من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

الكويت ارض عراقية

كتاب المدار الأدبي: الكويت والعراق بين الاحتراب ووحدة التراب. ( الفصل الثاني عشر ) .(دراسة وثائقية ) تثبت عائدية الكويت للعراق
د. شاكر الحاج مخلف .رئيس تحرير جريدة المدار الأدبي

http://iwffo.org/secrets/3451-2009-08-07-01-14-34.html


لقراءة الفصل 11
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://iwffo.org/secrets/3278-2009-08-04-02-15-05.html

لقراءة الفصل 10
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://iwffo.org/secrets/3218-2009-08-02-03-18-37.html

لقراءة الفصل 9
ـــــــــــــــــــــــــــــ
http://iwffo.org/secrets/3114-2009-07-31-03-09-36.html

الفصلان 7 و 8
ـــــــــــــــــــــــــ
http://iwffo.org/secrets/3009-2009-07-29-04-22-00.html

الفصلان 5و6
ــــــــــــــــــــــ
http://iwffo.org/secrets/2965-2009-07-28-02-25-22.html


المقدمة
 

" الكويت أرض عراقية ...! "
كان تحريرها حلم كل حكام العراق الذين تعاقبوا ، قالوا عنها :
- أرض العراق المغتصبة .
- القضاء السليب .
* المحافظة العراقية رقم 19 – محافظة الكويت -
الاستعمار البريطاني ومن وقف معه سلخ عدة أجزاء من أرض العراق وقدمها ضمن مشاريعه المشبوهة على طبق من ذهب لدول الجوار ، مثل " الكويت ، الأحواز ، وعبادان ، والمحمرة ، وعرعر ، وحفر الباطن ، والأحساء والقطيف ومنطقة الحياد والزرقاء في شرق الأردن ، ودير الزور ، وديار بكر .. " وبالرغم من هجمة الليالي السوداء في أردية القوة الغاشمة ، فأن تلك " الأراضي المغتصبة " حاليا من قبل حكومات الدول " المجاورة "... حتما ستعود إلى أمة العراق ... ! في كتاب " الكويت والعراق بين الاحتراب ووحدة التراب " الذي يقع في ثلاثة أجزاء ، أنشر قصة سرقة مدينة عراقية – اسمها الكويت " كما كتبتها في العام 1991 لتلفزيون بغداد كبرنامج وثائقي بعنوان - السراب واليقين –-


وثيقة رقم ( 14 ) نص الرسالة ( 1 ) الموجهة من عميل بريطانيا – الشيخ أحمد الجابر الصباح – حاكم إمارة الكويت ، إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت الرائد جي . سي . مور .
رقم الوثيقة : F0371/8952
المؤرخة في : الأول من نيسان - أبريل /1923
الموافق : 13/شعبان من العام 1341 هجرية
العنوان : رسالة من صاحب الفخامة – الشيخ أحمد الجابر الصباح – حاكم الكويت
إلى الوكيل السياسي – البريطاني – الكويت .
 

بعد التحية ..
 

أعرف الآن بأنه قد تم تثبيت الحدود بين نجد والكويت كما ورد في الاتفاقية ، إلا أنني مازلت لا أعرف شكل الحدود بين العراق والكويت ، وسأكون مسروراً لو زودتني بهذه المعلومات لاطلّع عليها .
نص الرسالة ( 2 ) الموجهة من عميل بريطانيا – الشيخ أحمد الجابر الصباح .
حاكم إمارة الكويت ، إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت .
مؤرخة في 17 شعبان 1341 هجرية
الموافق 4نيسان – أبريل 1923
 

بعد التحية
 

بالإشارة إلى رسالتكم رقم ( 160 ) والمؤرخة في 16 الجاري ( 3- نيسان – أبريل / 1923 ) حول موضوع الحدود بين العراق والكويت والتي أنادي وأطالب بها ، فإنها الحدود نفسها التي كان قد طالب بها الشيخ الراحل " سالم " في الملحق المرفق برسالته المرسلة إليكم ، بتاريخ الثالث من محرم 1339 هجرية ( 17 / أيلول- سبتمبر / 1920 ) والتي هي : " من نقطة التقاء وادي العوجة مع الباطن وشرقاً إلى جنوب آبار صفوان ، وجبل سنام وأم قصر وإلى سواحل جزر بوبيان ووربة ، وعلى طول الساحل إلى الحدود الحالية للكويت ونجد ، ومن ضمن هذه المنطقة الجزر البحرية التالية : مسكان وفيلكة وعوهة وكبر وقاروة وأم المرادم ، هذه هي الكويت التي أطالب بها
وفيما يلي نص الرسالة الصادرة عن الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى المندوب السامي البريطاني في العراق حول الموضوع ذاته " تلك الرسالة هي التي أثارت غضب رئيس الوزراء العراقي – نوري السعيد "
رقم الوثيقة :F0371/8952 رقم سري " اس – 52 "
موثوق
الكويت – الوكالة السياسية
في 4/نيسان – أبريل / 1923
إلى / سكرتير صاحب الفخامة المندوب السامي في العراق – بغداد

الموضوع / وضع حدود للكويت
 

بتاريخ الأول من نيسان / أبريل 1923 ، كتب لي الشيخ – أحمد – مشيراً بأنه تم تثبيت الحدود بين الكويت ونجد بموجب الاتفاقية الأخيرة ، إلا أنه مازال لا يعرف شكل الحدود بين الكويت والعراق وأنه يستفسر عن ذلك الموضوع .
فأجبته بأنني أعتقد أنه من الأفضل قبل إحالة الموضوع إلى صاحب الفخامة المندوب السامي ، أن يخبرني هو عن الخط الحدودي الذي يطالب به لكي يطلع بدوره على ذلك .
فردّ على رسالتي هذا الصباح ، وكانت إجابته تتضمن المطالبة بالجزء الشمالي من الخط الأخضر ليكون بمثابة الحدود بين العراق والكويت، على الخارطة المرفقة لمسودة الاتفاقية البريطانية – التركية الموقعة في 29تموز- يوليو 1913 ، كما أنه يطالب على وجه الخصوص بجزر " وربة وبوبيان ومسكان وفيلكة وعوهة وكبر وقاروة وأم المرادم "على أنها تعود للكويت .
وأرفق طياً الترجمة للرسالتين المرسلة من قبله وسوف أكون مسروراً لو علمت شكل الإجابة الذي سأعطيه .

الرائد
توقيع
جي . سي . مور
الوكيل السياسي
نسخة / إلى سكرتير فخامة المقيم السياسي في الخليج الفارسي – بوشهر
( الوثائق أعلاه مهمة جداً لمعرفة أسباب الخلاف العميق الذي تفجر بين حكومة نوري السعيد وبريطانيا وشيخ الكويت )
 

بينت الحكومة البريطانية موقفها من الموضوع ، إذ كتب المقيم السياسي البريطاني في الخليج تقريره الموجه إلى وزير المستعمرات البريطاني وعلى النحو التالي :
مكتب المقيم السياسي في الخليج الفارسي
أي . جي . تي . أس " باتريك ستيوارت "
في البحر – 7تشرين الثاني – نوفمبر 1930
رقم 27 تي
إلى فخامة اللورد باسفيلد – وزير المستعمرات – لندن 

سيدي..
1. استمراراً لبرقيتي رقم 76 والمؤرخة في 25 تشرين الأول ، بصدد المفاوضات الجارية بين شيخ الكويت والسلطات العراقية ، حول شراء مزارع النخيل العائدة للشيخ ، أتشرف بأن أرسل إليكم ترجمة للرسالة الموجهة من حامد بك إلى الشيخ ..
2. نجد في الفقرة ( 4 ) من الرسالة ، بأنه قد تم الطلب من الشيخ التأكد من السلطات البريطانية عن موقفها القانوني بصدد هذه الممتلكات ، كما طلب حامد بك من الشيخ في الفقرتين الأخيرتين ،بأن يقاوم ويرفض مطالب الحكومة العراقية إذا ما كان موقفه قوياً بالنسبة إلى هذه الممتلكات ، أما إذا كان موقفه ضعيفاً ، ولا يمكنه الاعتماد على دعم الحكومة البريطانية ، فأنه من الأفضل بالنسبة إليه أن يتوصل إلى حل مع الحكومة العراقية ولا يستبعد أن تكون هذه الوثيقة الغريبة محاولة من جانب السلطات العراقية للتأكد من نيات ووجهات نظر حكومة صاحب الجلالة حول هذه القضية بهذه الطريقة الشاذة ، ، ففي البداية طالبت الحكومة البريطانية الشيخ بدفع 81036 ألف روبية والتي أصبحت بعد ذلك 4500 ليرة تركية ( أنظر برقيتي رقم 71 والمؤرخة في22أيلول – سبتمبر 1930 ) والآن فإن الحكومة العراقية مستعدة أن تخفض المبلغ المطلوب إلى 10000 روبية .
3. وقد ناقشت فوراً الموضوع بشكل مطّول مع الشيخ – أحمد – وأوضح لحكومة صاحب الجلالة فحوى الملاحظات التي أبداها الشيخ ، حول موضوع مزارع النخيل التي تعود لعائلته في العراق .
4. بدأ حديثه ليذكرني بأنه لديه وعد جازم من الحكومة البريطانية بأن هذه الممتلكات معفاة من الضريبة بشكل دائم ، وعندما طلب منه الوكيل السياسي في الكويت الدخول في مفاوضات مع السلطات العراقية لبيع هذه الممتلكات ، فأنه قد علم بأنها رغبة حكومة صاحب الجلالة بذلك ، لذا فأنه امتثل لرغباتها مشترطاً أن تكون هذه المفاوضات سرية قبل كل شيء ، لأنه لا يرغب أن تصل الأخبار إلى آذان أفراد أسرته ، الذي يملكون حصصاً في هذه الممتلكات لحين انتهاء هذه المفاوضات ، كما أنه لا يرغب أن تتناقل الشائعات في السوق في البصرة والكويت وتتحدث بالموضوع ، احتراماً لشخصه وكرامته .
ماذا قال الملك- فيصل الأول –لشيخ الكويت
يروي المقدم – هارولد . أر . بي . ديكسون – ( الوكيل السياسي في الكويت )
تفاصيل المواجهة التي حصلت بين الملك فيصل الأول وشيخ الكويت وهو يستند في روايته إلى ما سمعه من شيخ الكويت بعد تلك المواجهة ، يقول في الوثيقة المرقمة F0371/16008 والمؤرخة في19 / أيلول – سبتمبر / 1932 ، في البند رقم 7 ، الآتي : " تباحث الملك خلال الاجتماع بالشيخ بمختلف المواضيع ، ومن بينها ثلاثة حظيت بالاهتمام المشترك والنقاش الطويل وهي :
أ – عصيان " أبن رفاضة " في نجد .
ب- فرض الحصار على إمارة الكويت .
ج- العلاقات بين الكويت وحكومة صاحب الجلالة ، حول هذا الموضوع الوارد في الفقرة ( أ ) أعلاه ، أعطى الملك تفاصيل كاملة للشيخ حول سخافة محاولة – أبن رفاضة – والتي انتهت وبشكل يستحقه بهزيمته ومقتله ، ولم يشعر بأي تعاطف تجاه ذلك الشخص الذي حاول مع 400 رجل أن يغزوا المملكة ، وعندما سأل الملك الشيخ عن رأيه الشخصي بأبن سعود ، أجابه الشيخ جابر بأنه ينظر إلى أبن سعود باعتباره صديقه الجيد ، ولا يمكن أن ينسى معاملته الجيدة عندما زاره مؤخراً في الرياض ، أما بصدد الفقرة ( ب ) أعلاه فقد استفسر الملك ووجه عدة أسئلة ذات دلالة حول الحصار ، وفيما إذا كان لدى الشيخ أي وثيقة من حكومة صاحب الجلالة ، تعد فيها الشيخ بالتأكيد برفع الحصار كمكافأة له على تعاونه مع حكومة صاحب الجلالة ، خلال تمرد الأخوان بقيادة – فيصل الدويش – فأجاب الشيخ قائلاً بأنه في الوقت الذي لا يملك فيه مثل هذه الوثيقة فقد أبلغته الحكومة البريطانية ، من خلال الوكيل السياسي ، بأن الحكومة قد أعطت ضماناً وتأكيداً ، بأنهم سيبذلون أقصى مساعيهم وجهودهم لحل قضية الحصار بشكل يُرضي الكويت تماماً ، وظهر الملك مهتماً تماماً ، وحث الشيخ على الاستمرار بتذكير حكومة صاحب الجلالة كل يوم حول ضمانهم وتأكيدهم هذا ، واستناداً إلى ما أورده الشيخ فقد استخدم الملك الكلمات التالية " لا أدري ما الذي حلّ بحكومة صاحب الجلالة هذه الأيام ، إذ يبدو أنهم لا يهتمون بوعودهم ولا ينفذونها ما لم يهاجمهم المرء ويهاجمهم ، ويهاجمهم ، وأنت يا أخي العزيز يجب أن لا تجلس أبداً أو تسمح لهم بأن يفكروا بأنه بإمكانهم الخروج من وعودهم التي أعطوها للحكام العرب ، وبصدد هذه القضية الخاصة بالحصار يجب عليك أن تسجل اعتراضك على ذلك كل أسبوع لحين قيام حكومة صاحب الجلالة بتنفيذ وعدها " ويقول الشيخ بأنه يرى في ذلك الحديث إشارة إلى قضية مزارع النخيل التي يملكها الشيخ في البصرة ، والتي وعدت بريطانيا بإعفائها من الضرائب دون جدوى على الرغم من أنه لم يتم التحدث بذلك الموضوع مطلقاً ، وحول ما ورد في (ج ) أعلاه ، تساءل الملك عن شكل العلاقات القائمة بين الكويت وحكومة صاحب الجلالة فقال " هل أن الكويت بإرادتها الحرة تحت العناية والحماية لحكومة صاحب الجلالة ..؟ أم أن القضية هي أن الشيخ استجاب مرغماً ..؟ " ..
......... يتبع ........
أقرأ في الأجزاء القادمة
- عن الخطة العسكرية المحكمة التي وضعها الملك – غازي – وما الأسباب التي عرقلة تنفيذها ...
* إعادة الكويت إلى الوطن الأم دون خسائر "خطة الثعلب " لعبد الكريم قاسم .
* قوة العراق المفاوض في مختلف المراحل ..
* كيف حددت بريطانيا خارطة الكويت السياسية وفق أهدافها في المنطقة .
* موقف القادة السياسيين في العراق خلال أكثر من قرن بشأن إمارة الكويت .
* قبول عبد الله الصباح بتعينه قائم مقام وذلك في العام 1866 وأن تكون الكويت ( قضاءً تابعا للبصرة ) .
* الخطط والأسرار التي دُفنت مع – نوري السعيد – رئيس وزراء العراق الأسبق عن قضية الكويت
* لماذا اقترح الاتحاد العربي الهاشمي ضم الكويت إليه بالقوة .
* عدنان مندريس – وزير خارجية تركيا – ينبه حكومة – نوري السعيد – إلى وجود وثيقة مهمة لدى تركيا تتعلق بعائدية قضاء الكويت إلى البصرة
* لماذا عارض القوميون العراقيون اللاجئون إلى القاهرة موقف عبد الناصر وساندوا عبد الكريم قاسم الذي حكمهم بالإعدام وماذا كتبوا في المذكرة التي تقدموا بها إلى عبد الخالق حسونة – أمين جامعة الدول العربية –
* ماذا قال رئيس وزراء العراق – علي صالح السعدي – لجمال عبد الناصر عن عائدية الكويت للعراق وكيف تصرف عبد الناصر ولماذا زوّر الكاتب - محمد حسنين هيكل - في تفاصيل تلك الحادثة ..؟
* وثائق وتفاصيل عن عائدية الكويت للعراق يكشف عنها الرئيس – عبد الرحمن عارف -

6 - أب - 2009
يسمح بإعادة نشر الدراسة في الصحف والمواقع العراقية والعربية – الوطنية - دون حذف أو تغيير ..
• جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة " أوروك " للصحافة والنشر والترجمة - – أي إنتاج أو نشر بالوسائل السمع بصرية يشترط أولا حماية حقوق المؤلف المادية والمعنوية ...
* يرجى ذكر المصدر عند الاقتباس .....
هوامش
" الملك غازي والدور الإعلامي لإذاعة قصر الزهور "
* في الفترة التي تولى فيها الملك – غازي – عرش العراق – أخذ المدّ القومي الوطني في التصاعد حيث شكل العراق بوابة القيادة الجماهيرية والعامل التاريخي الجديد والحالة المنفردة في المواجهة والعمق التاريخي والحضاري للعرب والثقل الستراتيجي في حالتي النهوض والتصدي ، كما أن بريطانيا بدأت مع صعود القيادة الجديدة تفقد الكثير من عوامل قوتها وتخسر الكوابح التي وضعتها لحجز الامتداد المتعاظم للسياسة العراقية الوطنية القومية التي مثلها – الملك غازي بن فيصل الأول – وأركان حكومته ، وقد ذكر بعض مرافقي الملك غازي أنه قد صرح لبعض كبار الضباط المقربين منه ، واغلبهم من ذوي الاتجاهات الوطنية والقومية ، أن أهم أمنية كانت تشغل عقله وكيانه هي قضية إعادة الكويت إلى الوطن الأم – العراق ، بدأت تلك التصريحات تأخذ حالة من الظهور العلني في العمل السياسي وذلك في منتصف 1938 ، عندما تمكن من تكوين كتلة عسكرية من الضباط الذين خدموا في قيادة الثورة العربية من أصحاب الميول الوطنية والقومية ، وعندما وجد القبول والموافقة لفكرته بشطب حالة الانفصال من سجل تاريخ العراق ، أتخذ قراره بتحويل الإذاعة التجريبية في قصر الزهور التي كان يديرها مجموعة من الكوادر المتدربة على العمل الصحافي الإذاعي كان من أبرزهم – يونس بحري – مشتاق طالب – وغيرهم ، تحولت تلك الإذاعة إلى صوت يتحدث ويرسل التوعية المباشرة كما تدعو لمناصرة القضايا العربية وخاصة تلك المتعلقة بتحرير فلسطين وسوريا من سيطرة الاستعمار ، كما عمل الملك غازي بهيئة مذيع ضمن كادر الإذاعة ، حيث تسجل الوثائق قيامه ببث الكثير من البيانات الوطنية والقومية دون أن تكون ثمة إشارة إلى شخصيته الحقيقية ، وفي هذا الشأن تشير الوثائق أيضا إلى أنه خصص جزءا كبيرا من فترات بث الإذاعة إلى إطلاق دعوته المتعلقة بعودة الكويت إلى العراق وجلب التأييد الشعبي لها ، وكانت المقالات تشير بوضوح إلى أن شيخ الكويت يمثل شخصية أقطاعي مستبد " وكما جاء في تقرير السفير البريطاني الذي عمل في العراق في تلك الفترة – موريس باتريس – وذلك ضمن وثيقة رفع الحظر عنها وسأنشرها في الفصول القادمة ، حيث يقول وهو ينقل نصّ تعليق تمّ بثه من قبل الملك – غازي – في إذاعة قصر الزهور – " أن حاكم الكويت أقطاعي مستبد ، وأن حكمه الرجعي يتعارض مع العهد الجديد في العراق ، وأن الكويت ستكون في وضع أفضل لو اندمجت مع الوطن الأم – العراق باعتبارها جزءا لا يتجزأ منه ، ولأن هذا الهدف هو من أهداف الأمة العربية لذلك استمرت تلك الإذاعة بالترويج لتلك الأفكار وحث أبناء الكويت على الثورة ضد حكم عائلة آل صباح " عملت تلك الإذاعة الصغيرة التكوين على تثوير المشاعر الوطنية والقومية في العودة إلى الوطن الأم ، وقد ساندت الصحف العراقية دعوة الملك – غازي – وبدأت بكتابة ونشر المقالات التي تقصد تلك الفترة وكانت في مقدمة تلك الصحف العراقية – جريدة الاستقلال – الموصوفة بميولها الوطنية والمناهضة فيما تنشر للوجود البريطاني في العراق والكويت وقد نشرت أقوى المقالات التي تخص عائدية الكويت للعراق في أعدادها الصادرة في الفترة بين شهري نيسان ومايس من العام 1938 استجابت الجماهير العربية بشكل عام وأوساط العشائر العراقية التي تقطن الكويت بشكل خاص لدعوة الملك غازي " شطب حالة الانفصال والوحدة بين الجزء والوطن الأم " وبدأ أبناء – قضاء الكويت – يتوجهون إلى بغداد للاتصال بالملك – غازي – الذي كان يستقبلهم ويُحسن وفادتهم ويفسح المجال لهم للمشاركة في بث الخطب والتعليقات من خلال فترات البث الإذاعي كما أوعز لعدد من الصحف بنشر مقالاتهم ومقابلتهم ، كانت أرائهم تؤكد على حقيقة واحدة ، أن تحقيق عودة الكويت إلى العراق وشطب حالة الانفصال بمثابة البعث الجديد لتكوين الأمة العربية في جناحها الشرقي ، كما يطالبون بمدّ يد العون لانتشال الكويت وسكانها من حالة التخلف والجهل التي تطبق على ذلك الجزء بسبب السيطرة الأجنبية واغتصاب السلطة ، وجاء القرار الأكثر تأثيرا في مسار تلك المواجهة والحاسم في نشر الوعي الوطني من خلال الملك غازي عندما أمر بإنشاء مكاتب للدعاية في لواء البصرة ، وبإشراف مباشر منه وقد عملت تلك المكاتب بشكل مهم ومؤثر حيث أخذت تجمع المعلومات والأخبار الضرورية عن ما يجري في الكويت من احتقان وغضب ومناهضة للسيطرة الأجنبية كما سهلت تلك المكاتب إيصال مجلة – إذاعة صوت الزهور – إلى الكويت وقد صدر من تلك المجلة سبعة أعداد كان العدد الأخير منها يحمل تاريخ 7/ أذار / 1939 أي قبل مصرع الملك غازي بأيام .....
* في اللقاء الخاص الذي حققته مع المؤرخ الكبير – السيد عبد الرزاق الحسني – مؤلف موسوعة – تاريخ الوزارات العراقية ، حيث أفاد بمعلومات مهمة عن تلك القترة فقال : " كاد الملك غازي بن فيصل الأول أن يعيد الكويت إلى العراق من خلال عدة مسارات في مقدمتها الجهد الإعلامي ثم السيسي الذي تطور فيما بعد إلى وضع الخطة العسكرية المعروفة ، وقد مهد الجهد الإعلامي المؤثر إلى إيجاد أرضية مناسبة لنشر الفكرة وتأسيس علاقة قوية مع العناصر المؤثرة ، حيث أن تلك الجهود الإعلامية التي أرتكز بث إذاعة قصر الزهور عليها نجحت في تقريب الصورة إلى الأذهان بما يحفز لشطب حالة الانفصال ، كما أخذ الكثير من شباب الكويت يأتي هاربا إلى العراق وعلى أثر ذلك تكون في العراق ما يشبه التنظيم أو الحزب السري الذي ضمّ الكثير من شباب الكويت الممتليء بالحماسة لفكرة الوحدة العربية والتحرر ، نعم نجح الملك – غازي – ولكن مصرعه المفاجيء غير من النتائج وترك حالة الانفصال قائمة ، كما أود أن أذكر لك أن الملك غازي حلق بطائرته عدة مرات فوق مدينة الكويت " ...
* كما وجدت في كتاب – مذكرات – طه الهاشمي – الصادر في بيروت من العام 1969 وفي الصفحة 300 الآتي :- " أصبح الملك يتحمس كثيرا لقضية الكويت ، وأخذت محطة الإذاعة تحمس الكويتيين في جدلهم ضد الأمير – يقصد الكاتب شيخ الكويت – ومطالبتهم بالحرية ورغبة البعض منهم في الإنضمام إلى العراق ، وكان – رشيد عالي الكيلاني – رئيس الديوان الملكي أكثر تحمسا منه " .... كما يذكر الكاتب – لطفي جعفر فرج – في كتابه – الملك غازي – في الصفحة رقم 223 الآتي :- " نجحت إذاعة قصر الزهور في إثارة الرأي العام الكويتي ضد حاكم الكويت وحماته الإنكليز ، فأخذ الشباب الكويتي يهتف عند سماعه للإذاعة بحياة العراق وينادي بالملك غازي قائدا للوحدة العربية المنتظرة ، وتشير بعض المصادر إلى أن الشباب الكويتي أخذوا يخاطبون الملك – غازي – بأنهم لا يعترفون بالحماية البريطانية وبحاكم الكويت ، وناشدوا الملك والجيش العراقي العمل لإنقاذ الكويت ....
قوة العراق المفاوض في مختلف المراحل ( 4 )
" في هذا الفصل والفصول اللاحقة أنشر بشكل موثق مواقف وتصريحات رجال الدولة العراقية في مختلف مراحل الحكم بشأن الكويت وحدودها .."
في اللقاء الذي تمّ مع الأستاذ خليل كنة " الذي كان يشغل منصب وزير المعارف ووزير المالية ورئيس المجلس النيابي العراقي عام 1957 ، قال : - " أتذكر حادثة مهمة جدا تكشف عن قوة شخصية رئيس الوزراء – المرحوم نوري السعيد – وكذلك صدق نواياه بشأن الحفاظ على مصالح العراق الوطنية ، عندما كان رئيسا لوزراء الاتحاد الهاشمي حضر لمقابلته سفير بريطانيا في ألمانيا ، وأخبره بأن المعونة البريطانية للأردن سندفعها هذه السنة ولكن سنقطعها بعد ذلك ، وعلى العراق أن يدفعها لأنه يمتلك النفط ، نوري السعيد رفض الطلب وقدم استقالته ، ثم فكر في الموضوع بعد عدم الموافقة على استقالته فوجد أن أحسن وسيلة لعدم قيام العراق بدفع هذا المبلغ إلى الأردن أن يُدخل الكويت في إطار الاتحاد الهاشمي ، رفضت الكويت الفكرة كما رفضتها بريطانيا ..! وعلى أثر ذلك قدم – نوري السعيد – مذكرة إلى الحكومة البريطانية تتضمن ثلاث نقاط من أبرزها :

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن