من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

البنادق والبيادق..حماس ياوردة سوداء في دمي/ نارام سرجون

 

البنادق والبيادق .. حماس ياوردة سوداء في دمي

par بقلم: نارام سرجون, mardi 31 juillet 2012, 01:52 ·
أنا لاأحب البنادق التي ترتدي ربطات العنق والياقات البيضاء أو بنطلون الجينز بدل أحزمة الرصاص والثياب الخشنة.. وأنا لاأحب البنادق التي تتعطر بغير عطر البارود وعرق المقاتلين .. ولا أطيق رائحة البنادق التي تدخن الأركيلة في المقاهي وتلعب النرد وهي تضع السيجار الكوبي بين شفاهها بدل الديناميت .. وأنا لاأهوى بنادق الثوار التي تهوى الفلسفة والتأمل والصمت .. ولاتحفر صوتها في وجه الزمن بالرصاص..

وكم أحتقر البنادق التي تمارس "الاتيكيت" والديبلوماسية والأكل بالشوكة والسكين ولاتعرف نكهة الصعتر البري .. ولاأريد أن تربطني علاقة من أي نوع بالبنادق التي تشيب ويصيبها الوقار وأمراض الشيخوخة .. فتصاب بأمراض القلب وصعوبة التنفس والربو والسعال المزمن .. ويتقوس ظهرها وتمشي على عكازات أو كرسي متحرك..
وأنا لاأستطيع تقبيل شفاه البنادق التي فرغت مخازنها من الرصاص فصارت كالعجوز التي فقدت أسنانها !!..وأنا لايمكنني أن أراقص البنادق التي ترهلت كروشها من قلة الحركة واتكأ شحمها على شحمها .. فأنا أحب ان أطوّق بذراعيّ البنادق ذات الخصور الضامرة الممشوقة الرشيقة من كثرة الهجرة بين المعارك والمعارك..
أما مايصيبني بالغثيان فهو أن تمشي البنادق بغنج مثل عارضات الأزياء وبنات العائلات الموسرة .. أو تقف على جدران الزعامات والقصور كما الطيور المحنطة .. فمتى كانت البنادق تحنط مثل ملوك الفراعنة؟؟
وكم يزعجني أن أجلس الى بندقية ثرثارة .. تحكي عن قصص عنترة والزير أبو ليلى المهلهل في زمن هو زمن أساطير الأبطال عماد مغنية وحسن نصرالله ويحي عياش ..
لكن أن تصبح البنادق مثل البيادق .. وأن تنبت من فوهاتها الورود السود بدل شقائق النعمان .. فهذا هو زمن البكاء لأنه زمن اسمه .. زمن موت حركة حماس ..

 
كم راعني أن أكتشف أن بعض السلاح الذي قتلنا في سورية.. وأن بعض المسلحين .. وبعض الرصاص والبارود الذي هرب الى سورية ونكأ الجرح السوري والفلسطيني كان من بعض مقاتلي حماس .. رصاص نعلمه الرماية كل يوم .. فلما اشتد ساعده.. رمانا ..
ولم تقل حماس كلمة واحدة لادانة ذلك أو تفسيره.. ولم تتبرع بالتحقيق لتبرئة جسمها من الخيانة ..
وكم شق عليّ أن أرى غياب توقيع حماس على بيان الفصائل الفلسطينية الداعية الى تجنيب الفلسطينيين في سورية الانخراط في النزاع ..حتى الحبر جف من حلق حماس ..وحتى الكلمة الطيبة تشققت من يباس السنديان..
يالحرارة الله ..ويالحرارة المال .. ويالحرارة الاخوان .. ويالحرارة اللحى ..ويالحرارة الايمان
قدر فلسطين ياسادتي هو أن تضيع قطعة قطعة .. وقرية قرية .. وحيا حيا .. وبيتا بيتا .. وشجرة شجرة .. وبرتقالة برتقالة ..لأن من يرث البندقية لايعرف كم تضاهي هذه الصبية الطويلة الممشوقة النزقة .. وكم هي خصبة بالرصاص .. هذه الغجرية السمراء التي لاتعرف خبث أبناء المدينة وخبث الأعراب .. يبيعها الورثة في سوق الاماء والبطر .. ويزرعونها في الاناء .. كوردة سوداء في الاناء .. في قطر..

صار من حقي ياسادتي ان أسأل أسئلة كنت أخنقها..وتخنقني ..يدها تضغط على فمي ويدي تضغط على فمها .. أمسك بثيابها وتمسك بثيابي .. يختلط ريشها بريشي .. ويتحطم صهيلها على صهيلي .. وتتشابك قروني بقرونها كقرون الوعول المتقاتلة والأيائل المتناحرة .. ويتكسر زئيري فوق زئيرها كما تتكسر الرعود فوق الرعود..والبروق فوق البروق..
أسئلتي لاجواب لها كما كل الاسئلة العربية في هذا الزمن الرديء.. لكن لاسياج بعد اليوم ولاحظائر .. لاأقفاص ولاسلاسل .. فلتخرج كل الاسئلة الى الحرية ..

فهل قتلت اسرائيل خير مافي حماس من قادة وتركت التجار فيهم واللاقادة أو صغار القادة؟ ..وهل اعادة اسرائيل خالد مشعل الى الحياة بعد موته كان مسرحية أيضا؟ .. مثل مسرحية محاولة تصفية عزمي بشارة الذي انتهى جاسوسا الى قطر؟؟ ومثل مسرحية أردوغان المتقنة في ديفوس واسطول الحرية الذي انتهى يغني أغنيات في مسارح قطر... ومثل مسرحية محاولة قصف "الجزيرة" من قبل جورج بوش؟ .. فاذا بالجزيرة هي أكبر قنبلة عنقودية موقوتة موصولة بالأسلاك الى كل بيوتنا .. لها عنقود في كل بيت عربي ينفجر فينا .. ولم يصب منا الا الرؤوس والعيون فأصابنا العمى وغياب العقل .. فصرنا في ربيع واحد أمة بلا رؤوس ..وبلا عيون .. كل العرب صاروا أجسادا تتحرك من غير رؤوس ..وحشودا خلف حشود لايظهر فيها رأس واحد .. بل أجساد ترقص .. تتمايل للحرية!!..
هل كانت اسرائيل تخشى غضب الملك حسين اذا لم تعط الترياق ليحقن في أذن خالد مشعل؟؟ ولماذا مسرحية الترياق مثلا ولم تلجأ للنسف مثل كل القادة الفلسطينيين في المنافي؟؟ ومن هو الملك حسين كي تخشى اسرائيل اغضابه فتعطيه ترياق خالد مشعل ؟؟والملك حسين هو الذي كان موظفا لديها اسمه "المستر بيف" .. وهو الذي ذهب وركع مستميحا العذر من عائلات اسرائيلية على ماسماه جريمة أحمد الدقامسة في الباقورة ؟؟.. ولماذا توقف قطف اسرائيل للبرتقال الفلسطيني بعد الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ صلاح شحادة ويحي عياش..؟؟؟؟ هل ليبقى اسماعيل هنية زعيم حماس يلعق يد القرضاوي؟؟؟هل كان يفعلها الشيخ أحمد ياسين أو الرنتيسي؟؟؟

ان شرود بنادق حماس عن قافلة البنادق العربية المقاتلة الممشوقة والضامرة في لبنان وفلسطين كمهار الصحراء لم يعد بريئا .. وقد حوّلها الى حياة المزارع الخضراء كأبقار هولندية حلوب في قطر وعمان ..فالبندقية السمراء التي ورثها أهل حماس من حطام كرسي شيخ ضرير مقعد والتي سقطت أيضا من يد طبيب فلسطيني مقاتل .. صار لها جلد بقرة هولندية حلوب .. والراعي شيخ نقي تقي اسمه القرضاوي لايريد من هذه الفانية سوى كاعب لها كعثب يرضيه .. البنادق الهولندية تدر اللبن والعسل .. والراعي يدلّك لها ضرعها الكبير..وهو يحدوها بالدعاء..


منذ اليوم أنا خرجت من حماس .. وحماس خرجت مني .. وفي تعابير أصدقاء حماس الثورجيين وفي لغة الجزيرة فانني أعلن انشقاق قلبي عن حماس .. وحماس تعلن انشقاقها عن قلبي ..فما أحلى انشقاق القلوب عن القلوب..
واليوم قتلت شهرزاد التي كانت تحكي لي حتى الصباح عن الكفاح .. واليوم قتلت فيروزا سياف شهريار الذي كان يحمل سيفا من خشب ..
واليوم أرفع بيدي المراسي في سفن حماس من موانئ ذكرياتي بلا رجعة .. واليوم أبحر مبتعدا عن شواطئ حماس .. حيث البيادق بلا بنادق..
شراع جديد ورحلة جديدة نحو يافا وعكا وحيفا .. فسنرجع يوما يايافا .. ليس بشراع حماس .. بل بشراع منسوج من أوراق قصص غسان كنفاني في قلعة صفد .. وحكاية شكيب ..وأم سعد .. ورثائيات محمد جمجوم وفؤاد حجازي .. وحكاية عز الدين القسام ..وعبد القادر الحسيني
شراع يصنعه جيل فلسطيني جديد .. لم يمسسه بشر ..ولا مال قطر .. كما العذراء لم يمسسها بشر..
فان ذهبت حماس فقد بقيت لي فلسطين .. وبقي لي كل البرتقال والزيتون .. فأنا فلسطيني لأنني سوري .. وأنا سوري لأنني فلسطيني .. وفلسطين ليست حماس .. وحماس لم تعد من فلسطين .. بل من ممتلكات قطر.. مثلها مثل أي ناقلة نفط وأنبوب غاز ..ومباريات رياضية ..
أنا عائد من رحلة شاقة حملتني فيها حماس بعيدا عن فلسطين ..أخذتني فيها الى الباب العالي وجنون السلطنة ..وأخذتني الى ركوب الجمال والهجن .. وأنا عائد أبحث عن بندقية ضاعت .. وبندقية لاتحنطها الديبلوماسية ..ولاتطلق الرصاص في الظهر

..
حماس .. ياوردة سوداء في ذاكرتي ..
وياوردة سوداء في أفواه البنادق
اني أريد ان أزرع ذاكرتي بشقيق النعمان الأحمر..
وأن أهدي للبنادق .. مقابض السنديان
وأن أغسل حزنها بالنار
فوداعا .. ياحماس
ياوردة سوداء في دمي..

غسان بن جدو يكتب عن " ثورة الربيع العربي "

"ثورة الربيع العربي" ../ بقلم : غسان بن جدو
 



يلومني الكثيرون على تجاهلي لما يسمونه "ثورة الربيع العربي" واصراري على اشاحة نظري عنها بازدراء .. ويسوق لي البعض المقالات والمقابلات وصورا من اليوتيوب .. لكنني لم أستطع ابتلاع هذه الثورات ولاهضمها ولااستساغتها .. وموقفي ليس عنادا ولاتشبثا بنظام ولابعهد بل هو انحياز نحو عقلي وقلبي أولا وانحياز نحو كل ماتعلمته وقرأته .. وأنا قرأت كل ماقرأت في حياتي كي أتمكن من استعمال عقلي في حدث مفصلي كهذا .. وكي لا أسلّم بالأشياء فقط لأن الجمهور يريد ذلك ولأن بوصلة الشارع لاتخطئ حسب مايزعمون .. انني لاأحب السير مع القطيع الذي تقوده الذئاب ..بل وتسير بينه الذئاب .. ولا أحب الثورات التي لاتعرف نكهة الفلسفة ولا نعمة الفكر..فهذا برأيي ذروة الكفر..
 

لاتلام الديكتاتوريات اذا لم تكن لها فلسفة ولا فلاسفة يعتد بهم وبفكرهم .. فالثيران لاضروع لها لتنتج الحليب ..ولا أتوقع أن تنتج الديكتاتوريات فلسفة ذات أثر .. لكن لايغفر للثورات فقرها بالفلسفة وغياب الفلاسفة والمفكرين عنها وهم الذين يضيؤون ويتوهجون بالأفكار .. والثورات العظيمة يوقدها عظماء وتضيئها عقول كالشهب وتتكئ على قامات كبيرة ترسم بالنور زمنا قادما بالقرون .. وغياب هؤلاء يسبب تحول أي ثورة الى مجرد تمرد أهوج وانفعال بلا نتيجة سوى الدمار الذاتي..
الثورات الشعبية عادة هي انعكاسات لصراعات اجتماعية عميقة .. وسلوك الثورات انعكاس لفلسفة بعينها تغذيها .. فلكل ثورة صراعها وفلسفتها وقاماتها .. وبالتالي لها أبطالها على الأرض وفلاسفتها .. وغياب الفكر والفلسفة يجعل الثورة تمردا ليس الا ولا تحمل الا صفات الانفعال الشعبي والغوغائي .. فالثورة الفرنسية كانت رغم عنفها وجنونها ثرية بالفلاسفة والمفكرين الذين صنعوا من فعل الثورة حدثا مفصليا في التاريخ عندما تحولت هذه الثورة الى وسيلة صراع اجتماعي مسلحة بالفكر الثرّ وبالمنطق الذي لايزال يجري في عروق قيم الحضارة الانسانية .. كان الدم يسيل في طرقات باريس ومن مقاصلها ومن جدران الباستيل لكن كذلك كانت المصطلحات الثورية والمفاهيم الكبرى الفرنسية الصنع والصياغة عن المساواة والحرية تطل من الشرفات وتضيء مع شموع المقاهي .. وتفوح كالعطر من مكتبات الثورة ومؤلفاتها.. فكدنا نرى مفكرين وفلاسفة وكتبا أكثر من أعداد الغوغاء التي اجتاحت باريس ..فلاسفة الثورة الفرنسية ومفكروها كانوا أكثر عددا من الثوار الذين زحموا الطرقات ..
وكذلك كانت ثورة البلاشفة في روسيا فبرغم أن من قام بها كانوا على درجة كبيرة من الأمّية (الذين أطلق عليهم البروليتاريا) فانها اعتمدت على فلسفة عملاقة هي الماركسية والماركسية اللينينية وكل متخماتها من جدلية هيغل ومادية فيورباخ ..ويروي المؤرخون حادثة تدل على أن من قام بالثورة البلشفية لم يكن يعرف ماتقول فلسفة الثورة لكنه كان منجذبا الى حد الانبهار بفلاسفتها وفلسفتهم دون أن يفقه منها شيئا لكن مفكري الثورة كانوا يعرفون عن البروليتاريا كل شيء .. فقد كان لينين الساحر المفوّه يخطب في حشد من الناس ويبشرهم بأن البروليتارية ستقوم ببناء القاعدة المادية الفولاذية للثورة ..وهنا اندفع احد المتحمسين من المحتشدين وصاح بتأثر وحماس: أيها الرفيق لينين ..انني حدّاد وأنا سأضع كل امكانياتي وخبرتي في صناعة الحديد في بناء هذه القاعدة الفولاذية .. بالطبع ماقصده لينين كان غير "المصطبة الحديدية" التي قصدها الحداد ..
واليوم يحاول الكثيرون تسويق الربيع العربي على أنه ثورة من ثورات العالم الكبرى التي تتعلم منها الأمم والشعوب برغم ان هذا الربيع لايعدو في أعلى مراتب التوصيف أن يكون تمردا اجتماعيا متشظيا قائما على الانفعال العاطفي الوجداني لجمهور تائه لايختلف عن الحدّاد الذي أراد أن يبني "مصطبة" القاعدة المادية الفولاذية للينين .. فقد غاب عنا في هذه الثورة العربية "المترامية الأطراف" من شمال افريقيا الى اليمن السعيد والى سوريا شيئان مهمان هما فلاسفة الثورة الكبار ومفكروها ..وكذلك غابت كليا فلسفة الثورة .. واللهيب الذي نراه اليوم لم يوقده فلاسفة ولاعمالقة ولاقامات ولاهامات ولافكر .. هذه ثورات أوقدها النفط والجهل وحديث التعصب والتدين السياسي .. وليس القهر والحرمان والديكتاتوريات .. أما فلاسفتها الحقيقيون فلا يتكلمون العربية !!..
 
البحث عن ماهية فلسفة ثورة الربيع العربي عمل شاق للغاية ..والأكثر شقاء هو البحث عن فلاسفة الثورة والخزانات الفكرية الضخمة التي تستمد منها الثورات الكبرى طاقتها الخلاقة .. وقد حاولت ولشهور طويلة متابعة شخصيات هذه الثورة وكتاباتها وكتابها ولاحقت عيناي كل المقابلات الصحفية والبرامج التحليلية لكنني ما التقيت سوى الخواء وماوجدت نفسي الا في صحراء قاحلة بلا واحات وبلا نخيل عالي القامات .. وبلا قوافل المؤلفات الكبيرة .. ولم أجد قامات مفكرين ناهضين في الثورة كأنصال السيوف ..عجبا هل أقفرت الثورات العربية العابرة للقرات من تونس الى سوريا مرورا بمصر واليمن من أية مرجعية فكرية تستند عليها الجماهير ..وتضبط سديمية هذه الجماهير وغوغائيتها ..؟؟
 
من جديد يعاتبني الكثيرون على انكاري لوجود ثورة ويبعثون اليّ بالمناشير ومشاهد اليوتيوب والمقالات ومقاطع المقابلات .. ولكن عذرا أيها السادة فلا أزال مصرا على انه لاتوجد ثورة عربية ولاربيع عربي بل انفعال اجتماعي وقوده مال ونفط وفلاسفته أوروبيون .. هذه حقيقة مؤلمة ..
ان كل مارأيناه هو حركة فوضوية لجمهور بلا قيادة وبلا قائد وبلا عقل مدبر ..وهنا كمنت الكارثة الوطنية .. فالربيع العربي "العظيم" لم ينتج أكثر من منصف المرزوقي في تونس التي ذهب فيلسوفها الصغير الغنوشي سباحة الى نيويورك ليقايض كتبه في ايباك بثمن بخس هو "السلطة".. وهذه ليست من صفات فلاسفة الثورات الذين تأتي اليهم الدنيا لتسألهم عن فعل الثورة ولايذهبون الى تسول الاعتراف بثوراتهم ..
ولم ينتج الربيع العربي في ليبيا سوى "مصطفى العبد الذليل" الليبي فيما لم يكن هناك مفكرون اسلاميون من وزن المفكر الصادق النيهوم الذي كان قادرا على قيادة ثورة فكرية تقود الجمهور الغاضب .. وفي كل ثورة مصر لم نسمع بمرجعية ثورية واحدة ..سوى شاب عشريني يسمى وائل غنيم !! .. والفجيعة كانت أن كل هذه الثورات تتبع مرجعية قطرية خليجية مدججة بالزعران والمجانين وصغار الكتاب الذين كانوا أكثر أمية من الدهماء في شوارع الثورات وأكثر عددا من المتظاهرين في أحياء الثورة السورية .. وكانت هذه الثورات مجهزة بقاذفات الفتاوى الدموية الرديئة المخجلة والخالية من الانسانية والمليئة ب "الاسرائيليات" والأساطير ..
 
في كل يوم يحاول "فقهاء" الثورة العربية حل هذه المعضلة والاشكال عبر ضخ أسماء عديدة ومنحها ألقابا مفخمة من باحث الى أستاذ العلاقات الى بروفيسور الى رئيس مركز الى ..الى ….والحقيقة هي أن صنّاع الثورة والمدافعين عنها يحاولون تجاوز هذه المعضلة الحقيقية خاصة بعد انهيار أسطورة المفكر العربي عزمي بشارة واحتراقه حتى التفحم ..
عزمي هو الوحيد الذي لعب دور فيلسوف الثورة والربيع العربي باتقان .. كان مفوها وكان في منتهى الدهاء فهو يوصّف الثورات وأمراضها بمكر وكان من الخبث لدرجة انه لامس الوجع الاجتماعي العربي وجعل الناس تنسى أنه كان عضو كنيست اسرائيلي و مدير الأبحاث في معهد فان لير الاسرائيلي في القدس…. والأكثر من ذلك أنه أنسى الناس أنه المفكر الذي يعيش في كنف اللافكر وتحت ابط الانحطاط الأخلاقي والثقافي وتحت رعاية أكثر الأنظمة جهلا وقمعا .. وبعد تلك المقابلة المهينة مع أخيه علي الظفيري وتوسلاته بتجنب الأردن في منظر صدم كل من شاهده رأى الناس احتراق الفيلسوف الوحيد للثورات العربية كبئر نفط وقعت عليه كتلة من اللهب .. ولم تتمكن الجزيرة وكل المعارضات العربية من انقاذ حريق الفيلسوف رغم كل سيارات الاطفاء .. الفلسفة قد تسقط لكن لاتحترق ..والفلاسفة قد تحترق أجسادهم لكن لا تحترق أقوالهم وقاماتهم .. واحتراق الفيلسوف يدل على تفاهة قيمه وأنه مجرد ثرثار يردد مقولات الفلاسفة .. وعزمي كان يحترق بشدة وتنطلق منه غمامة كثيفة سوداء كاحتراق الفوسفور المتوهج على أجساد أطفال غزة .. وسط دهشة الجميع وانفغار الأفواه المذهولة ..
قللت الجزيرة من حضور الفيلسوف المحترق لكنها عجزت منذ تلك الحادثة عن تصنيع فيلسوف آخر وكانت كل محاولاتها لنفخ الأبطال والمفكرين تصطدم بعقبة غريبة .. وهي ..أنه يمكن لهذه الثورات والربيع العربي أن ينتجا مقاتلين ومتظاهرين وراقصين في الطرقات ومصورين وممثلين على اليوتيوب لكن يستحيل انتاج فلسفة أو خلق فيلسوف .. لسبب بسيط أنها ليست ثورات طبيعية وليست ثورات قائمة على تطور منطقي يصنعه جهابذة فكر وعصارات عقول المجتمعات .. فالثورة عادة تأتي بعد نهوض الفلاسفة واضاءاتهم وزرعهم البذور واختمار أعنابهم .. أما أن ينهض الفلاسفة بعد الثورات فمحال ..ومستحيل..والأكثر استحالة أن تنتج ثورة فلسفة ..لأن الفلسفة هي التي تنتج ثورة .. ولذلك انتبه الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل الى هذه الحقيقة وحاول انقاذ ثورة عبد الناصر بحقنها بالفلسفة ..فكانت محاولات اطلاق فلسفة الثورة التي نجحت نسبيا لسبب واضح وهو أن ثورة عبدالناصر تميزت أنها لم تكن دموية ولم تكن ثأرية ..لكنها كانت تعكس اضاءات فلسفات أخرى مجاورة في الهند (غاندي) وفي روسيا (الاشتراكية) .. وكانت تالية لانكسارات وحطام الامبراطوريات الكبرى بعد الحرب العالمية ..
المعارضة السورية حاولت نحت شخصيات رمزية وقدمت برهان غليون بطريقة دعائية صارت عبئا عليه وعبئا علينا فهو رئيس مركز دراسات الشرق المعاصر وهو مؤلف وهو بروفيسور سوربوني وهو كل شيء .. لكن أداءه الرديء وتناقضاته الفجة مع ما كتب في السابق طوال عقود ضد الاسلاميين لم يجعله مفكر الثورة ولا فيلسوفها ..فمن غير الممكن أن يكون غليون فيلسوف الثورات الدينية وهو من خرّق المفاهيم الاسلامية وسفّه تياراتها عملا وقولا وكتابة .. علاوة على ذلك فان الفيلسوف هو من يرفض الانضواء في قيادة الثورة بل يغذيها ويضيئها .. لكن غليون بدا صغيرا وضئيلا وهو يستمتع بلقب الرئاسة لمجلس لاقيمة له .. وبدا أن أقصى طموحات الفيلسوف هو السير على سجاد أحمر وامضاء الأيام في الفنادق الفخمة والحديث الى كل الفضائيات وقطف النجومية الاعلامية ولقاء مذيعات العرب وليلى وخديجة وبسمة و و .. ولذلك لوحظ أنه بعد توليه رئاسة المجلس الوطني السوري طارت عنه صفاته العلمية الخارقة فجأة وذابت توصيفات عبقرياته وانجازاته الفكرية وتحول من مفكر وفيلسوف للشعب السوري وثورته الى رئيس مجلس معارض ينتظر راتبه وتجديد عقد عمله شهرا بشهر .. وكان سقوط كل صفاته العملاقة التي أسبغت عليه هو نتيجة منطقية لأن كل ما منح له من صفات كان مثل باروكة وألبسة واقنعة مسرحية طارت مع عاصفة مواجهة الميدان الفكري للفلسفة الثورية ..فانكشفت صلعته بعد ان اقتلعت الريح الباروكة التي وضعتها له الجزيرة .. ولن يجديه بعد اليوم الهرولة خلفها ..فلن يظفر بها .. في هذه الرياح العاتية التي لاترحم ..وربما كانت غلطة عمره لأنه انخرط شخصيا في العمل السياسي بدل بقائه بعيدا كرمز فكري وملهم للثورة ..وكان من الممكن أن يكون في مرحلة ما ضمير الثورة وأن يوصل الجميع اليه كأب فكري للثورة .. لكنه ولغياب عبقرية الفيلسوف وسطحيته الفكرية قبل أن يستعمل كالغطاء لوجه الثورة الديني ..وقبل بالعمل لدى أعرابي جاهل مثل حمد .. وبالعمل لدى هيلاري كلينتون بوظيفة مصطفى العبد الذليل ..باسم برهان الفيلسوف الذليل..
ومن سوء طالع الثورة السورية انه لاتوجد اسماء أخرى يمكن تصنيعها لملء الفراغ ..والسبب هو غياب أي فكر خلف هذه الثورة.. ولكن السبب الأهم كما أعتقد هو أن الفلسفة الحقيقية للثورة والفلاسفة الحقيقيين للثورة ليسوا في صفوف الثوار بل في أعضاء مجلس الأمن الغربيين .. وبنبش المزيد من الأتربة التي تغطي وجه هذه الثورة سنصل الى مفكر الثورة وفيلسوفها الرئيسي وهو الفيلسوف برنار هنري ليفي..وفلسفة ثورته هي في الحقيقة اللجوء الى التدمير الذاتي للقوى الاجتماعية العربية عن طريق اطلاق التمرد الشعبي وحرمانه من الفكر الذي يوجه سديميته ..فيتحول الى فوضى يتحكم بها فلاسفة الثورة الحقيقيون في الغرب وعلى رأسهم ليفي نفسه ..
 
بالطبع ما يثير السخرية الشديدة هي الثورات المدججة بالهزال الفكري والقحط والتي تشبه مواليد المجاعات الافريقية ..ويكفي الاستماع للفيلسوفة رندة قسيس مثلا وتعذيبها للغة العربية وحروف الجر وارغام الفعل المضارع على أن يكون مجرورا من رقبته بالكسرة ومضموما الى فعل أمر !! .. بل اصرارها على اطلاق زخّات العلم والمعرفة بالحرية حتى كدنا نظن أنها ابنة توماس مور .. ويكفي الاستماع للفيلسوفة فرح أتاسي ومرح أتاسي وكل رهط الأتاسي حتى نعرف الى أين وصلت بنا المآسي عبر فلسفة الأتاسي .. أما الاصغاء أو قراءة فيلسوف الثورة السورية الذي يرتدي قبعة "ايمانويل كانت" أي – محمد عبدالله – فيوحي أن الفلسفة تمر بأزمة نفسية خطيرة خاصة عندما نقرأ تحليله لأسباب الفيتو الروسي الأخير .. فقد كدت أقوم من جلستي لأصفق له لأنه الوحيد الذي هزم دونالد رامسفيلد ..لأنني لم أفهم كلمة واحدة مما قال وذكرني ماقاله هذا الفيلسوف بما قاله دونالد رامسفيلد عن المجهول والمعلوم عندما قال: "هناك أشياء نعرف أننا نعرفها، وأشياء نعرف أننا لا نعرفها، وأشياء لا نعرف أننا نعرف أننا نعرفها، وأشياء نعرفها ولكن لا نعرف أننا نعرفها" ..
ولا أبالغ ان قلت ان ما قاله رامسفيلد أكثر ثراء من مقالة محمد عبدالله عن الفيتو الروسي .. وأنصحكم بقوة أن تتجنبوا قراءة ما كتبه فيلسوف الثورة السورية (نسخة ايمانويل كانت) محمد العبدالله لأنه مقال شديد الثقوب والعيوب والرتوق والفتوق والرقع الفلسفية كما تعودنا منه ..وقد تنفتقون ضحكا .. ولارتق لمن ينفتق فتقا فلسفيا ..ثوريا..
 
في غياب مفكري الثورة الكبار وفلاسفتهم العقلاء وفلسفتهم تجد أن الجماهير العربية تعيش أقصى حالات التعتيم والظلام والتوهان .. لدرجة أن مثقفين كثيرين ومتعلمين وليبراليين ومهاجرين في مؤسسات علمية من أطباء ومهندسين يساندون الثورات دون أن يواجهوا أسئلة فلسفية مخيفة من مثل:
كيف لثورة أن يقودها قطري جاهل أن يقود تحررا ديمقراطيا؟ وكيف يمكن لمن اقتحم الفلوجة العراقية بالسلاح الكيماوي وارتكب الفظائع وأكل لحوم البشر فيها وروى مياهها الجوفية بالمواد المسرطنة ..كيف له أن يبكي على مدينة حمص السورية المحشوة بالمقاتلين المغرر بهم والقتلة وسلاح بلاكووتر الذي أحرق الفلوجة العراقية السنية؟ كيف نصدق الأمريكي الذي يبكي على حمص وهو بالأمس حوّل الفلوجة "السنية" الى هيروشيما الشرق ..؟؟ كيف نصدق هذا الغرب في بكائه على حمص وهو منذ أشهر قليلة أمسك غزة من عنقها لتذبح وثبّت أيدي وأرجل لبنان على الأرض كي يتمكن الاسرائيلي من ذبحه..
في غياب مفكري الثورة تجد أن لبيراليين عربا وسوريين ملؤوا صفحات الانترنت بالشعارات الثورية وأعلام الثورات وصور اليوتيوب دون تبين ..اليوتيوب الآن ? بكل مافيه من فقر توثيقي وفبركات – هو من يقود النخب المثقفة لأن الصورة لا الفكر ولا المفكرين هي من يحرك العقول عندما تغيب الفلسفة والمنطق والمنهج العقلي .. ولم تسأل هذه النخب ان كانت الثورة تضرب المنشآت النفطية للبلاد وتحرق المعامل وتنتقم من النظام بقتل عماله وافقار شعب الثورة؟ وفي غياب الغطاء المنطقي الفكري للثورة لا يسأل هؤلاء أسئلة سهلة من مثل:
 
اذا لم تؤيد منطق العرعور فلماذا لا تدينه علنا وتطلب لفظه من المجلس الوطني؟ وكيف لرجل مزواج مطلاق كل صوره السعيدة مع الزعماء العرب وهم يستقبلونه بحفاوة ويبارك حكمهم (وهو القرضاوي) أن يكون ملهم الثوار ولينينهم؟
بل وفي غياب العامل المنطقي لانستغرب أن وصل الأمر ببعض المهرجين الناطقين باسم الثورة أن يستبدلوا السيد حسن نصر الله باسرائيل ..ويصل الامر أن علم اسرائيل يرفع في حمص ويتسلل متحدث ثورجي لجعل تدخّل اسرائيل لحماية الشعب السوري في حمص مقبولا .. فقر المنطق هنا أبقاه جلدا على عظم ..فالتخلص من نظام يبرر بيع وطن..وفق فلاسفة الثورة ..
الديكتاتوريات التي ترحل لا يؤسف عليها لكن ما يؤسف عليه هو أن هذه الثورات تشبه فارسا مقطوع الرأس .. انه فارس مخيف بلا ملامح ..وبلا حياة .. جثة تتنقل من بلد الى بلد على متن راحلة قطرية فيما هي تتعفن وتنشر الوباء والطاعون النفسي والأخلاقي ..والذباب والدود والموت والاستعمار الجديد .. ولذلك لن نقول "فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين" .. بل خذوا "برهانكم" وثورتكم ان كنتم صادقين مع أنفسكم .. وارحلو
ا…

خبر مشكوك فيه/ مقتل عمر سليمان وهو ينسق بين بشار الاسد والصهاينة

قال الإعلامي السوري فيصل القاسم أن بعض المصادر تقول إن نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان مات في تفجير دمشق مع المسؤولين السوريين وليس في أمريكا وتم نقله لأمريكا لمحاولة إنقاذه و لكن المحاولات فشلت
و نقل عن أحد شهود العيان بمستشفي كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية بأن جثة عمر سليمان وصلت الى المستشفى متفحمة , و كشفت مصادر من أسرة سليمان أن مقربين منه رفضوا طلب قيادات أمنية بتشريح الجثة للكشف عن سبب الوفاة المفاجئ , وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن جثمان عمر سليمان نقل فجرا علي طائرة خاصة وهي طائرة نجيب ساويرس وليس علي مصر للطيران كما هو متعارف عليه.
كانت مواقع اخري قد اكدت ان سليمان قد قتل حينما ارسلته المخابرات الصهيونية الى بشار الاسد للتفاوض حول الثمن الذى يجب على بشار الاسد ان يقدمه حتى يتم تخفيف حدة الحرب الاعلامية التى تشن ضد بلاده.
يذكر انه فى نفس التوقيت تقريبا اعلنت اسرائيل عن وفاه مدير العمليات الخارجيه فى الشاباك  بن شامير( الذى قيل انه مات فى النمسا )مما يؤكد انهم كانا متواجدان فى دمشق فى موقع الانفجار الذى اودى بحياة وزير الدفاع السوري .
عمر سليمان كان يقوم - بحسب مصادر صحفية -  بدور وساطه بين بشار واسرائيل حول ملف الاسلحة الكيماوية الموجودة فى ايدى بشار والتى تخشى اسرائيل وصولها للقوي الثورية نظرا لتطورات الاحداث التى تؤكداشتعال معركة اسقاط الدولة السورية ونظام البعث الحاكم وعكس ماقيل من وصول جثته متفحمه لمستشفى كليفلاند نعتقد ان نقله تم بواسطه الطيران الاسرائيلى ونقل لواشنطن

عميان يتضاجعون!/ الهادي حامد -تونس


مفارقات زمن الثورة
المشهد العاشر
عميان يتضاجعون  !


الهادي حامد/تونس

"ثوار ليبيا " انجزوا في شهور ماعجزت انظمة عريقة في الديمقراطية لعقود عن انجازه. بعيدا عن متاهات الكتب والتواءات الخطاب وارشيف الاتفاقيات الحقوقية الدولية ، بعيدا عن مناهج الحكم واستراتيجيات السياسة وفنون ادارة المجموعات البشرية. بعيدا عن كل هذا ، نجح "ثوار" هنري ليفي وماكين والقرضاوي في مراكمة مكاسب مذهلة لشعبهم بطرق لايجب ان نتوقف عندها كثيرا ولا حتى ان نسال عنها او نستعلم عن امرها. فالنجاحات نتائج وليست وجهات نظر.

ولنا ان نتامل ماحققوه ، بتعاون (تواطئ ) من حكام تونس الجدد:

شراء البغدادي المحمودي بابخس الاثمان وبما لايتماشى مع قانون العرض والطلب حتى أي بمايشبه العطية المجانية. فاهمية الرجل لاتكمن في شخصه بالذات بل في دلالات الحصول على راسه. اهمها ان جماعة فيلسوف الحروب الاستعمارية الجديدة كذبوا على انفسهم كذبة وصدقوها وهي انهم رجال دولة ، ان في ليبيا دولة ، انه في ليبيا قانون جاهز للتحكيم ، انه في ليبيا عدالة ، انه في ليبيا مؤسسات ، انه في ليبيا شرع الله بقيمه الرائعة التي تربى عليها اجدادنا ، انه في ليبيا رحماء على مقاس غريزة الرحمة البشرية. ان ليبيا الاطلسي اليوم قادرة على عقد اتفاقيات مع دول اخرى ، قادرة على طرح مطالب لدى الدول الاخرى ، وانها بعبارة واحدة : قادرة على ارتداء جبة الدولة المستقلة والعربية المسلمة. اول من يعرف ان هذا كذب وصدقه هم اصحابه ، مليشيات القرضاوي والشيخ حمد بن موزة. وثانيهم رجالات الحكم في تونس وطيف من القوى السياسية التونسية. ولا يدخل الغرب ومؤسسات صناعة الاكاذيب لديه ضمن هذا الاحصاء. لايدخل ضمن أي احصاء يتعلق بالاكاذيب لانه آلة انتاجها على مدار الساعات والايام والشهور والسنوات.

رجالات الحكم في تونس وهم رجالات الترويكا  يؤمنون بوهم ان ليبيا تحررت. ولا عجب، اذ شاركوا في هذا التحرير المزعوم  بالسياسة والاعلام والخدمات المادية المتنوعة. واصبحوا في نظر ضمائرهم المغشوشة والمنحرفة  في مصاف المصدرين التقليديين للثورات بينما هم يصنعون اشياء مضرة ببلدهم وبامتهم العربية ضررا ستراتيجيا فادحا. هؤلاء الحكام الاغبياء والعملاء والجهلة ، الحكام العميان ، تورطوا في وهم انه توجد في ليبيا ، اخيرا ، مؤسسات قضائية يمكنها ان تحاكم البغدادي المحمودي ، المجرم ، القاتل ، مغتصب النساء ، وعميل معمر القذافي!!. والحقيقة ان معيار بيع المحمودي ليست ضمانات القضاء المفبركة والمزعومة وانما الوقوف على ذات الارضية الايديولوجية التي تقف عليها مليشيات تخريب ليبيا. بمعنى ان السيد حمادي الجبالي ربما تراءى له في نومه ان تلك المليشيات ترفع اعلام فتح اسلامي جديد يبشر بالعدل والتسامح والخير والبناء وان افرادها يهتفون باسمه ويرمون قسم الولاء لخلافته السابعة فاراد ان يجازيهم بوضع المحمودي امام اقدامهم. فالبيع هنا تم بتسليم المحمودي مقابل وهم ايديولوجي  شيطاني سخيف ، لااكثر. وهذا لايحصل الا عند الجهلة. كما لاعلاقة له بالسياسة ولا بالحسابات السياسية. وكل سياسي يتصرف على غير الحساب السياسي انما يكون تصرفه ترجمان لعقد شخصية من أي صنف. قد يكون للامر علاقة بالحقد الموروث والمتنامي على العروبيين والتجارب القومية ، قد يكون  تصفية حساب ولكن فوضوية ومرتجلة مع اعداء مفترضين ووهميين للاسلام السياسي. ومع هذا ، بالتاكيد ان العلاقة الجديدة للاسلاميين مع امريكا واجهزتها الامنية والاعلامية والتي يقدمون خلالها انفسهم كبديل يمكن المراهنة عليه للانظمة العربية المستبدة وللتيار القومي بصفة عامة كتيار لم يثبت الى الآن استعداده للتطبيع مع الكيان الصهيوني على الاقل. امريكا تتوسم في الاسلاميين خيرا عميما على امنها وامن عملائها ومصالحها وامن اسرائيل وهي تريد لهم النجاح في تونس وليبيا وفي كل مكان وبالتالي فهي تثمن اية خطوة يمكن ان تزيد من شعبيتهم المحلية وتعطيهم نوعا من الشرعية وان كانت افتراضية او وهمية وهوائية .امريكا موافقة بالطبع على تسليم  مدني هارب من الفناء  طالما ان الجهة المستلمة ، وهي صنيعتها ، ستظهر في مظهر دولة كاملة السيادة ولو ورقيا. وطالما ان الجهة المسلمة ستظهر في مظهر المصدرة للثورة التي لايزال لديها ماتنجزه في اقطار اخرى، ولو بمقاييس ماانجزت في ليبيا!. واخطر مافي الموضوع هو جرح اصاب شعب تونس وقد يكون مقصودا ومخططا له في اعلى مستوى بحيث يصير هذا الشعب مخصيا ويتكيف مع خيانات لاعهد له بحجمها حتى في ايام بن علي فتضيع عنه قيمه وثوابته ويصير الشاذ معتادا والمنكر مباحا كما تصير الخيانة وطنية وتجارة القيم دهاءا وبراغماتية. كنا نعرف ان بن علي عميلا للموساد وخائنا لدينه وامته لكنه كان يمارس خياناته بعيدا عنا وعلى مستوى فوقي ، وكان يتجنب جرح الشعب في امور قيمية خطيرة. من ذلك مثلا انه رفض حضور قمة التحشيد لغزو العراق سنة 1991. فلوكان المرزوقي او الجبالي آنذاك حكاما لتونس لرئينا منهم العجب الذي تفوق فداحته فداحة سلوك امراء الخليج وملوكه بل لكانوا اكثر تهورا من المجرمين بوش الصغير وبوش الكبير وان على مستوى المواقف والخطاب على الاقل. ان هذين الرجلين من اردأ واسخف واغبى واجهل ماانجب شعب تونس . ويكفي ان تكون جاهلا بضمير الشعب وقيمه ومزاجه حتى تكون حاكما على هذا المقاس.
ان اتباع النهضة التقليديين من بسطاء شعب تونس وممن لم تتح لهم فرصة مخالطة الشعوب الغربية، البسطاء من الفلاحين والكادحين ، لم يستسيغوا عداء قيادات النهضة لسوريا واصطفافها مع امريكا وقطر وفرنسا في التخطيط لتخريبها ماديا واجتماعيا وعقيديا واقتصاديا وعسكريا. واني لاعجب من فلاح بسيط يحلل التموقع الخاطئ للنهضة من الصراع جيوبوليتيكيا. بينما تسير نخبها وراء الجبالي  وحليفه المعتوه المرزوقي كما تسير الجراء التي لاتكاد تبصر موقع اقدامها. وان العمى الذي اعنيه هو عمى ايديولوجي نابع من عمق العداء لقيم العروبة. والعداء لقيم العروبة يوقع صاحبه قسرا في عداء لقيم الاسلام وفي تناقض مع مزاج مجتمعه شاء ذلك ام ابى.

سؤال بسيط للذين يحكموننا : ماذا جنيتم من زحفكم وراء حمد والسيدة كلنتون في موضوعي ليبيا وسوريا ؟ ماذا جنى شعبكم ؟ ماذا غنمتم ؟ ماهو الثمن الذي قبضتموه ؟ هل كنتم في ذلك عميان ام مبصرون ؟ !هل كنتم المضاجعون (اسم فاعل ) ام المضاجعون (اسم مفعول ) ؟!!وهل ان مايحصل خارج الاخلاق مباح ام ثمرة محرمة ؟! لاتكاد توجد قرية في تونس اليوم ، ولاول مرة في التاريخ ، ليست تعاني من انقطاع الماء ، في هذه الايام الملتهبة والعصيبة على شعبنا. اهذا هو اثر البراغماتية على حياة الشعب..؟! اهذا هو اثر بيع البغدادي المحمودي وبيع الموقف من سوريا لسماسرة الربيع العربي المشؤوم ؟؟!..ان قدر لنا ان تظل حالنا هكذا ، وعلى ماهي عليه من السوء ، فليكن ذلك مقترنا بشيئ من الكرامة. ان كان التفريط في كرامة الشعب لايفيد فلتكن الكرامة مكسبا رمزيا على الاقل وتحصيلا حاصلا يقلل من حجم المأساة..!..ولا اعتقد ان مسالة الكرامة لدى النيجر او مالي او موريتانيا...اهم منها لدى شعب جعلها احد اهداف ثورته. كما ان التفريط في الكرامة ، هو في حد ذاته ، ليس خيانة للثورة فحسب بل طعنا للشعب في الظهر. وبالتاكيد ، انه ثمة في شعبنا من سيظل يحفظ هذا الوجع في ذاكرته.

لدي تعليق حول" المجرم" البغدادي المحمودي واخر حول موقف  المرزوقي من تسليمه:

1/ كل رجالات النهضة الذين تحدثوا في الاعلام يرددون ان المحمودي مجرم يجب ان ينال جزاؤه. ترى ايفقهون مايقولون..؟!!..ان كانوا يفقهون فهو مصيبة وان كانوا لايفقهون فالمصيبة اشد. البغدادي المحمودي رجل مدني وليس عسكريا . ادار حربا سياسية اما الحرب العسكرية فهي ليست من مشمولاته تماما مثل البطل ناجي صبري الحديثة في حكومة العراق البطلة قبل الاحتلال. ومن الناحية القضائية فاطلاق الاتهام يحتاج الى الادانة كاساس. والادانة لاتكون الا نتيجة تقاضي أي انها حكم محكمة مثلها مثل البراءة.فطالما لم يعرض المحمودي على قضاء شريف ومهني ومستقل فانه بريئ. مالذي دعى رجالات النهضة الى اتهام الرجل في الاعلام اذا..؟! انه العمى الايديولوجي. ولانه خصم اشباههم. وغنيمتهم جميعا. يعني ان من يقع بيد النهضة من اعداء الاسلاميين في أي قطر عربي ستطلق عليه النهضة حكمها الايديولوجي اولا ، ثم تسلمه الى اشباهها لينكلوا به ، باسم الثورة وباسم الاسلام وباسم الديمقراطية..!! هذا في الوقت الذي تمرح فيه شركات امريكية عملت في افغانستان في تونس ، ويتنقل فيه السفير الامريكي في سيارته الفارهة بين المحافظات التونسية  وتلهو اجهزة المخابرات الاجنبية المعادية لشعبنا انى شاءت !!

2/يروى عن المرزوقي ، رئيس الجمهورية عندنا ، انه استاء من عدم تنسيق النهضة معه في تسليم المحمودي لاعتبارات متعلقة بالصلاحيات ولاعتبارات حقوقية. انا لااجد هذا امرا ذا بال. رجل يهرول الى مصطفى عبد الذليل بعد ايام من تنصيبه رئيسا بينما لايزال الضمير الشعبي العالمي مصدوما من مشهد ادخال قضيب حديدي في مؤخرة الاسير البطل، الشهيد باذن الله ، القذافي لايمكن ان يكون ربع حقوقي ، ولا ثمن مناضل ، ولا عشر سياسي ، ولا ريئيسا افتراضيا او شبه رئيس. احيانا يبكي واخرى يتوسل وحينا ثالثا يزمجر ...هذا لايكون الا معتوها او فصاميا. ثم ان خلافه المزعوم مع النهضة ليس حول مبدأ البيع بل حول من يمتلك صلاحية البيع، او حول الثمن او زمن البيع..يعني ان المرزوقي  له في البيع ايضا وربما يتفوق عن الجبالي في بعض المواهب ذات الصلة. لوكان للمرزوقي ضمير الحقوقي حقا لاجل زيارته الى ليبيا لحين قيام مؤسسات منتخبة وشرعية . ولتدخل لتقنين حماية المحمودي  باسناده حق اللجوء السياسي ، وفي اتعس الحالات : يطلق سبيله ليرحل عن تونس حيثما يشاء وحيثما يحس بالعدالة او السلام. ولكن...لم يكن الخلاف الا حول من يضاجع (اسم فاعل) او من يضاجع ( اسم مفعول ) ضمن طقس سياسي لحكام وقوى اتى بهم الربيع : طقس عميان يتضاجعون.!

ونضيف فيما يخص هذا الصغير ، يعلم البعض ونحن منهم ، ان الانتخابات في ليبيا اجراء مخابراتي غربي وشغل مكاتب مخابراتية وفق تصورات حيكت في غرف مظلمة. فالبلد تمحوه الحرب ويجري فيه القتل كل ساعة وفي كل شبر منه ، ومع ذلك يطالعنا الاعلام العربي الحربي واعلام المخابرات بصفة عامة ان ليبيا خطت خطوة على الطريق الصحيح وان الانتخابات جرت فيها بشكل نزيه ومرضي!! وليكتمل مشهد التضليل سارع المعتوه ، المرزوقي الى عرض خبرات تونس على عبد الذليل في انشاء المؤسسات الدستورية..!!!..كلهم دمى يتحركون باقل اشارة لتحقيق الانطباعات واللعب على الدلالات التي يريد الغرب تبليغها ليبدو الاطلسي ناجحا في معالجاته لاحداث الخريف العربي المغدور، وليبدو نصيرا للديمقراطيات الناشئة بل وباعثا لها وهذا في اطار تحول في الاستراتيجيات خدمه سذاجة المواطن العربي ومطالباته المستحقة بالحرية والكرامة. ترى اية خبرات تريد تعليمها للآخرين ياصغير وانت ، كما تدعي ، لاتعلم ببيع المحمودي ، لابزمانه وظروفه ولا بثمنه ايضا. مؤسسة رئاسة في دولة ثورة مغيبة عن معالجات لملفات سياسية وامنية خطيرة ثم  تردد بوقاحة واستغباء انها في خدمة من هم في طريقهم الى الديمقراطية ، وان كانت ديمقراطية  تحالف الجهل والعمالة.

اليس الصغير هو من ضاجعه الوهم يوما واطلق دعواه لبشار الاسد كي يهرب الى تونس..!!!! بشار في حماية رئيس بلا رئاسة  ورئاسة بلا مضمون وبلا قيم!!.

الله يرحمك ياابو عداي...
كنت اكثر من رمز...
واكبر من الرجولة نفسها...
وكنت حكيما عميقا شاهقا ثابتا كانما روحك تجسدت كونا.
يا لسخف الاقدار..انت تغيب ، صارت الصراصير...فيلة !!




الارشيف

المتواجدون الآن