من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

في زمن الانحدار نحو التطبيع / د.سالم لبيض


فى زمن الانحدار نحو التطبيع
بقلم الدكتور سالم الابيض
وحدها الثنائية التي تبدو متناغمة العلم والجوسسة يمكن أن تفسّر لنا هذه الموجة العاتية التي تهبّ على تونس بلد القضية الفلسطينية المميّز. هذا الانحدار والارتكاس التاريخي الذي ينسف أجمل ما في التاريخ الوطني المعاصر، هذا الانشقاق عن الإجماع الوطني الذي لم يعرف له مثيل في تونس المعاصرة. لم يتوحد التونسيون يوما كما اتحدوا حول القضية الفلسطينية. حتى لمّا كانوا في أوج الدفاع عن القضية الوطنية ومقاومة الاستعمار الفرنسي اختلفوا حولها وتفرقوا بين متمسك بالكفاح المسلح والاستقلال التام، ومدافع عن الاستقلال والسيادة المنقوصة وسياسة الخطوة خطوة. لا احد يمكنه أن يعلّم التونسيين ما هي فلسطين ومن هم الفلسطينيون وماذا تعني لهم القضية الفلسطينية فقد تناقلوا تلك الحكاية أبا عن جد منذ مشاركة الثعالبي الزعيم الوطني التاريخي في مؤتمر القدس في ثلاثينيات القرن الماضي والى حين استجلاب رفات المناضل القومي العربي التونسي ميلود ناجح نومة في الزمن الحاضر. تعلّموها وهم يقاتلون جيلا بعد جيل في كل معارك الفلسطينيين وفي كافة الجبهات العسكرية والحروب السرية التي فُتحت في فلسطين ومن اجلها وفي مصر والأردن ولبنان وسورية والجزائر واليمن وليبيا وفي تونس، نعم في تونس، كانت هناك جبهة قتال مفتوحة ولم تكن مجرد معارك مخابراتية بين منظمة التحرير وجهاز الموساد الصهيوني. وسالت دماء مشتركة تونسية-فلسطينية في حمام الشط وفي الضاحية الشمالية مع اغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد وقاد تونسيون عمليات كمندس شهيرة مثل عملية قبية التي كانت سببا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987 وتزوجت تونسيات بمقاتلين فلسطينيين أقاموا بمدينة وادي الزرقة بعد أن استقبلوا في بنزرت استقبال الأبطال..الخ.
القضية الفلسطينية كما يتمثّلها الضمير الجمعي في تونس لم تكن قضية قومية عربية فحسب وإنما باتت قضية وطنية بامتياز أو هو التماهي التام والانصهار بين الوطني التونسي والفلسطيني مع العربي القومي في حكمته التاريخية والأخلاقية. لم يعش التونسيون معارك القضية الفلسطينية سنة 1967 أو في حرب 1973 أو في بيروت 1982 أو في تحرير جنوب لبنان أو غزة كمجرد أحداث تنقلها وسائل الإعلام ببرودة تحدث في أي مكان في الكون وإنما كانت تونس بأكملها تتقمصها بكافة جوارح وأحاسيس أبنائها الذي يتبرعون بالدم والمال وبالنفس ففلسطين ليست مجرد قضية احتلال أرض، فلسطين هي بالإضافة إلى ذلك قضية تشريد شعب هويته عربية وديانته الإسلام والمسيحية، وقتله أو تهجيره وتوطين آخر هجين ولقيط محلّه جيء به من مختلف أصقاع الدنيا، وفلسطين فوق كل ذلك أرض مقدّسة ذُكرت في القرآن الكريم وهي مسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والدفاع عن فلسطين هو واجب ديني ووطني وقومي وإنساني، فمن هذا العبقري الذي يملك حق التنازل عن فلسطين أو خيانتها والتطبيع مع أعدائها ومحتلّيها؟
في تونس القضية الفلسطينية باتت تمثل كتابا مفتوحا لا تطوى صفحاته أبدا جيل يفتحه لقراءة بطولات الأجداد وآخر يخطّ عليه ويحبّر آيات نضاله المستمر. أو هكذا هي ارتسمت القضية الأم في المعيش اليومي للتونسيين وفي مخيالهم الأبدي الذي لا يعرف فلسطين إلا مقدسا يقاوم الدنس الذي نبت من صلبه هذه المرّة من يجهل التاريخ الوطني ولا يقيم معنى للفكرة الوطنية التي كانت ولا تزال تشكل محركا للتاريخ المعاصر وتعطي لحياة الشعوب معنى ودلالة ورمزية وانتصارات يتباهى بها الأفراد أو هزائم يتباكون ويحزنون لأجلها. ومن صلب الوطنية التي أقامت المدارس والمعاهد والجامعات للأفراد لكي يتعلموا ولكي ينشؤوا على القيم والمبادئ ويقدّسوا تلك الوطنية بعظمتها المنحوتة في وعي الأفراد ولاوعيهم، جاءت الاختراقات لتصطفي متعلمين وكوادر و”تكنوقراط” وجامعيين وسياسيين وفنّانين وإعلاميين وبدا الانحدار نحو التطبيع والصهينة حثيثا.
انحدار كشفته صحف صهيونية بنشر أسماء لشخصيات سياسية تونسية شهيرة وأخرى أكاديمية وتكنوقراطية زارت الدولة العبرية في أكثر من مناسبة وشاركت في المؤتمرات وحضرت الاحتفالات بعد أن اعتقدت أنها محفوظة السرّ وتباهت بذلك في منتدياتها الخاصة أين باحت بأسرارها وخفاياها وتفاخرت بربط مصيرها بالكيان الغاصب.لكن الأمر هذه المرة خرج عن دائرة المناجاة وطفا فوق السطح و تحول السرّ إلى جهر فقد بلغت الصهينة والتطبيع الرأس وإلا ما معنى هذا التنصل والنكران لدماء الشهداء في حمام الشط وفي مختلف الجبهات القتالية التي سالت فيها دماء التونسيين من أجل فلسطين؟
لم يكن أحد يتوقع أو حتى يحلم في منامه بأن حكومة ستتشكل في تونس بعد سقوط نظام بن علي الموصوف بالأكثر فسادا ينتمي إليها من يتباهى في سيرته الذاتية بأنه عمل يوما في “إسرائيل”. لقد خلنا أن الأمر مجرد نزوة عابرة اقتضاها المرور عبر مطار مدينة تل الربيع أو هكذا تم تبرير الموقف أمام نواب الشعب في نسخته التأسيسية الذين قبلوا على مضض ذلك التبرير الهش المبطّن بالسفاهة بغاية تأمين تشكيل الحكومة.ولم يمض وقت طويل حتى بدا الأمر موقفا مدروسا من قبل حكومة لا ترى في التطبيع مع دولة الكيان الغاصب قضيتها الرئيسية وإنما هي مسألة ثانوية لا تعنيها ولذلك لم تر مانعا في دخول سياح من دولة”إسرائيل” المعادية حاملين لجوازات سفر تلك الدولة إلى تونس. ولقد استنجد الجماعة هذه المرة بكافة الشواهد التاريخية التي لم يكونوا يعيرونها أي اهتمام في الماضي لتبرير فعلتهم وإقناع الناس بالجدوى الاقتصادية والمنافع الكبرى التي ستحوّل تونس من دولة الفقر إلى دولة الرخاء السياحي وهو ذات الوهم الذي روجّه يوما الرئيس المصري أنور السادات يوم أن وقّع اتفاقية كامب دافيد المشؤومة وصاحبها إنشاء المنتجعات والمستعمرات السياحية “للإسرائيليين” في شرم الشيخ، واستمروا في ترويج الأوهام المشابهة بأن ذلك كان يحدث في كل الأزمنة بما في ذلك زمن الترويكا بدل من فتح هذا الملف الخطير وإحالته إلى الدوائر القضائية ومصارحة الناس وتحميل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية لمن كان سببا في ذلك الاختراق الخطير في أي من العهود السابقة زمن الغنوشي أو السبسي أو الترويكا أو في أيام بن علي وسلفه بورقيبة بما في ذلك من مهد الطريق أمام جهاز الموساد لاغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد على مرمى حجر من قصر قرطاج في زمن الحكم الأمني لتونس. لكن بدلا من هذا الاتجاه الوطني المنسجم مع الطبيعة التحررية للحراك الشعبي الذي شهدته تونس منذ 17 ديسمبر2010 برمزيته الثورية، تهافتت وسائل إعلامية كثيرة ونخب فكرية وسياسية تقليدية اعتادت التطبيع السري لتدافع عمّن زار “إسرائيل” وعمّن سمح لرعاياها بأن يطؤوا أرض تونس الطاهرة وتغيرت وجهة الاتهام لتطال من طالب من التأسيسيين بمساءلة أو سحب الثقة من الوزراء المعنيين ويبدو أن موسم الانحدار نحو التطبيع والصهينة قد انطلق ولكنه جاء متأخرا فاقدا للمعنى فبروفا التطبيع قد فشلت في بلدان التخوم مع الدولة العبرية، وسيبقى التطبيع في تونس مهانة تلاحق صاحبها لا تمحي أبدا مهما تطهّر منها واغتسل، وجريمة ستطالها عدالة التاريخ إذا تخلى القضاء التونسي عن واجبه في متابعة مرتكبيها وإنصاف فلسطين وشعبها وأوفياها الصدوقين أو هي عدالة الشعب وروحه الوطنية التي ستمارس قصاصها تجاه كل مطبّع أثيم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق




الارشيف

المتواجدون الآن