من أنا
- ابو وائل
- " إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
للاتصال بالمحرر:
whamed6@gmail.com
هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟
اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.
فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها
فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها
نصيحة
لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان
ملاحظة
لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
لفت نظر
المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة
سجل الزوار
التجسس الاسرائيلي عبر الجوال/القادسيتين
23:37 | مرسلة بواسطة
ابو وائل |
تعديل الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
التجسس الاسرائيلي عبر الجوال
امكنية الاستفادة من الهواتف الجوالة في الرصد والتجسس التي تستخدمها اجهزة الاستخبارات للوصول الى رجال المقاومة والاجهزة الحزبية
مركز القادسيتيين للدراسات والبحوث القومية
مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية
أثارت النجاحات الإسرائيلية في قضية الاغتيالات إرباكاً متناميا في صفوف قوى المقاومة وصلت إلى حد اختفاء العديد من قادة ونشيطي مختلف قوى المقاومة عن الشارع وتبديل أرقام هواتفهم الخلوية بل وعدم الرد عليها بعد أن تبين خلال التحقيق الداخلي الذي أجرته حركة المقاومة الإسلامية حماس في محاولة اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أن رصد الدكتور تم بواسطة هاتفه الخلوي .
وعلى الرغم من جملة الاحتياطات الأمنية التي دأبت قوى المقاومة على اتباعها لحماية كوادرها من حملة الاغتيالات التي أعلنت الحكومة الإسرائيلية تكثيفها وبضوء أخضر أمريكي إلا أن تلك الاحتياطات والإجراءات لن تحظى على ما يبدو بالنجاح المطلوب في ظل جهل كوادر ونشيطي المقاومة ماهية الإمكانات التكنولوجية الهائلة التي تمتلكها الترسانة العسكرية و الأمنية الإسرائيلية والتى تتيح لضباط الشاباك مراقبة ورصد الهدف المطلوب داخل مكاتبهم المكيفة حيث لم يحتاجوا في معظم عمليات الاغتيال إلا الى إجراء مكالمة بسيطة مع قائد الاباتشي أو اف 16 للضغط على زر إطلاق. . فمن الواضح لآي مراقب أن الثقافة الأمنية التي يتمتع بها كوادر ورجال المقاومة على اختلاف مستوياتهم تجاه الثورة التكنولوجية التي تعيشها أجهزة الأمن الإسرائيلية . هي قديمة وضحلة ولم تتعد عند معظمهم سور الجلسات الأمنية على أبراش سجن النقب و السجون المركزية وهي الجلسات التي أغفلت حقيقة إمكانية حدوث الاختراق الإسرائيلي للمناضل من جهة اتصالاته الهاتفية لصالح اختراقه من الدائرة الأسرية أو الضيقة أو تعرضه للمراقبة من قبل عميل في الحي الذي يقطن فيه أو علاقة عاطفية…ألخ. وأثبتت التحقيقات والدراسات الأمنية التي أجرتها الحياة الجديدة على عمليات الاغتيال الأخيرة والموثقة بملفات التحقيق مع المتورطين في عمليات الاغتيال أن الهاتف الخلوي بشكل خاص والاتصالات الهاتفية بشكل عام التي يستخدمها كوادر ورجال المقاومة كانت تخضع كلياً لتنصت المخابرات الإسرائيلية وهو الأمر الذي استطاعت من خلاله أجهزة الأمن الإسرائيلية إفشال العديد من عمليات المقاومة وتصفية أو اغتيال عناصرها قبل تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم كما ساعدت وبشكل جوهري في تحديد أماكن المقاومين وتصفيتهم رغم الاحتياطات الأمنية التي دأب المقاومين على اتباعها في تحركاتهم والتي استثنوا منها في كل الحالات الهاتف الخلوي لاعتقادهم أن استخدامهم أسماء حركية أو أرقام غير معروفة كافية لتجنب رصد محتمل للمكالمة من قبل المخابرات الإسرائيلية .
الإمكانات التي يوفرها الجوال للمخابرات الإسرائيلية
فعن طريق بصمة الصوت التي يسهل التقاطها من قبل المخابرات الإسرائيلية لأي إنسان تستطيع أجهزة الأمن الإسرائيلية رصد وتسجيل كافة المكالمات التي يجريها صاحب البصمة من أي هاتف على وجه الأرض حتى لو استخدم اسم أبو يوني بدلاً من أبو ثائر كما تستطيع بواسطة تكنولوجيا الاتصالات استخراج مكالمات سابقة لصاحب البصمة لفترة زمنية غير معروفة فضلاً عن قدرتها على استخدام جواله حتى في حال إغلاقه للتنصت على أحاديثه الشخصية التي يجريها بواسطة تحويل هاتفه الخلوي إلى أداة تنصت بواسطة تكنولوجيا معينة تستفيد من الكهرباء المخزنة في بطارية الجهاز والتي عادة ما تخصصها الشركات المصنعة لحفظ ذاكرة الجهاز.
التنصت على مكاتب الرئيس عرفات
وكان مكتب الرئيس عرفات قد انتبه منذ العام 1999لخطورة الهواتف النقالة وإمكاناتها الهائلة في التنصت على الأحاديث التي تدور في مكاتب الرئيس ياسر عرفات بعد أن وصل الأخير تقريراً سرياً من المخابرات المصرية يؤكد استراق الجانب الإسرائيلي بواسطتها السمع لمعظم الأحاديث الجانبية التي تدور في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي والاجتماعات الخاصة مع الوزراء والقادة بعد اختراع شركتي Sckwar&Rode) ) جهازا لصالح المخابرات الألمانية يمكن من خلاله التقاط جميع المحادثات الجارية في محيط أي جهاز نقال حتى ولو كان مغلقاً . حيث تتحول هذه الهواتف إلى أجهزة بث من خلال السيطرة على الكود المشفر لهذه الهواتف حتى في حال إغلاقها بيتحول الميكروفون الموجود في الهاتف النقال إلى جهاز يبث كل الأصوات التي يلتقطها في محيطه . وهو الأمر الذي دفع بالرئيس عرفات أنذاك إلى منع إدخال الهواتف النقالة إلى مكتبه، وأمر شركة الاتصالات الفلسطينية بالإسراع في إنجاز شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية "جوال" في محاولة للحد من خطر الهواتف الإسرائيلية إلا أن المخابرات الإسرائيلية سرعان ما استطاعت اختراقها هي الأخرى رغم اعتمادها على أحداث تقنية أمنية للاتصالات في العالم والمعرفة ب(جي اس ام ) ومن اللافت القول أن التقنيات الهائلة التي تم الإعلان عنها بل واستخدامها من قبل الشركات التجارية والتكنولوجية في إسرائيل ومختلف أرجاء أوروبا تعتبر تقنيات مستهلكة وقديمة قياساً بتلك التي تستخدمها أجهزة المخابرات العالمية التي تبذل كل ما تستطيع للحفاظ على سريتها منعاً لتجنب أضرارها بالحرب على من تسميهم المنظمات الإرهابية أو الدول المارقة أو حتى الدول الصديقة ولا يتم تداولها تجارياً إلا بعد استنفاذها واكتشاف طرق للنتصت اكثر حداثة ودقة . رئيس فريق التكنولوجيا في شركة " موبايل موميرس" كولن باتست قال في إحدى المجلات المتخصصة في بريطانيا أن كبريات شركات الهاتف النقال تقدم خدمة تجارية تمكن أي مواطن في أوروبا من معرفة مكان حامل أي هاتف نقال مقابل مبلغ مالي بحيث يستطيع الأباء أن يعرفوا مكان أولادهم والعكس كما يستطيع أصحاب المطاعم والفنادق توجيه أصحاب الهواتف النقالة الذين يقتربون من محلاتهم إلى مواقعهم بمجرد وصول حامل النقال إلى المجال الحيوي للفندق أو المطعم الذي يرغب في جلب زبون كما تمكن هذه الشركات صاحب الهاتف النقال من التعرف على أصدقاء له في المكان الذي يتواجد فيه عبر طلب هذه الخدمة من الشركة . بل وتمنح شركة Verilocation البريطانية زبائنها على شبكة الإنترنت خريطة تفصيلية لمكان تواجد حامل الهاتف النقال وذلك عبر نظام يسمى GPS والذي كان في السابق محصوراً في الاستخدامات الحربية و العسكرية .
يبقى السؤال الأهم كيف يمكن تجنب أضرار ذلك ؟؟
فالهاتف النقال بات يدخل في صميم الحياة اليومية لكل مواطن وبالتالي فإن الاستغناء عنه يشكل لفئات كبيرة من المجتمع ضرباً من المستحيل في ظل الحياة العصرية التي نعيش . إلا أن الحد من مخاطرها على مجتمعنا وخاصة حياة رجال المقاومة بات أمراً ملحاً في ظل اعتماد المخابرات الإسرائيلية على ما نسبته 90% من المعلومات والرصد على هذه الهواتف وبالتالي فإن الحد من الثرثرة وإفشاء الأسرار ورواية المشاكل الداخلية وأسرار الآخرين على الهواتف هي الطريقة الأقرب إلى الواقعية والتطبيق ناهيك على قيام رجال المقاومة باستبدال الهاتف والشريحة معاً من حين لآخر يخلق إرباكا للطرف المتنصت قد يصعب ملاحقته إلا أن الأفضل في ظل حقيقة اعتماد المخابرات الإسرائيلية على بصمة الصوت للهدف المنوي تصفيته هو عدم استخدام الهاتف إلا في الضرورة القصوى التي يستحيل إيجاد بديل عنها علماً بأن اكتفاء المستهدفين في فصائل المقاومة مؤخراً بتغيير شريحة الجوال من حين لآخر أو استخدام ما يسمى بالرقم الخاص لا يمنع مواصلة المخابرات الإسرائيلية التنصت على هواتفهم في ظل حقيقة أن الرقم المتسلل للجهاز المستخدم يسجل تلقائياً بعد استخدام الشريحة الأولى وبالتالي يمكن بواسطة هذا الرقم معرفة الرقم الجديد للشريحة . كما أن محاولة المستهدفين تغير أصواتهم قد يجدي نفعاً في حالة عدم تمكن المخابرات الإسرائيلية من تسجيل بصمة الصوت في مكالمات سابقة وهذا أمر نادر إلا أن الطريقة المثلى في ظل انعدام أية وسائل تكنولوجية متطورة لدى رجال المقاومة للتشويش وتضليل أجهزة التنصت هي الكف عن الثرثرة ورواية القصص والبطولات عن النفس وعن الغير حيث يعتبر من يقوم بذلك جاسوساً متطوعاً يؤدي خدمات جليلة للمخابرات الإسرائيلية دون أن يدري. الهدف في الحال.
واول ما يحرص جنود الاحتلال على الحصول عليه لدى اعتقالهم نشطاء المقاومة هو الهواتف المحمولة التي بحوزتهم، فيقومون باستخراج الشريحة من الهاتف وبعد ذلك يحددون المكالمات التي قام بها الشخص لمدة شهر ويحددون ارقام الهواتف التي اتصل بها من خلال الهاتف وكذلك الارقام التي اتصلت به، الى جانب التعرف على نص المكالمات كأدلة على الشخص المعتقل لدى التحقيق معه. وبالطبع عبر ذلك يتم التعرف على شركاء النشطاء في عمليات المقاومة وتحديدهم وضمهم الى قوائم المطلوبين الآخذة في الاتساع.
نشرات ارشادية
وعلى سبيل المثال أصدرت حركة حماس بيانا ونشرة إرشادية كاحتياطات لازمة، وأهمها إغلاق الهواتف الخلوية وعدم الحديث عبرها بمختلف أنواعها إلا للضرورة القصوى، وعدم المكوث في مكان التحدث فترة طويلة، وعدم التنقل إلا لحاجة ملحة ومن دون استخدام السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة، والتنقل سيراً على الأقدام وعبر شوارع ضيّقة لا يمكن مراقبتها من الجو. ويحظر وجود أكثر من مطلوب في مكان واحد.. ونصح البيان المطلوبين بضرورة التنكر عند التنقل من مكان إلى آخر.
أمثلة وشواهد
رصدت غرفة عمليات كتائب الشهيد عز الدين القسام عددا من ملفات الاغتيالات في عمليات اغتيال عديدة - معظمها نجح وفي قليل منها نجا المستهدفون- ثبت أن الرصد لا يتم فقط من خلال العملاء بل تنفيذ الاغتيال يعتمد على التكنولوجيا ويعتبر الهاتف الخلوي للمستهدف جهاز الرصد الأول له. قبل عدة شهور حاولت قوات الاحتلال اغتيال القائدين القساميين رائد العطار ومحمد أبو شمالة وآخرين كانوا برفقته من مدينة رفح, وخلال تحركهما بالسيارة على الطريق الشرقي بين رفح وخان يونس رن هاتفه الخلوي كانت على الخط فتاة تسأل عن شخص بالخطأ ومن خلال الحس الأمني شعر العطار بريبة ومباشرة سمع أصوات الأباتشي التي كانت تستعد للانقضاض عليهم ومباشرة قفزوا من السيارة وألقوا الأجهزة الخلوية بعيدا واختبأوا داخل بيارة في حين بقيت الأباتشي تحلق في المنطقة لتأكدها من وجود المجاهدين ولكن الطيارين كما يبدو فقدوا الإشارة التي تحدد مكانهم بالضبط في هذه الأثناء خرج صبيان على درجاتهم بالقرب من البيارة ويبدو أن الطيارين والمعلومات الآنية توقعت أن يكونوا هم المستهدفين فأطلقوا نحوهم الصواريخ التي قتلتهم على الفور وبحسب الإفادة التي وصلت "لموقع القسام " فإن إلقاء العطار وإخوانه للخلوي ربما كان السبب الرئيس في نجاتهم وليس مجرد تركهم للسيارة.
في عملية أخرى كان المجاهدون القساميون أحمد اشتيوي ووحيد الهمص وأحمد أبو هلال ومحمد أبو لبدة خارج السيارة ويجلسون في منطقة تنمو فيها أشجار صغيرة على شاطئ بحر غزة وربما شعروا بوجود الاباشي مبكرا وتركوا السيارة ولكنهم لم يتركوا أجهزتهم الخلوية لذلك تمكنت صورايخ الأباتشي من استهدافهم بدقة. أما الشهيد القسامي حمدي كلخ - في عملية اغتيال أخرى -فقد تمكن من التنكر وكان يركب عربة كارو شرق مدينة خان يونس و اتخذ الاحتياطات اللازمة في التمويه ولم يتحرك في سيارة ولكن حسب مصادر في حماس بمدينة خانيونس فقد كان الشهيد يتحدث في جهازه الخلوي لحظة انطلاق صواريخ الأباتشي نحوه فكانت إصابته في رأسه مباشرة وانفصل عن جسده.
عن مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية - تقرير خاص
الكاتب : مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية
التجسس الاسرائيلي عبر الجوال
امكنية الاستفادة من الهواتف الجوالة في الرصد والتجسس التي تستخدمها اجهزة الاستخبارات للوصول الى رجال المقاومة والاجهزة الحزبية
مركز القادسيتيين للدراسات والبحوث القومية
مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية
أثارت النجاحات الإسرائيلية في قضية الاغتيالات إرباكاً متناميا في صفوف قوى المقاومة وصلت إلى حد اختفاء العديد من قادة ونشيطي مختلف قوى المقاومة عن الشارع وتبديل أرقام هواتفهم الخلوية بل وعدم الرد عليها بعد أن تبين خلال التحقيق الداخلي الذي أجرته حركة المقاومة الإسلامية حماس في محاولة اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أن رصد الدكتور تم بواسطة هاتفه الخلوي .
وعلى الرغم من جملة الاحتياطات الأمنية التي دأبت قوى المقاومة على اتباعها لحماية كوادرها من حملة الاغتيالات التي أعلنت الحكومة الإسرائيلية تكثيفها وبضوء أخضر أمريكي إلا أن تلك الاحتياطات والإجراءات لن تحظى على ما يبدو بالنجاح المطلوب في ظل جهل كوادر ونشيطي المقاومة ماهية الإمكانات التكنولوجية الهائلة التي تمتلكها الترسانة العسكرية و الأمنية الإسرائيلية والتى تتيح لضباط الشاباك مراقبة ورصد الهدف المطلوب داخل مكاتبهم المكيفة حيث لم يحتاجوا في معظم عمليات الاغتيال إلا الى إجراء مكالمة بسيطة مع قائد الاباتشي أو اف 16 للضغط على زر إطلاق. . فمن الواضح لآي مراقب أن الثقافة الأمنية التي يتمتع بها كوادر ورجال المقاومة على اختلاف مستوياتهم تجاه الثورة التكنولوجية التي تعيشها أجهزة الأمن الإسرائيلية . هي قديمة وضحلة ولم تتعد عند معظمهم سور الجلسات الأمنية على أبراش سجن النقب و السجون المركزية وهي الجلسات التي أغفلت حقيقة إمكانية حدوث الاختراق الإسرائيلي للمناضل من جهة اتصالاته الهاتفية لصالح اختراقه من الدائرة الأسرية أو الضيقة أو تعرضه للمراقبة من قبل عميل في الحي الذي يقطن فيه أو علاقة عاطفية…ألخ. وأثبتت التحقيقات والدراسات الأمنية التي أجرتها الحياة الجديدة على عمليات الاغتيال الأخيرة والموثقة بملفات التحقيق مع المتورطين في عمليات الاغتيال أن الهاتف الخلوي بشكل خاص والاتصالات الهاتفية بشكل عام التي يستخدمها كوادر ورجال المقاومة كانت تخضع كلياً لتنصت المخابرات الإسرائيلية وهو الأمر الذي استطاعت من خلاله أجهزة الأمن الإسرائيلية إفشال العديد من عمليات المقاومة وتصفية أو اغتيال عناصرها قبل تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم كما ساعدت وبشكل جوهري في تحديد أماكن المقاومين وتصفيتهم رغم الاحتياطات الأمنية التي دأب المقاومين على اتباعها في تحركاتهم والتي استثنوا منها في كل الحالات الهاتف الخلوي لاعتقادهم أن استخدامهم أسماء حركية أو أرقام غير معروفة كافية لتجنب رصد محتمل للمكالمة من قبل المخابرات الإسرائيلية .
الإمكانات التي يوفرها الجوال للمخابرات الإسرائيلية
فعن طريق بصمة الصوت التي يسهل التقاطها من قبل المخابرات الإسرائيلية لأي إنسان تستطيع أجهزة الأمن الإسرائيلية رصد وتسجيل كافة المكالمات التي يجريها صاحب البصمة من أي هاتف على وجه الأرض حتى لو استخدم اسم أبو يوني بدلاً من أبو ثائر كما تستطيع بواسطة تكنولوجيا الاتصالات استخراج مكالمات سابقة لصاحب البصمة لفترة زمنية غير معروفة فضلاً عن قدرتها على استخدام جواله حتى في حال إغلاقه للتنصت على أحاديثه الشخصية التي يجريها بواسطة تحويل هاتفه الخلوي إلى أداة تنصت بواسطة تكنولوجيا معينة تستفيد من الكهرباء المخزنة في بطارية الجهاز والتي عادة ما تخصصها الشركات المصنعة لحفظ ذاكرة الجهاز.
التنصت على مكاتب الرئيس عرفات
وكان مكتب الرئيس عرفات قد انتبه منذ العام 1999لخطورة الهواتف النقالة وإمكاناتها الهائلة في التنصت على الأحاديث التي تدور في مكاتب الرئيس ياسر عرفات بعد أن وصل الأخير تقريراً سرياً من المخابرات المصرية يؤكد استراق الجانب الإسرائيلي بواسطتها السمع لمعظم الأحاديث الجانبية التي تدور في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي والاجتماعات الخاصة مع الوزراء والقادة بعد اختراع شركتي Sckwar&Rode) ) جهازا لصالح المخابرات الألمانية يمكن من خلاله التقاط جميع المحادثات الجارية في محيط أي جهاز نقال حتى ولو كان مغلقاً . حيث تتحول هذه الهواتف إلى أجهزة بث من خلال السيطرة على الكود المشفر لهذه الهواتف حتى في حال إغلاقها بيتحول الميكروفون الموجود في الهاتف النقال إلى جهاز يبث كل الأصوات التي يلتقطها في محيطه . وهو الأمر الذي دفع بالرئيس عرفات أنذاك إلى منع إدخال الهواتف النقالة إلى مكتبه، وأمر شركة الاتصالات الفلسطينية بالإسراع في إنجاز شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية "جوال" في محاولة للحد من خطر الهواتف الإسرائيلية إلا أن المخابرات الإسرائيلية سرعان ما استطاعت اختراقها هي الأخرى رغم اعتمادها على أحداث تقنية أمنية للاتصالات في العالم والمعرفة ب(جي اس ام ) ومن اللافت القول أن التقنيات الهائلة التي تم الإعلان عنها بل واستخدامها من قبل الشركات التجارية والتكنولوجية في إسرائيل ومختلف أرجاء أوروبا تعتبر تقنيات مستهلكة وقديمة قياساً بتلك التي تستخدمها أجهزة المخابرات العالمية التي تبذل كل ما تستطيع للحفاظ على سريتها منعاً لتجنب أضرارها بالحرب على من تسميهم المنظمات الإرهابية أو الدول المارقة أو حتى الدول الصديقة ولا يتم تداولها تجارياً إلا بعد استنفاذها واكتشاف طرق للنتصت اكثر حداثة ودقة . رئيس فريق التكنولوجيا في شركة " موبايل موميرس" كولن باتست قال في إحدى المجلات المتخصصة في بريطانيا أن كبريات شركات الهاتف النقال تقدم خدمة تجارية تمكن أي مواطن في أوروبا من معرفة مكان حامل أي هاتف نقال مقابل مبلغ مالي بحيث يستطيع الأباء أن يعرفوا مكان أولادهم والعكس كما يستطيع أصحاب المطاعم والفنادق توجيه أصحاب الهواتف النقالة الذين يقتربون من محلاتهم إلى مواقعهم بمجرد وصول حامل النقال إلى المجال الحيوي للفندق أو المطعم الذي يرغب في جلب زبون كما تمكن هذه الشركات صاحب الهاتف النقال من التعرف على أصدقاء له في المكان الذي يتواجد فيه عبر طلب هذه الخدمة من الشركة . بل وتمنح شركة Verilocation البريطانية زبائنها على شبكة الإنترنت خريطة تفصيلية لمكان تواجد حامل الهاتف النقال وذلك عبر نظام يسمى GPS والذي كان في السابق محصوراً في الاستخدامات الحربية و العسكرية .
يبقى السؤال الأهم كيف يمكن تجنب أضرار ذلك ؟؟
فالهاتف النقال بات يدخل في صميم الحياة اليومية لكل مواطن وبالتالي فإن الاستغناء عنه يشكل لفئات كبيرة من المجتمع ضرباً من المستحيل في ظل الحياة العصرية التي نعيش . إلا أن الحد من مخاطرها على مجتمعنا وخاصة حياة رجال المقاومة بات أمراً ملحاً في ظل اعتماد المخابرات الإسرائيلية على ما نسبته 90% من المعلومات والرصد على هذه الهواتف وبالتالي فإن الحد من الثرثرة وإفشاء الأسرار ورواية المشاكل الداخلية وأسرار الآخرين على الهواتف هي الطريقة الأقرب إلى الواقعية والتطبيق ناهيك على قيام رجال المقاومة باستبدال الهاتف والشريحة معاً من حين لآخر يخلق إرباكا للطرف المتنصت قد يصعب ملاحقته إلا أن الأفضل في ظل حقيقة اعتماد المخابرات الإسرائيلية على بصمة الصوت للهدف المنوي تصفيته هو عدم استخدام الهاتف إلا في الضرورة القصوى التي يستحيل إيجاد بديل عنها علماً بأن اكتفاء المستهدفين في فصائل المقاومة مؤخراً بتغيير شريحة الجوال من حين لآخر أو استخدام ما يسمى بالرقم الخاص لا يمنع مواصلة المخابرات الإسرائيلية التنصت على هواتفهم في ظل حقيقة أن الرقم المتسلل للجهاز المستخدم يسجل تلقائياً بعد استخدام الشريحة الأولى وبالتالي يمكن بواسطة هذا الرقم معرفة الرقم الجديد للشريحة . كما أن محاولة المستهدفين تغير أصواتهم قد يجدي نفعاً في حالة عدم تمكن المخابرات الإسرائيلية من تسجيل بصمة الصوت في مكالمات سابقة وهذا أمر نادر إلا أن الطريقة المثلى في ظل انعدام أية وسائل تكنولوجية متطورة لدى رجال المقاومة للتشويش وتضليل أجهزة التنصت هي الكف عن الثرثرة ورواية القصص والبطولات عن النفس وعن الغير حيث يعتبر من يقوم بذلك جاسوساً متطوعاً يؤدي خدمات جليلة للمخابرات الإسرائيلية دون أن يدري. الهدف في الحال.
واول ما يحرص جنود الاحتلال على الحصول عليه لدى اعتقالهم نشطاء المقاومة هو الهواتف المحمولة التي بحوزتهم، فيقومون باستخراج الشريحة من الهاتف وبعد ذلك يحددون المكالمات التي قام بها الشخص لمدة شهر ويحددون ارقام الهواتف التي اتصل بها من خلال الهاتف وكذلك الارقام التي اتصلت به، الى جانب التعرف على نص المكالمات كأدلة على الشخص المعتقل لدى التحقيق معه. وبالطبع عبر ذلك يتم التعرف على شركاء النشطاء في عمليات المقاومة وتحديدهم وضمهم الى قوائم المطلوبين الآخذة في الاتساع.
نشرات ارشادية
وعلى سبيل المثال أصدرت حركة حماس بيانا ونشرة إرشادية كاحتياطات لازمة، وأهمها إغلاق الهواتف الخلوية وعدم الحديث عبرها بمختلف أنواعها إلا للضرورة القصوى، وعدم المكوث في مكان التحدث فترة طويلة، وعدم التنقل إلا لحاجة ملحة ومن دون استخدام السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة، والتنقل سيراً على الأقدام وعبر شوارع ضيّقة لا يمكن مراقبتها من الجو. ويحظر وجود أكثر من مطلوب في مكان واحد.. ونصح البيان المطلوبين بضرورة التنكر عند التنقل من مكان إلى آخر.
أمثلة وشواهد
رصدت غرفة عمليات كتائب الشهيد عز الدين القسام عددا من ملفات الاغتيالات في عمليات اغتيال عديدة - معظمها نجح وفي قليل منها نجا المستهدفون- ثبت أن الرصد لا يتم فقط من خلال العملاء بل تنفيذ الاغتيال يعتمد على التكنولوجيا ويعتبر الهاتف الخلوي للمستهدف جهاز الرصد الأول له. قبل عدة شهور حاولت قوات الاحتلال اغتيال القائدين القساميين رائد العطار ومحمد أبو شمالة وآخرين كانوا برفقته من مدينة رفح, وخلال تحركهما بالسيارة على الطريق الشرقي بين رفح وخان يونس رن هاتفه الخلوي كانت على الخط فتاة تسأل عن شخص بالخطأ ومن خلال الحس الأمني شعر العطار بريبة ومباشرة سمع أصوات الأباتشي التي كانت تستعد للانقضاض عليهم ومباشرة قفزوا من السيارة وألقوا الأجهزة الخلوية بعيدا واختبأوا داخل بيارة في حين بقيت الأباتشي تحلق في المنطقة لتأكدها من وجود المجاهدين ولكن الطيارين كما يبدو فقدوا الإشارة التي تحدد مكانهم بالضبط في هذه الأثناء خرج صبيان على درجاتهم بالقرب من البيارة ويبدو أن الطيارين والمعلومات الآنية توقعت أن يكونوا هم المستهدفين فأطلقوا نحوهم الصواريخ التي قتلتهم على الفور وبحسب الإفادة التي وصلت "لموقع القسام " فإن إلقاء العطار وإخوانه للخلوي ربما كان السبب الرئيس في نجاتهم وليس مجرد تركهم للسيارة.
في عملية أخرى كان المجاهدون القساميون أحمد اشتيوي ووحيد الهمص وأحمد أبو هلال ومحمد أبو لبدة خارج السيارة ويجلسون في منطقة تنمو فيها أشجار صغيرة على شاطئ بحر غزة وربما شعروا بوجود الاباشي مبكرا وتركوا السيارة ولكنهم لم يتركوا أجهزتهم الخلوية لذلك تمكنت صورايخ الأباتشي من استهدافهم بدقة. أما الشهيد القسامي حمدي كلخ - في عملية اغتيال أخرى -فقد تمكن من التنكر وكان يركب عربة كارو شرق مدينة خان يونس و اتخذ الاحتياطات اللازمة في التمويه ولم يتحرك في سيارة ولكن حسب مصادر في حماس بمدينة خانيونس فقد كان الشهيد يتحدث في جهازه الخلوي لحظة انطلاق صواريخ الأباتشي نحوه فكانت إصابته في رأسه مباشرة وانفصل عن جسده.
عن مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية - تقرير خاص
الكاتب : مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الارشيف
-
▼
2009
(350)
-
▼
سبتمبر
(40)
- ماحدث في بيت الريّس الليلة الاخيرة/خالد جمال عبد ا...
- من هو رمز الطمع عند العرب؟/ منقول
- قصة اسلام وحشي قاتل حمزة/منقول
- سبب نزول " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة "/...
- هل من تسوية بين واشنطن وموسكو؟/ابا الحكم
- المؤتمرات الصهيونية7/7-محمد سيف الدولة
- المقاومة المسلحة : الرقم الأصعب والفائز/أ.د.كاظم ع...
- إياك والكلب ذو الصاحبين/القادسيتين
- طالب ومطلوب...وفهم مقبول/جاسم الرصيف
- التجسس الاسرائيلي عبر الجوال/القادسيتين
- فحص بواسير مجاني للصحفيين/د.محسن الصفار
- فلسطين في المشروع الايراني/صباح الموسوي
- ازمة الهوية بين السياسات القومية وتحول دور الدولة/...
- العولمة من منظور قومي انساني / زهير فياض
- تعليق على خطاب القذافي في الجمعية العامة للامم الم...
- في حوار مع صلاح المختار/مجلة الوطن العربي
- تطور مفهوم المواطنة في الفكر السياسي الغربي/محمد ع...
- ذكرى الرد/عبد الودود الاعظمي
- من ثمار غزو العراق/د.عماد محمد ذياب الحفيظ
- باسم الله الرحمان الرحيم إلى شعب العراق العظيم إل...
- كلمة الزيدي في مؤتمره الصحفي حال الافراج عنه
- تهنئة
- شريعة تحريم المتعة في الاسلام/عاطف كامل
- المؤتمرات الصهيونية :1982-1992/ محمد سيف الدولة
- تهنئة الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة عيد الفطر/الل...
- وامعتصماه..!../الهادي حلمد
- القومية والديمقراطية.../د.باصيل دحدود
- الدولة في الفلسفة السياسية/منقول
- مشاركة فلسفية/منقولة عن الفيس بوك
- المخابرات الامريكية/ مجاهد صلاح
- اليهود في قصر صدام/مقال مترجم
- الموساد وديك تشيني واحداث 11/9/2001 /تقرير منشور ف...
- خيانات ابن العلقمي/ابو جهاد الجزائري
- مدخل الى علم السياسة/ الطليعة العربية في تونس
- بصراحة..ومرارة..(9)/الهادي حامد
- بصراحة..ومرارة...(8)
- قصيدة للشهيد صدام حسين من معتقله //القادسيتين
- بصراحة...(7)/الهادي حامد-
- بصراحة..ومرارة..!..(6)
- بصراحة...ومرارة..!..(5)/ الهادي حامد
-
▼
سبتمبر
(40)
0 التعليقات:
إرسال تعليق