من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

مفهوم العلمانية/الطليعة العربية في تونس

مفهوم العلمانية: قراءة في سياق تاريخي
العلمانية ليست كشفا نبوياً وهي لا تعبر عن أية عقيدة دينية ولا تنضوي في أي كتاب مقدس، إنها حالة من حالات التفكير والتأمل والمناقشة والممارسة»‏ كلود نيكوليه‏ "ترتبط فكرة العلمانية بالتصورات الديمقراطية والجمهورية، وهذه الفكرة تتسم بطابع الحداثة وقد وظفت تاريخيا في مواجهة الإكليروس ورجال الدين في العصور الحديثة "‏ كلود موس‏ يعد مفهوم العلمانية من أكثر المفاهيم الإشكالية تعقيداً وإثارة للحوار والجدل في ثقافتنا العربية والإسلامية المعاصرة. وقد اتخذ هذا المفهوم صورة بالغة السلبية في ثقافتنا العربية الإسلامية المعاصرة، وحُمّل دلالات تنأى عن مقاصده الفكرية، وقد بالغ كثير من المفكرين في تقديمه متشبعاً بدلالة إلحادية حتى أصبح معادلاً لمفاهيم الكفر والإلحاد والزندقة والمفارقة الإيمانية، وذلك إلى الحد الذي بدأ يستخدم فيه كأداة للاتهام والتكفير والإقصاء. ومن الطبيعي أن يأخذ هذا المفهوم منحاه هذا كنتيجة طبيعية للتحميل الأيديولوجي الذي يأخذ طابعاً راديكالياً بدلالاته ومعانيه.‏ وقد أثار هذا المفهوم في التجربة الغريبة جدلاً واسعاً، ولاسيما في عصري التنوير والحداثة في أوروبا، وشكل أحد محاور الصراع بين الاتجاهات السياسية التنويرية من جهة والثقافة البابوية الكنسية من جهة أخرى. وانتهى هذا الصراع إلى انتصار ساحق للاتجاهات الفكرية التنويرية في أوروبا، فأثمر تجربة علمانية رائدة في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية المختلفة في المجتمعات الغربية، حيث قدرّ لهذه المجتمعات أن تستحضر هذا المفهوم في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية وأصبح (العلمانية) واقعاً حياً تتم ممارسته بصورة طبيعية في هذه المجتمعات .‏ وفي الوقت الذي توجه فيه الدول الغربية مسارات الحياة الاجتماعية والسياسية والتربوية على إيقاعات التصورات العلمانية، فإن مفهوم العلمانية ذاته ما زال في طور الغموض والجدل في الثقافة العربية المعاصرة. وتأسيساً على هذا الغموض المشاكل لهذا المفهوم تنطلق مقالتنا المتواضعة هذه للتعريف بالسياق التاريخي لهذا المفهوم حيث نجد ضرورة التعريف التاريخي بأبعاد وإشكالية العلمانية في مهدها الغربي. فمسألة العلمانية مسألة ولدت في أتون التطور الغربي في منتصف القرن الثامن عشر، وكانت هذه العلمنة تعبيراً عن ضرورات حيوية للتطور الفكري والسياسي في أوروبا. وبالتالي فإن فهم هذه التجربة والتبصر في مقتضياتها ضرورة حيوية لفهم الأنظمة السياسية والاجتماعية في أوروبا والكشف عن ملابساتها في ثقافتنا وأنظمتنا التربوية.‏ مفهوم العلمانية:‏ إنه لمن الاستحالة بمكان تحديد البداية التي ظهر فيها مفهوم العلمانية للمرة الأولى. ومع ذلك يمكن الإشارة إلى ولادة هذا المفهوم تحت تأثير متزامن لصيرورة من الاتجاهات الفكرية المتواترة عبر الزمن والمتقاطعة مع تطور الأوضاع السياسية والاجتماعية للمجتمعات الغربية الحديثة في القرن التاسع عشر تحديداً. ومما لا شك فيه أن ولادة هذا المفهوم وتبلور دلالاته جاء كحصاد لفعاليات فكرية واجتماعية وتاريخية عبر الزمن في دورة التحولات الاجتماعية للمجتمعات الغربية في اتجاه التأصيل المستمر للحياة الديمقراطية على أسس علمية. فالعلمانية كما يقول كلود نيكوليه claude nicolet ليست كشفاً نبوياً وهي لا تعبر عن أية عقيدة دينية ولا تنضوي في أي كتاب مقدس، إنها حالة من حالات التفكير والتأمل والمناقشة والممارسة. وهذا التصور يضعنا في صورة الصعوبة التي يتضمن عليها مفهوم العلمانية. وهذه الصعوبة ناجمة بحسب موريس باربيير maurice barbier عن ثلاثة عوامل أساسية: أولها:‏ إن العلمانية لا تقع في منظومة المفاهيم الجوهرية،‏ وثانيها: إن هذا المفهوم يرمز إلى القطيعة بين الدين والدولة، وأخيراً فإن هذا المفهوم ليس مفهوماً ساكناً بل مفهوما دينامياً متغيراً.‏ هذا وتشكل الثورة الفرنسية في عام 1789 المجال الحيوي لنشأة مفهوم العلمانية، حيث انطلقت هذه الثورة لتأكيد الطابع الدنيوي للحياة السياسية والفكرية في أوروبا ضد سلطة الكنيسة والنظام الملكي الإقطاعي في فرنسا. ويعتقد بعض المفكرين أن مفهوم العلمانية laïcité قد شهد ولادته الأولى في العهد الإغريقي القديم. ومع ذلك فإن مفهوم العلمانية كما نعرفه اليوم وكما يفرض نفسه يشكل فكرة جديدة مختلفة تماماً عما كان عليه الحال في الحضارة الإغريقية القديمة أو في غيرها.‏ يعود أصل كلمة العلمانية (laïcité) إلى اللفظة الإغريقية laikos حيث سجلت لاحقاً حضورها اللاتيني في الكلمة laicus، وترمز إلى السكان الذين لا يملكون المعرفة، وهذه الكلمة كانت تقابل كلمة كليروكس klericos وتعني الطبقة العارفة التي تمتلك الأسرار المقدسة للحياة. وهذا يعني أن أصل كلمة العلمانية laikos في العصر الوسيط ترمز في الأصل إلى عامة الشعب أو دهماء الأمة بينما ترمز الكلمة النقيضة لها klericos إلى الطبقة العليا أي الطبقة الكهنوتية في المجتمع وهي طبقة تحظى بامتيازات المعرفة والسلطة والمال.‏ وفي العصر الوسيط، عصر الهيمنة المسيحية في أوروبا، كانت كلمة العلمانية أي le laïc ترمز ببساطة إلى هؤلاء الذين تمّ تعميدهم وقبولهم في الطائفة المسيحية بوصفهم أعضاء مخلصين لجماعاتهم. أما كلمة "كليرك " clerc فإنها تدل على الأشخاص الذين يمتلكون امتيازات كنسية مقدسة ويشكلون طبقة دينية اجتماعية ذات امتيازات كهنوتية في المجتمع.‏ وفي المرحلة التي بدأ فيها الدين يخسر مواقع الهيمنة والسيطرة بدأت كلمة علماني " لاييك " laïc تطلق على الأشخاص الذي لا يعلنون عن انتماءاتهم الدينية. في عام 1862 ترجم روير clémence royer كتاب دارون في أصل الأنواع "l’origine des espèces" حيث تعترف الكنيسة أدبيا بأصل النشأة ولكنها ترفض صيغتها التطورية. ولم تكن الفلسفة منفردة في الهجوم على الدين ونقده حيث وجدت الفلسفة تعزيزا لهجومها النقدي في تقدم العلوم والمعارف الإنسانية. ففي عام 1860 ظهرت الوضعية على le positivisme على يد أوغست كونت auguste conte حيث قدمت ترجمتها العقلانية للكون والحياة وأبطلت مفعول الورائيات والغيبيات الدينية. وعلى هذا النحو أخذت المعرفة الإنسانية لا تعترف إلا بما قد تمّ اختباره وبرهنته في بوتقة التجربة العلمية. وفي هذا السياق يعلن فيري في عام 1875 بأن تاريخ المسيحية يستحق التقدير ولكنه في الوقت نفسه يؤكد رفضه لكل الأوهام الدينية وأن هذه الأوهام لن تنال حضورها أبداً في المرحلة اللاحقة.‏ ولكن مفهوم العلمانية laïcité بدلالاته المعاصرة ولد في العصور الحديثة، وقد وظف هذا المفهوم ضد سلطة الدين ورجال الكهنوت والإقطاعيين بصورة واضحة. وكما يقول كلود موس claude mosse: " ترتبط فكرة العلمانية بالتصورات الديمقراطية والجمهورية، وهذه الفكرة تتسم بطابع الحداثة وقد وظفت تاريخيا في مواجهة الإكليروس ورجال الدين في العصور الحديثة ". وفي هذا السياق عملت الثورة الفرنسية على إسقاط سلطة الكنيسة وأعلنت نهاية الإمبراطورية الكنسية في أوربا برمتها. ولكن الحضور المميز لهذه العلمانية بدأ إبان القرن الثامن عشر عصر التنوير الأوروبي حيث دكت المعاقل الأخيرة للكنيسة وهيمنتها على الحياة الفكرية في أوروبا. وفي هذا الصدد يقول لويس كابران louis caperan: إن الفكرة العلمانية أخذت صورتها المميزة في الموسوعة الفرنسية للتنوير في القرن الثامن عشر(موسوعة الفيلسوف الفرنسي ديدرو diderot )، وبدأت الفكرة العلمانية تتواتر في القاموس الفلسفي لفولتير dictionnaire philosophique de voltaire وفي العقد الاجتماعي عند جان جاك روسو le contrat social de rousseau وفي الكثير من الأعمال الفكرية التاريخية في عصر التنوير. وكانت الرسالة العلمانية التي أعلنت في ذلك العصر تنم عن إعلان تنويري يعلي من شأن التسامح والحرية ويرفض أشكال القهر والعبودية الدوغماتية والإكليروسية كلها، وفي هذه الرسالة التاريخية نجد تأكيداً لوجود الإنسان الحر بعيداً عن أشكال الدوغماتية الدينية والعقائدية السائدة في العصر كلها.‏

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن