من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

النخبة الحاكمة وفن البقاء/ المحامي سليمان الحكيم

النخبة الحاكمة وفن البقاء

كتابات - المحامي / سليمان الحكيم

لم أجد تعبيراً يلائم وصف الطبقة الحاكمة في العراق سوى كلمة " النخبة " برغم أن هذه التسمية بمفهومها العلمي لا تنطبق عليها , فهي مجموعات بلا جذور وطنية أو شعبية وقد جاءت الى العراق من خلف الحدود بعد غيبة طويلة عنه لأسباب متعددة منها ما يتعلق بالأصول والولاء الفارسيين , ومنها ما يرتبط بجرائم تجسس أو اختلاس , ومنها يرجع إلى معارضة نظام حزب البعث و الرئيس صدام حسين , ولكن هذه المجموعات كلها ارتضت الهرولة خلف الدبابات الأميركية التي قادتها في نهاية المطاف إلى سدة الحكم . ولقد تكيفت تلك النخبة بسرعة مع البيئة الجديدة للعراق المحتل وذلك على عكس معظم العراقيين الذين يعانون منذ سبع سنوات غربة مؤلمة في بلدهم بسبب انقلاب الأحوال في سائر مجالات الحياة؛ فتلك النخبة تجاوزت مشكلة عزلتها الشعبية بعد أن خلقت لمعيشتها جزراً حصينة حفظتها من سطوة العراقيين وغضبهم وأوجدت فيها أنماط حياة مزدهرة بالأموال المنهوبة من ثروة البلد ومحمية بالقوة المسلحة للدولة التي تحوّل رجالها المدنيين والعسكريين إلى خدم وحرس لأفراد تلك النخبة وذلك مقابل رواتب مرتفعة نسبياً والأهم من ذلك مقابل إطلاق يدهم في ابتزاز المواطنين بالرشوة والخاوة والأتاوة .


ولقد تفننت تلك النخبة في ابتداع وسائل بقائها ومع ذلك فقد بقيت جذورها رخوة مما يجعل مسألة اقتلاعها عملية سهلة وغير مكلفة ولا تتطلب سوى تغير في المناخ الدولي والاقليمي , ويمكن للمطلع على بعض ما يجري في العراق أن يرصد عدة وجوه لفن النخبة من أجل البقاء :


1- التوسع في كسب الأعضاء بشتى الطرق كالتعيين في دوائر الدولة ونثر الهبات المالية وتوزيع قطع أراض و منح العقود والمقاولات وسواها من المغريات , فحزب الدعوة على سبيل المثال لم يكن يضم عشية الإحتلال الأميركي أكثر من سبعمائة عضو في حين أنه وزع على مدى الأعوام الثلاثة الماضية حوالي مئة وخمسين ألف استمارة طلب عضوية ؛ والأمر ذاته ينطبق على حركة الإخوان المسلمين التي اتخذت اسم التوافق و التي لم يكن لها وجود يُذكر في العراق عام 2003 وإذا بها اليوم تضم بين صفوفها بحسب تقديرات العارفين حوالي خمسين ألف عضو.


2- الاستناد إلى قوة خارجية , وهو أمر لم يعد محل جدل بعد أن تكشفت الوقائع على الأرض وتأكدت المعلومات بهذا الصدد , فالقائمة العراقية على سبيل المثال تلقت دعماً سياسياً ومالياً من النظام السعودي مكّنها ليس فقط من استعادة مكانتها المفقودة في انتخابات عام 2005 بل وأن تتصدر القوائم الفائزة وكادت تصل إلى الحكم لولا الدهاء الفارسي المشهود له تاريخياً والذي سحب البساط من تحتها , وكذلك التيار الصدري الذي وصل إلى مجلس النواب السابق بعشرة نواب ولكنه زادهم إلى أربعين نائباً في الانتخابات الأخيرة وذلك بفضل الدعم المالي والأمني والسياسي الذي تلقاه من الأجهزة الإيرانية , والأمر ذاته ينطبق على كل منظمات وأحزاب النخبة الحاكمة .


3- التواطؤ بالصمت وغض البصر عن عمليات الفساد غير المسبوقة عالمياً والتي تسود كل مرفق ودائرة في الدولة , فكل فصيل من النخبة الحاكمة يمتلك مستندات تدين الفصائل الأخرى بالسرقة والرشى وتقاضي العمولات , وقد اختص كل فصيل منهم بإحدى مؤسسات الدولة في تقاسم مسكوت عنه للغنائم , وفي حال قيام موظف أو صحفي بخرق ذلك المسكوت عنه فإنه يجازف بحياته والأمثلة على ذلك لا تحصى ولعل أكثرها شهرة ما جرى لوكيل وزارة الصحة عمار الصفار الذي قتله حاكم الزاملي القيادي في التيار الصدري عندما كانت الوزارة من حصة الصدريين في حكومة ابراهيم الجعفري المشؤومة , وما تعرّض له مئات الصحفيين الأحرار من قتل ومحاولات اغتيال وكان آخرهم الأستاذ عماد العبادي .


4- توافقت النخبة الحاكمة على تقسيم مدن العراق وقصباته كمناطق نفوذ لها مما أدى إلى عمليات تطهير طائفي لم يسبق لها مثيل إلا في البوسنة و فلسطين , ففي مجازر تماثل سابقتها في دير ياسين قام عدنان الدليمي وأبناؤه وأنسباؤه بإبادة وتهجير كل المسلمين الشيعة القاطنين في حي العدل , و قام مقتدى الصدر بقتل السيد عبد المجيد الخوئي صبراً لتخلو له مدينة النجف الأشرف وكذلك أهدى التيار الصدري الوحدة الوطنية العراقية الرفيق أبا درع الذي طاح بآلاف من العراقيين المسلمين السنّة والمسيحيين ذبحاً وتهجيراً من أحيائهم التي ولدوا ونشأوا فيها , وهيمن المجلس الأعلى على جزء من حيّ الجادرية حيث لا يسمح ببيع وشراء عقار هناك إلا بإشرافه , واختصت حركة التوافق بحيّ العامرية , ورفع حزب الفضيلة لافتته على بعض أحياء البصرة , أما مدينة الحرية فقد اقتسمها النفوذ الطائفي على مستوى أزقتها وحاراتها الضيقة !


5- أطلقت أحزاب النخبة الحاكمة لبعضها بعضاً حرية الاستقطاب الطائفي فأقرّت بمسؤولية كل حزب عن الطائفة التي يدعي تمثيلها , وكذلك راح كل فصيل منها يحمي المنتمين إليه طائفياً حتى لو كانوا مجرمين , فعلى سبيل المثال ثبت بالدليل القاطع أن النائب السابق محمد الدايني متورط بجرائم تطهير طائفي في محافظة ديالى ولكنه وجد من قيادات حركة التوافق من يحميه ويهربه إلى خارج العراق لمجرد انتمائه الطائفي ؛ ومن المعروف كذلك أن السيد سلمان صدّام البهادلي وكيل وزارة النقل الحالي كان عضو فرقة في حزب البعث واشتهر بإخلاصه لثورة تموز وحزبها وقائدها, ولكن السيد مقتدى الصدر بعث برجل الظل القوي في تياره شبل الزيدي إلى بيروت للطلب من أحمد الجلبي وعلي اللامي صاحبيّ دكان اجتثاث البعث لاستثنائه من عملية الاجتثاث بحصانة انتمائه الطائفي أيضا , ذلك برغم الأدبيات المقتدائية التي تطنطن بما تزعمه عن جرائم البعثيين بحق تيارهم ومؤسسه رحمه الله .


6- وأخيراً اكتشفت النخبة الحاكمة في المصاهرة طريقاً لتعزيز روابطها وضمان بقائها وتبادل المصالح بينها وبين الطبقة الرأسمالية الطفيلية التي ظهرت سواء في سنوات الحصار الأميركي على العراق أو عقب الإحتلال , فقد حملت الأخبار والمواقع الالكترونية صور زواج عبد الرحمن حاتم سليمان – شقيق أمير الأنبار – من السيدة سارة شقيقة صفية السهيل , ومصدر الغرابة في هذا الزواج هو التنافر المطلق بين بيئتي كل من العروسين وغياب أي قاسم مشترك بينهما اللهم سوى الإرث البريطاني للآباء , ولكنه زواج الثروة الطارئة بالنفوذ السياسي المستجد ؛ بيد أن الزيجة الأطرف في أجواء النخبة الحاكمة هي تلك التي تمت بين الشقيقة الثانية للسيدة صفية السهيل والسيد سعد الجنابي زعيم الحزب الجمهوري , فالعريس سبق له أن جاهد في زمن حكم البعث وتوسل الأسباب حتى تزوج بسيدة من أهل تكريت , ثم تورط في مهزلة حسين كامل فهرب إلى الولايات المتحدة حاملا جزءاً من المال الذي سرقه هذا الأخير , وبعد الغزو الأميركي رجع إلى العراق متأبطاً ذراع سيدة أميركية زعم أنها جعلت منه عديلا للجنرال جاي غارنر أول حاكم مدني أميركي للعراق , ويبدو أن السيد الجنابي يريد بهذه الزيجة الثالثة ركوب موجة صعود الطائفية الشيعية عسى أن يناله من الحبّ جانب , ووجه الطرافة في هذه الحكاية هو رجل استخدم بعبقرية موطن العفة لديه من أجل تنمية مصالحه المالية !............................................................
يقول التعريف الأكاديمي لمفهوم النخبة أنها مجموعة من الأفراد الذين يقودون المجتمع ويمتازون بمستوى أعلى في العلم والمعرفة والخبرة العملية عن غالبية العامة , ولديهم قدرة تنظيمية عالية باعتبارهم الجماعة الأكثر تنظيماً في المجتمع . ولست أعرف عما إذا كان هذا المفهوم ينطبق على " نخبة " السلطة في العراق ولكني أعرف – كشأن معظم العراقيين – أن هذه النخبة ليست سوى عصابات رفعت البرقع والغطاء فلم يبق في وجهها موضع للصدق ولا للحياء

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن