجاد فقال ما اعتاد قوله الرجال الشجعان المحبين لأمتهم ولدينهم ,الرجال العالمين بل المتبحرين في العلم العاشقين للحقيقة وللحق. لقد حضرني وبإلحاح أن أكتب عن الدكتورعلي شريعتي وعن فكره المنير وأن أتناول كتابه الشهير" التشيع العلوي والتشيع الصفوي" بالعرض والتحليل لأنه برأيي أفضل ما كُتِب على الإطلاق حول تكريس التقريب بين السنة والشيعة وحول الإسلام الأصيل إنطلاقا من هذين المذهبين الكبيرين .ولد الدكتور علي شريعتي (علي بن محمد تقي شريعتي) عام 1933 م , في مزيتان من أعمال خرسان الايرانية , واغتالته ايادي السافاك الآثمة عام 1977 منهية بإغتياله حياة مفكر ايراني كبير بذل أقصى مساعيه من أجل خدمة الإسلام الأصيل ومن أجل تسليط الضوء على الإسلام الرسالي الحق.في هذا المقال اتناول كتابه الذي أشرت اليه " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " ويعد هذا الكتاب أحد أهم مؤلفاته وقد سلط الضوء فيه على التشيع وعلى التسنن وفرّق بين نوعين من التشيع (العلوي والصفوي) وغني عن القول ان التشيع العلوي يعني الإقتداء بالأمام علي بن ابي طالب بعد النبي محمد (ص) وتحدث عن نوعين من التسنن (المحمدي والأموي) وأشار الى العلاقة التي تربط بين أحدهما بالآخر أو بينها جميعا.ينسب التشيع الصفوي الى الشاه اسماعيل الصفوي الذي سيطر على الحكم في ايران في بداية القرن السادس عشر ومن المعلوم ان الشاه اسماعيل كان عدوا شرسا لجيرانه العثمانيين سنيّي المذهب وقد خاض حروبا ضروسة معهم ومن أجل أدلجة التناقض مع الدولة العثمانية أصرالشاه اسماعيل على مذهَبَة صراعه معهم فعمد الى نشر التشيع بين قومه بالحسنى وبالإكراه وبذلك جعل من التشيع نهجا دينيا سياسيا يواجه به النهج السياسي العثماني السني . وقد كان الشاه اسماعيل شديد القسوة على شعبه ولم يكن يتورع عن قتل معارضيه وخاصة الذين كانوا يرفضون تغيير مذهبهم , وفي نهاية المطاف تمكن الشاه اسماعيل الصفوي من صناعة التشيّع الصفوي الذي اصبح بالضرورة عدوا للتشيع العلوي الأصيل ومشوّها له .وعن التشيع الصفوي نذكر هنا مقتطفات من أقوال الدكتور علي شريعتي والتي تلخص توصيفه له ورأيه فيه ومنها النقاط التالية :- التشيع الصفوي يتبنى الحديث عن مصيبة كربلاء وليس عن ثورة كربلاء وبذلك يقتل فكر كربلاء الأصيل بإلصاق البدع والأساطير به وبالفكر الشيعي عموما وهذا ينسحب على البكاء المبالغ به وعلى جلد الذات وقال الدكتور شريعتي ان الصفويين نقلوا تلك البدع عن عادات وتقاليد اوروبية كانت تتبع في الأعياد المتعلقة بصلب السيد المسيح عليه السلام .- التشيع الصفوي يأخذ بالفكر القومي ويركزعليه وبذلك يعمل على بناء الإسلام على أسس عرقية.- تقية التشيع الصفوي هي تقية المخادع والخامل الجبان , بينما تقية التشيع العلوي هي تقية المناضل الشجاع الذي يوظفها من أجل تجاوز الخلافات بين المسلمين .- التشيع الصفوي يتعمد الإساءة لأهل السنة والى رموزهم من أجل نشر الفرقة عن طريق تسييس الأحكام بغية تكريس الحكم الشيعي الصفوي .يطلق الدكتور شريعتي تسمية "الجمال المطلق" على التسنن المحمدي والتشيع العلوي كما يصف التشيع الصفوي والتسنن الأموي بالقبح المطلق ويطالب بتوفير قاعدة علمية مشتركة وراسخة بين الأخوين ويقصد التشيع العلوي والتسنن المحمدي وذلك من أجل الحد من الخلاف المذهبي الذي يتصاعد نتيجة إنتشار العدوين المتآخيين ويقصد التشيع الصفوي والتسنن الأموي ويشدد الدكتور شريعتي على أن التسنن الأموي يشوه سمعة التشيع بربطه بالمجوسية واليهودية ويقول إن سباب وشتيمة الصحابة هي من بدع التشيع الصفوي الذي ينحى وقرينه التسنن الأموي أيضا نحو المدح والثناء للسلطات القائمة لأن كلاهما مذهب اختلاف وشقاق ومن خصائصهما الحقد والضغينة وكلاهما يمثلان الإسلام الرسمي والدين الحكومي . ثم يخلص الى مطالبته ببناء الدولة الإسلامية التي لا بد ان تقوم على إعادة صياغة الذات والمجتمع أقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا على نحو اسلامي أصيل وحقيقي . ويدعو الدكتور شريعتي الى قيام إسلام بلا قوميات أو مذاهب لكي يكون الإسلام الرسالي هو الجنسية وهو الوطن .وقبل ان ندخل في الإستنتاجات لا بد أن نذكر أن الدكتور شريعتي أشاد بعدد كبير من علماء المسلمين السنة وعلى رأسهم الإمام الشافعي والإمام أنس بن مالك ومن علماء السنة المعاصرين أشاد بشيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت ( 1893- 1963 ) الذي تولى مشيخة الأزهر الشريف من العام 1958 حتى العام 1963 .نستنتج من طرح الدكتور شريعتي ومن فكره المنير أن الفتنة المذهبية القائمة حاليا بين السنة والشيعة هي امتداد للحرب التي دارت في القرنين السادس عشر والسابع عشر بين الصفويين والعثمانيين والتي ارتكزت على أهداف سياسية متعارضة كانت تخدم محاولات التوسع القومي , وأن الخلاف المذهبي الحالي سببه انتشار العدويين المتآخيين التشيع الصفوي والتسنن الأموي وانحسار الأخوين التشيع العلوي والتسنن المحمدي .وفي الختام أدعو جميع المسلمين الغيارى على دينهم أن يقتدوا بهذا العالم والمفكر الفارسي الشهيد علي شريعتي وأود أن أضيف انني ارى أن المسلم الشيعي العلوي هو سني محمدي بالضرورة وأن المسلم السني المحمدي هو شيعي علوي بالضرورة.


0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن