من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

عن العميل الجلبي/شبكة البصرة

الأردن يرفض إسقاط تهم الاختلاس عن الجلبي
نفى علي ابو الراغب رئيس الوزراء الاردني وجود نية لدى الحكومة ايجاد تسوية مع المعارض العراقي احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي والذي كان قد حكم عليه في الاردن لمدة 22 عاما بسبب اتهامات بالاختلاس .وقال خلال لقائه برؤساء الصحف المحلية اذا عاد الى الاردن ستجري اعادة محاكمة له مشيرا الى ان التسوية كانت ممكنة اثناء التحقيق او المحاكمة وليس بعد الحكم عليه بالسجن في الاشغال الشاقة 22 سنة وعشرات الملايين من الغرامات واذا عاد فالمحكمة ستعيد محاكمته حضوريا، مشددا على ان القانون المعدل لقانون الجرائم الاقتصادية الذي اقرته الحكومة مؤخرا لا علاقة له بموضوع المعارض العراقي احمد الجلبي حسبما ذكرت جريدة البيان الاماراتية .واكد رئيس الوزراء الاردني على انه لا يوجد اي نية لدى الحكومة يطلب تأجيل اجراء الانتخابات من الملك وقال ان هذه الانتخابات استحقاق دستوري لا يوجد سبب لتأجيلها وستتم في موعدها المحدد في السابع عشر من يونيو المقبل متعهدا ان تكون هذه الانتخابات مرة ونزيهة وان تكون الاجراءات خلالها سهلة وميسرة وشفافة.وحول الانباء التي ترددت عن ان حكومته قامت بتقديم استقالتها الا ان العاهل الاردني رفض ذلك مجددا ثقته فيها قال ابو الراغب لم ولن اقدم استقالتي في هذه الظروف وان هذا الامر لا اساس له من الصحة، لان هناك عملا وطنيا مهما يجب على الحكومة القيام به يتعلق بالشأن الداخلي وبالموضوعين الفلسطيني والعراقي، وان الملك هو الذي يقرر مصير الحكومة.كان احمد الجلبي قد أعلن أمس الأول ان على الولايات المتحدة الامريكية ان تشرف على عراق ما بعد الحرب وان الامم المتحدة تفتقد القدرة والمصداقية للاضطلاع بدور قيادي هناك.وفي مؤتمر صحفي عقده بنادي الصيد العراقي - هو الاول من نوعه منذ وصوله إلى بغداد يوم الاربعاء الماضي - قال الجلبي : انه لا يريد منصبا في حكومة عراقية انتقالية وانه سيكرس نفسه لتطوير المجتمع المدني.ولكن الرجل الذي ينظر اليه محللون كثيرون بوصفه المرشح المفضل لدى الولايات المتحدة لقيادة العراق ترك الباب مفتوحا امام احتمال ترشيح نفسه اذا ما أجريت انتخابات ديمقراطية في البلاد.وابلغ الجلبي الحضور وغالبيتهم من الصحفيين الاجانب في اول زيارة له لبغداد منذ الاطاحة بالملكية عام 1958 "لا أعتقد ان الامم المتحدة قادرة او لديها المصداقية في العراق كي تلعب دورا رئيسيا." واضاف الجلبي "الواجب الاخلاقي يقع على كاهل الولايات المتحدة والشعب العراقي سيقبل دورا قياديا للولايات المتحدة في هذه العملية مضيفا ان الولايات المتحدة لاتريد ادارة العراق." وكان الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي اول سياسي بارز في المنفى يصل بغداد بعد انهيار حكومة صدام حسين الاسبوع الماضي.ونقل الجيش الامريكي الجلبي مع 700 من قوات العراقيين الاحرار التي تدعم المؤتمر الوطني العراقي الى مدينة الناصرية بجنوب العراق منذ 11 يوما مما اتاح له اسبقية القيام بدور من بين السياسيين العراقيين المقيمين في المنفى.
أحمد الجلبي ... مصرفي وسياسي ومتوسل وجاسوس لعبته أصبحت مستقبل العراق
شبكة البصرةكرستوفر ديكي ومارك هوزنبال
أحمد الجلبي... مصرفي وسياسي ومتوسل وجاسوس لعبته أصبحت مستقبل العراقصديقه الحميم ريتشارد بيرل : كل من يعرفه جيداً يحترمه ومن لا يعرفه يتحدث عنه بالسوء في نادي الصيد في بغداد، يتحدث أحمد الجلبي عن المستقبل المشرق لبلده وعن التاريخ المخزي لأعدائه (أعداء الجلبي) هذا التاجر والمحارب العراقي، الذي عاد حديثاً إلى بلده بعد 45 عاماً في المنفى، يقول إنه استولى على 25 طناً من وثائق شرطة صدام حسين السرية، ويدرس ماهية أفضل الطرق لاستخدام تلك الوثائق. ويقول إنه وإخوته كانوا ضحايا لكثير من المؤامرات التي حاكها صدام حسين وآخرون فحسب قول الجلبي: إنه حتى أصحاب أو مسؤولو البنوك السويسرية وبرزان التكريتي (أخو صدام) تعاونوا على تدمير امبراطورية أسرته البنكية في الخارج. ولكن يستطيع أحمد الجلبي الآن أن يقلب الأوضاع على كثير من أعدائه القدماء.يقول الجلبي لـ"نيوزويك": "إنه شيء ضخم، بعض الملفات تثبت الجرم جداً". ويشير الجلبي إلى أن أكثر هذه الملفات إدانة يمكن أن يخبرنا كثيراً عن معاناته في الأردن، وهي البلد التي بنى فيها الجلبي في الثمانينات امبراطوريته البنكية ثم خسرها، قبل أن يُجبر على الهروب وقبل أن تتم إدانته غيابياً بالنصب والاختلاس.أحمد الجلبي: صاحب بنك مصرفي، وسياسي، ومتوسل، وجاسوسبعض المسؤولين الأمريكيين، خاصة قادة الصقور في البنتاجون، يعدونه ديمقراطياً حقيقياً ومثالاً للوطنية العراقية. أرستقراطي تخلى عن حياة الترف والراحة لكي يحارب ضد صدام في وقت لم يجرؤ على ذلك إلا القليل. أما نقاد الجلبي، بمن فيهم مسؤولون في "سي آي إيه" وفي وزارة الخارجية الأمريكية، يصفونه بأنه حليف فاسد لا يمكن الوثوق به. يظهر تحقيق لـ"نيوزويك" بأن مؤسسات الجلبي وعائلته المالية قد تم إغلاقها من قبل السلطات في سويسرا ولبنان والأردن بسبب ممارسات مشبوهة وبسبب تقديمها ديوناً غير مؤمنة. وكانت كلفة ذلك على المودعين والمستثمرين تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. لا أحد يشك في أن الجلبي رجل جريء: كيف يمكن أن تصف رجلاً يستولي على قطعة عقار ممتازة بعد غيابه عن العراق ما يقرب من ربع قرن، يستولي عليها بمساعدة ميليشيا صغيرة من المسلحين الذين تدربوا في أمريكا، ثم يبدأ في التخطيط لإعادة صناعة بلده بالكامل وكذلك سياسة الشرق الأوسط.
صداقات من كل نوع على مر السنين تصادق الجلبي مع إسرائيليين وإيرانيين ومحامين في واشنطن ولوردات حرب أكراد وصحفيين وجواسيس وزعماء قبائل وموظفين في الكونجرس - مع أي كان لخدمة هدفه في إزاحة صدام حسين من السلطة.يتذكر مسؤول إسرائيلي رد الجلبي عندما سئل لماذا أنشأ مكتباً في طهران: "لست غراً. أعرف ماذا يريد هؤلاء، ولكن ليس لدي خيار".يقول المسؤول الإسرائيلي، حيث إن الجلبي الآن متمركز في نادي الصيد، فإنه "يفهم الديمقراطية ويمكن أن يكون همزة وصل بين العشائر المحلية والاتجاهات الدولية، ولكن لديه كثير من الأعداء..." ويقول صديق قديم آخر من أصدقاء الجلبي لـ"نيوزويك" وهو ريتشارد بيرل: "لا أعرف أحداً يعرفه جيداً ثم لا يحترمه، ولا أعرف أحداً لا يعرفه البتة إلا ويتحدث عنه بالسوء" وهذا يصدق على كثير من العراقيين في الداخل. لا أحد في العراق متأكد من ماهية أجندة الجلبي، أو من هم حلفاؤه الحقيقيون. ذكر ضابط استخباراتي أمريكي رفيع المستوى لـ"نيوزويك" أنه ذهل عندما بدأ يتحدث للعراقيين العاديين، حتى المناهضين لصدام، عن مصداقية الجلبي. يقول ذلك الضابط "إنه من المذهل ضعف الدعم الذي يتمتع به". وعندما قام جنرال أمريكي بسؤال ذلك الضابط عما يسمعه، قال له الضابط: "آسف أن (أضطر) لقول هذا سيدي، ولكنني أخشى من أننا نراهن على الحصان الخطأ" في الواقع أن هذا الرياضي المتعلم في معهد ماساتشيوستس للتقنية والبالغ من العمر 58 عاماً يجسد التناقضات الكاسرة التي تواجه الولايات المتحدة في الوقت الذي يحاول فيه جنودها الاستقرار في احتلال بلد منقسم في نظرته إلى مستقبله، وفي منطقة متعلقة بأحقاد الماضي.
أسئلةمن الذي سيقود العراق؟ ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه واشنطن في العملية؟ هل تريد عميلاً ثقة، أو حاكماً يتمتع بدعم شعبي في الشارع العراقي؟ هل يمكن أن يكون أحمد الجلبي في نهاية المطاف ذلك الرجل؟.أكبر عبء يواجهه الجلبي هو المزاعم المتكررة والمستمرة في أنه نصاب.تحقيق "نيوزويك" في أعمال عائلة يظهره رجلاً ليس بسيطاً يناور في عالم يوضع فيه المال في خدمة السياسة، والسياسة مهنة حياة أو موت. يتضح من وثائق سابقة لمحكمة سويسرية، كما يتضح من لقاءات مع مسؤولين معنيين في العاصمة الأردنية عمان، وفي بيروت وجنيف أن بنوك عائلة الجلبي كانت ستقع في الورطة الخطيرة نفسها بغض النظر عن مكايد صدام. ولكن قرب الجلبي الشديد من المقربين في الحكومة الأردنية - وفي وقت تنامي اعتماد الأردن على الدكتاتور العراقي صدام حسين - زاد بالتأكيد من حدة تلك المخاطر.الصعودتبدأ القصة بوالد أحمد الجلبي وبجده، اللذين كانا سياسيين بارزين بالإضافة لكونهما رجلي أعمال عندما كانت الأسرة الهاشمية (التي نصبها البريطانيون) تحكم العراق من عام 1921 حتى عام 1958. بعد أن اضطروا للذهاب للمنفى، قام آل جلبي بتأسيس أعمال بنكية في الخارج حيث أقاموا مؤسسات مالية في جنيف وبيروت وعمان. في عام 1977 أنشأ أحمد بنك بترا في الأردن، والذي نما خلال السنتين التاليتين ليصبح ثاني أكبر بنك من بين الـ 17 بنكاً في الأردن. وقد أدخل بنك بترا تحديثات محلية مثل مكائن الصرف الآلي وبطاقات فيزا الائتمانية.
... والانهيارولكن بحلول أواخر الثمانينيات، حسب ما ذكر سعيد النابلسي المدير السابق للبنك المركز الأردني، كان الأردن يواجه أزمة مالية. كان معظم دخل البلد يأتي في شكل تبرعات من دول الخليج الغنية. وبينما نضبت تلك التبرعات، استمر الإنفاق، خاصة على صفقات الأسلحة التي كان يحصل المسؤولون الحكوميون منها على عمولات مربحة. بحلول عام 1988، استنفد احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية، حسب قول النابلسي، واضطر الدينار الأردني إلى تقليص قيمته بنسبة 50%. وكانت نتيجة ذلك أن الأردن أصبح أكثر اعتماداً على ممول عربي واحد، ألا وهو صدام حسين.في نفس الوقت، خضع بنك أسرة آل الجلبي في سويسرا "ميبكو - جنيفا"، إلى المراقبة (التدقيق من قبل المراقبين السويسريين. في أبريل عام 1989) ألغى السويسريون رخصة ذلك البنك. يقول الجلبي إن "نتيجة ذلك العمل في سويسرا قادت إلى حملة على مؤسسات مالية أخرى في المجموعة (ميبكو بيروت والبترا)". ويدعي أن الموقف "استقر" في منتصف شهر مايو. ولكن بعد أن زاد المحققون السويسريون والبنك المركزي الأردني وكذلك اللبنانيون من تدقيقهم، بدأت تظهر ديون مشبوهة من مؤسسة يمتلكها الجلبي إلى مؤسسة أخرى.اعتقد الجلبي في البداية أنه يستطيع النجاة من هذا الموقف. فقد كان في الأردن أكثر من مجرد صاحب بنك، حيث وصل به الأمر إلى أنه أصبح الممول للكثير من المسؤولين في البلد.العلاقة بالأمير حسنكانت علاقات الجلبي حميمة خاصة بأخ الملك، الحسن بن طلال، الذي كان وقتها ولياً للعهد: "الأمير حسن اقترض مالاً من (بنك) بترا باسمه كان إجمالي ما أقرضه بنك بترا للأمير حسن، حسب قول الجلبي، "حوالي 20 مليون دولار"، من المفارقات أنه بعد أن صادرت الحكومة الأردنية بنك بترا، تم دفع ذلك الدين للبنك "من أموال صدام" حسب قول الجلبي. بحلول أوائل الثمانينيات طلب صدام حسين على الأقل في أكثر من مناسبة أن يسلم مناهض له للسلطات العراقية دون محاكمة أو دون المرور على المحكمة. وكان ذلك المناهض هو هادي السبيتي الذي تم تسليمه لقوات أمن صدام التي أعدمته عام 1981. وحيث إن الجلبي نفسه كان نشطاً في الجهود الرامية لمنع المعونات الاقتصادية وغيرها من الوصول إلى النظام العراقي، فإنه من المعقول أن يقلق مما حدث. ثم تم إقفال بنك بترا في 2 أغسطس عام 1989. يقول الجلبي إن مسؤولاً استخباراتياً رفيع المستوى وكذلك الأمير حسن حذراه من أن عليه أن يغادر البلد. وغادر الجلبي بسيارته إلى سوريا بعد ذلك بخمسة أيام. ومع هذا، فإن هذه المكايد السياسية لا تشرح أو توضح بالكامل الخدع المالية التي اكتشفها المحققون السويسريون وغيرهم في مؤسسات الجلبي المختلفة. بعد أن خسر رخصته في سويسرا، اضطر بنك الجلبي في سويسرا أن يعلن إفلاسه. وبعد ذلك أعلنت شركة لأسرة الجلبي مرتبطة بالبنك وتدعى "سكوفي" إفلاسها. وقد رفع دائنو تلك الشركة دعوى بـ 160 مليون دولار. ولكن حسب تقرير إفلاس سويسري سري حصلت عليه "نيوز ويك" كان هناك ثغرة كبيرة في ورقة ميزان الشركة: حوالي 100 مليون دولار قيمة ديون إلى أعضاء من أسرة الجلبي وشركائهم. ويشمل ذلك مليوني دولار لشركة برامج سويسرية يديرها أحمد الجلبي. (يقول الجلبي إن شركته لم تدفع ذلك الدين. لأن بنك العائلة كان مديناً لها بأموال). في سبتمبر 2000 اعترف اثنان من إخوان أحمد الجلبي بأنهما انتهكا القانون العقابي السويسري فيما يتعلق بشركة سكوفي.تحت الضغط المتزايد، انهارت شركات الجلبي المالية واحدة تلو الأخرى. انهارت سكوفي جينيفا في أوائل التسعينيات. ثم ميبكو بيروت، الذي مول ميليشيات حركة أمل الشيعية أثناء الثمانينيات عندما كانت تشن حرباً على الفصائل الفلسطينية. اثنان من أفراد أسرة الجلبي وجهت لهما تهم بالاختلاس وتمت إدانتهما غيابياً. عندما ذهبت "نيوزويك" إلى المحكمة في بيروت في الأسبوع الماضي للنظر في السجلات، كان الملف الرئيسي رقم 37837 فارغاً وكانت ذاكرة الكمبيوتر الذي من المفترض أن يظهر الوثائق فارغة أيضاً.وقد اختفى آل جلبي الذين كانوا يديرون البنك في بيروت تماماً من لبنان، مثلما غادر أولئك الذين كانوا في سويسرا بعد انهيار البنك هناك. طبقاً لتقرير المحكمة السويسرية، حتى صناديق الخزانة التي كانت تمتلكها سكوفي كانت فارغة. كما أن مخزناً يفترض أنه يحتوي على سجادات شرقية ثمينة كان فارغاً.الخاسر الكبير هنا هو الأردن. عندما استولت الحكومة الأردنية على بنك بترا، وكان عليها أن تتحمل ديونه التي وصلت، طبقاً للنابلسي، إلى 500 مليون دولار أي ما يعادل 10% من إجمالي الناتج المحلي الأردني. وقد حوكم الجلبي غيابياً في محكمة عسكرية وحكم عليه بالسجن 22 عاماً. يقول المسؤولون الأردنيون إن أحمد الجلبي يمكن أن يحاكم من جديد ويدافع عن نفسه في المحكمة إذا عاد. ولكن يبدو أنه لن يفعل ذلك. فأعمال البنوك لم تعد لعبته، فعمله الآن هو مستقبل العراق الوطن السعودية : 2003-05-06
صحيفة الشرق الاوسط تفتح ملف الدكتوراحمد الجلبي مرشح البنتاغون لقيادة العراق يعيد إلى الواجهة ملفات الجلبي المصرفي
شبكة البصرة
لندن: نواف التميمي بعد اربع عقود قضاها بين الشرق والغرب عاد أحمد الجلبي الى بغداد ليكون مرشح البنتاغون لرئاسة عراق ما بعد صدام حسين.
واذا كان ترشيح فريق رامسفيلد للجلبي قد أثار تحفظات أطراف أخرى في الادارة الاميركية وخاصة من جناح كولن باول، فان عودة الجلبي أثارت زوابع أقليمية كانت أهمها مع الاردن الذي يحتفظ للجلبي بملف قضائي عرف منذ 1988 بملف «انهيار بنك البتراء»، توج بحكم قضائي يقضي بحبس الجلبي 22 عاما بعد ادانته بـ48 تهمة من اصل 72 وجهها له الادعاء العام تلخصت بحيازة الجلبي لـ30 مليون دولار من اموال بنك البتراء بطرق غير قانونية وغير شرعية.
* الجلبي يبني «البتراء» في عمان
* بدأت قصة الجلبي مع بنك البتراء الاردني للعام 1978 عندما اسس، وهو المصرفي ورجل الاعمال والاكاديمي البنك ووضع فيه موروثه العائلي وخبراته العملية في الولايات المتحدة ولبنان وسويسرا فجعل منه في وقت قصير أهم وأكبر بنك في الأردن. وقد شد أداء البنك انتباه كل المراقبين للقطاع المصرفي الاردني اذ انه ادخل احدث الادوات والتقنيات في التعاملات المصرفية، وكان «البتراء» اول بنك اردني يقدم حلولا مالية للشباب لبدء حياتهم العائلية، وكان ايضا أول من أدخل بطاقة الائتمان للبلاد.
وقد استفاد الجلبي وبنك البتراء من الانتعاش الاقتصادي الذي عرفه الاردن في السبعينات وحتى منتصف الثمانيات حيث وافقت دول الخليج على مساعدة الاردن بحوالي 1.25 مليار دولار كدولة مواجهة مع اسرائيل، كما أن تحويلات المغتربين الفلسطينيين العاملين في دول الخليج بلغت ذروتها اذا اعتبر هؤلاء أن الاردن هو حاضنتهم بعد احتلال الضفة الغربية في العام 1967.
غير أن الود بين «البتراء» والجلبي لم يعمر طويلا اذ أخذ الاخير بالقيام بعمليات مالية يصفها هو بـ«الشرعية» في حين رأت المحكمة الأردنية أنها ممارسات غير شرعية ومخالفة لتعليمات ولوائح البنك المركزي الاردني. ومنها أن بنك البتراء غالبا ماكان يقدم قروضا يقترب حجمها من 90 في المائة مقارنة بحجم الودائع وهو ما يعتبر مخالفا للوائح نظام عمل البنوك التي تمنع اي مصرف من تقديم ديون تفوق 70 في المائة من حجم الودائع لديه.
كما أن الجلبي دأب على ارسال موظفيه للخارج بحقائب مليئة بالشيكات لانجاز مخالصات الشيكات المجيرة او المحولة عبر البنوك الأميركية والبريطانية والسويسرية بدلا من اتباع الطرق التقليدية التي وصفها في أكثر من مناسبة بانها «بطيئة». واعتبرت السلطات الاردنية أن هذا السلوك يشكل انتهاكا لقواعد الصرف الاجنبي. هذا الى جانب انه اخذ على الجلبي منحه قروضا لاشخاص دون ضمانات كافية او لاشخاص رفضتهم بنوك اردنية اخرى، كما ان المحكمة سجلت ان بعض القروض منحت رغم المخاطر وضعف الضمانات، وان بعض القروض منحت لاشخاص ربطتهم بالجلبي علاقات صداقة او قرابة.
واشارت ملفات المحكمة ايضا ان المؤسسات الاخرى التي كان يمتلكها الجلبي واخوته وهي مصرف «Mebco» في بيروت وجنيف وسويسرا وبنك «PIBC» في واشنطن وشركة «SCF» في لندن وشركة الاستثمار في جنيف «Socofi» وشركتا الاستثمار «الرمال» و«ابحار» في الاردن، كانت تعامل وكأنها فروع تابعة لبنك البتراء، وأن الاموال كانت تنساب من البنك وعبر هذه الشركات دون اي قيود او مراقبة. الجلبي لم يترك مناسبة الا وتحدث بنفسه او عبر ناطقين باسمه لتفنيد ما جاء في ملفات الادعاء الاردني او ما جاء في حكم المحكمة العسكرية الاردنية ويتمسك بأن اسبابا ودوافع سياسية كانت وراء هذه الاتهامات، وأن بنك البتراء كان ملتزما بقواعد العمل المصرفي في الاردن، ومنها ما يخص الاقراض بحيث انه لم يكن يتجاوز النسب المحددة ولم يكن يمنح اي قروض دون توفر الضمانات القانونية.
وبخصوص ارسال الشيكات الى الخارج في حقائب يحملها موظفون، قال ناطق باسم الجلبي أن الغرض من هذه العمليات كان هو توفير الوقت وتحقيق الربح للبنك فبدلا من الانتظار عشرة ايام لتحصيل قيمة الشيكات كانت الرحلات الشخصية تحصل الشيكات الدولارية خلال ست ايام، وهو ما كان يعود على البنك بحوالي 2 مليون دولار سنويا.
* بداية الانهيار
* ازدهر اداء بنك البتراء وأصبح ثاني أكبر بنك في الاردن، غير أن العام 1988 شهد بداية النهاية لامبراطورية الجلبي في الاردن وفي الخارج، وتزامن ذلك مع نهاية حقبة من الانتعاش مر بها الاقتصاد الاردني عامة، اذ أن المملكة بدأت تعاني مصاعب مالية ناجمة عن عوامل محلية واقليمة سياسية واقتصادية.فشهدت المرحلة تراجع قيمة الدينار الاردني، وتوقف الحكومة عن دفع فوائد ديونها الداخلية، وادى ارتفاع التضخم الى احتجاجات داخلية وزاد من عمق الأزمة تراجع حجم تحويلات الفلسطينيين العاملين في الخارج بسبب قرار فك الارتباط بين الاردن والضفة الغربية.
ويقول شهود على تلك المرحلة أن الجلبي حاول الحفاظ على ثقة العملاء بالبنك بكل السبل الى درجة انه واجه شائعات حول افلاس البنك واقتراب انهياره بأن امر بوضع 12 مليون دولار نقدا على طاولات احد فروع البنك الرئيسية في عمان ليشاهدها كل رواد الفرع ويتأكدوا بأن البنك لا يزال يتوفرعلى سيولة بالعملة الصعبة ولا يعاني من اي مشاكل مالية.
في لندن وسويسرا وواشنطن بدأت شركات الجلبي وأخوته تعاني الازمة تلو الازمة،ففي العام 1989 سحب السلطات السويسرية رخصة بنك Mebco بدعوى اصدار قروض دون ضمانات كافية. وتقدمت شركة الاستثمار في جنيفiSocofi بطلب لاشهار الافلاس وعينت السلطات جهة للاشراف على تصفية الشركة التي وجهت لها اتهامات بتقديم حسابات مزيفة وسوء استخدام تمويلات. ولا زالت القضية عالقة للآن اذ تحاول لجنة التصفية تحصيل 130 مليون دولار لصالح الدائنين.وفي وقت لاحق أغلقت السلطات اللبنانية بنكcMebcooبدعوى مخالفات تشريعية.
أما على صعيد بنك البتراء فقد تزامن الامر مع تكليف العاهل الاردني الراحل الملك حسين المصرفي المعروف محمد سعيد النابلسي مهمة قيادة البنك المركزي الاردني واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع انهيار القطاع المصرفي الاردني.
وكانت أول قرارات النابلسي هي الزام البنوك المحلية بوضع 35 بالمائة من موجوداتها بالعملة الصعبة لدى البنك المركزي، وهذا القرار كان يعني ان يوفر بنك البتراء 65 مليون دولار،وهو مالم يحدث وصرح النابلسي لاحقا بان «البتراء» لم يضع حتى دولار واحد. وهو ما يبرره مساعدون للجلبي بأنه كان بسبب الاجراءات التي اتخذتها السلطات السويسرية بحق المؤسسات التي تعد الرافد الاساسي للبنك وبالتالي لم يتمكن البنك من توفير السيولة التي يطلبها «المركزي» الاردني.
وكانت هذه النقطة التي افاضت كأس الجلبي مع الأردن اذ لجأ النابلسي الى لجنة الامن الاقتصادي التابعة للمحكمة العسكرية التي قضت بحل ادارة بنك البتراء واحالة المسؤولية للجنة عينت من قبل البنك المركزي.وبذلك سيطرت الحكومة الاردنية على البنك في الثالث من اغسطس(أب) 1989.
* الهروب الى الخارج
* شاب قصة هروب الجلبي الى خارج الاردن الكثير من الشائعات والتهويلات والتأويلات،منها من قال بأن اتفاقا تم بين الجلبي ومراكز نفوذ اردنية، ومنها من قال بأنه هرب مختبئا في صندوق سيارة متجهة الى سورية، ونسبت للجلبي تصريحات بأنه غادر في اجازة وعبر الحدود بشكل عادي وطبيعي، وغيرها من القصص. وصاحب هرب الجلبي تصريحات من الاردن تقول بأن الباب مفتوح أمام الجلبي للعودة و الدفاع عن نفسه وعن ادارته للبنك أمام القضاء، أما الجلبي فبرر خروجه بأنه خوفا من امكانية تسليمه للنظام العراقي لدوافع سياسية كانت تغذيها مراكز قوى قريبة من القصر الملكي.ومنذ ذلك الحين لم يقفل ملف «بنك البتراء والجلبي» بل وعاد الى الواجهة عندما عاد الجلبي الى الواجهة كأقوى مرشحي وزارة الدفاع الاميركية لرئاسة عراق ما بعد صدام حسين.
* قالوا عن الجلبي المصرفي
* الذين عملوا مع أحمد الجلبي في بنك البتراء يعترفون له بمهنيته العالية وذكائه الحاد، ويسجلون له الدور البارز في تطوير القطاع المصرفي الاردني ولكنهم أيضا ياخذون عليه تجاوز تعليمات السلطات المصرفية الاردنية في كثير من الأحيان بل والتمادي في اتخاذ قرارات تنطوي على تجاوزات.
حسن عبد العزيز الرجل التنفيذي الثاني في البنك قال في تصريحات صحفية نشرتها «ذا وول ستريت جورنال يوروب» يوم 22 مايو (ايار) الجاري أن «أكبر مشاكل الجلبي كانت انه يدفع الامور الى الحافة». أما اسامة هلسة الذي شغل منصب مدير مشاريع في بنك البتراء فقد قال للصحيفة ذاتها «أنه يحب الجلبي ورغم انه كان موظفا في المواقع المتوسطة الا ان الجلبي لم يكن يمانع من مقابلته شخصيا والاستماع لرأيه في المشاريع التي يشرف عليها».
مصرفي اخر عمل مع الجلبي في بنك البتراء قال لـ«الشرق الأوسط»: «كان شعاره أن الحركة التي لا تترجم الى رقم في دفتر الحسابات لا تحسب، بمعنى أن اداء اي موظف في البنك لا بد وأن يظهر كرقم ايجابي في دفاتر البنك.
وقال مصرفي أن الجلبي شكل في وقت من الاوقات خطرا على القطاع المالي الاردني فقد أنشأ في بنك البتراء وحدة مصرفية كانت تتحكم بارتفاع أو انخفاض العملات الصعبة مقابل الدينار وتدير المضاربات على العملة. وأشار المصرفي أن رجال «الوحدة المصرفي» كانوا يتوجهون بحقائب لجمع الدولارات من السوق حتى يزيد الطلب عليها وبالتالي يرتفع سعرها ثم يعودون لبيعها حسب السعر الذي يفرضونه.
الجلبي المصرفي والاكاديمي ـ ولد أحمد الجلبي في العام 1945 لأسرة عريقة في عالم الاعمال والسياسة، فقد اسس احد اعمامه بنك الرافدين في بغداد الذي كان في وقت ما أكبر بنوك الشرق ألأوسط ولكن في العام 1958 وبعد تأميم البنك فر أحمد الجلبي وآخرون من أسرته خارج العراق.
ـ درس الجلبي في مدارس الولايات المتحدة قبل الالتحاق بمعهد ماسيشيوتس للتكنولزجيا ثم جامعة شيكاغو.
ـ حصل من شيكاغو على درجو الدكتوراه في الرياضيات ـ عمل في سلك التعليم في بيروت حيث كان شقيقه قد أسس بنك «موبكو».
ـ في العام 1978 توجه للاردن لتأسيس بنك «البتراء

وعد بلفور/أسعد العزوني

وعد بلفور... القصة الكاملة بقلم: أسعد العزوني
تاريخ النشر : 2009-06-29
القراءة : 120


وعد بلفور ..... القصة الكاملة بقلم: أسعد العزوني ما من شك أن الأوروبيين وبعد أن ضاقوا ذرعا بممارسات اليهود التدميرية للمجتمعات المسيحية التي يعيشون بين ظهرانيها ، قرروا التخلص من فساد وافساد اليهود ، ولم تكن فلسطين مطروحة أصلا على قائمة الأوطان البديلة لليهود ومنها أوغندة وجورجيا وسيناء ، ولكن اليهود كانوا يرفضون ذلك بحجة أن جورجيا باردة ، وأن أوغندة حارة وتعج بالأفاعي والعقارب وهكذا ، ناهيك عن أن مؤسس الحركة الصهيونية د. ثيودور هيرتزل لم يكن متدينا بل كان علمانيا شأنه شأن د. حاييم وايزمن .هذه هي النقطة الأولى المتعلقة بوعد بلفور ، في حين أن النقطة الثانية كانت تقييم بريطانيا تحديدا للعرب وسهولة " الضحك" عليهم ، وهذا ماثبت فعليا اذ وجدت الثورة العربية الكبرى نفسها بدلا من انجاز ( تحرر ) العرب من الحكم التركي متهمة بضياع فلسطين لأن بريطانيا وفرنسا تآمرتا على أهداف هذه الثورة ، وقامتا بتجيير كل النتائج لصالحهما حيث تقاسمتا النفوذ في المنطقة ، واستحوذت بريطانيا تحديدا على فلسطين التي أصبحت تحت انتدابها كخطوة أولى لارساء قواعد إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني ، ولنا في قول رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ونستون تشرشيل " تخلصنا من السرطان اليهودي وألقينا به في حلوق العرب " خير دليل على النوايا البريطانية الفرنسية .وما دعم الغرب المطلق لاسرائيل الا خوفا من انهائها واضطرار اليهود الذين هجروا اليها إلى العودة الجماعية إلى أوطانهم الأم ليمارسوا مجددا فسادهم وافسادهم ، علما أن معظم الاسرائيليين يحملون جنسية وطنهم الأصلي اضافة إلى الجنسية الإسرائيلية .يقول المفكر العربي جورج أنطونيوس في كتابه " يقظة العرب " الصادر عام 1938 أن بداية المؤامرة البريطانية على الثورة العربية الكبرى بدأت عام 1916 بتوقيع بريطانيا اتفاق سايكس بيكو مع فرنسا وروسيا ، وأن السير مكماهون وما أن انجز صفقته مع الشريف حسين حتى شرعت وزارة الخارجية البريطانية بمباحثات مع الحكومة الفرنسية للحقوق التى تدعيها فرنسا في سوريا وبين العهود التى قطعتها بريطانيا للعرب . والغريب في الأمر أن بريطانيا لم تطلع فرنسا على اتفاقها مع الشريف حسين ، الأمر الذي أدى إلى استنكار فرنسا عندما تكشفت لها الحقائق مؤخرا .اتفق المسيو جورج بيكو القنصل الفرنسي في بيروت مع السير مارك سايكس الرحالة والباحث البريطاني الشهير في المنطقة ، حول المناطق المقتطعة من الامبراطورية العثمانية ، وصدرت لهما الأوامر للتوجه إلى بتروغراد للتفاوض مع الحكومة الروسية في مشروعهما ،وانتهى الأمر باعداد مشروع لثلاث مذكرات تتبادلها كل من لندن وباريس وموسكو .كان نصيب فرنسا القسم الأكبر من بلاد الشام مع جزء كبير من جنوب الأناضول في تركيا والموصل العراقية ، في حين حصلت بريطانيا على المنطقة الضيقة الممتدة من سوريا الجنوبية حتى العراق مع امكانية التوسع لضم بغداد والبصرة والمناطق الواقعة ما بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية مع ثغري حيفا وعكا وجزء صغير من ساحلهما ، وتم الاحتفاظ بمنطقة أخرى تضم جزء من فلسطين لاقامة ادارة دولية خاصة .كانت فرنسا ترغب بالاستحواذ على فلسطين ، لكن بريطانيا رفضت لسببين ،الأول رغبتها في أن يكون لها في خليج عكا ميناء تتخذه منفذا للعراق على البحر المتوسط .والثاني عدم ارتياحها لاحتمال استقرار فرنسا أو غيرها من الدول العظمى بجوار قناة السويس .وشهدت أروقة الدبلوماسية البريطانية والفرنسية العديد من جولات الحوار حول ترسيم الحدود ومناطق النفوذ ، وكانت فلسطين هي المحور ، وجرى الحديث عن تدويل البلدة القديمة في القدس وبيت لحم حسب الاقتراح الفرنسي . كما أن روسيا حاولت فرض حمايتها على البلاد المقدسة لكن بريطانيا وفرنسا رفضتا ذلك .يصف أنطونيوس اتفاق سايكس – بيكو بانه مثال بارز للمخاتلة ، وأنه اللبنة الأولى في جدار الفصل أمام الوحدة العربية تنفيذا لمبادىء بالمرستون المعادية لاقامة دولة عربية على طريق الهند البري .والأغرب من ذلك أن الشريف حسين لم يكن على علم باتفاق سايكس – بيكو الا بعد ستة أشهر أي في كانون أول 1917 حيث فضحت الثورة البلشفية كل الأسرار المحفوظة في وزارة الخارجية الروسية بعد استيلائها على الحكم في روسيا ، وقد أرسله الأتراك إلى الشريف حسين مع عرض شروط صلح منفرد يعقد بين الترك والعرب بتوقيع من جمال باشا ، مع التنويه بأن المانيا تؤيد ذلك المقترح .بعد ذلك أرسل وزير خارجية بريطانيا آنذاك بلفور رسالة إلى شريف حسين ينفي فيها صحة ما كشفته الثورة البلشفية ، وجاء فيها أن الوثائق لا تمثل اتفاقا بل هي مذكرات ومباحثات مؤقته بين بريطانيا وفرنسا وروسيا جرت في الأيام الأولى للحرب وقبل الثورة العربية بهدف تجنب الصعوبات بين الدول في حربها مع تركيا .بعد أخذ ورد ونفي مطلق من قبل الدول العظمى آنذاك لتوقيع مثل تلك الاتفاقيات ، الأمر الذي دعا الحسين أن يصدق ذلك ، فتبددت مخاوفه ، وذلك بسبب ايمانه المطلق بالعدالة البريطانية!آنذاك جرت مفاوضات حثيثة بين الحكومة البريطانية وزعماء اليهود في بريطانيا ونجم عنها الالتزام البريطاني بوعد بلفور ، وذلك بعد فشلهم مع تركيا التي رفض سلطانها آنذاك عبد الحميد الثاني السماح لليهود بالتوسع في فلسطين علما أن برلين كانت في ذلك الوقت مركزا للنشاط الصهيوني .الأمر الغريب في تلك الفترة لم يكن بالحسبان ، اذ أن جهود وتحركات كبار زعماء الحركة الصهيونية وفي مقدمتهم د. حاييم وايزمان ووجهت بمعارضة شديدة من قبل غالبية اليهود البريطانيين الذين رفضوا الفكرة القومية التى ينطوي عليها المذهب الصهيوني السياسي .لم يكن للصهيونية آنذاك سوى نصيرين قويين خارج الدوائر اليهودية وهما رئيس جريدة " مانشستر غارديان" البريطاني سكوت وبلفور، لحقهما رئيس الوزراء لويد جورج بعد ان فاتحة وايزمان بذلك، حيث جرى اختيار بلفور وزيرا للخارجية بعد انتهاء فترة رئاسة اسكويث.كانت هناك العديد من القضايا التي تحد من العبث البريطاني بفلسطين، ، منها تعهد الحكومة البريطانية للحسين عام 1915 بالاعتراف بدولة عربية مستقلة تضم فلسطين اضافة إلى اتفاقية سايكس – بيكو التى نصت على اخضاع البلاد المقدسة إلى نوع من الادارة الدولية . ناهيك عن معارضة غالبية اليهود انشاء الدولة اليهودية التى يدعو اليها الصهيونيين الذين قادوا حملة تزعمتها لجنة مندوبي اليهود البريطانيين والاتحاد الانجليزي اليهودي وهما الهيئات اللتان كانتا تمثلان يهود بريطانيا أحسن تمثيل ، بهدف اقناع الحكومة البريطانية بعدم دعم فكرة الصهيونيين ، وكانتا مدعومتين من وزير الهند القوي في الحكومة البريطانية .لم تعق هذه العقبات اندفاع رئيس الوزارء البريطاني لويد جورج لتحقيق الحلم الصهيوني فكلف سايكس بمفاوضة زعماء الحركة الصهيونية ، وقد اكتنف تفسير العوامل التى حملت الحكومة البريطانية على اصدار وعد بلفور ضباب كثيف من الخرافات والدعاية المضللة منها ان اليهود أدخلوا أمريكا في الحرب من خلال نفوذهم السياسي والاقتصادي وأن وعد بلفور هو مكافأتهم التى يستحقونها ، علما أن ذلك كان ضربا من الخيال والشائعات لأن أيا من المؤرخين لم يتطرق لها .في مجال بحثهم قضية التدخل الأمريكي في الحرب العالمية ومن الشائعات أيضا أن وعد بلفور صدر لقاء وعود تعهد أصحابها فيها بتقديم اعانات كبيرة يمد بها اليهود القرض الحربي ، وما يدل على كذب تلك الشائعة هو أن أكبر عدد من سندات القرض الحربي التى ذهبت إلى اليهود هي التى اشتراها اليهود المعارضون للصهيونية ولبلفور نفسه ، وهناك خرافة أخرى تقول أن وعد بلفور جاء مكافأة للدكتور حاييم وايزمان على اختراعه نوعا جديدا من المتفجرات في وقت الحاجة له .لكن الحقيقة تتمحور في هذا المجال حول سببين أولهما رغبة بريطانيا باستمالة صهاينة المانيا والنمسا الذين كانوا يفاوضون تركيا للحصول على وعد مماثل لوعد بلفور من أجل اهتمام هؤلاء اليهود بنصر الحلفاء وتخفيف حدة عداء اليهود لروسيا في بلاد الحلفاء وتزويدهم بما يغريهم بالعمل على ابقاء روسيا في الحرب وهم الذين عملوا بنشاط لقلب نظام القياصرة . في حين كان السبب الثاني هو جعل فلسطين حصنا يحمي مركز بريطانيا في مصر ويؤمن الاتصال مع الشرق ، وهذا برأي المحللين آنذاك هو السبب الرئيسي ، علما ان السبب الرئيس هو الرغبة البريطانية الملحة في التخلص من فساد وافساد اليهود للتمكن من اقامة دولة انجليزية مسيحية خالصة ، وقد جاء على لسان رئيس الوزراء ونستون تشرشيل : " لقد تخلصنا من السرطان اليهودي وألقينا به في حلوق العرب " .وقد مهد وعد بلفور السبيل أمام بريطانيا للمطالبة بفلسطين حصة لها بعد نصر الحلفاء لتتمكن من تنفيذ الوعد الذي قطعته رسميا لليهود ويقضي بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين .لم يكن زعماء الصهيونية على علم باتفاق سايكس – بيكو ، ولذلك أعدوا مقترحا افتراضيا بعد نصر الحلفاء يقضي بقيام ادارة فرنسية أو بريطانية مشتركة بينهما ، وذلك انطلاقا من توقعهم لفوز فرنسا بفلسطين كجزء من سوريا لكن لويد جورج رفض ذلك الاقتراح .لأنه يساوي بين الفرنسيين والبريطانيين في حكم فلسطين وعلى الفور فهم زعماء الصهاينة الرسالة فعمدوا إلى حذف اسم فرنسا من الخطة ، وتوجه تفكيرهم نحو اقامة حكم بريطاني في فلسطين ، وجرى أول مؤتمر صهيوني – بريطاني أداره سايكس في السابع من شباط 1917 في لندن شدد الصهاينة فيه على معارضتهم لادارة دولية للبلاد المقدسة مهما كان شكلها ، وأنهم سيعملون جادين على جعل فلسطين تحت الحماية البريطانية ، وقد أيدتهم بريطانيا في ذلك .وهنا تبين أن ذلك يشكل أساس الصفقة الصهيونية – البريطانية ، حيث صدر وعد بلفور بعد تسعة أشهر من ذلك الاجتماع .نشرت الهيئة التنفيذية الصهيونية تقريرا عام 1921 جاء فيه أن أهمية فلسطين بالنسبة للامبراطورية هي التى جعلت حكومة لويد جورج تصدر وعد بلفور ، علما أن وايزمان نفى ذلك في خطاب ألقاه في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن يوم التاسع من حزيران 1936 ، أكد فيه أن الحكومة البريطانية اشترطت أن لا تلقى مهمة حكم فلسطين على كاهل بريطانيا ، ورغم عدم منطقية هذا القول الا أن اعتبار اليهود لبريطانيا قبيل تأسيس إسرائيل بالدولة المستعمرة ومطالبتها بالرحيل ، وشن الهجمات المتكررة على جنودها ومعسكراتهم وتعليق جثث الجنود البريطانيين على أعمدة النور والأشجار في الطرق العامة يؤكد أن هذا هو شرط زعماء الصهيونية وليس شرط الحكومة البريطانية .يقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في مذكراته ليوم الخامس من آذار 1915 حول وعد بلفور أن اقتراح الانتداب على فلسطين لم يحظ سوى بتأييد لويد جورج الذي لا يكترث باليهود بتاتا ولا بماضيهم ولا بمستقبلهم ، ولكنه كان يعتقد بأن السماح لفرنسا التى تسودها الفلسفة المادية واللاتينية بالاستحواذ على الأراضي المقدسة بأنه عار سيلحق ببريطانيا .كان مقررا صدور وعد بلفور قبل الثاني من تشرين ثاني 1917 ، لكن المعارضة اليهودية أعاقت ذلك ، حيث أصدروا بيانا نشرته التايمز في الرابع والعشرين من آيار 1917 ، ووقعه رئيس لجنة مندوبي اليهود البريطانيين ديفيد اليكساندر ورئيس الاتحاد الانجليزي اليهودي كلود مونتيفيوري ، أعلنا فيه تعلقهما بالصهيونية الفكرية التى تجعل فلسطين مركزا روحيا ، ورفضهما للصهيونية السياسية التى تسعى لجعل المستعمرات اليهودية في فلسطين مجموعة قومية بالمعنى السياسي ، ومنح سكانها حقوقا على أساس من الامتياز السياسي والتفضيل الاقتصادي وتنبأ بأن انشاء قومية يهودية في فلسطين سيؤدي حتما إلى " منح كافة يهود العالم صفة الغرباء في ديارهم والى تهديد مركزهم الذي فازوا به بعد بذل جهد كبير كمواطنين ورعايا في تلك البلاد ، " وكان تلكؤ فرنسا في التنازل عما ادعته من حقوق لها في فلسطين بضغط من قوى نفوذ سياسي واقتصادي وكهنوتي ، عامل آخر في تأخير صدور وعد بلفور وكان في مقدمة الرافضين شخص اسمه ريبو وقد استغرقت المفاوضات ووضع الخطط وقتا طويلا بين الصهاينة وفرنسا وبريطانيا ولدى سماع الصهاينة باتفاق سايكس بيكو شعروا بانهم ضحية خداع فقدموا احتجاجا للحكومة البريطانية التي سعت لارضائهم بدليل ان المفاوضات استمرت وكأن اتفاق سايكس بيكو غير موجود .في نهاية المطاف قبلت فرنسا باصدار تصريح يصب في مصلحة الصهوينيين وقام القاضي برانديس بتسخير نفوذه في البيت الابيض الامركي بمهارة تامة للحصول على موافقة الرئيس نيلسون على نص ذلك التصريح لكن المفاوضات تعطلت لفترة بسبب تباين في الاراء بين الوزراء البريطانيين وبين زميلهم اليهودي الوحيد في الوزارة ادوين مونتاغو المعارض الشرس للفكرة من اساسها اضافة إلى شكل الوطن اليهودي حيث طالب الصهاينة بريطانيا بالاعتراف بفلسطين وطنا قوميا لليهود لم تلزم لندن نفسها بمثل هذا التعهد المتطرف ورفضت ان تعد بشيء اكثر من النظر بعين الارتياح إلى " انشاء وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي " و الفارق بين الفكرتين هو الفارق بين وطن قومي يهودي محدود ووطن قومي غير محدود .وفي نهاية المطاف قبل زعماء الصهاينة بالأمر ووافقوا على صيغة التصريح النهائية وهي :" ان حكومة جلالت لتنظر بعين الارتياح إلى انشاء وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي وستبذل مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية وليكن معلوما انه لن يعمل شيء من شأن ان يلحق الضرر بالحقوق المدنية و الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين أو بالحقوق التي يتمتع بها اليهود في أي بلد اخر و المركز السياسي الذين حصلوا عليه فيه ".اثار وعد بلفور هلع الشريف حسين وطلب تفسيرا له وتم تكليف احد رؤساء المكتب العربي في القاهرة وهو ديفيد جورج هوغارت بالسفر إلى جده للقاء الشريف الحسين حيث التقاه مرتين وطمأنه فيها بان ذلك لن يلحق الضرر بالثورة العربية وجاء في رسال الحكومة البريطانية " لن يسمح باسكان اليهود في فلسطين الا بالقدر الذي يتفق مع حرية السكان العرب السياسية و الاقتصادية ابلغ الشريف حسين المبعوث هوغارتن انه سيبذل كل نفوذه لتحقيق تلك الفكرة اذا كان الهدف منها ايجاد ملجأ لليهود من الاضطهاد كما انه يقبل أي تدبير ملائم لوضع الاماكن المقدسة في فلسطين بيد انه شدد على رفضه للمساس بالسيادة العربية على تلك الاماكن .ومن فوره ارسل مندوبيه إلى انصاره في مصر وقوات الثورة العربية يعلمهم ان بريطانيا اكدت له ان اسكان اليهود بفلسطين لن يتعارض مع استقلال العرب , وحثهم على الثقة ببريطانيا ووصل الرسل ايضا إلى ابنائه وفي مقدمتهم فيصل في العقبة واوعز بكتابة مقالة في جريدة " القبلة " التي كانت تنطق بلسان حاله الرسمي في عددها الصادر في 23 آذار 1918 يذكر الشعب الفلسطيني بان كتبه المقدسة وتقاليده تفرض عليه القيام بواجب الضيافة و التسامح وحثهم على الترحيب باليهود كإخوان يتعاونون معهم لتحقيق مصالحهم المشتركة واغلب الظن ان الشريف حسين كتب ذلك المقال بنفسه حسب الباحث جورج انطونيوس .ويدل ذلك المقال على عدم تعصب الشريف حسين الديني وموقف العرب من اليهود قبل مجيء الصهيوني .تمكنت بريطانيا من صرف الانظار العربية عن تداعيات وعد بلفور وقد وصلت الى القاهرة في شهر آذار لجنة صهيونية برئاسة د.حاييم وايزمن في طريقها الى فلسطين جهودا حثيثة في هذا المجال مع العديد من رجالات العرب في مصر وقد ركز معهم على ضرورة التعاون بين الصهيونيين و العرب كما تم تنظيم لقاءات موسعة جمعت زعماء العرب انذاك بزعماء الصهيونية وقام فارس نمر باشا احد مؤسسي جريدة ( المقطم ) اليومية المشهورة التي كانت تصدر من القاهرة بتسخير صحيفته القوية للقضاء على شكوك العرب فيما يتعلق بمستقبلهم السياسي و الدعوة الى التفاهم بين العرب و الصهاينة ويذكر ان نمرباشا كان أحد الاعضاء المؤسسين لجمعية بيروت السرية .قام سبعة من الزعامات العربية المقيمة في مصر بتشكيل هيئة للقيام بعمل مشترك في ربيع عام 1918 بعد هياج الشعور العربي اثر اعلان وعد بلفور واذاعة اتفاق سايكس بيكو وادى ذلك الى زعزعة اركان الحف العربي البريطاني وبدأت الشكوك حيال المصداقية البريطانية وان بريطانيا ستسمح للعرب بالاستقلال بعد انتصارها على تركيا .سلم هؤلاء وهو سوريون مذكرة موجهة للحكومة البريطانية شرحوا فيها قراءتهم للمرحلة وطلبوا من بريطانيا تعريف سياستها في المنطقة العربية من خلال اصدار بيان واضح الى المكتب العربي في القاهرة كي ترسل الى لندن على عجل وطلبوا عدم اظهار اسمائهم حتى يتم كشف المذكرة وجوابها أمام الرأي العام وتبين فيما بعد انهم كانوا خائفين من غضب الشريف حسين .في السادس عشر من حزيران 1918 قام احد كبار موظفي الاستخبارات البريطانية وهو والروند بتسليم جواب الخارجية البريطانية للمذكرة آنفة الذكر في مقر قيادة الجيش البريطاني وابلغهم انه تم ارسال نسخة من مذكرة السبعة الى الشريف حسين ووصف ذلك الجواب بأنه الأخطر من نوعه وتلي بالانجليزية ثم قام احد الحضور بترجمته الى العربية حيث تحدث الجواب عن مساحات المنطقة وتقسيمها الى اربعة اقسام ونجح ذلك التصريح بالكذب حيث قال ان بريطانيا ستحافظ على تعهداتها للعرب ولن تقيم أي نوع من انواع الحكم دون الاتفاق مع السكان الأمر الذي شجع العرب على مواصلة الهجوم على تركيا .قام الرئيس الأمريكي ولسون في الرابع من تموز 1918 بالقاء خطاب في " ماونت فرنون " تضمن نفس المبدأ البريطاني ما ادى الى اثارة كافة الشكوك حول نوايا بريطانيا لكن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال واثبتت مجريات الأمور سوء نوايا بريطانيا وسذاجة العرب الذين تحالفوا معها .

خطاب شيخ المجاهدين عزت ابراهيم الدوري بمناسيبة خروج المحتل الى خارج المدن/موقع القيادة العليا للجهاد والتحرير

بسم الله الرحمن الرحيم
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}
صدق الله العظيم

يا أبناءَ شعبنا العراقي الصابر المجاهد
يا أبناءَ أمّتنا العربية والإسلامية
أيّها المجاهدون المؤمنون الصابرون المرابطون
يا شرفاءَ وأحرارَ العالم
بمناسبة الانتصار التاريخي لشعب العراق المجيد ومقاومته الباسلة
نتلو عليكم نصَّ الخطاب التاريخي للقائد المؤمن المجاهد
المعتزّ بالله المهيب الركن عزت إبراهيم الدوري – القائد الأعلى للجهاد والتحرير



بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا}
صدق الله العظيم

يا أبناءَ شعبنا العراقي العظيم
يا أبناءَ أمّتنا المجيدة
أيّها المجاهدون البواسل، يا فرسان المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في جيوش وفصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير، وفي جيوش وفصائل الجهاد الأخرى عبر عناوينها ومسمياتها ... أحييكم جميعا بتحية الإسلام الخالدة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وأحييكم بتحية الجهاد المقدس فأقول حي على الجهاد ، حي على الاستشهاد ... وأحييكم بتحية النصر المؤزر فأقول ما قاله الحق جل جلاله {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وقوله تعالى {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} فعليه وحده توكلوا إن كنتم مؤمنين.
يا رفاق العقيدة والسلاح يا إخوة الإيمان في الله والوطن وفي مسيرة الجهاد المقدس , باسم البعث الصامد الثائر المجاهد وباسم تضحياته العزيزة السخية الهائلة .. باسم شهدائه الأبرار .. باسم شهداء القيادة العليا للجهاد والتحرير .. باسم شهداء المقاومة الباسلة الماجدة ... باسم شهداء الشعب والأمة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين (رحمه الله) وباسمكم جميعا يا فرسان المقاومة وصناديدها فرسان المنازلة التاريخية الكبرى أزف إليكم أولا أحرّ التهاني وأجمل التبريكات وأغلاها بانتصاركم التأريخي المجيد على قوى الغزو والعدوان .. واعلموا أيها الأحرار الأبرار الأماجد بان يوم الثلاثين من حزيران لسنة 2009 يومكم المجيد العزيز فيه تجسد وتكلل انتصاركم التأريخي العظيم فقرر فيه عدوكم وعدو الله الهروب من ميادين المنازلة يجر أذيال الخيبة والخسران ليحتمي ويحمي جنوده الفارين في قواعد معدودة ومحدودة ومحصنة يتصور ويظن انه سيكون في مأمن من صولاتكم البطولية وضرباتكم الربانية لكي يبقى أطول مدة ممكنة في بلدنا العراق لتوفير الغطاء النفسي والمعنوي لعملائه وأذنابه للمضيّ في تنفيذ مشروعه الإجرامي في بلدنا وأمّتنا .. وباسمكم يا زهو العراق نزفّ التهاني والتبريكات لشعب العراق العظيم الثائر المقاوم الرافض للاحتلال وعملائه وأذنابه ، الشعب الذي احتضنكم وأمدّكم بكلّ عوامل النصر المجيد .. أمدّكم بأبنائه فلذات كبده و أمدكم بماله وحاله ومقاله فهو كان ولا يزال بحركم العميق الذي تبحرون فيه إلى عدوكم لتنالوا منه مقتلا وهو عمقكم السوقي البعيد به , برجاله ونسائه بتأريخه وبجغرافيته وبحرمة مقدساته. نصنع التأريخ الجديد المجيد . واعلموا يا رجال المقاومة ومؤيديها وأصدقائها ومحيطها المبارك إن العدو الغازي المحتل قد هرب من أرضنا وسوف لن يعود إلى المنازلة في الميدان إلى الأبد .. لقد لقنتموه درسا بليغا سوف يظل ينغص عليهم إلى مئات السنين ، انه اليوم يترنح وعلى حافة الانهيار الشامل من الداخل إن لم يعِ الحقيقة المرة التي تعصف به في العراق ويعترف بجريمته البشعة ويسارع للانسحاب الشامل فورا ويترك العراق لأهله الشرعيين المقاومة العراقية بكل ألوانها وأشكالها المسلحة وغير المسلحة ، إننا نعلن في هذا اليوم التأريخي المجيد للإدارة الامبريالية الجديدة التي كذبت هي الأخرى على شعبها ودجّلت وقرّرت الاشتراك في الجريمة مع سابقتها ، نُعلنُ باسمكم وبكم أيّها الثوار الأحرار وباسم شعب البطولة والفداء شعب العراق الأبي ، إننا بعد التوكل على الله القوي العزيز سنجعل مقابرهم في هذه القواعد ونفجرها براكين تحت أقدامهم ولهذا فنحن في القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي القيادة العامة للقوات المسلحة الباسلة قررنا في هذا اليوم المبارك توجيه الجهد القتالي برمته نحو الغزاة ( القوات الامبريالية الأمريكية الباغية حيثما ستكون في ارض العراق ) ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الإدارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس إذا ما حاول بعض العملاء والجواسيس في هذه الأجهزة التصدي للمقاومة أو أذيتها آنذاك نلجأ إلى قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} مع دعوتي لجميع فصائل الجهاد في الميدان إلى التحمل والى المزيد من التحمل من السيئين القلة في هذه الأجهزة من اجل الخيرين الكثرة , ومن اجل تكثيف الجهد القتالي كله على الغزاة المحتلين وفلولهم المنهارة كما أدعو أبناءنا وإخواننا في هذه الأجهزة إلى التعاون والتنسيق مع إخوانهم فرسان المقاومة وكل حسب ظرفه واستطاعته وشيمته ونخوته لتأدية مهمة ملاحقة الغزاة وتدمير ما تبقى من فلولهم المنهارة ، كما أدعو في هذا اليوم المجيد رفاقنا وإخواننا الأعزاء في الفصائل الجهادية الأخرى أن يحذروا اشد الحذر من مخططات العدو ومشاريعه القذرة أن تنال من المقاومة ومن وحدتها وعقيدتها وأهدافها فلنتمسك جميعا بهدف وحدة المقاومة في الميدان ثم بثوابتها المقدسة وهي:
الثابت الأول: هو الجهاد الدائم والمتصاعد حتى التحرير الشامل والكامل لبلدنا العزيز وذلك بخروج أو هروب آخر جندي غاز ٍ ومحتل وعودة الوطن لأهله الشرعيين , المقاومة بكل أشكالها وألوانها المسلحة وغير المسلحة وقد أصبح هذا النصر العزيز اليوم حقيقة ماثلة على ارض العراق .
الثابت الثاني: إن من ثوابت التحرير الشامل والكامل هو عدم التفاوض مع المحتل ولو طال الجهاد إلى عقود طويلة حتى يعترف العدو بشروط المقاومة وثوابتها وهي:
أولا: إعلان الانسحاب الفوري والشامل من العراق.
ثانيا: الاعتراف بالمقاومة الموصوفة في هذا الحديث أنها الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق.
ثالثا: إطلاق سراح الموقوفين والمسجونين جميعا وبدون استثناء.
رابعا: إعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال.
خامسا: الاعتراف بجريمته النكراء والتعهد بتعويض العراق عن كل ما أصابه من الاحتلال و جرائه.
سادسا: تسليم العملاء والخونة الذين أجرموا بحق الشعب والوطن استباحة وقتلا وتشريدا إلى شعب العراق ومقاومته الباسلة لكي ينالوا القصاص جراء ما ارتكبوا.
كما نُكَرّرُ دعوتنا في هذه المناسبة للخيرين ممن تورطوا في العملية السياسية المخابراتية الأداة الخطيرة بيد الاحتلالين الامبريالي الصهيوني والفارسي الصفوي أن ينحازوا إلى شعبهم الرافض للاحتلال والى مقاومته إن شاؤوا المسلحة وان شاؤوا السياسية ويكفيهم تجارب وأماني بعيدة جدا عما يدعون ويريدون ويكفيهم خداع وتضليل لشعبهم إن كانوا صادقين في دعواهم رفض الاحتلال ومناهضته وليعلم هؤلاء الإخوة وليعلم شعبنا العراقي العظيم وليعلم منتسبوا الأجهزة العميلة في الجيش والشرطة والأمن والصحوات أنَّ مشروع العملية السياسية أصبح اليوم مُجيَّرا بالكامل لصالح المشروع الإيراني وقد بدأ عملاؤها مع الصهيونية الامبريالية الأمريكية ومع كل أعداء العراق والأمة بالتهيئة للمشروع الفارسي الصفوي الذي سيبدأ بمحاولة السيطرة على بغداد ثم الانطلاق منها إلى محافظات القطر التي لها مواقف معروفة ضد الفرس ومشروعهم الخطير ضد العراق والأمة سواء محافظات الجنوب أو الوسط أو الشمال على حدّ سواء ، فعلى المقاومة أن تحذر وتنتبه وتتهيأ لهذه المعركة ويكفي تطبيل ودجل وتزوير لتبرئة أمريكا من هذا المشروع , إنّ أمريكا دفعت ثمنا باهظا من اجل تحقيق هذا المشروع وفق خطة تقاسم المغانم مع إيران , و أمريكا هي التي تقف اليوم خلف هذا المشروع وتدعمه بكل قوة ، وان من لا يزال لا يقرأ ولا يكتب ولا يسمع ولا يرى سيعلم هذه الحقيقة غدا وإنّ غدا لناظره لقريب { يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
وفي هذه المناسبة العزيزة أتوجّه إلى الإخوة القادة العرب ثم إلى أحرار الأمة ومناضليها والخيرين في العالم عبر أحزابهم وتنظيماتهم السياسية والشعبية والمهنية وأقول للجميع إن الذي يحصل اليوم في العراق بعد اندحار الامبريالية الأمريكية وحلفائها وهروبهم واعترافهم بالفشل والخسران وقرارهم الخروج نهائيا من العراق قبل أن يحصل الانهيار المدمر قد رتبوا مع حليفهم الاستراتيجي الأول في هذه المهمة ( مهمة احتلال العراق وتدميره ) , إيران الصفوية وليس إيران الجارة المسلمة الثورية بشعارها المضلل وشعار عملائها ومرتزقتها عرب وغير عرب , قد رتبوا معها تكريما لما قدمته من جهد لولاه لما استطاعت الامبريالية المتصهينة احتلال العراق ولما استطاعت الوقوف على أرضه هذا الزمن الطويل , قد قدموا لها العراق مع تأمين حصتهم من كل ما أرادوه من غزوهم للعراق وفي كل الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية والحضارية وسيبدأ المشروع الإيراني بعد خروج القوات الغازية من المدن بحجة انفلات الأمن واستهداف الشيعة وهو نفس المشروع الامبريالي الصهيوني الفارسي الذي هيأ كل هذه المقدمات من قتل وذبح للأبرياء من أبناء شعبنا سنة كانوا أم شيعة , عربا كانوا أم كردا أم تركمانا , مسلمين كانوا ام مسيحيين ام صابئة ام غيرهم , لكي يخلقوا المبرر لسيطرة عملاء إيران على العراق ، خسئوا وخسئت أمريكا وخسئ الجبناء من أبناء أمّتنا – سنـُري بإذن الله وقوته القوية فرعون وهامان منا ما كانوا يحذرون .
أيها الإخوة القادة العرب كيف تنسى الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ما قدمته إيران لهما معا في ذبح العراق وطعن الأمة بالصميم وأضرب لكم بعض الأمثلة القليلة جدا مما قدمته لهما ، لقد أرسلت إيران الآلاف من الفرس الصفوين إلى العراق بحجة ادعتها أنهم عراقيون مسفرون أو مطرودون أو مهجرون بعد إعدادهم إعدادا خاصا للمساهمة في تنفيذ المشروع الإيراني الصفوي في العراق فيهم من فيلق القدس وفيهم من الأجهزة الأمنية وفيهم فرق الموت التي ذبحت من الشعب العراقي شعبكم شعب العروبة ورسالتها الخالدة أكثر من مليون ونصف شهيد والذبح والقتل مستمر وبوتيرة متصاعدة مما أدى لتهجير أكثر من ستة ملايين ونصف عراقي داخل العراق وخارجه.
إيران حيدت أكثر من نصف شعب العراق بمختلف طوائفه في معركته ضد الغزاة ببطشها وتقتيلها وتنكيلها وبفتاواها الدينية .
إيران وبالاتفاق مع أمريكا و الصهيونية فككت نهضة العراق الحضارية من أقصاه إلى أقصاه فعشرات الآلاف من المعامل والمشاريع فككتها ونقلتها إلى إيران بمعاونة حلفائها وعملائها , وإيران هي التي تقود وتدعم مشروع الاحتلال في العراق من خلال دعمها للعملية السياسية بكل وسائل الدعم المادية والمعنوية وهل يخفى على احد أن العملية السياسية هي جزء أساسي من مشروع المحتل ؟ وهل يخفى على احد أن حكومة الجعفري وحكومة المالكي وحكومة الحكيم هي ليست حكومة العمالة والخيانة والخدمة للاحتلال لتنفيذ مشاريعه وأهدافه ؟ فكيف يعقل أن تحارب إيران الامبريالية الأمريكية الشيطان الأكبر وتخدم مشروعها الإجرامي في العراق والأمة العربية , كيف تحارب إيران إسرائيل والصهيونية بل تريد أن تلقي بإسرائيل في البحر وهي تتحالف سرا مع أمريكا وإسرائيل على ذبح العراق وشعبه ؟ ألا تتذكرون إيران كيت أم نسيتم ذلك لكثرة التطبيل والتدجيل والتزوير ؟.
إني اليوم وباسم شعب العراق وباسم شعب الأمة العربية الكبيرة من المحيط إلى الخليج أضع هذه الحقائق أمامكم واضع هذه الأمانة في أعناقكم واعلموا أن التاريخ لا يرحم واعلموا أنكم ستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ويومئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
اللهم هل بلغت فاشهد , اللهم هل بلغت فاشهد




عزت إبراهيم الدوري
القائد الأعلى للجهاد والتحرير
أواخر حزيران 2009



راي في خطاب اوباما.../قائد عسكري عراقي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رأي عراقي
بخطاب سيد البيت الأبيض
باراك أوباما
شبكة البصرة
اللواء الركن/خالد حاتم صالح الهاشمي
قائد الفرقة الميكانيكية/51
في الجيش العراقي السابق
يا سيد البيت الأبيض: أنا أول قائد عراقي تصدت قواته بصدور عامرة بالايمان وحب الوطن لقواتكم الغازية وحلفها البغيض في جنوب البصرة ضمن قيادة الفيلق الثالث العراقي (قيادة قوات القادسية) من أربعة اتجاهات رئيسية وثلاثة ثانوية ضمنها عملية الإنزال البحري باتجاة أم قصر والفاو وفي اتجاه شط العرب باتجاه أبو الخصيب تصدينا مع قيادة القوات البحرية كلاً ضمن قاطع مسوليته.....

لذلك في فجر يوم 20/3/2003م.....
وأنا وفق هذا علي التزام بأن اعبر عن رأي في بعض ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما كممارسة ديمقراطية ومن موقف أخلاقي ومبدئي ومن باب ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ولا أريد إن يحشرني الله رب العزة مع الشياطين. لقد طل علينا سيد البيت الأبيض ومن جامعه القاهرة ونحن نستذكر العدوان الصهيوني الغاشم على الامة العربية المجيدة الذي وقع في 5حزيران/يونيو1967 م ليوجه خطابا للامة الاسلامية والامة العربية........
وان اختيار هذا التاريخ لإلقاء خطاب الرئيس الأمريكي لم يكن صدفة فلقد تم انتقاءه وبدقة كما تم اختيار(مصر) لاعتبارات عديدة.. وقد ساهم في كتابة هذا الخطاب أشهر كتاب خطابات الرئيس الأمريكي (الأول مسيحي والثاني يهودي والثالث مسلم) كما تم تسريبه من مصادر أمريكية..
ولعل المتابع لمسيرة (سيد البيت الأبيض) منذ بدأ الحملة الانتخابية الأمريكية ولحد إلقاء خطابه في جامعة القاهرة يلمس أنه يحاول تغيير سياسة سلفه (بوش) فالكل يعلم والكلام هنا للأمريكان وليس لي بأن اسوأ رئيس حكم الولايات المتحدة الأمريكية هو(بوش) لما قام به من سياسات واجراءت وحروب وتصرفات نزقة وخلق أزمات هنا وهناك في كل بقاع العالم.... وأغرقها بالدم... وضيع من سمعة أمريكا الكثير بل جعل منها عدوة لشعوب الأرض وحتى حلفاءه بعض الحكام ينفذون توجيهاته بعيدا عن رغبة شعوبهم لقد ابتليت به ليس أمريكا حسب بل كل ارض المعمورة واذكر هنا ما قاله (جاك بالكين) استاذ القانون الدستوري والذي إجرى التعديل الأول علي الدستور الأمريكي عندما تحدث في كلية الحقوق بجامعة بال في أيلول/سبتمبر2002 حيث قال (يواجه العالم رجلاً فرداً مدججاً بأسلحة الدمار الشامل ويتصرف بسلوك عدواني معربد لعله إن لم يحسن حساباته سيغرق العالم بالدم ويؤدي الى فوضى مطلقة هذا الرجل الفض المتعجرف المهووس بالقتل والقتال هو حقاً اخطر شخص علي وجه الأرض والمشكلة إن اسم هذا الرجل هو جورج دبليو بوش وهو رئيسنا). نعم لقد دمر سمعة أمريكا ودمر اقتصادها بشكل لم تشهد له أمريكا من قبل مثيل بتاريخها المعروف بخلق الأزمات والحروب في العالم ولا مجال لذكرها بالتفصيل فلكل رئيس منهم قصة وملف بذلك فروزفلت قادهم الى الحرب العالمية الثانية وترومان اصدر أمر باستخدام السلاح النووي ضد اليابان في هورشيما ونكازاكي وايزنهاور (1952-1960) دعم الانقلابات في العالم كما فعل بحكومة (مصدق) في إيران وحكومة جواتيمالا ثم جون كندي (1961-1963) شن حرباً ضد كوبا في خليج الخنازير واصدر أمر ً بقتل رئيس فيتنام الجنوبية (نجوديم) ولندن جونسون (1964-1968) الذي قاد أمريكا بحربها ضد فيتنام ودعم الكيان الصهيوني في حرب حزيران/يونيو1967 ثم نيكسون (68-75) وسع حرب فيتنام لتشمل لاوس وكمبوديا ودعم الصهاينة في حرب تشرين 1973
وفورد وكارتر ثم ريغان (1981-1988) الذي (مثل ادوار طرزان) في افلام هوليود الذي شن حرباً ضد نورتيكا في بنما وتدخل في لبنان وبدأت في فترة حكمة الحرب بين العراق وإيران ودعم إيران بشكل كبير لحين افتضاح الأمر في فضيحة (إيران غيت) ثم جورج بوش الأب (1988-1992) الذي اقترن أسمه بحرب عام 1991 ضد العراق وهو الذي افترى بسلسلة من الأكاذيب على العراق وقيادته وهو الذي ارتكب أبشع جريمة ضد المدنيين العراقيين في ملجأ العامرية في13/2/1991 والتي استشهد فيها أكثر من (400) مواطن عراقي وفي عهده استخدمت القوات الأمريكية اليورانيوم المنضب وتركت ما لا يقل عن (40) طن منه في الصحراء العراقية الكويتية والتي تكفي لقتل عشرات الآلاف من البشر وفي عهده قامت القوة التي يقودها العقيد الأمريكي (لون ماغارت) والذي تحدث مفتخراً بصحيفة الغرديان أنه في 13/3/1991م تم دفن (650) جندي عراقياُ وهم أحياء والرئيس بيل كلينتون الذي حكم البيت الأبيض لفترتين رئاسية منذ عام 1992م لغاية 2001م والذي اقترن اسمه بفضيحة (مونيكا) وهو الذي شن اربع هجمات صاروخية بصواريخ توماهوك والطائرات على العراق في الرجعات الأربعة عام 1992 و 1993 و 1996 وختمها عام 1998م وقام بقصف السودان.
واستلم الحكم عام 2001 بوش الابن لفترتين رئاسية نفذ فيها غزو أفغانستان وغزو واحتلال العراق عام 2003م وقد صدع رؤوس الناس ووسخ آذانهم بطروحات الديمقراطية والتعددية والرأي والرأي الآخر والشفافية والحرب على الإرهاب وما آل إليه العراق من وضع مأساوي كان كله بسبب السياسة العمياء لهذه الإدارة....
والعالم كله كان يترقب الحملة الانتخابية الأمريكية وكان مرشح الحزب الديمقراطي (أوباما) يطرح في برنامجه الانتخابي ما كان يعاني منه العالم من سياسة سلفه ويبدو أن الأمريكان كانوا الأكثر حرصاً علي التغيير ويحتاجون الى سياسة مصالحة مع العالم لما سببه بوش من اثار سلبية بها والى معالجة الوضع الاقتصادي والأزمة التي أدخلهم فيها وتم توديع (بوش) في بغداد خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع (المالكي) بطريقة أثلجت صدور الناس فقد قذفه (منتضر الزيدي) الصحفي الشاب العراقي العربي المسلم بفردتي حذائه انتقاماً للشهداء والأرامل والأيتام والمشردين العراقيين...
وكان وقعها أقوى من كل الصواريخ ودوي الطائرات التي استخدمها في عدوانه على الشعوب.
وعندما فاز اوباما تنفست شعوب الأرض وهي تتأمل التغير إلى إن جاء يوم 4 حزيران/يونيو 2009 حيث القى خطاباً موجهاً للأمة الإسلامية والعربية من جامعة القاهرة...
الذي ابتدأه (بسلام عليكم.. وتضمنه آيات من القران الكريم....) وهو أسلوب ذكي في الخطابة ليكسب تعاطف وتجاوب المسلمين والعرب مع مايطرحة وعلى الرغم من كون الخطاب تضمن كثير من الأمور الايجابية التي لم نسمعها من أي ادارة أمريكية سابقة.. إلا أنها لم تكن رغبته فقط لأنهم أي الأمريكان محتاجين لمثل هذا الخطاب قد يكون أكثر منا كمسلمين وعرب.
وعلى الرغم من أنه نجح في التأثير على الناس وكانت ردود الأفعال يبدو لي مبالغ فيها ومتفائلة جداً... فقسم وصفه بالمنقذ وشاعر وصفه بعنترة وبلال الحبشي وآخر تغنى به وكيف أتى بسور من القرآن الكريم ووصفه بأوصاف... لو تحدث عن نبي الأمة الرسول الأعظم محمد صلى الله علية وسلم الذي نزل علية القران الكريم لما وصفه كما وصف اوباما والمهم هو ليس الخطاب ولكن ما سيتبعه ذلك الخطاب من إجراءات وخطوات علي أرض الواقع... وعسى إن يكون خيراً
نعم لقد كان خطاباً تناول محاور عديدة تجاوزت السبع محاور إسلاميا وعربياً والذي يهمني عراقياً لأنها مشكلة الأكثر تعقيداً والتي تأخذ أولوية حتى علي القضية الفلسطينية (قضية نضالنا المركزية) لسبب إن كل القادة العرب والقيادات العربية وحركاتها السياسية وجماهير الأمة تتحدث وتدعم هذه القضية وتهاجم الصهاينة... ولكن في قضيتنا قضية غزو العراق واحتلاله، الكل ماعدا الاستثناءات قليلة، لها مواقف تقولها استحياءا من شعوبها... الكل خائف يرتعد... الكل داعم للاحتلال... الكل شارك فيه وسانده (بالمال والأرض والماء والسماء والمعلومات)... لم يطالب العرب حتى ولو في بيان ان ينسحب المحتلين من العراق بل وحتى اضعف الإيمان (الشجب والاستنكار والاستهجان) الآ بعض التصريحات القومية لبعض القادة العرب في (اليمن- ليبيا- السودان- سوريا والسعودية) إما البعض فيخرج بتصريحات معيبة... مالنا الا ان نقول (ربنا لاتواخذنا بما فعل السفهاء منا) وتم دعم العملية السياسية من قبل اغلب الحكومات العربية بل وعقدت موتمرات لإنهاء المقاومة العراقية بحجة مكافحة الإرهاب هذه هي المشكلة والأخرى نحن العراقيين عانينا من الإدارات الأمريكية المتلاحقة (جمهورية كانت أم ديمقراطية)عانينا من الحرب الإعلامية والنفسية ومن الحرب الاقتصادية والحرب الدبلوماسية على صعيد إجبار المجتمع الدولي في اتخاذ (سيل من القرارات الجائرة بحقنا تجاوزت إل(35) قراراً ابتدءا بالحصار الاقتصادي الظالم وقرارات ترسيم الحدود الظالمة وقرارات تعويض الكويت والدول الأخرى من الإضرار التي سببتها حرب 1991م عانينا من الحرب بالنيابة التي قام بها التمرد الكردي في العراق الذي كان يدعم عبر تاريخه من الصهاينة والأمريكان وبعض الدول الإقليمية ومنها إيران وغيرها لغرض إشغال العراق عن أداء دوره القومي في فلسطين وهذا لم يعد سراً اليوم وبعدها دفعت إيران في ظل نظام خميني من شن حرب ضروس على الأمة العربية بدأ بالعراق بهدف تصدير الثورة استمرت مدة (8) سنوات ثم حرب 1991 واتبعها كلينتون في (4) هجمات بالصواريخ والطائرات وقبل وبعد الغزو والاحتلال تعرضنا (لحرب الافتراء الإعلامي) الذي كان يمارسه الرئيس الأمريكي السابق (بوش) ويسانده (بلير) ضد العراق وقيادته لحد وصل الاستهجان وكان يكذب ويكذب الى ان هو يصدق كذبته ويطلب من الناس تصديقها بل إن يصفقوا للقرارات التي يتخذها... مايهمني عراقياً في خطاب اوباما وانا لم اتفاجى به....
عندما عرض الملف العراقي قائلاً (ولكن الشعب العراقي أفضل بكثير الان من دون الطاغية صدام حسين) على حد وصفه الخاطئ وبهذا قد جانب الحقيقة واقتفى اثر سلفه (بوش) في خداع الجمهور فلا يوجد إنسان منصف متوازن عاقل مدرك على وجه الخليقة يصعب عليه المقارنة بين الوضع في العراق سابقاً ووضعه في ظل الاحتلال بعد غزوه الذي يقارن بهذا الشكل هو إنسان (اقل ما يمكن إن يقال عنه أنه جاحد أو أنه لا يعرف الحقائق أو لايريد إن يعرفها أو أنه مظلل بما يعرض عليه) أريد إن أوضح تعقيباً على قول سيد البيت الأبيض (اوباما)
ماهي المعايير و الأسس التي استند عليها بالمقارنة لكي يخرج بهذا الاستنتاج... كان يجب عليه ان يتناول كل جوانب الحياة (السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية – الدينية – الثقافية – العلمية- الصحة – التعليم – الأمن – مؤسسات الدولة – واقع الخدمات – واقع البنى التحتية – واقع النسيج الاجتماعي – مستوى الجريمة – المخدرات – المحافظة على المال العام – الفساد الإداري- وكثير من المعايير التي يتم تحليلها وتقييمها للوصول إلى أي واقع هو الأفضل)
وأقول هنا.... هل تم استهداف العراق من قبل الصهيونية وأمريكا.. وإيران وكل حلف الشر معها لان العراق كما يدعون فيه قيادة (مستبدة – شمولية – تتجاوز على حقوق الإنسان) بالتأكيد إن الواقع غير هذا... استهدفوا العراق وقيادته لان كثرة المنجزات فيه بدأت تشكل دعم للمشروع القومي النهضوي الذي يشكل خطراً على مصالحهم. واصطدم بالنزعة العنصرية الانفصالية واصطدم بالفكر الطائفي الصفوي القادم من إيران....
أقول لسيد البيت الأبيض إنكم لا تسمعون رأيا سيادي بل تسمعون صوت من يكون ذيلاً تابعاً لكم متطابق مع مصالحكم ومخططاتكم.
وهذا ما حصل في العراق بمساعدة وتوجيه منكم ومن ودوائر مخابراتيه أخرى... وهذا ما فعله عملائكم في مؤتمر لندن من المعارضين العراقيين الذين باعو الأرض والعرض والمال والدين.. حكام وسياسيّ اليوم في العراق ألم تكن موتمرات لندن وصلاح الدين برعايتكم.. ألم تخصصوا ميزانية خاصة لدعم التآمر ضد العراق والقائمة طويلة.
أتساءل يا سيد البيت الأبيض كيف الوضع الآن أفضل وسأتكلم باختصار شديد جداً وبشكل عام لقد أعطى العراق أكثر من 1.5مليون وخمسمائة ألف شهيد ضمنهم 130ألف من مناضلي حزب البعث وأكثر من (2) مليون امرأة أرملة و(5) مليون يتيم و(4) مليون لاجئ في سوريا والأردن واليمن ومصر وكل بقاع العالم وهنالك (2) مليون مهجر داخل العراق لأسباب طائفية وأمنية.
· كنا نمتلك مؤسسة عسكرية تعد الأكبر قوة بالوطن العربي والمنطقة صاحبة تجربة وخبرة تدريبية وقتالية عالية كل أبناء الوطن بمختلف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم يعملون فيها وكانت درع الوطن والأمة العربية، إما الآن فهي مليئة بالعناصر التي لا تمت لها ولتاريخها بصلة كثيرة الولاءات مخترقة من مختلف دوائر مخابرات العالم تعمل درعاً للمحتل وتستخدم أداة للقضاء على المقاومة الوطنية وكل الأصوات الرافضة للاحتلال.
· كنا ننعم بالأمن وفي ظل احتلالكم فقدناه.
· كنا نمتلك اقتصاداً قوياً اضعفتموه بحصاركم الظالم، أما اليوم فكل ما يتم رصده من إمكانيات لعقود من الزمن لا يرجع العراق كما كان....
· كنا نمتلك زراعة قد نصل بها إلى الاكتفاء الذاتي وكنا نجلب الأيدي العاملة من أبناء الأمة العربية للعمل في ارض السواد ارض الرافدين جلبنا مليون فلاح مصري، إما اليوم فدمرت الزراعة وترك قسم كبير من الفلاحين أرضهم وأكثر المحاصيل نستوردها من دول الجوار....
· كنا نفخر إننا قطعنا أشواطا في المجال العلمي وإعداد القاعدة المادية من مؤسسات بحثية ومؤسسات تعمل وفق برنامج نووي واعد وامتلكنا مركز لأبحاث الفضاء ومركز لتطوير الصواريخ..... إما اليوم فدمرتم هذه القاعدة وتركتم لوكلائكم مهمة قتل العلماء....
· كان المجتمع من اقوى المجتمعات في العالم وأقول لك لماذا... لان صبر العراقيين وتلاحمهم لمواجهة المخاطر والمؤامرات ليس له مثيل سواء التصدي لإيران أو جريمة الحصار أو التصدي لأمريكا وحلفها البغيض منذ عام1990 ولغاية غزوه واحتلاله عام2003 إما اليوم في ظل احتلالكم فقد مزقتم النسيج الاجتماعي لهذا المجتمع وجعلتم منه فرقاً وشيعاً ووصلتم به الى حد الاحتراب والقتل و الحقد....
· نعم كنا في ظل حزب واحد وقيادة واحدة وهذا واقع فرضته أحزاب المعارضة لأنها أخلت بالشرط الأساسي للتعددية الحزبية وهو عدم ارتباطها بجهات أجنبية ولان كل منها مرتبط بمثل هذه الجهات لم يتم إشراكها بذلك وهي التي أفشلت مشروع الجبهة الوطنية التي تم العمل بها بعد عام من قيام ثورة تموز1968.... في ظل هذه الظروف كان العراق يتمتع بقرار سيادي إما اليوم وفي ظل احتلالكم خلقتم وبدعمكم (520) كيان سياسي لايتفقون على الحد الأدنى لمعالجة أي موضوع.
· وفي الصناعة كنا نمتلك مصانع إستراتيجية وصناعات ثقيلة وصناعات خفيفة دمر(بريمر) سيئ الصيت(192) مصنع منها وتم بيعها كخردة.... وكنا نمتلك تصنيع حربي يرتكز على (36) منشأة كل منشاة تحتوي ما لا يقل عن (10) مصانع...
· اما اليوم وفي ظل احتلالكم تم إعادة العراق إلى ما قبل الثورة الصناعية كما وعدنا (بيكر) وزير خارجيتكم عام1991.
· كنا نمتلك أفضل نظام تعليمي... وابتدأ بمنظومة تبدأ (بمجانية التعليم- ثم الزاميته - ثم محو الأمية) والتعليم العالي كان راقياً وامتلك العراق عشرات الآلاف من أصحاب الشهادات العليا...
· إما اليوم في ظل احتلالكم فقد دمرتم هذه المنظومة ودمرت الكثير من المدارس والمعاهد ودور العلم....
· الواقع الصحي... كان العراق يفخر بنظامه الصحي ومؤسساته الصحية وكثرة اطباءة ومستواهم العلمي ويفخر بأنه قضي على الأمراض المتوطنة و الأوبئة....
· اما اليوم فقد دمر النظام الصحي وترك العراق آلاف الأطباء
· الجريمة المنظمة: كان العراق من الدول التي ارتقت إلى المراتب الأولى في خلوها من الجريمة المنظمة..... واليوم أصبح البلد الأول بالعالم بارتكاب هذا النوع من الجرائم...
· الفساد الإداري والمحافظة على المال العام... كان العراق من البلدان المتقدمة في خلوه من الفساد الإداري والتجاوز على المال العام... والدليل أنه لايوجد احد من القادة السياسيين والعسكريين قبل الاحتلال يمتلك (لا عقار ولا مال ولا تجارة) خارج حدود الوطن..
· إما اليوم فالعراق البلد الفاسد الأول في العالم في السرقة والتجاوز على المال العام والمخزي إن ساسة اليوم يتسابقون على ذلك وعندما يتم ملاحقتهم قانونياً يظهر أنهم مواطنين (أمريكان أو بريطانيين اوفرنسيين).
· المخدرات.... كان العراق من البلدان الأولى في العالم وفق تقارير دولية كونه خالي من المخدرات وتعاطيها إما اليوم فهو أسرع بلد انتشرت به هذه الحالة....
· الثروة النفطية... كنا نفخر في قرار التأميم وكيف تم طرد الشركات الاحتكارية التي كانت تعطي العراق فتات هذه الثروة وبعد عام 1972بعد التأميم حدثت التنمية الانفجارية وتم توظيف عوائد النفط لخدمة العراق الذي شهد نهضة في كل المجالات.... إما اليوم فلا نعرف كم نصدر وبكم البرميل وكم هو العائد ومن أي حقول يتم التصدير... لاتوجد سيطرة فعلية على الحقول وإنتاج تصدير النفط.....

وفي الختام
إن من وصفته (ياسيد البيت الأبيض بالطاغية) وعنيت به الرئيس الشهيد صدام حسين (رحمة الله) كان كبير القوم يلجأ له المظلوم ويخاف منه الظالم كان يرعى العلم والعلماء، كان يرعى المؤسسة العسكرية ويرعى شهدائها وجراحها ومعوقيها وكان يرعى علماء الدين والقضاة...
كان يرعى اليتامى واذكر هنا قراره بتخصص مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري في منطقة العامرية ليكون ملجأ كبيراً للأيتام وسمي (مشروع عائلة صدام) ويقصد إن الأيتام عائلته بعد إن أضيفت لهذا المقر منشأة أخرى لتكمل المشروع... وكان يشرف عليه بشكل مركزي وتم إعداد البرامج لإعداد هؤلاء اليتامى إعدادا تربوياً ومهنياً يجعلهم أفراد فعالين في المجتمع كما أمر بافتتاح عدة ملاجئ للأيتام في كل المحافظات ورعاية القديم منها.
كان يرعي كبار السن والفقراء ويشملهم بقرارات وقوانين تضمن حقوقهم والعيش الكريم لهم.
أسألك لماذا لم تستطيعوا إن تحكموا العراق انتم و(520) كيان سياسي وكل آلة الحرب والقوى الأمنية التي تفوق ما كان موجود قبل الغزو واستخدمتم كل أنواع التعذيب والبطش في خلق الله من أبناء العراق ولم تستطيعوا أن تسيطروا على الوضع فيه... وابحثوا عن السبب... وهو إن القائد كان عادلا ونزيهاً وطنياً غير مرتبط بأي جهة أجنبية يطبق أجندتها... كان يطبق القانون على الجميع واشد من طبق القانون عليهم هم (رفاق حزبه وعشيرته وأهله)....
الرئيس الشهيد نعم كان صارماً في تطبيق العقوبة وحسب القانون بحق(من يرتبط بجهة أجنبية (الخونة) أو ينتهك أعراض الناس أو يسرق المال العام) هذه خطوط حمراء
أقول لك يا سيد البيت الأبيض...
بعد كل الذي شرحته وهذا غيض من فيض ونقطة في بحر وذكرت بعض الجوانب وليس كلها والله وهذا القول اعبر فيه عن وجدان غالبية أبناء العراق اللذين ابتلوا بالاحتلال وذيوله و اذنابه....
لو كان الطغاة يصنعون أوطانا كما فعل الرئيس الشهيد صدام حسين (رحمه الله) مع تحفظي على أطلاق هذا الوصف عليه ويفعل الديمقراطيون كما فعلوا بنا وشعبنا في ظل احتلالكم البغيض....
فأقول تحية للطغاة وتباً للديمقراطيين......
شبكة البصرة

الاثنين 6 رجب 1430 / 29 حزيران 2009

فضائح الجلبي.../صالح البدراني

صالح البدراني
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون
صدق الله العظيم
الدكتور احمد الجلب...ي شخصية تناولتها الاقلام وسعت اليها الصحف والفضائيات- تحدث وتحدثوا- الكثير وانا صابر صبر ايوب انتظر لسماع او قراءة الكيفية التي تمكن هذا النذل من اللعب على حبال القاعده والمخابرات الايرانيه والعراقيه وكذا الامريكيه والبريطانيه؟؟؟ومن لف حولهم؟؟وكيف تمت زراعته للخلايا النائمه الايرانيه داخل امريكا واوربا؟؟؟ بمعاونة –من داخل الاردن – المدعو صالح الجيزاني ومن داخل المفوضيه الساميه وعون المخابرات الاردنيه –الشعبه 20 – ومنظمة الهجره I O M والعقل المدبر للقصص الوهميه المدعو (؟؟؟؟ مسيحي عراقي متواجد حاليا داخل الولايات المتحده الامريكيه ).
وكي لا ادخل بتفاصيل تجرنا الى متاهات تبعدني عن صلب الموضوع؟؟؟
وددت توضيح الاتي:-
خلال زيارة نانسي بيلوسي – رئيسة الكونكرس الامريكي - الى سوريه في نيسان 2007 وعدم امكانيتي لقاءها توجهت بعشرة رسائل عبر الانترنيت الى مواقع مهمه مطالبا اياهم تزويدي بالايميل الخاص بها لتعريفها عن الدور القذر الذي مارسه احمد الجلب..ي المدعوم من صناع القرار السياسي داخل امريكا لاتخاذهم اكاذيبه وكل ممارساته الغير مشروعه تفويضا لغزو واحتلال العراق ؟؟؟؟وانتهى الامر بالفشل بوشاية مسيحي داخل سوريه – ايضا يعمل على تلفيق القصص الوهميه لبعض العراقيين لغرض تقديمها للمفوضيه الساميه للحصول على قبولهم كلاجئين ؟؟-واحالتي للتحقيقات الطويله التي انتهت باحترام وجهة نظري التي لا تخرج عن اطار –الشان العراقي -؟؟؟
ومما اكد صدق اقوالي ظهور مدير ال CIA جورج تينيت على فضائية ال CBS في 27-4-2007 متحدثا خلال مؤتمره الصحفي –والقول له – (ساضطر الى نشر مذكراتي الاثنين القادم –حكايه في قلب العاصفه-وذلك لاستراق المعلومات الخاصه باحمد الجلب...ي..انتهى.
في 30-4-2007 وعلى قناة الحره-عراق برنامج اخبار الساعه 9 مساءا( خبر مفاده –القت القوات البريطانية القبض في البصره على القيادي في جيش المهدي المدعو صالح الجيزاني بلباس الدرع مع سته من معاونيه؟؟؟ انتهى الخبر ...
علما بان هذا الشخص من اهالي بغداد ومن قادة فرق الموت للقذر الخائن العميل احمد الجلب..ي والذي القي القبض عليه في بريطانيا نهاية سنة 2005 بعد استدعاء احمد الجلب..ي واستجوابه داخل الكونكرس الامريكي نهاية 2005 والسؤال المطروح ..كيف خرج من اعتقاله ودخل العراق ليلقى القبض عليه في البصره وليس بغداد؟؟؟
في 1-5-2007 تناقلت وسائل الاعلام تصريحات ديبورا جين (اسموها سيدة واشنطن ) والتي تدير بيوت الدعاره من سنة 1993 ولغاية 2006 لكبار الشخصيات الامريكيه ؟؟هددت الديمقراطين بفضح اكثر من 10 الاف شخصيه سياسيه ما لم تسقط عنها دعوة الدعاره؟؟؟؟
وهنا تاكد لي بان الجمهوريين قد اعتمدوها للضغط بعدم نشر ما يتعلق بزراعة الخلايا النائمه والتي ترتبط بمطالبة الامم المتحده الحكومه العراقيه بعد تنظيف السجون والمعتقلات –قبل الحرب – بمصير 170 الف عراقي ؟؟وطبعا لم تكن لهذه الاعداد اية سجلات حقيقيه داخل العراق كونها اسماء وهميه اعتمدها الخونه في قصصهم الوهميه للقبول كلاجئين ؟؟؟وليكون هذا الملف ورقة الضغط على الحكومة العراقيه وقد تم تدويله وادانة العراق؟؟قبل الحرب؟؟؟؟ وللتوضيح اكثر فقد اعتمد الخونه في قصصهم بانهم من المذهب الشيعي وقد مورست ضدهم وعوائلهم ابشع انواع التعذيب القسري مع قتل فلان وعلان واغتصاب ؟؟فلانه وفلانه و...الخ
في نهاية 2007 بلقاء خاص جمعني مع الدكتور محمود المشهداني حيث تناولنا عزمي ونيتي كشف الخلايا التي اعتمدها هذا القذر والتي تكيل الشر من داخل امريكا واوربا والتي تم التغافل عنها من الجمهوريين وبوش حصرا كونها من المعلومات المهمه التي تنسحب على اعتماد اسقاط بوش في حال كشفها من قبل الديمقراطيين؟؟ وقد توصلنا الى اتفاق –ان يحمل الدكتور المشهداني رسالتي الى نانسي بيلوسي ليسلمها الى احد الديمقراطيين في السفاره الامريكيه داخل بغداد لايصالها لها ؟؟وتم تسليم الرساله ؟؟ولكنها وللاسف وجدت لها طريقا اقرب ؟؟سلة المهملات ؟؟؟فالعلاقة بين راس الهرم الفاسد والجمهوريين كانت المعيار للاحتفاظ بكرسي الرذيله لكل الاراذل الجبناء القرده المتسلقون لشجرة الخزي والعار والذين يشكلون هم ثمارها القذره ؟؟؟
وبلقاء خاص مع الوفد النسوي لمكتب النائب طارق الهاشمي في سوريه اودعت الدكتوره فرح مديرة مكتبه كتاب جورج تينيت كهديه للنائب ولتشكيل لجنه لدراسة اعترافات مدير ال CIA ولاحالة الجلب..ي الى المحاكم والقضاء المسيس؟؟وكل من ساهم في ما الت اليه نتائج الغزو والاحتلال ؟؟؟وللاسف لم يتم اي شئ يثلج الصدور ؟؟؟فهؤلاء الخونه متمسكين بالعروة الوثقى (الكرسي )؟؟؟
والان من هم --الخلايا النائمه؟؟
وكيف التقى النقيظين—القاعده وايران؟؟؟في بودقة واحده؟؟
والجواب لا يحتاج الى مصباح علاء الدين السحري ؟؟؟ فالقاعده وما اقترفته من فعل جبان غير انساني بتفجيرها ابراج التجاره –امريكا –واودت بضحايا ابرياء ؟؟لم يكن لها قاعده داخل العراق ؟وهو برئ من احداث 11 سبتمبر تماما وباعتراف الامريكان اليوم قبل غيرهم؟؟ اما ايران فمصالحها تكمن في ازاحة العراق عن طريقها والاستحواذ والسيطره على دول المنطقه الهشه ؟؟؟وهو حلمها الذي لطالما راودها منذ عقود طويله ؟؟؟؟ ولتؤمن نفسها سعت بالتعاون مع من وجدت فيه كل الخصال السيئه ولم تجد افضل من القذر المتربع الاول على عرش الخيانه لتنال الرضى الامريكي من خلاله بعد الغزو؟؟ مع العون (خلف الكواليس )المقدم لها من احمد الجلب...ي ؟؟
وكلنا يعلم بالجهد المبذول من قبل الحاكم المدني سئ الصيت (بول برايمر )وتسليمه العراق الى اتباع الصفويه التي تنحصر ولاءاتهم وانتماءاتهم الى ايران الاقذر من القذاره؟؟؟؟ وبذلك حصلت ايران بما وعدت به ودفع العراقيين النجباء ثمن الخيانه دمهم المهدور والتهجير والازاحه القسريه ومليون امراه ما بين ارمله ومطلقه على الحس الطائفي وقادة جيش عظام اهين تاريخهم الذي نفخر به وعلماء تناثروا بين بقاع العالم بغربه اصبحوا فيها كالموتى بلا قبور ؟؟؟والامثله كثيره وكلنا يعرفها ولا حصر لها؟؟؟
ختاما والسطور موجهه الى كل الشرفاء ترجمة المقال وارساله الى الصحف البريطانيه والامريكيه وكذا حصرا الى مكتب الرئيس الامريكي اوباما والسيده نانسي بيلوسي واخص بالذكر امناء المواقع المحترمون وعلى اختلاف انتماءاتهم المذهبيه او السياسيه ان يبلغوا ذروة ولائهم الى العراق العظيم وان يؤكدوا انتمائهم المخلص الخالي من اية شائبه للعراق الجريح من الخونه ابنائه قبل اعدائه
الى الرئيس اوباما (اطلقت اسم GOOD MORNING AMERICA )يوم فوزك..والى السيده نانسي بيلوسي رئيسة الكونكرس الامريكي التي اثق بقدراتها ؟؟
باسم كل الشرفاء في العراق .. وباسم كل الماجدات العراقيات ..وباسم كل من قرات على روحه الفاتحه بعد قتله غدرا دفنه ..وباسم كل عروبي شريف وضع ولائه وانتمائه الى العراق العروبي العظيم ... اهديكم
الخائن القذر (علي اسعد خزعل الساعدي-عراقي الجنسيه –دخل الاردن بجواز سفر عراقي سنة 1998 وارتبط بالخلايا –وتم ترتيب اوراقه المزوره بالطريقه التي ذكرتها اعلاه؟؟؟وادخل الى امريكا ولاية جورجيا- العاصمه اتلانتا نهاية سنة 2000 – مع سته من الايرانيين باوراق ثبوتيه عراقيه مزوره؟؟ وتم الاستحواذ على جوازاتهم الحقيقيه لاغراض اخرى ؟؟؟ دخل هذا الخائن مع القوات الامريكيه سنة 2003 واصيب اثناء المعارك واعيد الى امريكا وحصل على الجنسيه وتزوج من امريكيه وانجب منها (طفله) –زار العراق ونزل عند اقرانه من الخونه في السليمانيه ولم يصل الى بغداد وقد التقى والده المدعو الشيخ اسعد (سعدون)خزعل علي الساعدي الذي يسكن حي اور سابقا مع كافة اخوانه (المقدم مؤيد-امر فوج- في لواء المهمات القذره داخل المطار بامرة جنرال وشقيقه الاخر ثائر المنقلب من عضو في حزب البعث الى عضو قيادي في حزب الدعوه –تنظيم المالكي وكافة اخواته وابنائهم ؟؟ للعميل اخ اكبر تمت تصفيته لخيانته وقد ورد اسمه في كتاب جورج تينيت وهو برتبة عميد امر وحده –معسكر فائده – باع كافة محتويات وحدته الى الاكراد بعد نهاية الحرب 9-4-2003
هذا العميل دخل امريكا باسم ............ ذو الفقار علي حسين
اللهم اني قد بلغت.. اللهم فاشهد
ابن العراق البار

صالح البدراني

26-6-2009

الجزأ الثاني من رسالة التبصير الثانية/صلاح المختار


رسائل التبصير : كشف ألغام التحرير
الرسالة الثانية
لغم الشرذمة : خدعة (بناء المشروع الوطني البديل) (2-2)
شبكة البصرة
صلاح المختار
أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام
مثل عالمي

في ضوء الملاحظتين السابقتين دعونا ننظر الى البعث في ضوء ما تقدم ولنتساءل : اين وصل البعث في العام السابع للغزو وبعد حملات دموية فاشية لاجل اجتثاثه عقائديا وتنظيميا؟ هل حقا انتهى البعث او ضعف بعد كل ما تعرض له وهو امر لم يتعرض له اي حزب او جماعة في الوطن العربي لدرجة ان عدد شهداء البعث بعد الغزو فقط اكبر من عدد اعضاء اي حزب في الوطن العربي وبلا استثناء؟ فيما يلي الجواب بتفاصيل دقيقة معروفة الان :
1 – الان يوجد للبعث في العراق تنظيم جماهيري ضخم جدا يضم مئات الالاف من البعثيين، تم انتقاءهم بدقة وبعد اختبارات امنية وسياسية، من مجموع اكثر من خمسة ملايين حزبي كانوا في الحزب حتى الغزو. ان البعث الان، وبفخر ما بعده فخر، ينفرد من دون باقي التنظيمات بتغطية كل العراق تنظيميا، من الشمال في المحافظات الكردية الى الفرات الاوسط في الجنوب، مرورا ببغداد. البعث الان هو الحزب الوطني الوحيد الذي لديه قواعد تغطي كل العراق بأبعد قرية فيه، ويمثل كل مكونات العراق : العرب والاكراد والتركمان والمسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيدية السنة والشيعة...الخ. بفخر مرة اخرى لا يوجد حزب او تنظيم جماهيري في العراق يضم كل مكونات العراق الا البعث. وكل الاخرين عبارة عن تنظيمات طائفية او عنصرية، او انها تنظيمات وطنية تمثل كل العراقيين لكنها عبارة عن نخب محدودة العدد بصورة تجعلها عاجزة عن التأثير لانها بلا قواعد، وبما ان العراق المحتل يحتاج لقوة رئيسية ذات قواعد جماهيرية ضخمة تحسم الصراع مع الاحتلال، بتوفيرها عنصر التماسك والوحدة الوطنية، فان البعث يمثل هذه القوة الام التي تستطيع ان تستقطب الكتل الصغيرة وتدمجها في اطار جبهة وطنية عريضة.

2 – الان يملك البعث الالة العسكرية العراقية : القوات المسلحة الوطنية وفصائل جهادية بلغ عددها 37 فصيلا، وتلك قوة لا يملك اي طرف اخر ولو جزء بسيط منها، وهي قوة لا تخدم اهداف الحاضر فقط، واهمها هدف تحرير العراق، بل هي أيضا ضمانة ما بعد التحرير من خلال قدرتها على ضبط الامن وتوفير الامان لكل مواطن عراقي. في هذا الاطار فان البعث يفخر بانه نجح في جعل المقاومة المسلحة تمثل كل العراقيين، من خلال وجود فصائل في اطار القيادة العليا للجهاد والتحرير، تمثل كل مكونات العراق من عرب واكراد وتركمان وصابئة ومسيحيين ومسلمين وشيعة وسنة ويزيدية.

3 – البعث يملك القدرة الرئيسية التكنوقراطية والبيروقراطية، وهي القدرة التي تحتاجها الدولة اي دولة. ان الخبراء والمهندسين والعلماء والاكاديميين والدبلوماسيين والعسكريين والفنيين والاداريين هم بغالبيتهم الساحقة ابناء البعث ومن صنعه، اذ يكفي البعث فخرا انه خرج اكثر من 300 الف حامل شهادة ماجستير ودكتوراه خلال حكمه، ويكفيه فخرا انه أهل مئات الالاف من خبراء ادارة الدولة والمجتمع، ويكفيه فخرا انه خرج مئات الالاف من الفنيين في مختلف المجالات التي لا تقوم دولة متقدمة بدونها. وهذه الميزة لا يملكها اي طرف اخر صغيرا او كبيرا، وهي ميزة تؤهله لاعادة بناء الدولة والمجتمع في اسرع وقت وبأقل التكاليف، وتجربة اكثر من 6 سنوات من الاحتلال تثبت ذلك اذ ان كل محاولات بناء دولة فشلت نتيجة الطابع اللاوطني للمشروع المنفذ من جهة، ومحاولات تغييب البعث وقواه العامة من جهة ثانية.

4 – البعث يملك واحدا من افضل اجهزة المخابرات في العالم وجاءت تجربة الغزو لتعمق هذه الحقيقة، ويكفي هنا ان نكشف النقاب عن حقيقة مجهولة وهي ان المخابرات العراقية الوطنية والشرعية لعبت الدور الرئيسي في بناء فصائل المقاومة العراقية، بكافة انواعها وايديولوجياتها. وهذه حقيقة يعرفها غير البعثيين من المقاومين الذين اعتمدوا على ضباط مخابراتنا الابطال في بناء فصائلهم وتعليمها فنون القتال وصنع الالغام وتفجير الدبابات واسقاط الطائرات بواسطة اسلحة او مواد متوفرة في السوق. ولقد اصيب بول بريمير الحاكم المدني الامريكي في العراق بالذعر حينما اكتشف مدى تقدم وكفاءة المخابرات العراقية وقال ان الخطر الاكبر الذي يهدد القوات الامريكية ليس العمليات العسكرية للمقاومة، رغم خطورتها، بل قدرة المخابرات العراقية على اختراقنا واختراق الاخرين في العراق. ان المخابرات العراقية كانت ومازالت الدرع العظيم لشعب العراق ودولته الوطنية، وهي منظمة متطورة ومهنيتها عالية، وهي الان الحارس الامين للثورة المسلحة الذي يحميها من التأمر ومحاولات الاختراق والشرذمة، وهي جاهزة لحماية العراق المحرر من اي تخريب محتمل بعد طرد الغزاة.

5 – البعث قام اثناء حكمه الطويل ببناء علاقات رجال الدين وزعماء العشائر بالدولة، وفقا لمنظوره الوطني والقومي، فتأسست علاقات متطورة وايجابية لعب فيها رجال الدين وزعماء العشائر دورا وطنيا فعالا في حماية العراق والدفاع عنه، وبعد الغزو، ورغم كل ما حصل، فان البعث يفخر الان بانه اعاد بناء صلاته برجال الدين المجاهدين ضد الاحتلال وزعماء العشائر العرب والاكراد بشكل خاص، واتم عمليه حشد الطاقات العراقية من اجل يوم الحسم التاريخي. ان قوة البعث الان لا تنبع من تنظيماته الحزبية فقط، رغم انها هائلة العدد رائعة النوعية، بل ايضا من الدعم الجماهيري الكبير والفعال للبعث الذي تقدمه العشائر العراقية ورجال الدين العراقيين الذين اقتنعوا بعد سنوات من الكوارث بان الدور القيادي للبعث في تحشيد وتوحيد طاقات العراقيين هو الشرط الحاسم للتحرير الناجح والكامل.

6 – ان النجاح في التحرير اذا لم يقترن بوجود قدرة على مواصلة النجاح في بناء واعادة بناء الدولة والمجتمع عمل ناقص وادى في تجارب ثورات اخرى الى ردة او فشل كارثي، نتيجة التخبط والافتقار للمعرفة والخبرة والتجربة في مجالي بناء الدولة والمجتمع وادارة العلاقات الخارجية للدولة. ان الثوار الذين حملوا السلاح لطرد الغزاة غالبا ما واجهوا الفشل عند استلام السلطة وتحولوا من ثوار الى جزارين يتقاتلون على السلطة. من هنا فان احدى اهم ميزات الثورة العراقية المسلحة هي انها ثورة نظمها واعدها حزب وحكم وطني له تجربة 35 عاما في بناء وادارة الدولة وتنظيم العلاقات الخارجية مع الدول الاخرى والمنظمات الدولية، ولذلك فان الثورة العراقية ليست بحاجة لتكرار اخطاء الثوار الذين استلموا الحكم في دول اخرى وهم بلا اي تجربة او خبرة، نحن في العراق لدينا الان جهاز دولة كامل، بكافة تخصصاته الاساسية خصوصا الامنية والخدمية والدبلوماسية، وهو قادر على الادارة الناجحة الفورية للدولة والمجتمع خلال ساعات وليس ايام بعد طرد الغزاة منطلقا من خبرات عميقة ومتراكمة.

إذن ثمة سؤال يطرح نفسه في ضوء ما تقدم وهو : هل بالامكان تحرير العراق من الاحتلال واعادة بناء الدولة والمجتمع بعد التحرير بدون البعث؟ الجواب العملي هو كلا، فأي محالة لتجاهل ما ذكرناه من حقائق يفضي حتما الى كارثة الفشل والاقتتال العراقي – العراقي.

المشروع الوطني العراقي
وهنا يجب توجيه الضربة القاضية لفكرة بناء مشروع بديل بالتذكير بحقيقة اساسية وهي ان العراق لو لم يكن لديه مشروع وطني وقومي شامل لما تعرض للغزو وما سبقه من اعمال حربية وعدائية معروفة، والمشروع العراقي الوطني والقومي الذي حفز امريكا والصهيونية والغرب الاستعماري وايران، الشريك الرئيسي والاهم لامريكا والصهيونية في غزو العراق، تجسد في انجازات وليس بشعارات فقط، واهم ملامح المشروع ما يلي :
1 – استعادة الثروة الوطنية بتاميم النفط وهو حلم كل العراقيين.
2 – تسخير موارد النفط وغيرها من موارد العراق لبناء مجتمع عراقي متقدم علميا وتكنولوجيا، وفيه صناعات حديثة وزراعة ممكننة، من اجل لحاق العراق بالعالم المتقدم وانهاء مرحلة الاقتيات الطفولي على انجازات الغرب وغير الغرب، في اطار هدف مركزي وهو جعل العراق منطقة جذب واغراء لكل العرب على طريق تحقيق الوحدة العربية. لقد قام البعث بخلق جيش من العلماء والمهندسين والفنيين لا نظير له في الوطن العربي والعالم الثالث، وهو بالقياسات النسبية اكبر من علماء ومهندسي وفنيي الغرب كله. وذلك انجاز عظيم مكن العراق من تحقيق تقدم مذهل عد اختراقا خطيرا للخطوط الحمر التي وضعها الغرب والصهيونية لحركة العرب، مثل التوصل الى طريقة عراقية في تخصيب اليورانيوم وصنع قمر صناعي عراقي وانتاج صواريخ عراقية ودبابات عراقية الخ.
3 – نجح المشروع العراقي الوطني والقومي في محو الامية والفقر وجعل الطب والتعليم مجانيين - بعد تطوير نواة الطب والتعليم التي كانت موجودة قبل وصول البعث الى السلطة، ووفر خدمات عامة مجانية او شبه مجانية فقام اول مجتمع رفاهية متوازنة في الوطن العربي.
4 – بنا العراق جيشا عظيما جعله القوة الاقليمية العظمى الوحيدة التي ردعت الكيان الصهيوني وحققت معه التوازن الستراتيجي على طريق دحره وتحرير فلسطين.
5 – نجح المشروع الوطني العراقي في حل اهم واخطر مشكلة داخلية وهي المشكلة الكردية بالاعتراف بالقومية الكردية واقامة الحكم الذاتي لاكراد العراق، وبذلك سجل المشروع الوطني العراقي انه الوحيد الذي حل المشكلة الكردية.
6 – نجح المشروع الوطني العراقي في تأكيد وحدة الامة العربية من خلال تخصيص جزء من ثروات العراق وامكانات العراق الفنية لدعم الاشقاء العرب.
هذه بعض الانجازات العظمى وغيرها كثير جدا، وان واحدا من هذه الانجازات فقط مثل محو الفقر، يكفي لجعل المشروع العراقي مشروعا تاريخيا ويوجب على كل عراقي دعمه والمساهمة في نجاحه وتقدمه واالمحافظة عليه.
باختصار : كان المشروع الوطني العراقي يطمح في بناء الانسان العراقي على اسس جديدة تجعله طليعيا في تقدمه وعلمه ومرتاحا في الداخل اجتماعيا واقتصاديا وهو ما تحقق قدر كبير منه.
هذه بعض ملامح المشروع الوطني وهي بمجملها كانت تشكل انقلابا جذريا في حالة العراق حرره من مصائب الفقر والامية والمرض والتمييز الطبقي والتخلف، ووضعه في طليعة امم الارض السائرة نحو المشاركة الفعالة في صنع الحضارة الانسانية.
الاحتلال جاء لتدمير هذا المشروع وهي حقيقة أثبتتها خطوات الاحتلال التي قامت على تخريب كل ما بناه العراقيون لدرجة استهداف تاريخهم بنهب المتحف وتحويل بابل الى قاعدة عسكرية، مثلا، لذلك فان السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه على كل وطني هو هل الواجب الوطني يسمح بتجاهل هذا المشروع وادعاء وجود ضرورة لبناء مشروع بديل؟ ام ان الضرورات الوطنية تحتم اعادة بناء هذا المشروع الوطني وتحسينه وتجديده وتعميقه في ضوء تجربة الغزو؟ الا تشكل الدعوة لمشروع بديل خدمة لاهم اهداف الاحتلال وهو تدمير ومحو المشروع الوطني العراقي؟

ماذا لدى (البديل الوطني)؟
في ضوء ما تقدم لابد من طرح سؤال محدد ربما لم يخطر ببال من يدعو لبديل وطني جديد، ونقصد القسم الوطني ممن يدعون لذلك، وهو : هل يملك هؤلاء جهاز دولة خبير ومتمرس يستطيع تجنب كوارث الافتقار للخبرة عند استلام السلطة؟ وهنا يجب ان نوضح مسألة مهمة وهي ان الثوار الذين التحقوا بالثورة المسلحة في العراق بعد اطلاقها من قبل البعث، وبعضهم لم يكن سياسيا وليست لديه تجربة سياسية ودفعه الشعور الوطني او الديني لمقاتلة الغزاة، ان نجحوا في القتال ببسالة، فانهم، في الاطار العام، ليسوا مؤهلين لاعادة بناء دولة خربت، ولا لادارة دولة هي الاشد تعقيدا من بين كل دول الاقليم، او لحل مشاكل مجتمع خطير جدا بعقده الفريدة الحالية كالعراق بعد زرع الالغام الطائفية والعرقية والثأرات وغير ذلك، لانهم ببساطة لا يملكون الخبرة السابقة اداريا ومهنيا، او ان هويتهم الايديولوجية والطائفية تشكل عائقا امام قبولهم من قبل الاطراف الاخرى.
ماذا يعمل احد هؤلاء حينما يكون في الحكم؟ دون ادنى شك سوف يلجأ من ليس لديه خبرة للاسلوب الاسهل وهو تكرار الاخطاء الناجمة عن التجريب، وانجراره مع اصراره على مواصلة تجربة بدائل غير معروفة الى الصدام مع ثوار اخرين، مثله يفتقرون للتجربة، وهكذا سيجد الثائر البطل نفسه مضطرا لقتل وتصفية رفاقه واخوانه في الجهاد وتحميل الشعب كوارث جهله وعدم خبرته. فهل هذا هو المطلوب بعد تحرير العراق؟ ام ان المطلوب هو تقليص معاناة العراقيين الكارثية الحالية وعدم تحميلهم كوارث صراعات عناصر تفتقر للخبرة في ادارة الدولة والمجتمع؟
ومن يراهن على استقطاب كوادر الدولة الوطنية لاجل الاعتماد عليها في البناء الجديد سيكتشف ان المسالة الاساسية ليست الاعتماد على التكنوقراط والبيروقراط بل هي كيفية استخدامهم وفي تحديد الاولويات في هذا المجال، فبناء الدولة هو ليس هندسة ومعمار في المقاوم الاول بل هو تصور ستراتيجي لقيادة ذات خبرة يقوم المهندس والفني بتقديم تطبيق عملي له، بعد ان يوضح القائد او القيادة السياسية ما هو المطلوب، ثم بعد ذلك يشرف العقل السياسي المجرب الذي وضع الخط الستراتيجي العام على خطوات تنفيذ بناء الدولة بكافة مشاريعها يصوبه ان خرج عن الخط الستراتيجي العام. وهنا، في هذا المنعطف التاريخي الخطير، فان الثوار الذين ابلوا بلاء رائعا في مقاتلة الاحتلال سوف يجدون انفسهم امام معضلة قديمة قدم الدولة ذاتها وهي كيفية ادارة دولة بعد حرب تحرير بوجود قوى مختلفة متناقضة وضغوط خارجية، ربما تكون خطيرة، في بيئة الافتقار للخبرة على مستوى راس الهرم الحاكم او عقله السياسي الذي يفترض فيه ان يكون مجربا ومحنكا.
ان المعادلة الناجحة في حالة مثل حالة العراق هي ليست استخدام الخبراء والمختصين بل هي في كيفية توجيههم وتحديد الاولويات لهم وتلك مهمة راس الهرم، ولهذا فان راس الهرم يجب ان يكون من ذوي الخبرة في قيادة التكنوقراط والبيروقراط اذا كان المطلوب هو اعادة بناء العراق باقل الخسائر والتضحيات.
ومن يراهن على قدرته على كسب ضابط او بضعة ضباط من القوات المسلحة او جهاز المخابرات الوطني عليه اعادة النظر الان وقبل ان يجد نفسه وقد سلم رقبته لمن يظن انه سيحميها، لان الانضباط في البعث يتعدى ما يعرفه هؤلاء جميعا، وكل بعثي عسكري ومدني لا يمنح ولاءه الا للحزب وقيادته الشرعية، وحينما يجد البعثي ان هناك نفسا تأمريا على الوطن فسوف يبادر لقمع المتامرين بلا تردد.
اما الحقيقة الاهم فهي ان من كان يقود الدولة وبنا العراق العظيم المتقدم والحر والمرفه لن يسمح لاي كان بان يبدد تضحيات ملايين العراقيين قبل الغزو وبعد الغزو نتيجة رغبته في الحكم، رغم انه لا يملك اي مؤهلات تمكنه من النجاح، وتلك حقيقة يجب الانتباه اليها قبل فوات الاوان. ان حكم العراق ليس لعبة شخص يحلم بان يصبح حاكما، ولا رغبة محمومة في التسلط، حكم العراق ونوعه وطبيعته هو الشرط المسبق لاكمال تحرير العراق بتوفير الامن والاستقرار والخدمات والمنعة العسكرية والامنية والمحافظة على كرامات الناس واموالهم وحريتهم، وهذه متطلبات مرتبطة بجيش موجود وقوى امن موجودة وجهاز دولة موجود وخبرات دولة موجودة وجماهير ضخمة مستعدة للحسم. من هنا فان من يفكر في الوصول الى الحكم عليه ان ينتبه لما سبق ذكره والا فانه سيورط نفسه وربما سيورط العراقيين في كارثة اخرى نحن في غنى عنها.

ما حقيقة لغم المشروع البديل؟ وهل هو وطني حقا؟
وفي ضوء ما تقدم علينا ان نواجه السؤال التالي : من هم الداعون لبناء مشروع وطني؟ وماهو دورهم الفعلي وثقلهم داخل العراق؟ هل هم وطنيون حقا؟ ومن يقف وراءهم؟ هنا نترك الوطنيين الذين يريدون تبني مشروع وطني بديل ونتناول فقط العناصر غير المعروفة بخطها الوطني والتي لها صلات بجهات مشبوهة او معادية للعراق وتدعو لتقديم مشروع وطني بديل. وفيما يلي ملاحظات رئيسية :
1 – ان هؤلاء يقيمون في خارج العراق ولذلك فان دورهم هامشيا ولا قيمة له في داخل العراق، ومن المؤكد ان من بينهم من يدفعه حب ظهور او رغبة تزعم حتى لو تم ذلك على حساب قضية العراق الوطنية وورطه في تعامل مشبوه مع جهات تريد تلغيم مسيرة التحرير او ارباكها على الاقل.
2 – ان بعض هؤلاء مكلفون بواجبات استخبارية محددة وهي تمزيق الصف الوطني ومحاولة اختراق القوى الوطنية تحت شعار بناء المشروع الوطني البديل، لان فرضية الحاجة لمشروع بديل جزء من مخطط تدمير المشروع الوطني العراقي الذي كان قائما قبل الاحتلال وتم الاحتلال من اجل تدميره، لذلك فان ضرورات الاحتلال تقتضي العمل من اجل مشروع بديل لكنه غير وطني على الاطلاق.
3 – ومن المؤشرات القوية على صلة هذا الصنف بمخابرات الاحتلال، او بعض المخابرات العربية التي تخدم المخابرات الامريكية، تجاهلهم التام لحقيقة بارزة بروز الشمس في رابعة النهار في يوم تموزي، وهي ان المقاومة بفصائلها الرئيسية لديها مشروع وطني واضح يقوم على تحرير العراق واقامة حكومة مؤقتة تحكم العراق لمدة عامين تعيد خلالها بناء الدولة والخدمات والامن وتهيأ لانتخابات حرة يتولى الحكم بعدها من يفوز، وعند ذاك من حق الفائز ان يقدم مشروعه الكامل للحكم وبناء الدولة. ان تجاهل هذه الحقيقة يصب في، ويخدم مباشرة، هدف الاحتلال وهو انكار وجود مشروع وطني من اجل السماح بارباك بعض الناس بشعار المشروع البديل وفتح ثغرات تسمح باثارة الفتن والمشاكل، وطرح مشاريع مشبوهة تقوم على اضعاف العراق اما بنزعة ليبرالية هي السم الزعاف للعراق القوي والفاعل اقليميا ودوليا من خلال شرذمة مركز صنع القرار، او مشاريع طائفية - عنصرية ترهن العراق لقوى اجنبية دولية واقليمية وتقسمه عمليا وربما رسميا.
4 – ان دعاة المشروع البديل يتحركون من اجل ايجاد كتلة مهمة تضم انفار وتجمعات صغيرة عارضت المشروع الوطني العراقي قبل الغزو، وتعارض وترفض المشروع الوطني للمقاومة رغم ان البعض منه اخذ يتظاهر بدعم المقاومة كشرط من شروط خداع البعض بوطنية هذا التوجه، واخطر ما فيه انه يسعى لمنع المقاومة من لعب دورها بعد التحرير تحت غطاء (اقامة حكم تكنوقراط تكون المقاومة فيه مجرد جهة استشارية قد يقبل رايها او يرفض)! انها لعبة المخابرات الامريكية البريطانية للتخلص من المشروع الوطني الاصلي والمقاتل قبل وبعد الاحتلال، وهذه اللعبة تعتمد على اغراءات السلطة والمناصب حيث ان من ينشط في هذا المجال يقدم الوعد الكبيرة لمن يؤيده.

الخلاصة
الملاحظات والتحليلات السابقة تقودنا الى مجموعة حقائق اهمها :
1 – من الواضح جدا ان دعاة بناء المشروع، سواء اطلقت عليه تسمية (المشروع البديل) او (المشروع الوطني لملأ الفراغ)، يقوم على فكرة مضللة تماما وهي وجود فراغ سياسي في العراق يجب ملئه بمشروع بديل، وهذه الفكرة هي جزء اساسي من خطة امريكية بريطانية – اقليمية ايرانية، والتي كلفت بعض الجهات العربية بتنفيذها، لذلك فانه مشروع التفافي يقصد به تجريد المقاومة والقوى الوطنية من حقها الطبيعي ومن حتمية الاستمرار في دفع العراق نحو اكمال التحرير بأقامة نظام وطني متماسك واضح الهوية على مختلف الصعد، من اجل ايصاله الى حالة الاستقرار والامن وتصفية عوامل عدم الاستقرار تمهيدا لاجراء انتخابات حرة تسمح لمن يفوز باستلام الحكم دون عوائق او عقبات. هذه هي الوظيفة الاولى للدعوة لبناء مشروع وطني.
2 – يظن هؤلاء بان تعدد فصائل المقاومة المسلحة يسمح بطرح البديل على اساس خلق قيادة وطنية تساعد المقاومة على التوحد وتوفر لها خبرات شخصيات او كتل غير حزبية من التكنوقراط او من بيروقراطية الدولة الوطنية التي دمرها الاحتلال، وهكذا يسمح هذا الطرح بالتشكيك بقدرة المقاومة على استلام الحكم او ضمان وحدة موقفها في مرحلة الحسم، وهو طرح تحيطه الشبهات اكثر من غيره لان المقاومة، وان تعددت فصائلها، الا ان فيها قوة مركزية عسكرية ومدنية قادرة على الحسم بمفردها ان تعذر التنسيق مع الاخرين، وهي تملك كل مقومات الحسم ومواصلة عملية التحرير وبناء الدولة مجددا.
3 – ان اي بديل للمقاومة ما هو الا بديل سرطاني ملغوم دون ادنى شك، وسرطانية البدائل تنحدر من حقيقة ان هناك قوة وطنية مركزية في المقاومة مؤهلة بالتجربة العميقة وبالقدرة القتالية على القيام بواجب التحرير واعادة البناء لذلك فان كل بديل اخر هو ظاهرة سرطانية ومرضية يجب استئصالها بلا تردد قبل التحرير عن طريق فضحها وعزلها. لقد انتهت مرحلة النمو السرطاني في التشكيلات العراقية حالما تحددت الخنادق وتم تمييز هوية كل خندق ولم يعد بالامكان خلط الخنادق من اجل الخداع والتضليل.
4- كما قلنا في عام 2005 بالقلم العريض وبصراحة تفرضها مصلحة العراق، حينما عقد مؤتمر بيروت، الذي كلف بوضع (مشروع بديل) شامل ليكون قاعدة اعادة بناء العراق، ان اي دعوة، وبغض النظر عن تاريخ او هوية من يتبناها او يؤيدها، تقوم على نفي دور المقاومة او الحط من شأنها وتريد منعها من ممارسة دورها القيادي والحاسم في اعادة بناء العراق هي دعوة تخدم مباشرة مشاريع الاحتلال المختلفة وتضر بالمشروع الوطني القائم والحاسم والمالك لكافة متطلبات اعادة البناء البشرية والفنية.
في ضوء ما تقدم فان كل وطني حقيقي يريد طرح مشروع بديل عليه ان يتذكر ما سبق وقلناه وان يعيد النظر في موقفه من اجل ان يكون جزء من حركة تحرير العراق وجزء من عراق ما بعد التحرير بالتحاقه بالمشروع الوطني للمقاومة والقوى الوطنية الداعمة لها والتي تشكل قاعدتها الجماهيرية وضامنة استقرار عراق ما بعد التحرير. ليس المطلوب الان تعدد مشاريع التحرير او البدائل بل توحد كل الطاقات والجهود الجماعية والفردية، السياسية والفنية، من اجل تسهيل عملية التحرير وضمان اعادة بناء العراق بأقل المشاكل والتحديات.
نعم على من يدعو لبناء مشروع بديل، ان كان وطنيا حقا ومتجردا من حب السلطة حقا، ان يلتحق بما هو موجود منذ الغزو وان يعمل من داخله او معه، فذلك المشروع المقاوم هو وحده من يخدم العراق وما عداه محض محاولات شرذمة يجب التصدي لها بلا تردد وعزلها بعد فضحها.
المطلوب الان ردم الثغرات وليس خلقها، المطلوب الان التجرد من عقد السياسات العربية والعراقية، وبالاخص التخلص من (عقدة البعث) التي صارت سما قاتلا لمن تصيبه تدفعه حتى لتفضيل الاحتلال وعملاء الاحتلال على التعاون مع البعث والمقاومة من اجل حرمانهما من النصر الحاسم.
ولو كان هؤلاء يملكون حقا القدرة العامة على تحرير العراق وانقاذه لكنا اول من يدعمهم ويبارك دورهم المنفرد، لكنهم، وكما اثبتت تجربة السنوات الست الماضية اعجز من ان يحركوا قشة في داخل العراق، من هنا فان المحافظة على وطنية من كان وطنيا منهم مرهونة بدعم القيادة العليا للجهاد والتحرير والانضمام اليها اوالتحالف معها، على المستوى العسكري، والانضمام الى الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية على مستوى القوى السياسية. وهذه الدعوة لا تفهم بصورة صحية الا اذا تذكرنا بان البعث والمقاومة يتبنيان منهاجا واضحا ومعلنا منذ عام 2003 أساسه اقامة حكم وطني ائتلافي ديمقراطي يسمح لمن يفوز في الانتخابات بحكم العراق، وليس فيه مجال لحكم العراق بشكل منفرد وبعيدا عن صناديق الاقتراع، الامر الذي يزيل اي تخوف من قيام حكم للبعث بشكل منفرد، ويقدم حلا وطنيا ديمقراطيا لازمة العراق التقليدية التي اندلعت منذ عام 1959، وهي ازمة الصراعات العراقية – العراقية.

ذلك هو طريق السلامة الوطنية الوحيد الذي يسمح بالتحرير بدون مخاطر كبيرة ويوفر للعراق فرصة تضميد كل الجراح واقامة تقاليد سياسية جديدة تتحكم بها الديمقراطية ومعاييرها الواضحة.
نبّصر ونحن نبصر بعين زرقاء اليمامة ما سياتي من ايام.
26/6/2009
salahalmukhtar@gmail.com
شبكة البصرة
الاحد 5 رجب 1430 / 28 حزيران 2009

حول غالوي/صحيفة الشرق الاوسط


النائب البريطاني جورج غالاوي لـ«الشرق الأوسط»: ما زلت متمسكاً بوصفي لبلير وبوش كـ«ذئبين» و المزاعم عن حصولي على أموال من بغداد هي افتراءات كاذبة
لندن: عمار الجندي اعتبر النائب البريطاني جورج غالاوي ان الادعاءات التي ذكرتها صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية حول تلقيه «مكافآت» مادية من نظام بغداد السابق، عارية من الصحة. وشدد على انه تعرض لنفس الافتراءات المتعلقة بالمال منذ صار ناشطاً مؤيداً للحقوق العربية قبل نحو 30 عاماً. واكد النائب العمالي أنه لايزال عند كلامه الذي وصف فيه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الاميركي جورج بوش بـ«ذئبين» انقضا على العراق. جاء ذلك في مقابلة اجرتها امس «الشرق الاوسط» على الهاتف مع النائب الذي يقضي حالياً عطلة في بيته بمنطقة قريبة من مدينة بيرغاو في ساحل الغارف في البرتغال. وفي ما يلي نص المقابلة.
* يبدو أن الوثيقتين اللتين نشرتهما صحيفة «ديلي تلغراف» في اليومين الاخيرين، هما رسالتان حقيقيتان تؤكدان تلقيك اموالاً من نظام بغداد السابق، فهل تقر بذلك؟
ـ لم أر اياً منهما حتى الآن، وقد وصلتني ترجمتهما فقط. بيد ان الرسالة الثانية، كما فهمت، لم تأت على ذكر اسمي. وما يمكنني ان اقوله عنهما هو انهما غير صحيحتين. لابل هما نتاج كذب متعمد. وبروز الرسالتين على هذا النحو يبدو غريباً جداً. لكن التزوير والخداع كان جزءاً لايتجزأ من الملف العراقي، فكما تعلم كانت هناك قضية اسلحة الدمار الشامل و مسألة العقود مع النيجر (لشراء مواد تتعلق بالبرامج النووية العراقية) و كذلك سرقة معلومات وردت في أطروحة اكاديمية. ولم اقم بطلب المال بتاتاً. ربما كانت الوثيقتان قد زورتا أو تم تحريفهما، بيد أني لا استطيع الحكم على ذلك، وان محاميي ينظرون المسألة وسيقولون رأيهم. لكن يجب ان أذكر ان صحيفة «التايمز» لفتت في عددها الصادر اليوم ((امس) الى ان الرسالة التي نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف» (اول من امس) كانت على درجة من الاضطراب، فقد حملت تاريخين مختلفين والرجل (مسؤول أمني عراقي) الذي يفترض ان يكون قد اجتمع بي لم يذكر اسمه، مما يعني ان الامر برمته يكاد يستند الى أقوال تناقلها البعض. وفي حدود علمي، لم اجتمع مطلقاً برجال أمن عراقيين، ولماذا افعل وانا كنت قادراً على الوصول الى كبار المسؤولين في البلاد.
* وماذا عن الرسالة الثانية التي ابرزتها الصحيفة للدلالة على ان صدام رفض طلبك؟
ـ اعتقد ان الرسالة التي نشرت اليوم (أمس) لاتشتمل على ذكر اسمي، والامر مجرد تلفيق من اساسه لانني لم اطلب مالاً قط من العراق.
* ولم لاتطلبون اذا كنتم ستقومون بحملة لصالح حكومة ما عليكم أن تحصلوا على تكلفة شن هذه الحملة ولايمكن لأحد ان يتوقع منك ان تدفع من حسابك الخاص نفقات حملة لمصلحة بلد اجنبي؟
ـ حملتنا لم تكن يوماً من اجل الحكومة، بل كانت منذ البداية من اجل الشعب العراقي. ولو حصلنا على اموال، او حاولنا الحصول على مساعدات، من صدام (لجمعية مريم) لكان ذلك خطيراً ومؤذياً جداً. لم نفعل ذلك على الاطلاق. وقد كانت مصادر دعمنا الاساسية ثلاثة، اولها حكومة الامارات العربية المتحدة، والثاني الحكومة السعودية والثالث رجل الاعمال الاردني فواز عبد الله زريقات الذي كان رئيساً لمجلس لادارة جمعية «نداء مريم».
* هذا هو رجل الاعمال الاردني الذي قيل انه اشتغل كوسيط لنقل الاموال العراقية اليكم في جمعية «مريم»؟
ـ هذا محور الدعوى القضائية (التي يعتزم غالاوي اقامتها). لم يكن هناك وسيط من هذا النوع بيننا وبين الحكومة العراقية. وفواز رجل اعمال اشتغل في العراق منذ 1986، اي قبل برنامج النفط لقاء الغذاء بزمن طويل. وهو يمثل عدداً من اكبر الشركات العالمية في الاردن. وكان من اللاعبين الاساسيين في الحملة ضد العقوبات المفروضة على العراق، كما دعم «نداء مريم» دعماً كبيراً، وهذا هو السبب الذي دفعني الى التحالف معه.
*هل ما زلت مصراً على وصفك لبلير وبوش بـ«ذئبين» انقضا على العراق و «حمارين» يقودان «اسوداً»، كما قلت في مقابلة مع فضائية ابو ظبي ؟
ـ نعم أنا متمسك به حتى الآن.
* وهل تخضع فعلاً لتحقيق حزبي بسبب وصفك لبلير بـ«ذئب» و «حمار»؟
ـ لا اخضع حالياً للتحقيق. و لا اظن أن اللجنة التنفيذية (اعلى سلطة في حزب العمال) مخولة باجراء تحقيق في استعمالي كلمة «ذئب».
* وماذا عن احتمال عدم السماح لك باعادة ترشيح نفسك لمجلس العموم؟
ـ اتمنى الا يقوموا بذلك، لكنهم اذا فعلوا فسأقاوم هذا القرار.
* وهل تتمتع بتأييد كاف يجعلك متفائلاً بترشيح نفسك من جديد على رغم معارضة القيادة الحزبية؟
ـ احظى بدعم واسع في دائرتي الانتخابية وفي البلاد. ويأتي قسط كبير من هذا الدعم في الحقيقة من منظمات اسلامية ومن مسلمين بريطانيين. وكثيرون ، بينهم مسلمون، وجهوا رسائل لرئيس الوزراء يطالبونه بعدم معاقبتي او منعي من ترشيح نفسي مجدداً.
* لكنك ستخضع كما يبدو الى تحقيق رسمي بشأن كيفية صرفك لأموال جمعية «مريم»؟
ـ صحيفة «التايمز» التي ذكرت هذه الانباء قالت ان القضية (التحقيق) لاتزال في مرحلة مبكرة جداً. وارى ان هذا التقرير الذي أتى استتباعاً لتقرير سابق نشرته الصحيفة ذاتها، هو عمل قصدت منه خدمة نفسها . لكن ليس هناك قضية تستوجب التحقيق. فنداء مريم لم يكن يوماً جمعية خيرية، بل كان على الدوام بمثابة الحملة السياسية. ولم نقم بشيء في هذا الاطار نشعر بالحاجة للاعتذار عنه.

عن غالوي.../محمود...


لماذا اصبح النائب البريطاني جورج غالاوي اكثر عروبة من بعض العرب؟
كتبهامحمود أبو فروة الرجبي ، في 26 آذار 2008 الساعة: 13:57 م
لماذا اصبح النائب البريطاني جورج غالاوي اكثر عروبة من بعض العرب؟
اليكم هذا المقال المنقول والذي يبين سبب تعاطف النائب البريطاني جورج غالاوي مع العرب والفلسطينين.. لعل احدا من بعض العرب الذين يقفون عائقا امام دعم القضايا العربية ياخذون منه العبر. مع الشكر لاصحاب المقال الاصلي.
محمود
النائب البريطاني جورج غالاوي في البحرين
26/03/2008
غالاوي: "لن يستسلم الشعب الفلسطيني بعد ما قدمه من تضحيات"
أسامة الكوهجي - الجزيرة توك - البحرين
النائب في البرلمان البريطاني السيد جورج غالاوي، يعتبره الكثير من العرب والمسلمين مناضلاً قومياً وأحد أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية في الغرب، كيف لا وهو الذي بدأ مشواره في الدفاع عن الفلسطينيين وإيصال صوتهم إلى العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، سواء في البرلمان البريطاني أو في المحافل الدولية، أو عبر الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها.
استضافت البحرين السيد غالاوي الذي جاء في زيارة خاطفة للمملكة، لا ليقدم فقرة ترفيهية أو يؤدي كما يؤدي المغنين على حسب تعبيره، ولكنه كما يقول: جئتكم الليلة لتخرجوا دفاتر شيكاتكم ومحافظكم لتساعدوا إخوانكم الفلسطينيين، فهذا "واجب" -قالها بالعربية- على كل من يؤمن بالله أن يساعد أخيه، بغض النظر عن الاعتبارات السياسية للقضية، فمن يهتم بالقضية الفلسطينية في العالم قليلون وأنا واحد منهم، هؤلاء الذين تركوا لله ولم يبق لهم أحد، واليوم سنجمع مئات الآلاف من الدنانير لمساعدتهم..
في الكلمة التي ألقاها السيد غالاوي خلال حفل العشاء الخيري الذي استضافه، شكر الملك والمنظمين على استضافتهم له كما شكر الوفد البحريني الذي كان محاصراً في غزة الشهر الماضي على جهودهم في مساعد الفلسطينيين، ثم قال بأنه جاء للبحرين من داخل مبنى البرلمان البريطاني، مصدر المصائب على العرب والمسلمين، حيث كان سايكس وبيكو يقسمان الوطن العربي بالمسطرة وقلم الرصاص، بعد أن كان كما قالها بالعربية: "شعب عربي واحد من مراكش للبحرين"، ومن وحيث الغرفة التي وقع فيها بلفور وعده المشئوم بإقامة وطن ليهود العالم على أرض فلسطين، أو بتعبيره: الشعب الأول وعد الشعب الثاني بإقامة وطن له على أرض الشعب الثالث!

ويرجع السيد غالاوي بذاكرته إلى العام 1975، حيث كان يقطن في بلدة صغيرة في شمال شرق اسكتلندا عندما كان ناشطاً في حزب العمال، وقد كان حينها لم ير عربياً أو مسلماً قط، جاءه شاب فلسطيني يشبه عمر الشريف -في نظره- يسأل عن كيفية إيصال القضية الفلسطينية إلى البرلمان البريطاني، فأخبره أنه سيحاول إيصال القضية لهم، فجلس معه الشاب لمدة ساعتين يشرح له الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني وكيف شرد من أرضه، وعن أحوال اللاجئين المزرية. وبعد ذلك اللقاء زار السيد غالاوي لبنان ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين والتقى بكثير من المناضلين الفلسطينيين كياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد وجورج حبش وغيرهم، وكان يزور مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ويسألهم من أين جاءوا، فلم يجبه أحد باسم مخيمه أو مكان لجوءه، بل كانوا يذكرون أسماء بلداتهم الأصلية في فلسطين، على الرغم من أن الكثيرين منهم لم يروا بلداتهم في حياتهم، وكان بعض اللاجئين ما زالوا يحملون مفاتيح بيوتهم في فلسطين. ومنذ ذلك الحين أصبح من أوائل المناصرين للقضية الفلسطينية، بل أصبح كواحد من الفلسطينيين.



أما عن الثمانينيات فيقول السيد غالاوي: لقد غزت إسرائيل لبنان ودمرت بيروت بيتاً بيتاً وحجراً حجراً، وقرأت في تلك الأيام مقالة للكاتب الصحفي روبرت فيسك يصف فيها حال القتلى والجرحى في مجزرة صبرا وشاتيلا التي جرت أمام أعين العالم ومسمعه ولم يتحرك أحد لوقف هذه المجزرة الإرهابية، بل اعتبروا أن القتلى هم الإرهابيين الذين يستحقون القتل، وأن منفذي المجزرة هم الضحايا وأصحاب الحق! والآن ومع مرور 14 سنة على توقيع اتفاقية أوسلو للسلام برعاية أمريكية لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، فإن الوضع لم يتحرك شبراً واحدا بل ازداد سوءً، فالبلدات الفلسطينية ترزح وراء جدار كبير خانق، واقتلعت الآلاف من أشجار الزيتون. وقد مضت خمس سنوات على اعتداء شارون على مخيم جنين الذي يقطنه قرابة 15 ألف نسمة في مساحة لا تتعدى كيلومتر مربع واحد، والذي يصعد قاطنوه على أسطح منازلهم لكي يرمقوا من بعيد بيوتهم وأشجارهم وحدائقهم في مدينتهم حيفا التي هجروا منها، وبعد هذه المجزرة أقنع شارون البعثات الدولية أن العملية كانت عبارة عن دفاع عن النفس، فحزموا حقائبهم ورحلوا!




وعن الأحداث الأخيرة فيقول السيد غالاوي: أحداث غزة الأخيرة كانت الجحيم على وجه الأرض، وهي "المحرقة" كما وعد بها الإسرائيليين، وإذا كان 80% من سكان فلسطين يعيشون على المساعدات الخارجية، فإن 100% من أهل غزة يعيشون عليها. لقد محت إسرائيل فلسطين من على الخارطة، وأصبح العالم لا يعترف بشيء اسمه فلسطين أو فلسطينيين، وقد سارع وزير الخارجية البريطاني بشجب عملية القدس الأخيرة التي قتل فيها 8 طلاب إسرائيليين، في حين أنه لم يأبه إلى أكثر من 120 فلسطينياً قتلوا في غزة خلال أربعة أيام. وعندما قلت لمذيعة سكاي نيوز في مقابلتي الشهيرة أنها تحفظ أسماء جميع الجنود الإسرائيليين الأسرى وتعرف عائلاتهم، لكنني تحديتها بأن تذكر لي اسم أحد أفراد عائلة الطفلة التي قتل أهلها على شواطئ غزة فلم تستطع أن تذكر اسماً واحداً، وهذا لا يعني إلا أن الدم الإسرائيلي أغلى -في نظرهم- من الدم الفلسطيني. ولكن كما أقول دائماً: لن يستسلم الشعب الفلسطيني، فقد قدموا العديد من التضحيات والكثير من الشهداء، وعلى الرغم من عدم توفر الدواء والغذاء والشراب النظيف فإنهم لن يستسلموا أو يسلموا أرضهم.

يذكر أن حفل العشاء الخيري تضمن مزاداً على لوحات فنية بلغ ريع بيعها حوالي 30 ألف دينار، كما بيع كتاب للسيد غالاوي يحمل توقيعه بمبلغ 10 آلاف دينار، هذا بالإضافة إلى ريع طاولات العشاء وما جمع من تبرعات من الحضور.
















الارشيف

المتواجدون الآن