من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

مفارقات زمن الثورة / المشهد الاول: نداء الى قائد الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار

مفارقات زمن الثورة

المشهد الاول :نداء الى قائد الجيوش التونسية
الجنرال رشيد عمار
الهادي حامد/تونس

خلال فعاليات الثورة في تونس نزل الجيش الى جميع جيهات البلاد ورابط امام مؤسسات الدولة السيادية والحساسة، فظهر موقفين ازاءه من القوى الشعبية : موقف مرتاب ويخشى ان يكون نزوله ضمن مخطط لبن علي لاجهاض الثورة والقضاء عليها وانه في مطلق الاحوال ذراع من اذرعته، وموقف يقوده او يحكمه احساس بانه جهة محايدة ويمكن ان تكون مع الشعب وثورته. وقد غلب الموقف الثاني اذ اظهر الاعلام مشاعر الودّ بين الجيش والمواطنين ونقلت قصص عن تدخله ضد قوات الامن الداخلي لحماية المتظاهرين وكان واضحا انه ملتزم بمبدأ الدفاع عن الشعب من اي اعتداء خارجي والدفاع عن النظام الجمهوري وليس من مهامه تصويب بنادقه الى الجمهور تحت اي ظرف. وبقطع النظر عما راج لاحقا من دور لقائد جيش البر وقائد الجيوش التونسية حاليا الجنرال رشيد عمار في تسريع فرار بن علي او في تنفيذ مخطط اجنبي للاستيلاء المهذب ومن خلف ستار عن السلطة المتداعية ، وسواءا كانت بعض الفرضيات بريئة ونزيهة وعادلة او متهافتة وظالمة ، فان شعب تونس في اغلبه يحمل عاطفة خاصة تجاه جيشه الوطني واحترام لقياداته ، فهو الجهة الوحيدة ذات الطابع الامني التي لم  توغل في دماء شعب تونس ولم تشارك في اضطهاده وفي الاستبداد به بل كانت من ضمن القوى التي دفعت الثمن ولحقها الاجحاف ،والتحقيقات جارية للوقوف على حقيقة المؤامرة التي نفذها بن علي ضد نخبة من القيادات العسكرية التي ذهبت ضحية حادث جوي كارثي ترجح كل المواقف انه مدبر لتامين الطريق لخلود العائلة الحاكمة في السلطة الى أبد الآبدين. رغم كل ماقيل ومايمكن ان يقال عن جيشنا خلال الثورة او في المرحلة الحالية فانه اليوم حامي للنظام الجمهوري وللثورة في آن. من منظلق انه مؤتمن على الثورة وعلى قيمها واهدافها يمكنني ان اوجه لقيادته الملاحظات التالية :

لما اشتعلت "الثورة " في ليبيا لم يبق مواطن عربي الا ماندر خارج سياق دعمها والتبشير بها ، وكان واضحا للجميع ان زمن الثورة العربية حلّ فعلا وان الديكتاتوريات صارت الى زوال. ليس مايحدو الناس في عالمنا العربي هو الديمقراطية فحسب بل الوحدة ايضا واستقلال العراق وتحرير فلسطين اي تشكل نهضة عربية  شعبية وفعلية تؤالف بين جميع اهداف العرب الاساسية التي كدنا نعتبرها شكلا من اشكال الاحلام التي تدغدغ آمالنا في الحياة الكريمة ليس اكثر. بيد ان سير الاحداث كشف بشكل سريع ان الثورة في ليبيا حولها حلف الاطلسي والموساد الاسرائيلي والسي.اي.اي والاعلام الحربي العربي والديبلوماسية الخليجية الى حرب اهلية طاحنة لاتبقي ولا تذر !.الامر ليس ببساطة ان القذافي ديكتاتور او مجرم او جزار او متأله ، فالقذافي شماعة علقت عليها الاطماع الاجنبية وتصفية الحسابات والتنافس بين القوى الدولية للفوز بالثروة الليبية واهداف اخرى حيوية واستراتيجية تستحق منها البذل. ان اهداف عمل القوى الاجنبية على استدامة الحرب الاهلية في ليبيا والمشاركة فيها ورعايتها ديبلوماسيا واعلاميا هي : 1/ الثروة 2/ دولة يصنعها الغرب في ليبيا ويحقق من خلالها اختراقا عظيما جديدا للوطن العربي ولافريقيا ولمنطقة المتوسط 3/ عقود اعادة الاعمار وتنشيط مايسمى بالاستثمار في الحروب عبر مؤسسات اقتصادية وشركات امنية 4/ تقديم حجة على مشروعية التدخل الاجنبي العسكري في العالم الثاني في الوقت الذي يترنح فيه هذا الخيار في افغانستان والعراق، بمعنى تجديد مشروعية استراتيجيات الحلف الاطلسي في ادارة السياسة الدولية 5/ اكتساب موقع للتحكم في نسق واتجاه الثورة في تونس وفي مصر ومن ثمة فرض النموذج الغربي على خيارات الثورة العربية6/ احتواء الاسلام السياسي واستقطابه بحكم ان مايجري في ليبيا كما في سوريا يسمى ثورة اسلامية.
وقد لاحظنا في تونس تحركات ديبلوماسية وغير ديبلوماسية غامضة وغير مطمئنة لم يتبعها توضيح رسمي لامن قيادة الجيش ولا من الحكومة المؤقتة : زيارة الجنرال رشيد عمار الى قطر، فتح المطارات العسكرية التونسية امام الطيران القطري والاماراتي الذي ينقل مؤونة وعتادا حربيا يمرر الى عملاء الاطلسي في ليبيا عبر معبر ذهيبة ، حماية الجيش التونسي لعملاء الاطلسي في ذهيبة من الهجومات المضادة للجيش الليبي للاستعادة المعبر الى سلطة الدولة الليبية ، دخول الاعلام التونسي الى التراب الليبي عبر معبر ذهيبة لاجراء تقارير تخدم عملاء الاطلسي وتشارك في الضغط الاعلامي على النظام الليبي ، تدفق المؤن الى طرف من اطراف الحرب في ليبيا مما يهدد بحصول ازمة تموين في السوق التونسية بدأ مواطنونا يحسون بوطأتها، زيارة مصطفى عبد الجليل وقبله عبد الرحمن شلغم الى تونس وفتح مكتب تجاري تونسي في بن غازي ومايعنيه هذا من اعتراف بمشروعية الحرب على ليبيا و"بالثورة "على النظام الليبي بالطائرات المسيرة والقنابل الاستراتيجية، مشروعية محاولات الاسلام السياسي المتطرف للاستيلاء على السلطة في ليبيا وبدعم من اعدائه التقليديين !، مشاركة تونسية رمزية وسياسية في القتل المحموم الجاري في ليبيا وفي عدم اتخاذ مسافة متساوية من اطراف الصراع وفق العرف السياسي البورقيبي نفسه!.

وبناءا عليه ننبه قيادة جيشنا الى النقاط التالية:

*/لوكان مايحدث في ليبيا ثورة شعبية سلمية مستمرة في دفع الاثمان التي تتطلبها كل الثورات في التاريخ ومحافظة على استقلالية قواها وحراكها ومستحظرة للقيم الثورية لكان واجبا على جيشنا وشعبنا تاييدها وفق مدايات التأييد الممكنة. لكن مايحصل في ليبيا ليس هذا. مايحصل هو حرب اهلية وعدوان خارجي معا  يواجههما الشعب الليبي ببسالة وحكمة وصبر وألم. هذا الشعب الذي بفضله دخلت اجهزة التلفزة  والمذياع الى بيوتنا ولعب اطفالنا بدراجات اطفاله وعيلت عوائلنا من خيره لعقود طويلة كان فيها جنوب تونس يعتاش من فرص العمل المتوفرة لديه. فهل نجزيه بمجاملة طلبات الاطلسي والانصياع اليها ؟!!..السنا اصحاب ثورة..والثوار مستقلون ووطنيون ومنتمون الى حضارة والى تاريخ؟!..هل يأكل الثوار لحم الاموات ؟!!!

*/جيشنا الوطني مؤتمن على الثورة . هذا دور جديد حتمه وضع جديد ويحتاج الى سلوك جديد ايضا واسلوب جديد في التعاطي مع القضايا الاقليمية والدولية. كيف يمكنك ياقائد جيشنا التونسي ان تحمي ثورتنا لما تقفز الى جوارنا دولة جديدة مركبة من عملاء وهيئات واجهزة امنية تلصق في حيطان مساجدها صور برنارد ليفي وبايدن وساركوزي ،ولم لا شعار الصليب ؟!!..هل ستكون ثورتنا التونسية في أمان لما تدخل ليبيا في عملية سياسية ومجلس حكم وانتخابات تشرف عليها السفارات الغربية..كما حدث ويحدث في العراق منذ 2003 والى اليوم ؟!!..هل ستكون ثورتنا في امان لما تساق ليبيا الى التقسيم حتى بحكم الامر الواقع وعلى طريقة العراق والسودان ؟!!هل تضمن تجانس شعب تونس وعدم انشقاقه لما تتاسس دولة غربية في ليبيا مابعد القذافي ؟!!..هل يمكن عندها حماية البلد من الاخطار الامنية والمخابراتية والسياسية وووو...؟!!

*/ ثمة احتمال لابد من التحسب له والتصرف في ضوء امكانه. انه الاستمرار في الاحتراب الداخلي في ظل غياب القذافي لسنوات طويلة. فرنسا ستكون لها مليشياتها الخاصة ، ايطاليا ايضا ، بريطانيا واسبانيا وامريكا ، الموساد الاسرائيلي ستكون له حساباته وسياساته على الارض ، قطر والامارات كذلك ، الكويت نفسها ستغريها الساحة الليبية لتلعب كما الكبار.ربما تكون لتونس ولمصر ميليشياتها ايضا. يجب التحسب للبلنة ليبيا. هذا وارد جدا في ضوء شراء الذمم والتهييج على القتل. بامكان اي كان الآن ان يشتري له جماعة مسلحة تقاتل في ليبيا وتقتل الليبيين من اجل مصالحه ، شرط ان يكون له اعلام حربي وله تأثير في السياسة الدولية ومستعد للدفع . ماسيحصل بعد رحيل القذافي اذا حصل هو توريط مايسمى المجتمع الدولي قوى الصراع في ليبيا على الصراع من اجل احتكار السلطة. قد يكون الامر عاديا ونمطيا اذا كانت الساحة بعيدة عنا ، من وجهة نظر براقماتية الدولة. لكنه كارثي لان الساحة امتداد لساحتنا ولاننا نكاد نكون شعبا واحدا فعلا (بقطع النظر عن مفردات الخطاب القومي التي اتعمد تجنبها باعتباري اخاطب قيادة عسكرية وليس جهة سياسية).

*/ اذا كان الجيش التونسي يطبق سياسة الحكومة الانتقالية البورقيبية ازاء الحرب في ليبيا فعليه ان يقرأ حسابا لمخاطر صعود التطرف الاسلامي الى دفة الحكم في ليبيا وبشرعية الدعم العسكري الاطلسي. ماذا ستفعلون اذا صار تنظيم القاعدة ممثلا في مؤسسة الحكم في ليبيا ؟!! هل سيرضى بمؤسسة الحكم في ليبيا فقط ؟!!سيوجد له خلايا مدربة ومقاتلة ويشعلها ثورة اسلامية في تونس ايضا تعصف بالبلد وتخرجه من الجغرافيا والتاريخ معا!. نحن نتعايش مع الاسلاميين المعتدلين ومع ذلك نكتشف كل يوم انهم ليسوا كذلك. ليسوا معتدلين . لايقبلون الحوار ولا يستفيدون من حوار. لايراعون آراء اخرى ولا يتعايشون معها . العمالة للاجنبي لم تعد عندهم خطا احمرا . امريكا لم تعد عدوة والصهيونية يمكن ان ترسل لها رسائل طمأنة على عادة الليبيراليين الشواذ واليسار الفاسد والمتخلف . انهم يعتبرون انفسهم انبياء في مجتمع كافر! وبالفعل، على هذا الاساس يعتبرون الحرب في ليبيا مقدسة لان القذافي كافر ولا اهمية عندهم لمليون من حفظة القرآن الكريم في شعب صغير كشعب ليبيا !.

نصيحة الى قيادة جيشنا البطل :

ضرورة مراجعة ملف الحرب الاهلية في ليبيا على قاعدة المصلحة القومية ان شئتم او على قاعدة المصلحة الوطنية ان شئتم . لانقدم ليبيا قربانا للغرب على حساب حياة وامن شعبها ولا على حساب امن شعبنا ومستقبله. لسنا معنيون بهذه الحرب القذرة . هذه الحرب ليست حربنا طالما ان الانحياز الى شعب ليبيا وشرعية دولته غير ممكنة او محرجة من الناحية الدولية. ماكسب تونس من خروج معبر ذهيبة عن السيادة الليبية ؟؟..ماكسبها من القتل اليومي في ليبيا ؟؟ ماكسبها من حرب الاطلسي على ليبيا ؟؟ ولا نريد مكاسب على حساب الدماء والقيم..فلسنا متسولون ولا سماسرة حروب !

ان جيشنا الوطني مؤتمن على ثورة شعب تونس وعلى قيمها .وقيم الثورة لاتسمح لنا بان ندعم جهة الاطلسي في الحرب . فالثورة انتماء وذاكرة وتاريخ وليست مضاربات وسمسرة ومقايضات . وتعلم قيادة جيشنا ان الاجنبي لايصنع ثورة وانما يصنع خرابا وبؤر نزاع دائمة لانها سوق اقتصادي وسياسي بالنسبة له تفوق فيها مرابيحه كمّ خسائره او نفقاته. ويوم يميل الميزان يميل معه ويرمي ب"ثواره" كما ترمى فضلات المزابل. وانا على امل ان يصل النداء او ان تكون حقيقة موقف جيشنا على غير ما توقعناه وان حقائقه غائبة عنا. غير ان الحرية وحدها ، والثورة وحدها مامكننا من حق توجيهه. مضافا الى ذلك المعاني الوطنية التي يضمرها . لعل اهمها ان المثقف والجندي صارا في تونس الثورة في خندق واحد.
Whamed6@gmail.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن