من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

استشهاد صدام حسين... وثقافة الانصاف /معن بشور



استشهاد صدام حسين... وثقافة الانصاف معن بشور
06/01/2010
قلما لخصت لحظة عمراً بكامله كما لخصته اللحظة التي استشهد فيها الرئيس صدام حسين..وقلما فسّرت كلمات قليلة سيرة حياة طويلة، كما فسرتها آخر الكلمات التي قالها الرئيس الشهيد على منصة الاعدام...وقلما جسدت وقفة واحدة شمائل عدة، كما جسدتها وقفة ابي عدي الشجاعة التاريخية امام جلاديه....لقد انصفت تلك اللحظة، كما الكلمات، كما الوقفة، الرجل الكبير امام الجميع، لا سيّما امام من خاصمه لسنوات طويلة، ومن عاداه، ومن انزلق الى اتهامه بأقسى التهم.. إلا قلة قليلة لم تستطع ان تترفع عن احقاد متأصلة في اعماقها، وعن حزازات متجذرة في نفوسها، وارتباطات متينة باعداء العراق، فعزلت نفسها عن غالبية العراقيين اولاً، ثم عن احرار الامة وشرفاء العالم الذين أيّاً كان رأيهم في تجربة حكم الرئيس الراحل فقد انحنوا جميعاً امام رهبة الموت أولاً ثم امام بسالة القائد واستهزائه بجلاديه.لقد عززت تلك اللحظة الاليمة من صبيحة اول ايام عيد الاضحى المبارك، وآخر ايام العام 2006، مما يمكن ان نسميه 'ثقافة الانصاف' في العمل السياسي وفي التقييم التاريخي، وهي الثقافة التي تجتمع فيها الموضوعية والاخلاق معاً، فالموضوعية بما فيها من تجرد دعوة لنا ان ننظر الى الامور بعينين لا بعين واحدة، فتكون الرؤية شاملة واضحة ومنزهة، اما الاخلاق فدعوة لنا الى الترفع عن الصغائر، وتجاوز الرواسب والعصبيات المريضة.وثقافة الانصاف هي كذلك المدخل لثقافة المصالحة، كما هي الابنة الشرعية لثقافة المراجــــعة، والطــــريق لتعمـــيق ثقــــافــة الوحدة، التي بدورها درع المقاومة وثقافتها، واطار المشاركة وحصنها. فالطريق اليوم لتحرير كل ارض محتلة، ولتوحيد كل الطاقات المهدورة، واستنهاض كل القدرات المعطلة انما يمر عبر ميمات اربع، رفعناها في صنعاء ـ اليمن بعد اسابيع على احتلال العراق 2003، وهي مقاومة، مراجعة، مصالحة، مشاركة....ثقافة الانصاف تجعلنا نتذكر ان العام 2006 هو العام نفسه الذي بدأ بحصار وعدوان على غزة، واستمر بمنتصفه بعدوان تموز- آب على لبنان، لينتهي باغتيال الرئيس الشهيد، مما يؤكد على طبيعة الاستهداف المعادي الذي لا يميز بين بلد وبلد، بين مقاومة ومقاومة، مما يجعلنا جميعا نرفع شعار 'مقاومة واحدة لامة واحدة'.فثقافة الانصاف تقتضي الاعتزاز برجل اتهموه بالهرب من بلاده في صفقة دولية فاذا به يظهر مقاوماً في كل بغداد وكل العراق، واتهموه بالسفر عبر طائرة روسية من مطار بغداد فإذ بزيارته الاخيرة للمطار كانت ليشارك بنفسه مع ابناء العراق البواسل والمتطوعين العرب المجاهدين في معركة شهيرة اوقعت خسائر كبرى بقوات الاحتلال، بل رجل اتهموه يوم اسره بأنه كان منكسراً محبطاً منهاراً، فاذ به ينبري مساء اليوم ذاته في وجه من زاره في زنزانته من رجال الاحتلال بغرض التشفي والشماتة موجهاً لهم كلمات تؤكد انه الحر بينهم وهم الاسرى، وان زنزانته الضيقة هي اوسع بكثير من فضاء المنطقة الخضراء التي بها يحتمون...وثقافة الانصاف تقتضي الاقرار ان حزب البعث الذي ارتبط به صدام حسين فتى، وناضل في صفوفه شاباً، وحكم بأسمه رجلاً، ليس حزباً عابراً في حياة العراق حتى يمكن استئصاله من خلال حرب عالمية شنت على البلد العظيم، وليس حزباً طارئاً على نسيج العراق حتى يمكن اجتثاثه بقانون صادر عن سلطة احتلال، وليس تجمعاً لمنتفعين او انتهازيين حتى يمكن الغاؤه بمجرد ابعاده عن الحكم، بل ان هذا الحزب بات جزءاً من حقيقة العراق ورمزاً لوحدته وعروبته وكرامته ترتعد فرائص المحتل وادواته أمام مناضليه الاشاوس، وتهتز سطوة الاحتلال امام وقفة قادته في المحاكم، وصمودهم في بوادي العراق ووديانه ودساكره، فلا الاغتيال اسكتهم، ولا الاعتقال اضعف من عزيمتهم، ولا الملاحقات والمطاردات والتشرد والمنافي أوهنت من ارادتهم، وغيرت من وجهة مقاومتهم..وفي هذا الاطار لا بد من توجيه التحية لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي يقودها امين عام حزب البعث المجاهد عزت ابراهيم الدوري على قرارها بتحريم قتل العراقيين او قتالهم سواء كانوا في الشرطة او الجيش او المؤسسات الحكومية وتركيز المقاومة ضد المحتل الامريكي فقط، وهو القرار يعبر عن ادراك سليم لاهمية تفويت الفرصة امام الراغبين في اثارة الفتن بين العراقيين من جهة كما هو مؤشر واضح الى ان الذي يقف وراء المجازر في العراق هو المحتل الامريكي وعملاؤه، والموساد الصهيوني وشبكاته، وذلك بهدف الانتقام من الشعب العراقي الذي افشل بمقاومته الباسلة، العسكرية والسياسية والشعبية، مخطط الهيمنة الاستعماري الصهيوني على العراق وعلى المنطقة.وثقافة الانصاف تقتضي الاقرار بالفارق الكبير على كل صعيد بين احوال عــــراق ما بـــعد الاحـــتلال، وعـــراق ما قبــــل الاحتلال، وان ما ارتكبه الاحتلال واعــــوانه في كل مجــــال مــن فظائع وجرائم وافساد وتدمير يبقى اضعاف اضعاف ما كانوا ينسبونه هم، أي اعداء العراق، الى حال العراق قبل الاحتلال، وهـــو فارق بدأ يحـــس به الغالبــية الساحقة من ابناء العراق الذي تقاطرت منهم اعداد ضخمة الى ضريح الرئيس الشهيد في العوجة في ذكرى استشهاده الثالثة، وهي اعداد تمثل العراق بكل مكوناته، ويكفي ان نذكر كيف صدر قبل اشهر مرسوم حكومي يمنع زيارة طلاب المدارس الى الضريح...ان ثلث العراقيين اليوم فقراء، كما تقول دراسة نشرتها بالامس جامعة بابل، وان نصف ابنائه عاطلون عن العمل، وان هناك مليون ارملة وخمسة ملايين يتيم، بالاضافة طبعاً الى اكثر من مليون ونصف مليون شهيد، واربعة ملايين عراقي مهجر داخل بلده او خارجه، وهي جردة حساب كافية لكي ننصف العراق ما قبل الاحتلال، حيث لم يكن هناك فيه أميّة بعد حملات مكافحتها، وحيث كان فيه واحد من افضل انظمة الرعاية الصحية في العالم، وحيث كانت ثروة علمية ضخمة ما زال اعداء العراق حتى الساعة يحاولون النيل منها، وحيث كانت مشاريع صناعية وزراعية يمتلئ بها العراق، وحيث كانت جامعات ومعاهد ومراكز ابحاث وجيش من أكفأ العلماء وقد اغتيل منهم الكثير، وحيث كان هناك امن واستقرار ووحدة وكرامة ودور للعراق بين ابناء امته والعالم، فاين عراق ما بعد الاحتلال من كل هذا.وثقافة الانصاف ايضا هي الضمانة لنا بوجه اسلوب 'الشيطنة' (Demonization) التي يسخر لها اعداؤنا وسائل ضخمة وامكانيات كبيرة لكي 'يشيطنوا' صورة أي رجل او حزب او دولة يتصدى لمخططاتهم ومطامعهم والكثيرون ممن وقعوا بالامس اسرى هذا الاسلوب ضد الرئيس صدام او جاروه، اصبحوا اليوم هدفاً لاسلوب الشيطنة نفسه، فالمقاوم يصبح ارهابياً، والمدافع عن حقوقه متطرفاً، والمتمسك بالمبادئ عميلاً لهذا النظام او ذاك، حتى اذا فشلت 'الشيطنة' باسقاط من يريدون اسقاطه كان الحصار وكانت الحرب، وكان الاغتيال...وثقافة الانصاف تقتضي منا الاقرار بان اول المعارك التي شهدها العالم مع نهايات القرن الماضي وبدايات هذا القرن ضد ما يسمى النظام العالمي الجديد، انما كانت المعارك التي خاضها العراق بقيادة حزب البعث، ودفع اثماناً باهظة بسببها وصلت الى حد احتلاله وتدمير مقومات دولته ومجتمعه.لقد كشفت تلك المعارك التي خاضها العراقيون وما زالوا منذ عام 1991 حقيقة ذاك النظام الذي اعلن جورج بوش الاب ولادته من قلب مخاض الالام العراقية عام 1991، كما اعلنته كذلك كونداليسا رايس في صيف 2006 يوم تحدثت عن ولادة نظام شرق اوسطي جديد من آلام المخاض اللبناني، فالحروب والحصارات على العراق اظهرت ازدواجية المعايير لدى نظام دولي يشن حرباً على بلد مؤسس في الامم المتحدة بزعم وجود سلاح دمار شامل فيما يحمي هذا النظام ترسانة كاملة من هذا السلاح لدى الكيان الصهيوني، اظهرت تهافت نظام دولي يعلن ان رسالته هي نشر الديمقراطية وحقوق الانسان فاذ هي تعبر عن نفسها في مجازر الفلوجة والنجف والموصل والبصرة وكل انحاء العراق كما في 'جامعات' ابو غريب وبوكا للتعذيب وفي انظمة المحاصصة الطائفية والمذهبية التي هي نسف لجوهر الديمقراطية..وثقافة الانصاف تقتضي منا الاقرار ايضاً بان الكثير من الرموز والقوى والهيئات العربية والاسلامية والعالمية التي ناصرت العراق ضد الحصار والعدوان والاحتلال فتعرضت بسبب ذلك لكل محاولات التشويه، ولكل انواع الاتهام، هي اليوم، كما دائماً، تقف على رأس المدافعين عن حق المقاومة في فلسطين ولبنان وافغانستان وصولاً الى العراق في تأكيد لوحدة المقاومة التي هي البعد الحقيقي لوحدة الامة. وما حكاية جورج غالاواي الذي يقود اليوم قوافل شريان الحياة الى غزة، كما قاد بالامس قافلة مريم الى بغداد، الا الدليل الاسطع على ان الموقف السليم وحدة لا تتجزأ، وان لا ازدواجية معايير في الموقف من المقاومة، وان كل الاتهامات والشتائم وحملات التشهير والارهاب الاعلامي والنفسي لن تثني مناضلاً عن السير في طريق اختاره...ايها الاخوات والاخوة...في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس صدام حسين يمكننا ان نقول ان دائرة انصافه ورفاقه وتجربته تتسع يوماً بعد يوم، فانصاف المحبين المتحمسين له والمدافعين عنه هو دعوة لهم كي يراجعوا التجربة بما لها وعليها، بهدف تحصينها وتعميقها وتنقيتها مما علق بها من شوائب، اما إنصاف من كان مختلفاً مع الرجل او معترضاً على حكمه او حتى متحاملاً على تجربته فهي دعوة له لأن يمتلك الجرأة لاعادة النظر بموقفه السابق، وان يكون اكثر توازناً في النظر الى السلبيات والايجابيات، بل ان يكون اكثر تحرراً من الحساسيات والعصبيات والرواسب القديمة...في ذكرى استشهادك نقول لك، نم قرير العين يا ابا عدي فشعبك في العراق يهزم المشروع الامريكي، كما وعدته ووعدك يوماً، وشعبك في فلسطين يصمد في وجه الحصار والعدوان وفياً لذكراك كما صمد وبقي وفيا لنضاله، وشعبك في لبنان يقاوم وينتصر مدركاً ان المؤامرة لتمزيقه قد حاولت ان تستمد لها من عراق ما بعد الاحتلال مدداً ووقوداً..وأن من اغتالك بالطريقة التي اغتالك بها انما كان يحاول ايضاً اغتيال المقاومة ولبنان معاً.في ذكرى استشهادك نقول لك، ان المشروع الطائفي والمذهبي في العراق الى اندحار بإذن الله، وان المشروع الفدرالي قد سقط بوعي العراقيين ووحدتهم، وان العراق العربي المستقل الموحد المتحرر الديمقراطي عائد بأقوى مما كان بإذن الله.. وان الله على كل شيء قدير...رئيس الملتقى العربي الدولي لحق العودة كلمة ألقيت في الندوة الفكرية التي دعا اليها حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
06/01/2010
قلما لخصت لحظة عمراً بكامله كما لخصته اللحظة التي استشهد فيها الرئيس صدام حسين..وقلما فسّرت كلمات قليلة سيرة حياة طويلة، كما فسرتها آخر الكلمات التي قالها الرئيس الشهيد على منصة الاعدام...وقلما جسدت وقفة واحدة شمائل عدة، كما جسدتها وقفة ابي عدي الشجاعة التاريخية امام جلاديه....لقد انصفت تلك اللحظة، كما الكلمات، كما الوقفة، الرجل الكبير امام الجميع، لا سيّما امام من خاصمه لسنوات طويلة، ومن عاداه، ومن انزلق الى اتهامه بأقسى التهم.. إلا قلة قليلة لم تستطع ان تترفع عن احقاد متأصلة في اعماقها، وعن حزازات متجذرة في نفوسها، وارتباطات متينة باعداء العراق، فعزلت نفسها عن غالبية العراقيين اولاً، ثم عن احرار الامة وشرفاء العالم الذين أيّاً كان رأيهم في تجربة حكم الرئيس الراحل فقد انحنوا جميعاً امام رهبة الموت أولاً ثم امام بسالة القائد واستهزائه بجلاديه.لقد عززت تلك اللحظة الاليمة من صبيحة اول ايام عيد الاضحى المبارك، وآخر ايام العام 2006، مما يمكن ان نسميه 'ثقافة الانصاف' في العمل السياسي وفي التقييم التاريخي، وهي الثقافة التي تجتمع فيها الموضوعية والاخلاق معاً، فالموضوعية بما فيها من تجرد دعوة لنا ان ننظر الى الامور بعينين لا بعين واحدة، فتكون الرؤية شاملة واضحة ومنزهة، اما الاخلاق فدعوة لنا الى الترفع عن الصغائر، وتجاوز الرواسب والعصبيات المريضة.وثقافة الانصاف هي كذلك المدخل لثقافة المصالحة، كما هي الابنة الشرعية لثقافة المراجــــعة، والطــــريق لتعمـــيق ثقــــافــة الوحدة، التي بدورها درع المقاومة وثقافتها، واطار المشاركة وحصنها. فالطريق اليوم لتحرير كل ارض محتلة، ولتوحيد كل الطاقات المهدورة، واستنهاض كل القدرات المعطلة انما يمر عبر ميمات اربع، رفعناها في صنعاء ـ اليمن بعد اسابيع على احتلال العراق 2003، وهي مقاومة، مراجعة، مصالحة، مشاركة....ثقافة الانصاف تجعلنا نتذكر ان العام 2006 هو العام نفسه الذي بدأ بحصار وعدوان على غزة، واستمر بمنتصفه بعدوان تموز- آب على لبنان، لينتهي باغتيال الرئيس الشهيد، مما يؤكد على طبيعة الاستهداف المعادي الذي لا يميز بين بلد وبلد، بين مقاومة ومقاومة، مما يجعلنا جميعا نرفع شعار 'مقاومة واحدة لامة واحدة'.فثقافة الانصاف تقتضي الاعتزاز برجل اتهموه بالهرب من بلاده في صفقة دولية فاذا به يظهر مقاوماً في كل بغداد وكل العراق، واتهموه بالسفر عبر طائرة روسية من مطار بغداد فإذ بزيارته الاخيرة للمطار كانت ليشارك بنفسه مع ابناء العراق البواسل والمتطوعين العرب المجاهدين في معركة شهيرة اوقعت خسائر كبرى بقوات الاحتلال، بل رجل اتهموه يوم اسره بأنه كان منكسراً محبطاً منهاراً، فاذ به ينبري مساء اليوم ذاته في وجه من زاره في زنزانته من رجال الاحتلال بغرض التشفي والشماتة موجهاً لهم كلمات تؤكد انه الحر بينهم وهم الاسرى، وان زنزانته الضيقة هي اوسع بكثير من فضاء المنطقة الخضراء التي بها يحتمون...وثقافة الانصاف تقتضي الاقرار ان حزب البعث الذي ارتبط به صدام حسين فتى، وناضل في صفوفه شاباً، وحكم بأسمه رجلاً، ليس حزباً عابراً في حياة العراق حتى يمكن استئصاله من خلال حرب عالمية شنت على البلد العظيم، وليس حزباً طارئاً على نسيج العراق حتى يمكن اجتثاثه بقانون صادر عن سلطة احتلال، وليس تجمعاً لمنتفعين او انتهازيين حتى يمكن الغاؤه بمجرد ابعاده عن الحكم، بل ان هذا الحزب بات جزءاً من حقيقة العراق ورمزاً لوحدته وعروبته وكرامته ترتعد فرائص المحتل وادواته أمام مناضليه الاشاوس، وتهتز سطوة الاحتلال امام وقفة قادته في المحاكم، وصمودهم في بوادي العراق ووديانه ودساكره، فلا الاغتيال اسكتهم، ولا الاعتقال اضعف من عزيمتهم، ولا الملاحقات والمطاردات والتشرد والمنافي أوهنت من ارادتهم، وغيرت من وجهة مقاومتهم..وفي هذا الاطار لا بد من توجيه التحية لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي يقودها امين عام حزب البعث المجاهد عزت ابراهيم الدوري على قرارها بتحريم قتل العراقيين او قتالهم سواء كانوا في الشرطة او الجيش او المؤسسات الحكومية وتركيز المقاومة ضد المحتل الامريكي فقط، وهو القرار يعبر عن ادراك سليم لاهمية تفويت الفرصة امام الراغبين في اثارة الفتن بين العراقيين من جهة كما هو مؤشر واضح الى ان الذي يقف وراء المجازر في العراق هو المحتل الامريكي وعملاؤه، والموساد الصهيوني وشبكاته، وذلك بهدف الانتقام من الشعب العراقي الذي افشل بمقاومته الباسلة، العسكرية والسياسية والشعبية، مخطط الهيمنة الاستعماري الصهيوني على العراق وعلى المنطقة.وثقافة الانصاف تقتضي الاقرار بالفارق الكبير على كل صعيد بين احوال عــــراق ما بـــعد الاحـــتلال، وعـــراق ما قبــــل الاحتلال، وان ما ارتكبه الاحتلال واعــــوانه في كل مجــــال مــن فظائع وجرائم وافساد وتدمير يبقى اضعاف اضعاف ما كانوا ينسبونه هم، أي اعداء العراق، الى حال العراق قبل الاحتلال، وهـــو فارق بدأ يحـــس به الغالبــية الساحقة من ابناء العراق الذي تقاطرت منهم اعداد ضخمة الى ضريح الرئيس الشهيد في العوجة في ذكرى استشهاده الثالثة، وهي اعداد تمثل العراق بكل مكوناته، ويكفي ان نذكر كيف صدر قبل اشهر مرسوم حكومي يمنع زيارة طلاب المدارس الى الضريح...ان ثلث العراقيين اليوم فقراء، كما تقول دراسة نشرتها بالامس جامعة بابل، وان نصف ابنائه عاطلون عن العمل، وان هناك مليون ارملة وخمسة ملايين يتيم، بالاضافة طبعاً الى اكثر من مليون ونصف مليون شهيد، واربعة ملايين عراقي مهجر داخل بلده او خارجه، وهي جردة حساب كافية لكي ننصف العراق ما قبل الاحتلال، حيث لم يكن هناك فيه أميّة بعد حملات مكافحتها، وحيث كان فيه واحد من افضل انظمة الرعاية الصحية في العالم، وحيث كانت ثروة علمية ضخمة ما زال اعداء العراق حتى الساعة يحاولون النيل منها، وحيث كانت مشاريع صناعية وزراعية يمتلئ بها العراق، وحيث كانت جامعات ومعاهد ومراكز ابحاث وجيش من أكفأ العلماء وقد اغتيل منهم الكثير، وحيث كان هناك امن واستقرار ووحدة وكرامة ودور للعراق بين ابناء امته والعالم، فاين عراق ما بعد الاحتلال من كل هذا.وثقافة الانصاف ايضا هي الضمانة لنا بوجه اسلوب 'الشيطنة' (Demonization) التي يسخر لها اعداؤنا وسائل ضخمة وامكانيات كبيرة لكي 'يشيطنوا' صورة أي رجل او حزب او دولة يتصدى لمخططاتهم ومطامعهم والكثيرون ممن وقعوا بالامس اسرى هذا الاسلوب ضد الرئيس صدام او جاروه، اصبحوا اليوم هدفاً لاسلوب الشيطنة نفسه، فالمقاوم يصبح ارهابياً، والمدافع عن حقوقه متطرفاً، والمتمسك بالمبادئ عميلاً لهذا النظام او ذاك، حتى اذا فشلت 'الشيطنة' باسقاط من يريدون اسقاطه كان الحصار وكانت الحرب، وكان الاغتيال...وثقافة الانصاف تقتضي منا الاقرار بان اول المعارك التي شهدها العالم مع نهايات القرن الماضي وبدايات هذا القرن ضد ما يسمى النظام العالمي الجديد، انما كانت المعارك التي خاضها العراق بقيادة حزب البعث، ودفع اثماناً باهظة بسببها وصلت الى حد احتلاله وتدمير مقومات دولته ومجتمعه.لقد كشفت تلك المعارك التي خاضها العراقيون وما زالوا منذ عام 1991 حقيقة ذاك النظام الذي اعلن جورج بوش الاب ولادته من قلب مخاض الالام العراقية عام 1991، كما اعلنته كذلك كونداليسا رايس في صيف 2006 يوم تحدثت عن ولادة نظام شرق اوسطي جديد من آلام المخاض اللبناني، فالحروب والحصارات على العراق اظهرت ازدواجية المعايير لدى نظام دولي يشن حرباً على بلد مؤسس في الامم المتحدة بزعم وجود سلاح دمار شامل فيما يحمي هذا النظام ترسانة كاملة من هذا السلاح لدى الكيان الصهيوني، اظهرت تهافت نظام دولي يعلن ان رسالته هي نشر الديمقراطية وحقوق الانسان فاذ هي تعبر عن نفسها في مجازر الفلوجة والنجف والموصل والبصرة وكل انحاء العراق كما في 'جامعات' ابو غريب وبوكا للتعذيب وفي انظمة المحاصصة الطائفية والمذهبية التي هي نسف لجوهر الديمقراطية..وثقافة الانصاف تقتضي منا الاقرار ايضاً بان الكثير من الرموز والقوى والهيئات العربية والاسلامية والعالمية التي ناصرت العراق ضد الحصار والعدوان والاحتلال فتعرضت بسبب ذلك لكل محاولات التشويه، ولكل انواع الاتهام، هي اليوم، كما دائماً، تقف على رأس المدافعين عن حق المقاومة في فلسطين ولبنان وافغانستان وصولاً الى العراق في تأكيد لوحدة المقاومة التي هي البعد الحقيقي لوحدة الامة. وما حكاية جورج غالاواي الذي يقود اليوم قوافل شريان الحياة الى غزة، كما قاد بالامس قافلة مريم الى بغداد، الا الدليل الاسطع على ان الموقف السليم وحدة لا تتجزأ، وان لا ازدواجية معايير في الموقف من المقاومة، وان كل الاتهامات والشتائم وحملات التشهير والارهاب الاعلامي والنفسي لن تثني مناضلاً عن السير في طريق اختاره...ايها الاخوات والاخوة...في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس صدام حسين يمكننا ان نقول ان دائرة انصافه ورفاقه وتجربته تتسع يوماً بعد يوم، فانصاف المحبين المتحمسين له والمدافعين عنه هو دعوة لهم كي يراجعوا التجربة بما لها وعليها، بهدف تحصينها وتعميقها وتنقيتها مما علق بها من شوائب، اما إنصاف من كان مختلفاً مع الرجل او معترضاً على حكمه او حتى متحاملاً على تجربته فهي دعوة له لأن يمتلك الجرأة لاعادة النظر بموقفه السابق، وان يكون اكثر توازناً في النظر الى السلبيات والايجابيات، بل ان يكون اكثر تحرراً من الحساسيات والعصبيات والرواسب القديمة...في ذكرى استشهادك نقول لك، نم قرير العين يا ابا عدي فشعبك في العراق يهزم المشروع الامريكي، كما وعدته ووعدك يوماً، وشعبك في فلسطين يصمد في وجه الحصار والعدوان وفياً لذكراك كما صمد وبقي وفيا لنضاله، وشعبك في لبنان يقاوم وينتصر مدركاً ان المؤامرة لتمزيقه قد حاولت ان تستمد لها من عراق ما بعد الاحتلال مدداً ووقوداً..وأن من اغتالك بالطريقة التي اغتالك بها انما كان يحاول ايضاً اغتيال المقاومة ولبنان معاً.في ذكرى استشهادك نقول لك، ان المشروع الطائفي والمذهبي في العراق الى اندحار بإذن الله، وان المشروع الفدرالي قد سقط بوعي العراقيين ووحدتهم، وان العراق العربي المستقل الموحد المتحرر الديمقراطي عائد بأقوى مما كان بإذن الله.. وان الله على كل شيء قدير...
رئيس الملتقى العربي الدولي لحق العودة كلمة ألقيت في الندوة الفكرية التي دعا اليها حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
نقلا عن القدس العربي

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن