من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

في الثامن من مارس : لله درك ياابي / نورة الودغيري




قد يتقلّبُ الإنسانُ في الحياة ردْحا طويلا من الزمن، ويلقى فيه من الحوادث والمواقف صُرُوفا وصُنُوفا سرعان ما يُلاحقها النسيان، فيلفّها لفّا، ويطويها طيّا. غير أنّ بعض المحطات الفريدة تظلُّ ناصعة عصيّة، تُغالب النسيان فتغلبُه، وتطفو على سطح الذاكرة مُلقية بظلالها على الواقع اليوميّ للإنسان، في اليقظة كما في الأحلام. صباح يوم باسم أخّاذ، ركبتُ السيارة صُحبة عضوات من جمعية " المستقبل"، وانطلقنا نحو قرية " انفكو" المغربية نشقّ الحقول المُترامية، ونطوي المسالك الفلاحيّة الوعرة، من أجْل مُلاحقة فُلول الجهل والأُميّة التي ظلّتْ تُطوّقُ حياة القرويات لعقود من الزمن، وتحُدُّ من قُدْرتهن على الانطلاق. ظللنا لساعات نلفُّ المسافات الطويلة في جوّ طبيعيّ ساحر أثار فينا مشاعر الابتهاج والانشراح، وزاد في سعادتنا بالرسالة النبيلة التي خرجنا من أجلها. كانت الصديقاتُ يترنّمْن بأرقى الأهازيج وأعذبها، ويتماوجْن داخل السيّارة ثملات، سكْرى، قد فعلتْ بهنّ الطبيعةُ الأفاعيل، وأفقدتْهُن زمام السّيطرة على ذواتهنّ. ولكمْ طربتُ، وهفوْتُ، ورققْتُ لهذا الجوّ البهيح، فتاهتْ نفسي وحلّقتْ بعيدا في عوالم وأكوان، وعادتْ بي إلى سنوات خوال شهدتْ لوالدي خصالا فريدة، وأشادتْ لهُ بريادة عجيبة كان لها وقْعٌ جميلٌ في نفسي وشأنٌ عظيمٌ في حياتي. كان - طيّب الله ثراه - يُعدّني لمثل هذا اليوم، ويُؤهّلني لمثل هذه الرسالة الإنسانية الرفيعة، بما كان يضُخُّهُ في ذاتي من عزْم وقُوّة وأمل. كان يحْفزُني على التعلّم، ويحُثّني على مُضاعفة التحصيل، واثقا من مُؤهّلاتي الشخصيّة، مُؤمنا بحيويّة دور المرأة بصفتها نصْف المُجتمع، وكان يبْسُط طريقي كُلّ البسْط، يُذلّل المصاعب، ويتولّى المتاعب، لأُدرك الأهداف البعيدة التي كان يرسمُها لي في صمْت، ولأتقلّد الأدوار الإنسانية النبيلة التي تُشعرُه بالفخر والاعتزاز. وهكذا قطعتُ مسافاتي على بساط والدي وتخطّيتُ بفضله أسوار خجلي، وكسرتُ حواجز صمْتي، وأنهيتُ مشواري بنجاح، فاشتغلتُ في شغف، وانخرطتُ في العمل الجمعوي، وتناولتُ الكلمة في فضاءات عُموميّة غالبا ما كانت ذُكورية، ودعّمتُ حضور المرأة إلى جانب الرجل في تحمّل الأعباء والمسؤوليات، واجتهدتُ في تسليط الأضواء على صُعوباتها اليومية، وخُصوصا على مُعاناة المرأة القرويّة التي ما زالتْ تئنُّ تحت وطأة الجهل والأميّة في عصر الثورات التكنولوجية والمعرفية.وها أنا اليوم صُحبة ذوات الأهداف النبيلة، أقطعُ المسافات مُحمّلة بالكتب والأدوات، أملا في منحها القُدرة الكافية على فكّ رُموز الخطّ والأرقام، ومن ثمّة فكّ قيودها وتحرير طاقاتها للانطلاق بثبات نحو غد مُشرق. أخيرا بلغنا القرية، وقد عُدتُ إلى نفسي منْ تحليق جميل في الذكريات، فلمحتُ أهل القرية بعفويتهم وبساطتهم نساء ورجالا وأطفالا، مُتجمْهرين حول السيّارة لاستقبالنا، فرحّبُوا بنا، واحتضنُونا بينهم، وحبوْنا بكرمهم البدويّ المعهود. تحدّثتُ إلى القرويّات أُدغدغُ رغبتهن في الدراسة، وأحفّزُهنّ على التعلّم، ففُوجئتُ بتعطّشهن للتحصيل، وتحمّسهن للمُثابرة، وجُمُوحهنّ لمعانقة نُور المعارف والعلوم، رُغم ما يتجشّمْنه في أيامهنّ من أعباء حياتية ثقيلة في المنازل والحقول. ولمّا أنهيتُ إجراءات التنسيق والتأطير، تركتُهن بين أياد أمينة من المُشرفات على التدريس، وانطلقتُ في طريق العودة يهُزّ الزهوُ جوانحي، وتلفّني السعادة من كلّ جانب، ويحدُوني أملٌ فيّاضٌ بغد مُشرق فيه للمرأة شأنٌ عظيمٌ. غادرتُ القرية بنفْس راضيّة مُطمئّنة زاهيّة، غادرْتُها وأنا أقولُ: للّه درُّك يا أبي.

نورة الودغيري


0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن