من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

نستشهد لاياسا من الحياة بل تاسيسا وتاصيلا لها/علي الهمامي



'' نستشهد لا يأسًا من الحياة بل تأسيسا وتأصيلا لها ''




شبكة المنصور
علي الهمامي / تونس
كثيرا ما تستوقفني ظاهرة الاستشهاد لما لها من قدرة على بعث الإعجاب والإدهاش وهي ظاهرة نبل الذات وسّموها بامتياز. وليس المجال مناسبة لمديح هذه الظاهرة بقدر ما هو مناسبة للوقوف عندها والإطلالة عليها من صفحة مغايرة أراها أجدى وأكثر فاعلية، وهي صفحة التعقل والتفكّر. بمعنى أنه جدير بنا نحن أبناء أمّة العرب وهي أمّه تفردت بغزارة شهدائها عبر التاريخ حتى قيل عنها إنها مشروع استشهاد ومشروع توحّد بالمطلق نُضجا للتاريخ وتأصيلا للوجود الحيوي كما تقتضيها مفردات الهمّة والأنفة والعفّة والرّجولة وهي قيم وأهداف جُبِلَت بها وعليها أمة العرب المجيدة.


إنّ الإعجاب قد يبقينا عند حدّ الذهول الذي سرعان ما يفتر دون الوقوف الجدي عند هذه الظاهرة. أليس استحقاق ظاهرة الاستشهاد مدعاة للإطلالة عليها خارج أسوار الوجدان والعاطفة والنّوستالجيا لنخضعها لآليات العقل تحليلا وتفكيكا وشرحا وتفسيرا وتأملاً ؟ وهي جميعها مفردات وإن اختلفت وتباينت إلاّ أنها آليات تأصيل وتجذير للظاهرة المراد معالجتها.


أيعقل أن ينشغل المثقف في الأمم الأخرى حدّ الانهمام بكل الظواهر التي تشق وجودهم الاجتماعي لأفهمتها وعقلنتها والتفكير فيها تشخيصًا وتحليلا وتوجيهًا وهي ظواهر جميعها لا ترتقي إلى مفردات البناء الاعتباري للحضارة. بل جلّها تنضوي تحت طائلة العاهات المدنية مثل الشذوذ، والجنون والعُهْر... أقول أيعقل انشغال المثقف بهذه الظواهر التي في مجملها حاطة للقيمة في الوقت الذي يقف فيه المثقف العربي حيال ظواهر اعتبارية قيمية تسمو بالحياة وتؤسس للوجود الحيوي النبيل دون أن يتفطن لثرائها فتنساب هذه القيمة هدرًا ونسيانا.


إن الإفراط في النسيان والإهمال والهدر لهذه الظواهر وخاصة ظاهرة الاستشهاد وهي سمة لأمّة عربية مجيدة أنتجتها وغذتها حتى غدت مشروع استشهاد وتوحّد بالمطلق بامتياز.


هذا الإهمال فتح السبيل أمام إرادات الشرّ وخاصّة في الغرب للمساس بقدسية الاستشهاد وتبذيله إلى حدّ أن عالمة نفس غربية وصفت العمليات الاستشهادية للفلسطيني بأنها علامة يأس !!!


ولعلمي فإن هذا التوصيف لم يستفزّ أحدا منّا والاستثناء الوحيد وهو ليس بالغريب كان الشهيد الرّمز صدام حسين حين علّق على ذلك بقوله: "نحن نستشهد لا يأسًا من الحياة بل تأسيسًا لها".


ç كم وددت لهذا القول أن يكون الحاث والمحفّز على الوقوف عند ظاهرة الاستشهاد لعقلنتها والبرهنة عليها خارج أسوار العاطفة والوجدان. فبريق الوجدان سرعان ما ينطفئ وكذا جذوة العاطفة تذبل وتفتر. أما التَّذَهَّن والتّفكر في الظاهرة من شأنه أن يحيلّها إلى مضافٍ حيويّ يراكم البناء الاعتباري للحضارة.


وأعود لعالمة النفس الغربية التي أرجعت الاستشهاد إلى يأسٍ من الحياة، ومبرّرها هذا الادعاء يعود إلى أسباب عدّة منها:


أولا: أنها تخلط بين الاستشهاد والانتحار ولعلّ ذلك يعود إلى تفشي ظاهرة الانتحار في المجتمعات الغربية وشحّة الاستشهاد في المقابل.


ثانيا: أنها تقع تحت طائلة أيديولوجية عنصرية منفّرة – إذ هي تنهل من ثقافة تنبني منذ اليونانين والرّومان على التفرقة العنصرية، ثقافة تفاضل بين البشر: متوحشون برابرة وجماجم عصافير في مقابل اليوناني المدني المتحضّر والروماني الوسيم الأبيض المتعالي– ففي عهد افلاطون إبّان ازدهار الفلسفة ظهر قانون يشرّع ويبرّر التفرقة العنصرية والتعالي.


والغريب أنّ كلّ الظواهر التي تشوب الحياة الاجتماعية في الغرب وكما أسلفت كانت تعالج وفق آليات ومناهج علميّة وحين تعلق الأمر بالاستشهاد لدى العربيّ التجأت عالمة النفس هذه إلى أسباب قريبة من المجال الميتافيزيقي مثل (اليأس).


- وكبعض الوفاء للشهيد صدام حسين الذي لفت انتباهي إلى هذا التداخل البديع بين التناقضات الهيكلية (الاستشهاد بما هو باعث على الحياة) وهو تناقض هيكلي فحسب سيستحيل إلى وحدة أنطولوجية تتجادل فيها لحظة الاستشهاد ولحظة انبجاس الحياة، تجدّدا وتجذّرا وتأصيلا وتثبيتّا للصيرورة والسيرورة.


وفاءً له سأسعى إلى البرهنة على ظاهرة الاستشهاد وتفنيد التصوّر القائل بأن اليأس من الحياة هو دافعه، سأعتمد في ذلك علم الرياضيات نموذجا للتدليل.


ويقتضي هذا التبرير شيئا من التّبسيط انطلاقا من التمشي التالي:


* تعريف الرياضيات: هي علم مركّب من فرعين: (الهندسة = الجيوميتريقا والحساب = الآريتميطيقا).
أ) الهندسة: وهي منظومة الأشكال جميعها مثل المثلث، الدائرة، المستقيم، المنحني....الخ


ونعرفها كما يلي: الشكل الهندسي هو كمّ متّصلٌ مرتبط بالمكان (خصائص الهندسة هي الاتّصال بين الأجزاء والمكوّنات من جهة ثم المكان) فلا يمكن لشكل هندسي أن يوجد خارج الحيّز المكاني.


ç فالاتّصال والمكان هما شرطا وجود الكائن الهندسي، بمعنى أن انعدام المكان هو نفي لوجود الكائن الهندسي.


ب- الحســاب: وهو منظومة الإعداد مثل: 1-2-3-4.... ونعرفه كما يلي: كمٌّ منفصل مرتبط بالزمان.
فحين نقوم بعملية العدّ فإننا مجبرون على الانتقال من عددٍ إلى آخر بمعنى أن بلوغ العدد 3 مثلا يقتضي القفز من 1 إلى 2 ثم إلى 3.


أما بخصوص ارتباط الحساب بالزمان فذلك يعني أنني حين أقوم بعملية العدّ وانطلق من الواحد لأبلغ الثلاثين مثلا فإن الأعداد السابقة للعدد ثلاثين كلّها مضت عبر الزمان ودخلت في عداد الماضي.


وكنتيجة فإن الحساب يخضع لضرورتي الانفصال والزمان.


ç إذن إن الاتصال والمكان هما شرط وجود الكائن الهندسي والانفصال والزمان هما شرط وجود الكائن الحسابي.
والمعلوم أنّ كلّ الكائنات من أصغرها إلى أكبرها هي كائنات رياضية فالشجرة مثلا هي شكل هندسي وهي عدد (01) وكذلك البشر، فالإنسان هو شكل هندسي وهو رقم حسابي أيضا.


غير أن البشر يتباينون فيما بينهم وعوامل التباين عديدة ومعقّدة، فيها ما يعود إلى البعد الطبيعي وفيها ما يعود إلى البعد الثقافي وهو أمر يدخل ضمن الاهتمام الانتروبولوجي.
وما يهمّنا هنا هو أن الاختلاف بين البشر يمكن أن يبرّر رياضيا أيضا، بمعنى أن هناك بشر يطغى لديهم البعد الهندسي على البعد الحسابي وهناك بشر يتراجع لديهم البعد الهندسي ويطغى في المقابل البعد الحسابي، ويظهر ذلك من خلال مراقبة السّلوك لدى البشر.


فالإنسان الغربي يُعرف في سلوكه بتضخيم البعد الحسابي على حساب البعد الهندسي: ولنا في ذلك أمثلة:


فحين نسأل الفرنسي مثلا عن سكناه فإنّه يحدّد ذلك انطلاقا من الحساب والزمان، فيقول يقع سكني 45 دقيقة على باريس مثلا. هذا علاوة على ما يتّصف به المجتمع الغربي من طبيعة انفصالية، فالفتاة مثلا يحقّ لها عند بلوغ سنّ الثامنة عشرة مثلا أن تنفصل عن الأسرة وكذلك الوالدان إذا بلغا سنّا متقدمة تتكفّل بهما الدولة والمنظمات الاجتماعية لرعايتهما في ملاجئ المسنين وهو ما يكشف عن تحلل الأسرة وتفتت مكوّناتها وانفصالها ولعلّ ذلك أيضا ما جعل الرأسمالية تجد لها أرضيتها في المجتمعات الغربية بفعل طبيعتها الانفصالية وهو ما يتلاءم مع الفردانية التي تنبني عليها الرأسمالية.


إذا ما تأملنا في سلوك أهل الشرق وخاصة العربي، فنلاحظ لديه تضخّما لقيمة المكان وتراجعا للزمان.
فالعربي مثلا يحدّد موقع سكناه انطلاقا من مقولات مكانية مثل وراء الجبل، قرب الوادي، بجانب التلّة، بعيدا عن المنخفض....الخ


ويبلغ المكان لدى العربي مرتبة القداسة كقداسة مكّة التي يحج إليها، ونجد في الأمثال الشعبية لدينا مماهاة بين الأرض والعِرْض، وكثيرا ما يكتوي العربي بلوعة الغربة إن هو فارق الأهل والوطن بل من القبائل العربية التي هاجرت ما أطلقت تسميات لمواطنها القديمة على مواطن جديدة حلّت بها وكأنها بذلك تحمل معها المكان كأليف يلازمها وكثيرا ما نحن إلى شجرة أو وادي أو جبل أو تلّة تناسجت (من النسيج) مع طفولتنا وماضينا فنظل نذكرها ونعايشها. وقلّما ترددت مقولة الزمان في أشعار العرب في حين أنّها عجّت بذكر الأماكن...


ç فالمكان إذن هو مكوّن رئيس من معيش العربي حتى أنه استحال إلى ضرورة وشرط وجود، وفي مقابل الطبيعة الانفصالية التي تسم الإنسان الغربي فإن العربي كائن اتّصالي بامتياز، والاتصال هو شأن هندسي، فالحياة الأسرية تخضع هي الأخرى لمواثيق ولانتظامات محكومة ومراقبة وموجهّة بترسانة قيميّة صارمة تأبى تسرّب الانفصال وتكرس التواصل على جهتين:


- التواصل الأسري الحميمي والمصيري.
- التواصل مع المكان والذوبان فيه.


فالفلسطيني المهجر تشبث بمفتاح البيت وسلمه لمن يليه ليؤسس ثقافة العودة إلى المكان/ إلى الأرض.
وهكذا يغدو المكان والاتصال سمتان رئيستان تطبعان المعيش لدى العربي وتمثلان شرطين للوجود.


وتبعا لذلك إذا ما تهدّد المكان كشرط للوجود فإن الوجود بأسره يتهدّد لدى العربي. وتتهدّد الحياة لذلك يقاوم العراقي والفلسطيني والجزائري والمصري واليمني والسوداني.... يقاوم كل محاولة لاجثثاته من المكان لما له من طبيعة هندسية فينعدم الوجود لديه بانعدام المكان فيقبل على الموت حتّى يؤسس للحياة من بعده معنى.


نستنتج إذن أنّ الاستشهاد ليس يأسًا من الحياة بل هو تأسيس لها وتأصيل لمعناها. فشهداؤنا أحياء وأمّة تنجب الشهداء إنّما هي أمّة جديرة بالحياة.


وأختم بشهادة أحد عُـتـَاة الصهاينة الذي أسَرَّ لـ: تيدور هرتزل إبان عقد مؤتمر الصهاينة الأول في مدينة بازل السويسرية سنة 1897 إذ قال له: "إننّي لا أخفيك خوفي لأنّنا نحارب أمّة حيّة" ويقصد طبعا أمّة العرب.






كيفية طباعة المقال




شبكة المنصور
الاثنين / ٢٦ شعبــان ١٤٣٠ هـ
***
الموافق ١٧ / أب / ٢٠٠٩ م

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن