من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

ايران بين الدعوة للفتنة وتغيير اتجاه القبلة/صباح الموسوي

إيران بين الدعوة للفتنة في الحج وتغير اتجاه القبلة
شبكة البصرة
صباح الموسوي
كاتب احوازي
مشكلة الغارقين في التبعية للنظام الإيراني أنهم يجهلون حقيقة هذا النظام وأهدافه الخبيثة، وإذا حاول باحثا أو كاتبا ما شرح حقيقة هذا النظام وتعرية نواياه السياسية و تبيان عقائده الفاسدة، انبر له أتباع إيران وراحوا يشنعون عليه و يكيلون له الشتائم والاتهام بالعمالة لأمريكا والكيان الصهيوني ومعاداة أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وما الى ذلك من الكلام الذي لا يصدر إلا من أناس اقل ما يمكن القول عنهم أنهم يفتقدون البصيرة وكل معاني الكرامة الإنسانية والعزة القومية والوطنية، وقبل ذلك العزة والكرامة الإسلامية. فلو أن المدافعون عن النظام الايراني تدبروا وتمعنوا قليلا في أفاعل قادة النظام الإيراني والأهداف التي يسعى وراء تحقيقها هؤلاء الملالي من خلال شعاراتهم الفارغة، لما وقفوا هذا الموقف المشين ممن يحاول تعرية ما يسمى بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي أثبتت التجارب التي عشناها طوال العقود الثلاثة الماضية من عمرها انها لا جمهورية ولا إسلامية وإنما هو نظام حكم عنصري طائفي يسعى من خلال الشعارات البراقة تحقيق الأهداف التي رسمتها الحركة الشعوبية والرامية الى إعادة بسط الهيمنة الفارسية الكسروية على المنطقة العربية، حيث كانت خدعة التباكي على فلسطين احد هذه الشعارات التي أكد كل من رئيس مجلس الشورى "علي لاريجاني" ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء "حسن فيروز آبادي" في معرض ردهم على الشعارات التي رفعت في التظاهرات الشعبية الغاضبة من قبل أنصار خاتمي وكروبي وموسوي مؤخرا والتي تقول (لا غزة ولا لبنان... نفديك يا إيران)، بأنها فعلا شعارات فارغة وكاذبة حيث قال هؤلاء المسئولين بوضوح (ان دعمنا للقضية الفلسطينية هو شكل من أشكال الاستثمار للحصول على امتيازات إقليمية ودولية)، ولا اعتقد ان هناك أفصح وأوضح من هذا الكلام الذي يبين حقيقة التباكي الإيراني على القضية الفلسطينية، ولكن مع ذلك يرفض أتباع نظام الملالي القبول ان هذا النظام مخادع وأنهم مغفلون، ويصر بعضهم على جهالته كالذي أخذته العزة بالإثم، رغم ان لا عزة ولا كرامة لمن يصر في الدفاع عن من يخدعه. لقد أطلق مرشد النظام الإيراني (آية الله) علي خامنئي ورئيس جمهوريته احمدي نجاد قبل أيام تصريحات مثيرة للجدل دعوا فيها الحجاج الإيرانيين إلى استئناف مسيرات الشغب في موسم حج هذا العام، وهذه بالطبع دعوة للفتنة لانها مخالفة صريحة لقول الله تعالى "لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، كما ان التجارب السابقة قد أثبتت ان مسيرات الفتنة التي سيرها الحجاج الإيرانيون والتي جاءت تحت اسم "البراءة" قد تسببت في سقوط ضحايا من الحجاج الأبرياء وكدرت خواطر الآخرين الذين جاءوا ينشدون الرحمة والمغفرة من الله عزوجل في ظل البيت الأمين إلا ان عناصر الحرس والمخابرات الإيرانية والحشاشون من مقلدي وأتباع ولاية الفقيه (السفيه) قد عبثوا بأمن وحرمة هذا البيت. والمدهش أيضا هي مزاعم ممثل مرشد علي خامنئي في إقليم خراسان وعضو مجلس خبراء القيادة المدعو (آية الله) "احمد علم الهدى" في خطبة صلاة الجمعة الأخيرة، والتي قال فيها "ان بلاد الحجاز (السعودية) اليوم أسيرة بيد الوهابية وان العراق أصبح قاعدة للكفرة والمستكبرين، وان الأرض الوحيدة التي يجب ان تكون قبلة للمسلمين هي مدينة مشهد"!. ومشهد هذه هي اليوم عاصمة محافظة خراسان التي يقع فيها مرقد ثامن أئمة الشيعة سيدنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الملقب "بالرضا" والذي كان الخليفة المأمون العباسي قد عينه وليا للعهد سنة 201هـ، وزوجه من ابنته ام الفضل، وعندما توفي (سنة 203هـ) أمر المأمون ان يدفن الرضا بالبقعة التي دفن فيها أبيه الخليفة هارون الرشيد في ارض طوس. وحين تولى الصفويون حكم بلاد فارس (1722 -1501م) فقد اصبغوا على هذه المدينة التي تم تغير اسمها الى "مشهد" صفة القدسية، وذلك تطبيقا لتعاليم مذهبهم العقدي الذي جاءوا به لعزل الشعوب والقوميات الإيرانية المسلمة عن جسم الأمة والدولة الإسلامية، وقد سعوا الى جعل مدينة "مشهد" بديلا عن الكعبة المشرفة حتى يصرفوا الناس عن الحج الى مكة المكرمة، ولهذا قام الشاه عباس الصفوي الاول (1587-1629 م) حاجا من مدينة اصفهان الى مدينة مشهد سيرا على الأقدام في رحلة استمرت ثلاثة أشهر وقد دعا سكان بلاد فارس الى الاقتداء بعمله في الحج الى مدينة مشهد ومنع عليهم الحج الى مكة المكرمة لسنوات عديدة. وهذا ما فعله نظام الملالي حيث منع على الإيرانيين الحج لعدة سنوات عقب أحداث الشغب الدامية التي قام بها الإيرانيون في موسم حج عام 1987م والتي كانت قد تسببت بمقتل وجرح المئات من الحجاج. إذن فلا غرابة اليوم في هذا الترابط بين دعوة خامنئي واحمدي نجاد الحجاج الإيرانيين وغيرهم من أتباع الأحزاب الطائفية في لبنان والعراق وأنصار إيران من المستعربين والمتأسلمين، للقيام بمسيرات الفتنة في موسم الحج من جهة، وبين تصريحات الملا احمد علم الهدي التي دعا فيها الى اعتبار مدينة مشهد الإيرانية قبلة للمسلمين، وبين ما فعله الشاه عباس الصفوي من قبل، من جهة أخرى. وبعد هذا يبقى السؤال الذي نود ان يجيبنا عليه أتباع نظام الملالي من المستعربين والمتأسلمين، ما هو موقفهم من هذه التصريحات والدعوات الإيرانية؟، ثم آلا يعتقد هؤلاء الذائبون في هوى إيران، انه كان من الأحرى بعلي خامنئي توجيه النصح للحجاج الإيرانيين بعدم تعاطي المخدرات وعدم حملها معهم الى الأراضي المقدسة بدلا من حث هؤلاء الحشاشين على إثارة الفتنة في موسم الحج وهتك حرمة هذه المناسبة الفضيلة والعزيزة على قلوب المسلمين جميعا؟
. ‏31‏/10‏/2009شبكة البصرةالسبت 13 ذو القعدة 1430 / 31 تشرين الاول 2009

صدام حسين...كانك تعيش ابدا/منير سعيداني- تونس

صدام حسين... وكأنك تعيش أبدا


منير سعيداني – تونس


كان له أقصى ما تمناه، استشهادا مجللا بالإباء. وكان لنا آخر ما يمكن أن نتحمل رؤيته، اغتيالا خسيسا. وبين حديه هذين كان موته ذروة أخرى في تاريخ العرب المعاصر. توالت به وبنا الأيام منذ التاسع من نيسان وصولا إلى الثلاثين من كانون مراوحة بين آلام الاحتلال البغيض وآمال التحرير متسارع الخطى. قليلون صدقوا أنه ظهر يوم كانت الدبابات المغرورة مزهوة بانتصارها الكاذب على جيش كان قد غادر مواقعه ليتخذ أخرى في هيأة أخرى ولتنفيذ خطة أخرى. قليلون صدقوا أنه شارك في معركة المطار.
قليلون صدقوا أنه كان قد هيأ للمقاومة بكل ما أوتي من الخبرة والجهد و العزم والمال و الإيمان. قليلون صدقوا أن عزيز القوم أوكل مصير زوجته وبناته و أبنائه إلى رحمة الأقدار وحدب الخلص من أبناء الأمة. قليلين كانوا ولكن عددا أقل كذبوا علاماته الباقيات بعد أن اختفى عن الأنظار الحاقدة. وكان من صدقوا أن الرئيس يصدق وعده، ولو بعد حين، كثيرين جدا. كانت وكالات الإخبار ووسائل الإعلام في كل بلاد العدوان الغادر والبلاد التابعة تقتر عليهم أنباءه المشرقات. لم تكن تجود عليهم بما يتلهفون عليه إلا بمقدار ما كانت تتأكد أنها لو فعلت عكسه لانتهت إلى فقدان جمهورها.
ومنذ أن تأكدوا أنه لن يقبل بمساوماتهم ولن يركع لإذلالهم، وبعد أن انفجرت فضيحة أبي غريب، فتحت الأبواب. تتالت منه شخصيا إشارات مصدقات لمن ظلوا يعصرون الألم لافتقاده ويمضغون الأمل في عودته. صور وشهادات ورسائل وقصائد وبيانات وبطاقات وسير وآيات من الذكر الحكيم محفوظة في كتاب كان قد ضاع منه ليتم دورته بين يديه. عادت صوره الحية شهورا معدودات وبضعة من أيام أخر. صوروه أسيرا ورآه الصادقون آسرا فكان بما شع من عينيه مصداقا لأمل جديد. كان حيا نابضا يكذب السقوط المسرحي البائس لتماثيله من ساحات بغداد. كان فذا شامخا يفند رواية ركوعه الكاذب في الجحر اللعين. رآه الصادقون المصدقون باسما في حبور، صارخا في شجاعة، مصليا في خشوع، نائما في هدوء، ماشيا بثقة، مجادلا في أناة. كان سجانوه ضعفاء في جبروتهم وكان صلبا في ما ظنوا أنه سربلوه به من ضعف العاجزين. وكان في كل ذلك يختزل المنازلة التاريخية بين سياستين تنهلان من موارد حضارية متناقضة.
أتوا مدججين بالأسلحة الفتاكة وأكاذيب الادعاء وألاعيب التفتين المجرم. وكان عاريا إلا من إيمانه بشرف أرضه وعزة شعبها واستعصاء الأمة عن الإفناء. كانوا يشرعون أدوات حكم العار الاستعماري في وجهه وكان يرفع في وجوههم قرآنه المجيد، وسبابته المتوعدة وقلمه المتحفز. جاءوا ليحطموا الدولة صرحا صرحا فترك الحكم ليبني مشروعه لبنة لبنة. بدأوا بهدم الجيش الوطني وكان قد سبقهم ببناء المقاومة. سارعوا باجتثاث البعث وكان قد غرس معنى رسالته في الأفئدة. زرعوا شبكات العملاء وجواسيس الموساد وكان قد استأصل شأفة الخيانة إلا من نفوس من كان في قلوبهم مرض. كانوا يريدون نسج مسلسل من حلقات الصدمة والترويع والإرهاب الحاقد الأعمى وكان في ظلمة سجنه يستهدي بالقرآن ليتبين إن كان في حزم حكمه بعض من ظلم غير مقصود أو قسوة زائدة عن الحاجة. كانت عزة الإثم تنسيهم أن يكونوا جديرين بلقب إرهابيي الدولة ومقترفي الجرم المنظم وكانت ذكريات سطوته تنهال عليه بصور الإنجازات المدنية و الاقتصادية والعلمية والتربوية. جاهروا باستراتيجية التقسيم والتجزيء والتفتيت، وأعادوا رسم خرائط الحكم في شرقهم الأوسط الجديد. غدروا بأصدقائهم في محيط العراق العربي، وخاتلوا الإيرانيين عند تقاطع مصالحهم المتفارقة. أما هو فقد أعلن مرارا و تكرارا أن بوصلة السياسة العربية لا يمكن أن تشير إلا إلى القدس الشريف محررا من الصهاينة الغاصبين. حتى في أوج غزوهم للعراق لم يكونوا لينسوا فلسطين إسرائيلية يهودية، وحتى في أوج الحرب مع إيران لم يكن لينساها حرة عربية. ألبسوا عملاءهم وشركاءهم أقنعة مهترئة لإسلام محرف زائف خانع يكرع مما أسموه الفرقان الحق، وكان حنيفا ينهل إسلامه من معين صاف، قرآنا عربيا مبينا. جاءوا ليضربوا سنة بشيعة وعربا بأكراد وآشوريين بتركمان وصابئة بمسلمين، وكان يبني من أربيل إلى البصرة، ومن الموصل إلى الكوفة ومن بغداد إلى بابل تحاببهم كافة وتجانسهم كلهم أهلا بأهل وإخوة بإخوة وأصهارا بأصهار وجيرانا بجيران، عراقيين وعربا آخرين. جمعتهم أزقة العجائز الحانيات إلى ماض بعيد ومنازل العرائس الرانيات إلى غد قريب، قرب بينهم في الشوارع والجامعات، وتكاتفوا في المصانع و المتاجر، وتزاملوا في الإدارة والجيش وتباروا حبا في الوطن، وآخى بينهم في الحكم وفي صفوف البعث. كان الأعداء يستنجدون بالنظريات المقسمة للعوالم بين خير وشر وللبشر بين ملائكة و شياطين وكان يجهد ليرى العالم كونا للإنسانية رغما عن أعداء الإنسانية.
ومنذ أن بات مخطط ضرب العراق واضحا في بداية التسعينات إلى أن بات غزوه قاب قوسين أو أدنى كان يعظم ويصغرون، يشمخ ويتهاوون، يعتلي المراتب ويتداعون للسقوط. ظلت الأحداث تصدقه وتكذبهم، تقويه وتضعفهم، تدنيه من الناس وتبعدهم، تنحت له مكانا في وجدان الخائفين على مصير بلدهم و شعبهم و أمتهم، وتبني له موقعا في مستقر الوعي السياسي و الثقافي للنخب العربية والإسلامية والإنسانية. كانوا يرسمون البرامج الإخبارية ويخططون للحملات الدعائية ويدفعون الأموال لمجملي الصور الباهتة معولين على آلة الإعلام الرهيبة صحفا ومجلات وإذاعات وقنوات وأشرطة. وكان من حيث لم يخطط أحد ينزاح بوجدان الجماهير ووعي القيادات وفكر النخب إلى حيث يفيض عن الحيز المحدود الذي احتله بحضور المادي، الآن وهنا. وكان من حيث أراد وصمم يتعهد ذاته المادية المفردة وهي سائرة إلى منتهاها المحتوم ليتسامى بها إلى مرتبة الوجود الروحي المنفلت من عقال التاريخ و الجغرافيا. كان لا يتوقف عن الخروج من مألوفه إلى مألوف اقل، وكان في كل خطوة يحل بمرتبة أعلى فأعلى ويحتل مكانة أرقى فأرقى، نازعا نحو مثالية الصورة والمعنى، عابرا للمدى. لم يكن لذلك أن يتم بين عشية وضحاها ومع ذلك فإن السياق السياسي والظرفية التاريخية كانتا كفيلتين بأن تبتدعا الفكرة التي جسدها بوتيرة متسارعة. كان التسابق والتلاحق في المنازلة التاريخية بين السياستين المتناقضتين هادرا و حادا وعنيفا، تتالت صفحاته على خلفية الموت والدمار والدماء وحروب التطهير و الإبادة تشعلها أشباح الطوائف الخسيسة المحملة على ظهور الدبابات. كانت تلك مواجهة تاريخية بين منطقين ثقافيين متناقضين في صنع المواقف والتصورات والقيم والمعايير والمثل.
أولى علامات الخروج كان انكفاء مكانة الرئيس خلف صيت القائد.
ظلت بيانات الأحزاب والمجموعات السياسية العربية الوطنية والقومية والإسلامية تنادي به، وعن حق، رئيسا شرعيا لجمهورية العراق. ولكن الوجدان الشعبي ووعي بعض القيادات وفكر بعض النخب كان يرى أنه بات أكبر من ذلك، وكأنه كان على موعد تاريخي خاص يصنعه الناس لحاجتهم إلى من يحتل الموقع الأكثر تقدما في الصف الأمامي من جيشهم المنصور. تحتاج الجماهير دائما إلى قائد وخاصة إذا استشعرت خطرا داهما. لا يكون مهما حينها إن أتى عبر انتخابات أو بانقلاب أو اصطفاه الناس في اقتراعات سرية أجروها وهم يتلون أدعية جهرية من دون أن تشرف عليها الأمم المتحدة. لا يكون مهما حينها إن اصطبغ ما يوازي الحملة الانتخابية في مسار ظهوره بالدماء وبالدموع عوضا عن التزيي بألوان المناظرات التليفزيونية سيئة الإعداد والإخراج. بل لا يكون مهما حينها إن كان عينه رفقاؤه أو اجتباه إخوانه أم انضاف إلى هذا وذاك أنه فرض نفسه عليهم مقتدرا مستحقا. مسارات ظهور مثل هؤلاء القادة طويلة ومعقدة وغير نقية بمقاييس الديمقراطية الليبرالية الساخرة من عقول الناس والمتلاعبة بأهوائهم. مسارات ظهور مثل هؤلاء القادة وعرة ومتعرجة ما إن تكبو حتى تنهض من جديد، تصاعد لولبية إلى نهاياتها الحتمية نصرا أو شهادة. يأتون على غير ما تتوقعه التحاليل السياسية التي تتعلق بالعقلانية لتفارق هموم جماهير الأمة ومطالبها وتطلعاتها وآمالهما، وطريقتها الخاصة في صنع الأحداث وإظهار قادتها. يأتون من صفوف الشعب بمثالبهم ونقائصهم وأخطائهم ويكونون مثل الذين ظهروا من بينهم إلى أن يبدأوا بالتسامي عنهم. لقد كان صدام حسين المجيد قائدا فاتبعوا نهجه.
ثاني علامات الخروج كان ارتقاء القائد إلى مرتبة البطل.
كان يستجيب إلى حاجة الجماهير في تعلقها به. تخلق الجماهير أبطالها ليضطلعوا بتأدية الأدوار الأولى في حكايات الفداء والشهامة والإباء وتختلق مخيلاتها علامات وإشارات ترسمها في كل مرة على وجه من الوجوه حتى تبدو سيماههم على وجوههم. لا تريد الجماهير التي تخوض منازلاتها التاريخية الفاصلة أن يكذب تاريخها الذي تعيش ما كان من تاريخها القديم. هي تبحث دائما عن مصداق ما نسجته في تواريخها المروية وتناقلته الأجيال وتوارثه الحكاؤون ليأسر قلوب العذارى ويشغف السامعين والقارئين. ولكن البطل لا يخرج من وقائع الحكايات بل من مواقع سنوات الجمر. وقد فعل، متعاليا على استشهاد ابنيه وحفيده وعلى خيانات الأذلاء وعلى نكوص البعض. كان عليه أن يواجه هجوم الأعداء وخيانة البعض من الأقرباء. كان عليه أن يتعالى على الوجع وأن يتجاوز ما افتقده مما كان ينتظر من أهله عمومة وخؤولة وعموم قربى. رفض المشاريع المشبوهة واحدا واحدا واحتقر حياة بائسة يكون ثمنها إيقاف المقاومة والقبول بالاحتلال المهين. كان عليه أن يتجاوز القيادة والريادة إلى ما هو أعلى منها حتى يكتمل التأسيس القيمي لنهجه السياسي بحيث تتكرس بعثيته المناضلة في قومية عربية مكافحة ذات تاج إسلامي مجاهد وهالة إنسانية خيرة. لقد كان صدام حسين المجيد بطلا فعظموه.
ثالث علامات الخروج كان اكتسابه نبل الشهادة.
لم يكن سياقه السياسي وظرفيته التاريخية في مصبهما الأمريكي البريطاني الصهيوني ليرضيا بالتهديد الذي كانت تجسده هذه البطولة القائدة مكرسة لوطنية ذات عمق عروبي إسلامي وأبعاد إنسانية. لم تكن محاكمة ولم يكن حكما. تقاسم قتلته الأدوار بين مقررين ومنفذين. كان قتلته المقررون على عجلة من أمرهم ولم يكن هو يريد أن يتمهل. كانت خطاهم تقودهم إلى هوانهم الأكبر وكانت خطاه هو تقوده إلى مصيره الذي تمناه طويلا. كان قتلته المنفذون يخشون أن يرتعد الموت خوفا فلا يلاقيه وكان يخشى أن يجبنوا فلا يمكنوه من تاج فخاره الأسمى. ظن القتلة المنفذون أنهم يثأرون وكانوا على عمى كمن لم يتصف ولو برهة بسماحة الإسلام. كانوا يشمتون بالميت ويمثلون بالجسد وينكلون بالرفات خوفا من أن تنبعث الروح في الجثة الهامدة. ولكن سياقه السياسي وظرفيته التاريخية في مصبهما العراقي العربي الإسلامي كانا يتحرقان عطشا للتضحية. لقد نال جزاءه بالتأكيد. جزاء البطولة القائدة استشهاد نبيل أبي عزيز شامخ لم ترهبه المشنقة والفحيح الأمريكي الصهيوني متلبسا بالخسة الطائفية المستوردة. وكانت الأمة في يوم عيد. لم تكن الأضاحي يومها لتبلغ المؤمنين مقاصدهم في استرضاء الله و كانت مشيئته تصرف شأنهم تصريفا آخر. نفذت العدالة الإلاهية بالتأكيد. اختارت ما هو أبلغ من أضاحي العيد مقصدا وأجل قربانا واستبدلت النفيس بنفس زكية راضية مرضية مقبلة على جنة الخلد. لقد مات صدام حسين المجيد شهيدا فأكرموه.
رابع علامات الخروج كان استحالته إلى رمز.
التحق القائد البطل الشهيد بمصاف أكرم الناس جميعا وأنبل بني البشر. سكن منذ لحظة مفارقة روحه للجسد جنة ربه وجنات يصنعها له البشر. كان الشهيد حبة أخرى في مسار اكتمال العقد. كان يركب الراحلة الأخيرة في موكب الشهداء و الصديقين مرافقا لعمر بن الخطاب والحسين بن علي وصلاح الدين الأيوبي وعمر المختار وعز الدين القسام وفرحات حشاد... وكلما حل موكب الشهداء مجددا بيننا ليصطفى من رشحته بطولته لينضم إليها اتصل الحاضر بالماضي والراهن بالأبدي والعادي بالمقدس والآخرون بالأولين والفرد بالجماعة والأمة بالأمة. ولحظة استشهاده ارتبطت روعة الإنجاز التحرري العراقي الحالي بأقباس حركة التحرر القومي العربي على مر تاريخها الحديث. شأنها شأن كل الأمم، تحتاج أمة العرب إلى رموز، لأن الرمز يجعل مبادئ وعيها بذاتها وحقائق تاريخها ومعاني فكرها ومعايير خلقها ومراتب قيمها مجسدة ومرئية. يبلور الرمز المشاعر المشتركة لدى أبناء الأمة وينسج لحمتها ويدعم تضامنها فيذكر أفرادها أنهم أعضاء جماعة واحدة لها رسالة مخصوصة في التاريخ. لقد كان صدام حسين المجيد رمزا فاحفظوا ذكراه.
من المفترض أن تكون خامس علامات الخروج انقلاب الرمز إلى أسطورة. فالأسطورة في أبسط معانيها حكاية تنسجها الخيالات مستخدمة علامات و إشارات و رموزا تتجاوز بها تاريخها الحيني وجغرافيتها القائمة لتصنع للجماعة الاجتماعية معنى لوجودها وتحملها رسالة أبدية. ولأن الأمة شأنها شأن كل الجماعات الاجتماعية تحتاج إلى الأساطير ولا تكف لحظة واحدة عن صنعها فستواصل الحكايا التفافها حول الرمز وتورق حكايا وحكايا حول أسرته وأهله ومتعلقاته. وفي ما لا يزال يحيا بيننا بعض ممن عايشوه ورافقوه وساعدوه وأحاطوا به ودافعوا عنه وزاروه ورأوه تحدث هو ذاته عن مائة عام ستشغل الأعداء في لململة حضوره رمزا ومعنى في حياة العرب والمسلمين. من المفترض أن تكون خامس علامات الخروج انقلابه إلى أسطورة إذ لا يمكن لمثل تاريخ العرب الراهن الحافل بالبطولات والشهادة والمليء بالدماء و بالدموع أن يكون بمبعد عما تنسجه الإيمانات القوية بالمقاومة وبمصير الاحتلال المحتوم من عمليات أسطرة للقادة والأبطال والشهداء والرموز فكيف بمن كان جمعا في صيغة الفرد. هو بصدد التحول إلى أسطورة فاستعدوا لتخلدوها.
لا يفتأ تاريخنا العربي الحديث منذ أن وطأت أقدام نابليون أرض مصر يعيش على وقع التعظيم والإجلال والاقتداء بالقادة والأبطال والشهداء والرموز يصنعهم ليتمكن من صنع وجوده وتأكيد مسار تحرره. وقد اعتيد أن يقال في أدبياتنا السياسية المعاصرة عن جمال عبد الناصر أنه القائد وعن عز الدين القسام أنه البطل وعن عمر المختار أنه الشهيد وعن ياسر عرفات أنه الرمز. غزل التاريخ الشفاهي و المرئي و المكتوب نسيجا من الحكايات الأسطورية حولهم ولا يزال. انتقلت بهم تواريخهم إلى مراتب تفصلهم عن حقيقتهم المادية المباشرة. ليس تاريخنا المروي وبعض من تاريخنا المكتوب في ذلك كاذبين ولا مكابرين. إن قائليهما وكاتبيهما يتبعون نهج القادة و يعظمون الأبطال و يكرمون الشهداء ويحفظون الرموز ويخلدون الأساطير وهم في الحقيقة لا يعظمون ولا يمجدون ولا يقدسون إلا معنى تاريخهم وروح أمتهم المتوثبة إلى التحرير والعزة. روح تنحت من الآلام والآمال والانتصارات والخيبات ولكنها روح سائرة أبدا في تاريخها إلى تاريخ تشيده بأياديها ضدا عن الغزو والاحتلال والاستعمار والاستيطان وانتصارا للإنسانية المكافحة. يؤكد استشهاد صدام حسين المجيد أن ثقافة المقاومة تتغذى من معارك الأمة وتغذيها بالقيم النبيلة والمعاني السامية لتردف الموقف ضد الاحتلال بالفعل المقاوم ساعية نحو أهدافها التحررية مستلهمة رموزها ناسجة أسطورتها الكبرى.
صحيفة الشعب التونسية
منشورات الطليعة العربية في تونس

بيان/ عاجل جدا/قناة اللافتة


شبكة المنصور
قناة اللافتة الفضائية
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله فقد أثبتت أمتنا في يوم الوفاء هذا بما تجاوز كل التوقعات أنها مستعصية على الكسر، فقد أثلجت صدور الأحرار بطوفان أصواتها ، ولأنه ثبت أن الأحرار الذين تواصلوا معنا لا يعدون بالآلاف ولا بعشرات الآلاف، بل أكثر من ذلك فإننا نؤكد على وجوب استثمار هذا النصر بتفعيل الدور العملي لكل أحرار العالم ومنهم العراقيون.
إننا نصيغ خطوات تحركنا المطلوبة كما يلي:

- في المرحلة الأولى:
يجب أن تعلن وسائل الإعلام ووكالات الأنباء ما يلي:

جالية عراقية مدعومة بعرب ومسلمين وغربيين تتظاهر أمام السفارة العراقية في (دولة غربية) وأنباء عن اعتصام مفتوح للمطالبة بحل المشكلة العراقية.

- في المرحلة الثانية:
تزايد المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات السلمية في الدول الغربية.
تزايد الضغط على الحكومات الغربية من قبل المتظاهرين والمعتصمين المتزايدين وبرلمانات دول أوروبية تجتمع في جلسات لمناقشة الواجب الحكومي تجاه العراق.

- في المرحلة الثالثة:
المظاهرات والاعتصامات السلمية تمتد إلى داخل العراق وتنتشر عبر محافظاته ودعوات عالمية للتحرك استجابة لدعوات الملايين من المتظاهرين في العالم.

هذا وتأتي المراحل المتبقية في وقتها ..

الإخوة المسلمون والعرب والعراقيون والأحرار في العالم
إن المطلوب الآن هو رفع الغبن استعجاليا عن ملايين العراقيين في الداخل والخارج ، والضغط لإقامة محاكمة لكل الوجوه التي تورطت في تدمير العراق من داخله وخروج الشعب العراقي إلى الشارع لتثبيت النظام الذي يرتضيه.
إن العالم كله مدعو لمساندة الاعتصامات والمظاهرات العالمية الرامية إلى رفع المأساة وإنهاء تشرد اللاجئين وتأمين الخائفين وتبييض السجون ورد المظالم وعودة الاستقرار.

غير أن الأهمية الكبرى تولى الآن للأبطال الطلائعيين الذين يفتحون الثغرة الأولى في الجدار ويدشنون بدء المظاهرات والاعتصامات عمليا.

نحن بحاجة إلى أحرار يبدأون بالاعتصام والتظاهر والتجمهر السلمي اليوم قبل الغد في عدة دول غربية، وهؤلاء هم فرسان هذه المرحلة.

ندعو الحقوقيين والإعلاميين والمصورين في العالم لتغطية الاعتصامات حماية لها من أي عدوان.
ندعو أهلنا في العراق إلى الاستعداد ليوم الخروج إلى الساحات.

المطلوب العملي المستعجل خلال الساعات القادمة:

خروج متظاهرين إلى ساحة غربية الليلة قبل انقضاء يوم 29/10 /2009 لإعلان بدء مشروع التظاهر والاعتصام العالمي المفتوح لأجل الحل العاجل في العراق.

ننتظر الأخبار السارة من إخواننا في الغرب وكلنا تصميم على المضي قدما لمحاصرة الإجرام اللاإنساني الذي دمر العراق وآلم العراقيين وعذبهم.

ملاحظة: سيظهر جليا أن النظام العراقي الحالي لا يمتلك حلفاء حقيقيين في العالم ، لا في الغرب ولا في العالم الإسلامي والعربي ، فليحاصره الأحرار فهذه فرصتنا.

الإخوة الأحرار..تذكروا وأنتم تتحركون مقدار العبث بعراق العرب والمسلمين..تذكروا حقد المليشيات التي أهانت العزيز ودمرت الأسر..تذكروا آلام الملايين من اللاجئين..تذكروا الظلم الأسود والانتهاكات والمحارم والمصاحف المدنسة والمساجد المحطمة والشعب المفقر..تذكروا الطعنة الساخرة الموجهة إلى الأمة فجر عيد الأضحى..تذكروا أن الدفاع عن المستضعفين جهاد وبطولة وقد قال تعالى : "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا "- النساء(75)

وإننا والله نعوذ بالله أن تخذلنا أمتنا بعد هذا النصر المؤزر .

قناة اللافتة الفضائية
٢٩ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

شعر شعبي /الشاعر احمد البرغوثي

غرام زول من بيه الخلوق نفاحةمسدس مردوف ويسمى مردوف لانه يردف الكلام كلمة بعد كلمة مثل ردف دف او ردك دك او سكن كن ..الخ وهو من اصعب انواع الملحون
الشاعر : احمد البرغوثي/تونس
غرام زول من بيه الخلوق نفاحة***اشقي خاطري بعد الهنا و الراحة
غرام زول من قاهرنــــي***نزل داه في وسط الكنين جمرني
سكن كن ما بين الدفوف عشرني***ردك دك هز القلب من مطراحه
تلاجيت ما لقيتش حبيب نصرني***ال نحذيه نلقى قربته رشاحة
تلاجيت كيف الفرخـــــة***و حبست حبسان الجمل في الدرخة
و تعبت في جرة روامق الارخاء***ثالث سني بين البلا و اكلاحه
رخيت حبها ما باش لي يرخى***ربط ربط ربط الخيط ع السفاحة
رخيت حبها من بالـــي***في ساع ما غابش عليْ ولالي
صبغ صغ في قلبي كما الفيلالي***خفق خفق خوفقني خفيق جناحه
نحساب نطفي فيه تو يطفالي*** شِعَلْ شَعْل شَعْل الزيت في مصباحه
نحساب قلت نحوزه*** غرام زول من خده كما الفانوزة
نفذ فذ في قلبي كبس غروزه***حبس رص دار الباطنة مركاحه
رضخ كبدتي رضخان كيف اللوزة*** م الرضخ قعدت هابلة درواحة
رضخ كبدتي رضرضها ***معس هسها بالخافية مرضها
مضى مضها مضان لين مضمضها***ردكها رديك الوجه للتفاحة
على بنت عيني وين ما تلحظها***ترمي مدامع ساكبة نضاحة
على بنت حرقت دمي***و غرامها يبس بلايل فمي
تهويت بهواها ترادف همي***تكويت كيف الطعم في القداحة
و دهشت دهشان المريض المغمي *** تعصرت عصر الثوب قبل شياحه
تعصرت من عصرانه***و تصهدت من حر الهوى و امحانه
تخضيت خض الدلو في رجانه***تكتفت كيف الشاه للذباحة
مخصوص كان القبر و الجبانة***واتى علي القول للنواحة
مخصوص كان دفيني***و باقي غرام الباغرة قاضيني
سامور سامر في الحشا شاويني***تدرجحت في شقة هوى درجاحة
لاعبتها لعبت معايا حسيني***و خلت كلابي في الخلا نباحة
لاعبتها بملاعب***جي لعبها فارط عليّ صاعب
متعوب في ملعب هواها تاعب***عليْ تعبها ضيق وسيع الساحة
دعب وادها صوب علي داعب***و لا عمتها غاطس و لا طفـّاحة
لاعبتها برياسة ***و لا طينها نجمت فيه ملاسة
و لا ساسها نفعت معاه سياسة***ال نبنيه يتهدّم سهيل طياحه
هذاي حال ال خرج من ناسه***غريب وطن يلقى الجيدين شحاحة
غريب وطن ماله والي***سوى الرب سبحانه عليم بحاليي
غفر ذنوب الصغر يسترهالي***في يوم تظهر فيه كل قباحة
و استغفرو يا جمع من يصغالي***و صلو على من غرته و ضّاحة

من المستفيد من ازمة الرابطة؟/عبد الباسط الشريف-تونس

تبعا لما نشر، أخيرا، في بعض الصحف حول " البيان الساخن لفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسيدي بوزيد" أود نشر التوضيح التالي: إن القارئ لهذا البيان/ العريضة يقف على تشخيص لما اصطلح على تسميته بأزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الممتدة، حسب البيان، منذ 8 سنوات. و هو ينسب الأزمة إلى سلوك الهيئة المديرة للرابطة حيث التفرد بالرأي و تجاهل الفروع، و يسكت عن مسؤولية السلطة في هذه الأزمة، ممّا يشكّل منعطفا في التشخيص حيث الانفصال عن النصوص المرجعية في تشخيص الأزمة ( مبادرات و عرائض الشخصيات المؤسسة للرابطة و المناضلين الحقوقيين التي تجمع على تحميل السلطة بدرجة أولى مسؤولية ما آل إليه الوضع في الرابطة جرّاء تدخلها فيها و محاولة ضربها من الداخل ) و إلحاق الفرع بالفروع الحاملة لمشروع السلطة داخل الرابطة. فكان هذا البيان/ العريضة منخرطا في مشروع الهجوم على الرابطة من جهة تحميل الهيئة المديرة مسؤولية الأزمة و تقديم صك براءة السلطة منها. يستوقفني في البدء شكل النص إذ ضاعت هويته بين البيان و العريضة، و لست، هنا، في مقام توضيح الفارق هذا و ذاك، و لكن الهوية الملتبسة لذلك النصّ المشبوه الذي راوح بين صيغة البيان في نسبته إلى هيئة الفرع و بين صيغة العريضة في نسبته إلى مجموعة من "الرابطيين الغيورين" على الرابطة و حمله لإمضاءات أشخاص لا ينتمون إلى هيئة الفرع. و بصفتي نائب رئيس الفرع و رابطي غيور أرى من حقي الحكم على هذا النص. يعكس، إذن، هذا البيان بملفوظه الصريح و بهواجسه المرتبطة بظروف انتاجه كخطاب تحوّلا في قراءة الأزمة من تمثلها كأزمة نشاط حقوقي في بلد من العالم الثالث حيث تمعن السلطة في تعطيل مؤسسات المجتمع المدني إلى تصويرها كأزمة ديموقراطية داخل تلك المؤسسات، و من الدفاع عن الحق في النشاط الحقوقي إلى تبرير واجب السلطة في التدخل في ذلك النشاط و هي التي "وفّرت" له كل شروط الإمكان إلا أن "فئة ضالة" داخل هذه الهياكل تعطل ذلك النشاط. و لينخرط، تبعا لذلك، هذا الخطاب في الايديولوجيا الرسمية حيث الكل بخير و حيث حياد السلطة المزعوم. من نافلة القول إذن، أن هذا الخطاب المتشبع بذات الإيديولوجيا هو خطاب السلطة...تدفعه و توجّه القائمين عليه وتيسّر له الانتشار؛ فلا تتوانى صحف السلطة عن نشره و إظهاره مثل ما تنشر أخبار الأحزاب حين يتعلق الأمر بخلاف داخلي أو بإعلانها لموالاة، و هي ذات الصحف التي تتلكأ عن النشر حين يبارح الخطاب فلك تمجيد الموقف الرسمي. إنه خطاب متماه مع إيديولوجيا السلطة لا يحتكم إلى أدنى درجات الموضوعية أو المصداقية ولا يعير كبير اعتبار لما هو الرأي العام أو الذوق العام أو تطلعات المواطن/ الرعية. ليصبح المشرّع لأداء الحاكم وسلوكياته...و لا يخرج عن الاسطوانة المشروخة المسكونة بالتعتيم وتسطيح القضايا الكبرى وغض الطرف عن الإشكالات الأساسية. و هكذا أفاق من سكت 8 سنوات عن أزمة الرابطة ليظهر غيورا عليها محدّدا المتسبب فيها ملتحما مع الفروع المضطهدة، ملخصا الحل في التصدي للهيئة التي تمعن في الاستقواء بالأجنبي و تنفرد بالرأي. إننا إزاء خطاب يذكرنا في نسيجه بمجرم بارامنديس، الذي يرمي بالأدلة في مكان الجريمة ما يساعد الرأي المتبصر على إكتشافه ، وهو أمر يبدو على درجة من الوضوح في مثل هذه الممارسات حيث حضور ملفوظات من قبيل القرارات الجائرة و التفرد و ما تخفيه وراءها من عبارات الاستقواء بالأجنبي و غياب الديموقراطية و الإقصاء و تجاهل الشأن الحقوقي بالبلاد، و كأن صاحبنا منذورا لهذا الشأن و الحال أنه يعاين التجاوز تلو الآخر من أبسط مشاغل المواطن في ممارسته إلى التضييقات الممارسة على الرأي وصولا إلى الهواجس القومية، و هو كالشيطان الأخرس يصمّ أذنيه عمّا يحدث و يعجز حتى عن بناء موقف في السر فما بالك ببيان في العلن. و لكن ها أن البيان يخرج ليوصف بالساخن و هي حرارة لم نعهدها في صاحبنا، و إن عهدنا مطامح التشريع للسلطة و الظفر برضاها، ليكشف عن تطابق شبه تام بين خطاب السلطة و خطاب أشباه المناضلين و تتكرر عبارات الاستقلالية على نحو يوهم بالتملّص الشكلي من ربقة مشروع السلطة و هو لعمري أعلى درجات النفاق السياسي. اذهبوا إلى حيث تريدون و قدموا ما شئتم من آيات الولاء و الطاعة و لكن اتركوا المنابر الحقوقية لأهلها. تاجروا بما شئتم مما تملكون و لكن القانون كما الأخلاق يجرّم من يبيع ما لا يملك. و لكن أنّى لهم ذلك و ذهابهم مشروط بترك تلك الفضاءات بيداء وهياكل لا تحمل إلا الاسم الذي ينضاف إلى أسماء كثيرة تحقق الإجماع و تكشف "العناية الموصولة" و تُظهر منجز البلد في ولائم الأكل و أشكال اللباس التقليدي و أعراس الهودج في "أرض الوفاء و الوعود" و في محفل إفراغ مؤسسات المجتمع المدني من دورها توظيفا للكل لخدمة الواحد و إنتاج وعي زائف يمجد اللحظة و يخمد الحلم بمجتمع ديموقراطي تصان فيه الحقوق. إنه صورة المشروع السلطوي لصنع " مجرمي السلم " كما ينعتهم "سارتر"، الذين يمعنون في التضليل البالغ أقصى مداه في تحويل الضحية إلى جلاد لقد مرّت سنوات على أزمة الرابطة، و بين أنه حين تتواصل أيّة أزمة فإنّه من الوجيه التساؤل عن المستفيد من تواصلها؟ أليس في هذا التواصل تعطيل عن إسهامها في تحقيق أمل الانتقال الديموقراطي ما دام الهم الحقوقي هو أحد أضلاع مثلث ذلك الانتقال ؟ أليس في تواصل الأزمة حدّ من أداء الرابطة و إسهامها في الشأن الحقوقي و السياسي العام؟ ألم يكن من الممكن أن تجري الأمور على نحو آخر ( ليس أقلها على مستوى الوعي و التحسيس ) في مواجهة خطاب رسمي حول تجاوزات حقوقية متكررة ( كتلك المقترنة بأحداث الحوض المنجمي أو بكيفيات تطبيق قانون مكافحة الارهاب و اختراق المعطيات الشخصية مثلا..) لو كانت الرابطة على غير هذا الوضع؟ إننا أمام خطاب مضلّل لا يطرح الأزمة إلا ليقدم صكوك البراءة للجلاد و يتصيّد الاتهامات للضحية ( قد تكون هناك أخطاء في إدارة الهيئة للأزمة و لكنها قطعا لاحقة لأزمة صنعتها السلطة ) و يقدم الرابطة كقربان على مذبح الأجندا الانتخابية للسلطة. ليس البحث عن رسالة حقوقية، إذن، هو مبرر تلك العرائض، ، بل هو المجانية وحب البروز و التملق للسلطة . إن العريضة، يا سادة، هي المعادل الرمزي للمظاهرات، نشدانا لحق و احتجاجا على خرق و هو ما يجعلها تتطلب ثمناً مادياً ومعنوياً يتوجب دفعه، و لكنها تحوّلت إلى معادل رمزي لآيات الولاء و الطاعة، مصادرة لحق و تبريرا لخروق و تطلب، بالتالي، ثمنا تحصل عليه في زمن المتاجرة بكل شيء.
عبد الباسط الشريف
نائب رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسيدي بوزيد

بيان الحزب الشيوعي العراقي حول جريمة الاحد الاسود

الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
بيـــــــان


جرائم لا تتوقف, والإرهاب الأمريكي هو الخطر الأكبر الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة !

يا أبناء العراق الغيـــارى .
أيها الأحرار في كل مــكان .
العراق أرضا وشعبنا , يحترق امام أنظاركم , وبمثل هذة الجرائم الإرهابية التي فاقت التصورات , وهي تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم, لتحصد أرواح الأبرياء من أبناء شعبنا العراقي , وقد بات من الأسهل تبرير الإرهاب من قبل إدارة عصابات حكومة الاحتلال الأمريكي , وتكرار التهمة الجاهزة وحتى قبل ان يتفحصوا مكان الجريمة ليطل علينا, عاهر ينطق باسم الحكومة ويصرح ( إنها من بصمات القاعدة والبعثين ). هذا هو الاتهام الذي يغطي ويغلق كل الأبواب امام جرائم ابادة جماعية, تنفذ تحت بصر وسمع وإرادة ورعاية الاحتلال الأمريكي, وصمت المحافل الدولية, وبما فيها مجلس الأمن, وهيئة الأمم المتحدة.
ان حزبنا الشيوعي العراقي .. يقول وبأعلى صوته الى كافة الشعوب, ان مصدر الإرهاب الدولي والحروب هو الإمبريالية والصهيونية وعملائها ... هذا الإرهاب , الذي دمر العراق بعد ان كان مستقرا وآمناً , هذة باكستان الدولة المستقرة تحولت الى جحيم , بسبب ما تقوم به أمريكا وحلفائها بالقصف اليومي على الناس الأبرياء , بطائراتها , والكل يدين الجرائم التي تحصل كل يوم ويذهب ضحيتها العشرات من الناس , وينتهي الأمر عند هذة الحدود وبكل بساطة , وتذهب أرواح الأبرياء دون ان تكلف نفسها إدارة الاحتلال مسؤولية التحقيقات ومعرفة الجناة , ومن الواضح جدا لنا, ان ابتعاد إدارة الاحتلال عن مهمات التحقيق وراءه الكثير من التساؤلات ,وعلامات الاستفهام, ومن أبرزها هو عدم كشف عصابات الجريمة التي جاءت بها لتخريب العراق, ونهب ثرواته الواسعة , فأمريكا جندت كل القتلة والمجرمين والمافيات المتخصصة التي تخدم مصالح وجهد الاحتلال . وان بلاك وتر وغيرها من الشركات الأمنية, ما هي إلا عصابات لا تخضع للقوانين وهذا من بين الدلائل الواضحة كيف تنشط بؤر التخريب في العراق برعاية أمريكية. بالإضافة الى الثقل الأكبر من التواجد الإيراني وتغلغله بين اجهرة الحكومة العملية والإطراف الموالية الى إيران .

والسؤال الهام الذي يطرح نفسه امام العالم : ما هي نتائج التحقيقات منذ الاحتلال ولحد الآن, وقد حدث الكثير من الجرائم الكبيرة , فاين هي نتائج التحقيق حتى يعرف ويطلع الشعب من هو الذي يقف ورائها ؟
فهل نكتفي بتصريحات قاسم عطا وعلي الدباغ , وان يلقي المسؤولية على القاعدة والبعثين وبهذة السرعة والبساطة. ان البعثين حكموا البلاد 35 عاما , فلم نسمع في يوم من الأيام ان للقاعدة نشاط أو دور في العراق , والبعث لا يجمعه جامع لا فكريا ولا عقائديا ولا تنظيميا بالقاعدة, والبعث حزب علماني واضح المنهج . والقاعدة بالأساس تنظيم من صناعة المخابرات الأمريكية , وأصبح تواجدها هذا وإعطائها هذا الدور الكبير والأهمية الاستثنائية , هو لتبرير المخطط الإمبريالي – الصهيوني, والهادف للهيمنة الاستعمارية في ظل أحلام سيطرة القطب الواحد الأقوى, والذي اتسعت مبرراته وأهداف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وفي ذالك الوقت احتلت القاعدة مكانتها وأخذت دورها المرسوم لها,في استراتيجية الهيمنة على الدول المحيطة بروسيا والصين وكوريا الشمالية, وفي إعقاب هزيمة القوات الروسية , وانتصار طالبان والتي يعرف العالم, كيف جاءت الى الحكم ومن يدعمها ,. وبهكذا صورة وأسلوب وظفت أمريكا المخطط لحروبها وغزواتها وانتهاكاتها للشرعية الدولية, تحت حجة مكافحة الإرهاب . والآن اتسعت رقعة الإرهاب, لتطحن الشعوب بأفعال عصابات مأجورة منتشرة في كل مكان.

ان الرئيس اوباما ... ردد منطق منافي للواقع والحقيقة على الارض, مثلما ردده عملاء الاحتلال ... واعتبر الجريمة التي وقعت يوم 25 / 10 /2009, وبهذا الحجم من التدمير والقتل هو ما سماه ( لإيقاف التقدم الحاصل في العراق )... ولو سئل اوباما سؤال بسيط حتى لا تتعقد الأمور في فهم ( التقدم الحاصل ) , أين هو التقدم يا اوباما, وفي أي من المجالات ؟ في مجالات البناء والأعمار , في مجالات الخدمات العامة , في مجالات الأمن والاستقرار , في مجالات حرية التعبير, في مجال فرص العمل, في مجالات وفرة المياه بنهري دجلة والفرات .. الخ. ولكننا نشارك اوباما في الجواب الحقيقي, اذا أراد ان يسمعه من الشارع العراقي والعربي والإقليمي والدولي ...من ان هناك تقدم متسارع في الفاسد الإداري, ونهب لكل ثروات الشعب وممتلكات الناس, هروب كبار المسئولين الى الخارج بعد نهب وسرقة الأموال, جرائم قتل وتصفيات جسدية واغتيالات, انتهاك الأعراض, أسواق لبيع الأطفال, تجارة الأعضاء البشرية من قبل عصابات صهيونية متخصصة لهذا الغرض, انتشار المخدرات, وسجون تغص بالآلاف من المواطنين بتهم كيدية وباطلة, اعتقالات ومداهمات عشوائية تطال الناس الأبرياء وتروع الأطفال والنساء, تهجير مئات الآلاف داخل وخارج البلاد, هيمنة قوى الظلام والتخلف, سرقة البنوك وأموال الدولة والآثار الثمينة من المتاحف العراقية التاريخية , تدمير البنية التحية من خلال هدم المؤسسات والمرافق العامة , فهذة الأبنية التي تطالها التفجيرات, هي من البناء الحديث للدولة الوطنية العراقية , وليست من بناء وإعادة أعمار العراق حتى يتم استهدافها من قبل البعثين , وكما يراد تبرير الجرائم , فليس من المنطق ان يهدم البعث ما بناه في عهده , ولكننا نقول بكل صراحة, ان أعداء نهضة العراق وتقدمه واستقراره, هم وراء هذة الأعمال الإجرامية, لأنهم أصلاً يريدون خراب العراق, وإزالة كل ما بناه الشعب العراقي بجهوده وطاقاته الوطنية , فقد قلنا سابقا ونعيد القول, من ان عصابات ومافيات إيران, المتغلغلة في وسط الكيانات السياسية النافذة في حكم العمالة, هم وراء هذة الأفعال الإجرامية والتخريبية, وكان بيان حزبنا في 19/8/ 2009 , قد أشار بوضوح الى المخطط الذي أعدته المخابرات الإيرانية وبالتعاون مع عصابات الحكيم والدعوة والصدر والجلبي , والهادف الى تدمير كل المعالم الوطنية , وتغييرها ببنية جديدة, تنسجم مع رؤيتهم الاستعمارية للعراق الجديد الديمقراطي بحلته التي تعكس الشراكة الاستراتيجية بين المحتل الامريكي ( الشيطان الأكبر... والمحتل الإيراني ( الشيطان الأصغر ) .

يا أبناء شعبنا الابي ..... كفانا السكوت والصمت على عصابات القتل والابادة والتي يدعمها بالأساس الاحتلال , وهي توغل بعدوانيتها وأفعالها الدنيئة, وتبيح القتل بالجملة , فهي نفسها التي فجرت المساجد والكنائس, والمدارس والأسواق, وتجمعات العمال, واستهداف زوار العتبات المقدسة, وكما أحرقت قبل أيام, البنك المركزي العراقي, حتى تختفي معالم سرقة أموال الدولة, وهذة العصابات تدار من خلال رؤوس كبيرة في هرم الحكم الفاسد الذي اسسه الاحتلال, وكما ان الأيادي إلايرانية والصهيونية ,معروفة جيدا للأمريكان الذي يديرون كل العمليات, وفق مخطط إشاعة الفوضى الخلاقة. واستناد الى كل ذلك, علينا ان لا ننخدع أبدا بدعايات مظللة وتصريحات كاذبة يطلقها عملاء المحتل , بان من يقوم بهذة الجرائم هم البعثين , فالبعث مع القوى الوطنية المعارضة للاحتلال هدفه التحرير والاستقلال وطرد المحتل وعملاءه الخونة, وليس هدفه قتل أبناء شعبه, وتخريب ما بناه هذا الشعب من مؤسسات ومشاريع, فضلا من ان البعث الآن, يحتل المكانة الطليعية في المقاومة الوطنية العراقية, وله الجهد المميز القتالي والعسكري والتعبوي والإعلامي والجماهيري والمتشارك مع فصائل المقاومة الأخرى بقواها الوطنية المعارضة للاحتلال, ,والتي تشكل في وحدة نشاطاتها وعملياتها العسكرية والسياسية قوة المعارضة العراقية بفصائلها المقاومة, التي هزمت العدو المحتل وجعلت العملاء الأقزام مثل جلال ومسعود وغيرهم جرذان مذعورة, لا يستطيعون العيش في العاصمة بغداد , وكلنا يعرف ان جلال الطالباني من شدة الخوف والرعب الذي يهيم عليه فهو لا يطمئن إلا بالبقاء, في جمهورية السليمانية المستقلة . وبحماية ألاف من أعوانه. هذا نموذج للرئيس الجبان الذي يتشرف اوباما بأخذ الصور التذكارية معه .

ان حزبنا الشيوعي العراقي ... يعيد التأكيد, بدعوته أبناء شعبنا العراقي, وقواه الوطنية والقومية والإسلامية, وبكافة فصائله الوطنية المقاومة, الى زيادة التلاحم والوحدة ومضاعفة الجهود لحسم الموقف النهائي, وبالضربة القاصمة على ظهر العدو المنهزم والذي تشتد عليه الضربات من كل الاتجاهات الحيوية والاستراتيجية , فساحات المواجهة كبيرة وواسعة, من شرق أسيا حتى أفغانستان الى باكستان والعراق وفلسطين ولبنان والصومال وعموم أفريقيا, والتي أصبحت ساحة حرب ومقاومة ضد النفوذ الاستعماري , ووصولا الى أمريكا اللاتينية التي تتكتل بنظامها الجديد المناهض للاميريالية الأمريكية . ان هذا النهوض والامتداد الواسع في مواجهة الاستعمار, والذي تمتد فيه اذرع حلف الناتو الى خارج نطاق دول الحلف ,ليشارك على المكشوف بدوره العسكري والقتالي الى جانب أمريكا وحلفائها الآخرين , ولاحظنا كيف ابرم الحلف اتفاقية للتعاون مع سلطة العمالة في بغداد , وافتتح فيها مكتبا رسميا , انا هذا التدخل للناتو , هو خروج بمظهر استعماري خطير في الوضع الدولي , وله تداعيات لا تحمد عقباه على امن واستقرار المنطقة . ان حزبنا يرفض تواجد الناتو على ارض العراق , ويعتبره لا شرعيا وانتهاك فاضح لسيادة العراق , والتدخل بشؤونه الداخلية , وعليه فان دول حلف الناتو تتحمل كامل المسؤولية عن عدم مشروعية مكتب الحلف في بغداد, فضلا عن ان الدول الأوربية , تريد إعطاء شرعية للحرب العدوانية التي شنتها أمريكا على العراق وانتهت باحتلاله , وهو عدوان وانتهاك للاستقلال دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة , ومن هذا المنطلق اللاشرعي فان الناتو نعتبره شريك فعلي في العدوان والحرب , ولا يمكن تبريره من الناحية القانونية والشرعية الدولية , فتواجد الناتو وتحت أي مبرر, مرفوض من قبل حزبنا الشيوعي العراقي.
ونتوجه بالتحذير الشديد, الى كل من يضع نفسه في خدمة الاحتلال وسلطته , وعليه ان يراجع نفسه بأسرع ما يمكن , ويبتعد كليا عن تقديم الدعم والعون للمحتل , وألا فستكون عاقبة هؤلاء القصاص الشديد وبلا رحمة , وان حزبنا الشيوعي العراقي, اتخذ من الإجراءات والتدابير الفاعلة لممارسة دوره الأكبر في المقاومة الوطنية العراقية, ونعلن امام الجماهير الواسعة من ان مرحلة – الفهود الكامنة قد انتهت , وهي الآن تتوثب لصولتها الجريئة ضد كل الخونة والعملاء الذي ارتضوا لأنفسهم تدنيس الحزب وتاريخه بصفحات من الخيانة والعمالة والاصطفاف مع الكيانات المعادية لمصلحة شعبنا ووطننا.
كما ان حزبنا يتوجه مرة أخرى الى الرئيس اوباما ... وبضرورة الاستفادة من نصائحنا له من ان يتعض من تجارب سلفه الفاشي والمجرم بوش, ويعيد النظر بسياسته التي سارت على نفس المنهج العدواني الذي رسمته الإدارة السابقة, التي احتلت العراق بحرب لا شرعية , ولهذا نقول الى الرئيس اوباما, اترك هذا الطريق الذي أوقعكم فيه بوش والحق, الهزائم المنكرة في الاقتصاد الامريكي والعالمي وبالخسائر والانهيارات المالية الباهضة التي تذهب كنفقات للحرب والدمار والقتل . نقول.. اتعض جيدا وتذكر ان بوش قد أعلن انتصاره من على أحدى بوارجكم الحربية , وقال انتصرنا وانتهت الحرب , وقد قال وقتها الشهيد صدام حسين قولته المعروفة ( سينتحرون على أسوار بغداد ) . وقد انهزم بوش. وانتم الآن تنتحرون على أسوار بغداد. فاقرأ, يا اوباما التاريخ جيدا فشعب العراق عصي على المحتلين والمستعمرين , وشعب العراق ليس ذلك الشعب الذي يحكمه عملاء وخونة, من أمثال جلال والمالكي والحكيم ومن لف لفهم , فهولاء هم فقط خدم وعبيد لكم توجهونهم ببساطيلكم , وبأوامر من جنودكم , فإمامكم الطريق الوحيد, اذا كنتم فعلا تريدون خلاص بلدكم من مستنقع الحرب والخسائر الكبيرة , فلا خيار أمامكم, إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات مع المقاومة الوطنية العراقية وقواها الوطنية والقومية والإسلامية, فهي الممثل الشرعي الحقيقي, الذي بيده حسم الموقف وبما يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة كلها , وخلافا لذلك فالمقاومة الوطنية العراقية, لن تعطيكم الوقت لتمرير سياسات استعمارية, بغطاء إضفاء الشرعية على حربكم واحتلالكم للعراق, وإبقاء خدمكم الصغار يمثلون شرعية الحكم , فلا شرعية للاحتلال, ولا شرعية لكل ما نتج عن الاحتلال, ومن يريد ان يمني نفسه بشيء مما تحقق على الارض فهو واهم جدا جدا .

وأخيرا نلفت انتباهكم أيها الرئيس...فيما اذا كنتم تعلقون الآمال على زيف الانتخابات , فالشعب العراقي , لديه من العبر والدروس ومن الانتخابات السابقة ما يكفيه لمعرفة الوجوه التي تنتقل من موقع الى آخر ضمن لعبة التحايل وسيناريوهات الإخراج الفني للانتخابات . فالكيانات الكارتونية الوهيمة التي تعد بالعشرات لأنفار لا يمثلون إلا أنفسهم, وهم ذات الوجوه العميلة التي احترقت واسودت ولا تصلح للترميم أو الطلاء . والشعب فقد الثقة بهم كليا ولن ينتخبهم أبدا, ويعرف مقدما ان الانتخابات لا تقدم ولا تأخر في خلق حالة الاستقرار والأمن في البلاد, ما دامت الانتخابات هي لذات الكيانات الطائفية الفاسدة, وعصابات النهب والجريمة, فضلا من ان هؤلاء المرشحين هم غالبيهم غير عراقيين ويحملون الجنسيات المتعددة.
ان حزبنا الشيوعي العراقي... في الوقت الذي يعلن فيه أدانته واستنكاره لكل الجرائم التي حصلت ومنها الجريمة النكراء ليوم 25/10/2009 , فهو يحمل الاحتلال أولا مسؤولية ذلك, بالإضافة الى أركان سلطته التي أصبحت عاجزة كليا عن توفير الأمن والاستقرار للمواطنين, وأخيرا نتقدم بتعازينا الحارة لذوي الضحايا وأبناء شعبنا كافة الذين يعيشون مأساة جرائم الاحتلال البغيض . وليعلم القتلة المجرمين ان يوم القصاص قريب .


الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
هيئة النشر والأعلام
27 تشرين الأول، 2009



توضيح لمن يحتاجه/ردا على من اساء الفهم ومنهم مدير مكتب وزير الثقافة المصري

توضيح لمن يحتاجه
شبكة البصرة
الهادي حامد - تونس

الفيلسوف الهندي بيدبا استنطق الحيوان في كتابه كليلة ودمنة الذي نقله إلى العربية عبد الله ابن المقفع. ولم يكن هذا كوميديا للصغار. فالصغار آنذاك لم تكن تحفل بهم الثقافة ولم تكن ثمة مؤسسات تصنع الثقافة أصلا. كان خياله منفذه إلى الواقع السياسي في عصره متسترا برمزية النص والشخوص. كان نصه خطابا سياسيا بشكل إبداعي جديد... وخطابا في الحكمة... فماذا لو قال قائل : "ويحك يا ابن مقفع.. أو تجعل الأسد وابن آوى والثور تتكلم مثلنا... هذه اهانة ماعهد للعرب بها.."!.. سيكون صاحبنا في وضع صعب لان ابن المقفع ليس كاتب الكتاب، ولأن استنطاق الحيوان لا يجب ولا يمكن أن يفهم على سبيل الواقع بل على سبيل الخيال والافتراض، ولأن الإبداع أخيرا، يضعف ويتكثّف بقدر ما يكون الخيال خلاقا... هذا مثل أول ومفتاح أول يلبي به المستوضح حاجته إلى التوضيح.في شهر تموز/يوليو من هذه السنة نشرت لي شبكة البصرة ومواقع مقاومة أخرى مقالا يحمل عنوان: "نشأة الدولة الشربوشية... قبل ثمانية قرون!" وبحسب ما يشي به العنوان، فان زمن الكتابة هو زمن افتراضي (سنة 2909)، وهو (المقال) يتعلق بأحداث جرت قبل 8 قرون وتحديدا خلال القرن الحادي والعشرين تولدت عن جغرافيا سياسية جديدة، حيث اندثرت كيانات وظهرت أخرى. اقتطف منه بعض الومضات :{(تجحفلت قوات الفرنجة في إمارات الخليج –التي كانت عبئا على العرب آنذاك - بعد أن سقطت مكة وأقدس مقدسات المسلمين دون قتال. وكان ذلك مرحلة ضرورية لفتح بغداد، آخر معاقل العرب ورافعة حضارتهم وعنوان هويتهم وراية الله اكبر. وتجمع المصادر التاريخية على أن القائد العربي صدام حسين المجيد كان..) *** (ونذكر أن احد مواطني الدولة الشربوشية، وهو فارسي الأصل، عثر لما كان بصدد بناء منزل على رسم بيت احد مواطني ماكان يعرف بدولة "جمهورية العراق" قبل ثمانية قرون، عن صحيفة مدفونة تؤكد أن أهل بغداد..) *** (لقد عين الفرنجة بعد قتل القائد صدام الكثير من الولاة على بغداد: علاوي، الجعفري والمالكي. فكانوا أدوات بيد الفرنجة في جميع السياسات التي مارسوها بمافي ذلك أوامر بالقتل والتهجير والاعتقال ضد الشعب الذي ظل لمدة طويلة وفيا لقائده...) *** (أما بغداد التي كانت منارة للعلم ومقصد العلماء وأهل الثقافة والفن.. فقد صارت اليوم، بعد ثمانية قرون على مجدها، سيتي بوش (مدينة بوش، وهو القائد الإفرنجي الذي حطمها وخربها)، مرتعا لتجار الرقيق والجنس والمخدرات، وعاصمة لعبدة الشيطان، وهي الديانة التي تشترك فيها الدولة الشربوشية مع الدولة الفارسية.. مكة صارت بسقوط بغداد محجا لضريح النبي الجديد ومزارا للسياح، يتفرجون فيها على بقايا مساجد العرب وعلى ماكان يعرف "بالكعبة"...) *** (لقد ظهرت الدولة الشربوشية بعدما ظهرت الحركة الشربوشية بسنوات، وهي حركة تتبنى العقيدة الشيطانية ويتزعمها القائد بوش الذي زار الرب حسبما تؤكده مصادرالشربوشيين (بعض المصادر تقول أن الرب نزل إليه في ليلة حالكة السواد وشديدة البرد وسهر معه في داره، علما و أن الرب أو الشيطان كلمتان لهما مدلولا واحدا) واستشاره..)...}لوعاد احد إلى المدونات والموسوعات التاريخية بحثا عن الدولة الشربوشية فانه بالتأكيد لن يعثر على شيء، وهنا قد يوجه سهام نقده إلى الكاتب باعتباره مفتري ومزيف للتاريخ ويختلق أشياء لا وجود لها.. في حين أن المسالة واضحة وضوح الشمس : الخيال الإبداعي الهادف.أما عن الخيال فمواطنه مكشوفة وهي حيثما يوجد السياق الافتراضي، وبالنسبة للهدف فهو وضع صورة مخيفة أمام أعين شعب العراق والمثقفين والسياسيين العرب : لو لم تقاتلوا قتالا شديدا ومسترسلا لا هوادة فيه فان دولة دخيلة ستزرع على أرضكم وتصنع لنفسها تاريخا كما فعلت دولة العصابات الصهيونية في قلب أمتكم. ومن يعود إلى المقال سيجد هذا التحذير في ذيله.واعتقد أن ذيل المقال حال دون اختلاط السبل على القارئ... هذا مثل ثان ومفتاح ثان يلبي به المستوضح حاجته إلى التوضيح.نأتي الآن إلى المقالين الأخيرين الذين كتبتهما... وما بلغني من صعوبة في فهمهما.. فلماذا كتب الهادي حامد : نص رسالة فاروق حسني إلى منتظر الزيدي ثم نص رد منتظر الزيدي على رسالة فاروق حسني..؟! هل أنهما تراسلا فعلا ووقعت الرسائل في يد الهادي حامد فقام بنشرها أم انه اختلق المسالة وافترى عليهما، بما يتعارض طبعا مع آدابنا وقيمنا ومع مصداقية وشرف الكتابة..؟!.. اخيّر أن اطرح الموضوع بهذا الشكل حتى يلبي كل محتاج إلى الوضوح حاجته إليه.في الفترة الزمنية نفسها تقريبا حدث حادثان : الزيدي يخرج من المعتقل ويصرح بان شعبه لازال محروما من حريته المستحقّة، وفاروق حسني يتنازل للفوز باليونسكو لكنه يهزم. يلحق بهما حدث صغير ولكنه مثير وله دلالة خاصة : مصر تمنع الزيدي من زيارتها وتبرر ذلك بأنه استجابة لطلب جهة صديقة... هنا ماهي الخيارات المتاحة أمام كاتب متابع للأحداث بقلمه وروحه وقلبه..؟.. إمّا التعليق على كل حدث بشكل منفرد أو كتابة مقال يشملها كلها.. فاخترت الثاني : مقال فيه احتفال بوطنية الزيدي وبنموذجه الخلاق، وتقويما نقديا لعقيدة فاروق حسني السياسية ومن ورائها العقيدة التي يتبناها الحزب الوطني الحاكم في مصر، مع إدانة للحكومة المصرية التي ترفض الاعتراف بنبل مااقدم عليه الزيدي من خلال رفض استقباله.... مقال فيه هذا الحراك على جبهات ثلاث يبدو صعبا ولذلك فكرت في تخيّل التراسل الذي يحدث بين النموذجين، وهو حل لهذه الصعوبة وشكل إبداعي طريف وغير معهود وينطوي على شيء من الفن والسحر الذين جعلا بعض من يقرأ ينخدع ويتصور انه أمام رسالة حقيقية.في تخيّل التراسل بين فاروق حسني ومنتظر الزيدي صراع بين عقيدتين، بين مشروعين، بين تصورين للمستقبل العربي، بين نموذجين : الزيدي تجري الشهادتان على لسانه ويرجم الشيطان بحذائه وفي النهاية يخرج منتصرا..وهو لايكون إلا منتصرا حتى لو سكب مخزن رشاش في صدره..لان النصر هنا قيمي ورمزي وفي علاقة برمزية تاريخية أساسا...بينما فاروق حسني يتنازل لكنه يهزم باعتبار أن أفق التنازل لايكون إلا الهزيمة ولا شيء غيرها...كما لايمتزج التوجهان ولا تتفاعل العقيدتان لذلك منع الزيدي من زيارة مصر...ليكون تأثير الزيدي/الظاهرة محدودا على الشارع العربي ويتم صهره ضمن قوالب السياسة العربية الأمنية... خدمة لعقيدة التنازل والمهادنة والتصاغر والتذلل التي تمثل الأجهزة الأمنية العربية والآلة العسكرية الأمريكية والصهيونية أدواتها التنفيذية.في هذا الشكل الطريف من الكتابة السياسية : عملت على تعرية اتجاه العمالة والتآمر(افتراض تقديم فاروق حسني عرضا للزيدي بناءا على طلب جهات دولية)، ومدى حقد العملاء والمتآمرين على الوطنيين والقوميين الشرفاء في العراق وفي عموم الوطن العربي ووجهت نقدا صريحا وحارّا للنظام العربي الرسمي. الدفاع عن تيار المقاومة والنضال من اجل حرية الأمة وكرامتها، والتأكيد على قدرة امتنا على النهوض وتحقيق تطلعاتها المشروعة بناءا على وعد الاهي مقدس.بناءا على ماتقدم أقول : من أراد أن يفهم فان إمكانيات الفهم متوفرة في هذا التوضيح. ومن أراد أن يخوّنني ويظهر الأمر كما لوكان توريطا لشبكة البصرة فهو مخطئ. وليس الهادي حامد من يغدر بجهة عراقية أو عربية مقاومة فردا كان أو مؤسسة. تحياتي إلى فاروق حسني الفنان والى البطل منتظر الزيدي..الظاهرة التي لاتموت!...

شبكة البصرةالاربعاء 3 ذو القعدة 1430 / 21 تشرين الاول 2009

رسالة المجاهد عزت ابراهيم الى قناة اللافتة وقناة صدام




رسالة المجاهد عزة ابراهيم الى قناة اللافتة وقناة صدام



شبكة المنصور

الاخوة المحترمون في فضائية صدام الشهيد السعيد
الاخ الفاضل محمد جربوعة رئيس مجلس ادارة قناة اللافتة المحترم

لقد سررت من اعماق قلبي حينما عرفت باطلاق قناة صدام الفضائية لانها وسيلة جهادية مهمة جدا كنا نحتاج اليها منذ الغزو ، الذي حرمنا من مخاطبة الجماهير في كل مكان ، وقام بعمل لا اخلاقي – كما يفعل كل استعمار - وهو محاولة تشويه صورة المجاهدين والجهاد وخصوصا محاولة تشويه صورة اخي وحبيبي الشهيد السعيد صدام حسين ، الذي قدم نفسه من اجل الله والوطن والامة دون تردد وبسعادة غامرة رأيناها تعلو محياه المشع نورا وهو يستشهد في يوم الاضحى .

اننا في ساحة الجهاد المقدس نحييكم ونتمنى لكم النجاح في مسعاكم المقدس والشريف وهو الدفاع عن العروبة والاسلام بشكل عام وعن الشهيد السعيد صدام حسين بشكل خاص ، ونعدّكم فيلقا جهاديا مهما يساعدنا في ايصال كلمة الجهاد وصوت المجاهد ، وهو يقاتل الاحتلال .
دمتم صوتا جهاديا كبيرا من اصوات امتنا العظيمة .


عزة ابراهيم الدوري
القائد الاعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير
والقائد العام للقوات المسلحة الوطنية العراقية .
٢٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م





كتاب خليل الدليمي عن الشهيد البطل صدام حسين


سرايا - عمّان -

هل شُنق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أم قتل، ولماذا جرى إطالة حبل المشنقة وبشكل متعمد، وما هي دلالات تنفيذ حكم الإعدام في مبنى الاستخبارات، ولماذا كان هناك من يخطط لاختطاف جثمان صدام وأخذه إلى إيران؟

أسئلة عديدة يجرى الكشف عن تفاصيلها لأول مرة على نحو موسع تصدى لها محامي الرئيس الراحل، خليل الدليمي، ووثق وقائع المراحل الأخيرة من حياة الرئيس العراقي السابق في كتاب صدر قبل أيام عن دار المنبر للطباعة المحدودة في العاصمة السودانية الخرطوم، حمل عنوان "صدام حسين الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث". الدليمي قال : إن ما هو مسكوت عنه أكثر بكثير مما رصدته في كتابي، واعدا أن يكشف المزيد عن ذلك المخبوء في الأيام المقبلة، مؤكدا، بحسب مقدمة كتابه، أن "كتابا واحدا لا يتسع لمذكرات الرئيس الشفوية والخطية التي بلغت مئات الصفحات، إضافة إلى الشعر الذي ناهز الألف بيت، لذا أكتفي في هذا الكتاب بنشر مذكرات الرئيس الشفوية على أن أنشر مدوناته الخطية لاحقا". يقول الدليمي: إن "الرئيس صدام قد ألح علي أن أدوّن كل ما يقوله ويرويه، لأنه كان يتوقع أن يصفيه الأميركيون جسديا في أي وقت، وترك لي طريقة عرض مذكراته واختيار دار النشر. وسألني عن عنوان الكتاب، فقلت له إن لدي عناوين عدة، أولها "العدالة خلف القضبان". فاقترح هذا العنوان، لكنني أخبرته أنه ربما يكون عنوانا لكتاب يتعلق بكل ما حصل داخل المحكمة. عندها ترك لي حرية تسمية الكتاب الأول المتعلق بالمذكرات التي أملاها علي". وبلسان صدام حسين يسرد المؤلف القصة الحقيقية لأسر الرئيس العراقي الراحل:"كنتُ أتردد على دار أحد الأصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين وقد اخترت هذا المكان لأنه المكان ذاته الذي لجأت إليه في العام 1959، وعبرت نهر دجلة عندما شاركت في الهجوم على موكب الزعيم عبد الكريم قاسم، وهو يقع على نهر دجلة، وبالقرب منه أحد القصور الرئاسية في الضفة الثانية". ويتابع "كان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة وهو قيس النامق، وكنت آنذاك أكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي من المقربين لي، كيلا أثقل على صاحب الدار، ولكي لا تكون الدار هدفا مرصودا للقوات الأميركية، ودرءا لأي طارئ، قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في النهر أمام الدار لكي نستخدمها جميعا عند الحاجة، إذا ما جاء الأميركان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق، وإذا ما جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونسلك الأراضي الزراعية". ويضيف صدام: "لقد أعددنا العدة لكل حالة، ثم زيادة في الحذر قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض كي نلجأ إليه في الحالات الطارئة، ويشبه الملاجئ التي كنا نساعد العراقيين في إنشائها في زمن الحرب العراقية الإيرانية. ويتابع الرئيس العراقي الراحل: "كنت أمضي وقتا في هذا البيت أكثر من أي وقت آخر، ففي أحد الأيام، كنت في أماكن بعيدة ولعدة أيام أتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين، عدت لهذه الدار وأنا منهمك من التعب، كان الوقت عصرا، فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب، كانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام، وعندما حان وقت الصلاة، أطبقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، فإذا بصاحبي يأتي راكضا من خارج الدار صائحا: لقد جاؤوا، مكررا هذه العبارة عدة مرات، فتساءلت عمن يكونون، فأجاب: الأميركان. وعلى الفوز نزلت إلى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الأميركان مكاني فقبضوا علي من دون أية مقاومة، بل لم أضع في حسابي مقاومتهم لأن السبب هو أنني قائد، ومن جاؤوا كانوا جنودا وليس من المعقول أن أشتبك معهم، وأقتل واحدا منهم أو أكثر وبعدها يقومون بقتلي، فهذا تخل عن القيادة والشعب، لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى أنتصر عليه أو أموت ... قبل القبض علي، تكونت لدي بعض الملاحظات على صديقي صاحب الدار، فقبل أسبوع من الاعتقال، بدا لي شارد الذهن، وقد بدأ وجهه يتغير وتصرفه غير طبيعي. ومن شدة ثقتي به لم يساورني أدنى شك في احتمال أن يغدر بي.. بدا لي في بعض اللحظات أنه خائف ومرتبك، ومع الأسف فإنه ركب الهوى، وتبع الشيطان، وربما هي الغنيمة التي وعده بها الأميركان. أما أنا فلم أكن أملك مبلغا كبيرا من المال لأتحسب للخيانة مكانا، كان كل ما معي هو مليون ومائتان وثمانون ألف دينار، أدير بها بعض عمليات المقاومة.. لذا، عليكم أن تخبروا العراقيين أن قيس النامق وإخوانه هم الذين وشوا بي". وفي الفصل الخامس والعشرين من الكتاب يعرض الدليمي تفاصيل صفقة قتل الرئيس صدام، مبينا أن المصادر الأميركية تشير، في محاولة لإلقاء مسؤولية ارتكاب جريمة قتل رئيس الدولة الشرعي بكاملها على حكومة الاحتلال الموالية لإيران، إلى أن "عددا من كبار الضباط الأميركيين ضغطوا على السفارة الأميركية للاتصال بواشنطن لتأجيل تنفيذ عملية قتل الرئيس". وتذهب هذه المصادر الى حد القول إن "بعض هؤلاء الضباط أوحى بأنه سيرفض تسليم الرئيس إلى حكومة المالكي، وأن الحاكم الأميركي الفعلي للعراق زلماي خليل زاد، سفير أميركا في المنطقة الخضراء قد فشل في اقناع المالكي بتأجيل عملية القتل". وعن آخر طلب للرئيس الراحل، يقول الدليمي "في الساعات الأولى من ليلة الجمعة، قبل الإعدام، اصطف بعض الضباط الأميركان، منهم قائد المعتقل، وقاموا بتوديع الرئيس الذي طالب بتوديع أخويه برزان وسبعاوي". ويضيف "تمضي الساعات، وقضى الرئيس تلك الليلة كعادته على سريره بعد صلاة العشاء يقرأ القرآن، بعد أن أبلغه الضابط الأميركي، قائد المعتقل، بأن موعد الإعدام سيكون فجرا، كان حراسه الأميركان يراقبونه بكل حذر، اعتقادا منهم بأنه ربما يشنق نفسه، وفي الرابعة فجرا، قدم الى غرفة الرئيس قائد المعتقل، وأخبره بأنهم سيسلمونه للعراقيين، وسأله عما يطلب. توضأ الرئيس وأخذ المصحف وقرأ ما تيسر له في ذلك الوقت القصير. ثم طلب ان تسلم حاجياته الشخصية الى محاميه، ومن ثم الى كريمته رغد. وطلب منهم أن يبلغوا كريمته بأنه في طريقه الى الجنة للقاء ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة، وسيذهب بصفته جنديا يضحي بنفسه وعائلته من أجل العراق وشعبه". ويتابع "ارتدى بذلته الرمادية مع قميصه الأبيض ومعطفه الأسود، ووضع صدارى بغدادية على رأسه، ثم ارتدى السترة الواقية التي كان يرتديها حين يذهب إلى المحكمة، أو حين لقاء محاميه في معسكر كروبر جنوبي مطار بغداد الدولي". ويمضي الدليمي قائلا "صعد (صدام) وأفراد حراسته الأميركان إحدى العربات المخصصة لنقل الرئيس، وهي مدرعة تحمل علامات الصليب الأحمر الدولي، ثم نقل بعدها إلى إحدى طائرات البلاك هوك الأميركية، حسب المصدر الأميركي نفسه، وقد طلب منهم عدم تغطية عينيه،(حيث) تأمل بغداد، وربما كانت بغداد تلقي على ابنها الراحل نظرة حب أخيرة.. اخترق سماء بغداد، كأنه كان يلقي عليها نظرة الوداع الاخيرة، كأن هذه المدينة التي بناها وأعزها ومنحها عمره، ترحل رويدا رويدا، تتوارى بعيدا. وما هي إلا دقائق معدودة، حتى حطت الطائرة في معسكر أميركي يقع داخل منظومة الاستخبارات العسكرية السابقة الواقعة على الجانب الغربي لنهر دجلة في منطقة الكاظمية، حيث قسمت هذه المديرية في زمن الاحتلال إلى ثلاث مناطق، إحداها أصبحت معسكرا أميركيا، والثانية تتبع لما أسموه بقوات حفظ النظام، والقسم الآخر يتبع دائرة الحماية القصوى التابعة لوزارة العدل في حكومة الاحتلال". ويتابع الدليمي سرده: ترجل الرئيس من الطائرة في المعسكر الأميركي فغطوا عينيه بنظارات داكنة يستخدمها الجيش الأميركي عند نقل الأسرى من مكان إلى آخر. كان الرئيس محاطا بعدد من الأميركيين "رجال الشرطة العسكرية"، وادخل الى دائرة الحماية القصوى، "وهنا انتهى دور الحراس الأميركان عند أول بوابة، فعادوا أدراجهم". ويزيد الدليمي "بعد نزع سترة الرئيس الواقية والنظارة، أُدخل إلى أول قسم في الدائرة وهو مكافحة الإرهاب، وهذا القسم مختص بتنفيذ الإعدام "عمليات القتل" بحق قادة وابطال العراق ... "كانت الساعة الخامسة والنصف فجرا، وحين دخول الرئيس، شاهد اقفاصا حديدية فيها رجال من العراقيين والعرب المقاومين الصادرة بحقهم أحكام الاغتيال". ويسهب الدليمي في وصفه بأن "الرئيس نظر إليهم مبتسما وباعتزاز، فقد عرف مواقفهم البطولية من خلال وقوفهم هناك. وأكمل سيره باتجاه إحدى الغرف.. هو الآن محاط بحراسة من المليشيات الطائفية الذين كانوا يشتمونه بسبب الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي". ويقول الدليمي "في تلك الأثناء، كانت فرق الموت من ميليشيا جيش المهدي تحيط بمديرية الاستخبارات العسكرية، وقد عقدت العزم على اقتحام المديرية حيث يتواجد الرئيس لاختطافه وتسليمه إلى إيران مقابل مبالغ خيالية". ويتابع "تأخرت جريمة الاغتيال بعض الوقت لحين مجيء مقتدى الصدر الذي تنفي بعض المصادر وجوده لأسباب معروفة، كيلا تحرج حكومة الاحتلال ولا حتى الاحتلال نفسه. ثم جاء مقتدى ومعه حراسه، وحينما شاهد الرئيس جالساً يقرأ القرآن، قال له: ها شلون الطاغية؟ نظر إليه الرئيس باحتقار، مما حدا بأحد حراسه الى ضرب الرئيس بعقب بندقيته على رأسه". ويؤكد الدليمي أن "الرئيس عندها بدأ يهتف: يحيا الشعب، عاش الجهاد، تعيش الامة، عاش العراق، عاشت فلسطين حرة عربية، يسقط العملاء.. ثم: نحن في الجنة واعداؤنا في النار. وهتف بوجه القاضي والمدعي العام: يسقط الفرس والاميركان والعملاء.. أدخل الرئيس بعدها إلى الغرفة المشؤومة ليواجه أمامه كل قادة فرق الموت ومنهم: عبدالعزيز الحكيم، موفق الربيعي، علي الدباغ، سامي العسكري، بهاء الأعرجي ومريم الريس، وكذلك منتقد الفرعون. ولم يتواجد أي إمام سني كما ادعوا". ويضيف المؤلف "مشى الرئيس صدام حسين بكل كبرياء وشموخ، مستقبلاً قدره بإيمان عميق، واستقبلته هذه الجماعات بالشتم والكلام البذيء والهتافات المعادية، بل حاول بعض هؤلاء المسؤولين وقادة فرق الموت الاعتداء على الرئيس وضربه، وهو مكبل اليدين، لكنه كان صامداً شامخاً رابط الجأش. رد عليهم قائلاً: انتم خونة.. عملاء.. اعداء الشعب.. تسقط اميركا وعملاؤها.. مؤشراً برأسه إليهم.. وكان موفق الربيعي يشتمه متشفياً، قال له الرئيس.. انتم ارهابيون.. ارهابيون.. ثم.. تعيش المقاومة.. يعيش الشعب.. يعيش العراق.. تعيش فلسطين.. تعيش الامة العربية. ثم أضاف إنه خدم العراق، وقام ببنائه". وفي تلك الاثناء، يتابع الدليمي " قام مصور المالكي (علي المسعدي) بتسجيل اللقطات وتصويرها. ثم فك سفاحو المليشيات الأصفاد من الأمام، وأوثقوا يديّ الرئيس من الخلف، واستبدلوا السلسلة التي كانت تتدلى بين قدميه بوثاق آخر خاص بحالات الإعدام. طلب الرئيس من المدعي العام منقذ الفرعون تسليم القرآن الذي كان برفقته الى أحد الاشخاص (المحامي بدر البندر) كي يقوم بتسليمه إلى عائلته". ويتابع المؤلف "وقف الرئيس أمام حبل المشنقة، بكل شموخ وصبر وإيمان، كما شاهده العالم أجمع. وهذا المشهد العظيم للرئيس، كان عكس ما قاله الربيعي من أن الرئيس صدام حسين بدا خائفاً. صعد إلى المشنقة وهو يقول: يا الله يا الله. وقف أمام الحبل بكل شجاعة، وبعزيمة قوية لا تلين". ويجيب الدليمي عن تساؤل لماذا استخدمت في الحبل الذي شنق فيه صدام 39 عقدة، بالقول: "رفض الرئيس وضع الكيس الأسود على رأسه، وسمح لهم أن يضعوه على عنقه تحت الحبل. هذا الحبل أخذه الأميركان من جندي صهيوني، وصنع بطريقة مخالفة للقانون من حيث الطول ونوعية الحبل وكذلك (الدركة).. وقد وضع على عنق الرئيس كما أراد. قبل ذلك، دخل إلى القاعة أحد الجنود الأميركان من أصل يهودي، فأخذ يقيس طول الحبل حتى وصل إلى 39 عقدة (وهو عدد الصواريخ التي أطلقها العراق على تل أبيب في العام 1991 والتي كانت من أسباب حقد الصهاينة على الرئيس صدام حسين والسعي لإعدامه)، فطلب من الحاضرين أن يزودوه بآلة قطع فأعطاه احد رجال العصابة سكين جزار، والتي كانت معدة ليقطعوا بها عنق الرئيس، ويفصلوا الرأس عن الجسد لكي يحتفلوا بعدها بحمل الرأس ويطوفوا به بمسيرات طائفية كبيرة في مدينة الثورة تشفياً به". يقول الدليمي في كتابه: "نطق الرئيس بالشهادة كاملة ولم يدعوه يكمل النطق بالشهادة للمرة الثانية... هوى الجسد الطاهر من تلك الفتحة اللعينة، وقد أطيل الحبل وبشكل متعمد كي يسقط الرئيس حياً على الأرض ويقتلوه ركلاً. وفعلاً هوى الرئيس على الأرض، ورفع رأسه، مبتسماً، إلا أنهم قاموا بركله وضربه بشدة". وعن دلالات المكان الذي نفذ فيه حكم الإعدام يقول الدليمي إن "تنفيذ عملية قتل الرئيس ورفاقه في مبنى الاستخبارات كان له أكثر من مغزى، فضلا عن أنه مطلب إيراني جاء بالتنسيق مع أتباعهم، حكومة الاحتلال. فقد جرت عملية القتل في مبنى الشعبة الخامسة في مديرية الاستخبارات العسكرية سابقا، في خطوة ذات دلالات تتصل بالحقد الصفوي على العراق وقائده، وهي الشعبة التي كانت تتولى تزويد القوات المسلحة العراقية بالمعلومات عن العدو الإيراني في أثناء الحرب العراقية الإيرانية". ولذلك، يضيف الدليمي، فقد اختير هذا المبنى للدلالة على روح الانتقام الإيرانية من العراق الذي تمكن بقيادة الرئيس صدام حسين من صد الحملة الخمينية الرامية لغزوه واستباحة أرضه، ومن ثم غزو الدول العربية في الخليج والجزيرة". ويضيف المؤلف بأن المخاوف أخذت بالازدياد "بعد استشهاد الرئيس، حيث انتفض الشعب في أغلب محافظات العراق ومدنه، منددا بجريمة الاحتلال وأعوانه رغم التكتم الإعلامي وحظر التجوال والإجراءات الأمنية الصارمة". وهنا، يتابع المؤلف، "جاءت التعليمات الأميركية بعدم الموافقة على نقل جثمان الشهيد إلى خارج العراق، وأن يدفع متأخرا من ليلة تسليمه، أي في الساعة الثالثة والنصف فجرا، في المكان الذي ولد فيه.. أي في العوجة". ويروي المؤلف حكاية صدام حسين وقصة الشبيه، إذ يطرح تساؤلا مفاده: هل يوجد أكثر من صدام حسين؟ ليأتي الجواب على لسان المؤلف أنه "في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، لقيت النكتة رواجا كبيرا في العراق، وخصوصا فيما تعلق منها بأعضاء القيادة العراقية. وكانت هذه النكات تصل إلى سمع القيادة وإلى الرئيس صدام حسين، وهذه الظاهرة توجد في أغلب المجتمعات العربية بل وهي دول العالم كافة.. وربما تكون "النكتة" وسيلة لنقد ظاهرة تطرأ على المجتمع سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها، تؤثر سلبا على مختلف الأفراد، أو الجماعات في الدولة ككل. ويضيف "خلال العقدين المذكورين، انتشرت إشاعة تقول بوجود أشباه للرئيس صدام حسين، أي وجود أكثر من شخص يشبه الرئيس ويقوم بدوره. وحامت النكات حول هذا الموضوع". ويتابع الدليمي "بعد غزو العراق، تداولت الخلويات نكتة تقول إن النصب الذي أنزل في ساحة الفردوس كان لشبيه صدام. وانتشرت فكرة الشبيه من دون أن يعرف أحد من الذي روج لها. هل هي المخابرات العراقية من أجل حماية الرئيس. أم هم الأميركان لغاية في نفس يعقوب. وبدأ الناس يتداولون أسماء الشبيه حين قالوا إن هناك أكثر من شبيه. ومن تلك الأسماء ميخائيل رمضان وجاسم العلي. حتى إن البعض كانوا يتصلون بي ويسألونني: كيف وضع جاسم العلي أستاذ خليل، ويقسمون أن الشخص الموجود في المعتقل هو جاسم العلي، ويستند البعض في حكمه هذا، إلى ظهور الرئيس صدام حسين في فترة اختفائه بعد احتلال العراق في أمكنة متعددة وفي أوقات متقاربة، وربما كان سبب ذلك يعود إلى حبهم للرئيس وتمنيهم بألا يكون الرئيس هو من تم أسره". ويضيف محامي صدام، تحدثت مع الرئيس حول قصة الشبيه ورأي الشارع العراقي فأجابني: "كنت أتحرك بين المناطق المختلفة لدواع أمنية، ولتفقد أحوال شعبي وفصائل المقاومة، ولتفويت الفرصة على الأعداء، لم أكن أطيل الإقامة في المكان الواحد أكثر من ثلاث ساعات كحد أعلى، باستثناء المكان الذي اعتقلت فيه. كنت أظهر مثلا في الفلوجة في الساعة العاشرة، وأنتقل إلى الرمادي بعد ساعة، ثم بعد ساعتين، أكون في صلاح الدين. والناس لا يتحدثون بدقة عن الوقت، فقد تكون الأوقات متقاربة. بالإضافة إلى الخلفية المترسخة بوجود شبيه لي جعلهم يصدقون قصة الشبيه". ثم قال الرئيس مازحا: "حين عبرت نهر دجلة، قلت في نفسي سيقول الناس إن هذا شبيه صدام حسين، وخاصة وقد سرت إشاعة أن صدام حسين مريض ومصاب بالسرطان"، ثم التفت الرئيس إليّ ضاحكا وقال: "وأنت أستاذ خليل، ماذا تقول هل أنا صدام أم الشبيه؟". ويجيب الدليمي عن هذا السؤال: "لقد فوجئت بالسؤال، وبدأ الشك يساورني من جديد، خاصة وقد سألت في إحدى المرات مرافقي الرئيس عن الشبيه، فنفوا نفيا قاطعا باستثناء واحد من حمايته الذي قال: نعم يوجد شبيه واحد. وكما تقول الحكمة "حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له". وردا على سؤال كيف سقطت بغداد يجيب صدام "يا ولدي، بغداد، لم تسقط، بغداد احتلت، وستتحرر بسواعد الأبطال. الاحتلال شيء والسقوط شيء آخر، وهذه هي ليست المرة الأولى التي تحتل فيها بغداد، فقبل الأميركان، وعبر التاريخ، تعرضت لغزوات كثيرة، وتنازعها الأعداء من كل الجهات، وتكالب عليها الفرس، وغيرهم وهي حلقات متواصلة، واحتلها المغولي هولاكو، فأحرق ودمر وقتل وعاث فيها فسادا". ويتابع صدام "اليوم تتكرر الحالة، لقد جيّش بوش جيشه ومرتزقته وعبر المحيطات، ونحن لم نعتد على أحد، لكنهم كانوا يضمرون لنا الشر، ويريدون نهب خيراتنا وتدمير بلدنا. وقد حاولنا بكل ما نملك تجنب شرورهم". ويكمل "في السياقات العسكرية، لا يمكن فصل النتيجة عن السبب، فهما حالة واحدة والمعركة الواحدة هي سلسلة حلقات للوصول إلى تحقيق الهدف. فكيف إذا كانت المعارك متواصلة منذ العام 1990، وما رافق ذلك من حصار ظالم دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، فقدنا بسببه أكثر من مليون ونصف مليون عراقي ما بين طفل وشيخ وامرأة وحتى الشباب. إذن فلا يمكنني أن أجتزئ وأتحدث عن معركة واحدة هي بحد ذاتها كانت هدفا ونتيجة لسلسلة طويلة.. ألم يكن قصف أميركا للعراق مستمرا منذ ذلك التاريخ، أليست أميركا هي من وضع خطوط الطول والعرق وأسموها مناطق حظر الطيران؟". ويسرد صدام تفاصيل الاحتلال قائلا "من الأمور التي لا بد أن نذكرها خارج السياقات العسكرية والقتالية المعمول بها والتي لم يتوقعها حتى إخواننا القادة وهم يضعون خططهم العسكرية والخطط البديلة، هو قيام العدو بالمباشرة بالهجوم البري الواسع، متزامنا مع القصف الجوي والصاروخي وحتى المدفعي، وذلك لتليين الأهداف كما سبق، وعادة ما يستمر هذا، وفقا لما هو معمول به، عدة أيام وربما شهر أو أكثر كما كان عليه العدوان الأميركي 1991، حيث استمر القصف لأكثر من شهر، ثم بدأ الهجوم البري بعد ذلك". ويتابع صدام "من الأمور الأخرى التي كنا قد وضعناها في حساباتنا، أن العدو سيتقدم من جبهتين أو أكثر مع إنزالات هنا وهناك. إحدى هذه الجبهات معروفة وهي الحشد الأكبر للقوات الأميركية (الكويت)، والثانية من الجبهة الغربية". ويضيف "أما ما يخص الصمود الرائع للبواسل في أم قصر من أبطال لواء المشاة (45)، فقد قام هذا اللواء بقتال العدو بشكل أذهل العالم، وصموده الأسطوري زعزع الثقة في نفوس الأميركان والبريطانيين وهز معنوياتهم. كذلك كان صمود قواتنا الباسلة في الزبير ومقاومتها الشديدة، فقد عضد وعزز معنويات إخوانهم في هذا البطل.. كما أن صمود قواتنا المسلحة ومن خلفها ظهيرها شعب العراق الأبي في كل الجبهات أعطى العزيمة لباقي القواطع". ويتابع الرئيس الراحل: "وبعد أن تمكن العدو من احتلال بعض مدن العراق، كان يريد إيصال رسالة واضحة، وهي أن كل شيء قد انتهى، وبالتالي تدمير معنويات العراقيين، جيشا وشعبا، فضلا عن استخدامه أسلحة محرمة دوليا في ضواحي بغداد". ويضيف "نقول إن المقارنة بين الذي حصل في أم قصر وصمودها الرائع، وبين الذي حصل سريعا في بغداد هي مقارنة غير وجيهة من الناحية العسكرية على الأقل. كما أن إسراف العدو بتركيزه على قصف بغداد ومحيطها بشكل بربري متواصل لمئات الساعات، أدى إلى تدمير قطعات بأكملها وتشتت أخرى مما جعلها هدفا سهلا لطائرات العدو وصواريخه خاصة وأنها كانت تفتقر إلى غطاء جوي، وكذلك في حالة عودة هذه القطعات وتخندقها، فقد تم تدمير معظمها في مواضعها الدفاعية مما أدى إلى استنفاد البديل، كما أن وضع أطراف بعض المحافظات ضمن قاطع عمليات بغداد، كان خطأ أو على الأقل سوء تقدير مع بعض التقديرات الأخرى التي لا تتلاءم مع التغيرات الجوهرية التي حصلت في الميدان من خلال جهد العدو الكبير وتكتيكاته". ويصف "العدوان" بأنه "كان شرسا وواسعا، وبذل العدو جهدا خاصة في الأيام الأخيرة، بتكثيف القصف الجوي والصاروخي على بغداد ومحيطها، إذ كان الهدف الرئيس للعدو هو بغداد أولا". بيد أن الدليمي يحيل أسباب تمكن الأميركان من احتلال بغداد كما رواها صدام حسين له بلسانه إلى "الحصار الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، وما رافقه من استمرار الحرب بكل صفحاتها، واعتماد الأميركان سياسة الخداع والتضليل حول مزاعمها مما دفع بعض الأصدقاء والأشقاء العرب لتصديق رواياتها، فضلا عن الفرق الهائل بين القوتين وخاصة القوة الجوية والصاروخية وعدم وجود أي غطاء جوي للجيش العراقي، واستخدام القصف الجوي المكثف الذي لا مثيل له والذي كان مستمرا على مدار الساعة، مما ساعد على شل قدرة قواتنا البطلة سواء أكانت الدروع أو المدفعية أو حتى المشاة". ويضاف إلى ذلك، "استخدام العدو لأسلحة محرمة دوليا، بعضها استخدم لأول مرة، وخاصة في مطار بغداد بعد المعركة الشهيرة التي خسر فيها العدو مئات القتلى وعشرات الدروع، مما أفقده صوابه، وقام بضرب قوات الحرب والقوات المتجحفلة معها بقنابل نووية تكتيكية، إلى جانب استمرار القصف على بغداد بشكل وحشي وضرب السكان الآمنين، واستخدام العدوان للطريق الصحراوي بمحاذاة المدن، وتفوقه النوعي علينا بالسلاح المتطور، ما أفقد قواتنا القدرة على الحركة نهارا لعدم وجود غطاء جوي وإسناد مدفعي لها، وتركيزه على خيار الوصول إلى بغداد، وهجوم العدو من جميع الجبهات وقيام العدون باستخدام عملائه من المخربين وعملاء إيران في الهجوم علينا". يقول الدليمي: لقد سألت الرئيس عما راج من إشاعات عن وجود خيانات في صفوف القيادات العسكرية، فنفى نفيا قاطعا، وقال "سمعت أن هناك من يتحدث عن خيانات حدثت أثناء المعارك، فأقول لك يا ولدي إن جيشنا معروف ببسالته وبطولاته، فبجيشنا إن حصلت فقد حصلت بشكل محدود وبمستويات واطئة ضعيفة التأثير، ولم تؤثر على نتيجة المعركة إطلاقا". ويضيف صدام "مما ساعد في احتلال العدو لبغداد، استخدام الخونة والعملاء أقراصا وأجهزة تحديد الأهداف، وقد تبين في ما بعد، أن بعض ضعيفي الأنفس والخونة قد تغلغلوا في بعض الأجهزة الأمنية العراقية".
__________________

كلمة الرفيق عدنان الطالقاني الى المناضل ليث شبيلات بمناسبة الاعتداء الاثم على شخصه الكريم



الأخ العزيز الأستاذ المناضل / ليث اشبيلات المحترم

تحية حارة...

يسعدني أيها العزيز ان اتقدم اليكم, باخلص التحايا والتهاني القلبية لسلامتكم من الاعتداء الإثم على شخصكم الكريم ,من قبل أيادي مجرمة ومأجورة وحاقدة وجبانة, وهم يعرفون ما لدوركم ومكانتكم المرموقة في النشاط السياسي الوطني والقومي والإسلامي , ونقف معكم دائما ضد كل الممارسات التي تحد من نشاطكم من اجل إعلاء كلمة الحق والتحرر والديمقراطية .

واعلم يا عزيزنا ... ان الثعالب مهما تكالبت لا تنال من اليوث ابدا . دمتم لنا أخا مناضلاً لا تهاب الصعاب, وبوركت جهودكم وانتم تقارعون الظلم أينما كان
.

تقبلوا فائق التقدير والاعتزاز

أخوكم / عدنان الطالقاني
25 تشرين الأول، 20
09

بيان الحزب الشيوعي العراقي استنكارا لحادث الاعتداء على المناضل ليث شبيلات



الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية

بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

إدانة واستنكار

ان حزبنا الشيوعي العراقي – اللجنة القيادية – وبعد الأخبار التي تواردت عبر وسائل الأعلام, وهي تؤكد خبر الاعتداء على المناضل الكبير الأخ الأستاذ / ليث اشبيلات, رئيس جمعية مناهضة الصهيونية . ان هذا الاعتداء الوحشي وبهذة الطريقة , يعكس لنا بوضح تام عن الدور الموكل لزمر إرهابية, تنشط على الساحة العربية عموما ومنها الأردن الشقيق, بهدف ملاحقة المناضلين الذين عرفوا بنشاطهم السياسي المناهض للاستعمار والصهيونية. ان شخصية سياسية بارزة مثل الأستاذ ليث اشبيلات تغيض بلا أدنى شك في نشاطها وشجاعتها ومكانتها أعداء امتنا العربية وقواه الوطنية والقومية والإسلامية , ولدينا معلومات كافية عن مخططات إجرامية واسعة أوكل تنفيذها الى مجرمين محترفين وبدعم من جهات صهيونية – إيرانية, تنشط الآن في العديد من البلدان العربية ومنها الأردن الشقيق , هدفها ملاحقة وتصفية النشطاء من المناضلين العرب الذي يتصدون بجرأة مواقفهم ضد الهجمة الاستعمارية الصهيونية الإيرانية. ان شبكات صغيرة تتوزع في دوائر مغلقة هذة الأيام وتنشط خاصة وبعد تصعيد المقاومة الوطنية العربية مواقفها الكفاحية ضد المخطط الواسع بثالوثه المعروف الأمريكي – الصهيوني – الإيراني .

ان حزبنا الشيوعي العراقي يطالب الجهات المسئولة في الأردن, بملاحقة هؤلاء المجرمين وكشفهم ومعاقبتهم , ووضع التدابير الكافية لحماية البلد من أفعال المجرمين, وحتى لا يصبح الأردن مرتعاً لعصابات الجريمة ذات الطابع السياسي والتي اشرنا الى الجهات الناشطة في تواجهاتها لملاحقة مناضلين كبار ومعارضين يتواجدون في الأردن . إننا نتوجه الى الأستاذ المناضل ليث اشبيلا بالتهاني لسلامته وان يبقى ذلك الطود الشامخ في ساحة النضال الوطني والقومي والإسلامي وهو الذي نذر نفسه من اجل المقاومة والتحرر والاستقلال .


الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
هيئة النشر والأعلام
25 تشرين الأول، 2009

ملائكة اليورانيوم الحزينة! /ذكرى محمد نادر


ملائكة اليورانيوم الحزينة!

ذكرى محمد نادر


غبار الحرب لم يهدا بعد والصورة لم تتضح على حجم مأساتها.. وفي صخب الموت اليومي وليس بسبب القتل وحسب، وانما بسبب الفقر احيانا وضياع الاحلام، وغياب معنى الحياة، والبحث اللاهث عن لقمة لوأد جوع الصغار، وهموم تتراكم بحياة صارت اكثر من مستحيلة، لم يعد من الممكن ان يراقب المرء في وادي الرافدين الكئيب ما سببته، وما تركته الحرب الفجيعة الممتدة من عام 2003، وحتى اللحظة، فالجميع منخطف القلب يحاول بيأس ان يبحث عن ملاذ ما، جحر ربما.. ليبكي خلفه.. او ليحصي خسائره.. او ثمة ليستعد لتعب نهار آخر، او بمعنى ادق لمحنة نهار اخر، غير معروف ما يدخره من ضنى. وحين تكون المصائب كبيرة يلهى الناس بها. وهذا طبيعي جدا. ولكن هلا تساءلنا عما يحدث لاطفالنا، ولست اتحدث عن صغار المدارس ومدارسهم المنهكة ولا عن سعال رشح الخنازير، ولا عن ارتعاب الاناشيد في حناجرهم خوف القتل والتهجير ومناظر الدم اليومية، وانما عن صغار اخرين لم يتعرفوا بعد طعم الحليب، او شكل الابتسامة، او رائحة احضان الامهات! اطفال المهود التي تقفر منهم قبل انعتاق البسمة على وجوه ذويهم، فلعلكم لا تعرفونهم بعد! فالتقارير الصحية الصادرة عن منظمة الصحة الدولية تتحدث أنباؤها عن كارثة مستقبلية محدقة باجيالنا القادمة، اجيال ارتفعت بها نسبة التشوهات الى حد غير مسبوق عالميا حتى انها تفوقت باعدادها ونوعيات التشوهات فيها، الولادات التي تلت جريمة القاء القنبلة على مدينة هيروشيما! هل يبدو غريبا ما اقول؟ ام انه صار امرا اعتياديا ان نتحدث عن الموت؟ هل يؤشر الى ميزان الخطر الذي يرتفع وهو يمضغ بطريقه الاجيال التي ستأتي ما بعد الحرب؟ والحرب لم تنته بعد واثارها ستبقى إلى عشرات الاجيال حسب اكثر المختصيين تفاؤلا، فاذن، اجيال الحرب مستمرة.. لانها سيأتي إلى الحياة وتمضي قبل الوصول اليها، فان ما هو مخطط لهذه الأجيال هو انقراضها المؤكد؟ هل يدق الناقوس معلنا ان اجيالنا التي حددت مواعيد اغتيالها، بدم شديد البرودة وباعتناء مدروس بدقة متناهية، هل ينبهنا هذا الى فظاعة ما سيحدث وخطورته؟ وبلمحة بسيطة لا اكثر ساعرض ما نقلته شاشة تلفزيون في المملكة المتحدة قناة "سكاي تي في" في برنامجين وثائقيين عرضا تباعا في عرضيين متتاليين الاول في شهر حزيران والثاني في شهر ايلول من عام 2009 تناولت فيه نسبة الارتفاع المهول في اعداد الولادات المشوهة خلقيا، وقد اخذ الفلم الوثائقي اطفال الفلوجة انموذجا حصريا لتبيان مقدار الضرر المروع والارتفاع غير المسبوق عراقيا او عالميا في عدد الوفيات بين الاطفال الرضع. وقد اختيرت مستشفى الفلوجة تحديدا للتجربة الخاصة التي عاشتها في الحرب التي قادتها القوات الامريكية الغازية وقد استعملت بها اسلحة محرمة دوليا ولانها كانت ضمن دائرة حلقة الابادة الجماعية الانية والمستقبلية! وبحصر نسبة الوفيات والولادات، اتضح بان من بين 170 حالة ولادة كان هناك 24% منهم قد ماتوا خلال الاسبوع الاول للولادة، وان 75% منهم خلقوا مشوهين بتشوهات مريعة لا تمت إلى الجنس البشري بصلة، وقياسا على احصائيات سابقة لسجلات المستشفى المذكور نفسه وجد ان سجلات شهر اب من سنة 2002 والتي تحقق بها 530 ولادة مات 6 من هؤلاء الاطفال في الاسبوع الاول للولادة بينما كانت هناك حالة تشوه واحدة.! وقد نقل البرنامج المذكور صورا مروعة لاطفال برأسين، او بقلوب تنبض خارج القفص الصدري او من دون اذرع ومن دون اقدام وعيون متدلية وجلود صدفية، واشكال احياء، مخروطية او هلامية، اشكال ملائكة حزينة لا تتقن الشكوى ولا البكاء، وليس لها علاقة بالتكوين البشري بتاتا. وللتوثيق الدقيق، صورت الكاميرا ارض المقابر، حيث المثاوي الصغيرة لا تحفل سوى بتاريخ قصير لعمر مواليد ارض السلام الجدد الذين لم ينعموا بنعمة السلام على ارضها! واقع ماساوي مرير، دفع الطبيب المختص بمثل هذه الحالات "د.كرس بيرنز كوكس" إلى أن يطالب الحكومة البريطانية ويسأل سياسيي الحرب فيها: "ما الذي فعلتموه بأطفال العراق؟". ومفاتحا البرلمان البريطاني بشأن مسؤوليته الاخلاقية المباشرة، في تحمل تبعات ما يحدث لاطفال بلد، كانو هم اول من صادق على ذبحه بالاتفاق مع قوات الاحتلال الامريكية. وقد اثبت الدكتور كرس، أن الاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا والمستخدمة تحديدا في الفلوجة كاليورانيوم المنضب والفسفورالابيض، هي سبب مباشر وفعال في قتل هؤلاء الملائكة قبل انخلاقهم، قبل انعتاق لثغتهم الاولى، و قبل مثول صورة وجه الام في عيونهم، وانهم عرفوا طعم الموت قبل معرفة، طعم نكهة الحليب ولكنهم ربما حفظوا في ذواكرهم نهنهات امهاتهم، وهن ينظرن بعيون هلعة موت ثمرات القلوب، ويتفجعن بقبر الوجوه الحبيبة قبل القبلة الاولى! هل توقف الناقوس الذي يعلن نذير الموت عند هذا الحد؟ لا اظن فأن في العراق اجيالا لابد لها ان تباد بمشيئة ساسة الحرب واجندات الخطيئة. ففي الفلوجة وغيرها من مدن العراق، التي تعيش تحت حمأة اثار الفسفور الابيض والاسود والرمادي ومتعدد الجنسيات والالوان، وقذائف الموت وابتسامات اليورانيوم المنضب، المكشرة والمحمولة ببسطال الجندي الامريكي ما زال هناك موت اخر بانتظار اطفال يتخلقون بلمسة حب، لن تجد طرقها لحياة محتملة! فليست الفلوجة الا انموذجا صغيرا عما يحدث لاجيال العراق، وهذه البصرة لها شأن آخر شان ترتفع فيه نسبة الايذان بالموت للاجيال العراق القادمة، ففيها وحدها سجلت 3000 الاف عملية ولادة لاطفال مشوهين، وبسبب مباشر من استعمال قذائف "دي في" التي استعملتها القوات البريطانية خلال غزوها للعراق وهم يعرفون تماما مخاطر هذا السلاح على البيئة وتاثيره على الاجنة في احشاء الامهات لان الغبار النووي يصل إلى الجنين في بطن امه من خلال المشيمة. هل توقفت الحرب ام ان لها شأناً اخر بمستقبل العراق واجياله القادمة؟ وهل هناك من سينتبه إلى أجيال تنقرض قبل مثولها أمام الحياة؟ انهم في تقاريرهم يتحدثون عن بيئة ملوثة ستظل تنتج الموت لمئات السنين ولكنها لن تؤثر حتما وقطعا على انتاج البترول، هل سننتبه ام ان غبار الحرب المستمر مازال يعمي عيوننا؟ 24.10.2009



دعوة عاجلة من" صدى الايام" للانخراط في مبايعة الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله

دعوة من مدونة " صدى الايام " الى تاكيد الاهتمام الجماهيري العربي والاسلامي والعالمي بالمشاركة في مبايعة الشهيد البطل القائد صدام حسين المجيد...احياءا لذكراه وتمسكا بعقيدته وروحيته وقيمه ومبادئه...فعلى جميع القراء والمتصفحين للمواقع الالكترونية ، عربا وغير عرب ، مسلمين وغير مسلمين الى الانظمام الى هذا المشروع النبيل...بارسال كلمة تاييد الى المواقع التالية :

عنوان شبكة البصرة : albasrah2003@yahoo.com
عنوان شبكة المنصور : almansor07@yahoo.com
شبكة الرافدين الاخبارية : iraqiemail@yahoo.com
قناة اللافتة : allafeta_tv@yahoo.com
قناة صدام : saddam-tv@yahoo.com

منتديات البراق الاسلامية وملتقى الادباء والمبدعين العرب ينسخان مقالا دون اسناده الى صاحبه!!!!

منتديات البراق الاسلامية وملتقى الادباء والمبدعين العرب ينسخان مقالا دون اسناده الى صاحبه

امر عجيب والله...الموقع الاول موقع مقاوم...يعني مافيه انبل ولا اشرف من هذا الدور...ورغم ذلك يسمح فيه بان ينسخ مقال للكاتب التونسي الهادي حامد دون الاشارة اليه باعتباره صاحبه لا غير...وهو واجب اخلاقي ومبدئي في غاية الضرورة والبداهة...بل لايذكر مرجعه وموقع نشره الماخوذ منه...
بينما الموقع الثاني...موقع الابداع...في السرقة والجهل والغباء والنفاق...ينشر المقال دون ان ينشر اسم كاتبه معه...ماهذا..؟؟..اهذا فضاء الابداع..؟..اذا كان رب الاسرة بالطبل ضاربا....؟؟؟
في الموقع الاول ، نشر العضو " اخبار " مقال : نص رد منتظر الزيدي على رسالة فاروق حسني ، وللعضو مايفوق 2000 مشاركة..يعني كلها او اغلبها سرقات...وفي الموقع الثاني قامت المدعوة (او المدعو) نازك حسين بنشره..بدون مرجعه ولا صاحبه...
انها فعلا فوضى...فوضى الانترنت...حيث السرقة على المكشوف...
اشرنا الى هذه الاخلالات الخطيرة على الفيس بوك ووجهنا للمواقع المعنية رسائل خاصة..ولكن...!!!!

نهاية التاريخ ام....؟/المصطفى البرجاوي

نهاية التاريخ أم بداية تداعي الإمبراطورية الأمريكية..؟
مولاي المصطفى البرجاوي
ما أشبه الليلة بالبارحة؟ !!»تضمحل الإمبراطوريات وتنحط الأجناس ويضعف الأقوياء والجمال يتلاشى بين التجعد والشيب. الحياة لا تعطّل وظيفتها الأزلية، ومع الأسباب التي تقود إلى الشيخوخة تتقاطع طرق الفتوة نحو مسارها الأعلى. هناك إمبراطوريات عظمى وأجناس شديدة القسوة وأمثلة عليا وجمال ذو طراوة أصيلة؛ فإلى جانب بالوعة الموت ثمة منابع المنشأ المتواصل والخصب». للكاتب بينيتو بيريث غالدوسيقول المؤرخ المغربي الناصري في كتابه الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى: "أن دوام الحال من المحال"نهاية التاريخ مثل بدايته شكلتا منظومة فكرية معقدة عند بني البشر في الأزمنة والأمكنة ، لكن في الآونة الأخيرة بدأت تنهال علينا مخالب النهايات بشكل ملفت للنظر،في زمن استأسد فيه أهل القوة والجبروت ،وتدججوا بكل الأسلحة ، ولعل أخطرها الأعلام الذي جسد ما يسمى بنهاية الجغرافيا ، يقول احد المفكرين اليهود :" في عهد المركانتلية من يملك الذهب يملك العالم وفي العصر الحالي من يملك الإعلام يملك العالم"، ومن ثم الكلمة التي تثخن الجراح وتجعل الجرح غائرا يقول Albert camus :" الكلمات أقوى من الطلقات"...ولكن الإجماع يكاد يكون مطبقا بين مختلف المفكرين الغربيين حول نهاية التاريخ بدءا من هيجل وكارل ماركس ورستو ...إلى فرانسيس فوكوياما ؛ تعني نهاية لمرحلة تاريخية سابقة بقديها وقديدها، وبداية لمرحلة تاريخية أخرى لاحقة أو لعهد جديد "حداثي". إذن ماهي الأحداث التاريخية الدافعة والمجسدة لفكرة نهاية التاريخ ؟ لماذا فكرة نهاية التاريخ هل تنم عن هستيريا وجنون العظمة أم هناك إطارا وسياقا تاريخيا يبرر ذلك ويزكيه؟من جهة أخرى هل النوازل والاملاءات التي تتوالى في كل فترة تاريخية ، تحتم على توسيع" المجال الحيوي "– على حد تعبير أدولف هتلر – لإنهاء التاريخ ، بضربات متلاحقة وخناجر تسفك دم الأبرياء والراغبين في الندية (توازن الرعب)، من منطلق التصور الصهيوني الميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة"، أي أن توسيع مجال النفوذ غاية، ولا يهم الوسائل المتبعة من إبادة جماعية وعمليات الاغتصاب وتدمير للبنى التحتية...هل بداية انفلاق فجر انحطاط الإمبراطورية الأمريكية وانقشاع ظلام ظلمها بمشاريع تحاول من خلالها حماية الطفل المدلل (إسرائيل) باستخدام القوات الرادعة من قوة نفوذها في مجلس الأمن(الفيتو) والترسانة العسكرية التي يرتاع لها المتملقين والمتزلفين من الأنظمة التقليدية العربية وحلفائها الاستعماريين النيو- كلاسيكيين (بريطانيا..)الراغبين في الحصول جزء من كعكة الرجل المريض (العالم العربي والإسلامي) ...إن ما يدفع منتقدي النظام الأمريكي إلى هذا النوع من التكهن، هو استنادهم لعِبر التاريخ الذي تطور على أساس سقوط الحضارات ونشوء حضارات جديدة محلها. ومن أهم ما يميز الإمبراطوريات هو أن نهايتها تأتي عندما تبلغ أقصى توسعها، وتعجز عن حمل عبء هذا التوسع.مؤخرا، وتحديدا بعد حرب العراق، بدأت المقارنات بين الإمبراطورية الأمريكية الراهنة، والإمبراطورية الرومانية التي نشأت في القرن الأول قبل الميلاد واستمرت ألف عام. ولعل احد أوجه المقارنة هو اعتبار روما إمبراطورية كبيرة جدا، سيطرت على "العالم" على أساس قوة عسكرية واقتصادية هائلة، ومع ذلك سقطت، ولو على امتداد مرحلة زمنية طويلة، حتى تحوّلت إلى إقطاعيات منفصلة خاضعة للكنيسة الكاثوليكية. وكانت روما بحاجة للمستعمرات لاستيراد العبيد، الذين شكّلوا الأيادي العاملة "الرخيصة" في ذلك الحين. وكان حرمان الإنسان من الحرية أساس النظام الاقتصادي القديم الذي سُمي بنظام العبودية. كانت هذه وسيلة الإنتاج الأساسية التي بنت عليها الارستقراطية الرومانية كل ثروتها. فإذا كان بيل غيتس، صاحب شركة "ميكروسوفت"، يؤسس ثروته على احتكاره للتكنولوجيا الحديثة واليد العاملة الرخيصة، ففي روما كانت الأرض هي مصدر الثروة الأساس، وكانت العبودية الطريقة التي تم بها الإنتاج الزراعي. ويجتهد العلماء لفهم الأسباب التي أدت لسقوط روما، وتمكن كل منهم من اكتشاف جانب منها. وكذلك للماركسيين تحليلهم الخاص، وهو تحليل جدلي دياليكتيكي، يتم فيه فهم الحاضر من خلال فهم الماضي. ويرى الماركسيون أن ما يربط روما بأمريكا هو الطبيعة الاستغلالية للنظام، والسعي للهيمنة على العالم كشرط أساس لوجوده.نهاية التاريخ فكرة نيو-كلاسيكية:فحديث النهايات حديث ذو شجون ، قد تقلبته العقول وتناولته الأقلام ، تفصيلا إجمالا، مؤذنة بالموت والنهاية .فكل شيء تقريبا يصير إلى نهايته وموته ؛ نهاية التاريخ مع هيجل وموت الإله مع نيتشه وموت الإنسان مع فوكو، وصولا إلى النهايات المتلاحقة في العقدين الأخيرين ؛ للتاريخ مرة ثانية مع فوكوياما والكاتب رولان بارت، تكر السبحة معلنة نهاية الايديولوجيا والدولة والجغرافيا ..علاوة على موت المثقف والمؤلف و...(1) فالنهاية ،حسب علي حرب ،ليست آذانا بتأبيد اللحظة والراهن أو وصول ذي النهاية ، أيا تكن، إلى اكتماله وتمامه ، وليست نهاية الأفول والانهيار أو الزوال والاندثار ، بل تعبير عن انقلاب وجودي وفتح كوني يخضع العالم فيه "لتحولات تنقلب معها القيم والمفاهيم ، وتتغير المشروعيات والمهمات ، بقدر ما تتجدد القوى والوسائل والمؤسسات "(2)وبإطلالة سريعة على سلسلة من الأحداث التاريخية ، نستخرج منها دُررها ونستحلب دِررها، لكشف الغشاوة وإماطة اللثام ، ونفض الغبار عن حقب مضت ،نتبين جذور فكرة نهاية التاريخ:تعود فكرة نهاية التاريخ إلى حوالي قرنين من الزمان مع الفيلسوف الألماني هيجل الذي حكم على التاريخ بنهايته عام1806م ، إثر دحر القوات البروسية من قبل نابليون بونابرت وتحقيق ما يسمى بالمواطنة العالمية.ثم رأى كارل ماركس ، أشهر من روجوا فكرة نهاية التاريخ ،:"أن التاريخ سيصل نهايته بتحقيق اليوتوبيا الشيوعية التي ستحل في النهاية جميع التناقضات السابقة.فيما رأى عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر :"أن الأخلاق البروتستنتانية هي روح الرأسمالية ، وان الرأسمالية هي نهاية التاريخ"- في عام 1992، أصدر فرانسيس فوكوياما (ياباني الأصل وأمريكي الجنسية) كتابا بعنوان "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، ولقي ذيوعا وانتشارا من طرف الساسة والمثقفين ، وفكرة الكتاب الجوهرية أن الصراعات الإيديولوجية وما يتبعها من جوانب اقتصادية(النظام الرأسمالي) واجتماعية وثقافية..في العالم ستتلاشى لصالح النظام الليبرالي ، وبذاك يبلغ التاريخ نهايته...والسؤال المطروح هل فعلا وصل التاريخ إلى سقف يستحيل الرجوع به إلى القهقرى أم بداية نكوص هذه المرحلة والاستعداد لمولود إمبراطوري جديد يمحو آثار المجال الحيوي الأمريكي كما أقر فوكوياما بنفسه في حديث لجريدة(Le MONDE) الفرنسية؟!- أهم النظريات المفسرة لصعود وانهيار القوى والحضارات العظمى :وان تعددت النظريات المفسرة لنشوء وصعود الامبراطوريات في جميع مناطق العالم بدء من النظرية الحلزونية للمؤرخ المغربي ابن خلدون الذي شبه عمر الدول في العصر الوسيط بعمر الانسان (الفتوة، الشباب ثم الشيخوخة) الى نظرية شبنجلر(سقوط الغرب) الى رستو الذي شبه النمو الاقتصادي للبلدان العظمى بتحركات الطائرة (من الاقلاع الى التحليق ثم الهبوط)...فإننا سنركز على نظريتين واحدة علمية(رياضية) وأخرى مستنبطة من الواقع التاريخي:أ- نظرية التفسير الرياضي(الصعود والنزول)فإذا ما تدبرنا مسيرة الحضارات الكبيرة في جميع الحقب التاريخية للبشر (بلاد الرافدين، وادي النيل، الحضارة الصينية، اليابانية، الهندية، الفارسية، الإغريقية، الرومانية، الفينيقة، الأوربية الحديثة) تجد أن لها صعوداً إلى القمة ثم تدحرجا وانهيارا لأسباب عديدة منها داخلية وأخرى خارجية يمكن إجمالها بأنها سياسية - اقتصادية، خلقية - اجتماعية، وعسكرية.هذا الصعود والنزول يشبه لحد كبير المنحنى الطبيعي في علم الإحصاء أو دالة التوزيع الاحتمالي الذي يذكر بعض العلماء أنه يفسر كل الظواهر حولنا.ولا يمكن استثناء حالة أو دولة من هذا القانون صغرت أم كبرت، على مستوى الأفراد في داخل الدولة أم على مستوى الدول العظمى عبر التاريخ أو ما يعرف بالإمبراطوريات، ولكل أمة أو إمبراطورية مدة زمنية وأجل محتوم تصعد فيه لتسود وفق شروط عامة وخاصة ومن ثم تنزل لتعود القهقري فتسود عليها أمة أخرى جاء أجل صعودها لنفس الأسباب. ولو أردنا أن نطبق هذا القانون على كل مراحل التاريخ البشري لوجدناه قانوناً لا يشق له غبار، فها هي خمسة حضارات عظيمة تنهار في القرن العشرين الميلادي لوحده، وهي العثمانية، البريطانية، الفرنسية، الألمانية، وأخيراً السوفياتية...ج- النظرية المعاصرة: الانهيار الإمبراطوري سببه الحروب: كانت الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الثانية قوة نامية لكنها لم تكن تتصدر القوى الموجودة على الساحة آنذاك، فالإمبراطورية البريطانية لم تكن الشمس قد غابت عن مستعمراتها بعد، وكذلك كانت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ترسخ أقدامها كإمبراطورية أوروبية لها مطامعها التي بلورها بعد ذلك هتلر، وكانت مقاصده ظاهرة من خلال الحرب العالمية الثانية، أما اليابان فكانت كذلك لها هيمنتها في شرق الدنيا كإمبراطورية قديمة. وكما قضت الحرب العالمية الأولى على أكثر من إمبراطورية، مثل الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية، فقد قضت الحرب العالمية الثانية على أكثر من إمبراطورية كذلك، منها الإمبراطورية اليابانية والبريطانية والمشروع الألماني للهيمنة على العالم، وبرزت كذلك قوتان جديدتان هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الذي انهار مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي كقصر من ورق على حد تعبير عبد الله العروي، لتبدأ الولايات المتحدة هيمنتها على العالم كقوة وحيدة لا منافس لها في الوقت الراهن على الأقل. ومن يرجع إلى تاريخ نشوء أو انتهاء القوى العظمى يجد الحروب دائما تولد من بعدها قوى وتنتهي أخرى، ولعل الحربين العالميتين اللتين نشبتا خلال القرن الماضي كانتا خير مثال على ذلك، وقد استطاعت الولايات المتحدة التي لم تشارك في الحرب إلا في نهايتها أن تبني إمبراطوريتها وقوتها من حيث انتهى الآخرون، فقد تركت القوى التي كانت منافسة لها آنذاك وهي بريطانيا وألمانيا والاتحاد السوفييتي واليابان والقوى المتحالفة تبيد بعضها البعض على مدى سنوات الحرب، ولم تعلن الولايات المتحدة حربها ضد ألمانيا إلا بعد تدمير الأسطول الأميركي في بيرل هاربر حتى بريطانيا الحليفة القريبة للولايات المتحدة رفض الكونغرس آنذاك أن يقدم لها أي مساعدات إلا بثمن باهظ تمثل في الموافقة على استبدال خمسين مدمرة بريطانية بأخرى حديثة، مقابل استئجار قواعد بريطانية في نيوهامبشاير تمتد إلى تسعة وتسعين عاما. وحين حطمت الحرب القوى الكبرى آنذاك وأنهتها عام 1945 بدأت الولايات المتحدة تجني الثمار في مرحلة جديدة على العالم. (3) يطرح سؤال من جديد هل الحروب الاستباقية الطائشة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بداية لانهيارها ،بدءا من مستنقع العراق الآسن الذي تعمل جاهدة للخروج منه مرفوعة الرأس إلى حروب أخرى محتملة مع إيران وسوريا والسعودية (الحليف الرئيس لها في المنطقة إلى جانب مصر والأردن) ثم كوريا الشمالية ؟ هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة!!!الإمبراطوريات التاريخية وحقائق القوة ومؤذنات الانهيار: شهد التاريخ قيام إمبراطوريات عظمى، وشهد أيضا انحلالها واضمحلالها وتفككها. فهل سيحمل المستقبل مشهدا مماثلا بعد أن انفردت الولايات المتحدة الأميركية بالقوة والهيمنة في عالم ما بعد القرن العشرين؟بداية يمكن تلمس فكرة المجتمع البشري ذات الصفة الإمبراطورية أو المظاهر العالمية في الفكر الرواقي في القرن الثالث قبل الميلاد عبر زعيم هذه المدرسة المفكر زينون zenon ؛ الذي دعا إلى مدينة عالمية يكون فيها جميع البشر متساوون ، ومواطنون إخوة تجمعهم حياة واحدة ونظام واحد للأشياء على قاعدة القانون الطبيعي الذي يتسق ويتآلف مع القواعد والمبادئ الأساسية للعدل والعقل ؛ وتعتبر الرواقية أن القانون الطبيعي هو فوق القوانين الوضعية وانه يسمو عليها(4) . وفي الواقع تعتبر الدعوة الرواقية من هذه الوجهة ردة فعل على تفرق المدن اليونانية وتبعثرها وعدم اتساق علاقاتها في ظل تعدد وتنوع الأنظمة والقوانين التي كانت تحكمها .* كانت الإمبراطورية الرومانية قوة عظمى هيمنت على الحياة الدولية في عصورها.واستعبدت شعوب المناطق إلي احتلتها مما أدى إلى اندحارها وظهورها في شكل إقطاعات مع النظام الفيودالي ..*وقد جاء الإسكندر الأكبر الذي كان بمثابة الإعصار الذي هز أركان العالم ، ثم انتهى أمره وأمر الإمبراطورية المقدونية وقامت إمبراطورية فارس .ثم جاء العرب يحملون في البداية حضارة الإسلام و بنوا إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس إلى أن تضعضع كيانها مع نهاية العصر العباسي..وفي القرن السادس عشر عرف العالم صراعا بين ثلاث إمبراطوريات وهي: -الدولة العثمانية التي كانت قوة عظمى نجحت في فرض إرادتها على مساحات واسعة من أوروبا.لكن انهيار الاقتصاد وتضرر المجتمع وتفسخ دعائم الدولة ، أدى إلى التفكك الترابي في المشرق العربي مع الحركة التي قادها محمد بن عبد الوهاب وحركة محمد علي ،وخلال القرن السابع عشر حققت النمسا والدول المتحالفة معها انتصارات عسكرية عديدة أدى إلى توقيع اتفاقية كارلوفيتز سنة1699 . و في القرن الثامن عشر تمكنت روسيا من دحر القوات العثمانية في مواقع عديدة أدى إلى توقيع اتفاقية كوجك قينارجة سنة1744م مما ساهم في تعاظم التكالب الاستعماري على الإمبراطورية العثمانية بين فرنسا وانجلترا وروسيا ، ويجسد هذا الوضع تصريح نيقولا الأول قيصر روسيا للسفير الانجليزي في حفل رسمي سنة 1853:"..نحن أمام رجل مريض جدا...لنتفاهم بيننا لتقاسم تركته. وبكل صراحة سوف تحدث مصيبة كبرى إذا تمكن هذا الرجل ذات يوم من الإفلات من أيدينا ..."- والإمبراطوريتين البرتغالية والاسبانية:التي استفادت من المقومات العسكرية والتقنية والجغرافية للقيام بحركة الاكتشافات الجغرافية ، من ثم تكوين إمبراطوريات شاسعة في مناطق العالم الجديد، لكن جشعهما دفع بالبرتغال خاصة إلى خوض مغامرة غير محسوبة العواقب أدت إلى تلاشيها وانضمامها إلى اسبانيا خاصة إثر هزيمتها أمام المغرب في عهد السعديين في معركة وادي المخازن سنة 1578م.. لكن ما أن اطل القرن السابع عشر حتى أصبحت فرنسا القوة الأوروبية العظمى، وهي مع نابليون فيما بعد كادت أن توحد أوروبا تحت رايتها.ولم يطل الأمر حتى برزت بريطانيا كقوة عظمى منافسة، ثم انتهت لحظة الهيمنة لبريطانيا الفيكتورية بصعود قوى جديدة ممثلة في ألمانيا والولايات المتحدة واليابان . وكانت الإمبراطورية البريطانية ممن لا تغيب عن مستعمراتها الشمس ، وكانت مثلا للجشع الامبريالي في استعباد الشعوب ونهب خيراتها ، فلم يتقبلها احد من شعوب هذه المستعمرات ولم تحظ بأي احترام خارج حدود الجزر البريطانية ، حتى وصل الأمر بالايرلنديين على رفض الهيمنة الانجليزية ومقاومة هذه الهيمنة بقوة السلاح ، ودفع بهذه الإمبراطورية العجوز أن تقوقعت على نفسها ، لا تملك من أمرها في السياسة الدولية إلا المواقف الذيلية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ، حيث إن بريطانيا على الصعيد الأوروبي بمثابة مسمار جحا في القارة الأوروبية تتبع الولايات المتحدة أكثر من كونها جزء من النسيج السياسي للاتحاد الأوروبي . (5)وبعد الحرب العالمية الثانية نشأ وضع ثنائي القطبية تجاذب فيه الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة النفوذ، وبدأت الحرب البادرة، والتي انتهت بما يشبه الأحادية القطبية مع مطلع التسعينيات من القرن المنصرم.وحتى الأمس القريب كان الاتحاد السوفياتي قريبا من هذه الصورة قبل أن يسقط بالسكتة القلبية، ويتفكك إلى جمهوريات، والتي بدورها راحت تتشظى إلى دويلات ولا تزال، واليوم يحتل النفوذ الأميركي المشهد العالمي ويمارس هيمنته وانفراديته بصلافة وتعال.إلا أن رياح التسعينيات وتداعيات السقوط المدوي للاتحاد السوفياتي الذي جر جدار برلين، اظهر أن الولايات المتحدة قد خرجت منتصرة ومنفردة بقيادة العالم، إلا أن الشك عند البعض، داخل مراكز الأبحاث الأميركية والغربية عموما، بقي يرخي بظلاله، ذلك أن هزيمة الخصم لا تعني بالضرورة انتصارا مطلقا، خاصة إذا كانت هزيمة هذا الخصم ناتجة عن اختلالات بنيوية داخلية حادة كان يعاني منها.ومما زاد في هذه الشكوك أن الميزانية الأميركية، في عهدي ريغان وبوش الأب، سجلت تراجعا إذا ما قورنت بحلفائها، وهو تراجع أدى إلى مضاعفة العجز الفيدرالي ثلاث مرات. فهل الولايات المتحدة بقدراتها وإمكانياتها "مؤهلة" لقيادة العالم وإعادة رسم خرائطه وحدوده من جديد بما يضمن إعادة إنتاج هذه القوة، وإطالة عمر الإمبراطورية الصاعدة؟ والى متى وكيف؟ وهل سيستمر الواقع الدولي الراهن بحيث لا تبدو في المستقبل المنظور قوى أخرى قادرة على المنافسة أو المشاركة؟ ومن هي هذه القوى المرشحة للقيام بهذا الأمر ولعب دور قوى المستقبل الصاعدة؟ وما هي مقوماتها؟ ومتى تبدأ لعبة التنافس الحقيقي وكيف؟ ثم ما الذي ستفعله الولايات المتحدة الأميركية بقوتها، وما هي صورة العالم الذي تريده؟ فعلى ضوء إستراتيجيتها وأدائها يطول أو يقصر حلمها الإمبراطوري؟هذه هي بعض الأسئلة الصعبة والشائكة التي تتصدى لمناقشتها مراكز الأبحاث الدولية، ومستودعات الأفكار وبيوت الخبرة الأميركية، وهي أسئلة بات بعضها يؤرق الإدارات الأميركية منذ ما قبل 11 شتنبر 200.ربما كانت عبارة [كرمويل] شديدة الدلالة حين قال: تسعة يكرهونني؟ وما هم إذا كنت العاشر الوحيد المسلح. وهي عبارة تستوحي ما قاله فيلسوف روما قديما: "دعهم يكرهونك ما داموا يخشونك". وهو قول استرشد به الأباطرة الرومان واستخدموه في المحافظة على هيبة الإمبراطورية، وفي البطش والإرهاب وإبادة الشعوب، وهو ما حرك ضدها جميع أنواع المقاومة التي أدت في النهاية إلى تفككها وتضعضعها.ومع ذلك، بقي القلق كامنا في الأوساط السياسية والأكاديمية الأميركية فيما يتعلق بحقائق القوة، وبشكل خاص من منافسيها على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي والتي تمثلت بقوى عالمية صاعدة، وقد عبر عن هذا القلق بوضوح المؤرخ والمفكر الأميركي البارز "بول كينيدي" في كتابه الضخم الصادر عام 1988 "صعود وسقوط القوى العظمى"، والذي رأى فيه أن الولايات المتحدة تتراجع على المستوى الاقتصادي مقارنة بثلاث قوى هي اليابان وأوروبا الغربية والدول الصناعية الجديدة(كوريا الجنوبية وتايوان هونغ كونغ ، البرازيل، الأرجنتين...)، وان هذا التراجع إذا ما استمر سينعكس على الأبعاد الأخرى لعناصر القوة الأميركية، وخلص إلى أن الإنفاق العسكري الكبير، فضلا عن الالتزامات الإنفاقية الواسعة، أصبحت فوق طاقة الولايات المتحدة، وانتهى إلى التحذير من أن الاتجاه الحالي سيؤدي إلى أن تواجه أميركا نفس المشكلات والمصير الذي واجهته قوى امبريالية سابقة. * الجرد التاريخي لامبريالية امبراطورية العم سام(6) الشرسة:لم يكن الحلم بأن تصبح الولايات المتحدة إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس حلما جديدا، بل نستطيع القول انه حلم سمحت كل القيادات السياسية الأميركية لنفسها أن تحلم به، وقد قدم الساسة الأميركيون تجربتهم التاريخية على أساس أنها التجربة الأفضل والأكمل في تاريخ البشرية، وقد تحدث الرئيس الأميركي "توماس جيفرسون" عن دستور الولايات المتحدة بوصفه الدستور الصالح لتشكيل إمبراطورية عالمية، إذ يقول: "مقتنع أنا بعدم وجود أي دستور سبق له أن درس بعمق وفصل بشكل جيد مثل دستورنا ليكون صالحا لإمبراطورية واسعة للحكم الذاتي" (7) * التطور من قطعة صغيرة من المستعمرات إلى "إمبراطورية" لا مثيل لها حاليا تكونت الولايات المتحدة حين تأسيسها عام 1777 بعد انتصارها في معركة ساراتوغا من 13 مستعمرة بريطانية في الساحل الشرقي. وكانت حينذاك قطعة مستطيلة من الأراضي فقط ولكنها الآن تمتد في القارة الأمريكية من المحيط الاطلنطى شرقا إلى المحيط الهادئ غربا ومن البحر الكاريبي جنوبا إلى المحيط المتجمد الشمالي شمالا. ناهيك عن انتشار تأثيراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية في كل العالم. وأثناء الحرب الباردة انقسم العالم إلى ثلاثة أقسام هي : الكتلة الشرقية ، والعالم الغربي ، ودول عدم الانحياز . وكانت الدعاية الغربية تصف دول الكتلة الشرقية بأنها دول ما وراء الستار الحديدي ، بالمقابل يصفون عالمهم بأنه العالم الحر ، وأصبح نُصُب الحرية رمزا لأمريكا . ودار الزمان دورته التاريخية وسقط الاتحاد السوفياتي وكتلته ، وبرزت أمريكا وحيدة في العالم ، وبشر الرئيس الأسبق بوش الأب بالنظام العالمي الجديد، وإن صح التعبير" العصر الإمبراطوري الأمريكي"( أو كما سماها العلماء الغربيون: إمبراطورية كل العالم ). ويعد هذا المشروع بمثابة المحور الأساس لحركة رؤساء الإدارات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ،فقول الرئيس السابق جورج بوش الأب في أوائل التسعينيات "إن القرن القادم ينبغي له أن يكون أمريكيا ( 8).هو امتداد لقول الرئيس روزفلت في الأربعينيات إن قدرنا هو أمركة العالم. إنه ببساطة : صياغة أمريكية للاقتصاد الأمريكي (منظمة التجارة العالمية)واجتماعية مؤتمرات الأسرة ...، واتسع شعار :"من ليس معنا فهو ضدنا "ليتعدى محاربة الإرهاب إلى قضايا مثل مسارات خطوط أنابيب النفط ، تعويم العملة الصينية ، والقيام بمناورات عسكرية في جميع مناطق العالم ، ومحاولة تضييق الخناق على الدول القوية المنافسة واستمالة الضعيفة رغم أنفها !!!* وعلى ضوء ذلك ، يقسم، أحد الباحثين الأمريكيين ، تاريخ التوسع-الامبريالي الأمريكي إلى أربع مراحل:1- مرحلة التوسع في القارة: استهدفت مرحلة التوسع في القارة التوسع التقليدي في الأراضي، تمتد مرحلة التوسع في القارة من تأسيس الولايات المتحدة سنة 1776 إلى عشية الحرب الأمريكية الاسبانية. وفى نهاية القرن ال19 اتسعت الأراضي الأمريكية من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.2- مرحلة التوسع ما وراء البحار: تمتد مرحلة التوسع ما وراء البحار من الحرب الأمريكية الاسبانية إلى انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفى هذه الفترة اتسعت النفوذ الأمريكية بسرعة من القارة في شمال أمريكا إلى منطقة الباسفيك وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية. وتمتد مرحلة التنازع من اجل الهيمنة في كل العالم من عام 1946 إلى 1991 أي فترة الحرب الباردة.3- مرحلة التنازع من اجل الهيمنة في كل العالم : وأصبح التنازع من اجل الهيمنة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أو كبح الولايات المتحدة جماح الاتحاد السوفياتي خاصية رئيسية في هذه الفترة. جعلت الولايات المتحدة أوربا تعتمد إليها اقتصاديا عن طريق تقديم المساعدات الاقتصادية(مشروع مارشال). وأرسلت قواتها العسكرية عن طريق إقامة التحالف الاطلنطى لتصبح أوربا شراكة صغيرة لها. كما أقامت الولايات المتحدة علاقات للتحالف العسكري مع استراليا ونيوزيلندا وجمهورية كوريا واليابان والفليبين . ثم تنازعت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي من اجل منطقة النفوذ في الشرق الأوسط وإفريقيا وأماكن أخرى في كل العالم.4- مرحلة السيطرة على العالم:انتهت الحرب الباردة مع انحلال الاتحاد السوفياتي. فاشتد الاستبداد الأمريكي يوما بعد يوم فتعمل ما يحلو لها. بعد ضجة11 سبتمبر، لقيت نظرية إقامة القرن الأمريكي والإمبراطورية الجديدة أكثر رواجا. إذ يعتقد هؤلاء الناس أن إقامة الإمبراطورية الأمريكية مسؤولية لا مفر عنها للولايات المتحدة.الانهيار الأمريكي بين الواقع والاستشراف:* قراءة لبعض الآراء الغربية وخاصة الأمريكية بدأت التحليلات تتحدث عن انهيار أمريكي قدمها كتَّابٌ لهم وزنهم عالمياً مثل (بول كينيدي) في كتابه: (نهوض وسقوط القوى العظمى)، والمحللان الاقتصاديان (هاري فيجي وجيرالد سوانسون) في كتابهما: (سقوط أمريكا قادم فمن يوقفه). وكذلك (رونالد هوايت في كتابه: (صعود وهبوط أمريكا كقوة عظمى)، و(بريجنسكي) في كتابه (خارج نطاق السيطرة أو الانفلات)، والبروفيسور الفرنسي (روجيه غارودي) في كتابه (أمريكا طليعة الانحطاط) والخبير الفرنسي (إيمانويل تود) في كتابه (ما بعد الإمبراطورية)؟!..‏ لكن سأركز على موقفين أكثر جاذبية وموضوعية:- يفتتح" إيمانويل تود" كتابه باستهلال يقول فيه: إن الولايات المتحدة أصبحت مشكلة بالنسبة للعالم، بعد أن كنا نراها تقدم الحل لمشاكله، وكانت تضمن الحرية السياسية والنظام الاقتصادي خلال نصف قرن مضى، أما اليوم فقد بدأت تظهر كعامل فوضى.. فهي تستفز اليوم دولاً كالصين وروسيا، وتحتم على العالم أن يعترف، بأن هناك دولاً تمثل محوراً للشر، وتضع حلفاءها في موقف حرج باستهدافها المناطق المجاورة لهم والتي لهم فيها مصالح حيوية كاليابانيين والأوروبيين.‏وبيَّن (إيمانويل تود) انزعاج الأوربيين من الولايات المتحدة لكونها تريد بقاء منطقة الشرق الأوسط منطقة نزاعات حارة وبؤرة توتر، وهذا يجعل الشعب العربي ينظر بعدائية نحو الغرب؛ وهي القادرة على تسوية القضية الفلسطينية ...ويثير (تود) نقطة بالغة الأهمية حيث يؤكد أن اهتمام الولايات المتحدة المتزايد بنفط الخليج العربي والشرق الأوسط ليس ناتجاً عن أغراض استهلاكية رغم حاجتها المتزايدة للنفط من هذه المنطقة، بل للتحكم بمصادر الطاقة التي تعتمد عليها أوروبا واليابان بشكل أساسي، التي تمكنها من ممارسة ضغوط عليهما.( 9‏)- ريتشارد هاس(10 ) كتب في مقاله الافتتاحي الخاص بعدد تشرين الثاني ـ كانون الأول 2006 ، لمجلة «شؤون خارجية» (FOREIGN AFFAIRS) الشهيرة، وتحت عنوان: «الشرق الأوسط الجديد» بشأن «انتهاء الحقبة الأميركية»، حيث أكد فيه بعد استعراض الأهمية الإستراتيجية لمنطقة «الشرق الأوسط» والحقب السياسية التي مرّ بها بعد أكثر من قرنين على غزو نابليون لمصر، وبعد حوالي 80 عاماً على زوال الإمبراطورية العثمانية، و50 عاماً على نهاية الاستعمار، وأقل من 20 عاماً على انتهاء الحرب الباردة.. «انتهاء الحقبة الأميركية في الشرق الأوسط، وهي الحقبة الرابعة في تاريخ المنطقة الحديث».ويعترف هاس بأنه إذا كانت الحقب الأربع قد تم تحديدها من خلال التفاعل بين القوى الداخلية والخارجية الطامحة والمتنافسة مع اختلاف قدراتها وتأثيراتها ونفوذها وتوازناتها في الشرق الأوسط، فإن الحقبة التالية تبشّر بتأثير ضعيف ومتواضع للقوى الخارجية، مقابل تنامي دور القوى الداخلية، «حيث تصبح عملية تشكيل الشرق الأوسط الجديد من الخارج أمراً بالغ الصعوبة.. وهو ما يُعَدّ التحدّي الأكبر لسياسة الولايات المتحدة الخارجية في العقود المقبلة بموازاة التعامل مع الديناميكية الآسيوية. ‏كما يعترف هاس بأن من أبرز أسباب «انتهاء الحقبة الأميركية» قرار إدارة بوش (الابن) غزو العراق عام 2003، واستفحال الفوضى وأشكال العنف المختلفة، والفشل في إقامة الديمقراطية مسبقة الصنع، إضافة إلى تنامي مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة وسياساتها في العالم وفي الشرق الأوسط خصوصاً. ‏من جهة أخرى ،يطرح هاس توقعاته لكيفية تشكّل الحقبة الخامسة والعوامل المؤثرة فيها، حيث ستواجه الولايات المتحدة مزيداً من المنافسة من جانب قوى أخرى أبرزها الصين وروسيا وإيران، في حين أن «إسرائيل» رغم أنها هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك أسلحة نووية وقوة عسكرية متطورة وكبيرة «سيجب عليها ـ والكلام ما زال لهاس ـ أن تتحمل تكاليف احتلالها للضفة الغربية، وأن تتعامل مع تحديات أمنية متعددة الأبعاد على أكثر من جبهة... أما استراتيجياً، فإن «إسرائيل» اليوم في وضع أضعف مما كانت عليه قبل حربها الأخيرة في لبنان هذا الصيف». ‏كما يؤكد ريتشارد هاس عدم جدوى الجهود الأميركية الهادفة إلى فرض إصلاحات خارجية وتغييرات سياسية في دول المنطقة، لأن ذلك التوجه ثبت فشله، وهو يحتاج إلى عقود عديدة. ‏«وعلى المدى القصير ـ يقول هاس ـ فإن على الحكومة الأميركية أن تواصل العمل مع كثير من الحكومات غير الديمقراطية، إضافة إلى أن الديمقراطية ليست جواباً للإرهاب». ‏وإذا كان هذا هو رأي ريتشارد هاس ،وهو مَنْ هو في فريق العمل الرئاسي الأميركي منذ حوالي عشرين عاماً،فمن الطبيعي أن تكون لمراجعته لتوجهات السياسة الأميركية أصداء واسعة ودلالات كبيرة، ولاسيّما من خلال ربطها بجملة الانتقادات الجذرية والقراءات الجديدة الصادرة عن مراكز الدراسات والبحوث السياسية والإستراتيجية الأميركية وعدد من الشخصيات المعروفة، مثل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وزبغينيو بريجنسكي، ومادلين أولبرايت وغيرهم.. ‏ومع ذلك كلّه ما زال «الدونكشوتيون» من بعض السياسيين الضائعين في متاهات «لعبة الأمم» يصرّون على مواقفهم التابعة والمخزية، رغم بدء معلّميهم الكبار في الاعتراف بالهزيمة وفشل الخيارات المتبعة في المنطقة، وبحثهم الخفي والعلني عن أفضل وأنجع السبل للخروج من مأزقهم الخطير!.. * مؤشرات الانحدار الأمريكي:- فقد كانت الولايات المتحدة الأولى في الإنفاق العسكري والتكنولوجي والرؤوس النووية والطائرات المقاتلة في العالم، إلا أنها كانت في الوقت نفسه الثامنة في متوسط عمر الفرد، والثامنة في الإنفاق على الصحة العامة، والثامنة عشر في معدل وفيات الأطفال، بل اظهر الفحص الإحصائي بما يتعلق بالكسب واليد العاملة والتعليم والجريمة، أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تتكون من أمتين منفصلتين (تبين ذلك بشكل ملموس إثر إعصار كاترينا الذي كشف القناع عن العنصرية المستمرة بين السود والبيض)..



الارشيف

المتواجدون الآن