صدى الايام

لم تنتبه حركة النهضة الى فجوة جهل انصارها وعدم نضجهم الفكري والسياسي. الانصار لايملكون الا حماسة الايمان بالاسلام وكأن الشعوب العربية كافرة او غير متدينة. وهم يعتبرون هذه الديانة بحد ذاتها سياسة او انه لاوجود لفكر سياسي مطلقا خارجا عن الاسلام. هذا الواقع الفكري الخاص بقواعد النهضة جعلهم يستمرون في اقصاء كل من لاينتمي الى حزبهم ويعتبرون خارجا عن الملة وعن جماعتهم الدينية، خارجا عن الاسلام ذاته. اقصاءا وتكفيرا لايبدو انه حكرا على القواعد طالما ان القيادات لم تفعل شيئا لتنوير هذه القواعد ودفعها نحو ماابدعته البشرية من فلسفات ومن نظريات ومن مفاهيم سياسية. يبدو ان القيادات نفسها تتبنى الثقافة نفسها والنتيجة هو ان النهضة تحولت الى عامل فتنة واقصاء وصراع اجتماعي  فتفككت لحمة المجتمع التونسي وبدا منذ 2011 يتجه نحو الخلف، نحو ماقبل دولة الاستقلال. وان الامر سينتهي بلا شك الى كارثة .