من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

وجع اللحظتين/تفكيك كيان مثقوب.

من الفراغ يوجد الإنسان واليه يعود فراغا.كيف حدث الفراغ ؟ذلك شان الآلهة. شان الفلسفة أن ترصد قلقة قلق لحظة انبثاق كائنها ولحظة المغادرة. أن تبكي لغة، وجع اللحظتين..عليها الوعي أن القول باالارادة-السيادة في /على العالم حيلة طفولية، كذب طفولي واستئصال فكرة العدم من الذاكرة و الوجدان. محاولة لنسيان ، عفوي حينا و قصدي حينا آخر ، للمطب المعتم/العدم. فالممارسات الايروسية تستعين بالنسيان في مقاومتها للهاجس التاناتوسي. لكن ذلك تأسيس لغلبته وتعجيل بالفاجعة.اللحظة-اللحظة الأخرى-اللحظة الأخيرة. هذه المسافة تلتقط من الأعلى بحيث يكون تشخيصها والوعي بمنعطفاتها ممكنا وان كان وعيا يائسا، بائسا و شقيا.للسكن في قلب المأزق الوجودي الإنساني، في التجربة والوعي وما بينهما، أسال :كيف وجع اللحظتين؟ماهو شرط إمكان التفكير في :وجع اللحظتين؟ إنها التجربة الفردية في العالم التي تختزل كل المسافات. ماتلطقته الذات من سمات واقعها وعصرها، ماتلقاه من مظالم، ماتعيشه من انكسارات وتناقضات. حسبها أنها قادرة على التوجع، أي على تحويل التجربة الموجعة قولا في الوجع. الإنسان أيضا،بمعزل عن هذا الرافد/الدافع الموضوعي، يتعالى عن مجريات اليومي واللحظي أو لا يوجد ضمنه إلا بقدر مايكون ذلك ضروريا.هذا التعالي يمكنه من تجريد ذاته من ذاته: من قيمه، من تاريخه، من هواجسه، من جروحه ومتعه...وذلك يقحمه ضمن القضايا الإنسانية الوجودية المجردة مثل: انطولوجيا اللذة والألم،لحظة الولادة،لحظة الموت...إنها ليست قضايا ميتافيزيقية كما تزعم الإيديولوجيات لكونها حقيقية وأصيلة، حادة، محرجة ومقلقة فعلا..إنساننا شتاتا، متآكلا،مفعولا به انطولوجيا وليس سيدا كما رددت فلسفة الحداثة الغربية، ليس خليفة الله كما رددت الأديان، ليس الاها ارضيا كمتردد فلسفة مابعد الحداثة.الحجة:من بإمكانه أن يختار ماقبليا بين أن يوجد أو أن لا يوجد؟؟ من يستطيع استدامة متعته؟؟ سؤال جامع: من يميت الموت؟؟؟تتردد عبارة" القانون" ضمن رؤية تفسيرية للوجود، النمو والزوال.إنها تحيل إلى نظام: علاقة.لكن ماهو شرط شرطها؟ اهو يستند إلى العدم في غموضه، إلى القدم الذي لا بدء له أم إلى الله الذي لاشكل ولا حد له؟؟ الشيء نفسه بالنسبة للضرورة فهي آتية من بعيد، لايتراءى لنا مصدرها، لعنة على ثقلها وجبروتها. شيئ ماوضع الإنسان بين الألم و الألم ومابينهما لذات تقطعها آلام. كيف احترق المرة الأولى قبل أن يحترق؟ لم تكن لذة الأبوين حاملة لوعي انطولوجيا، هادفة لإيجاد كائن حيّ-مائت.أحياه ليميته. فهو علة الألم الأول، الأخير وما بينهما. لذة الأبوين لذتان اتحدتا. يتلوهما وجع التكون: تجمع شتات مؤلم لغة. فالأم كائنان، جسدان ، وجعان. عبء الحمل مؤلم واقعا ولغة. يتلوه وجع الانتقال:تمزق الجسد وخروج جسد. كائنان يبكيان أو على الأقل عاجزان قدريا عن الضحك.هكذا يتولد الألم انطولوجيا من المتعة.اللذة نفسها صراع وتقطع، تلهف ولهاث، تداخل وتخارج. فعل غير مستقر، لكنه يفني ذاته بذاته.فعل جاهل بأية قيمة انطولوجية لذلك فهو يستبعد الألم. فعل الاستبعاد من مفاعيله الرمزية لكنه لحظي ولا يكون إلا كذلك . وجع اللحظتين موجود بالقوة في هذه المرحلة وهو سائر مصيريا الى التعين.مصير لا يمكن لكائن فلسفة الإرادة إلغاؤه أو تغيره. فلئن نجح العلم في اصطناع الولادة بلذة مصطنعة فانه لم ولن ينجح في القضاء على الموت: الموت حصن الفلسفة على حد تفكير يسبرس.والملاحظ أن تفكير الإنسان عموما يسهو أو يتغافل عن المسائل الانطولوجية.إننا نفرح ونحتفل بحدث الإنجاب والحال انه علينا أن نصمت. لان من لحق بنا قد يسبقنا إلى الموت ثم هو لم يرغب في اللحاق بل هو نتيجة رغبتنا أو نزوة قد نكرهها حال إشباعها. الأفضل ألا نوجد أصلا لئلا نموت في عصر الإنسان الزاحف الضاحك، حيث الكذب، السرقة الموصوفة والاستبداد الديمقراطي عقيدة لها قادتها واشياعهم. ولكل عصر أشباحه التي تقتل.إن كنت اوجد قدريا من اجل الموت فماجدوى أن اوجد إراديا من اجل الزواحف الآدمية. إن التفكير في الموت تأسيس للحرية.علاقة إجرائية نلمس ضرورتها أكثر منها تقليدا في تاريخ الفلسفة.لقد اشرنا الى ان وجع اللحظة الأولى ابتدأ متعة متهالكة وجاهلة بدافع غريزة ظمأى للتخاصر. تكونه مر بالتكون والحمل.تعينه لحظة حتم على الإنسان وهو قطعة لحمية متحركة أن يندفع اندفاعا مؤلما عبر نفق ضيق ومظلم، بشكل دام ومثير نحو الوجود. نحو ملء مختلف أكثر اتساعا يكون فيه الإنسان اقل حضورا.ألا يمثل هذا الانتقال، لحظتها ،فعل موت؟؟ هل كنا نمل ذلك الوضع ونطمح إلى تغييره جذريا؟؟ إذا كنا لا نعي بوجودنا فهل معنى ذلك أننا لم نكن أحياء؟ الثابت أن الوليد يلحق بنا قهريا: متألما وباكيا.وان دائرة الألم تتسع لتشمل كائنه. لحظة الوجع الأولى تصيب كائنين. أليست أكثر كارثية من وجع اللحظة الأخيرة؟؟ كارثيتها تكمن في كونها متولدة عن إرغام وكونها تدفعنا حثيثا إلى المغادرة القهرية بعد أن تنالنا شتى الانكسارات وتعترينا شتى الآلام وتنتقم منا شتى الأقدار.إذا كان الوالد يحب وليده مسبقا فيحق له ألا يكون سببا في رميه في حمم من الآلام يسبح فيها منفردا. وإذا شاكسه هاجس التواصل فليدرك إن الزمن نهر لا نسبح فيه إلا مرة واحدة. إن مأسوية حدث الولادة كونها مدخلا إلى مغامرة كائن جديد مهزوم قدريا مسبقا.اتجاه نحو ماقبل-البدء.نحو الفراغ: كيان مثقوب ومتهالك، فهباء منثور.الولادة الم أول لا يمكن تفاديه بماهو فعل انطولوجي وليس بيولوجيا حصرا.ثم آلام تختلف مصادرها، مستوياتها وحدتها.ضريبة الحياة.الثمن الضروري لمجرد أننا أحياء.اذكر أننا نتألم بأضعاف ما يتألم غيرنا لمجرد كوننا عربا..قذفت بنا الأقدار اللعينة في عصر الهزيمة وعلى أرضها ولم تستطع أبصارنا وأسماعنا،قلوبنا وعقولنا، ذاكرتنا، هضم لوطية السياسيين.إن مايمكنني أن افصل فيه القول على الألم مابين اللحظتين هو مايمكن أن تقوله رواية أو شعر، لأنه وصف فني لوقائع.فألم الحياة حدثي بالأساس.اكتفي بأنني اتالم وأموت مرات ومرات. يحييني بين الموت والموت طفل بداخلي.اتالم من ريح الغرب التي تدفئ الكيان حتى يحترق وتحدث ثقبا في التاريخ عمقه الجبن.الحياة مسار نحو الموت.يبدأ من النطفة حسب العلم ومن النطق حسب الفلسفة. لكن الفلسفة في الحقيقة تستبق البدايات وتسابق النهايات.المسار عذابات متولدة عن تموقع الإنسان في قلب واجبات،مهمات، التزامات مختلفة ومتعارضة.أما المسار الخاص فهو تجربة الاحتضار: السقوط.جسد منهك، روح مذعورة ومرتبكة،يائسة، آملة...علها لا تكون النهاية. إن الوعي بالقيمة الانطولوجية لوجودنا من جهة حتمية الموت ليس مثيرا للقلق فحسب،ليس مثيرا لانفعالات نفسية مؤثرة، بل يجعلنا فاشلين في حياتنا بكل المقاييس. نموت قبل أن نموت ولا نرى غيرنا إلا أشباحا لا شكل لها ولا معنى. نحن في عمق هذا المسار العام ونستبق ذهنيا المسار الخاص الذي يضعنا على الحافة، فنلتقط أية علامة يمكن أن تحيل إلى بدايته/نهايته،فحتى الموقف السياسي القمعي الذي يستهدفنا كأفراد، أو كقوى أو كهوية،يذكرنا بالموت، باللاجدوى واللامعنى. في عمق هذا المنحدر الذي يبدأ من منحدر وينتهي إلى مثله وأسوئه لااملك إلا أن احترق بهذا السواد الذي اكتبه.يبدأ فعل الموت بيولوجيا من لحظة الاحتضار،العلامة المرورية الدالة على منعرج مفاجئ.وهي تجربة: فردية، قهريةاذ تمثل سلبا لكل إرادتنا أيا كان مرجعها.إنها توليد للألم بشكل متدرج نحو أكثر كثافة وأكثر فعالية وبالتالي نحو انطفائنا والوجود.من هذا المنظور تتعارض كليا مع تجربة الحب الشبقي بماهي تعاظم لارادةالجسد وتكثف لانفعال اللذة، وبماهي تجربة خلق لوجودنا وتعليق للوجود. تعبر عن الخلق شعلة الاورغازم والصمت الذي يرافقها يعبر عن التعليق.على أن المعنى الذي تقذف به التجربتان لايكون إلا شظايا: ليس نسقيا ولا يحتكم إلى مبادئ وقواعد، بالتالي لا يقال كله ولا يمكن أن تقوله كل اللغات، على أن الفلسفة والشعر بماهما هذيان يبدوان أكثر اقتدارا على تحصيل بعضه.الاحتضار تقطع الجسد، فساد نظامه فيتغير لونه وطعمه كالثمرة المتعفنة. يطابقه من جهة الم متقطع، أي منتشر أفقيا في كل اتجاه حتى أن المحتضر يعجز أحيانا عن تحديد مركزه.ومن جهة أخرى يطابقه تقطع الروح وإحساسها بالغربة واليتم. تحدس النهاية منذ البدء فتحاول التشبث "ثوبها" ماامكنها حسب مجاز ابن سينا.إن أسوأ مايصيب الإنسان هو مايدفعه نحو الشيئية واسوا مايجسد ذلك مايتساوى في إطاره"الجسمان " و " الجثمان" حسب لسان العرب. في عمق هذه الظلمة تنشأ الإحساسات الإنسانية الأكثر نبلا وصدقا:همس المحتضر بعبارات التسامح والوداع أو جس من يمكث إلى جنبه بحرارة وحب.لقد انتهت المواجهة.لكن في الحقيقة انتهت قبل أن تبدأ، من حيث بدأنا.الوجود مغامرة..نعيها ونرتب لها.نخوضها فنضيف تجربة إلى التجربة ثم نمضي.نحن الرعاة نحمل عطر الغيم والتراب،فالمطلق صحبنا ولا نقبل المشي على طريقة الديدان.الفلسفة في هذا السياق،عكس ماتبدو عليه في النص، تتنبأ بالربيع.انه آت بلا ريب.لكنه لا يتحقق إلا بالحراب و الخراب.
هذا النص نشر في كتابات معاصرة/ العدد37/أيار-حزيران1999

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن