من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

المؤتمر العام الاول للحركة الوطنية الليبية في القاهرة/ د. موسى ابراهيم


مساء الخير يارفاق،
عقدت الحركة الوطنية الشعبية الليبية مؤتمرها العام الأول يوم السبت الموافق 25 10 2014 ، بمدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية، بحضور الأعضاء المؤسسين للحركة، وأعضاء الحركة من داخل أرض الوطن، ومن الليبيين المهجرين في مختلف الساحات الدولية (حوالي 120 عضوا)
وهذا الموتمر العام هو تتويج لأكثر من عشرين مؤتمراً قاعدياً للحركة في مختلف بلدان العالم من أجل تحديد الإطار القانوني والنظام الأساسي للعمل الوطني خارج الوطن وداخله.
وافتتح المؤتمر بقراءة الفاتحة جهراً على أرواح شهداء الوطن وعلى رأسهم الزعيم التاريخي معمر القذافي، وشهدت جلسة المؤتمر مناقشات مفتوحة وثرية حول جدول الأعمال المعد والذي احتوى على عدة بنود منها:
-عرض ومناقشة تقرير عن نشاطات الحركة منذ تأسيسها في 15/ 2/ 2012 .
-اعتماد الوثائق والقرارات الصادرة عن الحركة منذ التأسيس، وحتى عقد المؤتمر العام الأول.
-عرض مشروع ورؤية الحركة للحل السياسي الشامل في ليبيا.
-عرض مشروع الهيكل التنظيمى للحركة الوطنية الشعبية الليبية، والاجراءات التنظيمية لتسيير العمل وتنفيذ خطط اللجان المختلفة.
-اختيار قيادات اللجان التنفيذية والأمانة العامة للحركة.
وحيا المشاركون في المؤتمر جمهورية مصر العربية قيادة وشعباً لتوفيرهم المناخ الأخوي والديمقراطي لإقامة هذ المؤتمر العلني الأول للعمل السياسي النضالي خارج ليبيا، وعبروا عن تلاحمهم مع الأشقاء في مصر في حربهم المقدسة ضد الإرهاب وأجندات المؤامرة الدولية.
كما قدمت الحركة أسمى آيات الوفاء لشعبنا الصامد في الداخل وللمهجرين الصابرين في المهجر، ودعت كل مكونات المقاومة من شخصيات سياسية وقبلية وميدانية إلى توحيد الجهود من أجل القضية الوطنية والابتعاد عن التشرذم والاختلاف.
وفي ختام جلسة المؤتمر تلى الدكتور موسى إبراهيم البيان الختامي للمؤتمر الأول للحركة الوطنية الشعبية الليبية والذي اعتمده المؤتمر كوثيقة رئيسية من وثائق العمل الوطني. وأكدت الحركة في هذا البيان أنها تمتلك المنهج الفكري والالتزام الوطني والرؤية السياسية الناضجة التي تمكنها من أن تكون مساهما حقيقياً في حل المشكلة الليبية على أسس السلم الوطني، والعدالة السياسية، والديمقراطية والسيادة الوطنية.
خطوة سياسية هامة في مسيرة العمل النضالي.
بارك الله في الجميع
مقاومة حتى النصر.

أمريكا و التمويل .. في الشام و أرض النيل !


أمريكا و التمويل .. في الشام و أرض النيل !

2635 مشاهدة

3 سبتمبر 2014

بقلم : ايهاب الشيمي




" هي داعش في سوريا و العراق، بتجيب فلوس تصرف على الكلام دة كله منين يا مولانا، و مين اللي بيديها الفلوس دي، و مصر إيه دخلها في الكلام  دة ؟!
 
لا أريدك أن تخجل من الجهر بكل هذه الأسئلة، بل إني أريدك أن تضيف إليها أيضاً: " و مين اللي بيساعد الميليشيات الإخوانية و الجهادية اللي عندنا في سيناء و هناك في ليبيا و عايز مصر تخرب زي البلاد اللي حوالينا؟"
 
سأذكر لك هنا بعض الأحداث و الحقائق التي ستمكنك من استخلاص الإجابات على هذه التساؤلات بنفسك، و دعني أبدأ القصة في يوليو 2013 في مرحلة ما قبل فض اعتصامي  رابعة و النهضة المسلحين بأسبوعين تقريباً، فحينها و وسط كل تلك الأجواء المشحونة بالتوتر و الخوف على وحدة البلاد، و الغضب من بجاحة التدخل السافر للولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي في الشأن الداخلي في مصر، و ترويجهما لأكذوبة الانقلاب العسكري على حكم الجماعة المشئومة، لم ينتبه الكثير من المصريين، بل و المراقبين و المحللين السياسيين، لخبر ترشيح الولايات المتحدة للسيد "روبرت فورد" كسفير لها لدى القاهرة. و كعادة وسائل الإعلام المصرية التي تتميز عادة بنظرة ضحلة في تناولها للكثير من الأمور، فلقد هلل معظمها للخبر بدعوى أنه اعتراف ضمني من الولايات المتحدة بشرعية ما حدث في يونيو، و إقرار برغبتها في التعاطي مع الحكومة القائمة بتمثيل دبلوماسي كامل!
 
و بقدر تفاؤل و تهليل  الكثيرين لذلك الخبر، بقدر ما أصابني بالكثير من الإنزعاج لما يحمله كما رأيت من فأل سئ، و بلغ بي حجم القلق أن بدأت تمر بعقلي صوراً من نسج خيالي للدمار المروع و هو يملأ شوارع القاهرة وسط أصوات طلقات الرصاص و دوي الانفجارات، و صراخ النساء و الأطفال، و جثث الضحايا الممزوجة بالدماء و الأشلاء المتناثرة هنا و هناك !
و لن أستغرب منك قولك أني قد بالغت قليلاً في هذه التخيلات لما يمكن أن يحدث في مصر، و لكن حين تقرأ السطور التالية عن تاريخ السيد "فورد" فستغفر لي مبالغتي، فالسيد "روبرت فورد" هو أحد الدبلوماسيين الذين ارتبط اسمهم في السياسة الأمريكية بما يعرف "بخيار السلفادور"، و هو خيار تستخدمه الولايات المتحدة في بلدان و مناطق بعينها، عن طريق جهود استخباراتية و عمليات سرية، لتمويل و تدريب عناصر متشددة للقيام بعمليات إرهاب و قتل جماعي دون رحمة بهدف زعزعة الاستقرار و الثقة و بث الرعب في نفوس مناصري تلك الأنظمة، و سقوطها في النهاية إما بانتصار الميلشيات المدعومة من واشنطن، أو بالتدخل الدولي بحجة انقاذ المدنيين من المذابح و الحرب الأهلية، ثم تنصيب حكومة عميلة لواشنطن في نهاية الأمر تحت عباءة الانتخابات الديمقراطية التي غالباً ما ترجح كفتها أموال واشنطن و مصالح النخب السياسية و الاقتصادية في تلك الدولة معها.  و هذا الخيار نفذته واشنطن ببراعة و سرية في أمريكا الجنوبية و تحديداً في السلفادور، كما نفذته في نيكارجوا حين دعمت ثوار الكونترا ضد حكومة الساندينيستا من خلال سفيرها في هندوراس السيد "جون نيجروبونتي" ما بين عامي 1981 و 1985، و هو ما نتج عنه مصرع أكثر من 50 الفاً من المدنيين في نيكاراجوا، و أكثر من 75 الفاً غيرهم في السلفادور.
 
و قد تجد عزيز القارئ صعوبةً بالغة في إمكانية ربط ما حدث منذ ثلاثين عاماً في النصف الغربي من الكرة الأرضية و ما يحدث الآن في الشرق الأسط، خاصةً مع انتهاء حقبة الحرب الباردة و انهيار الاتحاد السوفييتي، و لكن دعني أفاجئك بأنه بعد عشرين عاماً و تحديداً في عام 2004 عادت الولايات المتحدة لتعيين نفس الرجل و هو السيد "نيجروبونتي" كسفير لها في بغداد، ليبدا في تنفيذ نفس الخطة بنشر القتل الجماعي و الارهاب و تمويل الجماعات التي تنفذ ذلك سرا عن طريق التنسيق معها بواسطة الرجل الثاني في السفارة الذي لم يكن سوى السيد "روبرت فورد"، و الذي كان أيضاً ممثل الولايات المتحدة في "النجف الأشرف" معقل جيش المهدي الشيعي و صاحب أكثر العمليات دموية و تشدداً في العراق عقب سقوط نظام "صدام حسين"، ثم انتقل بعدها ليمثلها في القاءات السرية مع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، و ميليشيات البشمركة الكردية، و غيرها من التنظيمات المسلحة للعشائر السنية.
 
و بعد أن تم التأكد من وضع أسس "خيار السلفادور" في العراق وبدأ بالفعل سقوط آلاف الضحايا، تم تعيين السيد "فورد" في عام 2006 كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في الجزائرليبدأ وضع حجر الأساس لسلفادور جديدة هناك، و بالفعل ظهر نفس النموذج في الجزائر بالإعلان عن قيام "تنظيم القاعدة في المغرب العربي" عقب تولي "فورد" للمنصب بفترة وجيزة. و قام التنظيم في البداية بعمليات محدودة ضد مصالح أمريكية للتغطية على علاقته بها، ثم نقل عملياته بالكامل إلى مناطق الصحراء الحدودية بين مالي و الجزائر و هي المنطقة التي تزود الولايات المتحدة بأكثر من 60% من البترول عالي الجودة، بحيث يمكن لقوات أمريكية فرنسية التدخل و السيطرة على المنطقة و حقولها النفطية فيما بعد بدعوى مكافحة الإرهاب، و هو ما بدات بوادره تلوح في الأفق حالياً.
 
و حين تأكدت الولايات المتحدة من نجاح إطلاق "خيار السلفادور" في الجزائر، تم الانتقال للحلقة التالية من المسلسل الدموي بالإعلان عن ترشيح "فورد" سفيرا للولايات المتحدة لدى دمشق في يناير 2011، و قبل شهرين فقط من انطلاق الثورة السورية في الجنوب في "درعا"، و هي الثورة التي نعلم جميعاً أنها تخلت عن السلمية التي ميزت الثورة المصرية، ليعلن الثوار عن قيام "الجيش السوري الحر" الذي انضم له منشقون عن الجيش السوري، و تنظيم القاعدة في سوريا فيما بعد متمثلاً في "جبهة النصرة"، ليتحول الصراع إلى "سلفادور" أخرى كما حدث في العراق قبلها. و بدأ بالفعل انتشار عمليات القتل الجماعي و القصف العشوائي دون تمييز لمن يقوم بها، وسط تنسيق كامل بين الولايات المتحدة و أجهزة المخابرات التركية مع الفصائل المؤججة للصراع، و وسط فبركة إعلامية لوسائل الإعلام و على رأسها البي بي سي و الجزيرة ليتم إيهام الجميع أن المجرم الوحيد هو نظام بشار الأسد الدموي، و ليس الجماعات الممولة من الولايات المتحدة و حلفائها، و بذلك يسهل اتهام النظام  وحده بارتكاب كل الفظائع لتبرير إسقاطه و تدمير بنيته التحتية و من بينها الجيش السوري، و يتم بالتوازي مع ذلك تمويل تلك الجماعات و إمدادها بالسلاح بدعوى دعم الثورة و الحريات، بينما تقوم هذه الجماعات فعلياً بذبح المدنيين المؤيدين للنظام أو الرافضين لوجودها، بل و تقوم بقتال معارضي النظام أنفسهم بدعوى علمانيتهم و خطرهم على المشروع الإسلامي الذين يرونه الخيار الأمثل للحكم بعد سقوط بشار الأسد، و هو ما أدى لارتفاع عدد الضحايا في سوريا لما يزيد على 150 ألفاً بالإضافة لمئات الآلاف من الجرحى و المشردين في نجاح غير مسبوق لخيار السلفادور.
 
و عقب إسقاط الشعب لمصري لغير المأسوف عليه "مرسي" و من يمثلهم من جماعة الظلام و الاتجار بالدين، وجدت الولايات المتحدة الفرصة السانحة و الظروف المثالية لتطبيق "خيار السالفادور" في أكثر البلدان تحدياً لإمكانية نجاحه .. مصر، فبدأت بمساندة الإخوان المسلمين سياسياً و إنسانياً بدعوى تمثيلهم للشرعية، وطورت جهودها بالتنسيق مع تنظيم القاعدة بقيادة محمد الظواهري، و الجماعات التكفيرية و الجهادية في سيناء و الصحراء الغربية و شرق ليبيا، و تسليحها و تمويلها لتكون نواة لما يشبه الجيش الحر في سوريا و بدأ صراع مسلح مع الجيش المصري يسقط خلاله الملايين من الضحايا و لتسقط معهم وحدة مصر و استقلالها، ليمكن بالتالي للولايات المتحدة السيطرة على أهم ممر مائي لنقل البترول في المنطقة و المتمثل في قناة السويس تحت ستار حماية الملاحة فيه، و كذلك لكي تتخلص من أكبر خطر على خطتها و المتمثل في الجيش المصري و عقيدته التابتة كجيش وطني موحد.
 
و لا أظنك ستجد الكثير من الصعوبة لاستنتاج اسم الرجل الذي سيقود تنفيذ تلك الخطة ببراعة و دقة، و هو ما أعلنته الولايات المتحدة بالفعل بترشيحها للرجل المناسب و هو "روبرت فورد" للمنصب، و هو ما لم يتم قبوله، لتتعرض مصر بعدها لأشد هجوم على ثورة يونيو من الولايات المتحدة و أوروبا.
 
يمكنك الآن عزيزي القارئ الإجابة على تساؤلاتك حول هوية من يمول "داعش" و مثيلاتها و يزودهم بالمعلومات اللازمة لتنفيذ خططهم، و لكن لكي تكتمل لديك الصورة فدعني ألقي عليها المزيد من الضوء لأوضح لك أن حقل "العمر"  النفطي الأكبر في سوريا يقع في المنطقة التي قاتلت فيها القاعدة ممثلة في "جبهة النصرة" قوات النظام السوري و قوات المعارضة الوطنية في الجيش الحر، لتفاجئ الجميع فيما بعد ذلك بعدة أشهر بتسليمها الحقل طواعيةً و بدون قتال لتنظيم "داعش"، و هو ما يمكنك أن تفهمه الآن بعد أن عرفت علاقة "القاعدة"  و "داعش" في العراق و سوريا و الجزائر و مصر بالولايات المتحدة، و دعني أيضاً أوضح لك أن "داعش" تبيع النفط الذي استولت على حقوله في وسط العراق عن طريق بيعه للحكومة الكردية في الشمال بأقل من ربع ثمنه، بينما تقوم ببيع الجزء الآخر عن طريق صهاريج و خط أنابيب يمتد عبر الحدود الدولية وصولاً إلى ميناء جيهان التركي و لصالح شركات تركية و بتنسيق سري مع حكومة "أردوجان" لتشتري البرميل بعشرين دولاراً فقط، و تبيعه لشركة "إكسون موبيل" الأمريكية بأربعين دولاراً، حيث تبيعه الأخيرة في السوق العالمية بسعر يتجاوز 120 دولاراً للبرميل وسط صمت الحكومة الأمريكية و خداعها للعالم بدعوتها مجلس الأمن لتجريم بيع النفط العراقي عن طريق "داعش"، و بذلك تستطيع أيضاً عزيزي القارئ أن تدرك سر هجوم "داعش" على وسط و شمال العراق حيث حقول النفط و ليس على بغداد حيث الحكومة العميلة الخائنة كما يقولون.
 
و سأترك لك هنا نشوة الفرحة باستنتاج من الذي يمول نفس الميليشيات في ليبيا، و من الذي يغض الطرف عن تهريب البترول الليبي، و لمن تذهب عمولات بيعه، و لماذا غضبت الولايات المتحدة و أوروبا حين قصفت طائرات مجهولة الميليشيات التابعة للقاعدة و الاسلاميين في طرابلس.
 
بقي لي في النهاية  "عشان أريح ضميري"، أن أهمس في أذنك بمعلومة أخيرة و صغيرة، و هي أن شركة "إكسون موبيل" التي تشتري بترول "داعش" تديرها و أسستها عائلة "روكفلر" الأمريكية العريقة، و التي ترتبط بعلاقات مالية و اقتصادية قوية مع النظام الحاكم في قطر منذ بداية ضخ النفط فيها في أربعينيات القرن الماضي، و تدير استثمارات العائلة الحاكمة هناك منذ عقود.

من الإصلاح الديني إلى التنوير الفلسفي


من الإصلاح الديني إلى التنوير الفلسفي

نسخة للطباعة Send by email 
أحيانا يتساءلون: هل نحن بحاجة إلى إصلاح ديني أم إلى تنوير فلسفي؟ وأنا أجيب: إننا بحاجة إلى الاثنين معا؛ الأول يمكن أن يقوم به رجال دين مستنيرون ومطلعون على عالم الفكر وتطوراته. والثاني يمكن أن يقوم به المثقفون العرب الحداثيون. فالإصلاح الديني لكي يترسخ ويكتسب مشروعيته الجماهيرية يُفضَّل أن يقوم به علماء الدين العقلاء الكبار. أما التنوير الفلسفي فمن اختصاص المثقفين العرب دون أن يعني هذا إقامة جدار عازل بين الطرفين. على سبيل العظة والاستئناس لا التقليد الأعمى أهدف هنا إلى تبيان الجهد الذي بذله الفكر الأوروبي لكي يتحرر من الانغلاقات التراثية المسيحية. وهي انغلاقات كانت مرسخة في العقلية الجماعية على مدار القرون من قبل الكنيسة المسيحية البابوية الرومانية. وقد بلغ إرهاب هذه اليقينات اللاهوتية الانغلاقية ذروته في القرن السادس عشر. ولذلك انتفض ضدها مارتن لوثر في حركة عارمة دعيت بالإصلاح الديني. فرفض معصومية البابا، بل ومعصومية المجامع الكنسية، ولم يعترف إلا بمعصومية الوحي الإلهي. وقال ما معناه: تفحصوا كل التراث الكنسي ولا تبقوا إلا على ما هو جيد: أي متوافق مع كلام الله. وبالتالي، فإن كلام البابا لا يلزمنا إطلاقا إذا كان مخالفا له. وكل الفتاوى الكنسية البابوية يحق للمسيحي أن يرفضها إذا لم تكن ملتزمة بروح الإنجيل. ولذلك رفض لوثر وصاية رجال الدين على الناس أو توسطهم بين الإنسان المسيحي وربه. واعتبر أن كل مسيحي هو رجل دين ويستطيع أن يتواصل مع الخالق مباشرة وليس بحاجة إلى وساطتهم وتسلطهم. كما يستطيع أن يقرأ الإنجيل مباشرة وليس مجبرا على المرور برجال الدين لفهمه وتفسيره أو أخذ إذنهم لقراءته. إنه مسيحي مثلهم وبنفس الدرجة، وقد يكون أفضل منهم وأشرف. وهكذا ألغى لوثر المراتبيات الهرمية داخل الكنيسة الكاثوليكية من البابا وأنت نازل.. وهكذا وجه ضربة قاصمة لتعسف الكنيسة وطغيانها ومتاجرتها بالإيمان وصكوك الغفران وجنيها الأموال الطائلة من وراء ذلك. وعندما تصل المتاجرة إلى الإيمان ذاته، أي إلى قدس الأقداس، فهذا يعني أن طبقة رجال الدين قد فسدت. كما يعني أن الداء أصبح عضالا، عاما شاملا، لا شفاء منه إلا بحركة إصلاحية راديكالية. وهذا ما فعله مارتن لوثر عندما انفجر ذلك الانفجار الرائع وغامر بنفسه تلك المغامرة الكبرى. فقد وضع نفسه على حد السكين. وبالتالي، فهذا هو التحرير الأول في تاريخ أوروبا. نلاحظ أن التحرير يكون دينيا في البداية. بعدئذٍ يجيء التحرير الاجتماعي والسياسي، بل وحتى الاقتصادي. وهذا يعني أن التحرير الديني هو شرط كل تحرير. 
ولكن بعده بقرن ونصف القرن أو قرنين، عادت الكنيسة الكاثوليكية إلى نفس الطغيان واشتعلت الحروب الطائفية بينها وبين المذهب الذي أسسه لوثر، أي البروتستانتية. بل وحتى البروتستانتية ذاتها كانت قد تحولت إلى أرثوذكسية انغلاقية جامدة. وعندئذٍ ظهرت حركة جديدة لتحرير العقول من براثن رجال الدين وتعصبهم وخرافاتهم وفتاواهم التكفيرية التي أضرمت نيران الأحقاد الطائفية بين المذاهب المسيحية على هيئة حروب طاحنة. فالكاثوليكيون كانوا يكفرون البروتستانتيين والعكس صحيح أيضا. وقد دعيت هذه الحركة التحريرية الجديدة بالأنوار الفلسفية التي ازدهرت في القرن الثامن عشر على وجه الخصوص. وبالتالي، فقد كانت بمثابة رد فعل على فساد رجال الدين وعلى المجازر الطائفية والنعرات المذهبية التي أشعلوها في أوروبا. وقد هدفت هذه الحركة الفكرية الكبرى إلى تنوير العقول من أجل التخلص من التعصب الطائفي والاقتتال المذهبي. ولم تكن تهدف إلى الإلحاد، كما يتوهم البعض، وإنما إلى بلورة تفسير متسامح وتعددي للدين: أي مضاد للتفسير الطغياني التكفيري الذي ساد القرون الوسطى. هذه الحركة كان أبطالَها فولتير وجان جاك روسو والموسوعيون الفرنسيون من أمثال ديدرو ودالامبير، وآخرون. وقد بلغت ذروة نضجها الفلسفي على يد كانط، زعيم التنوير الألماني، أو ما يدعى بـ«الأوفكلارونغ». ويرى الباحثون أن الفلسفة المثالية الألمانية، وعلى رأسها كانط وفيخته وهيغل وشيلنغ، ليست بشكل من الأشكال إلا علمنة للإصلاح اللوثري. وهكذا حقق الفكر الأوروبي قفزة جديدة إلى الأمام. وأي قفزة! وكان هذا هو التحرير الكبير الثاني في تاريخ الفكر الأوروبي. فقد تبلور عندئذٍ مفهوم عقلاني مستنير وجديد كليا للدين.
التحرير الأول هدف إلى تنظيف معتقدات مسيحية، ولكن دون أن يخرج على إطار الدين ككل، ولذلك دعي بالإصلاح الديني. أما التحرير الثاني المتمثل بفلسفة الأنوار فقد خرج على المسيحية كليا وحقق استقلالية الفلسفة بالقياس إلى اللاهوت المسيحي، أو العقل بالقياس إلى النقل. ومعلوم أن الفلسفة كانت خادمة لعلم اللاهوت طيلة العصور الوسطى، بل وحتى بعد الإصلاح الديني: أي هدفها البرهنة بشكل عقلاني على صحة العقائد المسيحية، وبعدئذٍ تنتهي مهمتها. ولكن فلاسفة الأنوار رفضوا هذا الموقف الذليل للعقل وغلّبوا الفلسفة على اللاهوت المسيحي. وهكذا انعكست الآية. وكان ذلك حدثا يشبه الزلزال الفكري. فلأول مرة في تاريخ أوروبا، بل وفي تاريخ البشرية، تصبح الأولوية للعقل لا للنقل. وهذا ما يدعى بالقطيعة الإبيستمولوجية الكبرى في تاريخ الفكر الأوروبي. هل يعني ذلك أن الدين انتهى؟ إطلاقا لا. ولكنه لم يعد يفرض نفسه بشكل إكراهي قسري كما كان يحصل في السابق. وهذا هو معنى الانتقال من المسيحية الأصولية إلى المسيحية الليبرالية، من الصراع بين الإيمان والعقل إلى المصالحة التاريخية الكبرى بينهما.

الثورة نيوز : تكتب تقريرا مفصلاعن "فساد العربي نصرة " وتنشر صورا إباحية لأفراد عائلته "

الثورة نيوز : تكتب تقريرا مفصلاعن "فساد العربي نصرة " وتنشر صورا إباحية لأفراد عائلته "

NASRA f1778الساعة - نشرت صحيفة الثورة نيوز في عددها 22 الصادر اليوم 19 افريل 2013 ملفا حول قضايا الفساد التي تورط فيها العربي نصرة صاحب قناة حنبعل قبل الثورة وبعدها .
فتعرضت إلى شبكة أصهاره( ليلى الطرابلسي، الجنرال عمار ، كما مرجان ،حمدي المدب  )  وبينت دوره في قتل العديد من الشهداء مشيرة إلى دور النهضة في التستر على"جرائمه" كما نشرت صورا إباحية لابنه حمدي .
وفينا يلي النص الكامل لهذا التقرير :
+باعث القناة : أَنَا أَبُـو حمدونٍ ... فِي كُلِّ لَوْنٍ أَكُـون خطير : بعض العائلات الغنية في تونس هي التي تحرك في الخفاء و تصنع قرارات حكومات ما بعد الثورة 
+ العربي نصرة : تورط في جرائم الخيانة العظمى و في التآمر على امن الدولة وفي مقتل عديد المواطنين و أثارة الهلع و الخوف في صفوف الشعب...وافلت من العقاب.
+ هل تورط فعلا العربي نصرة وابنه محمد حمدي في توزيع السلاح على ميليشيات القنص حقيقة أم خيال ؟
+ ليلى الطرابلسي أعطت الأوامر عبر الهاتف لباعث القناة حتى يثير الرعب في التونسيين ويحول البلاد إلى حمام دم 
+ في سابقة خطيرة : حين يعترف الغربي غصرة صراحة بأنه قام ببث نداءات استغاثة وهمية بغاية النيل من الأمن العام والقضاء يغلق الملف والحكومة تعتذر
سيرة ذاتية : :هو العربي بن حبيب بن علي نصرة،(مولود في 15/01/1947 وأمه المسماة السيدة نصرة ومتزوج من المسماة بسمة بوثلجة قاطن ب16 نهج الريحانة شطرانة 2 أريانة)...وإضافة إلى علاقة القرابة التي تجمعه بليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع فانه انتقل منها إلى المصاهرة من خلال تزويج ابنه محمد حمدي من فاتن ابنة محمد عادل الطرابلسي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فشقيقة العربي نصرة ليست إلا زوجة حمدي المدب وشقيقة هذا الأخير ليست إلا زوجة بشير بن بوراوي بن علي شقيق درة زوجة كمال مرجان و.....

العربي نصرة اختص في مصاهرة جميع أجنحة بلاط الحكم الفاسد من الطرابلسي وبن علي والجيلاني والمدب ومرجان و.....دون تمييز فالكل عائلة واحدة ويد واحدة لحكم تونس بقبضة من حديد.

لطالما تشدّقت الحكومات الرشيدة بشرعيتها وثوريّتها ولطالما وعدت حركة النهضة الحزب الحاكم بأمره البارحة واليوم وغدا بالتطهير والمحاسبة، فهل ستقدم حكومة العريض على فتح ملف رجل الإهمال العربي نصرة (صهر الرئيس المخلوع من جميع الأبعاد) وتأذن برفع الحصانة عن السفاح المتورط في مقتل عشرات الأبرياء وتحقّق بكل شفافية في مسؤوليته ومسؤولية قناته المباشرة على مقتل ما يزيد عن 80 تونسيا؟
مطلب صعب التحقيق في ظل حكومة متورطة تكيل العدالة بمكيالين اعتمادا على المحاباة والمحسوبية والولاءات الحزبية والانتماءات الجهوية أولا وأخيرا....


فمن البديهي أن الحصول على ترخيص من النظام البائد في الاستغلال الفضائي لأول قناة تلفزية خاصة يعتبر من باب المستحيلات السبعة لولا علاقة العربي غصرة عفوا العربي نصرة ببلاط حاكمة قرطاج... والفوز بمنح استثنائية شهرية لا تقل عن 300 ألف دينار لفائدة قناة "حنبعل" من حسابات الخزينة العامة للبلاد التونسية بأمر مباشر من بن علي لم يكن بالسهولة التي يعتقدها الكثيرون.

فالمخلوع كان يعتبر "حنبعل" قناة العائلة.... والسفر إلى أمريكا ضمن الوفد الرسمي للرئيس المخلوع لم يكن مسموحا به إلا للحاشية والتوابع دون سواهم...برامج مثل "بدون استئذان" و"دائرة الضوء" و"الحقيقة" و"المسامح كريم" و"بالمكشوف" كانت تسعد المخلوع وتقربه من باعث القناة اللاهث وراء الإثراء غير المشروع ضمن كوكبة عصابة السراق...

باعث القناة يتسبب في مقتل العشرات والقضاء يتستر

حيث تأكد أن حوالي ثلث ضحايا ما بعد مغادرة بن علي سقطوا برصاص الجيش الذي لم يطلق رصاصة واحدة خلال أحداث الثورة (من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011).... قتلى رصاص الجيش كان نصفهم من القناصة والبقية أبرياء لا علاقة لهم بالقنص ولا بالاضطرابات بل سقطوا شهداء قناة العربي نصرة التي تعمّدت خلال أيام 15 و16 و17 جانفي 2011 بث نداءات استغاثة وهمية، أدخلت اضطرابا كبيرا على أداء جهازي الأمن والجيش...

وساهمت في الإيقاع بقاعة العمليات المركزية بوزارة الداخلية التي دخلت في دوامة الفوضى الخلاقة والتي أدّت بدورها إلى الاستعمال المفرط للرصاص الحي والعنف من قبل الأجهزة الحاملة للسلاح وبشكل خاص الجيش ...

وحيث انه كان من العدل تحميل العربي نصرة المسؤولية الجزائية والمدنية كاملة في مقتل عشرات الشهداء لكن تموقعه كرجل "باندي" فوق القانون قبل الثورة وبعدها أعفاه من التتبعات القضائية المستحقة وأسقطه من ملفات قضايا شهداء الثورة كمتهم رئيسي.

 اعتراف العربي نصرة بتورطه في نشر أخبار مغلوطة لتحريض الرأي العام على تصعيد نسق المظاهرات والحث على العصيان المدني 

اعترافات كالتي تضمّنها محضر الاستنطاق عدد 114/1 المؤرخ في 23 جانفي 2011 والمنجز من قبل أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس ....تعتبر من الخطورة بمكان بحيث لا يمكن على أية حكومة تحترم نفسها وشعبها أن تتجاهلها أو تتستّر عليها.... لكن الثابت أن قناة حنبعل كانت إحدى القنوات التي بثت على مدار الساعة نداءات استغاثة وأنّ عدد الضحايا بسبب هذه النداءات كان كبيرا (استهداف السيارات المعدّة للكراء وسيارات الإسعاف بوجه خاص، ....)

وما كان هؤلاء الضحايا يسقطون لولا هذا المناخ من البلبلة والاضطراب الذي ادخل قاعة العمليات المركزية في الفوضى ودفع الأجهزة الحاملة للسلاح وحتى المواطنين لمهاجمة تلك "الأهداف" دون أيّ تثبّت وتروّ.. حيث أقر المجرم العربي نصرة خلال استنطاقه بأنه حصل على ترخيص في بعث قناة تلفزية "حنبعل" بتاريخ 12/ 02/ 2005 مضيفا انه بتاريخ 14 جانفي 2011 تولت القناة المذكورة التابعة له باستضافة العديد من الشخصيات في إطار منابر حوارية للخوض في مستجدات الأحداث على الساحة الوطنية مؤكدا على أنه لا دخل له في تحديد مواضيع المنابر الحوارية المتلفزة إضافة إلى انه تم فعلا استدعاء عدد من العناصر الرادكليين ليستغلوا الفضاء في نشر أخبار مغلوطة وتحريض الرأي العام على تصعيد نسق المظاهرات مشجعين على العصيان المدني في محاولة منهم للتأثير على جميع فئات الشعب قصد إحداث البلبلة في صفوف المجتمع المدني بهدف إسقاط الحكومة المؤقتة وإدخال البلاد في دوامة العنف وعدم الاستقرار.

كما اعترف العربي نصرة انه رغم متابعته للمنابر التي تم بثها على قناته "حنبعل" خلال الأيام الفارطة فانه لم يتول البتة إسداء التعليمات بالتوقف عن تنظيم مثل تلك المنابر التحريضية حيث كان يحبذ استمرارها لتتزامن مع العودة المدرسية.

هذا واعترف العربي نصرة اعترافا صريحا بأنه تم تمرير بعض المعلومات المغلوطة من خلال الجلسات الحوارية والمنابر التي تم بثها بقناته من بينها التي تتعلق بالتجاوزات لبعض الأشخاص وتمرير طلبات استغاثة وهمية لمزيد ترويع المتساكنين وهو الشيء الذي جعل بعض الأشخاص يعبرون عن غضبهم من خلال ترديد هم لشعارات مختلفة أو بعض الردود اللفظية و المادية .

أخيرا انكشفت خيوط المؤامرة بعد إيقاف العربي نصرة وإطلاق سراحه من جديد من لحظة إيقاف العربي نصرة بتهمة الخيانة العظمى وإيقاف بث قناته المشبوهة إلى لحظة إطلاق سراحه وعودة البث وإغلاق الملف نهائيا ... لحظات مبهمة من مسرحية مبتذلة لا أحد استطاع فهم حقيقة ما جرى بالضبط يوم 23 جانفي 2011 عندما تم إيقاف بث قناة حنبعل والقبض على صاحبها العربي نصرة وابنه بتهمة الخيانة العظمى إضافة إلى قطع البث لمدة تجاوزت ال6 ساعات ..

زمنها نشرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء خبرا مقتضبا جاء فيه ما يلي : أفاد مصدر مأذون يوم 23 جانفي 2011 أنه توفرت معلومات مفادها أن صاحب قناة "حنبعل" بحكم علاقة المصاهرة التي تربطه مع زوجة الرئيس السابق يعمل عن طريق هذه القناة على إجهاض ثورة الشباب وبث البلبلة والتحريض على العصيان ونشر معلومات مغلوطة هدفها خلق فراغ دستوري وتقويض الاستقرار وإدخال البلاد في دوامة العنف هدفه في ذلك إرجاع دكتاتورية الرئيس السابق....

ويوم 24 جانفي تم إطلاق سراح العربي نصرة دون إعطاء أي تفاصيل إضافية ولو أن التسريبات زمنها تؤكد أن عملية إلقاء القبض على العربي نصرة وإطلاق سراحه بعد يوم فقط ما هي إلا مسرحية مبتذلة أتقن إخراجها الجنرال رشيد عمار صهر..... وقد علمنا زمنها من مصادر مطلعة بوزارة الداخلية ان العربي النصرة "تاجر السلاح" كان على اتصال بليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع بعد هروبها من تونس ....

ونفهم أسباب هذه الاتصالات إذا تذكرنا مع طريقة تغطية بث حنبعل للثورة حيث مررت عديد المكالمات والتي تتحدث عن هجوم مسلحين على أحياء تونسية ونتذكر كيف بثت هذه القناة الرعب في كل التونسيين وكانت في مجملها مكالمات كاذبة إضافة إلى حث التونسيين على الإضراب والعصيان ..

واستنتج الباحثون ان ليلى قد تكون تبعث الأوامر عبر الهاتف لباعث القناة حتى يثير الرعب في التونسيين ..وقد يكون هناك تسجيل لمكالمة جمعت بين العربي وليلى بعد الثورة... كما تحدثت أطراف أخرى عن تورط العربي نصرة وابنه في توزيع السلاح على الميليشيات لبث الفوضى بين المواطنين ولكنها بقيت إلى تاريخ الساعة مجرد أخبار غير مؤكدة.

بعد المسرحية المبتذلة والسيئة الإخراج في "إلقاء القبض وإطلاق السراح" لاحظ الشعب حدوث انقلاب ب180 درجة في أسلوب قناة حنبعل وطريقة تعاطيها مع الأحداث والمجريات ولتتحول من قناة صوت الطرابلسية إلى قناة صوت الشعب ..... .والسؤال الكبير الذي يفرض نفسه : ما موضوع الصفقة التي تمت بين العربي نصرة والحكومة المؤقتة ... وهل هناك اتفاق سري بينهما لشن حملة تحريض مغرضة وبلبلة مبرمجة في صفوف المتساكنين لتثبيتهم في أحيائهم لحاميتها تفاديا لتجمعهم وسط الساحات الكبرى وإمكانية ثورتهم من جديد على حكومة محمد الغنوشي المسقطة خصوصا وان إمكانات المؤسسة العسكرية كانت زمنها شبه معدومة في التحكم في كامل أطراف البلاد.

سليم شيبوب يستنجد بالعربي نصرة لتلميع صورته عبر إرسالية نصية قصيرة

اعترف العربي نصره خلال استنطاقه من قبل أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية أنه بحكم توطد علاقته مع سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع فقد أرسل له هذا الأخير بتاريخ 17 جانفي 2011 برقية نصية على هاتفه الجوال يطلب فيها منه الوقوف إلى جانبه باعتباره من أصهار الرئيس السابق وضرورة الإدلاء بشهادات ايجابية حوله لتلميع صورته على خلفية انه مشتبه به لدى السلطات التونسية على غرار بقية أصهار الرئيس السابق الذين قاموا بعمليات نهب وسرقة لأموال الشعب.

موت لسمر الطرابلسي المشرف على استنطاق باعث القناة... اغتيال مدبر أم حادثة انتحار ؟ 

تم استنطاق العربي نصرة بإشراف الحاج لسمر الطرابلسي رئيس فرقة مكافحة الإجرام بالإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني ووجد بعدها هذا الأخير مشنوقا بمكتبه الشكوك توجهت في أغلبها إلى نحو أيتام المخلوع من عناصر الأمن الرئاسي (مجموعة القناصة) وكذلك نحو فلول المخلوع أمثال عصابة الطرابلسية وعلى رأسهم باعث القناة العربي نصرة ...فجل معارفه وأهله رفضوا فرضية الانتحار ولم يقبلوا بها على اعتبار آن المرحوم معروف بتدينه وقوة إيمانه ورفعة أخلاقه وحرفيته المهنية وكفاءته الأمنية ... يسري الدالي إطار سابق بوزارة الداخلية شكك على أعمدة صحيفة الخبير في رواية الانتحار ورجح فرضية الاغتيال....موت الحاج لسمر الطرابلسي سيبقى لغزا محيرا يصعب فك طلاسمه خصوصا وان التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون.

تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق يؤكد تورط قناة حنبعل في بث الهلع والرعب بين المتساكنين وفي بث البلبلة وسط قوات الأمن والجيش :

جاء في تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في إحدى فقراته ما يلي :"ولعبت وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها وبالأخص إحدى القنوات الخاصة دورا كبيرا...

وكان هذا الدور سلبيا في اغلب الأحيان نظرا للاضطراب الكبير الذي ادخله على جهازي الأمن والجيش من ناحية ... والهلع والرعب الذي ادخله في نفوس المواطنين من ناحية أخرى ...لقد كانت وسائل الإعلام تمرر نداءات استغاثة وتعلم عن هجومات من أطراف مسلحة وسيارات مكتراة وكذلك سيارات إسعاف تحمل أشخاصا مسلحين مما جعل هذه النوعية من الوسائل مستهدفة سواء من الأمن والجيش أو من المواطنين الذين شكلوا لجانا شعبية لحماية الأحياء ....." اتهامات خطيرة لم تؤخذ بعين الاعتبار ولم يقع إثارة التتبع العدلي في شانها في حركة فيها الكثير من المغالطة لهذا الشعب المسكين الذي اعتقد جازما انه بعد سقوط دولة الفساد ستقوم دولة العدالة ... لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فدولة فساد تبعث من جديد على أنقاض دولة الفساد المنهارة.

شكوى ضد العربي نصرة بتهمة الحث على العصيان المدني
هي شكوى رفعتها منذ أكثر من السنة مجموعة من المحامين إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد باعث قناة حنبعل العربي نصرة، من اجل تورطه في نشر أخبار مغلوطة لتحريض الرأي العام على تصعيد نسق المظاهرات والحث على العصيان المدني، قصد التأثير على جميع فئات الشعب بهدف إسقاط الحكومة وذلك من خلال تمرير طلبات استغاثة وهمية لترويع المتساكنين، وحملهم على مهاجمة بعضهم البعض..

. قضية من الوزن الثقيل لم ترتق إلى اهتمامات الحكومات الرشيدة التي تداولت على السلطة بعد 23 أكتوبر 2011 ...خصوصا وان العلاقة بين الترويكا الحاكمة وباعث القناة تشهد تقاربا والتحاما يذكرنا بتمسح الرجل على أعتاب قصور المخلوع...

القضية تم حفظها نهائيا والى الأبد من طرف النيابة العمومية، بعد لحظات من سماع العربي نصرة ومغادرته قصر العدالة مظفرا ومنتصرا هدد على المباشر بمقاضاة مجموعة المحامين من اجل التدليس والادعاء بالباطل وغيرها من الترهات...

وبعده خرج الناطق الرسمي المزعوم لقناة الشؤم "حنبعل" قائلا: «بالعودة إلى أرشيف القناة يتأكد للمواطن العادي أن القناة خدمت الثورة، بل أكثر من ذلك، فقد ذكرت القناة، قبل هروب بن علي، رموز الفساد من أصهاره وأفراد عائلته»...والفاهم يفهم فالخطاب موجه إلى المواطن التونسي العادي أي عامة الناس وللاستهلاك الإعلامي لا غير. 

العربي نصرة من متهم إلى ضحية: “الطرابلسية” قاموا بابتزازي لافتكاك قناة حنبعل

 تفاهة لا يصدقها إلا المغفل فكيف للطرابلسية بان يفكروا في السطو على قناة مملوكة لأحدهم ... خرافة أمي سيسي تعود على استهلاكها الشعب المسكين مباشرة بعد الثورة . فجميع شركاء عصابة السراق التحفوا بجبة الضحية ومسحوا ذنوبهم في المخلوع وتبرؤوا من عهده :

 فمن الهادي الجيلاني إلى العربي نصرة مرورا بلطفي عبد الناظر وبسام الوكيل وفتحي دمق وخالد القبي والقائمة طويلة لا يسمح المجال بفضحها احتراما لتاريخهم في عالم التمسكن وقلبان الفيستة...

تصوروا باعث القناة الشهير رفع قضية ضد وزير الاتصال السابق رافع الدخيل والتهمة هي الضغط عليه ليبيع قناة حنبعل بثمن زهيد لصهر المخلوع بلحسن الطربلسي....والذي أفاد باطلا صلب شكايته أنّه بعد أن حققت القناة إشعاعا وطنيا ودوليا مما جلب أنظار بلحسن الطربلسي الطامع في الاستحواذ عليها بكل الطرق مستغلا صلة القرابة بالرئيس المخلوع وادّعى، وفق المهيري، أنّ المنوب تدخّل بصفته وزيرا للاتّصالات والعلاقات مع مجلس النواب والمستشارين وذلك بأن استغل أعمال لجنة شكلت في 17 افريل 2006 لغاية تقييم الوضع المالي والتقني والبشري للقناة ..

.لكنّ الغاية الأساسية حسب زعم الشاكي باعث القنال عفوا باعث القناة كانت إجباره علي بيعها للمظنون فيه بلحسن الطربلسي بواسطة مفاوض، عرض عليه مبلغ 12 مليار وعند رفضه تم إجباره على دفع معلوم ضريبي ب2 مليار دون موجب.... وقد تم الاستماع للشهود الذين ذكروا تفاصيل الشكاية بكونهم كانوا وسطاء وقد أنكروا هذه الاتّهامات وحتى وجود علاقة بينهم وبين بلحسن الطربلسي من أساسها.... الأستاذ بدر الدين المهيري محامي المشتكى به فضح العربي نصرة وأوضح أنّ هناك شهادة من شخص كان على إطلاع بالملف حينها، أكّد فيها أنّ العربي نصرة هو الذي اتّصل به وطلب منه التوسط بينه وبين شاهد آخر للتفاوض بين الطرفين في خصوص عرض البيع والشراء، وبأنّ المفاوضات كانت خارج أوقات العمل وبصفة ودية مضيفا بأنّ ادعاءات الشاكي مقدوح فيها بالمنفعة أي السعي للظهور في موقع ضحية النظام السابق وأيضا تبرير الاخلالات المالية والجبائية والتهرب من مصادرة أملاكه...وهو ما جعله يسارع للتنصل من الطرابلسية خوفا من المصادرة وليصل الأمر إلى حد رفع قضية أمام إحدى الدوائر المدنية بابتدائية تونس لفسخ وبطلان عقد بيع مبرم بينه وبين زوجة ابنه محمد حمدي المدعوة فاتن الطرابلسي يمكنها من حصص وأسهم في مؤسسة قناة حنبعل...

العربي نصرة لا يستبعد الترشح للانتخابات الرئاسية

لم يُبد باعث قناة حنبعل العربي نصرة رفضا لفكرة الترشح للانتخابات الرئاسية، وفي حوار له مع إحدى الصحف صرح زمنها بعظمة لسانه "إن اقتضى الواجب وإذا كانت هناك قناعة بأني سأضيف شيئا فلِم لا" وأوضح باعث القناة في نفس السياق أن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية غير مطروحة وأن كل شيء سيكون في أوانه... وكلنا يتذكر حملة الأعمال الخيرية التي نفذها عراب الفساد الإعلامي وروج لها على قناته المبتذلة وكيف كان أغلب المستفيدين يناشدونه الترشح لرئاسة البلاد ....إنها الفوضى الخلاقة المؤدية بطبيعتها إلى السقوط الأخلاقي في مستنقعات الدعارة السياسية والابتزاز الإعلامي المقيت..
الرئيس المرزوقي يفضح العربي نصرة وقناة حنبعل وضيوفه 

اعترف الرئيس الموقت المرزوقي (طبعا قبل انتخابه وتنصيبه) انه زمن الانتخابات جاءه اتصال هاتفي من مسؤول بقناة حنبعل يعلمه من خلاله بان باعث القناة يدعوه لزيارة القناة والمرور على مكتبه للسلام عليه فاعتذر و أغلق السماعة حسب زعمه . 

وأكد انه كان يعلم أنه لن أضع رجلا في هذا التلفزيون والمصيبة ليست وقاحة الرجل؟؟؟؟؟؟؟ وإنما ضعف الذين تتابعوا على مكتبه حتى يضمنوا استضافتهم على شاشته، وفي المقابل كان عليهم الخروج من المقابلة للإدلاء بتصريح تذيعه القناة بتلذّذ يقولون فيه كم سعدوا بلقائهم مع الرجل الهام وأنهم تناولوا معه الوضع الراهن بالتحليل كما لو كان صاحب الأمر اليوم أو غدا.... كل هذا وهم يعلمون أن الرجل يستخدمهم لتلميع صورته ويستخدم قناته لأغراض سياسية شخصية على رأسها الإعداد للرئاسات.

عربية بن رابح :ترفع شكوى ضدّ العربي نصرة لبثّه معلومات تسبّبت في وفاة وإصابة عدد من المساجين

إبّان الثورة حيث بثت قناة حنبعل خلال الليلة الفاصلة بين 14 و15 جانفي 2011 إعلاما كتب أسفل الشاشة جاء فيه حرفيا ما يلي " تم الإفراج عن كل المساجين اثر إضرام النار في سجن المرناقية" ...

ثم انقطع البث وتسبب الخبز زمنها في أحداث بلبلة وانفلات امني داخل كل السجون التونسية ومنها سجن المنستير الذي ذهب ضحيته 48 قتيلا و25 جريحا وسجن برج العامري الذي ذهب ضحيته أكثر من 70 قتيلا و... .. المواطنة عربية بنت الهادي بن رابح وكذلك عادل بن حزاز رئيس الجمعية التونسية للنهوض بجرحى الثورة رفعوا قضية لدى النيابة العمومية بابتدائية أريانة ضد العربي نصرة صاحب قناة حنبعل وذلك على خلفية العرض المذكور أعلاه والذي بثته القناة المذكورة وتسبب آنذاك حسب الشكاية في قتل وإصابة عدد من السجناء حرقا واختناقا وفي السياق ذاته عبّرت عائلات المتضررين عن تمسكها بتتبع مؤسس القناة وكل من سيكشف عنه البحث مطالبين بفتح تحقيق في الموضوع وحسب آخر ما وصلنا فقد تعهدت الفرقة المركزية الأولى للأبحاث والتفتيش بالعوينة بملف قضية الحال واستمعت بعد إلى الشاكية عربية بن رابح..

. النهضة تختار "نصرة" لينصرها الله:

بعد أن كان الغربي غصرة عبدا لسيده الرئيس المخلوع و سارقا لأموال الشعب و أحد رموز إعلام التزييف و الكذب و قلب الحقائق لسنوات عدة ..أطل علينا الرجل بعد الإطاحة بالنظام في ثوب الضحية لينضم إلى الثوريين آو الثورجيين الجدد مخلفا وراءه ماضيه الأسود و تاريخه المظلم في عالم الجريمة والإجرام ....مناروة منتظرة من ممثل بارع أتقن فنون التملق والتزلف والتمسح والتمسكن والتلون ...نجح من خلالها في غلق ملفات فساده وفي بسط خيوطه حول الحكام الجدد من الشيخ رشودة الى بقية قياديي ووزراء النهضة الذين حولوا وجهتهم إلى جهة شطرانة بسكرة (مقر ستيديوهات حنبعل) ليؤثثوا منابر القناة الثورجية وليسعدوا بلحظات حميمية في ضيافة باعث القنال...

ووصل الأمر في التقارب بين الطرفين قناة الطرابلسية وقادة النهضة أن القائمين على تنظيم المؤتمر التاسع للحركة خصصوا فضاء كاملا لهذه المؤسسة الإعلامية الثورجية و تم إفرادها ببعض التصريحات الحصرية في وقت تعرض فيه بقية الصحفيين من تونس و الخارج إلى الاعتداء و المضايقة والهرسلة والابتزاز.... إنها بركات ثورة يحكمها الجياع.

العربي نصرة ورحلة البحث عن العصفور النادر لإنقاذه من شبح الإفلاس

روجت بعض المصادر أن العربي نصرة وفي خطوة جريئة للهروب من شبح الإفلاس قد قرر وضع مؤخرا قناة حنبعل للبيع وانه قد تلقى عديد العروض المغرية من بعض رجال الأعمال والحقيقة أن باعث القناة أو مالكها فشل في رحلة البحث عن العصفور النادر الذي بإمكانه تغطية العجز الكبير الذي سجلته حسابات "حنبعل" بعد أن انفرط الدعم المادي والمعنوي بفرار سيده وولي نعمته بن علي ....

ولإنقاذ الموقف سارع إلى الترويج إلى ان هناك عديد الخطاب على الباب ولم يبق إلا فرز العروض والاختيار والحال انه لا احد اهتم بأسوأ قناة خاصة واقلها مشاهدة في تونس قبل الثورة وبعدها.. عبد الحق العادلي

المرجع الصرخي لاتغرنكم ايران فهي الخاسر الاكبر واي مواجهة يكون انهيارها ...

صدام حسين & عمر المختار = ...تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب

شاهدوا ماذا يقول القاضي اللي حاكم صدام عن عظمة صدام حسين ووقاره

ماذا قال صدام حسين قبل اعدامه بـ ساعات؟؟

لماذا التعتيم على دور الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر؟! فؤاد الحاج

لماذا التعتيم على دور الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر؟!
فؤاد الحاج
لا يمكن لأي حر وشريف وهو يستذكر ذكرى الانتفاضة الباسلة إلا أن يعيد التذكير بوقع ومجريات الأحداث المتتالية منذ عام 1967 وصولاً إلى حصار العراق الجائر قبل العدوان الثلاثيني عام 1991 ومن ثم غزوه واحتلاله عام 2003، حيث يجد بأن كل ما تعرض له هذا البلد العربي من أذى وظلم هو بسبب إيمان شعبه بتحرير فلسطين وفعل قيادته الوطنية-القومية من أجل تحرير كل شبر عربي مغتصب من الأراضي العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ومن جبال طورورس إلى الصحراء الكبرى، واعتبار فلسطين القضية المركزية التي أمامها تهون كافة القضايا الأخرى.. وفي الوقت نفسه يجد كل حر وشريف أنه لا يمكن فصل الموقف الرسمي والشعبي العراقي واعتباره في سياق المزايدة السياسية إزاء الانتفاضة الفلسطينية الباسلة كما تفعل بعض الأنظمة العربية، وبعض الكتبة الناطقين بالعربية!.
ليس هذا من باب التمجيد بالعراق وقيادته وشعبه لأن الحقيقة والواقع تفسر ذاتها بهذا الخصوص.. فمنذ عام 1948 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي لم يوقع اتفاقات هدنة مع العدو الصهيوني، ومقابر الشهداء في بلدة جنين في الأراضي المحتلة تروي الكثير من المآثر عن بطولات جيش العراق في فلسطين المحتلة، وفي حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 67 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي كانت طائراته العسكرية تدك مواقع العدو الصهيوني في داخل الأراضي المحتلة، وفي حرب تشرين الأول/أكتوبر 73 كانت جحافل القوات العراقية الوحيدة التي دخلت أعماق الأراضي المحتلة من ناحية هضبة الجولان المحتلة، في الوقت الذي كانت تعمل فيه القيادة العراقية من أجل تحرير ليس الجولان فحسب بل كل فلسطين، ومن ناحية سيناء كانت الطائرات العسكرية العراقية أول من اقتحم مواقع وخنادق العدو الصهيوني، هذا في الماضي البعيد القريب، ومنذ اللحظات الأولى لانطلاقة انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 1998 فقد كان العراق السباق والأول في استنفار طاقاته وتكريس إمكاناته في سبيل تحرير فلسطين بدءاً من القدس. ولهذا كانت جهود العراق تصب وبسخاء سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي وعسكري لتحقيق ذلك إيماناً من قيادته وشعبه بأن تحرير فلسطين يتقدم جميع أولوياته الوطنية والقومية، وعلى ذلك يشهد السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973 على أن القيادة الوطنية-القومية في العراق لم تترك فرصة سانحة إلا وكان لجيش العراق البطل دوراً في مقارعة أعداء الإنسانية وقوى الشر المحتلة لفلسطين العربية.
وبهذه المناسبة ومن خلال متابعاتي لما أوردته وسائل الناطقة بالعربية على اختلاف ألوانها وشعاراتها، وخاصة المرئية منها، والمقابلات التي أجروها في تغطيتهم لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، لم أجد أي "خبير استراتيجي" أو "محلل عسكري أو سياسي" وحتى أي قيادي عسكري عربي أو لمعد أو مخرج تلفزيوني لتلك البرامج مع الأسف الشديد يملك الجرأة في قول الحقيقة لمجريات تلك الحرب من الناحية العسكرية والوثائقية، وكي لا نظلمهم فهم ربما يعتقدون أن ذلك يعتبر "سراً من الأسرار العسكرية الخطيرة" التي لا يجب أن يكشف عنها النقاب إلا بعد قرن من الزمن!!. والأهم كما أعتقد يجب طرح عدد من الأسئلة مثل لماذا لم يجرؤ أي عسكري عربي أو محلل سياسي على طرح سؤال حول دور الجيوش العربية التي شاركت في تلك الحرب حتى لو كانت مشاركة رمزية لتلك الجيوش؟! ولماذا يتم التعتيم الكامل على دور الجيش العراقي في تلك الحرب كما في الحروب السابقة منذ بدايات القرن الماضي مع عدم الانتقاص من جيشي مصر العربية وسورية الأبية؟!. وكي لا نطيل لائحة التساؤلات، يمكنني القول والتأكيد على الرغم من أنني لست بمحلل عسكري، بأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 تعتبر حدثاً مجيداً في تاريخ النضال العربي وتاريخ الحروب بشكل عام، كما تعتبر من المشاركات الفريدة التي شهدتها الحروب. فلقد تمت دون تخطيط مسبق على صعيدي القتال أو الشؤون الإدارية، ونفذت بشكل مفاجيء سريع، وبمبادرة عراقية بحتة. وكان من المنتظر في مثل هذه الظروف أن تكون المشاركة رمزية أو محدودة على الأقل، ولكن العراق دفع إلى أرض المحركة ثلاثة أرباع قواته الجوية المقاتلة، وثلثي قواته المدرعة، وخمس ما يملكه من وحدات المشاة، وبدأ يعد العدة لإرسال المزيد من المشاة والدروع. وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدبابات نابعا من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر.
وبالإضافة إلى الحجم المادي الكبير للمشاركة العراقية، فقد كان هناك عامل ثان يتعلق بجوهر العمل العسكري الذي يتأثر عادة بطبيعة التحالفات وشدتها. ومن الواضح أن العراق لم يدخل الحرب لمصالحه الخاصة، إنما دخل الحرب كدولة معنية مستعدة لتقديم كل شيء، مع تجاهل لأي اعتبارات أخرى مسقطاً بذلك الحسابات القطرية في سبيل تحقيق الهدف القومي العام وتطلعات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، ولو لم يعتبر العراق نفسه طرفاً معنياً، لما تمت حركة قواته بزخم وسرعة، ولاختفت الطبيعة الصدامية التي اتسمت بها القوات العراقي.
والعامل الهام الذي ميز المشاركة العراقية، هو أن القوة البرية- الجوية الكبيرة التي دخلت سورية، والتي كانت بحجم فيلق مدرع مدعوم بأربعة أسراب من الطائرات المقاتلة، لم يشكل قيادة ميدانية مستقلة، بل وضعت نفسها تحت تصرف القيادة السورية مباشرة، بغية تسهيل عمل هذه القيادة، وإعطائها قدرة على زج القوات في المعركة بأسرع وقت ممكن، وهذه مسألة كبيرة الأهمية في ظروف حرب تشرين الأول/أكتوبر من الناحية العملياتية على أرض المعركة، ويمكن أن تسجل كمثل في التاريخ العسكري ولم يكتف العراق بإرسال سلاحه العسكري، ولكنه استخدم أيضا سلاحه الاقتصادي ضد أعداء الأمة العربية والمشاركين في نهب الثروات العربية، وقدم الشعب العراقي إلى الشعب السوري النفط والمساعدات الاقتصادية والذخائر ودبابات التعويض، واعتبر أن ما يقدمه جزء من حق الشعب العربي السوري في ثروات الأمة العربية ومن بينها ثروات العراق.
ورغم كل هذه الحقائق التي تؤكد أن العراق ذهب إلى الحرب على أساس أنها حربه، لا حرب حلفائه، وقدم كل ما يستطيع تقديمه في الظروف التي وضع فيها، فإن دور قواته المسلحة بقي مجهولاً لكل العرب تقريباً مع العلم أن البعض منها تحدث عن دور اللواء الأربعين الأردني ودور القوات الرمزية المغربية دون أي ذكر في وسائل الإعلام العربي عن دور تسعة ألوية عراقية تعادل دباباتها سبعة أضعاف الدبابات الأردنية، وتعادل مسافة انتقالها إلى ساحة المعركة عشرة أضعاف مسافة انتقال اللواء الأردني. ولسنا نريد من هذه المقارنة الانتقاص من بطولة جنود وضباط اللواء الأربعين الأردني أو دور القوات المغربية، ولكننا نريد التأكد على أن معظم وسائل الإعلام العربي حاولت أن تسرق من الجندي العراقي بطولاته، وأن تلقي بظلال الشك والريبة على مشاركة القوات العراقية في كل الحروب التي خاضتها تلك القوات في سبيل قضايا العروبة كلها وذلك خدمة لأعداء الإنسانية، واليوم وبعد احتلال العراق الكل لا زال يذكر أن أول عمل قامت به قوات الاحتلال الصهيو-أمريكية كان قرار حل الجيش العراقي البطل، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على الحقد الكبير والعميق لدى أعداء الأمة على جيش العراق وتاريخه النضالي.
لذلك مطلوب من كل الباحثين السياسيين والعسكريين الأحرار والشرفاء في البلاد العربية أن يضعوا الدراسات والكتب التي تكشف حقيقة المشاركة العسكرية العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، وحجمها، وأهدافها، والدوافع الكامنة وراءها، التي تضع بين يدي الإنسان العربي الباحث والمؤرخ والكاتب والمحلل السياسي أو العسكري أو "الخبير الاستراتيجي" التي تبرز صورة لجانب من جوانب تلك الحرب، التي يتجاهلها الإعلام الناطق بالعربية، على الرغم من اعتراف المحللين العسكريين الغربيين، والصهاينة أنفسهم بقدرة جيش العراق البطل. وهذا ما دفعنا إلى الكتابة حول هذا الموضوع بعد أن استقيت المعلومات من شهادات عدد من القادة السياسيين العراقيين الذين صنعوا القرار السياسي وذلك من خلال الزيارات التي قمت بها للعراق منذ بداية العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991، إضافة لبعض المراجع من الذين ساهموا في تخطيط العمليات العسكرية على الجبهة السورية، وشهادات من بعض الذين شاركوا في معارك تلك الحرب ببطولة رائعة، الذين كتب لهم شرف النصر دون أن يكتب لها شرف الشهادة.
وفي محاولتي هذه ألقي الضوء على كبد الحقيقة، للوصول إلى سمو مستوى الحدث التاريخي. ويقيناً إن الكتابة عن الأعمال الخالدة تبقى دائما محاولة دون مستوى الوصول إلى كبد الحقيقة، لأن تاريخ البطولات المسطر بالدم أبلغ من أي تاريخ مسطر بالمداد. وأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر تستحق أكثر من هذه الكتابة من قبل المتخصصين في الشؤون العسكرية، تماما كما تستحق بطولات الجيشين المصري والسوري أكثر مما كتب عنها حتى الآن، رغم غزارة ما كتب عنها، كما تستحق أكثر من الأفلام والمسلسلات الاجتماعية التي صنعت في هذا المجال، يراد أفلام وثائقية كاملة.
إن القيادتين السياسية والعسكرية في القطر العراقي، وضعتا في موقف صعب جداً، نظراً لأن المخططين الأساسيين لحرب تشرين الأول/أكتوبر لم يطلعوهما مسبقاً على نواياهم، الأمر الذي جعل القوات المسلحة العراقية تدخل الحرب وسط شروط غير ملائمة حرمتها من إظهار كل الإمكانات والطاقات الكامنة فيها، وجعلت دورها - رغم كبره - أصغر بكثير من الدور الذي كان بوسعها أن تلعبه، لو أنها وضعت في شروط ملائمة كالتي وضعت بها القوات المصرية والسورية، خاصة وأن فاعلية القوات المسلحة لا تتعلق فقط بقوتها وكفاءتها الذاتية، ولكنها تتعلق أيضا، وإلى حد كبير، بالشروط المفروضة عليها خلال العمل.. وفي هذا الصدد أشير إلى التأكيد على ست نقاط:
أولاً: أن الجيشين المصري والسوري والقوات العربية الملحقة بهما وهم (القوة المغربية في سورية، وجيش التحرير الفلسطيني في مصر وسورية، وكتيبة دبابات كويتية وجناح جوي عراقي في مصر).. قامت باستطلاع مسرح العمليات بشكل دقيق، ونظمت تنفيذ المهمات المحددة مسبقاً، في حين دخل الجيش العراقي الحرب في سورية على أرض لم يستطلعها، ونفذ واجباته من الحركة في حركة تصادمية تعتبر من أصعب أشكال الحرب وأكثرها تعقيداً.
ثانيا: تمركزت القوات العربية في منطقة التحشد قبل الحرب، ثم انطلقت منها لتنفيذ واجباتها مباشرة، على حين قامت القوات العراقية بواجباتها بعد تنقل طويل تراوح بين 1200 و1500 كيلو متر (حسب مكان تمركزها).
ثالثاً: كانت الشؤون الإدارية للقوات العربية (الإمداد، التموين، الإخلاء... الخ) تتم ضمن عمق المهمة اليومية للقوات المدرعة، ولا تتطلب جهدا استثنائيا خاصا، على حين كانت القوات العراقية المقاتلة في الجولان تؤمن معظم شؤونها الإدارية عبر قصبة التنفس الاستراتيجية الطويلة (بغداد - دمشق).
رابعاً: عملت القوات المصرية والسورية والقوات العربية المعززة لها بسياق عمل واحد جرى التدريب عليه قبل الحرب، بينما دخلت القوات العراقية الجوية والبرية المعركة بسياق عمل يختلف عن سياق عمل القوات السورية، ويختلف عن سياق عمل اللواء الأردني الأربعين الذي يغطي جناحها الأيسر.
خامساً: لقد تم زج القوات البرية العراقية على الجبهة السورية الضيقة فقط. ولم يسمح لها باستخدام مجال عملها الواسع على الجبهة الأردنية العريضة، الأمر الذي حرمها من حرية العمل واختيار مكان الضربة، وجعل ضربتها غير المباشرة الموجهة إلى جيب "سعسع" في هضبة الجولان المحتلة تأخذ طابعاً تكتيكياً بدلا من الطابع الاستراتيجي الذي كانت الضربة غير المباشرة ستحققه لو أنها توجهت إلى "البطن الرخو" لقوات الاحتلال في فلسطين المحتلة عبر الحدود الأردنية- الفلسطينية.
سادساً: لقد أثرت ظروف دخول الجيش العراقي إلى سورية على حركة القوات المدرعة العراقية وجعلتها تصل إلى الجبهة تباعاً، وفرضت ظروف المعركة زجها بالتقسيط (بالألوية)، بدلا من زجها بكتلة ضاربة (فرقة أو فيلق)، وفق أبسط مبادىء قتال الدبابات في الحرب الحديثة، ولقد أدى زج الدبابات الإجباري بالتقسيط إلى حرمانها من استغلال عامل الصدمة إلى الحد الأقصى.
لهذا كله فأن من الغبن القول بأن ما جرى يمثل الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش العراقي في المعركة القومية. وإذا أردنا أن نكون موضوعيين، توجب علينا أن نقول بأن المنجزات الضخمة التي حققتها القوات المسلحة العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، هي المنجزات القصوى التي كان من الممكن تنفيذها في الظروف الحقيقية التي وضعت بها، وضمن تحديدات الزمان والمكان التي فرضت عليها، علماً بأن هذه التحديدات فرضت هذه المرة من قبل الصديق! لا من قبل العدو- كما هي العادة في الحروب.
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من الأخوة الأعزاء في سوريا أعلنوها مراراً بأنه لولا جيش العراق البطل لكانت سقطت دمشق وهو السبب الأساسي الذي دعا القيادة السورية لطلب تدخل الجيش العراقي في المعركة. وهنا أشير إلى أنه في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 1973 قابل السفير العراقي وزير الخارجية السوري بناء على طلبه وأكد له الوزير "على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت وبأكبر حجم ممكن. ورجا أن لا تقل عن فرقتين بكامل دروعهما" (نص من برقية عاجلة بعث بها السفير العراقي بهذا الخصوص إلى بغداد كانت محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية العراقية - قبل احتلال العراق وغزوه من قوى تحالف الشر الصهيو-أمريكي ولدينا نسخة منها وقد وردت بتاريخ 8/10/1973). ولم تكن الفرقتان المدرعتان الثالثة والسادسة تنتظران هذه البرقية فلقد وضعتهما القيادة السياسية في الإنذار منذ يوم 6/10. وعندما تلقى عامل البرقيات في وزارة الخارجية الكلمات القادمة من مسافة 1050 كيلومتراً، كانت سلاسل دبابات ومجنزرات الجيش العراقي تطوي الطريق الصحراوية متجهة نحو الجولان.
كما نود الإشارة إلى أنه قد تم وضع مخطط عسكري شامل لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة بدءا من هضبة الجولان آنذاك، ولكن بسبب قبول سوريا ومصر قرار وقف إطلاق النار رقم 338 قرر العراق سحب قواته العسكرية بعد أن سمع عن قبول سوريا ومصر بقرار وقف إطلاق النار من الإذاعات بتاريخ 22/10/1973، فأعلنت القيادة العراقية في اليوم نفسه ما يلي: "إن العراق لم يكن طرفاً في اتفاقيات الهدنة لعام 1948، كما أنه لم يوافق على قرار وقف إطلاق النار لعام 1967، لذلك وانسجاماً مع سياسة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي في رفض التفاوض والصلح مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، فإننا لا نعتبر أنفسنا طرفاً في أي قرار أو إجراء أو تدبير من هذا القبيل اتخذ أو سيتخذ في المستقبل".
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/أكتوبر 1973 وبعد مشاورات طيلة أكثر من أسبوع مع عدد من الدول العربية ومنها مصر وسورية ومطالبتهم باستمرار تنفيذ مخطط التحرير الشامل بناء للمعطيات على أرض المعركة، ولما وجد العراق أن هناك جهات عربية تسعى للوصول إلى ما يسمى "الحل السلمي" من وراء القبول بقراري مجلس الأمن (242 و338) أصدر قراره بسحب قواته العسكرية من الجبهتين السورية والمصرية، وشرح حيثيات ذلك في بيان صدر عن القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة بتاريخ 29/10/1973 مؤكداً على ما أعلنه بتاريخ 22/10/1973، وبدأت القوات العسكرية العراقية بالعودة إلى العراق بعد انتصاراتها الرائعة التي سطرتها في معارك الشرف والبطولة للدفاع عن أرض الوطن العربي الكبير.
وهنا نترك للقراء الأعزاء الاطلاع على بعض الخرائط التي تصور أرض المعركة في هضبة الجولان وأماكن المعارك وتواجد القوات العسكرية السورية والمغربية والعراقية:





من أرشيف "المحرر" العدد 197 (6/10/2004)



الارشيف

المتواجدون الآن