من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

ذكرى استشهاد الامام الحسين: دروس وعبر نعيشها اليوم/ماهر زيد الزبيدي


ذكرى استشهاد الإمام الحسين : دروس وعبر نعيشها اليوم..
شبكة البصرة
ماهر زيد الزبيدي
تمر هذه الأيام وفي كل عام في شهر محرم الحرام ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الذين بذلوا دمائهم وأنفسهم من اجل حفظ القيم الإلهية وكرامة الإنسان. إن مدرسة الإمام الحسين (ع)مثلت العمق الإنساني في الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله.بعد أراد الإمام في حركته أن يثبت للعالم إن هؤلاء الطغاة الذين حملوا ظاهر الإسلام واستبطنوا الكفر والانحراف هم لايمثلون الحالة الإسلامية الصحيحة، لأنهم دنسوا كل القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام وهدروا كرامة الإنسان وسلبوا حريته التي وهبها الله تعالى إليه }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {[الإسراء : 70، أن الصرخة الأولى التي أطلقها الإمام الحسين ضد الظلم والظالمين ليصحح بها مسار الأمة وصرخته الأخرى كانت: ألا ترون إلى الحق لايعمل به والى الباطل لايتناهى عنه هذه العوامل وأمثالها دفعت بالإمام الحسين (ع) إلى نتيجة المواجهة مع هؤلاء لان السكوت على باطلهم يؤدي إلى ضياع القيم الإلهية وإشاعة مفاهيم الجاهلية في الأمة. وما نشاهده اليوم من الظلم والفساد والقتل في العراق الجريح على يد المحتل وأذنابه الأنجاس المتسترين بثوب الدين هو امتداد لذلك التاريخ الاسودمن خلال مفاهيم لأتمت للإسلام ولا لأهل البيت عليهم السلام بصلة، إن هذه المفاهيم المنحرفة اليوم نراها تسود بفعل ممارسات الحكام الظالمين الذين جاء بهم المحتل من ممارسات عدوانية من نهب وقتل وتهجير وفساد والإفساد وبدع بدئوا فيها يحرفون قضية الإمام الحسين عليه السلام التي بذل دمه الطاهر من اجل إحياء قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء على الصمت والخنوع للباطل وان الإمام الحسين هو اكبر ثورة للتغير وإزالة المفسدين و هو هدف وغاية كبرى على مر العصور حيث ستكون أيام عاشوراء فرصة للأحزاب(الدينية) لعرض برامجها الانتخابية والترويج لدعايتها الانتخابية واستعراض قدراتها من خلال جذب جماهيرها في مواكب عزاء يحضرها كبار قادة هذه الأحزاب وسيشارك هؤلاء القادة جماهيرهم في هذه المراسم في مجالس وتجمعات جماهيرية من اجل استذكار المناسبة وحشد الدعم الشعبي لهم في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 7 آذار/مارس المقبل هؤلاء يقولون للناس في الجوامع والحسينيات انتخبوا القائمة التي توفر لكم اللطم والزيارة والقيمة حتى لوا حرمتنا من الكرامة و الكهرباء والماء ولكن عاشورا هذا العام جاء على خلاف ما يشتهون من خلال شعارات أطلقتها مواكب أبناء كربلاء والمحافظات الأخرى تندد بموقف هؤلاء الكذابين الدجالين بعد احتلال الفكة من قبل أسيادهم الفرس المجوس والعمل على البدع ماهي إلا مواجهة جديدة ضد القيم الإلهية التي جاء بها الإسلام المحمدي الأصيل. أن الخط لهؤلاء المتسترين باسم الدين على طول التاريخ يريد ان يثبت إرادته بلغة العنف والقتل ليفرض قيمه الجاهلية السوداء على الأمة لأنه لايملك القدرة على الحوار بالدليل كما أراد الله منا ذلك فيمارس الظلم والقتل والبدع المتخلفة والصد عن سبيل الله. ولكن وعي الأمة وأبناء شعب العراق العظيم لم ولن تستسلم لهؤلاء العملاء الطغاة وأذنابهم مهما بلغت التضحيات.
إن صرخة الإمام الحسين (ع) علمتنا إن إرادة التضحية هي المنتصر وان الدم سينتصر على السيف مهما طال الزمن وان مصير الخونة القتلة إلى جهنم وبأس المصير، وان قيم الله العادلة في حفظ كرامة الإنسان هي التي ستنتصر في بناء دولة الإنسان، دولة الحق والعدل. إن هذا اليقين المطلق عند الإمام الحسين(ع) بالانتصار المعنوي في مقارعة الظالمين وتحريك الأمة بالاتجاه الصحيح مهما حاول الطغاة سحق إرادتها هو الذي دفعه إلى التضحية، رغم علمه انه يخسر المعركة ماديا ولكنها سيربحها معنويا لتكون دماؤه الطاهرة وأهل بيته وأصحابه منارات تنير الدرب لكل الأحرار في الأرض. وهذا ماحصل. إن الأمة التي حاول الطغاة سحق إرادتها لايمكن أن تستفيق من غفلتها والخروج من استرخائها إلا بالتضحية، لان التضحية تمثل الوقود الدائم في مواجهة الطغاة وإعادة القيم الإلهية إلى واقع الحياة.. فلابد لنا من إحياء قيم الإمام الحسين في نفوسنا وأهلينا ومجتمعنا لمواجهة التحديات الكبيرة التي يمثل عناوينها كل انواع الظلم، وخصوصا ان معممي الدجل الجدد الذين يسعون بكل جهدهم لمنع القييم الالهية من الواقع الاجتماعي والسعي لإحياء المفاهيم و الممارسات التي تسئ لأهل البيت ومكانتهم وجهادهم واستشهادهم من أجل الوصول إلى غايات و أهداف مرسومة وهي في سبيل ذلك تلجأ إلى خلق البدع التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان بحيث أن المرء يخال أحيانا وکأنه أمام منقبة أو مأثرة غير عاشوراء، فقد سعوا لتجريد هذه ألذکرى العطرة من مضامينها الأساسية و إظهارها بمحتوى غريب لم نألفه نحن و لا آبائنا أو أجدادنا، محتوى مزروع فيه الکثير من الأشواك أملا في حرف هذه ألذکرى عن حقيقتها وعليه نرجو من القارئ الكريم الاطلاع على الرابط التالي الذي يحتوي على قراءة حسينية للشيخ المرحوم احمد الوائلي يحذر ويستهجن فيها وبعصبية أولئك الذين يمارسون البدع الدخيلة لتشويه مكانة أهل البيت عليهم السلام في واقعة ألطف.حيث ان هؤلاء المتسترين باسم الدين من أهل البدع والخرافات يعتمون عليها ويمنعون بثها بوسائل الإعلام لأسباب معروفة
الرابط
شبكة البصرة
الثلاثاء 5 محرم 1431 / 22 كانون الاول 2009

ثقوب في شباك حكام مصر/الهادي حامد

الآن وبعد أن هدأت العاصفة ، بعد أن عبر من عبر ورسب من رسب، بعد أن فاض الحدث الرياضي الأخير بالفضائح وجرت أوساخنا على مرأى العين وأمام العدو والصديق، آن لنا أن نسأل ، وحق للحكومة المصرية ودوائرها الستراتيجية أو هياكلها البحثية أن تتساءل معنا بشجاعة وجرأة : لماذا يكره عموم الجمهور العربي النظام المصري..؟..وهل ثمة مايؤشر على تجاوز انفعال الكره إلى شعب مصر..؟..بل هل أن الكره موقف ورؤية أم انه مجرد انفعال عفوي وعابر ولا يحمل أية دلالة خاصة..؟نعرف جميعنا أن النظام المصري ميليشيا وليس نظاما سياسيا ، عصابة من المنحرفين والمنافقين والعملاء لقوى أجنبية وهياكل مدربة ومنظمة على تنفيذ الأجندة الصهيونية والأطلسية والأمريكية. كان هكذا وعلى هذا الوصف في أم المعارك، وفي معركة الحواسم والحرب الأخيرة على لبنان وعلى غزة بل كان طرفا في المعارك والحروب جنبا إلى جنب مع العدو بلا مواربة ولا خجل أو تردد...ولقد كان هذا الأمر واضحا وجليا أمام الشعب العربي ، بل ليس ثمة مظهر إجماع على امتداد الساحة القومية أكثر وضوحا من الإجماع على عمالة حكام مصر وكلاب المنطقة الحمراء في بغداد، فهم من معدن واحد ، هجين وخليط من مواد لاتلتقي إلا بإرادة الله سبحانه، تجد ذيولهم كلبية ومؤخراتهم قردية ووجوههم حميرية وظهورهم بعيرية وذكاءهم بغليا وسيقانهم سلحفاتية وخياشيمهم خنزيرية وبطونهم ثعبانية لولبية!!. زعموا أنهم مؤتمنون على وطن ومسؤولون على حياة شعبه وهم كاذبون غافلون عامهون شاربون آكلون نائمون إلى أن يدق عمر سليمان الباب حاملا تقريرا باعتقال ناشطين جددا أو هاتفين جدد بحياة فلسطين أو بنجدة غزة أو بالولاء لنهج صدام أو بسقوط الحاكم بأمر الله ووريثه القادم على مهل!...لقد خرجت مصر من الصراع العربي الصهيوني رغم أن العرب حكومات وشعبا وقفوا إلى جانبها إعدادا وقتالا، عسكريا وسياسيا ، ماديا وروحيا ولم ندع يوما إلى عودتها بقدر مادعونا الله أن يأخذ من تسلّط عليها واحكم المسك برقبتها حتى تستأنف تطلعاتها التي تتماشى مع حجمها التاريخي القومي والإنساني.كانت في كل حراك إقليمي أمني أو سياسي تقف إلى جانب العدو ويمنع شعب مصر الأبي الأصيل من التعبير عن مواقفه الوطنية وعن عواطفه القومية .فلعهد قريب كانت قوافل الأمن الرئاسي تركض خلف المتظاهرين وتشتت صفوفهم في الشوارع والحارات في الوقت الذي كانت فيه أم قصرصامدة أمام فلول الفولاذ الصهيوني الحاقد وكان فيه الجندي العراقي الشجاع يقدم لحمه ودمه بلا تردد...من اجل أن تكون لكلمة " عربي " معنى!.
لقد منعت ميليشيا الحكم في مصر التظاهر وأغلقت آذانها أمام رجاءات الناس في الوطن العربي والعالم الإسلامي وفي العالم كلّه لفتح معبر رفح وتمكين الأسر العربية في غزة من الغوث الذي شرّعته المواثيق الدولية...في هذه الظروف ، وفي كل الظروف المشابهة ، كان النظام المصري يدفع بالملفات الوطنية والقومية إلى المخابرات وقوات الأمن...بينما كانت الأسرة الحاكمة تمني النفس بعهد جديد من الجلوس على رؤوس المصريين البسطاء الذين افسد الفساد والاستبداد حياتهم ودمر مستقبلهم وجعلهم غرباء في كل لحظة لايحملون من اليقين إلا الأسماء وسمرة وجوههم وكلحها وبعض الرجاء من الله سبحانه وتعالى بخلاص قريب!.هنا اسأل : كيف لايحقد العربي عن النظام المصري..؟!!..نظام كهذا كيف يعشق وكيف تتعاطف معه الناس أو تؤيده الأقلام والعقول والحناجر..؟!!!..هل من يهتف للرئيس حسني مبارك يبدو إنسانا طبيعيا أم مخبولا ومعتوها ولا يعتد بهتافه..؟!!..حينما أريد المزاح مع والدي ، وهو الآن على فراش الموت ( الله يلطف به ويحسن عاقبته ) اذكر له حسني مبارك...حيث تتغير ملامح وجهه ويسودّ وينساق في لعنه...إذ يعتبره سمسارا وقوادا لليهود وعدوا للعرب لم يعرف التاريخ له مثيلا...أما إذا رغبت في المزاح مع عمي فاني اذكر له وزير خارجية الكويت الذي صار أميرا...خصوصا حينما يتحدث عن التغيير من داخل الشعب العراقي والريق يتناثر من فمه البعيري الممزق...لكننا نضحك بشكل هستيري حينما نذكر المسكين..!!أريد أن أقول للناس قولا يعلمه أكثرهم وأكثرهم يدرك صدقيته ووجاهته : أننا العرب ، مثقفون ومهنيون أغنياء وفقراء ، شيوخا وصبيانا ، عقلاء ومجانين ، مشرقيين ومغربيين، نكره النظام المصري كرها شديدا لااحتراز فيه ولا تحفظ عليه ، والسبب : النظام المصري. وأننا لن نيأس من عودة مصر حتى وان تمكن الوريث من الموروث وجلس الصبي المتصابي في مكان والده واسترسل مثله في النعاس وفي التعويل على عبقرية عمر سليمان...لانريد التفريط في مصر ، ولايقل عشقنا لشعب مصر عن عشقنا لشعب العراق المقاوم..فكلاهما يقاوم وكلاهما واع بعمق الانتماء للأمة لكن الأعداء تمكنوا منهما في غفلة من التاريخ وأوغلوا في سلخهما عنا والسير بهما بعيدا بعيدا بعيدا...هذا يفسر حسب اعتقادي انحياز الشعب العربي للفريق الجزائري في التنافس الرياضي الأخير، فصورة الفريق المصري تقترن في أذهان الناس بصورة حكام مصر. وكل من يحمل حقدا على هؤلاء يجد في منتخب الكرة مجالا لتصريف شحنة الحقد تلك وتصفية الحساب. رغم أن اللاعبين المصريين أكثر فنا من الناحية الكروية وان كان نظرائهم الجزائريين أكثر نضجا تكتيكيا وأكثر طموحا. ورغم كونهم جميعا أبناء امة واحدة ، فلو كان الزمان غير الزمان لكان للعرب فريق واحد ودولة واحدة وجيش واحد وخطة اقتصادية وتنموية واحدة وتمثيلا خارجيا واحدا وعلما واحدا...لوكنا نعيش هذا الزمان الافتراضي الجميل لكانت القوى العظمى تتصارع على خطف ودّنا وليس على ركوب ظهورنا!!!.
ليعلم الأخوة في مصر هذه الحقائق ، لم يناصر أهلنا في كل مكان وخصوصا في غزة الفريق الجزائري إلا لكون حكام مصر ناصروا العدو الصهيوني المحتل والقوا بأواصر القربى كلها ونفذوا ضدهم _كما ينفذوا إلى الآن_ حصارا فولاذيا تحت الأرض وفوقها زاعمين أن حركة المقاومة حماس تهدد امن مصر وتترصدها للانقضاض عليها. كأني بعمر سليمان تحصل على معلومات استخبارية مفادها أن حماس بصدد تجهيز قاذفاتها الستراتيجية وتحريك قواتها النظامية نحو الحدود مع مصر فضلا عن وجود حركة غير عادية لأساطيلها البحرية مما يؤشر على وجود نوايا حمساوية لرجم قصر الشاب حسني والست سوزانة والعيال...أليس هذا عبقرية حكام آخر الزمان..؟!!..ووطنية آخر الزمان..؟!!..وذكاء ستراتيجي آخر الزمان..؟!!..أن تقنع الحكومة المصرية شعب مصر العظيم بان حركة حماس تعد للعدوان على مصر..أليس هذا فضيحة ..؟!!!..أليس فضيحة أن يأتي أجنبي مناصر لقضايا التحرر اسمه غالوي ويرابط على الحدود أيام وأيام من اجل رفع دولة عربية الحصار على شعب عربي منكوب منذ عشرات السنين..؟!!..أليس فضيحة أن يرفع السيد غالوي خلال أمسية في البحرين شعار" شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين " بينما يجهل البعض منا أين توجد مدينة مراكش وهل هي مدينة تركية أم باكستانية أم بحرينية حتى..؟!!.. أليس فضيحة أن يبسط السجاد الأحمر للحمار المالكي في ارض مصر عبد الناصر في الوقت الذي يحتل أعرافه الأمريكان والفرس والصهاينة العراق العربي العظيم ، وهو حامل رسميا لصفة عميل مزدوج أمريكي إيراني قبل أن يحمل صفة ملفقة وغير مستحقة أو شرعية وهي صفة رئيس وزارة..؟!!..أهذا ماكنا ننتظره من الأمن المصري الذي تربى كادره المتقاعد أو على أبواب التقاعد على قيم عبد الناصر النضالية وسياسة التحدي والبناء في عهده..أن يقبل باستقبال مجرم قاتل وعميل لجيهات معادية عمالة لاشك يعتز بها أو على الأقل لايمكنه التبرؤ منها..!!..ألا يوجد في مصر أم الدنيا وقلب العرب رجل ابن أمه وأبيه يصطاد الحمار وليكن بعدها الطوفان؟!!..كيف تحترمنا الأمم الأخرى بالله عليكم..؟!..كيف لا تخرب أمريكا بيوتنا ونحن نهرول لدهاليزها حاملين وشاية ساخنة نخفيها عن الريح حتى تحافظ على نكهتها أو مؤامرة ضد أخ لنا في الوطن العربي الكبير وفي عقيدة الإسلام طامعين في كلمات ناعمات من السيدة كلونتين أو دريهمات لامعات أو بعض الشكر على إخلاصنا لمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية..؟!!..كيف تعف إيران الفارسية عن اخذ بترولنا في رابعة النهار ونكاح نسائنا متى رغب حميرها وعقد الصفقات أمام عيوننا بحيث نكون نحن البضاعة أو نكون الثمن كما كان يحصل في تجارة العبيد..؟!!..كيف لاتعربد إسرائيل وهي ترى الشيوخ نوّم والكروش تتدلى بينما تسبّح الأيادي بحمده..؟!!!!!..

إذا طلبتم الحل فاطلبوه من شخص له باع في الوطنية وفي الالتزام القومي وصاحب مبادرات كلما ضاق بالأمة الحال ..انه أمير إمارة الكويت..صاحب نظرية التغيير من الداخل وعدم الاستقواء بالأجنبي..لكن عليكم الدخول إلى منزله في نيوودجرزي بأدب ..فحتما لن تخرجوا خاليي الوفاض!.
Whamed6@gmail.com

برقية تعزية من شيخ المجاهدين عزت ابراهيم الدوري للرئيس السوري د.بشار الاسد

بسم الله الرحمن الرحيم(( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ))صدق الله العظيم الأخ العزيز / الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة شقيقكم المغفور له مجد الأسد رحمه الله , وفي هذه المناسبة المؤلمة لا يسعنا إلا أن نتقدم لشخصكم العزيز وللعائلة الكريمة والشعب السوري الشقيق بأحر التعازي والمواساة ,متضرعين إلى البارئ ( عز وجل ) أن يتغمده برحمته الواسعة ويدخله فسيح جناته , ويلهمكم الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون . أخوكم عزة إبراهيم الدوري أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشـــــــــتراكي القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني أوائــــــــــــــــــــــــــــــــل محرم 1431 أواســــــــط كانون الاول 2009

تداعيات الصراع الكروي : نجاة سفير الجزائر في مصر من محاولة اغتيال

تفاصيل محاولة إغتيال سفير الجزائر بالقاهرة
تاريخ النشر : 2009-12-19
القراءة : 5852


غزة-دنيا الوطناعلن السفير الجزائري بالقاهرة عبالقادر حجار نجاته من محاولة اغتيال محققة داخل منزله بالقاهرة على أيدي خمس مصريين ..وقال حجار للإعلامي والصحفي المعروف وائل الابراشي أن اجهزة الامن المصرية انقذت حياته بأعجوبة بعد أن وصل المتهمون الى منزله ...أكد الابراشي للبشاير أنه أجرى حوارا مع سفير الجزائر بالقاهرة عبدالقادر حجار وأنه هو الذي أكد له واقعة تسلل خمسة مصريين يستقلون " زورق" نهري الى منزله وأنهم وصلوا الى باب منزله فاستغاث بأجهزة الأمن المصرية التي حضرت على الفور وتمكنت من القبض على المتهمين وانقاذ حياته وقامت وزارة الداخلية المصرية بتعيين حراسة دائمة على منزله وحوله طوال فترة تواجده بالقاهرة ..وقال «الإبراشي» أن السفير الجزائري ابلغه إنه قبل محاولة اغتياله في مصر بثلاثة أيام كانت هناك محاولة لحرق منزله في الجزائر علي يد جزائريين، مضيفاً: «بينما اتهمني المصريون بالتأخر في نفي وجود قتلي جزائريين في القاهرة اتهمني الجزائريون بنفي وجود قتلي.. قائلاً: «لقد اتصلت بي ابنتي وهي تصرخ وتستغيث لأن المتظاهرين في الجزائر توجهوا إلي منزلي وهم يهتفون ضدي وهددوا بحرق المنزل».

حديث مهم لشيخ المجاهدين عزت ابراهيم الدوري


الى كل الكتاب والمفكرين والاعلاميين والمراجع الدينية الوطنية وشبكات الجهاد والاحزاب والشخصيات الوطينة يسرني ان ارسل لكم النص الكامل لحديث الرفيق المجاهد القائد عزة ابراهيم الدوري حول الدين وفهمه وفقا للبعث ، متمنيا المشاركة في الحوار حوله من اجل تمتين المكون الروحي لفكرنا القومي وتقريب وجهات النظر بين القوى والشخصيات الوطنيةنص حديث القائد المجاهد المعتز بالله المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري ( رعاه الله ) خلال احد اجتماعات القيادة العليا للجهاد والتحريرإلى إخوانه ورفاقه في مسيرة الجهاد والتحرير:** بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ۩ صدق الله العظيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ॥ والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى وعلى اله الأبرار الأطهار الشرفى .. وعلى صحبه أهل الصدق والوفى । الرفاق والأخوة المجاهدون رئيس وأعضاء هيئة أركان جيش رجال الطريقة النقشبندية الأخوة المجاهدون أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الأخوة المجاهدون أعضاء القيادة العليا للجهاد والتحرير أحييكم أيها الأخوة والرفاق بتحية الإيمان الذي هو عز المجاهدين وشرفهم وسلاحهم الالوى في مقارعة الغزو والاحتلال ، وأحييكم بتحية المحبة في الله والوطن وفي المسيرة الجهادية المقدسة ومقاماتها العليا ودرجاتها الرفيعة ، واعلموا علم اليقين أيها المجاهدون أن الله سبحانه وتعالى قد اعد للمجاهدين مئة درجة في الجنة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، اسأل الله العلي القدير أن يجعلني وإياكم من المجاهدين في سبيل الله ، وان يجعلنا من الذين تحابوا في الله اجتمعوا عليه وافترقوا عليه يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه لا تأخذهم في الله ( جل شأنه ) لومة لائم ، وان يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. سنتحدث في هذا اللقاء بإذن الله معكم عن كثير من المواضيع المهمة التي يعيشها حزبنا وجهادنا المبارك . أقول إبداءً لأخي ورفيقي العزيز الفريق الركن محمود سراج الدين النقشبندي بان ما نقله إليَّ عن الرفيق أبو اوس لقد هزني من الأعماق موقف الرفيق العزيز أبو اوس وتوضيحك له ثم رده عليك ثم ما عرضت علي في هذا الموضوع المهم للغاية وذلك لتجلي وظهور الحقائق الإيمانية والأسرار الربانية التي كنت أراها في بصيرتي التي في قلبي ثم بحمد الله وفضله ومنه أصبحت اليوم أراها في بصري الذي في رأسي . يقول الجليل ( جل جلاله ) اتقوا الله ويعلمكم الله ، ويقول ( جل شأنه ) من يتق الله يجعل له من أمره يسر ، ويقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) " اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله " ، واعلموا أيها المجاهدون أن سبل الهداية والفلاح والنجاح والنصر على الأعداء محكومة بحجم التقوى ونوعها .. إذ يقول جل جلاله من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، أي يجعل له مخرجاً من ضيق الجهل والوهم والخطأ والعناد والاضطراب وضيق الصدر وشرية الغضب والجبن والتخاذل الى العقل السليم والقلب السليم والفهم السليم يرزقه شتى العلوم النافعة لدينه ودنياه ويرزقه العفة والكرامة والشجاعة والصبر والمطاولة ويرزقه الحكمة والحجة البالغة من حيث لا يدري ، ورد في الخبر من يتق الله أربعين يوماً تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه . أن هذا الموضوع أيها الرفاق والأخوة موضوع الدين والأديان واسع وعميق سوف نتحدث عنه لاحقاً بإذن الله في لقاءاتنا معك أيها المجاهد ومع رفاقك المجاهدين في القيادة العليا وفي القيادة العامة للقوات المسلحة والمناضلين في حزب الرسالة الخالد . أيها الأحبة أن ديننا الحنيف ينظر من أصل المشكاة التي نبعت منها كل الأديان السماوية من سيدنا ادم أبي البشر الى سيدنا المسيح ( عليه السلام ) وعلى حبيبنا أفضل الصلاة وأتم التسليم تتفق جميعها على الإيمان بالله وتوحيده وعبادته يقول ( جل شأنه ) ۩ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۩ أي يعرفوني ويوحدوني ويعبدوني ولكن ديننا الحنيف يختلف معها اختلافاً واسعاً وعميقاً فيما عدى ذلك في جميع المقاصد والمرامي والمهمات والنتائج واهم ما يختلف به ديننا هو ... أولا : انه للناس كافة كرسالة للإيمان وللتوحيد والتحرر والإصلاح والنهوض والتطور ولإنهاء الظلم والعدوان والطغيان والتجبر والاستعباد والتخلف والضياع في الأرض وإقامة العدل والحق وإصلاح الأرض وأعمارها وكانت الأديان الأخرى تأتي للنبي وحده أو الى النبي مع عائلته أو رهطه أو قريته أو عشيرته . ثانياً : أن ديننا ناسخ لجميع الأديان وخاتم لرسالات السماء الى الأرض الى أن تقوم الساعة فهو دين رسالي خالد بل الأديان التي سبقته تنتهي بظهور الأديان التي تليها وحسب تسلسل نزولها . ثالثاً : أن ديننا هو دين الحياة بكل عمقها وسعتها وفي كل ميادينها من النفس الاول الى النفس الأخير ولجميع البشر في الأرض والأديان الأخرى جاءت لتعالج جوانب محدودة من الحياة في زمن محدود ومناطق معلومة من الأرض . رابعاً : أن ديننا جاء ومعه الأمر والتكليف لنشره وتبليغه للامة العربية بالسيف الى جانب الوسائل الأخرى حتى يظهره الله على الأديان ثم يعرض على الناس خارج الامة العربية كرسالة للحياة تُسعد الإنسان في الدنيا والآخرة ، فالجهاد إذن في ديننا اليوم فرض كفاية لتبليغه وفرض عين للدفاع عنه وذلك في إطار ومبادئ الدعوة إليه وتبليغه كرسالة للحياة ثم في إطار ومبادئ تطبيقه في الأمر بالمعروف أو ما أمر الله سبحانه وتعالى به من نهي عن المنكر أي ما نهى الله عنه لقوله تعالى ۩ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۩ إما إذا حصل تهديد أو عدوان أو غزو للشعوب والأمم والأوطان التي تحمله فيكون الجهاد فرض عين ويتم ذلك بثلاث وسائل ، اليد وما تحمل من قوة وتأثير ثم اللسان وما يحمل من قوة وتأثير ثم القلب وما يحمل من قوة وتأثير وذلك اضعف الإيمان واقله . واعلم أيها المقاتل المؤمن أن الحق الأكبر وفي ميداني الجهاد فرض الكفاية وجهاد فرض العين هو الجهاد باليد واللسان والقلب معاً ، اليد وما تملك واللسان وما يملك والقلب وما يملك إما الأديان الأخرى فقد أوكل الله سبحانه وتعالى عقاب من يكفر فيها ويصد عنها إليه جل جلاله فكان يأخذهم بالرجفة والصيحة والحجارة والخسف والطوفان والصعقة والريح وما الى ذلك من أنواع العذاب . خامساً : أن ديننا كامل مكمل يغطي جميع مفردات الحياة على الأرض حتى تقوم الساعة لا يعتريه النقص لقوله تعالى ۩ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۩ لذلك فهو من تمام نعمة الله على الامة المرحومة يقول عز من قائل ۩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ۩ . فتصور أيها المقاتل النقشبندي المؤمن العزيز وتدبر سر تمام النعمة من المنعم الذي بيده خزائن السماوات والأرض يقول جل جلاله ۩ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۩ .. وتصور أيها العزيز كيف أن الإنسان المؤمن التقي الورع يعجز عن شكر النعمة حتى سيد الخلق وحبيب الحق وكنز الوجود وسره المطلسم .. يقول ( صلى الله عليه وسلم ) " لا أحُسن فداء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) لا يحسن شكر النعمة ولا يحسن شكر المنعم فكيف من دونه من البشر ، انظروا أيها المجاهدون لقد أراد ( صلى الله عليه وسلم ) أن يفي بشكر المنعم على النعمة فوجد نفسه عاجزاً مقصراً ، فاستعاذ برضا المنعم من سخطه فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " أعوذ برضاك من سخطك " ثم ترقى حاله وهمته وهو صاحب الهمة العالية وعزمه وهو صاحب العزم على الإيفاء بشكر المنعم فوجد نفسه كذلك عاجزاً فاستعاذ بمعافاة المنعم من عقوبته فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " أعوذ بمعافاتك من عقوبتك " ، ثم استجمع ( صلى الله عليه وسلم ) عزمه وهمته للإيفاء على شكر المنعم على تمام النعمة فوجد نفسه عاجزاً كذلك فاستعاذ بذات المنعم من ذات المنعم فأوكل الأمر كله لله عز وجل فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " وأعوذ بك منك لا أحصي غناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك " يقول المشايخ أهل الحقيقة العارفون بالله ( رضي الله عنهم ) الشكر على النعمة من المنعم نعمة تحتاج الى شكر والشكر على النعمة نعمة تحتاج على الشكر لقوله تعالى ۩ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ۩ فالنعمة والشكر متوالية خالدة لا تتوقف حتى يفيض رحمته ( جل جلاله ) على عباده المؤمنين فيغطي بحرها العوالي وما نگص ميه كما يقول مداح الرسول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) . يقول ( صلى الله عليه وسلم ) " من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات اللهم ما أصبح به من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر على ذلك قد أدى شكر نعمته " ، إذن لو عاش المؤمن مدى الحياة الى أن تقوم الساعة لا يفي بجزء يسير من شكر تمام النعمة فكيف يشكر المنعم لولا فضله ورحمته على عباده المؤمنين .. فتصور أيها العزيز كيف أنهم جميعهم في سكرتهم يعمهون فلا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون واعلم انك على الحق المبين إذن فان ديننا هو دين الحياة على الأرض الى أن تقوم الساعة في قوله ( جل جلاله ) ۩ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۩ ولقوله ( صلى الله عليه وسلم ) " لا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول الله الله " . سادساً : أن ديننا الحنيف دعا الناس الى الله إذ قال ( جل شأنه ) ۩ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۩ إما الأديان الأخرى فجميعها دعت الى عبادة الله فقط ، واعلم أيها المؤمن أن حياة المؤمن الحق كلها عبادة واجر وترقي في مبادئ العز والرفعة لأنه لا يفعل إلا ما أمر الله فعله ولا ينتهي إلا عما نهى الله عنه ، واعلم أيها العزيز واعلموا أيها الرفاق الأحبة أن هدف الدين الأساس كرسالة هو إعادة صياغة الإنسان لكي يكون قابلاً وقادراً على اخذ هذه الرسالة بقوة لصناعة الحياة الجديدة للإنسان والإنسانية على الأرض كما يريد ( جل جلاله ) ، فتكون حياته كلها في الله وبالله ومع الله فلا يأتي إلا الخير لدينه ودنياه وأخرته . اسمعوا هداكم الله وأعزكم بل الإيمان وبل الجهاد في سبيله ماذا يقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) قائد المسيرة الرسالة الخالدة يقول ما معناه " لا يصيب المرء والمقصود المؤمن من نصب ولا وصب إلا وله فيه اجر حتى الشوك أن شاكه ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) " لك اجر في اللقمة تضعها في فم زوجتك " .. ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) في أهمية وصعوبة تحقيق هدف إعادة صياغة الإنسان ثم إعادة صياغة وبناء المجتمع الجديد ، عندما رجع ( صلى الله عليه وسلم ) من أقسى غزوة غزاها في حياته وهي غزوة تبوك التي سمي جيشها بجيش العسرة عندما اشرف على المدينة المشرفة راجعاً قال ( صلى الله عليه وسلم ) " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر " ، تدبروا هذا الحديث .. تدبروا أيها الرفاق هذا الحديث الشريف الذي يجمل سر الدين وبرهانه ومعجزته ، انك تقاتل العدو عام وتسالمه عام أو تدخل معركة شهر وتخلد الى الراحة شهر أو أشهر ولكن في معركة بناء الذات والمجتمع فالمعركة مستمرة على مدى زمن الحياة ، ليل نهار لا يفتر لهيبها ولا يهدئ وطيسها ولذلك سُمي الجهاد في هذا الميدان في الجهاد الأكبر، وعندنا في الحزب سُمي النضال والجهاد في الحياة الداخلية للحزب لتقويمها وبنائها ولتثويرها وهو كذلك أصعب وأشكل من النضال لقتال العدو في ميادين المنازلة . هذا هو ديننا الحق قد احدث انقلاباً شاملاً وتغييراً جذرياً في حياة امتنا والأمم التي دخلت فيه وفي حياة المجتمع نحو الفضيلة ومكارم الأخلاق نحو الحرية والتحرر نحو الحق والعدل نحو السلام والأمن والأمان ولو إنكم نظرتم الى عقيدة البعث وفكره ومنهجه الكفاحي وأهدافه الكبرى السامية لتجدون جوهر هذا الدين العظيم كرسالة فيه ، ولتجدون البعث في عقيدته ومبادئه ومنهجه وأهدافه هو الممثل الحقيقي للدين رسالة السماء الى الأرض رسالة العرب الكبرى الخالدة وهو الحارس الأمين لها ومن سواه قد اتخذ هذا الدين هزواً ولعباً وغرضاً وتجارةً رخيصة فأساء للدين ومزق لحمته ويريد أن يحطم الأداة التي استقبلته وحملته الى الدنيا كلها العروبة المجيدة إلا ما رحم ربي لكي أكون منصفاً وخاصة من المسلمين المؤمنين الصادقين من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين وطلابهم ومريديهم ومقلديهم هؤلاء هم أهل الدين الحق لان هدف الدين الأساس هو خلق الإنسان الجديد الإنسان الرسالي المؤمن الفارس الشجاع البطل المبدع الخلاق ، ثم خلق وبناء جيل البطولة والفداء جيل الثورة الكبرى المبدع الخلاق الحضاري الإنساني لمواصلة حمل الرسالة الخالدة الأمانة الكبرى التي عرضها سبحانه وتعالى على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان . أقول لجميع المجاهدين المؤمنين من خلالكم في جيش رجال الطريقة النقشبندية وفي جيوش وفصائل الجهاد والتحرير وفي صفوف القوات المسلحة ولمناضلي البعث الثائر نتحدث معكم اليوم وباختصار شديد عن بعض معاني ومبادئ عقيدة البعث الرسالة الخالدة وعن منهجه الجهادي الكفاحي الرسالي وعن أهدافه الكبرى السامية ليكون هذا الحديث قاعدة ننطلق منها لمواجهة حملة التضليل والتزوير والتشويه لفكر البعث وعقيدته والتشويش على مسيرته الكفاحية الجهادية في إطار حملة الاجتثاث التي تجري اليوم على البعث . أيها الرفاق الأعزاء المجاهدون تعلمون جميعاً أن ديننا هو دين الفرد المسلم وهو دين المجتمع ودين الدولة باعتبار أن غالبية أبناء الامة هم مسلمون هذا هو دين البعث انه رسالة خالدة شاملة وعميقة للامة خاصة ثم لأمم وشعوب الأرض كنموذج للحياة الحرة الكريمة ومثل تعرضه الامة عقيدة ومبادئ ومنهج وأهداف لكي تهتدي تلك الأمم والشعوب بهديه فتنهل من خيراته لدنياها وأخرتها إما الجانب الفني التفصيلي من الدين المتعلق بالعبادات بشكل خاص وبعض المعاملات فهو متروك للفرد وطائفته ومذهبه وفرقته ومن يقلد من المجتهدين أو بما يجتهد هو أن كان عالماً أو مجتهداً ولا تتدخل الدولة في هذا الأمر ، انتبهوا الى هذا الموضوع لا تتدخل الدولة الى أن يكتمل بناء دولة الإيمان أي الى أن يحصل الانقلاب الشامل في حياة الفرد والمجتمع ويرتقي الى مستوى مجتمع الرسالة الذي أقام دولة الإيمان الرسالية الإسلامية الموحدة لكي يسهل الانتقال من الإيمان الى الشريعة وأحكامها التفصيلية المتعلقة بهذا الجانب انتقالاً شعبياً جماعياً كما حصل في صدر الرسالة الاول ، لنضرب بعض الأمثلة على هذا الموضوع الحيوي والمهم للغاية .. قيل للحجاج ابن يوسف الثقفي " انك قوي ومتمكن لماذا لم تكن مثل عمر الفاروق ( رضي الله عنه ) في العدل والحق وتحكم في قواعد الشرع الشريف " . قال له قولته المشهورة " تبذروا لي أتعمر لكم " أي كونوا جميعاً على قلب أبي ذر الغفاري ( رضي الله تعالى عنه ) من الصدق والزهد والإيمان والخشية من الله والورع أكون لكم مثل عمر ( رضي الله عنه ) في الوقوف مع الحق وإقامة العدل والشرع ، وهو كان في زمن الصحابة ( رضي الله تعالى عنهم ) فكيف بنا اليوم وقد افترق المسلمون كما يقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) " على بضع وسبعين فرقة كلها هالكة أو كلها في النار إلا واحدة " . اعلم أيها الرفيق المجاهد المناضل الثائر انه لا يمكن على الإطلاق وخاصة في بلدنا العراق افهموا هذه الحقيقة لا يمكن على الإطلاق وخاصة في بلدنا العراق إقامة الدولة الإسلامية الفنية وتطبيق الشريعة فيها كما كان في زمن الراشدين والذين يلونهم ، واعلم أن شعار إقامة الدولة الإسلامية اليوم على أساس الشريعة وأحكامها في العراق في بلدنا خاصة هو شعار حق أريد به باطل للتآمر على الدين الإسلامي الحنيف بشريعته وطريقته وحقيقته بإسلامه وإيمانه وإحسانه لإلغاء دور هذا الدين الرسالي في الحياة وهو مؤامرة على الامة التي أنزلت عليها الرسالة وكلفت بحملها وتبليغها للناس ، كذلك لان الشريعة وفق اجتهادات مجتهديها اليوم وخارج إطار وروح الإيمان وقواعده وضوابطه وتأثيره العميق على الفرد والمجتمع تمزق الشعب وتمزق الامة وتسيء لديننا الحنيف وتخرجه من دوره الرائد في إصلاح ما أفسده المفسدون في الأرض وتخرجه من دوره كرسالة تجديد للحياة وأبنائها وبناء الحضارة التي يسعد بظلها الإنسان الى تفكيك المجتمع وتمزيق لحمته . انظروا أيها الرفاق الى اجتهادات المجتهدين في الشريعة خارج ضوابط الإيمان وروحه وتأثيره على الفرد والمجتمع قد أخرجت للامة عشرات الفرق عن الدين وخرجت نهائياً عنه ، بل ناصبت له العداء حتى قاتلت الامة التي تحمله بالسيف في زمن الخوارج في زمن عز الدين وأهله قاتلوا أمام الامة وكفروه قاتلوا بحر العلوم سيدنا الأمام علي بن أبي طالب ( رضي اله عنه وأرضاه ) قاتلوهم باسم الشريعة واجتهادات الشريعة ، انظر الى ما نحن عليه في العراق قد تشظينا ، تشظى الإسلام الحنيف دين الحياة والحضارة الى فرق وطوائف ومذاهب متقاطعة متناقضة وكل يقول نحن المسلمون ونحن أصحاب الدين الحق ونحن أصحاب الشريعة ونحن أهلها والمشرعون لها . أبدء معكم أيها المؤمنون المجاهدون البواسل في ضرب الأمثلة العملية من الفرقة أو الفئة المسلمة المتشرعة التي شرعت دينياً للاحتلال وعاونته على تدمير بلد العروبة والإسلام وقتلت وشردت وهجرت أهله ولا زالت تشرع له المزيد لمزيد من التدمير قد اتخذت هذا الموقف باسم الشريعة الإسلامية وأحكامها مجتهدة حسب هواها ومصالحها ، ثم الفرقة أو الفئة التي تكفر المسلمين المؤمنين على الهوية بل تكفر كل من لا يؤمن بها وبمنهجها فقتلت العلماء العاملين وقتلت القادة المجاهدين في سبيل الله رفاقكم وأخوتكم في الجهاد وقتلت المواطنين الأبرياء باسم الشريعة وأحكامها مجتهدة حسب ما تريد وتشتهي ، ثم الى الفرقة أو الفئة التي تكفر الامة باجمعها من صديقها الأكبر أبي بكر ( رضي الله تعالى عنه ) الى فاروقها عملاق الإسلام سراج أهل الجنة ( رضي الله عنه ) الى تكفيري وتكفيرك وتحليل دمي ودمك وتكفير ذرياتنا الى يوم القيامة باسم الشريعة وأحكامها ، فأي شريعة نطبق من هذه الشرائع أيها المجاهدون ولهذه الحقيقة المرة أيها الرفاق والمجاهدون ولهذا الفهم العميق والشامل لدين الامة الحنيف رسالة العروبة والى ما وصلت إليه الامة من تخلف وتمزق وانحطاط وابتعاد عن روح الرسالة ومعانيها لهذا السبب فان البعث العربي الاشتراكي رفض رفضاً قاطعاً تسييس الدين والمتاجرة به ، بل أخذه كرسالة عربية إنسانية بقوة وتعشقها وصاغ منها أولاً ثم من تراث الامة المجيد عقيدته ونهل منها مبادئه وقيمه وأعرافه ومنهجه تلك الرسالة الخالدة التي عبرت في تلك الحقبة ولا زالت الى اليوم عن عبقرية الامة وإبداعها واخيريتها وعن اصطفاء الجليل ( جل جلاله ) لها فكلفها لحمل هذه الرسالة العظيمة الخالدة لتقود الخير كله والفضيلة كلها ولتنشر الحق والعدل والحرية والتحرر ولتخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف وطغيان الإنسان على أخيه الإنسان واستعباده الى نور التطور والحضارة والحياة الحرة الكريمة ، هذه هي رسالة البعث الخالدة قاعدتها الإيمان بالله الواحد الاحد وعامودها الأساس المحبة في الله والوطن ، يقول الجليل ( جل جلاله ) في الحديث القدسي " كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أرى فخلقت خلقاً فتعرفت عليهم فبي عرفوني " أحب أن يُعرف ( جل جلاله ) فخلق الخلق على قاعدة المحبة ودواعيها فان مقام المحبة هو المقام الاعلى في المقامات وهو سر الوجود وسر بقائه ، هذه عقيدتنا إما نسرجها أو لحمتها أو سداها تقوم على منظومة الأخلاق المحمدية كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، هكذا يقول البعث ويأمر أيها الرفاق كان لكم في رسول الله أسوة حسنة من كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا .. هذه هي رسالتنا رسالة البعث من اعز أهدافها هو خلق وبناء الإنسان الجديد الإنسان الرسالي المؤمن الثائر الشجاع المبدع الخلاق ثم خلق جيل البطولة والفداء جيل الثورة الكبرى وحامل لوائها لتحقيق أهداف الامة الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية ، أنها الأمانة الكبرى في أعناق أبناء العروبة وأبناء البعث الأمانة التي عرضها سبحانه وتعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان . أيها الرفاق المؤمنون المجاهدون في جيوش وفصائل الجهاد والتحرير وصفوف البعث الثائر وقواته المسلحة الباسلة نتحدث إليكم اليوم باختصار شديد كما قلنا عن بعض معاني عقيدة البعث ومبادئه ومنهجه ومبادئه الرسالية فانتم تعلمون جميعاً أن شعارنا هو امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، أن شعارنا هذا يعبر عن جوهر عقيدتنا وروحها يعبر عن حقيقة امتنا وإرادتها في الحياة يعبر عن تاريخها المجيد وتراثها العزيز وحاضرها العظيم ومستقبلها الواعد .. نعم امتنا امة واحدة .. واحدة المنشأ والمنبع والمنبت والمشرب والمصير والتطلع والنزوع ، شعبها واحد وأرضها واحدة تمتد من المحيط الى الخليج لغتها واحدة ودينها الأساس واحد وتاريخها واحد وخيراتها موحدة يشد ويكمل بعضها البعض الأخر من يوم خلق الله الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوب وقبائل ليتعارفوا وحكم بان أكرمهم عند الله هو اتقاهم فجعلها امة واحدة ذات رسالة خالدة جعلها الامة المؤمنة القائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكانت الأتقى بين الأمم وهي أكرم الأمم وأعلاها مقاماً وارفعها درجة فهي التي حملت كل رسالات السماء والأرض الى البشر ثم الرسالة الخالدة الخاتمة العظيمة بل وضع الله فيها سبحانه وتعالى وفي أبنائها كل عوامل وصفات القدرة والتمكن والتحمل والمطاولة والصدق والإخلاص والإبداع للنهوض بمسؤولياتها التاريخية تجاه الإنسانية وقد حازت عبر تاريخها الطويل مكارم الأرض والسماء معاً فهي أم الرسالات السماوية الأولى ادم ونوح وإبراهيم ( عليهم السلام ) وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم الذين يلونهم من الأنبياء والمرسلين ثم الرسالة الخالدة الخاتمة وهي كذلك أي امتنا امة الرسالات الدنيوية الأرضية المجيدة الخالدة في سفر التاريخ سومر وأكد وبابل وأشور وسبأ وحمير ووادي النيل والأرض المباركة فهي قائدة الحضارة الإنسانية وصانعتها هذه امتنا الواحدة وهذه رسالتها الخالدة وهذا هو شعارنا المعبر عن روح وجوهر عقيدتنا وهذا لا يعني أن امتنا هي فوق الأمم في العدوان والظلم والطغيان والتجبر والتكبر وإنما لخدمة الأمم وخدمة البشرية إما منهجنا فهو انعكاس لعقيدتنا وتعبير عنها وعن معانيها وأهدافها في الميدان ، فبقدر ما كانت رسالتنا عظيمة وسامية ومجيدة عالية المقام وصعبة المنال كذلك منهجنا ثوري بطولي تضحوي اقتحامي عميق وشامل لتحريك كل معاني الحياة ومفرداتها في الانسان العربي مجتمعة لتثوير كل معاني الخير والفضيلة ولتفجير طاقات الانسان العربي وإبداعاته وتثوير عوامل البطولة والفداء فيه . إذن أن منهجنا كفاحي جهادي بطولي تضحوي لتحقيق الانقلاب الشامل والعميق على واقع الامة الفاسد المتخلف المريض تحقيق الانقلاب الشامل العميق في الذات أولاً ذات الانسان العربي لرفعها من حضيض الذل والمهانة الذي نعيشه اليوم والجبن والتخلف والتخاذل والانهزام والاستسلام والضياع الى عز المسؤولية التاريخية وشرفها لرفعها من فرج المعصية والفسوق والفجور واللهو واللعب والانفلاش الى عز العزيمة والشيمة الى عز التقوى والفضيلة الى عز الصبر والثبات والمطاولة الى عز النقد والنقد الذاتي الدائم لتطهير النفس الإمارة بالسوء اللوامة الهلوعة الجزوعة الى عز التوبة والاستغفار الى عز الإنابة الى عز الأوبة الى كل المعاني والقيم والمثل التي جاءت بها رسالة السماء رسالة الامة الخالدة ثم التي جاءت بها رسالة البعث الخالدة ثم التغيير الجذري الشامل في حياة وبنية المجتمع الفاسد المتخلف ، لكي ينبثق من هذا المجتمع الطليعة الثورية المؤمنة القائدة لمسيرته الجهادية الجديدة المفجرة لثورة الامة الكبرى لتحقيق أهدافها وحريتها وبناء مستقبلها اللائق بها التي يضعها في مكانها الطبيعي في الحياة كرائدة وقائدة ومبدعة فتحقق وحدتها وحريتها وتبني مجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد فتواصل مسيرة التجديد والانبعاث الى يوم القيامة . إما أهدافنا في الوحدة والحرية والاشتراكية فهي تمثل نزوع الامة وإرادتها وحقها المشروع في الانبعاث والتجدد لمواصلة مسؤوليتها التاريخية في صنع الحياة الحرة الكريمة لأبنائها ولتكون مثل أعلى ونموذج أغلى لبني البشر في الأرض لأممهم وشعوبهم ولتعود كما كانت من قبل وكما قال شاعرها : كانوا ملوكً سرير الشرق تحتهمُ فهل سألت سرير الغرب ما كانوا عالين كالشمس في أطراف دولتهم في كل ناحية ملك وسلطان ولتعود كما كانت في عهد قائدها المبدع الشجاع هارون الرشيد إذ يقول للغيمة التي لم تلقي بحمولتها على بغداد دار العز والسلام " أيتها الغيمة اذهبي أنى شئتِ في ارض الله الواسعة فان خراجك عائد إليَّ " لتعود كما كانت مركزاً حضارياً للإنسانية تبعث الحرية والديمقراطية والسلام والأمان الى أصقاع الأرض ، يقول قائدها العبقري العملاق الملهم فاروق الإسلام " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار " .. ويقول ( رضي الله عنه ) " والله لو عثرت بغلة في ارض العراق لخشيت أن يسال عنها عمر يوم القيامة لم لم تسوي لها الطريق يا عمر " .. ويقول ( رضي الله تعالى عنه ) حين سُئل " لم لم تنم يا أمير المؤمنين قال : مالي والنوم أن نمت في النهار ضيعت الرعية وان نمت في الليل ضيعت نفسي " ، شعوراً عال بالمسؤولية التاريخية له ولامته تجاه الانسان والإنسانية . اعلموا أيها الرفاق المجاهدون لا يمكن للامة أبداً أن تعود طليعة ورائدة في صنع الحضارة الإنسانية ألا بعد تحقيق وحدتها على كامل أرضها من المحيط الى الخليج وألا أن تتحرر من كل أنواع الهيمنة والسيطرة والاستغلال والتهميش والتخلف والضياع وألا أن تحقق حريتها وحرية شعبها وأبنائها وألا أن تقيم نظامها الاشتراكي الخاص القادر على استثمار خيراتها وتطوير ثرواتها الهائلة وتنميتها لتحقيق الرفاه والازدهار والعدالة الاجتماعية لأبنائها ثم إقامة المجتمع الديمقراطي الحر الموحد الذي يسعد فيه الانسان ويزهو ويزدهر وتزهو الحياة فيه وتزدهر وتتساوى فيه الفرص والحقوق والواجبات وتتفجر فيه طاقات الانسان العربي وإبداعاته ثم ينهض البناء الحضاري من جديد ويتواصل الحاضر العزيز مع الماضي المجيد لصنع المستقبل الذي تريده الامة ، إما كيف نحقق الوحدة و كيف نحقق الحرية ونبني الاشتراكية فهذا أمر أخر أداته الأساسية ووسيلته الشريفة هو الطليعة الثورية التي تحدثنا عنها في بداية اللقاء مع جماهيرها وشعبها وهو جيلها جيل البطولة والفداء ولذلك فان حزبنا يختلف اختلافاً جذرياً عن كل الأحزاب في الوطن العربي وفي العالم اجمع ، وسنتحدث بالتفصيل لاحقاً أن شاء الله عما حققه البعث على ارض الواقع عبر تجربة الخمسة وثلاثون عاماً من أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية . واعلموا أيها الرفاق أن حزبنا هو الغاية وهو الوسيلة .. نعم كما كان حزب الرسالة الاول كان هو الغاية والوسيلة غاية لحمل الرسالة وتعشقها وتعشق معانيها الى يوم القيامة ووسيلة لتدبيرها وأدائها وتحقيق فحواها وإرادتها على الأرض ، فان الحزب والشعب وكل قواه الوطنية والامة وكل قواها القومية والعقيدة وأهدافها ومنهجها عندنا حالة واحدة متداخلة متمازجة متماسكة دائمة وخالدة ابد الدهر ولو لم يكن هذا الحزب العظيم من هذا الطراز لانتهى دوره قبل الاحتلال بزمن بعيد وان بقت له بقية قبل الاحتلال لانتهى حتماً بعد الاحتلال وأصبح جزءاً من الماضي البعيد حاله حال كل الأحزاب والتيارات التي اختفت في العراق والامة والعالم عدى حزب الرسالة الاول لا ينتهي ولا يتوقف وحزبنا يمثل الامتداد الطبيعي له كعقيدة ومنهج ورجال ، إما ما يظهر هنا وهناك في بعض المراحل والأحيان كما نقول دائماً ونعلم من هفوات وأنماك واشططاطات وكبوات وانحرافات وابتعاد عن محور الإيمان ومركزه مع روح الرسالة ومعانيها العميقة فهو مردود على أصحابه الذين ارتكبوه ، ما لا يمثل الحزب عقيدةً ومنهجاً وأهدافاً ورجال مؤمنين .. رجالاً مؤمنين مجاهدون رساليون وكما قلت سنعرض لاحقاً على الامة ما حققه البعث على الأرض من هذه المبادئ إما من يسألك عن تراث البعث . فاعلم أيها العزيز أن في تراثنا أن سألتم عما فيه ثم حتى في تراث امتنا وتاريخ رسالتنا مواقف واضحة ومبدئية وجهادية ضد الأديان المنحرفة المزورة والمُوسيسة لأغراض التجارة الرخيصة أو لأغراض معاداة الامة ورسالتها فعندما نقف ضد اليهود الصهاينة في فلسطين وكما وقف إباءنا وأجدادنا ضدهم في صدر الرسالة مع بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع وخيبر عندما تصدوا للرسالة وحاربوها لم تكن هذه المواقف ضد دين سيدنا موسى ( عليه السلام ) وإنما ضد الدين المنحرف والمحرف العدواني الإجرامي الذي صنعه اليهود بما بدلوا وغيروا وحرفوا وكذلك نحن نقف ضد الدين المسيحي المنحرف الصليبي والمحرف العدواني الذي يحمل رايته اليوم بوش وزمرته وليس ضد دين سيدنا المسيح عليه السلام وأهله وعلماءه ورهبانه ، الم يقاتل الصليبيون المنحرفون أجداد بوش ورامسفيلد ديننا وعروبتنا وفق منطوق دينهم المحرف المسموع لمعاداة الامة ودينها الحنيف ورسالتها الخالدة في الحروب الصليبية ، كما قاتلنا من قبل اليهود في المدينة وخيبر الم يقاتل معنا دين سيدنا المسيح ( عليه السلام ) الطاهر النقي الزكي وأهله وأبنائه أبناء العروبة الاماجد منذ وصول الرسالة الى أرضنا في العراق الى اليوم ، لقد قاتل معنا أهله منذ القادسية الأولى الى القادسية الثانية وقاتلوا معنا في صراعاتنا مع أعداء العروبة ورسالتها في العراق وفي فلسطين ولبنان وسوريا ومصر وهم اليوم أي المسيحيون في عراق العروبة والإسلام يؤدون أغلى التضحيات دفاعاً عن وطنهم العزيز وعروبتهم المجيدة إننا نقاتل كل من يقف أمام مسيرتنا وثورتنا ورسالتنا الخالدة التي تمثل روح الإسلام وجوهره . جاءنا معتدياً غازياً باسم الدين أو القومية والعنصرية أو المرض والاقتصاد أو الظلم والعدوان والتجبر والاستعمار ، نحن نؤمن بالأديان السماوية كلها كما نزلت ونحترمها ونحترم أهلها ونعيش معهم ويعيشون معنا ونأكل طعامهم ويأكلون طعامنا ونناكحهم أي حل لنا نسائهم وان بقين على دينهن ، فهم أخوتنا في الدين العام أي في الإيمان وفي الوطن وفي المصير لهم ما لنا وعليهم ما علينا آلام واحدة وأمال واحدة ومصير واحد ، أن تسييس الدين والتجارة به وتوظيفه لمعادة العروبة ورسالتها الخالدة هو المؤامرة الكبرى على الامة وعلى دينها الحنيف الرسالي وهي المؤامرة التي تدمر وحدة الدين ووحدة التوحيد ووحدة الامة ووحدة الوطن ووحدة الشعب بل هو الذي يمزق الدين الواحد ويلغي دوره الإنساني في الحياة ويمزق الشعب الواحد ويفتت الامة الواحدة كما يحصل اليوم في بلدنا العزيز العراق باسم ديننا الحنيف وتحت مظلته من تجار الدين والسياسة المزورين المنحرفين تجار الطائفية البغيضة . إذن موقف الرفيق العزيز أبو اوس صحيح من باب وحدة الأديان السماوية ومن باب رعاية ديننا الإسلامي الحنيف وحزبنا لتلك الأديان التي لم تناصب امتنا ورسالتها العداء ورأيك صحيح أيها الحبيب بالنسبة لكل الأديان التي يناصب أهلها امتنا ودينها العداء وعلى رأسهم اليهود الصهاينة والصليبيين الطغاة ، إلا تتذكرون أيها الرفاق ماذا قال بوش الامبريالي الصليبي المتصهين بعد أحداث سبتمبر قال " لاجعلنها حرباً صليبية " حرب دينية وفعلاً جعلها حرب صليبية بكل إبعادها وأهدافها . واعلموا إننا عندما نقول وهذا الموضوع مهم جداً أي إننا عندما نقول المستهدف من غزو العراق هو البعث عقيدةً ومنهجاً وأهدافاً وتجربةً رائدة ومشروع حضاري نهضوي للامة ونعني أن المستهدف هو العراق وشعبه المقاوم المجاهد بكل أطيافه وفئاته ثم الامة ودينها الرسالي وليس دينها الفني المزور المحرف الم ترى كيف أن دينها المزور المحرف وقف أهله ودعاته الى جانب أولئك الأعداء الغزاة المحتلين سواء كانوا قوميين عنصريين شوفينيين أم كانوا دينيين صليبيين ويهود صهاينة أو فرس صفويين واشتركوا معهم في ذبح العراق العربي المسلم المؤمن ومزقوا دينه الحنيف باسم الدين وباسم الشريعة . واعلم أيها الرفيق المقاتل في ميادين المنازلة الكبرى وليعلم مناضلو البعث في وطننا الكبير أن في تراث حزبنا المجيد وفي عقيدته إننا لسنا محايدين بين الإيمان والإلحاد وإنما نحن مع الإيمان ضد الإلحاد ، واعلموا أن في تراثنا المجيد كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بمعنى لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة ، واعلموا أن سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي يريد للبعث أن نقتدي به حتى نكون ظله في الأرض أو حتى نكون كلنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو مفجر ثورة العرب الكبرى وهو صاحب الرسالة الخالدة الخاتمة ، وهو قائد مسيرة الجهاد في الامة التي بعثت الامة من جديد الى دورها التاريخي الرسالي لإصلاح الأرض وبناء الحضارة الإنسانية عليها وهو الذي حقق وحدتها وحريتها وعدالةً اجتماعية ، وهو الذي صنع حضارتها الخالدة وهو نبيها ورسولها وقرانها الذي يمشي على الأرض وفي تراثنا وعقيدتنا أيها الرفاق أن القومية العربية والدين كروح والجسد أن فارقت الروح الجسد وقع على الأرض هامداً وان فارق الجسد الروح صعدت الروح الى السماء فيتوقف كل شيء وهكذا حصل لامتنا في عصر انحطاطها وتخلفها حين فارقت الروح الجسد وفارق الجسد روحه فلا نهوض للامة ولا بعث ولا تجديد إلا بعودة الروح الى الجسد وإلا بعودة الجسد الى الروح . واعلموا أيها الرفاق أن في تراثنا أن البعث قد فجر أعظم حملة إيمانية من اجل ذلك أي من اجل إعادة الروح الى الجسد وإعادة الجسد الى الروح وابرز معالم تلك الحملة الإيمانية وعناوينها الكبيرة الذي قادها البعث لإعادة الروح الى الجسد هو بناء مئات المدارس والمعاهد والكليات والجامعات التي تدرس الدين الإسلامي الحنيف بشكل شامل وعميق وعلى مستوى كل المحافظات ، كل محافظات القطر واقضينه ثم تخريج العلماء والمدرسين والقادة والمرشدين من مرحلة الابتدائية الى مرحلة الدكتوراه وقد تخرج عن هذه الحملة عشرات آلاف من الدارسين ثم قرار القيادة التاريخي العظيم بتدريس كادر الحزب عموماً علوم الدين الإسلامي الحنيف بكل فروعه في معاهد خاصة يتولى قيادتها والتدريس فيها خيرة علماء العراق وقد خرجت هذه المعاهد آلافً من كوادر الحزب عضو قيادة فرقة صعوداً حسب قرار القيادة الأخير وفي تراثنا المجيد قد قررت القيادة أن يدخل جميع القضاة في الدولة دورة مكثفة لدراسة علوم الدين الإسلامي مدتها ستة أشهر ومن لم ينجح في هذه الدورة يخرج من سلك القضاء وذلك لتحسينهم في دقة الأداء والعدالة في القضاء . واعلموا أيها الرفاق أن الشاهد الاول على هذه المسيرة بعد القائد الشهيد سيد شهداء العصر ( رحمه الله عليه ) هو المتحدث معكم إذ كان كما تعلمون هو القائد والمشرف الميداني لهذه الحملة بالإضافة الى عشرات آلاف الشهود العدول من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين والمثقفين والمتدينين وكادر البعث المجيد ، قل لي بربك أيها الرفيق أي دولة في الامة أو العالم الإسلامي فعلت ما فعله البعث الرسالي وقيادته الثورية المؤمنة للدين الإسلامي الحنيف عدى المملكة العربية السعودية الشقيقة ، أن الدين عندنا هو رسالة الحياة الحرة الكريمة أن الدين الإسلامي الحنيف عندنا بالإضافة الى كل التفاصيل التي تغطي الحياة برمتها هو رسالة الامة الخالدة وهو رسالة البعث الخالدة وهو ثورة الامة الكبرى لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والتحرر وبناء المجتمع الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد الذي يفجر طاقات الانسان العربي وإبداعاته وبطولاته وتضحياته أن بعثنا هو بعث الروح والقيم والتقاليد والمثل التي كانت عليها الامة أيام عزها ومجدها وتألقها الحضاري الإنساني يوم كان يحدوا ركبها حبيبنا ونبينا ورسولنا وقائدنا الانسان الكامل ( صلى الله عليه وسلم ) يوم تحررت وتحرر إنسانها وأشادت وحدتها وأقامت وحدتها الإنسانية الخالدة نحن نناضل ونجاهد من اجل إقامة دولة الإيمان الذي لا يختلف فيه ولا عليه اثنان من أبناء شعبنا وامتنا مسلمين ومسيحيين واديان أخرى وطوائف ومذاهب ونحل ، نحن نناضل من اجل إقامة دولة الوحدة والحرية والاشتراكية الحق المشروع المقدس لامتنا . أيها الرفيق المجاهد العزيز دع ما ادعته الطوائف والفرق والنحل في ديننا الإسلامي الحنيف للأغراض الدنيئة والتجارة الرخيصة وخذه واعشقه وتعشقه رسالة عربية إنسانية حضارية خالدة نبعث فيه وبه امتنا الى دورها الإنساني الحضاري الرائد نحقق فيه وبه وحدة امتنا وحريتها ومجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد ونقدم فيه وبه نموذجاً ومثلً ومناراً للإنسانية تهتدي به وترشد وتسعد هذا هو حزبنا أيها الرفاق وهذه هي عقيدته ومبادئه ومنهجه وأهدافه تمسكوا بأذياله وعضوا عليه بالنواجذ فهو غايتكم ووسيلتكم للتحرير والتحرر والتوحد والبناء والتحضر . احيي رفاق المسيرة الجهادية المقدسة في فصائل الجهاد الوطنية والإسلامية في الميدان وأخوتنا في الله والوطن ، واحيي كل القوى الرافضة للاحتلال وتساند المقاومة أحزاب ومنظمات وهيئات وجمعيات ونقابات وعشائر وشخصيات . تحية إكبار وإجلال لشهداء العراق والامة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر سيد شهداء العصر أبو الشهداء القائد صدام حسين ورفاقه شهداء القيادة والكادر المتقدم نسال الله العلي القدير أن يسكنهم فسيح جناته . تحية ملئها التقدير والاعتزاز والمحبة لرفاق القيادة الصامدين في سجون الاحتلال وتقدير واعتزاز لكل الأسرى والمعتقلين من أبناء العراق العظيم . والى مزيد من البذل والعطاء والفداء يا رجال البعث والجهاد على مذبح الوحدة والحرية والتحرير والبناء . عودوا بقوة أيها المناضلون الثوار الى المنابع الأصيلة لفكر البعث وعقيدته فتزودوا بزاد العقيدة الصحيحة وتزودوا قبلها بزاد التقوى فان خير الزاد بعد الإيمان وسلامة العقيدة هو زاد التقوى وأشكركم .

حديث مهم لشيخ المجاهدين عزت ابراهيم الدوري

الى كل الكتاب والمفكرين والاعلاميين والمراجع الدينية الوطنية وشبكات الجهاد والاحزاب والشخصيات الوطينة



يسرني ان ارسل لكم النص الكامل لحديث الرفيق المجاهد القائد عزة ابراهيم الدوري حول الدين وفهمه وفقا للبعث ، متمنيا المشاركة في الحوار حوله من اجل تمتين المكون الروحي لفكرنا القومي وتقريب وجهات النظر بين القوى والشخصيات الوطنية


نص


حديث القائد المجاهد المعتز بالله المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري ( رعاه الله )


خلال احد اجتماعات القيادة العليا للجهاد والتحرير


إلى إخوانه ورفاقه في مسيرة الجهاد والتحرير






بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ






۩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ۩


صدق الله العظيم






الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى .. والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى وعلى اله الأبرار الأطهار الشرفى .. وعلى صحبه أهل الصدق والوفى .






الرفاق والأخوة المجاهدون رئيس وأعضاء هيئة أركان جيش رجال الطريقة النقشبندية


الأخوة المجاهدون أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة


الأخوة المجاهدون أعضاء القيادة العليا للجهاد والتحرير


أحييكم أيها الأخوة والرفاق بتحية الإيمان الذي هو عز المجاهدين وشرفهم وسلاحهم الالوى في مقارعة الغزو والاحتلال ، وأحييكم بتحية المحبة في الله والوطن وفي المسيرة الجهادية المقدسة ومقاماتها العليا ودرجاتها الرفيعة ، واعلموا علم اليقين أيها المجاهدون أن الله سبحانه وتعالى قد اعد للمجاهدين مئة درجة في الجنة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، اسأل الله العلي القدير أن يجعلني وإياكم من المجاهدين في سبيل الله ، وان يجعلنا من الذين تحابوا في الله اجتمعوا عليه وافترقوا عليه يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه لا تأخذهم في الله ( جل شأنه ) لومة لائم ، وان يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. سنتحدث في هذا اللقاء بإذن الله معكم عن كثير من المواضيع المهمة التي يعيشها حزبنا وجهادنا المبارك .






أقول إبداءً لأخي ورفيقي العزيز الفريق الركن محمود سراج الدين النقشبندي بان ما نقله إليَّ عن الرفيق أبو اوس لقد هزني من الأعماق موقف الرفيق العزيز أبو اوس وتوضيحك له ثم رده عليك ثم ما عرضت علي في هذا الموضوع المهم للغاية وذلك لتجلي وظهور الحقائق الإيمانية والأسرار الربانية التي كنت أراها في بصيرتي التي في قلبي ثم بحمد الله وفضله ومنه أصبحت اليوم أراها في بصري الذي في رأسي .














يقول الجليل ( جل جلاله ) اتقوا الله ويعلمكم الله ، ويقول ( جل شأنه ) من يتق الله يجعل له من أمره يسر ، ويقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) " اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله " ، واعلموا أيها المجاهدون أن سبل الهداية والفلاح والنجاح والنصر على الأعداء محكومة بحجم التقوى ونوعها .. إذ يقول جل جلاله من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، أي يجعل له مخرجاً من ضيق الجهل والوهم والخطأ والعناد والاضطراب وضيق الصدر وشرية الغضب والجبن والتخاذل الى العقل السليم والقلب السليم والفهم السليم يرزقه شتى العلوم النافعة لدينه ودنياه ويرزقه العفة والكرامة والشجاعة والصبر والمطاولة ويرزقه الحكمة والحجة البالغة من حيث لا يدري ، ورد في الخبر من يتق الله أربعين يوماً تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .






أن هذا الموضوع أيها الرفاق والأخوة موضوع الدين والأديان واسع وعميق سوف نتحدث عنه لاحقاً بإذن الله في لقاءاتنا معك أيها المجاهد ومع رفاقك المجاهدين في القيادة العليا وفي القيادة العامة للقوات المسلحة والمناضلين في حزب الرسالة الخالد .






أيها الأحبة أن ديننا الحنيف ينظر من أصل المشكاة التي نبعت منها كل الأديان السماوية من سيدنا ادم أبي البشر الى سيدنا المسيح ( عليه السلام ) وعلى حبيبنا أفضل الصلاة وأتم التسليم تتفق جميعها على الإيمان بالله وتوحيده وعبادته يقول ( جل شأنه ) ۩ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۩ أي يعرفوني ويوحدوني ويعبدوني ولكن ديننا الحنيف يختلف معها اختلافاً واسعاً وعميقاً فيما عدى ذلك في جميع المقاصد والمرامي والمهمات والنتائج واهم ما يختلف به ديننا هو ...






أولا : انه للناس كافة كرسالة للإيمان وللتوحيد والتحرر والإصلاح والنهوض والتطور ولإنهاء الظلم والعدوان والطغيان والتجبر والاستعباد والتخلف والضياع في الأرض وإقامة العدل والحق وإصلاح الأرض وأعمارها وكانت الأديان الأخرى تأتي للنبي وحده أو الى النبي مع عائلته أو رهطه أو قريته أو عشيرته .






ثانياً : أن ديننا ناسخ لجميع الأديان وخاتم لرسالات السماء الى الأرض الى أن تقوم الساعة فهو دين رسالي خالد بل الأديان التي سبقته تنتهي بظهور الأديان التي تليها وحسب تسلسل نزولها .






ثالثاً : أن ديننا هو دين الحياة بكل عمقها وسعتها وفي كل ميادينها من النفس الاول الى النفس الأخير ولجميع البشر في الأرض والأديان الأخرى جاءت لتعالج جوانب محدودة من الحياة في زمن محدود ومناطق معلومة من الأرض .






رابعاً : أن ديننا جاء ومعه الأمر والتكليف لنشره وتبليغه للامة العربية بالسيف الى جانب الوسائل الأخرى حتى يظهره الله على الأديان ثم يعرض على الناس خارج الامة العربية كرسالة للحياة تُسعد الإنسان في الدنيا والآخرة ، فالجهاد إذن في ديننا اليوم فرض كفاية لتبليغه وفرض عين للدفاع عنه وذلك في إطار ومبادئ الدعوة إليه وتبليغه كرسالة للحياة ثم في إطار ومبادئ تطبيقه في الأمر بالمعروف أو ما أمر الله سبحانه وتعالى به من نهي عن المنكر أي ما نهى الله عنه لقوله تعالى ۩ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۩ إما إذا حصل تهديد أو عدوان أو غزو للشعوب والأمم والأوطان التي تحمله فيكون الجهاد فرض عين ويتم ذلك بثلاث وسائل ، اليد وما تحمل من قوة وتأثير ثم اللسان وما يحمل من قوة وتأثير ثم القلب وما يحمل من قوة وتأثير وذلك اضعف الإيمان واقله .






واعلم أيها المقاتل المؤمن أن الحق الأكبر وفي ميداني الجهاد فرض الكفاية وجهاد فرض العين هو الجهاد باليد واللسان والقلب معاً ، اليد وما تملك واللسان وما يملك والقلب وما يملك إما الأديان الأخرى فقد أوكل الله سبحانه وتعالى عقاب من يكفر فيها ويصد عنها إليه جل جلاله فكان يأخذهم بالرجفة والصيحة والحجارة والخسف والطوفان والصعقة والريح وما الى ذلك من أنواع العذاب .






خامساً : أن ديننا كامل مكمل يغطي جميع مفردات الحياة على الأرض حتى تقوم الساعة لا يعتريه النقص لقوله تعالى ۩ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۩ لذلك فهو من تمام نعمة الله على الامة المرحومة يقول عز من قائل ۩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ۩ .






فتصور أيها المقاتل النقشبندي المؤمن العزيز وتدبر سر تمام النعمة من المنعم الذي بيده خزائن السماوات والأرض يقول جل جلاله ۩ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۩ .. وتصور أيها العزيز كيف أن الإنسان المؤمن التقي الورع يعجز عن شكر النعمة حتى سيد الخلق وحبيب الحق وكنز الوجود وسره المطلسم .. يقول ( صلى الله عليه وسلم ) " لا أحُسن فداء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) لا يحسن شكر النعمة ولا يحسن شكر المنعم فكيف من دونه من البشر ، انظروا أيها المجاهدون لقد أراد ( صلى الله عليه وسلم ) أن يفي بشكر المنعم على النعمة فوجد نفسه عاجزاً مقصراً ، فاستعاذ برضا المنعم من سخطه فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " أعوذ برضاك من سخطك " ثم ترقى حاله وهمته وهو صاحب الهمة العالية وعزمه وهو صاحب العزم على الإيفاء بشكر المنعم فوجد نفسه كذلك عاجزاً فاستعاذ بمعافاة المنعم من عقوبته فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " أعوذ بمعافاتك من عقوبتك " ، ثم استجمع ( صلى الله عليه وسلم ) عزمه وهمته للإيفاء على شكر المنعم على تمام النعمة فوجد نفسه عاجزاً كذلك فاستعاذ بذات المنعم من ذات المنعم فأوكل الأمر كله لله عز وجل فقال ( صلى الله عليه وسلم ) " وأعوذ بك منك لا أحصي غناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك " يقول المشايخ أهل الحقيقة العارفون بالله ( رضي الله عنهم ) الشكر على النعمة من المنعم نعمة تحتاج الى شكر والشكر على النعمة نعمة تحتاج على الشكر لقوله تعالى ۩ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ۩ فالنعمة والشكر متوالية خالدة لا تتوقف حتى يفيض رحمته ( جل جلاله ) على عباده المؤمنين فيغطي بحرها العوالي وما نگص ميه كما يقول مداح الرسول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) .














يقول ( صلى الله عليه وسلم ) " من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات اللهم ما أصبح به من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر على ذلك قد أدى شكر نعمته " ، إذن لو عاش المؤمن مدى الحياة الى أن تقوم الساعة لا يفي بجزء يسير من شكر تمام النعمة فكيف يشكر المنعم لولا فضله ورحمته على عباده المؤمنين .. فتصور أيها العزيز كيف أنهم جميعهم في سكرتهم يعمهون فلا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون واعلم انك على الحق المبين إذن فان ديننا هو دين الحياة على الأرض الى أن تقوم الساعة في قوله ( جل جلاله ) ۩ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۩ ولقوله ( صلى الله عليه وسلم ) " لا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول الله الله " .






سادساً : أن ديننا الحنيف دعا الناس الى الله إذ قال ( جل شأنه ) ۩ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۩ إما الأديان الأخرى فجميعها دعت الى عبادة الله فقط ، واعلم أيها المؤمن أن حياة المؤمن الحق كلها عبادة واجر وترقي في مبادئ العز والرفعة لأنه لا يفعل إلا ما أمر الله فعله ولا ينتهي إلا عما نهى الله عنه ، واعلم أيها العزيز واعلموا أيها الرفاق الأحبة أن هدف الدين الأساس كرسالة هو إعادة صياغة الإنسان لكي يكون قابلاً وقادراً على اخذ هذه الرسالة بقوة لصناعة الحياة الجديدة للإنسان والإنسانية على الأرض كما يريد ( جل جلاله ) ، فتكون حياته كلها في الله وبالله ومع الله فلا يأتي إلا الخير لدينه ودنياه وأخرته .






اسمعوا هداكم الله وأعزكم بل الإيمان وبل الجهاد في سبيله ماذا يقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) قائد المسيرة الرسالة الخالدة يقول ما معناه " لا يصيب المرء والمقصود المؤمن من نصب ولا وصب إلا وله فيه اجر حتى الشوك أن شاكه ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) " لك اجر في اللقمة تضعها في فم زوجتك " .. ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) في أهمية وصعوبة تحقيق هدف إعادة صياغة الإنسان ثم إعادة صياغة وبناء المجتمع الجديد ، عندما رجع ( صلى الله عليه وسلم ) من أقسى غزوة غزاها في حياته وهي غزوة تبوك التي سمي جيشها بجيش العسرة عندما اشرف على المدينة المشرفة راجعاً قال ( صلى الله عليه وسلم ) " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر " ، تدبروا هذا الحديث .. تدبروا أيها الرفاق هذا الحديث الشريف الذي يجمل سر الدين وبرهانه ومعجزته ، انك تقاتل العدو عام وتسالمه عام أو تدخل معركة شهر وتخلد الى الراحة شهر أو أشهر ولكن في معركة بناء الذات والمجتمع فالمعركة مستمرة على مدى زمن الحياة ، ليل نهار لا يفتر لهيبها ولا يهدئ وطيسها ولذلك سُمي الجهاد في هذا الميدان في الجهاد الأكبر، وعندنا في الحزب سُمي النضال والجهاد في الحياة الداخلية للحزب لتقويمها وبنائها ولتثويرها وهو كذلك أصعب وأشكل من النضال لقتال العدو في ميادين المنازلة .






هذا هو ديننا الحق قد احدث انقلاباً شاملاً وتغييراً جذرياً في حياة امتنا والأمم التي دخلت فيه وفي حياة المجتمع نحو الفضيلة ومكارم الأخلاق نحو الحرية والتحرر نحو الحق والعدل نحو السلام والأمن والأمان ولو إنكم نظرتم الى عقيدة البعث وفكره ومنهجه الكفاحي وأهدافه الكبرى السامية لتجدون جوهر هذا الدين العظيم كرسالة فيه ، ولتجدون البعث في عقيدته ومبادئه ومنهجه وأهدافه هو الممثل الحقيقي للدين رسالة السماء الى الأرض رسالة العرب الكبرى الخالدة وهو الحارس الأمين لها ومن سواه قد اتخذ هذا الدين هزواً ولعباً وغرضاً وتجارةً رخيصة فأساء للدين ومزق لحمته ويريد أن يحطم الأداة التي استقبلته وحملته الى الدنيا كلها العروبة المجيدة إلا ما رحم ربي لكي أكون منصفاً وخاصة من المسلمين المؤمنين الصادقين من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين وطلابهم ومريديهم ومقلديهم هؤلاء هم أهل الدين الحق لان هدف الدين الأساس هو خلق الإنسان الجديد الإنسان الرسالي المؤمن الفارس الشجاع البطل المبدع الخلاق ، ثم خلق وبناء جيل البطولة والفداء جيل الثورة الكبرى المبدع الخلاق الحضاري الإنساني لمواصلة حمل الرسالة الخالدة الأمانة الكبرى التي عرضها سبحانه وتعالى على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان .






أقول لجميع المجاهدين المؤمنين من خلالكم في جيش رجال الطريقة النقشبندية وفي جيوش وفصائل الجهاد والتحرير وفي صفوف القوات المسلحة ولمناضلي البعث الثائر نتحدث معكم اليوم وباختصار شديد عن بعض معاني ومبادئ عقيدة البعث الرسالة الخالدة وعن منهجه الجهادي الكفاحي الرسالي وعن أهدافه الكبرى السامية ليكون هذا الحديث قاعدة ننطلق منها لمواجهة حملة التضليل والتزوير والتشويه لفكر البعث وعقيدته والتشويش على مسيرته الكفاحية الجهادية في إطار حملة الاجتثاث التي تجري اليوم على البعث .






أيها الرفاق الأعزاء المجاهدون تعلمون جميعاً أن ديننا هو دين الفرد المسلم وهو دين المجتمع ودين الدولة باعتبار أن غالبية أبناء الامة هم مسلمون هذا هو دين البعث انه رسالة خالدة شاملة وعميقة للامة خاصة ثم لأمم وشعوب الأرض كنموذج للحياة الحرة الكريمة ومثل تعرضه الامة عقيدة ومبادئ ومنهج وأهداف لكي تهتدي تلك الأمم والشعوب بهديه فتنهل من خيراته لدنياها وأخرتها إما الجانب الفني التفصيلي من الدين المتعلق بالعبادات بشكل خاص وبعض المعاملات فهو متروك للفرد وطائفته ومذهبه وفرقته ومن يقلد من المجتهدين أو بما يجتهد هو أن كان عالماً أو مجتهداً ولا تتدخل الدولة في هذا الأمر ، انتبهوا الى هذا الموضوع لا تتدخل الدولة الى أن يكتمل بناء دولة الإيمان أي الى أن يحصل الانقلاب الشامل في حياة الفرد والمجتمع ويرتقي الى مستوى مجتمع الرسالة الذي أقام دولة الإيمان الرسالية الإسلامية الموحدة لكي يسهل الانتقال من الإيمان الى الشريعة وأحكامها التفصيلية المتعلقة بهذا الجانب انتقالاً شعبياً جماعياً كما حصل في صدر الرسالة الاول ، لنضرب بعض الأمثلة على هذا الموضوع الحيوي والمهم للغاية .. قيل للحجاج ابن يوسف الثقفي " انك قوي ومتمكن لماذا لم تكن مثل عمر الفاروق ( رضي الله عنه ) في العدل والحق وتحكم في قواعد الشرع الشريف " . قال له قولته المشهورة " تبذروا لي أتعمر لكم " أي كونوا جميعاً على قلب أبي ذر الغفاري ( رضي الله تعالى عنه ) من الصدق والزهد والإيمان والخشية من الله والورع أكون لكم مثل عمر ( رضي الله عنه ) في الوقوف مع الحق وإقامة العدل والشرع ، وهو كان في زمن الصحابة ( رضي الله تعالى عنهم ) فكيف بنا اليوم وقد افترق المسلمون كما يقول الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) " على بضع وسبعين فرقة كلها هالكة أو كلها في النار إلا واحدة " .






اعلم أيها الرفيق المجاهد المناضل الثائر انه لا يمكن على الإطلاق وخاصة في بلدنا العراق افهموا هذه الحقيقة لا يمكن على الإطلاق وخاصة في بلدنا العراق إقامة الدولة الإسلامية الفنية وتطبيق الشريعة فيها كما كان في زمن الراشدين والذين يلونهم ، واعلم أن شعار إقامة الدولة الإسلامية اليوم على أساس الشريعة وأحكامها في العراق في بلدنا خاصة هو شعار حق أريد به باطل للتآمر على الدين الإسلامي الحنيف بشريعته وطريقته وحقيقته بإسلامه وإيمانه وإحسانه لإلغاء دور هذا الدين الرسالي في الحياة وهو مؤامرة على الامة التي أنزلت عليها الرسالة وكلفت بحملها وتبليغها للناس ، كذلك لان الشريعة وفق اجتهادات مجتهديها اليوم وخارج إطار وروح الإيمان وقواعده وضوابطه وتأثيره العميق على الفرد والمجتمع تمزق الشعب وتمزق الامة وتسيء لديننا الحنيف وتخرجه من دوره الرائد في إصلاح ما أفسده المفسدون في الأرض وتخرجه من دوره كرسالة تجديد للحياة وأبنائها وبناء الحضارة التي يسعد بظلها الإنسان الى تفكيك المجتمع وتمزيق لحمته .






انظروا أيها الرفاق الى اجتهادات المجتهدين في الشريعة خارج ضوابط الإيمان وروحه وتأثيره على الفرد والمجتمع قد أخرجت للامة عشرات الفرق عن الدين وخرجت نهائياً عنه ، بل ناصبت له العداء حتى قاتلت الامة التي تحمله بالسيف في زمن الخوارج في زمن عز الدين وأهله قاتلوا أمام الامة وكفروه قاتلوا بحر العلوم سيدنا الأمام علي بن أبي طالب ( رضي اله عنه وأرضاه ) قاتلوهم باسم الشريعة واجتهادات الشريعة ، انظر الى ما نحن عليه في العراق قد تشظينا ، تشظى الإسلام الحنيف دين الحياة والحضارة الى فرق وطوائف ومذاهب متقاطعة متناقضة وكل يقول نحن المسلمون ونحن أصحاب الدين الحق ونحن أصحاب الشريعة ونحن أهلها والمشرعون لها .






أبدء معكم أيها المؤمنون المجاهدون البواسل في ضرب الأمثلة العملية من الفرقة أو الفئة المسلمة المتشرعة التي شرعت دينياً للاحتلال وعاونته على تدمير بلد العروبة والإسلام وقتلت وشردت وهجرت أهله ولا زالت تشرع له المزيد لمزيد من التدمير قد اتخذت هذا الموقف باسم الشريعة الإسلامية وأحكامها مجتهدة حسب هواها ومصالحها ، ثم الفرقة أو الفئة التي تكفر المسلمين المؤمنين على الهوية بل تكفر كل من لا يؤمن بها وبمنهجها فقتلت العلماء العاملين وقتلت القادة المجاهدين في سبيل الله رفاقكم وأخوتكم في الجهاد وقتلت المواطنين الأبرياء باسم الشريعة وأحكامها مجتهدة حسب ما تريد وتشتهي ، ثم الى الفرقة أو الفئة التي تكفر الامة باجمعها من صديقها الأكبر أبي بكر ( رضي الله تعالى عنه ) الى فاروقها عملاق الإسلام سراج أهل الجنة ( رضي الله عنه ) الى تكفيري وتكفيرك وتحليل دمي ودمك وتكفير ذرياتنا الى يوم القيامة باسم الشريعة وأحكامها ، فأي شريعة نطبق من هذه الشرائع أيها المجاهدون ولهذه الحقيقة المرة أيها الرفاق والمجاهدون ولهذا الفهم العميق والشامل لدين الامة الحنيف رسالة العروبة والى ما وصلت إليه الامة من تخلف وتمزق وانحطاط وابتعاد عن روح الرسالة ومعانيها لهذا السبب فان البعث العربي الاشتراكي رفض رفضاً قاطعاً تسييس الدين والمتاجرة به ، بل أخذه كرسالة عربية إنسانية بقوة وتعشقها وصاغ منها أولاً ثم من تراث الامة المجيد عقيدته ونهل منها مبادئه وقيمه وأعرافه ومنهجه تلك الرسالة الخالدة التي عبرت في تلك الحقبة ولا زالت الى اليوم عن عبقرية الامة وإبداعها واخيريتها وعن اصطفاء الجليل ( جل جلاله ) لها فكلفها لحمل هذه الرسالة العظيمة الخالدة لتقود الخير كله والفضيلة كلها ولتنشر الحق والعدل والحرية والتحرر ولتخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف وطغيان الإنسان على أخيه الإنسان واستعباده الى نور التطور والحضارة والحياة الحرة الكريمة ، هذه هي رسالة البعث الخالدة قاعدتها الإيمان بالله الواحد الاحد وعامودها الأساس المحبة في الله والوطن ، يقول الجليل ( جل جلاله ) في الحديث القدسي " كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أرى فخلقت خلقاً فتعرفت عليهم فبي عرفوني " أحب أن يُعرف ( جل جلاله ) فخلق الخلق على قاعدة المحبة ودواعيها فان مقام المحبة هو المقام الاعلى في المقامات وهو سر الوجود وسر بقائه ، هذه عقيدتنا إما نسرجها أو لحمتها أو سداها تقوم على منظومة الأخلاق المحمدية كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، هكذا يقول البعث ويأمر أيها الرفاق كان لكم في رسول الله أسوة حسنة من كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا .. هذه هي رسالتنا رسالة البعث من اعز أهدافها هو خلق وبناء الإنسان الجديد الإنسان الرسالي المؤمن الثائر الشجاع المبدع الخلاق ثم خلق جيل البطولة والفداء جيل الثورة الكبرى وحامل لوائها لتحقيق أهداف الامة الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية ، أنها الأمانة الكبرى في أعناق أبناء العروبة وأبناء البعث الأمانة التي عرضها سبحانه وتعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان .






أيها الرفاق المؤمنون المجاهدون في جيوش وفصائل الجهاد والتحرير وصفوف البعث الثائر وقواته المسلحة الباسلة نتحدث إليكم اليوم باختصار شديد كما قلنا عن بعض معاني عقيدة البعث ومبادئه ومنهجه ومبادئه الرسالية فانتم تعلمون جميعاً أن شعارنا هو امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، أن شعارنا هذا يعبر عن جوهر عقيدتنا وروحها يعبر عن حقيقة امتنا وإرادتها في الحياة يعبر عن تاريخها المجيد وتراثها العزيز وحاضرها العظيم ومستقبلها الواعد .. نعم امتنا امة واحدة .. واحدة المنشأ والمنبع والمنبت والمشرب والمصير والتطلع والنزوع ، شعبها واحد وأرضها واحدة تمتد من المحيط الى الخليج لغتها واحدة ودينها الأساس واحد وتاريخها واحد وخيراتها موحدة يشد ويكمل بعضها البعض الأخر من يوم خلق الله الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوب وقبائل ليتعارفوا وحكم بان أكرمهم عند الله هو اتقاهم فجعلها امة واحدة ذات رسالة خالدة جعلها الامة المؤمنة القائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكانت الأتقى بين الأمم وهي أكرم الأمم وأعلاها مقاماً وارفعها درجة فهي التي حملت كل رسالات السماء والأرض الى البشر ثم الرسالة الخالدة الخاتمة العظيمة بل وضع الله فيها سبحانه وتعالى وفي أبنائها كل عوامل وصفات القدرة والتمكن والتحمل والمطاولة والصدق والإخلاص والإبداع للنهوض بمسؤولياتها التاريخية تجاه الإنسانية وقد حازت عبر تاريخها الطويل مكارم الأرض والسماء معاً فهي أم الرسالات السماوية الأولى ادم ونوح وإبراهيم ( عليهم السلام ) وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم الذين يلونهم من الأنبياء والمرسلين ثم الرسالة الخالدة الخاتمة وهي كذلك أي امتنا امة الرسالات الدنيوية الأرضية المجيدة الخالدة في سفر التاريخ سومر وأكد وبابل وأشور وسبأ وحمير ووادي النيل والأرض المباركة فهي قائدة الحضارة الإنسانية وصانعتها هذه امتنا الواحدة وهذه رسالتها الخالدة وهذا هو شعارنا المعبر عن روح وجوهر عقيدتنا وهذا لا يعني أن امتنا هي فوق الأمم في العدوان والظلم والطغيان والتجبر والتكبر وإنما لخدمة الأمم وخدمة البشرية إما منهجنا فهو انعكاس لعقيدتنا وتعبير عنها وعن معانيها وأهدافها في الميدان ، فبقدر ما كانت رسالتنا عظيمة وسامية ومجيدة عالية المقام وصعبة المنال كذلك منهجنا ثوري بطولي تضحوي اقتحامي عميق وشامل لتحريك كل معاني الحياة ومفرداتها في الانسان العربي مجتمعة لتثوير كل معاني الخير والفضيلة ولتفجير طاقات الانسان العربي وإبداعاته وتثوير عوامل البطولة والفداء فيه .






إذن أن منهجنا كفاحي جهادي بطولي تضحوي لتحقيق الانقلاب الشامل والعميق على واقع الامة الفاسد المتخلف المريض تحقيق الانقلاب الشامل العميق في الذات أولاً ذات الانسان العربي لرفعها من حضيض الذل والمهانة الذي نعيشه اليوم والجبن والتخلف والتخاذل والانهزام والاستسلام والضياع الى عز المسؤولية التاريخية وشرفها لرفعها من فرج المعصية والفسوق والفجور واللهو واللعب والانفلاش الى عز العزيمة والشيمة الى عز التقوى والفضيلة الى عز الصبر والثبات والمطاولة الى عز النقد والنقد الذاتي الدائم لتطهير النفس الإمارة بالسوء اللوامة الهلوعة الجزوعة الى عز التوبة والاستغفار الى عز الإنابة الى عز الأوبة الى كل المعاني والقيم والمثل التي جاءت بها رسالة السماء رسالة الامة الخالدة ثم التي جاءت بها رسالة البعث الخالدة ثم التغيير الجذري الشامل في حياة وبنية المجتمع الفاسد المتخلف ، لكي ينبثق من هذا المجتمع الطليعة الثورية المؤمنة القائدة لمسيرته الجهادية الجديدة المفجرة لثورة الامة الكبرى لتحقيق أهدافها وحريتها وبناء مستقبلها اللائق بها التي يضعها في مكانها الطبيعي في الحياة كرائدة وقائدة ومبدعة فتحقق وحدتها وحريتها وتبني مجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد فتواصل مسيرة التجديد والانبعاث الى يوم القيامة .






إما أهدافنا في الوحدة والحرية والاشتراكية فهي تمثل نزوع الامة وإرادتها وحقها المشروع في الانبعاث والتجدد لمواصلة مسؤوليتها التاريخية في صنع الحياة الحرة الكريمة لأبنائها ولتكون مثل أعلى ونموذج أغلى لبني البشر في الأرض لأممهم وشعوبهم ولتعود كما كانت من قبل وكما قال شاعرها :






كانوا ملوكً سرير الشرق تحتهمُ فهل سألت سرير الغرب ما كانوا


عالين كالشمس في أطراف دولتهم في كل ناحية ملك وسلطان






ولتعود كما كانت في عهد قائدها المبدع الشجاع هارون الرشيد إذ يقول للغيمة التي لم تلقي بحمولتها على بغداد دار العز والسلام " أيتها الغيمة اذهبي أنى شئتِ في ارض الله الواسعة فان خراجك عائد إليَّ " لتعود كما كانت مركزاً حضارياً للإنسانية تبعث الحرية والديمقراطية والسلام والأمان الى أصقاع الأرض ، يقول قائدها العبقري العملاق الملهم فاروق الإسلام " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار " .. ويقول ( رضي الله عنه ) " والله لو عثرت بغلة في ارض العراق لخشيت أن يسال عنها عمر يوم القيامة لم لم تسوي لها الطريق يا عمر " .. ويقول ( رضي الله تعالى عنه ) حين سُئل " لم لم تنم يا أمير المؤمنين قال : مالي والنوم أن نمت في النهار ضيعت الرعية وان نمت في الليل ضيعت نفسي " ، شعوراً عال بالمسؤولية التاريخية له ولامته تجاه الانسان والإنسانية .






اعلموا أيها الرفاق المجاهدون لا يمكن للامة أبداً أن تعود طليعة ورائدة في صنع الحضارة الإنسانية ألا بعد تحقيق وحدتها على كامل أرضها من المحيط الى الخليج وألا أن تتحرر من كل أنواع الهيمنة والسيطرة والاستغلال والتهميش والتخلف والضياع وألا أن تحقق حريتها وحرية شعبها وأبنائها وألا أن تقيم نظامها الاشتراكي الخاص القادر على استثمار خيراتها وتطوير ثرواتها الهائلة وتنميتها لتحقيق الرفاه والازدهار والعدالة الاجتماعية لأبنائها ثم إقامة المجتمع الديمقراطي الحر الموحد الذي يسعد فيه الانسان ويزهو ويزدهر وتزهو الحياة فيه وتزدهر وتتساوى فيه الفرص والحقوق والواجبات وتتفجر فيه طاقات الانسان العربي وإبداعاته ثم ينهض البناء الحضاري من جديد ويتواصل الحاضر العزيز مع الماضي المجيد لصنع المستقبل الذي تريده الامة ، إما كيف نحقق الوحدة و كيف نحقق الحرية ونبني الاشتراكية فهذا أمر أخر أداته الأساسية ووسيلته الشريفة هو الطليعة الثورية التي تحدثنا عنها في بداية اللقاء مع جماهيرها وشعبها وهو جيلها جيل البطولة والفداء ولذلك فان حزبنا يختلف اختلافاً جذرياً عن كل الأحزاب في الوطن العربي وفي العالم اجمع ، وسنتحدث بالتفصيل لاحقاً أن شاء الله عما حققه البعث على ارض الواقع عبر تجربة الخمسة وثلاثون عاماً من أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية .






واعلموا أيها الرفاق أن حزبنا هو الغاية وهو الوسيلة .. نعم كما كان حزب الرسالة الاول كان هو الغاية والوسيلة غاية لحمل الرسالة وتعشقها وتعشق معانيها الى يوم القيامة ووسيلة لتدبيرها وأدائها وتحقيق فحواها وإرادتها على الأرض ، فان الحزب والشعب وكل قواه الوطنية والامة وكل قواها القومية والعقيدة وأهدافها ومنهجها عندنا حالة واحدة متداخلة متمازجة متماسكة دائمة وخالدة ابد الدهر ولو لم يكن هذا الحزب العظيم من هذا الطراز لانتهى دوره قبل الاحتلال بزمن بعيد وان بقت له بقية قبل الاحتلال لانتهى حتماً بعد الاحتلال وأصبح جزءاً من الماضي البعيد حاله حال كل الأحزاب والتيارات التي اختفت في العراق والامة والعالم عدى حزب الرسالة الاول لا ينتهي ولا يتوقف وحزبنا يمثل الامتداد الطبيعي له كعقيدة ومنهج ورجال ، إما ما يظهر هنا وهناك في بعض المراحل والأحيان كما نقول دائماً ونعلم من هفوات وأنماك واشططاطات وكبوات وانحرافات وابتعاد عن محور الإيمان ومركزه مع روح الرسالة ومعانيها العميقة فهو مردود على أصحابه الذين ارتكبوه ، ما لا يمثل الحزب عقيدةً ومنهجاً وأهدافاً ورجال مؤمنين .. رجالاً مؤمنين مجاهدون رساليون وكما قلت سنعرض لاحقاً على الامة ما حققه البعث على الأرض من هذه المبادئ إما من يسألك عن تراث البعث .






فاعلم أيها العزيز أن في تراثنا أن سألتم عما فيه ثم حتى في تراث امتنا وتاريخ رسالتنا مواقف واضحة ومبدئية وجهادية ضد الأديان المنحرفة المزورة والمُوسيسة لأغراض التجارة الرخيصة أو لأغراض معاداة الامة ورسالتها فعندما نقف ضد اليهود الصهاينة في فلسطين وكما وقف إباءنا وأجدادنا ضدهم في صدر الرسالة مع بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع وخيبر عندما تصدوا للرسالة وحاربوها لم تكن هذه المواقف ضد دين سيدنا موسى ( عليه السلام ) وإنما ضد الدين المنحرف والمحرف العدواني الإجرامي الذي صنعه اليهود بما بدلوا وغيروا وحرفوا وكذلك نحن نقف ضد الدين المسيحي المنحرف الصليبي والمحرف العدواني الذي يحمل رايته اليوم بوش وزمرته وليس ضد دين سيدنا المسيح عليه السلام وأهله وعلماءه ورهبانه ، الم يقاتل الصليبيون المنحرفون أجداد بوش ورامسفيلد ديننا وعروبتنا وفق منطوق دينهم المحرف المسموع لمعاداة الامة ودينها الحنيف ورسالتها الخالدة في الحروب الصليبية ، كما قاتلنا من قبل اليهود في المدينة وخيبر الم يقاتل معنا دين سيدنا المسيح ( عليه السلام ) الطاهر النقي الزكي وأهله وأبنائه أبناء العروبة الاماجد منذ وصول الرسالة الى أرضنا في العراق الى اليوم ، لقد قاتل معنا أهله منذ القادسية الأولى الى القادسية الثانية وقاتلوا معنا في صراعاتنا مع أعداء العروبة ورسالتها في العراق وفي فلسطين ولبنان وسوريا ومصر وهم اليوم أي المسيحيون في عراق العروبة والإسلام يؤدون أغلى التضحيات دفاعاً عن وطنهم العزيز وعروبتهم المجيدة إننا نقاتل كل من يقف أمام مسيرتنا وثورتنا ورسالتنا الخالدة التي تمثل روح الإسلام وجوهره .






جاءنا معتدياً غازياً باسم الدين أو القومية والعنصرية أو المرض والاقتصاد أو الظلم والعدوان والتجبر والاستعمار ، نحن نؤمن بالأديان السماوية كلها كما نزلت ونحترمها ونحترم أهلها ونعيش معهم ويعيشون معنا ونأكل طعامهم ويأكلون طعامنا ونناكحهم أي حل لنا نسائهم وان بقين على دينهن ، فهم أخوتنا في الدين العام أي في الإيمان وفي الوطن وفي المصير لهم ما لنا وعليهم ما علينا آلام واحدة وأمال واحدة ومصير واحد ، أن تسييس الدين والتجارة به وتوظيفه لمعادة العروبة ورسالتها الخالدة هو المؤامرة الكبرى على الامة وعلى دينها الحنيف الرسالي وهي المؤامرة التي تدمر وحدة الدين ووحدة التوحيد ووحدة الامة ووحدة الوطن ووحدة الشعب بل هو الذي يمزق الدين الواحد ويلغي دوره الإنساني في الحياة ويمزق الشعب الواحد ويفتت الامة الواحدة كما يحصل اليوم في بلدنا العزيز العراق باسم ديننا الحنيف وتحت مظلته من تجار الدين والسياسة المزورين المنحرفين تجار الطائفية البغيضة .






إذن موقف الرفيق العزيز أبو اوس صحيح من باب وحدة الأديان السماوية ومن باب رعاية ديننا الإسلامي الحنيف وحزبنا لتلك الأديان التي لم تناصب امتنا ورسالتها العداء ورأيك صحيح أيها الحبيب بالنسبة لكل الأديان التي يناصب أهلها امتنا ودينها العداء وعلى رأسهم اليهود الصهاينة والصليبيين الطغاة ، إلا تتذكرون أيها الرفاق ماذا قال بوش الامبريالي الصليبي المتصهين بعد أحداث سبتمبر قال " لاجعلنها حرباً صليبية " حرب دينية وفعلاً جعلها حرب صليبية بكل إبعادها وأهدافها .






واعلموا إننا عندما نقول وهذا الموضوع مهم جداً أي إننا عندما نقول المستهدف من غزو العراق هو البعث عقيدةً ومنهجاً وأهدافاً وتجربةً رائدة ومشروع حضاري نهضوي للامة ونعني أن المستهدف هو العراق وشعبه المقاوم المجاهد بكل أطيافه وفئاته ثم الامة ودينها الرسالي وليس دينها الفني المزور المحرف الم ترى كيف أن دينها المزور المحرف وقف أهله ودعاته الى جانب أولئك الأعداء الغزاة المحتلين سواء كانوا قوميين عنصريين شوفينيين أم كانوا دينيين صليبيين ويهود صهاينة أو فرس صفويين واشتركوا معهم في ذبح العراق العربي المسلم المؤمن ومزقوا دينه الحنيف باسم الدين وباسم الشريعة .






واعلم أيها الرفيق المقاتل في ميادين المنازلة الكبرى وليعلم مناضلو البعث في وطننا الكبير أن في تراث حزبنا المجيد وفي عقيدته إننا لسنا محايدين بين الإيمان والإلحاد وإنما نحن مع الإيمان ضد الإلحاد ، واعلموا أن في تراثنا المجيد كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بمعنى لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة ، واعلموا أن سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي يريد للبعث أن نقتدي به حتى نكون ظله في الأرض أو حتى نكون كلنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو مفجر ثورة العرب الكبرى وهو صاحب الرسالة الخالدة الخاتمة ، وهو قائد مسيرة الجهاد في الامة التي بعثت الامة من جديد الى دورها التاريخي الرسالي لإصلاح الأرض وبناء الحضارة الإنسانية عليها وهو الذي حقق وحدتها وحريتها وعدالةً اجتماعية ، وهو الذي صنع حضارتها الخالدة وهو نبيها ورسولها وقرانها الذي يمشي على الأرض وفي تراثنا وعقيدتنا أيها الرفاق أن القومية العربية والدين كروح والجسد أن فارقت الروح الجسد وقع على الأرض هامداً وان فارق الجسد الروح صعدت الروح الى السماء فيتوقف كل شيء وهكذا حصل لامتنا في عصر انحطاطها وتخلفها حين فارقت الروح الجسد وفارق الجسد روحه فلا نهوض للامة ولا بعث ولا تجديد إلا بعودة الروح الى الجسد وإلا بعودة الجسد الى الروح .






واعلموا أيها الرفاق أن في تراثنا أن البعث قد فجر أعظم حملة إيمانية من اجل ذلك أي من اجل إعادة الروح الى الجسد وإعادة الجسد الى الروح وابرز معالم تلك الحملة الإيمانية وعناوينها الكبيرة الذي قادها البعث لإعادة الروح الى الجسد هو بناء مئات المدارس والمعاهد والكليات والجامعات التي تدرس الدين الإسلامي الحنيف بشكل شامل وعميق وعلى مستوى كل المحافظات ، كل محافظات القطر واقضينه ثم تخريج العلماء والمدرسين والقادة والمرشدين من مرحلة الابتدائية الى مرحلة الدكتوراه وقد تخرج عن هذه الحملة عشرات آلاف من الدارسين ثم قرار القيادة التاريخي العظيم بتدريس كادر الحزب عموماً علوم الدين الإسلامي الحنيف بكل فروعه في معاهد خاصة يتولى قيادتها والتدريس فيها خيرة علماء العراق وقد خرجت هذه المعاهد آلافً من كوادر الحزب عضو قيادة فرقة صعوداً حسب قرار القيادة الأخير وفي تراثنا المجيد قد قررت القيادة أن يدخل جميع القضاة في الدولة دورة مكثفة لدراسة علوم الدين الإسلامي مدتها ستة أشهر ومن لم ينجح في هذه الدورة يخرج من سلك القضاء وذلك لتحسينهم في دقة الأداء والعدالة في القضاء .






واعلموا أيها الرفاق أن الشاهد الاول على هذه المسيرة بعد القائد الشهيد سيد شهداء العصر ( رحمه الله عليه ) هو المتحدث معكم إذ كان كما تعلمون هو القائد والمشرف الميداني لهذه الحملة بالإضافة الى عشرات آلاف الشهود العدول من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين والمثقفين والمتدينين وكادر البعث المجيد ، قل لي بربك أيها الرفيق أي دولة في الامة أو العالم الإسلامي فعلت ما فعله البعث الرسالي وقيادته الثورية المؤمنة للدين الإسلامي الحنيف عدى المملكة العربية السعودية الشقيقة ، أن الدين عندنا هو رسالة الحياة الحرة الكريمة أن الدين الإسلامي الحنيف عندنا بالإضافة الى كل التفاصيل التي تغطي الحياة برمتها هو رسالة الامة الخالدة وهو رسالة البعث الخالدة وهو ثورة الامة الكبرى لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والتحرر وبناء المجتمع الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد الذي يفجر طاقات الانسان العربي وإبداعاته وبطولاته وتضحياته أن بعثنا هو بعث الروح والقيم والتقاليد والمثل التي كانت عليها الامة أيام عزها ومجدها وتألقها الحضاري الإنساني يوم كان يحدوا ركبها حبيبنا ونبينا ورسولنا وقائدنا الانسان الكامل ( صلى الله عليه وسلم ) يوم تحررت وتحرر إنسانها وأشادت وحدتها وأقامت وحدتها الإنسانية الخالدة نحن نناضل ونجاهد من اجل إقامة دولة الإيمان الذي لا يختلف فيه ولا عليه اثنان من أبناء شعبنا وامتنا مسلمين ومسيحيين واديان أخرى وطوائف ومذاهب ونحل ، نحن نناضل من اجل إقامة دولة الوحدة والحرية والاشتراكية الحق المشروع المقدس لامتنا .






أيها الرفيق المجاهد العزيز دع ما ادعته الطوائف والفرق والنحل في ديننا الإسلامي الحنيف للأغراض الدنيئة والتجارة الرخيصة وخذه واعشقه وتعشقه رسالة عربية إنسانية حضارية خالدة نبعث فيه وبه امتنا الى دورها الإنساني الحضاري الرائد نحقق فيه وبه وحدة امتنا وحريتها ومجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد ونقدم فيه وبه نموذجاً ومثلً ومناراً للإنسانية تهتدي به وترشد وتسعد هذا هو حزبنا أيها الرفاق وهذه هي عقيدته ومبادئه ومنهجه وأهدافه تمسكوا بأذياله وعضوا عليه بالنواجذ فهو غايتكم ووسيلتكم للتحرير والتحرر والتوحد والبناء والتحضر .






احيي رفاق المسيرة الجهادية المقدسة في فصائل الجهاد الوطنية والإسلامية في الميدان وأخوتنا في الله والوطن ، واحيي كل القوى الرافضة للاحتلال وتساند المقاومة أحزاب ومنظمات وهيئات وجمعيات ونقابات وعشائر وشخصيات .






تحية إكبار وإجلال لشهداء العراق والامة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر سيد شهداء العصر أبو الشهداء القائد صدام حسين ورفاقه شهداء القيادة والكادر المتقدم نسال الله العلي القدير أن يسكنهم فسيح جناته .






تحية ملئها التقدير والاعتزاز والمحبة لرفاق القيادة الصامدين في سجون الاحتلال وتقدير واعتزاز لكل الأسرى والمعتقلين من أبناء العراق العظيم .






والى مزيد من البذل والعطاء والفداء يا رجال البعث والجهاد على مذبح الوحدة والحرية والتحرير والبناء .






عودوا بقوة أيها المناضلون الثوار الى المنابع الأصيلة لفكر البعث وعقيدته فتزودوا بزاد العقيدة الصحيحة وتزودوا قبلها بزاد التقوى فان خير الزاد بعد الإيمان وسلامة العقيدة هو زاد التقوى وأشكركم .














بيان عن النقابة الجهوية بسيدي بوزيد حول ذكرى استشهاد القائد صدام حسين المجيد

استشهاد الرمز صدام حسين : عنوانه للرجولةودرس في الشجاعة والتضحية والفداءتمر هذه الأيام الذكرى الثالثة لاغتيال القائد الرمز الشهيد المجاهد صدام حسين رحمه اللهلقد عمدت سلطة الاحتلال الأمريكي البغيض وبكامل التنسيق مع ايران الصفوية وعملاء الريح الصفراء جلاوزة الدجل والشعوذة في العراق عمدت الى تنفيذ جريمة الاغتيال النكراء في حق رمز الأمة وعنوان انبعاثها الشهيد صدام حسين في محاولة لتعطيل نهضتهالقد مثلت حياة الشهيد صدام حسين القائد والرمز نموذجا لحياة المناضل والمجاهد الثائر ضد كافة أشكال الظلم والاستعباد والمناهض للإمبريالية وتعبيرتها القصوى الصهيونية العالمية ।لقد جسد الشهيد الرمز صدام حسين – رحمه الله – انتماء أصيلا لمبادئ الأمة وليمها ولعقيدتها الرسالية السامية والخالدة ، فقد شق طريقه بإيمان ووضوح وصدق وجدية حين تصدر قيادة المظاهرات الطلالبية التي انتصرت لأبناء شعبنا في مصر وهو يقارعون العدوان الثلاثي سنة 1956 كما تصدى بكل بسالة وشجاعة لتحرير العراق من حكم الطاغية عبد الكريم قاسم الذي انحرف عن مبادئ ثورة " تموز " 1958 كما شارك رفاقه في مسيرة الثورة التي تعرضت لغدر المرتدين ، وقد تصدى الشهيد صدام حسين رحمه الله بكل بأس وحسم لهذه الردة وساهم بشكل فاعل في إعادة بناء مشروع الثورة التي اندلعت في " تموز " 1968 والتي غيرت وجه العراق الحديث عبر الاصلاح الزراعي وتأميم النفط وإرساء معالم الثورة الصناعية وإنشاء أكبر قاعدة علمية على مر تاريخ العراق ، والقضاء على الأمية بشكل شامل بشهادة الأمم المتحدة سنة 1980 ، وقام الشهيد رحمه الله بقيادة مسيرة التنمية الاشتراكية التي كانت دعامة فعالة للمقاومة الفلسطينية ولمجمل حركات التحرر الوطني والقومي ، تلك الانجازات وغيرها وهي عديدة أغاضت أعداء الأمة من امبرياليين وصهاينة ومجوس وثنيين فكان العدوان الايراني على العراق متلحفا بغطاء ديني قاده الخميني حفيد اسماعيل الصفوي – وانتهى العدوان بهزيمة مذلة لجيش الخميني الحاقد وانتصر العراق وانتصرت قيادته الوطنية والقومية وخرج الجيش العراقي البطل من الحرب قوة ضاربة ذات خبرة يعتد بها ، مما كثف من تآمر حلف الشر المحض الأمريكي الصهيو صفوي المعادي للعراق وللأمة فكان العدوان الثلاثي عل العراق الصامد وأعقبه حصار " جائر " دام أكثر من عقد انتهى باحتلال العراق سنة 2003 ولقد واجهه الشهيد ورفاقه وجيش العراق الباسل بمقاومة ضارية ولدت ناضجة أدهشت العالم ما فتئت تتقوى وتتوحد وتكثف من عملياتها النوعية حينا بعد حين حتى اجبرت فلول الاحتلال على الانسحاب والاختفاء وراء أسيجة الثكنات .ولقد بدأ الشهيد اثناء محاكمته الباطلة شجاعا صلبا حكيما عري خلالها المحتلين الأمريكان وحلفائهم الصهاينة والفرس الأذلاء – بل وحاكمهم محاكمة تاريخية حدت بهم الى التسريع باغتياله في صبيحة يوم عيد الاضحى قبل سنوات ثلاث ، لقد مثل استشهاد البطل صدام حسين منعطفا حاسما في تاريخ الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الذي يقوده اليوم رفيقه المجاهد عزت ابراهيم الدوري بكل بسالة واباء وايمان واقتدار دفاعا عن حرمة العراق العظيم وصونا لمقدسات الأمة وإرساء لقيمها : قيم الرجولة والعزة والكبرياء ودفعا بالأمة العربية لإنجاز مهمتها الحضارية الخالدة .ووفاء للشهيد سنعمل على احياء هذه الذكرى المجيدة يوم 30/12/2009المجد والخلود لشهيد الحج الأكبر القائد المجاهد صدام حسين رحمه اللهالمجد والخلود لشهداء الأمةعاشت المقاومة في العراق وفلسطين وفي الأحواز العربيةالخزي والعار للمحتلين وأزلامهم الأذلاء الصاغرين
النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد
الكاتب العام
علي الزارعي

تهنئة/ الحزب الشيوعي العراقي

الحزب الشيوعي العراقي

اللجنة القيادية


أطيب وأحر التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ﴿ 1431 ﴾
وأعياد الميلاد والسنة الجديدة ﴿ 2010 ﴾


بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1431 , وأعياد الميلاد والسنة الجديدة , نتوجه الى أبناء امتنا العربية والإسلامية والى جميع أبناء المعمورة بأزكى التهاني وأحر التمنيات والتبريكات بهذة المناسبات السعيدة, راجين ان تعود بأيام جديدة تتحقق فيها الانتصارات على أعداء الشعوب من مشعلي الحروب ومضطهدي الشعوب , وان تتكلل انتصارات مقاومتنا الوطنية العراقية على قوى الاحتلال البغيض وعملائه الأشرار, وتنتصر إرادة الحق والعدل والسلام في العالم . ان حزبنا الشيوعي العراقي يجدد العهد لشعبنا العراقي وبالتعاون الوثيق مع كافة القوى الوطنية المعارضة للاحتلال بتشديد الكفاح والمقاومة ضد المحتل حتى يتطهر عراقنا الحبيب من دنس المفسدين وترتفع راية العراق المحرر خفاقة عالية لينعم شعبنا بالحرية والكرامة ويعيد بناء حياته السعيدة .

الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
هيئة النشر والأعلام

بغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد

العرب واليهود في فكر نيتشه/سميرة فياض الخوالدة

حين انقسم العالم في القرن العشرين إلى معسكرين شيوعي ورأسمالي، كان أحدهما ينسب إلى كارل ماركس؛ كان يجب أن ينسب الثاني إلى الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه (1844-1900)، «فيلسوف القوة وإرادة الحياة والإنسان المتفوق» كما وصفه د.حسن حفني(1) (ص333).فهناك ما يشبه الإجماع على أَنَّهُ يشكل هو وكارل ماركس وسيجموند فرويد الركائز الثلاث التي قام عليها الغرب في هذا القرن. ويصل الدارس حتما إلى هذه المقولة حين يتبع أصول جميع الحركات الفكرية التي صاغت الغرب الرأسمالي في القرن العشرين من مختلف جوانبه: الاقتصادية والثقافية والسياسية.فأهم الحركات والتوجهات في هذه المجالات تأسست على فهم معين لفكر هذا الفيلسوف ودعوته، أو ربما على سوء فهم لهذا الفكر في بعض الأحيان كما سيـأتي تفصيله فيما بعد.وحين نستخدم كلمة دعوة هنا فإنما نقصد أن نشير إلى أن نيتشه لم يكن فيلسوفا عاديا بالمعنى الفكري المجرد للفلسفة؛ بل كان «إصلاحيا» يؤمن ويسعى إلى التغيير في بنية التفكير والسلوك الإنساني، ولم يكن يكتفي بوصف هذا الفكر والسلوك وتحليله والتعليق عليه كما فعل معظم الفلاسفة.ومن غريب التناقضات أن ينحدر هذا الفيلسوف الثائر الذي أزاح آخر ستارة للدين عن المسرح الأوروبي من أب قسيس؛ بل إن أجداده لأبيه وأمه كانوا سلسلة متتابعة من رجال الدين. وكانت أمة سيدة تقية تتمسك بمذهبها في تزمّت. وقد جاء على مثالها في السلوك والأخلاق في مطلع شبابه، حتى أطلق عليه في مدرسته اسم «القسيس الصغير»، وقال فيه أحد أصدقائه إِنَّهُ «كالمسيح في معبد»(2).وتزداد أهمية نيتشه أيضا حين نذكر أَنَّهُ أعلن توقعات لأحداث مستقبلية تقع في أوروبا، وقد وقعت بالفعل في القرن العشرين، مِـمَّا يدل على نفاذ بصيرته في فهم الواقع الذي كان يعيشه العالم الغربي، بحيث رأى واستشرف المصير الذي تؤدي إليه هذه الأحوال. كان يتوقع -وأعلن ذلك في مؤلفاته- أن القرن العشرين سيشهد ظهور حالة من العدمية (حيث انعدام القيم وتلاشي أي معنى للحياة البشرية)، وتهاوي نظام العالم القديم، وسيكون قرنا مشهودا بحروبه الضخمة، كما سيكون قرن السياسة على نطاق واسع (ربما هو مفهوم العولمة الذي يسيطر هذه الأيام). وسيختفي فيه الاعتقاد بالدين وبالإله والأخلاق. قرنا تلد فيه ديموقراطية أوروبا أنظمة طاغية ودكتاتورية (وقد رأينا نظامي هتلر وموسوليني والأنظمة الشيوعية في المعسكر الشرقي. وقد توقع أن يسير الفكر البشري فيه على خطى هيجل (ونظريته في زحف التاريخ) وتصبح فيه مقولة دارون (البقاء للأصلح في الطبيعة) واقعا عمليا يطبق في حياة المجتمعات الإنسانية حتى يمسخ المرء إلى حيوان أو آلة(3).ومن توقعاته التي شهدنا بزوغها ثُمَّ أفولها ما ورد على لسانه بخصوص روسيا، فهي في نظره وحش أوروبا الضاري، ولشعبها عزم مصمم ثابت امتاز به عن الشعوب الغربية، ولن يكون عجيبا -كما يقول نيتشه- أن نرى روسيا تبسط سلطانها وسيادتها على أوروبا(4).ومن أهم المدارس الفلسفية التي انبثقت مباشرة من فكر نيتشه الفلسفة الوجودية التي أسسها مارتن هايدجر ومن بعده جان بول سارتر. وهي فلسفة قامت على الوجود المادي البحت للإنسان. والوجود المنقطع عن الميتافيزيقيا، وكل ما تشمله من أديان وروحانيات؛ يصبح فيها الكون رؤية فردية، ولا يبقى معايير عامة لبني البشر، بل يصبح كل إنسان معيارا لنفسه، وله الحرية الكاملة.وكذلك المدرسة الشكلية في الأدب خاصة، والتي قامت على الاعتقاد بالظاهر الملموس فقط، وأنه لا شيء وراء ذلك. واشتهر منها مدرستا براغ وكوبنهاغن للأدب والإنسانيات، والمدرسة الشكلية الروسية.ولعل أكثر الورثة شرعية في عقب فردريك نيتشه هم مؤسسو الاتجاه التفكيكي في النقد، وعلى رأسهم جاك دريدا وميشيل فوكو؛ فالأول يكاد يكون الامتداد الحقيقي لنيتشه، حيث استمر في تطبيق المنطق الناقض للمقولات الفكرية المختلفة، هادما بناءها من الداخل وبنفس الأدوات التي قام بها بهذا البناء. وهذا الاتجاه من أهم الاتجاهات في عالم ما بعد الحداثة والذي انبثق برمته من فلسفة نيتشه، فهو الذي قال عن العالم: إِنَّهُ «نص» يقرؤه كلٌّ على طريقته، وبالتالي فلا توجد حقيقة أو معرفة عامة يراها الجميع رؤية موحدة متفق عليها(5).ويمتد «ظل نيتشه الطويل، وبخاصة تصوره لحركة الكون كتفاعل قائم على الاختلاف والتضاد ليهيِّئ المسرح أمام النقد المعاصر في مجال الفكر والفلسفة»(6).وينسب إليه كذلك القول بنسبية الأخلاق والمعرفة، حيث يتم الربط بينها وبين المنفعة، فلا يكون للخلق الواحد قيمة ثابتة مطلقة؛ بل تتغير هذه القيمة بتغير الظروف المكانية والزمانية. أما إمكانية التمييز بين الحق والباطل فقد صارت موضع شك كبير وربما استحالة (7).يقول الآن بلوم في كتابه الشهير «إغلاق العقل الأميركي» (1987)، والذي ينقد فيه نظام التعليم العالي في الولايات المتحدة: إن التصحر الأخلاقي في الجامعات الأمريكية المعاصرة نبع من الفكر الألماني، بدءا من نيتشه في القرن التاسع عشر. (8)أما في مجال السياسة فيتبلور في فكر نيتشه محوران هامان:أولهما: هو اقتناعه التام بحكم النخبة معددا فضائله وميزاته. والنخبة في رأيه قد تكون هي الطبقة الأرستقراطية التي كادت تنقرض في أوروبا، أو على الأقل فقدت مركز السيطرة في الدولة. وهو يحمل مسؤولية هذا التراجع والذي يأسف عليه أشد الأسف للثورة الفرنسية التي أعلنت شعاراتها الشهيرة «حرية، إخاء، مساواة»؛ كما يؤكد ليست في الطبيعة البشرية وغير البشرية. ومفهوم المساواة المرفوض لديه ليس بمعنى العدالة أو المساواة أمام القانون؛ بل هو تجاهل لمبدأ تميز الأفراد عن بعضهم البعض في الاستعدادات والقدرات. ويطرح سؤالا مؤداه أن ليس كل من حصل على حق الانتخاب مؤهلا لذلك وقادرا على الاختيار الصحيح؛ وفي الأغلب ستكون النتائج إما سيئة وإما معرضة لتأثيرات شتى. ومن هنا يعلن رفضه الشديد للديموقراطية وحكم الجماهير، مميزا بين أخلاق النبلاء وأخلاق العبيد والغوغاء.والمحور الثاني في فكره السياسي هو: ما اشتهر به من فلسفة القوة والإرادة، والتأكيد على الحياة وكل ما يخدمها ويقويها، ويدفع بالإنسان إلى الأمام في طريق الرقي، وما سماه بـ«تجاوز الذات»؛ أي: أن تكون في غدك أحسن منك في يومك، وأن يكون نسلك -إن كان لابد من الإنجاب- متقدمين عليك في كل الصفات، وأن يتفوق جيلهم على جيلك. وقد لخص هذه الفكرة بما بشر به من الإنسان السوبرمان الذي أسهب في الحديث عنه.فأما المحور الأول فقد نشأت عنه -سواء عن فهم صحيح من قبل الدارسين له أم عن فهم خاطئ وتحريف- الحركات الدكتاتورية في أوروبا مثل: النازية والفاشية، والتي قامت على فلسفة التميز العرقي وسيطرة الأقلية من النخبة متمثلة في الأحزاب وميليشياتها.وأسوأ تهمة ألصقت به أن هذه الاتجاهات نمت وترعرعت من البذور التي زرعها في عقول الألمان، وأن التنكيل باليهود كان وليدا لبعض ما كتبه عن اليهود في أوروبا، واقعهم ومستقبلهم. والواقع أَنَّهُ من السهل جدا أن يساء فهم كتاباته، فهي أولا مدبجة بأسلوب أدبي أقرب إلى الشعرية مِـمَّا يمكن أن يوصف بالسهل الممتنع (وقد كان نيتشة شاعرا مجيدا له العديد من القصائد).وثانيا: لنيتشه في فكره خاصية ندر وجودها عند الفلاسفة؛ بل هي من صفات الشعراء أيضا، ألا وهي «الرؤية المنظورية» perspectivism، والتي يقدم الكاتب فيها موضوعه من رؤية متعددة الزوايا وجميعها متساوية في الوزن والأهمية بحيث لا يستطيع المتلقي أن يجزم أيّ هذه الرؤى هي المقصودة من قبل الكاتب. والحقيقة أنه لا توجد رؤية واحدة للكاتب، بل هو نفسه واقع تحت تأثير تعدد الرؤية. وهذا ما نجده في كتابات نيتشه مِـمَّا حدا ببعضهم أن يصمه بالتناقض.وبسبب من هذه الشبهات فقد نيتشه الكثير من شعبيته في أوروبا وأمريكا أثناء الحرب العالمية الثانية إلى أن قام بعض المنافحين عنه يجادلون في أن هتلر وجماعته فهموا نيتشه فهما خاطئا، وقرؤوه قراءة سطحية دون تمعن، وقدم هؤلاء المدافعون بدورهم قراءات جديدة له تبرئه من وزر النازية ومن لف لفها.ويقول تشارلز سكوت: «لقد عادت أعماله لتلقى قبولا في إنجلترا والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد أن أدرك الناس أن استغلال كتاباته من قبل الرايخ الثالث في ألمانيا كان تحريفا فاضحا لفكره»(9).وأَمَّا المحور الثاني فقد تولد عنه فلسفة أن القوة في الحق، والقوي هو الذي يضع النظام العالمي، وأن السوبرمان هو الإنسان الذي لا يخضع لأي سلطة، بل هو مطلق الحرية والارادة قادر على صنع قدره بنفسه. وهذا ما طبقته سياسة الغرب خاصة أميركا في النصف الثاني من القرن العشرين، وتطبقه الآن.والواقع أن فكرة السوبرمان قد أشار إليها أصلا المفكر الأميركي إمرسون الذي تأثر به نيتشه، ونقلها عنه، وكتب عنها باستفاضة؛ ومن هنا يمكننا القول: إن بضاعتهم ردت إليهم، فتلقفوها.(2)تأثر موقف نيتشه من اليهود ورأيُه فيهم بعدة عوامل مثل: صداقاته التي كانت تترواح ما بين أعداء لليهود (أو أعداء السامية كما اصطلح على تسميتهم في الغرب) وأشخاص من اليهود أنفسهم. ولأن نيتشه بكونه فيلسوف التناقضات، فهو يرى حسنات الشيء ونقيضها؛ فقد كان موقفه من اليهود يتسم بأنه بدأ باحترامهم بحذر شديد في كتاباته الأولى، لكنه عاد يتسم بالهجوم الصريح القاسي في كتاباته الأخيرة.ففي كتابه: «إنسان مفرط في إنسانيته» الذي صدر عام 1879 نجده يتحدث عن الشعب اليهودي باتزان وحذر شديدين، حديثا هو أقرب ما يكون إلى حديث الساسة والدبلوماسيين في تنظيرهم الفكري. ومن خلال هذا الكتاب يتضح لنا موقفه من اليهود والمعضلة الاجتماعية التي يثيرها وجودهم ضمن المجتمعات الأوروبية؛ فالنزعات القومية الضيقة لدى الأوروبيين أبعدت الأقلية اليهودية من دائرة القبول اجتماعيا، وهذه مشكلة لا يمكن حلها -كما يبين نيتشه- إِلاَّ إذا استبدلت العقلية القومية لدى تلك الشعوب بالانتماء الإنساني العريض أو ما اصطلح هو على وصفه بـ«الأوروبي الصالح»(10).يقول نيتشه: إِنَّهُ لم يبق أمام اليهودي سوى أن يعلن عن نفسه كمواطن أوروبي صالح، وأن يعمل في مجريات حياته على التعايش السلمي بين الأمم، ويسعى لاندماج هذه الأمم ومحو الفروقات القومية بينها؛ لأن مشكلة اليهود لا توجد إجمالا إِلاَّ في حدود الدول التي تسيطر علنها النزعة القومية. ففي مثل هذه المجتمعات غير المفتوحة يمكن لطاقة اليهود وذكائهم المتفوقين، ذلك الرأسمال من العقل والإرادة اللذين تراكما لمدة طويلة، وجيلا بعد جيل في مدرسة الشقاء -حسب قوله-؛ يمكن أن يبلغا درجة من السيطرة تثير الغيرة والبغض، بحيث أن هذه المشاعر ستنتشر لدى كل الأمم الأوروبية تقريبا. وبقدر ما تتبنى هذه الشعوب بدورها مواقف أكثر قومية بقدر ما ينتشر فيها ذلك الأدب المقيت الذي ينوي أن يسوق اليهود إلى المذبحة كأكباش فداء عن كل السيئين في الأمور العامة والداخلية(11).أما إذا لم يعد الأمر يتعلق بالحفاظ على نقاء العرق عند الأمم، ولم تمانع شعوب أوروبا أن ينشأ جنس أوروبي هجين خليط، ولكنه أقوى مما لديها في الحاضر؛ فإن اليهودي عندها يصير عنصرا مفيدا ومرغوبا فيه.ويؤكد نيتشه أن لكل أمة ولكل إنسان ملامح منفرة، بل شريرة، وإنه لمن الظلم أن نطلب من اليهودي أن يكون استثناء؛ فهو ليس نسيج وحده في ما يتصف به من هذه الملامح الشريرة والمنفرة بوجه خاص.ويعترف نيتشه كذلك بأن بعض المسؤولية عن شقاء اليهود في أوروبا يقع على عاتق الأوروبيين أنفسهم. كما يعلن عن كون أوروبا مدينة لهم جدا حيث نقلوا إليها علوم اليونان القديمة التي وصفت العالم وصفا مطابقا للعقل متحررا من الأساطير مِـمَّا ساهم في بناء الحضارة الأوروبية المعاصرة(12).وفي عام 1887 ظهر لنيتشه كتاب: «ما وراء الخير والشر»، وفيه يواصل حديثه شبه السياسي. يتحدث نيتشه عن نزعة معاداة السامية التي تدينها القيادات السياسية بشكل جذري لكن -في اعتقاده- أن هذا التعقل وهذه السياسة لا يقضيان على الشعور المناهض لليهود بحد ذاته؛ فالألمان يرون أن عدد اليهود في ألمانيا كبير جدا وأكثر من اللازم، بحيث يصعب على المعدة الألمانية، وعلى الدم الألماني -ويؤكد نيتشه أَنَّهُ سيظل يصعب عليهما زمنا طويلا- هضم هذا المقدار الموجود من اليهود. ويشير إلى أن أمنية الشعب الألماني أن لا يأتي المزيد منهم ما هي إِلاَّ أمنية أمة تخاف أن يأتي عرق آخر أقوى منها فيمحوها أو يطفئها. وفي هذه الحالة قد يكون اليهود هم السلالة الأقوى، الأكثر مقاومة والأصلب في أوروبا وقت كتابة الكتاب؛ فهم يعرفون كيف يفرضون أنفسهم حتى في أقسى الظروف، وذلك بفضل مزايا خفية يمكن أن تحمل أحيانا على محمل العيوب. إن لدى اليهود وقتا كثيرا يترجم بآلاف السنين، إنهم يتغيرون متكيفين مع الظروف بكل هدوء.ويوجه نيتشه نصيحة إلى الساسة ليس في بلاده وحسب، بل في أوروبا قاطبة. يقول في كتابه الآنف الذكر -ولا ننس أَنَّهُ صدر في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر-: إن أي مفكر يهتم بمستقبل أوروبا عليه أن يأخذ في مخططاته بعين الاعتبار وجود اليهود الروس الذين يشكلون من الآن فصاعدا عاملين أساسيين سيلعبان دورا رئيسيا ومؤكدا في صراع القوى الكبرى. ما نسميه اليوم «أمة» في أوروبا، هو هذا الكيان الحادث أكثر مما هو الكيان الطبيعي، هو على كل حال ما زال في إطار الصيرورة، شابا، هشا، ليس سلالة بعد كما هو حال الشعب اليهودي.ويستمر نيتشه في القول: إذن على هذه «الأمم» أن تحترس بشدة عند اتخاذ أية خطوة، وأن تحذر من إثارة روح عدوانية عمياء. إِنَّهَا لحقيقة أن اليهود -كما يقول نيتشه- يستطيعون ومنذ اليوم -إن أرادوا أو إن دفعوا إلى ذلك- أن يسودوا في أوروبا سيادة تامة. وإنها لحقيقة أيضا أنهم لا يسعون إلى هذا الأمر، وليس لديهم مشاريع في هذا الاتجاه؛ ما يريدونه الآن (أي في أواخر القرن التاسع عشر) وما يرغبون فيه -بشيء من الإلحاح- هو أن تمتصهم أوروبا وتهضمهم، إنهم يحترقون شوقا لإنهاء «بداوتهم» [ويقصد بها نيتشه تنقلهم المستمر وعدم تثبيت جذورهم في مكان ما] بداوة «اليهودي التائه»(13).وينصح نيتشه بني قومه بقولـه: «ويحسن بنا أن نطرد من البلاد جميع الأبواق المعادية للسامية، ينبغي استقبال اليهود بتعقل واصطفائية كما تفعل طبقة النبلاء في إنكلترا. أما في ألمانيا الجديدة، فمن المؤكد أن النماذج العرقية النشيطة جدا والمهتمة جدا تستطيع أن تتحالف مع اليهود»(14).ومن ناحية ثانية نجد أَنَّهُ هاجمهم، وأن هجومه عليهم كان مبنيا على دورهم التاريخي في تطور النصرانية، وعلى الطبيعة النفسية التي اكتسبوها من خلال تجاربهم عبر الزمن. لقد حولوا النصرانية إلى دين باهت كما سيتضح لنا لاحقا. فبعد أن يكيل نيتشه الثناء لشخص المسيح عيسى عليه السلام يبدأ بالتهجم على بولص الذي يعد المؤسس الحقيقي للكنيسة النصرانية كما هي معروفة اليوم. يرى نيتشه أن المسيح عليه السلام لم يكن محاورا جدليا: لم يكن يحاول أن يقنع الناس برسالته بالحجج المنطقية، بل كان يسعى إلى أن يهتدوا إلى الدين الذي جاء به؛ وبالتالي فقد كانت حياته نموذجا عمليا لتعاليمه، كان صادقا، عمله هو نفس قوله. أما بولص «اليهودي» فلم يكن قادرا على هذا المستوى من الأداء؛ لأنه كان يقاوم طبيعته الخاصة المضطربة: فمن أجل أن ينهي نفسه عن رغباتها وجد نفسه مضطرا إلى أن يلغي هذه الرغبات، وأن يوجد نظام الرهبنة الذي وجد فيه نيتشه نفيا للحياة. لقد أعاد بولص تأويل الغرائز الطبيعية في الإنسان على أنها رذائل يجب كبتها. وهكذا يستبدل اليهودي الحقيقة بالتأويل(15). وهكذا يتحول الإله في أوروبا -كما يراه نيتشه- إلى إله لكل ما يتألم، وكل ما يجنح إلى الموت. وهو -أي: بولص- بدلا من أن يبشر بما يفيض على الحياة من بهجة ونعيم، وبدلا من أن يبث في الإنسان الإرادة القوية التي تقول للحياة: «نعم»؛ نراه يكره الحياة الحقيقية ولا يحمل لها إِلاَّ مقتا(16).في رأي نيتشه، حَوَّل اليهود الدين في أوروبا إلى أخلاق العبيد؛ فقد نقموا على المبادئ القائلة بأن الصالح والشريف والقوي والجميل والسعيد يحبهم الإله أيضا، وعملوا على دحضها بمنطق قوي؛ قالوا: إن الضعفاء والعجزة والأشقياء والبؤساء هم الصالحون وحدهم، وإن المتألمين والتعساء والمرضى والقبيحين هم وحدهم المقربون إلى الله، ولهم وحدهم أعدت مساكن النعيم. أما النبلاء والأقوياء فهم في تلك الدار المخذولون والأشقون(17).وهو يرى أن المعركة لا تزال مشبوبة محتدمة منذ عشرين قرنا بين «روما» وارثة الحضارة اليونانية من جهة، واليهودية«موطن البغض ومنزل الروح الكهنوتي» من جهة أخرى. وانتصرت اليهودية في هذه المعركة وانتصرت معها شريعة العبيد.وتتمثل شريعة الأسياد المضادة لشريعة العبيد بالرجل القوي الشريف الذي تتمثل فيه معاني الفروسية؛ فهو يفتش عن كفء له يبادله النضال، ويحني هامته إزاء قوته، وتراه يحتقر الفريسة الذليلة السهل انقيادها، وتراه ينحرف عن الخصوم الذين لا يجد فيهم أكفاءه وأنداده. أما الضعيف فهو يميل إلى الظفر السهل والفريسة الخانعة(18). لقد كانت الروح الرومانية في أوروبا ترى في اليهودي شيئا مضادا للطبيعة، وهو الذي يبادر بالتوجه بالكراهية للجنس البشري أجمع(19).إذن في تقديره هناك أخلاق للسادة وأخلاق للعبيد. أخلاق السادة هي الرجولة والشجاعة والإقدام والجرأة. أما الأخلاق الثانية فجاءت من اليهود بصفة خاصة أيام خضوعهم السياسي؛ لأن الخضوع يولد الضعة، ويغلف بالاستكانة والذل القدرات الاستثنائية التي لديهم. وقد طغت هذه النفسية على أوروبا فاستبدلت المكر بالقوة والانتقام الخفي بالانتقام العلني والرأفة بالعنف.وفي يقينه أن حياة ترتكز على مثل هذه الآراء لهي حياة مكتوب لها أن تنحل وتنزلق إلى الهاوية. ولعل آخر مراحل هذا التدهور -في نظره- هو تمجيد الشفقة والتضحية بالنفس من غير ما داع، والشعور بالعطف حتى على المجرمين. وعندها يصبح الخير ألا نفعل شيئا مِـمَّا لا يقوى غمار الناس على فعله. وهذا يعيدنا إلى مفهوم المساواة لديه والذي يعني أن تكون من «القطيع»؛ بل أن تصبح إمعة معدم الشخصية.أما في كتابه «الفجر» فيقول: بالنسبة لشعب إسرائيل: فالدراما التي سيحفل بها القرن القادم [أي: القرن العشرون] ستقرر مصير يهود أوروبا. ويمكن للمرء أن يدرك الآن أن اليهود ألقوا بنردهم، والأمر يتوقف عليهم؛ إما أن يصحبوا سادة أوروبا أو أن يفقدوا أوروبا كما فقدوا مصر في الزمن القديم حين كان لهم الخيار.لقد عاشوا في أوروبا ثمانية عشر قرنا استفادوا فيها من التعليم ما نتج عنه الطاقات الروحية والعقلية الاستثنائية التي يملكونها اليوم. تجدهم حتى في أشد حالات الإحباط لا يلجؤون كباقي الأوروبيين إلى الخمور أو الانتحار، ولكل منهم عبرة في تاريخ أجدادهم؛ كيف قهروا أقسى الظروف بأساليب التحاليل، واستغلال المصائب والفرص. يخفون شجاعتهم خلف قناع من الخنوع المثير للشفقة. ورغم محاولات إبقائهم في وظائف وضيعة إِلاَّ أن شعورهم يظل هو أن القدر يعدهم لأمور كبرى...لم يضطروا إلى العمل بأيديهم كالصناع والزراع، ولم يتعودوا استخدام السلاح، ولم يغرس أحد في أرواحهم مشاعر النبلاء فظل فيهم ذلة. أما الآن وقد تزاوجوا مع أرقى العائلات النبيلة في أوروبا فستتغير أحوالهم في الشكل والشخصية خلال مائة عام [كان هذا القول في أواخر القرن التاسع عشر وقد رأينا أنه قد حصل بالفعل]. وهم يعلمون أن أوروبا لن تقهر عنوة؛ بل سيأتي عليها زمن تسقط فيه بين أيديهم كما تسقط الثمرة الناضجة. أما الآن فهم حريصون على أن يبدعوا في كل المجالات حتى يصبحوا هم عما قريب المحكمين في الإبداع(20).هذه الحملة وكثير مثلها وبألفاظ أشد وأقسى تكرر في كتبه، معبرة عن حنقه على روح «الضعف والاستكانة» التي رآها في مجتمعه، وخاصة عزوف المتدينين عن الحياة واحتقارها.وكما سبق لنا ذكره أن والد نيتشه كان نفسه قسيسا في الكنيسة الألمانية، فهو إذن يتحدث عن تجربة شخصية قبل كل شيء. ثُمَّ إنه اعتقد أن مصدر هذه الروح ما هو إلا دعوة روجها بنو إسرائيل في العالم كي يسيطروا عليه بطريقة غير مباشرة.(3)أما بالنسبة لنظرته إلى العرب فقد كانت مختلفة تماما، وإن لم يفرغ لهم في كتاباته حيزا مماثلا لما أفرغ لليهود، بحكم التواجد اليهودي في بلاده والذي كان مثار جدل وخلاف إلى درجة أن سمي بالمشكلة اليهودية، ثُمَّ حدث في القرن العشرين من ظهور الأنظمة الدكتاتورية التي حاولت حل هذه المشكلة بالعنف، ثم تخلصت منهم عن طريق وعد بلفور.إننا نجد نيتشه في بداية حياته الفكرية يعلن أمرا أثار التساؤل إن لم يكن الامتعاض في الأوساط الأوروبية المحيطة به؛ وذلك حين أعلن أَنَّهُ يضع على قدم المساواة الأنبياء الثلاثة: موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام «كمجموعة أضفت سيادتها على العالم»(21).وهو كثيرا ما يضرب أمثالا للشعوب التي تجسدت فيها إرادة القوة، «الشعوب النبيلة» كما يسميها، الشعوب التي تتكون من «الفرسان المحاربين» والأبطال الأشاوس وليس من ««الجنود». والفرق عنده شاسع بين الكلمتين: الأولى تدل على الإباء والشرف والقيادة وعلو الهمة. والثانية عنده رمز للخضوع وتشابه أفراد القطيع حيث يفتقرون إلى التفرد والتميز؛ «أرى جنودا كثيرة العدد، حبذا لو رأيت ما يساويهم من الفرسان! ويسمون لباسهم زيا موحدا، أرجو ألا يكون ما في داخلهم موحدا كذلك!».وفي كل هذا يأتي ذكر العرب كشعب عريق نبيل أبِيّ يأبى الذل والخنوع؛ «في هذه الأعراق يجد المرء الأسد العظيم يبحث عن النصر: الرومان، العرب، الألمان، اليابان، هؤلاء جميعا لهم الصفة المشتركة»(22).والواقع أن حديثه عن هذه الشعوب يدل على أَنَّهُ بعيد عن التعصب العرقي أولا، وعن التعصب ضد اليهود لكونهم من الجنس السامي وليس الآري، فهم والعرب من أصل سامي واحد؛ لكنه وضع كل أمة موضعا بعيدا عن الآخر حسب ما رأى من طبائعهم. نجده يقول:في وقتنا الحاضر يتحدث المرء كثيرا عن الروح السامية في العهد الجديد، لكن هذا لا يزيد عن كونه مجرد اسم آخر للكهنوت. وتطوير اليهود للكهنوت ليس بدعا بل نقلوه عن البابليين...أما الديانة السامية التي تقول: نعم للحياة، والتي ترعرعت على أيدي السادة، فانظر إلى كتاب شريعة محمد الذي يشبه بعض أجزاء التوراة. إن المحمدية دين لأولئك الذين يحتقرون الانفعالات العاطفية والعوج، ويعتبرون ذلك ليس من شيم الرجال بل النساء(23)، (وطبعا موقفه هذا من النساء أثار سخطا كبيرا لديهن).إِنَّهُ يعتقد أن من ينساق لعواطفه وغرائزه هو الضعيف الذي تعوزه قوة الكبح، والذي ليس لديه من القوة ما يقول به: "لا" إذا وجب قولها. فأسمى ما يسمو إليه الإنسان هو أن يضبط نفسه. فإذا أردت ألا تكون نكرة من غمار الناس وسوقتهم فما عليك إلا أن تعسر على نفسك الحساب»(24).الذي يتضح لنا هو أن نيتشه قد قرأ القرآن الكريم على الأقل، ووجد فيه القيم التي تشد من أزر الإنسان المؤمن وعزمه، وتعزز فيه الكرامة والعزة. وعلى عكس المستشرقين الذين ظلوا يعيبون على المسلمين مفهوم الجهاد، نجد أن هذا المفهوم بالذات وجد تفهما وإعجابا من فيلسوف باحث عن الحقيقة. وكان قد وصل به الأمر إلى رفض قيم الضعف، سواء أكانت ناتجة عن الترف أم عن الخضوع في مجتمعه، والتي رآها تسير بالإنسان إلى الهاوية.يقول في كتابه «هكذا تكلم زرادشت»: «الحرب والشجاعة حققا من الخير أكثر مِـمَّا حققته الشفقة؛ ليست الشفقة، إِنَّمَا الشجاعة هي التي تنقذ الضحية. ماذا يهم طول العمر؟ وأي فارس يطلب السلامة؟» (الفصل العاشر).ويقول نيتشه في معرض حديثة عن الإسلام: «لقد حرمتنا المسيحية من جني ما أثمرته الثقافات القديمة؛ وفيما بعد حرمتنا كذلك من جني ما تمخضت عنه الثقافة الإسلامية،... إنها حاربت ثقافة ينبغي على قرننا التاسع عشر ذاته أن يشعر أمامها بالضعف والتأخر؛ والأمر بين واضح، إنهم [أي: الصليبيين] كانوا يجرون وراء الغنائم؛ فالشرق كان غنيا ثريا، لقد كانت الغزوات قرصنة متقدمة ولا شيء غير ذلك (25).ونجده يلمح مجددا إلى التجربة الصليبية في كتابه «هكذا تكلم زرادشت»:«هؤلاء الملوك يضعون وجها طيبا عليها [تجربة تلك الحروب] حين يكونون في صحبتنا؛ لأنها درس تعلموه كما لم يتعلمه أحد منا. ولكن هناك من مبصر، فأراهنك على أنه بقدر ما يعنيهم الأمر فسوف تبدأ اللعبة السيئة كرة أخرى. اللعبة السيئة لإبعاد الغيوم، وللكآبة الماطرة، وللسماء المحجوبة، والشموس المسروقة، ورياح الخريف الغاضبة. اللعبة السيئة لصراخنا وصياحنا طلبا للمساعدة: ابق معنا، زرادشت، فهنا تعاسة مخبوءة تبحث عن تعبير، هنا الكثير من المساء، الكثير من الغيوم، والكثير من الهواء الميت»(26).ويتقدم نيتشه بقصيدة معتذرا:«اغفروا ذكرياتي القديمة، اغفروا لي إذا غنيت أغنية مساء قديمة كنت غنيتها مرة بين بنات الصحراء. فبينهن أيضا كان هناك هذا الهواء الشرقي الصافي البـديع؛ وهناك كنت أنا بعيدا جدا عن أوروبـا العجوز الكئيبة الماطرة المثقلـة بالغيـوم، عندها أحببت أولئك الأوانس من الشرق، ومنـاطق أخرى أشـد زرقة من السماء، غير مغطاة بالغيوم أو الأفكار».يقول نيتشه في قصيدته معنونا إياها بـ«بنات الصحراء»:هنا أجلس، أستنشق الهواء الأفضل،هواء من الفردوس حقا،هواء خفيف لامع موشح بالذهب،كما يكون أطيب الهواءالذي ينزل من القمر،هل جاء صدفةأم جاء متلاعبا،كما يخبرنا الشعراء القدماء؟لكنني، المرتاب، أسيء الارتياب فيه،فأنا أجيء من أوروباالمستعدة أبدا للارتيابأكثر من زوجة عجوز.ليصلحها الله، آمين.استنشق هذا الهواء الأحلىيتسع منخراي كالأقداح،بدون مستقبل ولا ماض،هاهنا أجلس،يا أعز الآنسات،وأحدق في شجرة النخيل هذه... (27).وحيث إن نيتشه لم يكن يتهافت على الآنسات أو يتغزل بهن فلا بد أَنَّهُ رمز بهن إلى الشرق عامة وإلى الصحراء العربية وسكانها خاصة.ويستخدم نيتشه صورة من الصحراء العربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالبيئة والحضارة العربية هي صورة الجمال. ففي المثل الذي يعبر به عن الاستحالات الثلاث للروح في سعيها المستمر نحو الرقي وتجاوز الذات؛ يبدأ بالحالة الأولى والتي تكون النفس الإنسانية فيها «جملا» يحتمل بصبر أثقل الأعباء على ظهره، كناية عن القدرة على جمع الشيء الكثير من التجارب. ثم يستحيل الجمل أسدا حرا ذا إرادة يزأر قائلا: «أنا أريد»، ويتوعد بمخالبه الحادة كل من يحاول العبث بحريته. وأخيرا يستحيل طفلا يرمز إلى الصفاء والنسيان والابتداء (هكذا تكلم زرادشت»، 19). فلا صفاء إذن ولا وداعة بدون بنية أساسية تتكون أولا من التجارب ثم من بناء للشخصية يقوم على القوة والمنعة.لقد وجد نيتشه أن أوروبا قد أقصت الدين عن حياتها ولم يبق منه سوى روحانية متذبذبة تنكر الجسد وحقه، وتحتقر مباهج الحياة وطيباتها، فرفض بدوره الإيمان بالدين كلية. ويصف هؤلاء المتعلقين بهذه الصورة من المعتقد والتي رأى فيها موت الإنسان لا حياته بما يلي: «يتمنون الموت، ونحن نتمنى لهم ذلك أيضا! ولنحذر حتى لا نوقظ هؤلاء الموتى، أو نهز هذه التوابيت الحية! ما إن يشاهدوا عجوزا أو جثة أو مريضا حتى يسارعوا إلى القول: «الحياة باطلة!»، وما باطل سواهم، وسوى عيونهم التي لا ترى إلا جانبا واحدا من الوجود» (هكذا تكلم رزادشت، الفصل التاسع).ويكتب لنا أيضا: يقول الضعيف المتهدم: «إن الحياة لا تساوي شيئا» وخير له أن يقول: «إنني لا أساوي شيئا»(28).ويضيف: «لكن اليقظ، العارف، يقول: أنا جسد، وما الروح إلا اسم لشيء في هذا الجسد». وتنسجم هذه الأفكار مع فلسفته الداعية إلى القوة: «من كل ما كتب، لا أحب إلا ما كتبه الإنسان بدمه. أكتب بالدم، وعندها ستجد أن الدم هو روح. إن ما يكتب بالدم لا يقرأ، بل يحفظ عن ظهر قلب».وفي الكتاب نفسه نجده يصف الحكمة بأنها كالمرأة لا تحب إِلاَّ المحارب الشجاع.هذه صفحة من فكر علم من أعلام الغرب، ترك أثرا عميقا مثيرا للجدل، لكنه في هذه الزاوية كان باحثا موضوعيا عن الحقيقة ولا شك. والاطلاع على فكره ضروري لكل مهتم بفهم الجذور التي انبثقت منها المرحلة الراهنة في الحضارة الغربية.******************الهوامش:*) باحثة وأكاديمية من الأردن.1- د. حسن حفني، «في الفكر الغربي المعاصر». بيروت: دار التنوير للطباعة والنشر، 1982.2- أحمد أمين، قصة الفلسفة الحديثة، القاهرة، 1961، 530.3- Hollingdale, R.J. (1965). Nitzsche: The Man and His Philosophy. London:Routledge and Kegan Paul. P304.4- أحمد أمين، ص546.5- Curtler, Hugh Mercer. (1997). Rediscovering Values: Coming to Terms with Postmodernism.New York: M.E.Sharpe. P 32.6- Schwartz, Sanford. (1985). The Matrix of Modernism: Pound, Elite. & Early 20th – Century Thought. Princeton University Press.7- Hawkes، 155.8- Cassedy، steven، Flight From Eden: The origins of Modern Literary Criticism and Throry،University of California Press، 1990، 14.9- Scott، Charles E. (1998).»Nietzsche» in A Companion to Continenteal Philosophy. Edited by Simon Critcley and William R. Schroeder.Mass.: Blackwell Publishers. P. 153.10- فردريك نيتشه. (1879). إنسان مفرط في إنسانيته. ترجمة الناجي (1998) الدار البيضاء: أفريقيا الشرق، ص210.11- المصدر السابق، ص214.12- المصدر السابق، ص210-211. لا يذكر نيتشه هنا -وكان حريا به أن يفعل- أن اليهود الذين قاموا بذلك كانوا مواطنين في الدولة الإسلامية في الأندلس، وأن نقلهم للعلوم الطبيعية اليونانية دون أساطير اليونان كان بتأثير من إدارة المسلمين وتوجههم نحو المفيد من ذلك الإرث، دون الغث منه.13- «اليهودي التائه» في تاريخ اليهود هو السامري الذي صنع تمثال العجل من حلي المصريين التي جلبها بنو إسرائيل معهم من مصر، ويقولون: إنه ما زال حيا حتى الآن يرحل من بلد غير قادر على الاستقرار، وذلك تحقيقا لدعوة موسى عليه السلام. أما دعوة موسى -عليه السلام- كما وردت في القرآن الكريم فهي في سورة طه، الآية 97: ﴿قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه﴾.14- المصدر السابق، ص238.15- Han, Beatrice. (1997).»Nietzsche and the ‘Masters of Truth’ The pre- Socratics and Christ» in Heidegger, Authenticity، and Modernity: Essays in Honor of Hubert L. Dreyfus, vol. I.Mass.: The MIT Press. Pp. 177- 179.16- هنري ليشتانبرجر. (1954). نيتشه. ترجمة خليل الهنداوي. دار بيروت. ص93.17- المصدر السابق، ص72.18- المصدر السابق، ص78- 79.19- Nietzsche, Friedrich. (1887). On The Geneology of Morals. Ttranslated by Walter Kaufmann. New York: A Vintage Book.20- Mandel, Siegfried. (1998). Nietzsche and The Jews. New York: Prometheus Books. P. 146-47.21- المصدر السابق، 41.22-Nietzsche, Geneology. P. 41.23-Mandel, P.206-207.24- أحمد أمين، «قصة الفلسفة الحديثة»، ص541.25- نيتشه، «العلم المرح»، ترجمة حسان بورقية ومحمد الناجي، الناشر إفريقيا الشرق، 1993، ص134.26- «هكذا تكلم شهرزادشت»، 268.27- المصدر السابق.28- أحمد أمين، 536. ـــــــــــــــــمنشورات الطليعة العربية في تونس



الارشيف

المتواجدون الآن