من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

الاتجاه المعاكس- البعثيين العراقيين

الإتجاه المعاكس - المعاهدة الأمنية بين أمريكا وحكومة العراق

الإتجاه المعاكس - العشائر في العراق

الإتجاه المعاكس- الاستيلاء على النفط العراقي 17/7/2007

19/6/2007 الاتجاه المعاكس - أزمات حكومات تحت الاحتلال

كرة قدم نسائية بين المنتخب الأفغاني و القوات الدولية

ملف المواد الفيلمية عن الوضع في العراق/ طارق عزيز يرفض الاجابة عن سؤال صحفي صهيوني

ملف المواد الفيلمية عن الوضع في العراق/ طارق عزيز يرفض الاجابة عن سؤال صحفي صهيوني

عبد الغني عبد الغفور يتحدى المحكمة ويؤكد شجاعته وايمانه بالله وبالوطن الذي ناضل لاجله /فيلم

فضائح في العراق 2 / شواهد على ديمقراطية العمائم السوداء

فضائح في العراق

مفارقات الزمن الاسود/المشهد التاسع والعشرين : طارق عزيز...شاهد هلى المرحلة!


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ






شبكة البصرة
الهادي حامد - تونس

طالعنا في الأخبار مطالبة روسيا والفاتيكان واليونان بعدم تنفيذ حكم الإعدام في المناضل طارق عزيز.. ولست ادري لماذا اعتراني القلق وأنا أقرا الخبر..بعد ساعات طويلة تذكرت انه ثمة شيء ما أثار لدي شيء ما...وبعد مراجعة للذهن واستبطان للمزاج تذكرت..فبدل أن ارتاح لهذه المناشدة تألمت عميقا جدا...وألمي لأنه ليس عندنا – نحن أهل طارق عزيز – من يخرج عن صمته ويصيح : اتركوه أيها الأوغاد وإلا!...ليس ثمة رئيس عربي أو سياسي عربي صديق للأستاذ الأسير...أو تجمع سياسي أو ثقافي عربي " يتجرأ " ويغامر بالتنديد بالحكم أو الرجاء بالعفو وفق خطاب براغماتي يحرك الاعتبارات الإنسانية في مسالخ الطائفيين المجرمين.. على أمل افتراض انه ثمة اعتبار لهكذا اعتبارات...وهذا لايقل قسوة عن ذبح الوطنيين الشرفاء في عراق وصفوه زورا وبهتانا "بالجديد " و"بالديمقراطي"!!.

منذ أن استدعي الأستاذ المناضل للشهادة ضد قائده الشهيد صدام، وفاجأ محكمة الضحك على الذقون بتعبيره عن سروره للعمل تحت إمرته ومعه وبأنه رئيسه وقائده..ظفر بإصبعيه حبل رقبته..وحفر بكفيه قبره وخاط بأنامله كفنه...وانتهى أمره. هذه العصابة لاتحكم بالإعدام لأنك مذنب..بل لأنك رفيق لصدام. هذا العنوان جريمة لاتحتاج إلى أدلة إثبات ولا إلى مرافعات وإهدار للوقت ولا إلى مساومات..صدام ورفاق صدام يجب قتلهم – من خلال المحاكمة الكاريكاتور أو بدونها، فالأمر لايهم. بل ربما لايمر عبر أروقة محكمة العمامة السوداء، محكمة الذئاب، إلا من كان اسمه بارزا من الناحية الإعلامية والذي يثير غيابه الشك لدى المتتبعين من خارج الوطن العربي كرجالات الدولة الوطنية العراقية..ولكن النتيجة واحدة وان تولدت عن مسار " قضائي ": تحقيقات شكلية، محاكمة شكلية، حكم تمييزي شكلي، ثم التنفيذ. وهو ليس تحقيقا للعدالة وإنما إجراما موصوفا كامل الأركان وهتكا حاقدا وشيطانيا لها.... هذه هي الديمقراطية...وهذه هي الحرية..وتلك هي العدالة..وهذا هو معنى الحكم الراشد في العراق الجديد..وهؤلاء القتلة هم كوادر الدولة وبناتها وحماتها...منهم رئيس الوزراء..ووزير الداخلية..ووزير الدفاع..ووزير الخارجية...ووزير الثقافة ووووو...رئيس وزراء يتعامل مع أعدائه السياسيين بالحبال..وزير دفاع بلا وزارة وبلا دفاع وبلده محتلا وهو لايدري..وزير داخلية بلا داخلية وبلا سلطة امنية فكل شيء بيد العمامة التي تمرح من طهران وقم والكنغرس واربيل ثم تعود إلى قرى العراق ومدنه بالسكاكين وكواتم الصوت...وزير خارجية بلا خارجية لان خارجية العراق (علاقاته الخارجية) يشترك في إدارتها وزير خارجية إيران ووزير خارجية أمريكا وطواقمهما الضخمة...فلا عمل للهوشيار إلا الوقوف أمام المرآة ماسكا بأحمر الشفاه..أما وزير الثقافة فهو وزير ثقافة..خصوصا أن أصحاب السكاكين والقتل على الهوية السياسية والطائفية مثقفين إلى أن سالت الثقافة من أنوفهم...ماهذا يااخوان...؟!!!!

دولة تحاور شعبها بالحبال والمشانق...
رئيس وزارة لاعمل له إلا الاغتيالات...
مجتمع لااحتفال له إلا الجنائز....

دولة تصفي خيرة علمائها وأدبائها وأطبائها ورساميها...لأنهم رفاق صدام أو يشتبه بهم هكذا...!!!..ألا يكفيكم أنكم قتلتم صدام.. والكثير من رفاقه في القيادة...؟!!..فضلا عن ألوف الناس التي أكلها التراب بفعل نزواتكم وفلسفاتكم في إدارة الدول وفي صنع " الديمقراطية "..ألا يكفي هذا...؟!!

تقولون طائفيون مجرمون...طيب...ولكن لكل شيء حدود.

ربما كان أتباعهم هكذا..باعتبارهم تلقوا بشكل أو بآخر نوع من الشحن الطائفي الوافد مع المحتل.. وباعتبارهم أتباع لاقادة أو مؤسسون أو إستراتيجيون...لكن كيف يكون القائد أكثر جهلا وعبثا وسذاجة وظلما وإجراما وتوحشا وحقدا من التابع وهو رجل دولة وعليه يعتمد في توجيه المجتمع إلى مستقبل مشرق..؟؟!!..ألا يقولون لهم : دعونا نعطي درسا للعالم في التسامح.. نحن أهل أخلاق وعدل ولسنا حاقدين أو لايليق بنا التصرف بناءا على الحقد...أحسنوا لإتباع صدام فأنكم إن أحسنتم إليهم وفرتم لبلدكم إمكانيات أكثر وفرص اكبر للانطلاق نحو البناء..أحسنوا لغير أبناء طائفتكم ومذهبكم فان أحسنتم قبلوا قيادتكم واطمأنوا لها...؟!..

كتبت مرة للأستاذ والمناضل الكبير صلاح المختار أننا يجب أن نعرف كيف نجعل الحقد المضاد فاعلا في الفعل المقاوم (فيما معناه/لااذكر النص حرفيا)، فرد علي بكلمة لايمكن أن أنساها : أن الحقد لايبني امة.

انظروا قادة شعب العراق الشرعيين كيف يفكرون رغم مالحقهم ومايلحق بهم..!! لان صلاح المختار تعلم في مدرسة البعث، مدرسة المبادئ، مدرسة الأخلاق والوطنية، مدرسة الشعب والأمة..بينما تعلم الضبع والحشاش والكتكوت في المزابل والمجاري ولم تمتلئ صدورهم إلا بغريزة الجريمة...فأين هذا من ذاك..؟!!

الحقد الطائفي والسياسي هو الذي يتهيأ لارتكاب جريمة جديدة في احد قادة العراق الشرعيين..كما كان بالأمس صدام وطه ياسين رمضان وعواد البندر وبرزان وحسن المجيد أتى الدور اليوم على طارق عزيز ورفاق له وسيأتي على عائلة الشهيد صدام فيما إذا ترسخ حكم الجواميس لاقدر الله...القضاء العراقي..لأنه عراقي مستقل...وعادل وشريف...سيقود السيدة رغد والسيدة ساجدة إلى حبل المشنقة.. لأنهما قتلا فلانا وفلانا وووووو..تنظم محاكمة ويأتي الشهود من خلف ستار..ثم تنتظم المرافعات وفي الأخير يعلن الحكم ويميز وينفذ!!!!

اقسم بالله... لوقال احدهم أن هذا الحمار شوهد يرعى في مزرعة صدام أيام الحكم الوطني في العراق.. لما تركوا سبيله...!!!.. هؤلاء مجانين وليسوا بشرا أسوياء..ولا يجب أن يعاملوا على أنهم بشر أسوياء.. نحن أمام شذوذ أخلاقي..ولااقول سياسي لان الأمر لايحتمل هذا الوصف أو لم يعد بإمكانه أن يحتمله.. ثمانية سنوات قتل على الهوية الطائفية والمذهبية بشكل مستمر..هل حصل هذا في التاريخ..؟؟!!.. هل كنتم تتصورون حصوله في أي مكان في العالم..؟؟!!..منقذ الفرعون وهو ركن من أركان المحكمة يرقص ويحمل على الأعناق فور شنق صدام...أي قضاء وفي أي دولة يمكن أن يحصل هذا..؟؟!!..ألا يخل الرقص بمبدأ الحياد..؟؟!!..هل أصبح الرقص من حقوق القاضي وربما من الأمور التي يختبر فيها قبل اضطلاعه بمهمة القضاء..؟؟!!..اذاكان قاضي صدام يرقص فكيف الامربالنسبة للطائفيين من غير القضاة؟؟!!!... هل كان صدام عدوا أم أنهم كانوا اعداءا لأنفسهم..؟؟!..

إنهم يفشلون لأنهم لم يتصرفوا كرجال دولة.

والشاهد الماثل أمامنا الآن على أنهم مارقون عن أخلاق البشر وعن أخلاقيات سياسة المجتمعات هو القرار بشنق الأستاذ طارق عزيز..هذا السياسي العراقي المقتدر لم يكن في يوم من الأيام رجل امن ولا مسؤولا امنيا ولا حتى قضائيا..هو شخصية سياسية ومدنية ولكنها قيادية في الحكم الوطني وتدافع عن مصالح شعب العراق والامة العربية..ولكونها تحمل هذا الوصف..يجب أن تشنق..فلا ديمقراطية مع الوطنيين...ولاديمقراطية مع القيم الوطنية

لكن ثمة وجه آخر للإثارة عبرنا عنه أعلاه..هو دعوات الإحجام عن تنفيذ القرار..الآتية من روسيا ومن غيرها..فلماذا لايتحلى بعض السياسيين العرب من أصدقاء الأستاذ عزيز وزملائه بالشجاعة ويتحركون ديبلوماسيا او إعلاميا من اجل إيقاف هذه الأخلاقيات الحاقدة والشاذة..وإنقاذ الرقاب التي قدر لها أن تدفع ثمن الطائفية المتوحشة..!!..إذا كان هذا الحراك النبيل سيعصف بمناصبهم فطز في مناصب لاتسمح للمرء بالتعبير عن إنسانيته وصداقاته وقيمه...إذا كان سيحرجهم مع رؤسائهم أو مع أمريكا أو إيران فالأمر يتعلق بشهادة زور إذا وبرضى المسؤول على أن يكون شاهد زور...أما إذا كانوا محرجين من حكومة السكاكين والحبال...فهم أرذل من الرذالة وازبل من الزبالة!...

أيها المسؤول العربي...سواء كنت في موقع المسؤولية أو غادرته إلى مسؤولية أخرى..إننا والله نخجل منكم..ونخجل أن يدعو الروس إلى إنقاذ عزيز بينما تسهرون على برنامج ستار أكاديمي ومؤخرة روبي وتعيشون في عالم لم يكتشف بعد وفي تاريخ افتراضي...هذا عيب وقلة حياء وجهل وخسة وحقارة..فألا تستحون..؟؟!!..لقد دمرنا عهركم..صمتكم..تآمركم..غيّكم..إفلاسكم الأخلاقي...جبنكم..عمالتكم!.

فأي استثناء قد يأتي منكم...أي استثناء..بينما حبل عدالتهم يتدلى!!

Whamed6@gmail.com

شبكة البصرة
الخميس 20 ذو القعدة 1431 / 28 تشرين الاول 2010
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


http://www.youtube.com/watch?v=XACuoEfR6wk


مفارقات الزمن الاسود/المشهد الثامن والعشرين: وثائق ويكيلكس/ المالكي: ضبع في هيئة انسان







شبكة البصرة
الهادي حامد - تونس
على مدى سبع سنوات عجاف، كان العراقيون يتوجعون وينزفون ويقاومون.. وكان كتاب المقاومة والقوى الوطنية المقاومة ينشرون الفظائع ويكشفون للرأي العام العربي والعالمي حقيقة مايجري، ومعنى الاحتلال، حين يكون أمريكيا صهيونيا فارسيا خصوصا. ومعناه حين يجثم على شعب حر وصاحب مشروع وإسهامات مدوية في الحضارة الإنسانية. لكن قلة قليلة كانت تأخذ الأمر مأخذ الجد والقليل فقط كان يبنى موقفه على أسس مبدئية خارج كل املاءات أو تبعية أو حسابات سياسية.. فرش السجاد أمام عملاء الاحتلال في المطارات العربية وعزفت لهم الأناشيد الرسمية بينما خرجوا لتوّهم من سراديب الجريمة وأيديهم لاتزال تقطر دما وهم عائدون بعد التشريف وعدسات المصورين والمجاملات الجبانة والمذلة على عادة الرسميين العرب الأذلاء... أما اليوم، وحين نشر موقع ويكيلكس جرائمهم، صار مناسبا للبعض أن يصدق.. وان يعود إلى مخبئه من جديد.. فالمصدقين الجدد بفضائع احتلال العراق عائدون كما نتوقع برؤوسهم إلى كومة التراب... هم لايسوون شيئا في نظر الضحايا.. لأنهم لايحسبون للضحايا أي حساب.

لم يصرح مسؤول عربي بشيء إلى حد الساعة إزاء ماظهر من حقائق مفجعة. وهذا لأنه لم يوعز له بأي تصريح. وليس بإمكانه أن يتحلى بالشجاعة والإنصاف في أي تصريح مفترض. ولو فعل لوقع في فخ قانون محاربة الإرهاب الذي يدفع من خلاله الشباب العربي إلى سجونه المؤبدة لمجرد التفكير في الالتحاق بالمقاومة العراقية، فيصير متهما به (الإرهاب). أو لحرم نفسه من التمديد أو التوريث أو من المعونات الصهيوامريكية.. وهو يعلم أن الصمت يترك له مجال المناورة فسيحا أمام أولياء نعمته في واشنطن... أما المنكوبين من شعب العراق.. فليسوا مهمين بالنسبة له قدر أهمية الكرسي والجراية والحماية الأمنية. اذكّر حسني مبارك والجميع بذاك اليوم الذي خرق فيه قانون إصدار القرارات في الجامعة العربية، فبدل توخي الإجماع بحث "سيادته "عن الأغلبية واكتفى باستلام وثيقة أمريكية مكتوبة بالانجليزية وتعريبها ثم اعتمادها بيانا ختاميا للقمة يقضي باستدعاء القوات الأجنبية ومواجهة العراق بالقوة المسلحة. وهذا ماحدث بالفعل، فقد خرج العراق من الكويت وخضع لحصار لم يشهد له التاريخ مثيلا ثم اجتياح ناري مدمر لكل شيء انتهى باحتلاله وتحطيمه واستعباد شعبه.. اذكّر حسني مبارك بان ذلك اليوم هو ما أدى بنا وبالعراق إلى ماهو حاصل اليوم.. وان كنا نقدر الحسابات العراقية غير الدقيقة في تلك الظروف غير أن العراق كان من حقه بحكم الانتماء أن يتمتع بحماية عربية، و قبل ذلك بحماية اقتصاده لا ان يتعرض للاستنزاف جراء سلوكات خليجية متآمرة. واذكّر الأمير بندر، بندر الله رأسه، بمواقفه المتحمسة لتخريب الدولة العراقية الوطنية، خلال محادثاته مع بريماكوف ضمن حراك البحث عن حل سلمي يضمن لعائلة الصباح ملكيتهم للكويت ولأمريكا نفط الكويت وأيضا في اشتراطه الإطاحة بصدام خلال مساعي مجانين البيت الاسود حشد دول العالم لحرب 2003.. مصر والخليجيين هم ممن وضعوا العراق على خط البداية للانهيار الكارثي وتحويل شعب العراق العظيم إلى مهجرين ورحل في بلدهم وخارجه بدل الصمود والصعود به إلى قمة المجد حيث يكون بإمكانهم الاستضلال بضلاله.

لكن في مقابل صمت الرسميين العرب، طالعنا موقف الحلف الأطلسي وبريطانيا وواشنطن، وهو متناغم ومنسجم إلى حد كبير، باعتبارهم حلفاء وشركاء في الجريمة :الوثائق تهدد قواتهم العاملة في العراق وأفغانستان + الوثائق لم تصدر بتصريح من الأمم المتحدة. وهنا أوضح التالي :

1/ماهي طبيعة العمل الذي تقوم به قواتكم عندنا؟؟!.. بناء جسور، تأسيس مدن علمية، تأسيس هياكل بحث علمي، تقديم الخدمات الحياتية للناس.. ؟؟!.. نشر الديمقراطية.. ؟؟!.. نشر الثقافة الحقوقية والتحديث السياسي.. ؟؟!.. (هم زعموا هذا فعلا، وياللسخف!!!)هل دعوناها للضيافة والسياحة والتعارف... ؟؟!.. هل قدمت إلى أرضنا في إطار اتفاقية تعاون فني مثلا.. ؟؟!.. هي قوات غازية وحاقدة ووحشية ومخربة للمجتمع والحياة وناشرة للموت في كل ارض تطؤها، وهذه جريمة ضد الإنسان وضد العلم والثقافة وضد الحقوق والمثل الإنسانية العليا وضد منجزات الإنسان الحضارية الرمزية بمختلف أشكالها. لايعادلها في حجم العقاب أي إجراء عقابي يمكن تخيله!.

2/انتم ترتكبون، بهذا الموقف، أربعة جرائم : الأولى جريمة الغزو، الثانية جريمة التعتيم على أفعالكم الإجرامية، الثالثة جريمة تعطيل العدالة، الرابعة جريمة التشجيع على الإجرام الدولي سواء بالنسبة للدول التي تمتلك مقومات ووسائل الجريمة (أخلاق الفولاذ/فقر روحي وحضاري، العقيدة العنصرية ونزعة الشر/مؤسسات دولية ضعيفة وتحت السيطرة/إمكانيات القوة المادية) أو بالنسبة للمنظمات الدولية حين لاتجد بديلا في نظرها غير تبرير الغطرسة والانتهاك والاستعمار.

3/الأمم المتحدة لم توافق على الغزو ولا تتحمل مسؤوليته القانونية، رغم كونها التحقت بالمشهد وقدمت خدمات سياسية للغزاة مما يجعلها مدانة في ضمائر الضحايا على الأقل... وحين تشترطون موافقتها على النشر فهي تبدو كما لو أنها الجهة الغازية أو كما لو أن الغزو تم تحت إشرافها وإدارتها.. ثم ليست معنية ولا يجوز توريطها في إخفاء المجرمين بعد أن فاحت رائحتهم النتنة. وبالفعل فقد طالبت الأمم المتحدة اليوم 23 أكتوبر 2010 الرئيس اوباما بالتحقيق في جرائم جيشه وعملائه. وهذا الحد الأدنى مما يمكن أن تقوم به في الاتجاه الصحيح.

مالاحظناه في الإعلام أيضا أن تصريحات مكتب الضبع وتحليلات حلفائه في الداخل والخارج (إيران والأحزاب الطائفية في العراق) متناغمة بدورها : نشر الوثائق السرية يستهدف مساعي تشكيل الحكومة العراقية والتقارب بين الشعب العراقي والشعب الإيراني. وهنا أيضا أوضح التالي :

1/موقع ويكيلكس من أنصار علاوي.. ؟؟!.. له مصلحة طائفية أو سياسية في التأثير على الداخل العراقي من خلال منشوراته.. ؟؟!.. مناصر للسنة مثلا.. ؟؟!.. محروم من عقود خدمية أو اقتصادية مهمة... ؟؟! له شركات أمنية يريد إحلالها محل بلاك ووتر.. ؟؟!.. مناصر للبعث المقاوم ويحرص على فضح الغزاة وعملائهم... ؟؟.. ثم انه ليس ثمة عميلا خدمه العالم في الشرق والغرب، في التاريخ، اكثرمن الضبع. وهذا ليس حبا له وإعجابا بمثاقيبه ومسالخه بل تملقا لأمريكا وفسادا في أخلاق البشر في عصرنا.

2/هذا الموقف يتهرب من التالي : توضيح ماافصحت عنه الوثائق من جرائم مسندة إلى رأس الحمار. فرق أمنية مكونة من المليشيات الطائفية تحت توجيهه في انجاز مهمات قذرة (قتل، اعتقال، تهجير.. ) وقد ذكرت عينات محددة لاتترك أي مجال للشك حول خصوصية هذه الفرق الإجرامية.

3/أما عن التقارب بين الشعب العراقي والشعب الإيراني فهو كذب وتلفيق وتزييف للحقائق. لانجاد يمثل الشعوب الإيرانية ولا رأس الحمار يمثل شعب العراق الشريف والمجاهد. وان كل مافي الأمر تحالف أجهزة دولة معادية للعراق مع عصابات موالية لها في الداخل العراقي بحكم وحدة الانتماء الطائفي والعقيدة السياسية، وهو موجه ضد شعب العراق وقواه الوطنية تحديدا شيعة كانوا أو سنة، عربا أو كردا. فهل يعقل أن تحاجج أمريكا مثلا بصداقة الشعوب الأمريكية لشعب العراق في تبرير احتلالها له رغم أن الصداقة لاتعني الاحتلال ولا تسمح به، وان مايحصل هو وجود عسكري أمريكي قسري واستعماري اوجد له مجموعات عميلة ينفذ من خلالها مخططاته وسياساته.. ؟؟.. مانرى من تقارب يستحق الحماية غير الجرائم التي نعرفها والتي كشفت عن بعضها وثائق ويكيلكس.. واعتبار علوية العراق – كما يؤمن الطائفيون- مرادفا لفارسيته. هذه التبعية السياسية ذات الأساس الطائفي هي التي تسمح للضبع بان يجتمع برؤوس الجهل والجريمة في طهران من دون وضع علم العراق المعدل خلفه، فعلم فارس متحرّق إلى الرفع خلف ممن يحسبون على العراق طالما انه سقط في ساحات المعارك وصار يرمز للهزيمة والخيبة.

نلاحظ أيضا أن الضبع وإيران وبريطانيا وأمريكا والأطلسي غير مرتاحين لكشف ويكيلكس عن الوثائق، وقلقون جدا وان اختلفوا في جزئيات الموقف : من التنبيه إلى مخاطر محتملة إلى اعتبار الأمر مؤامرة تستهدف قوى عراقية في العملية الموصوفة مجازا سياسية.. وأيا كان الأمر، فلا يتناغم إلا الحلفاء أو القوى التي تشكل جبهة واحدة أو جهة واحدة.. والواقع يشهد أنهم شركاء في الجريمة، بينما العراقيون الحقيقيون والشرفاء ضحايا لوحدهم وشركاء أنفسهم في مصابهم الجلل.

لكن مالعمل الآن وقد ظهر ماظهر وكشف ماكشف؟

أولا لايجب أن نتغافل عن توضيح ويكيلكس بأنه تحفظ عن الكثير من الوثائق التي تحرج أفرادا أو تعرضهم إلى الخطر.. ومن يدري... ربما تعلق بعضها بمشاركة البغل مقتدى في كرنفال شنق صدام.. أو بحوار بعض الساسة الأمريكان الكبار مع شهيدنا البطل... أو بأسطورة الحفرة وجريمة التخدير... أو جريمة جزّ رقبة الشهيد برزان وفصلها عن جسده.. او بحادثة اغتيال ابني الشهيد وحفيده واسرار عن الوشاة الكبار في جرائم اغتيال بطلها الجيش الامريكي... او بعض الأسرار المتعلقة ببعض المسؤولين العرب الرسميين... لااحد يدري فحوى أو متعلقات الوثائق المحجوبة.. ولكني واثق بان مايتعلق بصدام تم حجبه.

نعود إلى السؤال المطروح. يمكن للهيئات العربية القضائية أن تفعل شيئا رغم بلادتها ونمطيتها وضعف إيمانها بقضيتها ورغم ارتباطاتها بالنظام العربي الرسمي. لكن عليها أن تعتمد في حراكها على الحجاج التالي : ليس الحريري اكبر من شعب العراق ومستقبل أجياله. فإذا كان اغتياله تطلب إنشاء محكمة على عجل وبإسناد فرنسي وأمريكي وبريطاني منقطع النظير، فان كل عراقي مغدور يحتاج بحاله إلى محكمة تسترد حقه وتحاسب قاتله أيا كان وأينما كان ومهما طال الزمن. والأمر يضع المجتمع الدولي على المحك رغم وضعه القاسي بفعل دورانه في فلك الصهيونية العالمية. يمكن إنشاء محكمة للتحقيق في جرائم القتل الجماعي وهي موثقة لدى القوى الوطنية، التحقيق في القضاء " العراقي " الذي اغتال القيادة العراقية، التحقيق في إدارة الضبع لمليشيات القتل وفتح ملفها بالكامل، التحقيق في استحواذ قادة المليشيات والعملاء على مساكن العراقيين ومباني الدولة العراقية، التحقيق في الفساد المالي...

ولكن... ماشأن المقاومة العراقية بكل هذا... ؟؟..

وأقول: أيها المقاومون : هذا ظرف مناسب للاقتراب أكثر من شعبكم وتهيئته لانخراط المزيد من أبنائه في الفعل المقاوم، واتركوا مالا يتعلق بالعمل العسكري لغير العسكريين، الحقوق للحقوقيين، القضاء لأهل القضاء وللمنظمات القضائية العربية والعالمية. بالنسبة لكم لم يتغير شيء. العراق لايزال محتلا. العملاء لازالوا يمرحون في بلدكم وشعبكم لازال مستعبدا. يوم يخرج آخر جندي أمريكي من العراق العظيم وتخيب آمال أدواته تكونوا قد أنجزتم الجزء الأعظم من مهمتكم أو تكونوا قد أنجزتموها كاملة لابأس. لايهمكم مايجري في حقل السياسة، وإنما يهمكم تحركات ارتال العدو وعملائه والتهيؤ للضرب بعد التوكل على الله احد احد، فقد اصطفاكم سبحانه ووعدكم بجنته وهو يعلم وانتم لاتعلمون.



Whamed6@gmail. com



شبكة البصرة
الاحد 16 ذو القعدة 1431 / 24 تشرين الاول 2010
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس



فضل سجدة الشكر/بريد المحرر من مجموعة العراق فوق خط النار

إلهي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين



فضل سجدة الشكر .. اغلبنا يفتقد فضلها ولايعرف كيفيتها






ان العبد اذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة


فيقول: يا ملائكتي انظروا الى عبدي أدى فريضتي وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه


ياملائكتي ماذا له ؟


فتقول الملائكة:ياربنا رحمتك






ثم يقول الرب تعالى :ثم ماذا له؟


فتقول الملائكة:يا ربنا جنتك






فيقول الرب تعالى :ثم ماذا؟


فتقول الملائكة :ياربنا كفاه ماهمه






فيقول الرب تعالى :ثم ماذا؟


فلا يبقى شيء من الخير الا قالته الملائكة






فيقول الله تعالى:ياملائكتي ثم ماذا؟


فتقول الملائكة ياربنا لا علم لنا






فيقول الله تعالى :لأشكرنه كما شكرني وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي






.










ولا يُشترط لسجود الشكر ما يُشترط للصلاة من وضوء واستقبال قبلة وتكبير ؛ لأنه مجرد سجود .


وإن كان الأفضل أن يسجد على طهارة ويكون مستقبلا القبلة .


فمن تجددت له نعمة ، أو اندفعت عنه نقمة ، فيُسنّ له أن يسجد شكراً لله ، سواء كان متوضأ أو غير متوضئ ، وسواء كان مُستقبلا القبلة أو غير مستقبل القبلة .














سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته


من قال " سبحان الله وبحمده " في يوم مائة مرة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر


سبحان الله وبحمده،، سبحان الله العظيم





المؤتمرات الصهيونية/ج1/ محمد سيف الدولة


محمد سيف الدولة



Seif_eldawla@hotmail.com


هذه جولة فى موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة للمفكر الراحل الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيرى ، وبالتحديد حول المؤتمرات الصهيونية على امتداد قرن من الزمان ، والتى بلغ عددها 33 مؤتمرا فى الفترة من 1897 حتى 1997 .


والمؤتمر الصهيوني هو الهيئة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية، وقراراته هي التي ترسم الخطوط العامة لسياسات المنظمة .


وفى هذه الحلقة سنقوم بعرض اهم ما جاء فى المؤتمرات المنعقدة فى الفترة من 1897 حتى 1903 وعددها ستة مؤتمرات :


المؤتمر الأول


· وقد عُقد في أغسطس 1897 برئاسة تيودور هرتزل


· الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود، وأكد أن المسألة اليهودية لا يمكن حلها من خلال التوطن البطيء أو التسلل بدون مفاوضات سياسية أو ضمانات دولية أو اعتراف قانوني بالمشروع الاستيطاني من قبَل الدول الكبرى.


· وقد حدد المؤتمر ثلاثة أساليب مترابطة لتحقيق الهدف الصهيوني، وهي: تنمية استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين، وتقوية وتنمية الوعي القومي اليهودي والثقافة اليهودية، ثم أخيراً اتخاذ إجراءات تمهيدية للحصول على الموافقة الدولية على تنفيذ المشروع الصهيوني.


· و تعرَّض المؤتمر بالدراسة لأوضاع اليهود الذين كانوا قد شرعوا في الهجرة الاستيطانية التسللية إلى فلسطين منذ 1882.


· واقترح شابيرا إنشاء صندوق لشراء الأرض الفلسطينية لتحقيق الاستيطان اليهودي، وهو الاقتراح الذي تجسَّد بعدئذ فيما يُسمَّى الصندوق القومي اليهودي.


· تم وضع مسودة البرنامج الصهيوني المعروف باسم برنامج بازل .


· كما ارتفعت الدعوة إلى إحياء اللغة العبرية وتكثيف دراستها بين اليهود والمستوطنين


· وكانت اللغة المستخدمة في المؤتمر هي الألمانية واليديشية.


* * *
المؤتمر الثاني:


· عقد فى بازل فى أغسطس 1898برئاسة هرتزل


· الذي ركَّز على ضرورة تنمية النزعة الصهيونية لدى اليهود


· وكانت أهم أساليب القيادة الصهيونية لمواجهة هذه المعارضة، هو التركيز على ظاهرة معاداة اليهود


· وقدم تقريراً أمام المؤتمر عن مسألة دريفوس باعتبارها نموذجاً لظاهرة كراهية اليهود وتعرُّضهم الدائم للاضطهاد حتى في أوربا الغربية.


· كما لجأت قيادة المؤتمر إلى تنمية روح التعصب الجماعي والتضامن مع المستوطنين اليهود في فلسطين بالمبالغة في تصوير سوء أحوالهم .


· و تم انتخاب لجنة خاصة للإشراف على تأسيس مصرف يهودي لتمويل مشاريع الاستيطان الصهيوني في فلسطين .


* * *
المؤتمر الثالث:


· عقد فى بازل فى أغسطس 1899، برئاسة تيودور هرتزل ايضا


· الذي عرض تقريراً عن نتائج اتصالاته مع القيصر الألماني في إستنبول وفلسطين،


· وهي الاتصالات التي عرض فيها هرتزل خدمات الحركة الصهيونية الاقتصادية والسياسية على الإمبريالية الألمانية الصاعدة في ذلك الوقت مقابل أن يتبنى الإمبراطور المشروع الصهيوني.


· وطالب المؤتمر بتأسيس المصرف اليهودي تحت اسم «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار»، وذلك لتمويل الأنشطة الاستيطانية الصهيونية وتوفير الدعم المالي للحركة الصهيونية.


· كما ناقش المؤتمر قضية النشاط الثقافي اليهودي في العالم.


· كما تناول المؤتمر مسألة إعادة بناء الجهاز الإداري الدائم للحركة الصهيونية ليحل محلها الجهاز المؤقت.


* * *
المؤتمر الرابع:


· عقد فى لندن فى أغسطس من عام 1900، برئاسة هرتزل مرة أخرى


· وجرى اختيار العاصمة البريطانية مقراً لانعقاد المؤتمر نظراً لإدراك قادة الحركة الصهيونية في ذلك الوقت تعاظُم مصالح بريطانيا في المنطقة، ومن ثم فقد استهدفوا الحصول على تأييد بريطانيا لأهداف الصهيونية، وتعريف الرأي العام البريطاني بأهداف حركتهم.


· وبالفعل، طُرحت مسألة بث الدعاية الصهيونية كإحدى المسائل الأساسية في جدول أعمال المؤتمر.


· وشهد هذا المؤتمر ـ الذي حضره ما يزيد على 400 مندوب :


· اشتداد حدة النزاع بين التيارات الدينية والتيارات العلمانية، وذلك عندما طُرحت المسائل الثقافية والروحية للمناقشة، إذ طالب بعض الحاخامات بألا تتعرض المنظمة الصهيونية للخوض في القضايا الدينية والثقافية اليهودية، وأن تقصر عملها على النشاط السياسي وخدمة الاستيطان اليهودي في فلسطين.


· وإزاء ذلك ، دعا هرتزل الجميع إلى نبذ الخلافات جانباً والتركيز على الأهداف المشتركة.


· وخلال المؤتمر، تم وَضْع مخطط المشروع المتعلق بإنشاء الصندوق القومي اليهودي.


* * *
المؤتمر الخامس:


· عقد فى بازل فى ديسمبر 1901برئاسة هرتزل .


· الذي قدَّم تقريراً عن مقابلته مع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ومحاولاته إقناعه بالسماح بموجات هجرة يهودية واسعة إلى فلسطين التي كانت وقتئذ إحدى ولايات الإمبراطورية العثمانية، وذلك مقابل اشتراك الخبرات اليهودية في تنظيم مالية الإمبراطورية العثمانية التي كانت تعاني ضائقة مالية آخذة في التفاقم.


· وقد وافق المؤتمر على الاقتراح الذي تقدَّم به جوهان كريمينكس لتأسيس «الصندوق القومي اليهودي» بوصفه مصرفاً للشعب اليهودي يمكن استخدامه على نطاق واسع لشراء الأراضي في فلسطين وسوريا.
* * *
المؤتمر السادس:


· عقد فى بازل فى أغسطس 1903برئاسة هرتزل للمرة الاخيرة .


· فلقد كان آخر المؤتمرات الصهيونية التي حضرها. وقد ركز هرتزل في خطابه الافتتاحي ، كالعادة، على تقديم تقرير إجمالي عن مباحثاته مع السياسي البريطاني جوزيف تشمبرلين بشأن مشروع الاستيطان اليهودي في شبه جزيرة سيناء.


· وكان هرتزل قد ألمح لبريطانيا بهذا المشروع كوسيلة لمواجهة الثورة الشعبية المصرية التي رآها هو وشيكة الحدوث ، وهو ما يستدعي وجود كيان سياسي حليف لبريطانيا على حدود مصر الشرقية .


· إلا أن بريطانيا لم تقبل هذه الفكرة وعرضت مشروعاً للاستيطان اليهودي في أوغندا عرف باسم «مشروع شرق أفريقيا».


· وقد نصح هرتزل المؤتمر بقبول هذا العرض ، إلا أنه ووُجه بمعارضة من أطلقوا على أنفسهم اسم «صهاينة صهيون» بزعامة مناحم أوسيشكين رئيس اللجنة الروسية والذين رفضوا القبول ببديل لاستيطان اليهود في فلسطين.


· وقد نجح هرتزل رغم ذلك في الحصول على موافقة أغلبية المؤتمر على اقتراحاته وهو ما حدا بالمعارضين إلى الانسحاب من المؤتمر.


· وقد تقرَّر إيفاد لجنة للمنطقة المقترحة للاستيطان اليهودي للاطلاع على أحوالها ودراسة مدى ملاءمتها لهذا الغرض . كما تقرَّر إنشاء «الشركة البريطانية الفلسطينية» في يافا لتعمل كفرع لـ «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار».


· وقد شهد هذا المؤتمر نمواً عددياً ملحوظاً في أعضائه إذ حضره 570 عضواً يمثلون 1572 جمعية صهيونية في أنحاء العالم .


* * * * *


يتبع

ياعمرو موسى..شوي شوي على الامريكان الله يرضى عليك/محمد لوحيشي

شوي شوي على الأميركان الله يرضى عليك



الله أكبر والعزة للعربان. السيد أمين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى، يهدد أميركا بخصوص القضية الفلسطينية: 'سنمهل أميركا أربعة أشهر وبعدها سنقرر ماذا سنفعل'.


وأرجو أن يعذرنا البيت الأبيض والبيت الذي خلفه إذا ما امتلأت المحيطات بالفرقاطات الكويتية،والقوات الخاصة السعودية, والقاذفات البعيدة المدى الاماراتية, وحاملات الطائرات البحرينية، والغواصات الموريتانية، والحرب الإلكترونية الصومالية، والصواريخ الذكية الجيبوتية، والتكنولوجيا المصرية، ووو، فقد بلغ السيل الزبى، وقد أعذر من أنذر. واللي يخاف من الدم يقعد في بيته ويتلمّ.


على بركة الله. خلاص، حانت ساعة الصدق. اعتبروا لوس أنجلس سقطت بعد الحصار والمنجنيق، وامسحوها من الخارطة وضمّوها إلى والي الكوفة، واعتبروا أهل تكساس يدفعون الجزية وهم صاغرون. مرحى مرحى. عليّ النعمة لنقصفنهم بالدعاء قصفاً مبيناً، فهزّوا رؤوسكم معي وأمّنوا: اللهم زلزل الأرض تحت أقدام الأميركان، اللهم واجعل نساءهم سبايا للعربان ورجالهم طعاماً للغربان، اللهم واجعل الفاتنة السمراء، كونداليزا رايس، أمةً من إماء الزميل جابر الهاجري، تعجن العجين وترضع الجنين، وتنظّف الحنطة وترتّب الشنطة، يا حي يا قيوم.


لا شك، هناك 'لَبْس تفاهم' عند العرب وأمينهم العام. ولو كنت مكان عمرو موسى لتركت أميركا في أميركاها، ولتوجهت إلى العرب فأمهلتهم أربعين سنة، يقومون خلالها بإعادة ترميم أرصفة شوارعهم، ويمنعون الغش في الرغيف، ويراجعون طريقتهم في اختيار الوزراء، وفي التعامل مع المسؤولين. ففي الكويت، مثلاً، قامت حملتان متضادتان، الأولى ضد رئيس الحكومة بعنوان 'ارحل'، والثانية مع رئيس الحكومة، يؤيدها بعض الوافدين بعنوان 'غير السّوباح ما نبي'، أي لن نقبل أحداً غير أسرة 'السّوباح'، التي هي أسرة الصُّباح الحاكمة. وهم بذلك يريدون تصوير الأمر وكأن حملة 'ارحل' تسعى إلى الانقلاب على الحكم.


وكان من ضمن حملة 'ارحل' محامٍ في إدارة الفتوى والتشريع، اسمه فيصل اليحيى، وفي حملة 'السّوباح' المضادة، كانت تقف زميلته في نفس الإدارة. فماذا حدث في بلاد العربان؟ لا شيء جديد... المحامي تعرض للبهاديل والغرابيل، وتم تأخير ترقيته، وأوقعت عليه عقوبات شرسة، إحداها خصم نصف راتب الشهر الأول، ثم خصم ربع الراتب مدة سنة. في حين تعرضت زميلته للهواء المنعش.


فيا عمّنا عمرو موسى، دع عنك الأميركان فهم ليسوا خصوم الشعوب العربية، ووجّه فرقاطاتك إلى الحكومات العربية التي تعتبر الشعب كالكمنجة، تحزّ رقبته فيصرخ ألماً، فتتمايل هي طرباً، وحرّك غواصاتك إلى القياديين العرب الذين ما إن ينتقدهم أحد، حتى يسقط على رأسه جلمود صخر من علٍ، أكبر من جلمود الأستاذ امرئ القيس.


يا عمنا عمرو موسى، لن تستعيدوا فلسطين إلا إذا استعدتم كرامة الشعوب، فرتّب أولوياتك،


ولا تكن كتلك الصبية الجامعية التي اتفقت مع زميلها على الخروج إلى أحد المقاهي، وسألته: ' هيّه سيارتك نوعها ايه؟'،


فأجابها: 'هناك خطأ في ترتيب الأسئلة ، كان يجب أن تسأليني ( هل تمتلك سيارة أم لا ؟ ) وستوفّر إجابتي عليك طرح السؤال الثاني'.


يا عمنا عمرو موسى، قبل أن نهدد أميركا ونحتل كندا، أظن أن علينا توفير طبيب واحد، أكرر 'طبيب واحد'، يدور بين القرى الصومالية ليعالج الفقراء والمعوزين بدلا من انتشار 'المعالجين بالبصق' الذين أثروا ثراءا فاحشا بفحش فاحش.


يا عمنا عمرو موسى... شوي شوي على الأميركان الله يرضى عليك، وإذا دعتك قدرتك على ظلم 'الناتو' فتذكر قدرة الله عليك....

ماذا تعرف عن البوذية ؟ منقول عن الفيس بوك / الكاتب مجهول

البوذية إحدى الديانات الكبرى والرئيسية في آسيا، وخاصة في شرق القارة، إذ تنتشر في الهند وسيريلانكا ونيبال وبوتان وتايلند والتيبت وبورما وكمبوديا ولاوس وفيتنام وكوريا واليابان وتايوان ومنغوليا وسنغافوره وأجزاء من الصين، إضافة إلى أن لها وجودا في بعض الدول الإسلامية كماليزيا وأندونيسيا وأفغانستان.



بوذا.. مولده ونشأته


تنتسب البوذية إلى "بوذا" واسمه سدهارتا جوتاما، ويعتقد أنه ولد في سنة 623 أو 624 قبل الميلاد، في شمال شرق الهند (نيبال حاليا)، أما كلمة بوذا أو بوده فتعني المستيقظ أو المستنير، ولها معانٍ أخرى.


وكما يذكر البوذيون فإن سدهارتا، أو بوذا فيما بعد، هو أمير، وابن ملك، ينتمي أبواه إلى طبقة الكشاتريا، التي كانت تتولى القيادة السياسية عند الهندوس، حيث كانت الهندوسية هي الديانة المنتشرة في الهند والتي سبقت في ظهورها البوذية.


أحاط البوذيون مولد بوذا بجملة من الحكايات والأساطير، منها أن الملائكة في السماء احتفلت بولادته وسبحت بحمده قائلة: وُلد اليوم بوذا على الأرض ليمنح السلام للناس وينقذ العالم، وقالوا بأنه عندما وُلد حصلت تغيرات في الطبيعة، وفرحت الحيّات، وأنشدت العصافير، وتلألأ النور في العالم، وظهر نجم في السماء يبشر به، كما قالوا بأن العُمي صاروا يبصرون وبأن الصم صاروا يسمعون.


وادّعوا بأن تجسد بوذا كان بواسطة روح القدس الذي حلّ في رحم الملكة "مايا" التي لم يمسّها أحد، وقالوا بأن الكائنات كلها فرحت بمولد بوذا إلا "مارا" الذي هو الشيطان.


ويعتقد البوذيون بأن بوذا كان أميرا مرفها منعما، تزوج وهو شاب صغير من فتاة نبيلة جميلة، وكان هدف والده من تزويجه في سن مبكرة صرفه عن التفكير الدائم في معاناة الناس ومشكلاتهم، لا سيما الفقراء والبسطاء منهم، لكن ذلك الزواج لم يصرفه عن التفكير، ثم تطور به الأمر عندما بلغ التاسعة والعشرين من العمر، إذ قرر أن يتخلى عن النعيم والرفاهية والحياة الملكية، ويسلك مسلكا آخر هو طريق التقشف والزهد والتأمل، فاعتزل الناس، وحلق رأسه على عادة الرهبان، واتجه نحو الغابات في جبال الهملايا


ينشد التفكر والتأمل ليجد حلا لمشكلات الناس.


ولأجل تحقيق ذلك لجأ بوذا إلى تعذيب جسده، وحرمانه من الطعام والشراب، منسجما في ذلك مع الفكر الهندي القديم، الذي يعتقد بأن القوة والمعرفة يمكن الحصول عليهما بالزهد المفرط، أي بالصوم وتعذيب النفس، ويقول البوذيون بأن بوذا في تلك المرحلة لم يكن يتناول سوى حبة لوبياء واحدة في اليوم، مما أدى إلى اعتلال صحته، ونحل بدنه.


وأدرك بوذا بعد ست سنوات من تجريب الأسلوب السابق أنه لم يصل لمراده، ولم يحصل على التنوير والعلم والمعرفة التي كان ينتظرها، فقرر العودة إلى الطعام والشراب لتقوية جسمه لعله يحصل بذلك على العلم والحكمة. لكن تخلي بوذا عن أسلوب تعذيب الجسد وحرمانه من الطعام والشراب جعل تلاميذه الخمسة ينفضون عنه، وشكّوا فيه وفي ما كان يقوله لهم، ورأوا أنه تركهم ليعود إلى حياته الرغيدة التي كان يعيشها قبل أن يتنسك ويترهبن، أما هو فاختار ـ بدلا من تعذيب جسده بالجوع ـ التفكر والتأمل في أجواء من العزلة.


الاستنارة


وبينما بوذا على هذه الحالة وفي مرحلة جديدة من حياته، وبينما هو تحت ظل شجرة تشبه شجرة التين في غابة أوروفيلا، إذ بهاتف يهتف به من نفسه بأن يجاهد نفسه هذا اليوم حتى يعرف سر الكون والحياة، فجلس جلسة مستقيمة لا حراك فيها، متوجها إلى المشرق، مغمضا عينيه، ضامّا بين رجليه، ساكنا صامتا، مصمما ألاّ يبرح هذا المكان ولا يتحرك حتى يجد ما ينشده من تخليص نفسه والإنسان من الآلام والأحزان.


وتحت تلك الشجرة، حصل بوذا على الاستنارة، وحظي بالحكمة التي كان ينشدها، ومن يومها أصبح سدهارتا بوذا، أي المستنير. أما الشجرة فأصبح لها عند البوذيين شأن عظيم، وأطلق عليها اسم شجرة المعرفة أو الاستنارة (botree) وقدّسوها وأصبحوا يحجون إليها في مناسبات مختلفة، ويتبركون بأوراقها وأغصانها.


وتذكر الروايات البوذية أن أول اختبار تعرض له بوذا في تلك الليلة التي حصل فيها على الاستنارة، هو إغواء الشيطان الذي أراد أن يبطل عمله ويصده عن عزمه، واستخدم في سبيل ذلك إغواء الجنس، لكن بوذا انتصر على الشيطان، وعندها تساقطت أزهار كالمطر من السماء، ونزلت الملائكة تخدمه وتباركه!

العقائد في البوذية:


يؤكد الباحثون في الأديان أن البوذية، لاسيما في عهد مؤسسها، هي فلسفة أخلاقية وليست دينا، وأن أتباع بوذا هم الذين رفعوا هذه الفلسفة بعد موته إلى مستوى الدين، فقد نسجوا حول بوذا ما نسجوا، وأقاموا المعابد وشرّعوا الطقوس والشعائر. وفيما يلي بيان بأهم ما احتوته البوذية من عقائد، خلال حياة بوذا وكذلك بعد موته:


الالوهية


لم يهتم بموضوع الإله، الذي هو رأس أي عقيدة أو دين، وبدأ تجربته وفرغ منها دون أن يلجأ إلى الاعتقاد بالله، وإن الأساس الذي بنى عليه بحثه وتجربته أساس فلسفي خالص، لذلك اعتبر الباحثون أن بوذا فيلسوف.


وخلاصة رأي بوذا في مسألة الألوهية أن خلاص الإنسان عمل شخصي بحت، ولا يحتاج إلى الالتجاء إلى الإله المنقذ، لأن قدر الإنسان النهائي يتوقف على سلوكه الشخصي لا على الإله، وأن الإنسان هو حاكم حياته ومقرر مصيره. وقد نقلت كتب البوذيين أقوالا لبوذا تؤكد على ذلك، منها قوله في بعض مواعظه: "من الحمق أن تعتقد أن سواك يستطيع أن يكون سبب سعادتك أو شقائك، إن السعادة أو الشقاء نتيجة سلوكنا نحن وشهواتنا نحن.. كونوا لأنفسكم موئلا ومعتصما، ولا تعتصموا بملاذ خارجي..".


وترى الروايات البوذية أن بوذا رفض أن يجيب عن تساؤلات أتباعه إن كان للعالم بداية ونهاية، بل في بعض أقواله إنكار للإله، لذلك اعتبره معظم الباحثين ملحدا.


أما بعد موت بوذا ونظرا لأنه ترك هذا المجال فارغا، فقد جعله أتباعه بعد موته إلها معبودا كآلهة الهندوس، لكنهم انقسموا حول شخصية بوذا، وانقسموا في ذلك إلى مذهبين كبيرين:


الأول: عرف بالمذهب القديم "هينايان Hinayan" وكان يعتقد ببشرية بوذا، وأنه إنسان مقدس ارتقى إلى مرتبة أسمى من مرتبة الإنسان والملائكة والآلهة، فألّهوه بهذا الاعتبار.


الثاني: عرف بالمذهب الجديد "مهايان Mahayan" وكان يرى أن بوذا ليس إنسانا محضا، بل إن روح الإله تجسدت فيه، فأصبح كائنا إلهيا، وهذا المذهب تأثر بالهندوس، الذين كان من عقائدهم "النزول" باعتقاد أن الإله ينزل على الأرض ويتجسد في الإنسان والحيوان، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.


تناسخ الأرواح


تناسخ الأرواح عقيدة فاسدة تنكر اليوم الآخر، وما يترتب عليه من البعث والحساب والجنة والنار، وتعني انتقال الروح وتجوالها من جسد مات صاحبه إلى جسد مخلوق آخر، إنسانا كان أم حيوانا، وهذه العقيدة موجودة في العديد من الديانات، لكنها في البوذية تعتبر جزاءً للعمل، وأن الروح تلاقي في دورة حياة تالية جزاء ما عملت في دورة سابقة، مع الاعتقاد بعدم خلود الروح، بعكس الهندوس الذين يرون الروح أبدية خالدة.


النظام الأخلاقي عند بوذا


في تعاليم بوذا أن الرذائل ترجع إلى أصول ثلاثة: الاستسلام للملاذ والشهوات، وسوء النية في طلب الأشياء، والغباء وعدم إدراك الأمور على وجهها الصحيح.


ومن وصايا بوذا لأتباعه:






1- لا تقضِ على حياة حي.






2- لا تسرق ولا تغتصب.






3- لا تكذب.






4- لا تتناول مسكرًا.






5- لا تزْن.






6- لا تأكل طعامًا نضج في غير أوانه.






7- لا ترقص ولا تحضر مرقصًا ولا حفل غناء.






8- لا تتخذ طيبًا.






9- لا تقتنِ فراشًا وثيرًا.






10- لا تأخذ ذهبًا ولا فضة.


الرهبنة في البوذية


للرهبنة أهمية كبيرة عند البوذيين، وتعني الاعتزال الكلي عن جميع شئون الحياة المدنية، أي حياة المدنيين، (غير الرهبان) الساكنين في المنازل. ولذلك فالرهبنة البوذية تعني الابتعاد عن تملك المال، والاستعاضة عنه بالتسول والاستجداء، والابتعاد عن الاتصال بالأقارب، وعدم ارتداء ما يلبسه الناس، إنما ارتداء إزار ورداء أصفرين، وفيما يتعلق بالأكل يمنع على الرهبان تناول أكثر من وجبة واحدة في اليوم، ويحظر عليهم الأكل بالليل أو التلذذ بالأكل، كما يحظر عليهم استعمال الأدوات الثمينة كالذهب والفضة. ويعتقد البوذيون أن الرهبنة تؤدي إلى سمو النفس وطهارتها، وبالتالي الوصول إلى "نرفانا" .


يعتقد البوذيون أن مؤسسهم مات عن ثمانين عاما، نتيجة أكله لحم خنزير أُهدي له، وكان الطعام فاسدا، ولما مات انتقل إلى "نرفانا"(1]) وقد أحرقت جثته كما يفعل الهندوس، ومثلما أحاط البوذيون مولد بوذا بالأساطير فعلوا كذلك في وفاته، فقالوا أن الأرواح في الأرض والسماء اجتمعت وشاركت أتباعه في نعيه والبكاء عليه.


من الشخصيات البوذية المعاصرة:


1- الدلاي لاما الرابع عشر: الزعيم الروحي لإقليم التبت (واسمه الأصلي تينزين جياتسو)، وهو من مواليد عام 1935م، تسلم القيادة الدينية لشعب التبت في عام في سنة 1950 حين كان في الخامسة عشرة من العمر، وهو نفس العام الذي بدأ فيه الاحتلال العسكري الصيني، ثم تبع ذلك أحداث مأساوية بحق التبتيين، الأمر الذي جعله يفر مع عدد كبير من أتباعه إلى شمال الهند، التي صارت لهم مقرا ومركزا.


يرأس الدلاي لاما الآن حكومة التبت في المنفى من مدينة دارامسالا الهندية. ويحتفظ الدلاي لاما بعلاقات جيدة مع القادة والمسؤولين الغربيين الذين يسعون لاستغلال هذه العلاقات ضد الصين.


2- كارمابا لاما: خليفة الدلاي لاما، وهو الآن شاب صغير، حيث جرت العادة عند بوذيي التبت أن يتم البحث عن طفل صغير وإعداده ليكون "الدلاي لاما" القادم. استطاع كارمابا لاما في عام 1999 من الهرب من التبت إلى شمال الهند فرارا من السلطات الصينية، لكن الهند تحدّ من تحركاته أحيانا تجنبا لإغضاب الصين.


3- كيوسي انشينجو: رئيس المؤتمر البوذي العالمي، الذي يعنى بتنظيم مؤتمرات قمم الدول البوذية، التي بدأ انعقادها في عام 1998 في اليابان، ثم استضافت تايلند المؤتمر الثاني عام 2000، وانعقد الثالث منها في كمبوديا في عام 2002، والرابع في تايلند في 2005، بينما استضافت اليابان القمة الخامسة في عام 2008، وستحتضن فيتنام المؤتمر السادس المقرر في عام 2010.


4- نورودوم سيهانوك: ملك كمبوديا السابق الذي تولى الحكم للمرة الأولى في عام 1941، وتنازل عن العرش عدة مرات.


بقي القول أن أعداد البوذيين في العالم غير معروفة على وجه الدقة، لكن عددا من التقديرات تشير إلى أنهم بحدود 400 مليون شخص، وتعتبر تايلند أكثر دولة من حيث نسبة البوذيين فيها حيث تصل إلى حوالي 95 % تليها كمبوديا بنسبة تصل إلى 90 %.

















الفتى الشهيد ، البطل مصطفى قصي صدام حسين/منشورات الطليعة العربية في تونس

الفتى الشهيد مصطفى قصي صدام حسين





منشورات الطليعة العربية في تونس


مصطفي قصي .. غلام صغير لا يتجاوز عمره 14 عاما ولد في القصور ورُبي في النعيم، ومع ذلك أشادت به صحف الغرب؛ لأنه ظل يقاوم قوات الاحتلال ست ساعات متواصلة.
مصطفي قصي .. حفيد صدام حسين الذي يشدنا ويخلب عقولنا فيه هذه البطولة، وهذه الرجولة التي جعلته يقاوم قوات الاحتلال الأمريكية وهو الفتى الصغير، هذه الرجولة التي جعلته يرى أباه وعمه يسقطان أمام عينيه، فلا يبكى، ولا يستسلم بل يظل يقاوم حتى يعجز قوات الاحتلال الأمريكية.
كلما شاهدت صور البناية التي حوصر فيها ابني صدام حسين وحفيده، ورأيت حجم الدمارالذي لحق بها أدركت أنها كانت حقًا معركة حامية تدور حول هذه البناية ..وقتها تساءلت : ترى كيف تحمل هذا الفتى الصغير أصوات الرشاشات والمدافع والمروحيات طيلة ست ساعات متواصلة حتى فاضت روحه ؟!
عندما رأيت صور جثتي عدى وقصي، وعلمت أن جسد كل واحد منهما تلقى ما لا يقل عن عشرين طلقة؛ تساءلت: كيف إذن يكون شكل جسد مصطفى قصي الذي ظل يقاوم حتى سقط صريعًا.


لماذا ؟

منذ أن قرأت قصة مصطفى قصي وقصته لا تفارق عقلي وسؤال واحد يتردد دومًا .. لماذا؟ لماذا ثبت مصطفى، ولم يستسلم ؟
لماذا صمد مصطفى ولم ينهار ؟ .. لماذا ... ؟
لأننا لا نعلم ما اعتمل في نفسه، فبالتأكيد أننا لا نملك إجابات كافية على هذا السؤال، ولكن أظن أن هناك إجابة تكمن وراء موقف مصطفي .. إنها الرجولة .. نعم الرجولة .. الرجولة التي افتقدها بنو إسرائيل عندما قالوا لموسي عليه السلام:{ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [24]} [سورة المائدة].
افتقد بنو إسرائيل الرجولة فلم تنفع مواعظ موسي عليه السلام، و لا نصائح الصالحين ولا الحكماء .
افتقد بنو إسرائيل الرجولة لما عاشوا سنين طوال تحت ذل فرعون واستعباده حتى استمرءوا الذل ورضوه بديلاً عن العزة والجهاد .. فكان علاجهم .. التيه :{ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ... [26] }[سورة المائدة] . حتى نشأ جيل جديد لم يستمرئ الذل، ولم يعش على الخنوع .
لقد كان مصطفي على صغر سنه رجلًا في صورة طفل .. فقاوم حتى النهاية فمات ميتة قلَّ من يموتها اليوم.
لقد فجرت ميتة مصطفي قصي في ذهني وروحي انفعالات ومعان كثيرة .. وكلها تدور حول
معنى واحد: الرجولة .
الرجولة .. التي افتقدتها الأمة اليوم فوصلت إلى ما فيه اليوم من حالة مزرية .
غياب الرجولة، أو ما نسميه بالقابلية للذل والاستعباد قياسًا على مصطلح الأستاذ مالك بن نبي القابلية للاستعمار .. هذه المصطلحات وغيرها تدور حول معني واحد هو: غياب معاني الرجولة والنخوة والكرامة، فتؤدى إلى تدجين الإنسان وتجعله يقبل الذل والخضوع والخنوع، وهي أمور يأباها الإسلام، ويأباها العرب الذي جاء الإسلام متممًا لمكارم أخلاقهم الذي منها ولاشك الرجولة والكرامة .


إِذَا مَا الَملْكُ سَامَ الْنَّاسَ خَسْفاً أَبَيْنا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا إنها معاني هامة وعظيمة غفلنا أن نربي أبناءنا عليها في الوقت الذي سارع فيه الغرب وأعوانه إلى تربيتنا على الذل والخضوع والخنوع، وأخذوا يحولون الشعوب إلى جماهير تائهة لا هم لها إلا بطنها وفرجها .. مشغولة بلقمة العيش ولا تجدها إلا بعد تعب وعناء في الوصول إليها فلا تفيق أبدا.
ولكن هذا العناء والذل أمر سهل ميسور علاجه إذا كان أمرًا خارجيًا .. ولكن الكارثة يوم أن يصبح هذا الذل سجية من سجايا الإنسان وخلق من أخلاقه عندها نقول على الأمة السلام كما يقول الأستاذ عبد الوهاب عزام في شوارده: ' ... إن الإنسان بفطرته نفور من الذل، آب من الحيف، ولكن تحيط بالناس أحوال، وتتوالي عليهم حادثات، فيراضون على الخضوع حينًا بعد حين، ويسكنون إلى الخنوع حالاً بعد حال، حتى يدربوا عليه،كما يستأنس السبع، ويؤلف الوحش، ولكن يبقي في النفس ذرات من الكرامة، وفي الدماء شذرات من الجمر، فإذا دعا الداعي إلى العزة،وأذن بالحرية، وأيقظ الوجدان النائم، وحرك الشعور الهاجد، نبضت الكرامة في النفس، وبصت الجمرة في الرماد، وأفاقت في الإنسان إنسانيته، فأبى وجاهد، ورأى كل ما يلقي أهون من العبودية، وأحسن من هذه البهيمية .


كل ذل يصيب الإنسان من غيره، ويناله من ظاهره؛ قريب شفاؤه، ويسير إزالته، فإذا نبع الذل من النفس، وانبثق من القلب فهو الداء الدوي، والموت الخفي .ولذلك عمد الطغاة المستعبدون إلى أن يشربوا الناس الذل بالتعليم الذليل والتأديب المهين، وتنشئة الناشئة عليه بوسائل شتى، ليميتوا الهمة، ويخمدوا الحمية، وإذا بيدهم العصا والزمام ' .


إن أمر الرجولة أمر عظيم، ويجب أن نضع في أولوياتنا عند تربية الأمة أن نربيها على الرجولة والكرامة والوسائل إلى ذلك كثيرة.
ونختم هذه المقالة بأبيات شعر رائعة تجسد معنى الرجولة والبطولة .


أقول لها وقد طــارت شعاعا من الأبطال ويحــــــك لن تراعـي


فإنك لو سألت بقاء يــــوم على الأجــــــل الذي لك لن تطاعي


فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيـــل الخلـود بمســــتطاع


وما طول الحياة بثوب مجــد فيطوي عن أخي الخنع الـيـــــراع


سبيل الموت غاية كــل حي وداعيــــــه إلـــى الأرض داع


ومــن لا يعتبط يسأم ويهرم وتسلمه المنـــــــون إلى انقطاع


وما للمرء خـــير في حياة إذا عــــد مـــن سقط المتـــاع
ــــــــــــــــــــــ


منشورات الطليعة العرية في تونس













رد عادل عبد المنعم على رد القيادة المركزية الامريكية

دليلا علي الإنهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية

نعم أمريكا ماتت وننتظر تشييعها:رد علي رد القيادة المركزية الأمريكية( 1من3 )
عامر عبد المنعم
10/19/2010

عندما قلت إن أمريكا ماتت، كنت أعني ما أقول. فهذه الدولة المحاربة تعيش الآن لحظة النهاية والسقوط ، فهي كثور مذبوح يصدر خوارا بصوت مزعج، ويضرب بساقيه وقدميه يمينا وشمالا ضربات يائسة، لإرعاب من حوله. ربما من يقتربون منه وعلي أبصارهم غشاوة يشعرون بقوة اهتزاز ضرباته لكن من يقف علي مسافة بعيدة منه يرى نهايته القريبة ويرى أن الموت مسألة وقت.


وعندما كتبت مقالي السابق بعنوان "أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان" كنت أكشف لأمتي عن حقيقة، ربما تغيب عن البعض بسبب التضليل الإعلامي والضباب والضجيج المفتعل لإبعاد الأنظار عن الأفول الأمريكي ونهاية امبراطورية الشر الأمريكية.


أردت أن أبشر أبناء الأمة - بناء علي حقائق ومعلومات وليس عواطف وأمنيات - بأن الكابوس الجاثم علي صدورنا ينقشع أمام أعيننا ويحتاج أن ننظر بعيوننا وعقولنا لنتأكد وليس بعيون غيرنا، لأن البعض تعود علي أن يصدق ما يقوله الآخرون واعتاد علي تصديق الكذب الذي نراه ونسمعه ونقرأه كل يوم.


ورغم أن مقالي كان بمثابة طلقة تبدد الصمت الذي يغلف سقوط الصنم، وذكرت فيه رؤوس عناوين، فإن رسالتي وصلت الي الطرف الآخر بأسرع مما توقعت، وضربت علي الجرح النازف، وأصابت كبد الحقيقة.


وفوجئت برد القيادة المركزية الأمريكية علي مقالي وهو أمر نادر الحدوث، و يبدو أن القوم لم يتحملوا أن يضع أحد يده علي الحقيقة الصادمة لهم، لأن فتح هذا الباب يعجل بحالة التمرد بالمنطقة علي الهيمنة الأمريكية، وإجبار المحتل الأمريكي علي الرحيل من بلادنا وسحب ما تبقى من الأذرع الطويلة النازفة في العالم الاسلامي لتنكفيء أمريكا علي نفسها وتلملم جراحها وتتقوقع حول نفسها خلف المحيط، ترعي مصالح أبنائها وتهتم بتوفير التعليم والصحة لمواطنيها.


فأمريكا لا يطول عمرها إلا بما يقدمه لها حكام العرب والمسلمين من حليب ودم، ولولا الخدم الذين تنكروا لأمتهم ما استمر هذا العلو الأمريكي والصهيوني الي اليوم، ولكن لحكمة أرادها الله أن تبقي أمريكا كي تسقط بأيدي الشعوب المستضعفة في العراق وفي أفغانستان.


إن أفغاستان أفقر دولة اسلامية التي أسقطت الإتحاد السوفيتي هي هي التي تهزم أمريكا اليوم في هلمند وقندهار وتقضي علي الهيبة العسكرية الأمريكية بعد تكسير عظام هذا الجيش في الفلوجة والأنبار بأيدي شعب يعاني من الحصار لأكثر من عقد من الزمن، ليكون الانكسار العسكري هو المشهد الأخير لسقوط هذه الامبراطورية.


وبالعودة الي رد القيادة المركزية الأمريكية يمكن تقسيمه الي قسمين: الأول يكرر الادعاءات عن إعمار الدولتين المحتلتين وعن الدور الإنساني للقوات الغازية في تقديم العون والعلاج وإقامة نظم حكم رشيدة!! وكأن هذه الجيوش وهذه الأسلحة جاءت لتكريم المسلمين وليس قتلهم .


والقسم الثاني من الرد يحاول إثبات إن أمريكا لم تمت وأنها بخير وعافية.


ولأن الرد يأخذنا بعيدا عن صلب الموضوع ويغرقنا في أرقام زائفة ومعلومات مغلوطة فإنني سأحاول أن أحيط بما ورد قدر الإمكان، مع التركيز علي صلب القضية.


وجهة نظر القيادة المركزية الأمريكية لا تقنع أحدا في العالم الإسلامي، وهي ترديد لأقاويل إدارة بوش السابقة، وما ورد من تبريرات وأرقام لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي تؤكد أن القيادة الأمريكية تعيش في واد والعالم كله في واد آخر.


أولا: جاء في الرد أن "هذه الحروب لم تكن خيارنا. وأن الولايات المتحدة اضطرت للدفاع عن النفس" وهذه مغالطة كبيرة... وهي تخالف رأي الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه الذي فرق بين حرب أفغانستان وحرب العراق، ووصفها بأنها " حرب غبية. حرب متسرعة. حرب قائمة لا على المنطق، بل على العواطف، حرب قائمة لا على المبادىء، بل على الدوافع السياسية"..


وبسبب موقفه من هذه الحرب انتخبه الشعب الأمريكي ولعن جورج دبليو بوش. بل إن الرئيس السابق لم يستطع أن يدافع عن خياره بشن الحرب ولم يظهر مع زميله المرشح الجمهوري جون ماكين حتي لا يؤثر عليه سلبا في المعركة الانتخابية. فإذا كانت الحرب ضد أفغانستان اضطرارا كما رأي صقور الادارة لأنها تستضيف أسامة بن لادن فلماذا تم غزو العراق؟ هل كان صدام حسين مرتبطا بالقاعدة؟ وهل كان له دور في ضرب مبني التجارة؟ وأين هي أسلحة الدمار الشامل التي اتخذوها ذريعة للغزو؟ هنا يجب الإشارة إلى مشروع القرن الأمريكي للهيمنة على العالم... فهناك مشروع وخطة مسبّقة للغزو.. وليس فى الأمر صدفة.. وكل كلام عن أسباب أخرى إنما هو تبرير زائف


واذا كان أسامة بن لادن هو المتهم فهل هذا يعطي أمريكا حق غزو أفغانستان وتدمير البلاد بدون تحقيق أومحاكمة؟ فلماذا لم يعقدوا محاكمة خاصة لأسامة بن لادن إذا علمنا أن هناك روايات أخري تغير مسار الاتهام؟


ثانيا: يزعم الرد أن " حضور الولايات المتحدة في هذين البلدين كان مقتصرا علي استهداف المتطرفين" ونحن نسأل: هل تفرق الصواريخ والقنابل العمياء بين متطرف وغير متطرف؟ وهل القنبلة التي وصفت بـ"السجادة" [؟!] التي تقتل كل كائن حي في دائرة قطرها نصف متر تنتقي المتطرفين دون غيرهم؟ وهل القصف الذي يتم بالطائرات بدون طيار يفرق بين الضحايا؟


فإذا كنتم تقصدون بالمتطرفين حركة طالبان والقاعدة، فهل كل من تقتلون في أفغانستان من المتطرفين؟ أم أنكم أبدتم المدنيين الأفغان كما تؤكد وثائق ويكيليكس تشهد علي هذه الجرائم.


أين هؤلاء المتطرفين في العراق؟ لقد قتلتم أكثر من مليون عراقي وعذبتم مئات الآلاف وارتكبتم فظائع ضد المواطنين المدنيين، وعذبتم المعتقلين، رجالا ونساء بأبشع الوسائل، وسجن أبي غريب شاهد علي هذه المأساة الإنسانية.. وكذلك سجن جوانتنامو.


إن العجز عن تبرير غزو العراق جعل كاتب الرد يركز علي أفغانستان ويستفيض في سرد إنجازات وهمية، ويمر علي العراق مرورا سريعا.


ثالثا: يزعم الرد أن "انسحاب الولايات المتحدة من العراق كان مبنيا علي أساس إتفاقية أمنية تم توقيعها مع العراق" وزعم صاحب الرد حسب تعبيره أن "تحويل المهام الأمنية الي العراقيين والتزامنا بهذا الشق يعد دلالة علي نجاحنا علي قهر المتطرفين" أي أن انسحاب القوات الأمريكية ليس بسبب ضربات المقاومة وانكسار الجيش الأمريكي، وهذا الكلام يفتقد المنطق ومعطيات الواقع علي الأرض، فهذه الاتفاقية أبرمت كمخرج يحفظ ماء الوجه للقوات الأمريكية، وقرار الانسحاب اتخذ في عهد بوش، قبل أوباما، بعد أن تحول العراق الي مقبرة للجيش الأمريكي وتدمير ثلثي العتاد الأمريكي علي أيدي المقاومة العراقية.


رابعا: يتناقض الرد عندما يتحدث عن أفغانستان ويشير إلى زيادة عدد القوات الأمريكية، ومضاعفة الجهود لتدريب القوات الافغانية- من باب الفخر- ويزعم أن ألمانيا وانجلترا وجمهورية التشيك قد أعلنوا عن زيادة أعداد قواتهم – وهذا غير صحيح - في الوقت الذي يؤكد فيه الرد خطة الانسحاب التي أشرنا إليها حيث يقول :" إن الرئيس أوباما أعلن " في أكثر من مناسبة أن بداية نقل المهام الأمنية الي القوات الافغانية ستتم في منتصف 2011" واعتبر الرد أن هذا إشارة تدل علي النجاح وليس العكس!!


لا أدري كيف يكون الهروب نجاحا؟ وما هذا التناقض؟


إن إرسال المزيد من القوات، والحديث عن الإنسحاب في نفس الوقت يكشف حالة التخبط والإرتباك الناتج عن خسائر حقيقية لا يمكن تجاهلها.


خامسا: من المغالطات التي وردت في رد القيادة المركزية الأمريكية ما يوحي بأن الجيش الأمريكي غادر الولايات المتحدة وتحمل التضحيات لتعمير العراق وأفغانستان! حيث يتحدث عن " إنجاز العديد من المشاريع الإعمارية في العراق وإفغانستان كالمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والطرق و... التي ساعدت علي تحسين الظروف المعيشية لمواطني هذين البلدين. وبالطبع هذا الكلام لا يحتاج الي تعليق، فالعراق تحول إلى خراب والفضائيات تنقل بالصوت والصورة هذه المأساة والمعاناة، أما أفغانستان التي يزعم الرد أن الخدمات الصحية بها أصبحت متوفرة لأكثر من 83% من الشعب الافغاني مقارنة بـ 8% عام 2002م" يكذبه أن القوات الأمريكية والتابعة للناتو لا تسيطر إلا علي أقل من 20% من الأراضي الأفغانية وبمعني أدق مراكز المدن، وعكست نتيجة الانتخابات الأخيرة انها أجريت في 20% ولم يشارك فيها سوي 10% من الشعب، فكيف يتم تقديم الخدمات الي 83% من الشعب الافغاني.


وقد ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية السابق بأفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال جاءت نتيجة تقييم سلبي للحملة العسكرية في أفغانستان قدمه لوزراء دفاع الحلف قبل أيام من إقالته.


ماكريستال أصدر تقييما هاما للحرب على ما وصفه بتمرد مرن ومتنام، واستبعد تحقيق أي تقدم خلال الأشهر القليلة المقبلة. وفي تفاصيل التقييم الذي قدمه ماكريستال، فإن خمس مناطق أفغانية فقط من أصل 116 صنفت على أنها "آمنة"، في حين أن الباقي يعاني من درجات متفاوتة من انعدام الأمن، وجاءت أربعون منطقة تحت تصنيف "خطير" أو "غير آمن". أي أن أكثر من نصف مليون جندي غربي وافغاني موالي للاحتلال يحكمون فقط 5 مناطق وطالبان تحكم بشكل أو بآخر 111 منطقة فكيف تستطيع القوات الأمريكية تقديم الخدمات لـ 83% من الشعب الأفغاني.


وزعم الرد أن الجيش الأمريكي قدم "الرعاية الصحية مما ساهم في تخفيض معدل الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة ودون سن الخامسة، وحماية أرواح85000 طفل عام 2008 فقط،" ولا ندري هل تقديم مثل هذه البرامج من خلال الونيسيف يحتاج الي اكثر من 150 ألف جندي في هذه البلاد؟!


ومع هذا فان التقارير الدولية ، وما ينشر في الاعلام الأمريكي والغربي يوميا عن الحالة الصحية في البلدين يدحض هذه الادعاءات، وهذه بعض الامثلة:


- أفادت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي أن وباء الكوليرا تفشى في وسط أفغانستان.


- تعد أفغانستان واحدة من أربع دول ما زال مرض شلل الأطفال متوطنا فيها رغم اختفائه من كل العالم.وشلل الأطفال من الأمراض المعدية ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة، ويمكن أن يصيب أي شخص لم يتلق اللقاح ولا يوجد له علاج.


- أكدت دراسة لمفوضية حقوق الانسان المستقلة في أفغانستان في عام 2008 أن ما لا يقل عن 600 ألف من أطفال الشوارع يفتقدون الحماية والرعاية بسبب اشتداد الحرب والفساد رغم تدفق أكثر من35 مليار دولار على البلاد من مانحين اجانب منذ الإطاحة بحكومة طالبان عام 2001 .


وينبغى ألا ننسى أن عدد من قتلتهم القوات الأمريكية والمتحالفة فى أفغانستان لا يقل عن مليون شخص.


وإذا تركنا أفغانستان إلى العراق سنجد ما هو أخطر بشأن الوضع الصحي بسبب الأسلحة الأمريكية التي تسببت في نشر السرطان وتشويه المواليد والأجنة في العراق ككل وفي الفلوجة علي وجه الخصوص بسبب استخدام أطنان من اليورانيوم المنضب.


وهذه بعض الأرقام التي توضح حجم المأساة:


* كشفت الدراسات الوبائية الميدانية لعدد من المنظمات الدولية أن الفلوجة تشهد معدلات أعلى من السرطان مقارنة بنفس الحالات والمعدلات التي سببتها القنبلتين الذريتين الأمريكيتين في هيروشيما (و) ناغازاكي العام 1945.


* قتلت القوات الأمريكية والتحالف 1.3 مليون عراقي


* 3 مليون لاجيء خارج العراق


* 2مليون نازح تركوا منازلهم داخل العراق


يحاول الرد أن يعطي انطباعا هو أن القوات الأمريكية تنسحب بعد أن أدت دورها في الإعمار ونشر الإصلاح في كل من العراق وأفغانستان، وأن تسليم السلطة للحكومات المحلية لتكمل المسيرة. وهذه مغالطة لا تحتاج إلى بيان، فالحكم في الدولتين فاسد، وحكومتا المالكي و كرزاي هما أفسد حكومتين في العالم، وإذا كان ثمة ميزة تجمعهما فهي أنهما زعيما مافيا، يضرب بهما المثل في الفساد.


لذا من الأرقام العجيبة التي يذكرها رد القيادة المركزية الأمريكية، ذاك المتعلق بالاقتصاد الافغاني حيث زعم أنه " سجل نموا بنسبة 100% في 2008/2009" ولا ندري كيف تحقق هذا النمو بينما تصريحات الحكومة الامريكية وعلي رأسها الرئيس باراك أوباما تصدع رؤسنا ليل نهار عن فساد كرزاي وحاشيته، ومن جهته يؤكد كرزاي فساد الأمريكيين وانهم يسرقون ثلاثة أرباع ما يصل من منح ومعونات. وفي مؤتمر المانحين الذي عقد مؤخرا في كابول تبادل الطرفان الاتهامات بسرقة المنح والمعونات الأمر الذي جعل المانحين يصلون إلى تسوية مفادها قسمة الأموال بين الجانبين المتهمين بالفساد.


ولكن من باب التوثيق فإن الشهادات الدولية وهي كثيرة تفضح هذه الانجازات المزعومة وننتقي من هذه الشهادات ما يلي:


1- أفغانستان والعراق أكثر دول العالم فساداً، وفقاً لبيانات منظمة الشفافية الدولية، مقرها برلين، في تقرير مؤشرات الفساد Corruption Perceptions Index للعام 2009 . ويغطي التقرير 180 بلداً، ذكر التقرير أن العراق جاء في المرتبة 176 وأفغانستان 179.


2- جاءت العراق وأفغانستان كأخطر بلدين في العالم وانعدام الأمن بهما في تقرير مؤشر السلام العالمي«جلوبال بيس انديكس» السنوي لهذا العام 2010 الذي اشرفت عليه «إيكونوميست إنتليجنس يونت» التابعة لمجلة الـ«إيكونوميست» البريطانية والذي يرصد مؤشر السلام في 149 دولة حيث جاءت العراق في الترتيب الأخير 149 وأفغانستان في المرتبة الـ 147.


3- أكد المقياس السنوي السادس للدول الفاشلة للعام 2010 أن افغانستان والعراق من ضمن الدول العشر الأول. يعد هذا التقرير دورية السياسة الخارجية Foreign Policy بالتعاون مع وقفية السلام Fund for Peace وهو مركز أبحاث أمريكي يهتم بالصراعات الدولية وسبل إدارتها وحلها وأسباب اندلاعها. المقياس يقوم بترتيب الدول بحسب درجة إخفاقها في أداء الوظائف المنوطة بها.


4- تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أفغانستان أصبحت أكبر دولة منتجة للمخدرات في العالم خلال السنوات الأخيرة.


سقوط أمريكا


ربما استطردت بعض الشيء وعلي عجل في الرد علي المزاعم التي وردت في رد القيادة المركزية الأمريكية، حتي لا تمر دون تفنيدها، لكن الموضوع الأهم الذي استنفر من وقفوا خلف الرد هو الحديث عن انهيار أمريكا وسقوطها وضياع الحلم الامبراطوري الأمريكي. يزعج القيادة الأمريكية فتح الموضوع والنقاش حوله لأنه يفضح ما يحاولون ستره وإبعاد الانظار عنه.


إن موضوع انهيار وسقوط الامبراطورية الأمريكية أصبح حديث الساعة بين المفكرين والاستراتيجيين في أمريكا ذاتها وفي كل العالم، وبكل اللغات، ومن يريد الاطلاع علي آلاف الدراسات والوثائق حول هذا الموضوع عليه أن يبحث في محرك البحث جوجل وسيري مئات الآلاف من العناوين .


بإجراء بحث سريع عن " انهيار الامبراطورية الامريكية" وجدت 186,000 عنوان وعن "سقوط الامبراطورية الامريكية" وجدت 163,000 عنوان، وبالبحث باللغة الانجليزية عن " The collapse of the American empire " وجدت 359,000 عنوان.




لقد صدر في أمريكا مؤخرا عشرات الكتب التي تتحدث عن انهيار الامبراطورية الأمريكية أبرزها كتاب (حدود القوة.. نهاية الاستثنائية الأمريكية)،الذي كتبه آندرو باسيفتش أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، و كتاب "حرب الثلاثة تريليون دولار"جوزيف ستيجلتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد العام 2000- و ليندا بيلمز أستاذة السياسة العامة/ جامعة هارفارد.


وهذا السقوط الوشيك للامبراطورية الأمريكية والانسحاب من العالم – وفقا لتقديرات المفكرين الاقتصاديين الغربيين سيأتي بأسرع مما نتخيل وليس كما تنبأ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه سيكون عام 2025 ويومذاك دعا الشعب الأمريكي للفطام من النفط واستبداله بالطاقة البديلة، وقال ان الشرق الأوسط سيحكمه متمردون خارجون علي الهيمنة الأمريكية.


ولتأكيد رأيي حول الانهيار الوشيك للامبراطورية الأمريكية فانني سأركز علي مؤشرات السقوط في ثلاثة ميادين: الانهيار الاقتصادي، والانكسار العسكري، ثم الأفول السياسي والحضاري.


هذا المقال سأركز علي المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد اقتراب النهاية للامبراطورية الامريكية مثلها مثل الامبراطوريات التي سبقتها. فالعامل الاقتصادي كان سببا في سقوط ما سبق من امبراطوريات. إن الاتحاد السوفييتي عندما تفكك وانهار لم يكن ضعيفا عسكريا رغم هزيمته في أفغانستان، وانما انهار بسبب الاستنزاف المدمر للاقتصاد الروسي وتراكم الديون. نفس الأمر حدث مع الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، وحتي الإمبراطورية العثمانية سقطت بسبب عجزها الاقتصادي وكثرة ديونها.


ولا نعني بالسقوط هنا أن تعود امريكا الي القرون الوسطي، وانما ستصبح دولة عادية تعيش داخل حدودها، وقد تبقى دولة قوية مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا ولكن ستنتهي الاطماع التوسعية والاستعمارية وتنتهي هيمنة الرجل الأبيض علي العالم.


وفي الحلقة الثانية من هذا الرد سأتناول بمشيئة الله ملامح انكسار المشروع العسكري الأمريكي الغربي في العراق وفي أفغانستان، وعجز أمريكا عن الدخول في حروب جديدة واثبات أن القوة العسكرية لم تعد تخيف بعد أن وصلت الي حدها الأقصى، وأن الأسلحة المتطورة وحدها لا تجلب النصر، و لا تحقق الأهداف الاستراتيجية.


وفي الحلقة الثالثة سأركز بإذن الله علي الانهيار السياسي والأخلاقي لأمريكا والغرب ورؤية استشرافيه لمستقبل العالم بعد انهيار أمريكا وموقع المسلمين في النظام الجديد للعالم.


المؤشرات الاقتصادية للانهيار الوشيك


في حلبة مصارعة الثيران لا يستطيع المصارع ضعيف البنية الانتصار علي الثور الضخم الهائج في بداية الجولة، وإن وقف أمامه فهو مقتول لا محالة، ولكن النزيف المستمر بسبب السهام الصغيرة يجعل هذا الثور بقرونه الطويلة يخر راكعا في النهاية ثم يموت.


ما حدث مع أمريكا أنها اعتادت علي الدخول في حروب سريعة، وتحقيق انتصارات في وقت أقل علي أعداء دب فيهم الضعف. حدث هذا في الحربين العالميتين، فأدمنت الحروب وشن العمليات العسكرية الإستعراضية. ولم تؤثر الحروب في قوتها الاقتصادية لانتهائها في فترات قصيرة وكان لديها فوائض مالية ضخمة تمول الجهد العسكري.


الجديد في حروبها الأخيرة انها فوجئت برد فعل غير متوقع وبمقاومة أفقدتها هيبتها وأحرجتها أمام أصدقائها من دول الغرب التي تورطت معها، ولم يستسلم الشعبان العراقي والافغاني وفشلت أمريكا والغرب في الحربين، فبدأت ادارة جورج بوش تستنزف الاقتصاد الأمريكي لتمويل الحرب، وزادت عمليات الاقتراض والاستدانة والضغط علي الميزانية، ومع طول أمد الحرب ترنح الاقتصاد الأمريكي وفجأة انهارت القلعة علي رأس بوش حتي أجبرته علي الخروج الذليل من منصب الرئاسة.


الشعب الأمريكي الذي أيد الحرب في البداية انقلب علي قادته وراح بعيدا، وانتخب أوباما كأول رجل أسود رئيسا للبلاد عسي أن يسحب الجيش من الخارج ويوقف الانهيار، ولكن أوباما جاء بعد الخراب، وبعد فوات الأوان.


ولم يعد أمام الرئيس الجديد ما يفعله غير الطمع في فترة ثانية، فلم يجد إلا التقرب إلى الفقراء بعلاجهم وتوظيفهم وإعفائهم من الضرائب حتي لو كان ذلك بتعميق العجز في الميزانية.


من يتابع الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة يجد أن استعادة أمريكا لعافيتها مجرد سراب وأضغاث أحلام، وأن اقترابها من الإفلاس قاب قوسين أو أدني. وأن الانهيار بات وشيكا جدا ربما أسرع مما نتخيل، وسنجد أنفسنا أمام هذا السقوط المفاجيء مثلما فوجئنا بانهيار الاتحاد السوفيتي فجأة.


ومن خلال متابعة تطورات الأوضاع الإقتصادية والاطلاع علي تقديرات المحللين العالميين والأمريكيين يمكن تحديد 22 دليلا يؤكد الانهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية وهي كالآتي:


1 - ارتفاع العجز في الميزانية الامريكية إلى مستويات غير مسبوقة. قال مكتب الميزانية بالكونجرس ان عجز الميزانية الأمريكية بلغ 1.342 تريليون دولار في 2010 وتوقع المكتب أيضا عجزا قدره 1.066 تريليون دولار للسنة المالية 2011 وأعلنت الموازنة التي أصدرها البيت الأبيض في فبراير الماضي، عجزاً بـ 8.53 تريليونات دولار طوال 10 سنوات، وقدّر مكتب الموازنة أنه ارتفع إلى 9.75 تريليونات دولار. وتوقع خبراء ان تتسبب موازنة عام 2011 بعجز يقارب 10 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات.


2 - ارتفاع العجز في الميزان التجاري بسبب زيادة الاستيراد من الخارج وتراجع الصادرات الامريكية. وفقا لوزراة التجارة الأمريكية واصل العجز ارتفاعه في العام 2009 حيث بلغ 375 مليار دولار و لم يتراجع العجز هذا العام وانما واصل الارتفاع ليصل الي 334.9 مليار دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري. وقالت وزارة التجارة الخارجية الأمريكية ان عجز الميزان التجاري الأمريكي نما بنسبة 8.8% خلال أغسطس2010 إلى 46.4 مليار دولار مقابل 42.6 مليار دولار خلال يوليو.


تتصدّر الصين قائمة الدول التي يميل الميزان التجاري لصالحها في مواجهة الولايات المتّحدة، وارتفع العجز التجاري مع الصين إلى مستوى قياسي عند 28 مليار دولار خلال أغسطس 2010 مقابل 20.2 مليار دولار خلال نفس الشهر عام 2009.


3 - ارتفاع الديون الأميركية العامة خلال السنوات العشر الماضية من 5.647 ترليون دولار بنسبة 58% من الناتج المحلي الاجمالي عام 2000 ، الي أكثر من 13 تريليون دولار في 2010 حسب المعطيات التي نشرتها وزارة الخزانة الأمريكية في يونيو أي حوالي 93% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد ، ومن المتوقع أن يصل في عام 2015 الي 19.7 تريليون دولار أي 102.6% من الناتج المحلي الاجمالي، أي أن الولايات المتحدة لا محالة في طريقها إلى الإفلاس.


وفي تقرير للفريق الاقتصادي لـ "CNN" في مارس الماضي فإن هذه الأرقام الرسمية لا تتضمن بنودا مخفية ترفع حجم الديون الي أرقام فلكية، منها خسائر الشركات التي تديرها الحكومة الامريكية بعد إعلان إفلاسها وأيضا خسائر خفض الضرائب. ويؤكد الخبراء أن الدَين الأمريكي أشبه بقنبلة زمنية موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، حيث يزداد بحوالي 1.4 مليار دولار يوميا، وبحوالي مليون دولار كل دقيقة.


4- تملك الصين وحدها نحو تريليون دولار من سندات الخزينة ومن أوراق الدين الأمريكية بصفة عامة على نحو يجعلها قادرة على إسقاط الإقتصاد الأمريكي إن أرادت ذلك بالتخلص من هذه السندات في أي لحظة.


5- قدر تقرير للجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونغرس الأمريكي تكاليف الحربين بين عامي 2002 و2008، بما يعادل 1.6 تريليون دولار وليس كما قدرتها ادارة بوش بانها تتراوح بين 50:60 ملياردولار فقط . أما التكاليف الاقتصادية المستقبلية فستكون أكبر من ذلك بكثير، إذ تشير تقديرات التقرير إلى أن تكلفة الحربين معاً بين عامي 2003 و2017 ستصل إلى 3.5 تريليون دولار، أي أن العائلة الأمريكية الاعتيادية ستتحمل عبئاً يصل إلى 46400 دولار.


6- ارتفاع تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان الي ( 4: 6 )تريليون دولار . أعلن ذلك جوزيف ستيغليتز العالم الإقتصادي الحائز علي جائز نوبل، وليندا بيلمز الأستاذة بجامعة هارفارد، مؤلفا كتاب "حرب الثلاثة تريليون دولار" باحتساب نفقات رعاية الجنود الجرحي .وصححا الرقم الذي صدر في كتابيهما منذ عامين بعد احصاءات جديدة اعلنها اتحاد المحاربين القدماء.

7- من واقع سجلات الكونجرس فان الحرب تكلف الولايات المتحدة شهريا 80 مليار دولار ووصلت كلفة إرسال الجنود إلى المنطقة 2.5 مليار دولار. وتتراوح تكلفة إلقاء القنابل ما بين عشرة آلاف إلى 15 ألف دولار في الساعة. وتبلغ تكلفة تشغيل حاملة الطائرات الواحدة ثلاثة ملايين دولار يوميًّا.


8- مضاعفة ميزانية الدفاع خلال السنوات العشر مما شكل ضغطا علي الميزانية العامة للولايات المتحدة، فقد كانت مخصصات البنتاجون نحو 432 مليار دولار في عام 2001 ارتفعت الي 696,3 مليار دولارا في عام 2008، وبلغت 720 مليار دولار لعام 2011.


9- أكدت وزارة التجارة الامريكية تراجع النمو في الناتج المحلي الاجمالي وتراجع الطلب علي المنتجات الامريكية -غير الدفاعية- في الاسواق العالمية عكس كل الوعود التي اعلنتها الحكومة وهذا التباطؤ يقرب البلاد من الافلاس.


10- اهتزاز أسواق الأسهم الأمريكية وفقدان الثقة بها وهروب الاستثمارات الخارجية من البلاد. حيث تسببت أزمة الائتمان الأمريكي في غياب الثقة الدولية في أسواق المال الأمريكية وهروب الاستثمارات الأجنبية.


11- إغلاق عشرات الآلاف من المصانع والشركات الأمريكية وتسريح العاملين فيها. قالت قاعدة بيانات لإحصاءات الإفلاس الأمريكية التي يستخدمها المحامون والبنوك ان 6502 شركة رفعت دعاوى للحماية من الدائنين بموجب قوانين الافلاس في يناير 2010 مقارنة مع 6055 شركة في يناير 2009.


12- إفلاس أكثر من 150 بنك في أمريكا و لازال اكثر من 500 بنك علي شفا الإفلاس. وسقوط البنوك يقود البلاد الي الشلل التام في كل المجالات الاقتصادية.






13- تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، وتدهورت قيمه الدولار أمام اليورو واليوان الصيني إلي أقصى حد. وهذا التخفيض المستمر لقيمه الدولار يفقد الثقة فى الاستثمارات على الدولار وخصوصا الاستثمار فى السندات الحكومية الأمريكية والاستثمار في أسواق المال الأمريكية.


14- تخلص المستثمرين من الدولار بشراء الذهب كمخزن للقيمة مما يفقد الدولار قيمته العالمية كمخزن للقيمة الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار الذهب الي مستويات قياسية.


15- فى قائمة نيوزويك عن أفضل مائة دولة فى العالم تراجعت أمريكا عن موقعها الأول في 2000 الي رقم 11 هذا العام 2010.


الاتجاه نحو الفقر
16- ارتفعت معدلات الفقر في الولايات المتحدة الي أعلي مستوى لها في نصف قرن، حيث تجاوز عدد الفقراء في العام الماضي (43.6 مليون) مواطن أمريكي، وأكد مكتب الاحصاء الامريكي أن معدلات الفقر ارتفعت الي نسبة 14.6% من إجمالي السكان في عام 2009 مقارنة بنسبة 13.2% عام 2008 لتبلغ أعلي مستوي لها منذ بداية إحصاء الفقراء في عام 1959.


17- ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة المحرومين من التأمين الصحي من 46.3 مليون في عام 2008 الي 50.7 مليون في 2009 ما يعني 16.7% من مجموع السكان.


18- عشرة ملايين أمريكي يتلقون حالياً التأمين ضد البطالة، وهو ما يقارب أربعة أضعاف عددهم العام 2007.


19- أكثر من واحد وأربعين مليون أمريكي على قائمة كوبونات الطعام، وارتفع عدد الأمريكيين الذين التحقوا ببرنامج كوبونات الطعام بنسبة مذهلة خلال الفترة من ديسمبر/ كانون أول العام 2007 لغاية يونيو/ تموز العام 2010 إلى حدود 55%.


20- تخلفت أكثر من ستة ملايين أسرة أمريكية عن سداد أقساط القروض لمدة 60 يوما أو أكثر، وفقا لبيانات شهر فبراير 2010 التي أعدها فريق الرقابة المكلف من مجلس الشيوخ الامريكي بمتابعة برامج وزارة الخزانة.


21- تتزايد نسبة البطالة في الولايات المتحدة بسبب تراجع معدلات النمو والإقفال المتزايد للمصانع، وانتقال بعض الصناعات إلى دول آسيوية، إلى جانب إغراق أسواق الولايات المتحدة المفتوحة بالبضائع الصينية الرخيصة. كانت نسبة البطالة 3.9 بالمائة في عام 2000 . وأعلنت وزارة العمل أن معدل البطالة ارتفع إلى 9.6 بالمئة. وحاليا يبلغ إجمالي عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة نحو 15 مليون عامل، منهم 6.2 مليون عامل في حالة بطالة طويلة الأمد (أكثر من 26 أسبوعا)، أي أن أكثر من 40 في المائة من العاطلين يقضون أكثر من ستة أشهر في البحث عن العمل، بينما يقضي نحو 21 في المائة منهم أكثر من سنة في حالة بطالة.


22- تراجع التعليم في أمريكا وباعتراف الرئيس الأمريكي أوباما، خاصة التعليم العالي حيث قال إن"نسبة الحاصلين على هذا القدر من التعليم بين مواطنينا تتجاوز بالكاد 50%. كما أن نسبة المتسربين من التعليم الثانوي لدينا تعتبر من أعلى مستويات التسرب في الدول الصناعية. وفي الوقت نفسه، فإن نصف الطلاب الذين يبدأون الدراسة الجامعية لا يستكملونها على الإطلاق".


هذه أبرز المؤشرات التي تؤكد أن الولايات المتحدة تسير نحو الانهيار السريع، وهنا يحضرني التحذير الذي أطلقه الخبير الاقتصادي الأمريكي نيال فيرغسون الأستاذ بجامعة هارفارد وكاتب المقال الأسبوعي الشهير في صحيفة «لوس أنجيليس تايمز»- صاحب كتاب: الإمبراطورية- صعود وزوال النظام العالمي البريطاني والدروس للقوى العالمية. لقد تنبأ بـ " الإنهيار المفاجئ للإمبراطورية الأمريكية خلال العامين المقبلين".


أمريكا ستسقط كما سقط غيرها من إمبراطوريات، وستطوى صفحتها، ولن تقوم لها قائمة، بل لن يبكي عليها أحد بسبب كم الجرائم التي ارتكبتها ضد الانسانية.


aamermon@alarabnews.com



الارشيف

المتواجدون الآن