من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

الاعدامات السرية في " العراق الجديد "/د.مثنى عبد الله

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل تمهد الاعدامات السرية طريق السلطة الديمقراطية في العراق
شبكة البصرة
د. مثنى عبدالله
ناشط سياسي عراقي
هل يعقل ان يعم الحب في زمن الكوليرا والطاعون؟ أو ان تبرعم أزهار الديمقراطية في عتمة الخوف القابع فوق الجفون؟ وهل يمكن ان يستمر الزيف والتزوير الى مالانهاية في افواه حكام القتل واللصوصية ومليشيات الموت وهم يدعون ليلا ونهارا بانهم جائوا لتخليص البلاد من الدكتاتورية؟ هذه الاسئلة وغيرها أثارتها فينا الصحافة البريطانية في تحقيقها عن غرف الموت السرية في سجن الكاظمية في بغداد، لكن الحقيقة سوف تبقى ناقصة في ظل غياب شهود الاثبات، وفي لجة الدعاية الامريكية للنموذج الديمقراطي الشرق الاوسطي. المدفوع ثمنه المعلن ب 300 مليون دولار لقنوات فضائية عربية مشبوهة، وصحافة صفراء، واشباه مفكرين ومحللين سياسيين، اتخذوا من الدعارة السياسية وسيلة للارتزاق في زمن مطلوب فيه شرعنة الاحتلال، وتجميل الوجوه العميلة القبيحة، والتغاظي عن قتل مئات الالاف من الابرياء بدم بارد في كافة انحاء العراق.
لم يبزغ الفجر بعد ومازال حظر التجوال ساريا، عندما أقتحمت مجموعة مؤلفة من اثنا عشر شخصا دارنا، بعد ثمانية ايام من اطلاق سراحي من سجن المطار، التابع للقوات الامريكية، بعد ان امضيت فيه سنتان وثلاثة اشهر، متهما بمقاومة قوات الاحتلال الامريكية، كان بعضهم يرتدي ملابس مايسمى الحرس الوطني الحكومي، والاخرين بملابس مدنية، يستقلون سيارات حكومية واخرى مدنية، وفي وسط الصراخ والشتائم التي توالت علينا منهم عرفنا انهم يبحثون عني، حيث تم اقتيادي من داخل البيت بملابس النوم، وتقدموا بي نحو شخص معمم كان يجلس داخل أحدى السيارات، فاخرج من حقيبته صورة لي طابقها مع وجهي فقال نعم هو، لم يتم كلمته حتى انهالت علي الضربات من كل جانب، وتم عصب عيني وتقيد يدي ورجلي، والقي بي في الحقيبة الخلفية للسيارة، وماكادت السيارة تتحرك حتى سمعت وابلا من الرصاص، لم استطع سوى التكهن بانه وسيلة لارهاب المواطنين الذين تجمعوا في باب دورهم صباح ذاك اليوم لمشاهدة الحدث، كي لايتجرأ أحد لاخذ رقم أحدى السيارات، او التعرف على وجوه المقتحمين.
لم تمضي سوى ثلاثة ارباع الساعة تقريبا حتى توقفت السيارة التي تقلني وفتح الصندوق الخلفي لتمتد لي عدد من الايدي فتحملني الى حيث لاادري، حينها شعرت بلطمة قوية على وجهي اسقطتني ارضا، ثم امتد ت الي مرة اخرى لتنزع عن عيني قطعة البقماش التي عصبوا بها عيني، عندها تلاقت عيني بعينيه، فصاح بي مستهزءا أهلا وسهلا بالمناضلين، اين ستذهب اليوم مني، لقد اشتريناك منهم، فاذا كنت امنا لديهم في السجن سنتان، فانت اليوم في الشعبة الخامسة، الا تعرف الشعبة الخامسة في استخبارات صدام، نعم انت اليوم ضيفها، ثم صاح باعلى صوته (سيدنا هذا جاهز)، لم تمضي سوى لحظات حتى تقدم مني شخصان كانت بيد احدهما هراوة غليظة والاخر كان يحمل كيبل كهربائي، واقتادوني الى غرفة كانت أثار الطلقات لم تزل على جدرانها، وبقع دماء تكومت فوقها اكوام من الذباب، كانت نافذتها الخارجية تطل على نهر دجلة، وكان يتدلى من السقف حبل غليظ، وفي وسطها طاولة اشبه بطاولة المنضدة عليها مساند لتثبيت اليدين والقدمين، يلتصق بسطحها السفلي جهاز كهربائي تم ربطه بالكهرباء، وفي ركن الغرفة كانت منضدة صغيرة صفت فوقها عدد من الاشياء المختلفة الاستخدام، مكواة كهربائية، مثقاب كهربائي، مطرقة، ومفك يدوي. اتجه احدهم لغلق الباب بينما أنهال الاخر بالضرب علي بالكيبل في جميع الاتجاهات، عندها سقطت ارضا فهجم الاثنان علي فخلعوا ملابسي عني، وانهالوا علي ضربا بكل شيء، فتفجرت الدماء من جميع انحاء جسدي، حتى شعرت بان الغرفة دارت امام عيني وانقلبت فوقي ولم اعد اشعر بشيء بعد ذلك. لاادري كم هو الوقت الذي استغرقته وانا فاقد الوعي، لكن الماء الذي القي في وجهي اعاد الحياة لي مرة اخرى، فوجدت نفسي ملقى على المنضدة الوسطية وقد كبلت يداي وقدماي على سطحها، لم تمضي سوى لحظات حتى شعرت بان الماكنة الكهربائية المربوطة بالمنضدة قد بدات العمل، ولكون المنضدة كانت من جزئين فقد بدأ كل جزء يسير بالاتجاه المعاكس للاخر، مما يؤدي الى سحب الاطراف السفلى الى الاسفل والاطراق العليا الى الاعلى، حتى بدات اشعر وكاني سوف اقسم الى نصفين من وسطي، لم اتمالك نفسي امام الالم الرهيب حتى صرخت صرخة من شارف على الموت، تم ايقاف الكهرباء فعاد نصفي المنضدة الى بعضهما البعض، فتقدم مني احدهم قائلا، اذا كنت مستعدا للاعتراف فلن ترى هذه الماكنة مرة اخرى، اما اذا كنت غير مستعد لذلك فاقسم جسدك الى نصفين. تم اقتيادي الى غرفة اخرى، وجلست امام منضدة كانت مفروشة بالاوراق بغير انتظام، يجلس على طرفها الاخر شخص كث اللحية، يتحدث العربية بصعوبة تشير انه ليس عربي الاصل، باغتني فورا، هل ستعترف، قلت بم، قال من هم الذين عملت معهم؟ ما أسمائهم وعناوينهم؟ من الذي كان يمول اعمالكم؟؟وعشرات الاسئلة على هذه الشاكلة، ثم ترك ورقة بيضاء امامي وقال اكتب. قلت ياسيدي سنتان يحقق معي الامريكان ولم يجدوا دليلا ضدي، لم يدعني اكمل حتى قال سانزع اليوم جلدك عن عظمك، فاأعادوني الى نفس الغرفة مرة اخرى، التي اصبحت احد ضيوفها الدائميين على مدى ثلاثة اشهر قضيتها في هذا السجن.
لم يكن قد مضى على وجودي في المكان سوى ثلاثة ايام، عندما فتحت باب الزنزانة، ودخل السجان وهو يدعونا باستهزاء لحضور حفل الليلة، لم افقه ماقال، لكنه قيدني مع زميلي الاخر وقادنا الى غرفة اخرى، دخلت اليها فوجدت الكثير من السجناء يجلسون ارضا، بينهم الشيخ والشاب والحدث، بينما كان رجل في الثلاثين من العمر، ينتصب واقفا أمام الجميع وقد قيدت يداه، تم جلب بقية السجناء حتى امتلات الغرفة ثم اغلقت الباب، فتقدم احدهم وهو يحمل بيده هراوة غليظة، بدأ يلوح بها امامنا، وهو يتحدث شاتما لاعنا ليشرح لنا كيف ان هذا الرجل الواقف امامنا الان هو من الطائفة ال(......)، ولم يستطع الامريكان الحصول على اعتراف منه بانه عمل مع المقاومة العراقية لكنهم حصلوا على اعترافه بذلك، وهو سيلقى جزائه اليوم امامنا، تم وضع الحبل المتدلي من السقف حول عنق الرجل، واوقفوه على صفيحة دهن فارغة لايتجاوز ارتفاعها اربعين سنتمترا، ثم دحرج احدهم الصفيحة من تحت رجليه، ولكون الحبل طويلا ولاتوجد مسافة بعيدة تحت قدمية فقد سقط على الارض متدليا بالحبل لكنه لم يمت وراح يصرخ صراخا مدويا، ويرفس بقدميه كما الذبيحة، لكنهم انهالوا عليه ضربا بالهراوات حتى تضرج بدمه وفارق الحياة، عندها طلبوا منا جميعا ان نبصق على وجهه جميعا، وقبل ان نغادر الغرفة تم اختيار خمسة افراد منا كنت احدهم، كي نحمل الجثة الى خارج القاعة، حيث تبين ان هناك خندقا طويلا على الساحل الغربي لنهر دجلة المحاذي للسجن، يبدو ان الجيش العراقي السابق قد عمله للتموضع فيه، بغية التصدي للعدوان الامريكي ايام الغزو، ثم طلب منا رمي الجثة في الخندق والقاء التراب عليه.
عدنا الى الزنزانات المخصصة لنا ونحن نمشي على غير هدى، بينما كان السجانون يكيلون لنا الشتائم ويتوعدونا بنفس المصير غدا او بعد غد، لكنني لم اكن اصدق اطلاقا بان هذه الجريمة ستكرر يوميا، عندما سمعت ذلك من زميلي الذي يشاطرني نفس الزنزانة، وهو يصف لي التفنن اليومي بالقتل، حتى تيقنت في الليلة التالية من صدق كلامه، عندما دعينا مرة اخرى الى نفس الغرفة التي كانوا يطلقون عليها أسم (ملهى الطاحونة الحمراء)، كانت الضحية هذة المرة رجل تجاوز الخمسين من العمر، عمل سابقا ضابطا في الجيش العراقي السابق، وكان امرا لاحدى الوحدات العسكربة وقد افرجت عنه القوات الامريكية بعد اعتقال دام ثلاثة سنين، وهذا ماسمعناه منه، حيث كان على الضحية ان يقدم نفسه قبل الاعدام، وبعد ان انهى كلامه برز احد السجانين اليه وقام بوضع حذائه على كتفه، قائلا له باستهزاء هذه نجمة اخرى لك مني فقد رفعنا رتبتك اليوم الى رتبة أعلى ياسيدي وتكريما لبطولتك وشجاعتك، وتقدم الاخر منه وهو يخيره بين الموت شنقا او رميا بالرصاص باعتباره عسكري، لكن ثالثهم أقترح عليه القتل بالكهرباء على الطريقة الامريكية كما قال، وفورا تم جلب جهاز اشبه بجهاز شحن بطارية السيارة وتم ربط يده في طرف وقدمه بالطلرف الاخر، وربط الجهاز بالكهرباء، وماهي الا لحظات حتى أخذ الرجل يتدحرج على الارض في كل الاتجاهات، ويشخر شخيرا عاليا، ويزبد فمه وانفه، حتى فارق الحياة، بعد ان أ سودت يداه وقدماه، ثم طلب منا كالعادة أن نبصق في وجهه قبل االمغادرة.
كنت في شك تام من ان القوات الامريكية على علم بما يجري هنا، عندما حدثني زميلي السجين من انهم يترددون بين الحين والاخر على هذا الموقع، لكن نداء السجان علينا للخروج لتنظيف ارضيات السجن بمناسبة قدوم الامريكان، جعل الحقيقة واضحة امام عيني، كما انه نبهنا الى عدم التحدث معهم باي شيء، والذي سيتحدث معهم بالانكليزية سيتم قطع لسانه، ثم استدرك قائلا عموما هم لن ياتوا اليكم ليروكم، هم سوف يذهبوا الى قاعة السجينات كي يقضوا احلى الاوقات مع رفيقاتكم في النضال ثم يتصرفوا وقد كان صراخهن وعويلهن ودعوات كبيرات السن منهن على الجنود الامريكيين التي سمعناها في تلك الليلة، دليل على ان القوات الامريكية شريكة فعلية في الجريمة التي ترتكب في هذا السجن بعيدا عن الانظار.
كان يوم الرابع عشر من كانون الاول عام 2007، شاهدا على ابشع جريمة في هذا السجن، وهي وصمة عار في جبين الاحتلال واعوانه، وكل من سار في ركبهم، واعانهم بلسانه او بيده او بلسانه، حيث دخلنا غرفة الاعدامات فوجدنا اربعة عشر شخصا مقيدي الايدي مكممي الافواه يصطفون على حائط الغرفة، وعندما جلسنا على الارض نهض احد السجانين واقفا امامنا قائلا بانهم خلية مقاومة يريدون ارجاع العراق الى الدكتاتورية، وسنقبرهم اليوم مع الدكتاتورية، فانهال بالضرب عليهم بالهراوات والكيبلات، ثم بدوا بتعليقهم بالحبل المتدلي من السقف واحدا بعد الاخر، كانت ارجلهم تمس الارض وهم متدلين بالحبل من رقابهم عندما يدفعون الصفيحة من تحت ارجلهم ويبقون يرفسون وهم مختنقين دون ان يموتوا، حتى ينهون حياتهم بطلقة في الراس، او بضربة هراوة على الاعضاء التناسلية، لكن ايشع مارايناه عندما صعد أطول من فيهم وهو شاب في مقتبل العمر، قوي البنية، عندما تم دفع الصفيحة من تحت قدمية، أنتصب واقفا على الارض لكن رقبته معلقة بالحبل، ولازالت الروح فيه، وجسده يقاوم الموت، حتى قفز اثنان من السجانين على كتفيه كي يزيدوا من ثقل جسده الى الاسفل، حتى توتر الحبل وضغط بقوة على رقبته حتى فارق الحياة، لقد تقيء الجميع وفقد البعض الاخر الوعي ونحن ننظر الى الاجساد المتكومة بعضها فوق البعض، لكنهم لم يوعزوا لنا بالانصراف هذه المرة، بل قال احدهم لديكم عمل شعبي اليوم، عليكم ان تنقلوا هذه الجثث الى الخندق على ضفة النهر فورا، ولم تمض ساعة من الوقت حتى كانت الجثث متكدسة في الخندق، ثم طلبوا منا أن نجمع بعض الاخشاب والاعشاب الملقاة هنا وهناك ونرميها فوقهم، ثم تقدم أحدهم بصفيحة نفط ونثرها عليهم، فاوقد النار في كومة الاجساد والاخشاب، وأمر السجانين بصرفنا الى الزنزانات المخصصة لنا. فلينظر احرار العالم ماذا يجري في العراق، وكيف ان المهمة انجزت فيه على خير مايرام، واصبح نموذجا للشرق الاوسط الجديد، ذلك المشروع الذي بشر به بوش زعيم اقوى دولة في العالم، والذي استنبطه من اظلم زاوية في التاريخ.

24/01/2009
شبكة البصرة
السبت 1 ربيع الثاني 1430 / 28 آذار 2009
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2009/0309/mothna_280309.htm

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن