من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

كلمة السيسى كاملة فى الامم المتحدة 24-9-2014

حول أحداث مدينة قفصة 1980 –



حول أحداث مدينة قفصة 1980 – 

شاهد عيّان يروي بعض التفاصيل:

يصادف يوم 27 جانفي ذكرى عملية الهجوم على مدينة قفصة بالوسط الغربي للبلاد التونسية من طرف مجموعة مسلّحة من التونسيين بتواطئ مع السلطات الليبية و الجزائرية آنذاك. و بهذه المناسبة يدلي السّيد محمد العماري لموقع المعهد التونسي للعلاقات الدوليّة، بما شاهده و عاشه في ذلك اليوم باعتباره كان عسكريا مباشرا بوحدات فيلق 31 للمدرّعات، وممن عاينوا هذه الحادثة الأليمة.

المعهد التونسي للعلاقات الدوليّة/ س: في البداية الحادثة وتطوراتها الميدانيّة؟

الحادثة كانت يوم الأحد 27 جانفي 1980 عند الساعة الثانية صباحا، عندما انطلقت المجموعة المسلحة المتكونة من قرابة 60 مسلّحًا، حيث هاجمت على الساعة الثانية صباحًا مراكز الأمن من شرطة و حرس وطني داخل المدينة بالتوازي في الهجوم على ثكنة أحمد التليلي التي تقع وسط المدينة. كانت آنذاك شبه خالية من وحدات الفيلق 11 للمشاة، التي كانت وقتئذٍ في مهمّة دورية بالصحراء بالجنوب التونسي لمدّة شهر. فلم يكن متواجدًا فيها أثناء الهجوم غير فصيل للحراسة و آخر للقيادة و المصالح و كذلك فصيل تابع لفوج الشرف كانوا في طريقهم إلى العاصمة بعد مهمّة استقبال الرّئيس بورقيبة في مدينة توزر. أما ثكنة الهادي خفشة التي تقع على أطراف المدينة لم يكن متواجدا فيها ساعتها إلا حوالي 300 من المجندين الجدد، كانوا تحت تأثير تلقيح T.A.B و هو تلقيح إجباري لكل مستجدّ و يستوجب راحة بـ 48 ساعة بعد كلّ تطعيم. و قد تم اقتحام الثكنتين بعد معركة ضارية بينهم و بين الحراس أُستُعمل فيها السلاح الأبيض و الناري و كاتم الصوت، انتهت بإعدام الحراس رمْيًا بالرّصاص من طرف المهاجمين و سقوط قتلى و جرحى من الجانبين، ثم، وعن طريق أحدهم سبق له أن قضى الخدمة العسكرية داخل الثكنة المستهدفة، عمدوا إلى استخراج كميات من السلاح الخفيف و الذخيرة، عجزوا على استعماله فيما بعد لأسباب فنّية.

ومثلما استفيد فيما بعد من بعض الناجين، التحقت المجموعة المهاجمة لثكنة احمد التليلي ومراكز الأمن، ببقيّة المسلحين داخل ثكنة الهادي خفشة بعد ما عاثوا فسادًا في طريقهم في المدنيين، الذين في أغلبهم من الباعة المتجوّلين حسب ما تبيّن من سياراتهم المهشمة والمحمّلة بالبضائع. وقد تم كذلك تعطيل حافلة جزائرية في طريقها الى طرابلس واستخدامها كحاجز من طرف المسلحين بعد أن تم إيقاف ركابها في شكل رهائن. كما عمدوا إلى قتل كثير من المواطنين ممن امتنعوا عن حمل السلاح معهم و الالتحاق بصفوفهم لإنجاز الثورة حسب زعمهم.

و في حدود الساعة الثامنة صباحًا ساق المهاجمون كل من في الثكنة (حوالي 300 مجند) إلى معهد ثانوي قريب حيث تم احتجازهم كرهائن في قاعة رياضية هناك.

و في حدود الساعة الحادية عشر وصلت وحدتان من فوج 33 لمدرّعات الاستطلاع (RBR)بقيادة المقدم آنذاك الطاهر بوبكر من مدينة القصرين التي تبعد حوالي 125 كلم شمال غرب قفصة. و في حدود الساعة الثانية بعد الظهر و بعد تطهير الثكنات و التّمركز داخلها و حول المعهد الذي يتحصن فيه المسلحون و قرابة 300 جندي عزلا كرهائن، بدأت هذه القوة بالهجوم و فتح النار.

و في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر وصلت وحدة مدرّعات ثقيلة من الفوج 31 للمصفحات(RC) بمدينة قابس التي تبعد حوالي 136 كلم جنوب شرق قفصة. و عند الساعة الرابعة عصرا كان كل شيء قد تم تقريبا: من تحرير الجنود الرهائن الذين اغتنموا بدورهم فرصة اشتباك المسلّحين مع قوات الجيش للهروب من الأسر و التفرّق داخل المدينة و الوصول إلى الخطوط الخلفية لقوات الجيش و الاحتماء بها.. إلى قتل و أسر جُل المسلحين إلاّ القليل منهم الذين استطاعوا الانسحاب و التخفي داخل الأحياء السكنية.

و في اليوم الموالي أي 28 جانفي، تم تمشيط بعض الأحياء من أهمها حي النور معقل المسلحين، حيث تم استرجاع الأسلحة المستخرجة من الثكنة و أسلحة أخرى و معدّات اتّصال و وثائق. كما تم القبض على بعض الفارين على أيدي قوات الطلائع (Les Commandos) التي قامت حينئذ بالتمشيط. كما تمّ في الأيام الموالية ملاحقة الذين استطاعوا الخروج من قفصة و التسلل إلى الأماكن المجاورة مثل ما حدث مع "أحمد المرغني" القائد العسكري للعملية و اثنين من مرافقيه وإلقاء القبض عليهم بضواحي حامة قابس يوم 6 فيفري، بعد استسلام "عز الدين الشريف" قائدها السياسي. و قد تبيّن بعد ذلك أن المرغني قد غادر قفصة يوم 27 جانفي صباحًا بعدما تبين له فشل العملية و كان ينوي الرجوع إلى التراب الليبي..

المعهد التونسي للعلاقات الدوليّة/ س: ما قولك في ما أشيع وقتها بأن المهاجمين قد سيطروا على المدينة سيطرة كاملة لمدّة أسبوع؟ 

إن المسلّحين لم يتمكّنوا من السيطرة على حتى بعض أجزاء من المدينة، بل كانت سيطرتهم في ظل غياب تواجد قوات للردع، إلا على بعض النقاط المحدودة لبضع ساعات فقط بسبب عدم استجابة سكان مدينة قفصة لنداءات المسلحين المتكررة لحمل السلاح والالتحاق بـهم. و هذا الفشل أصبح تاما بدخول قوات الجيش للمدينة وإعلان السيطرة عليها.

المعهد التونسي للعلاقات الدوليّة/ س: ما حقيقة في ما أشيع بوحدات أجنبية ميدانية قد شاركت في تحرير مدينة قفصة؟

أنّ عملية التطهير لمدينة قفصة قد تمّت على أيدي قوات الجيش التونسي و الآمن الداخلي دون الاستعانة بأي قوات ميدانية أجنبية لا كما يُرَوّج لذلك.

و للتاريخ فأن المساعدة الفرنسية و المغربية بعد ذلك قد انحصرت لوجستيكيًا فقط. حيث وضعا طائرات نقل من نوع 130 C وTransall على ذمّة الجيش التونسي لنقل بعض القوات و المعدات و الذخائر إلى الجنوب الشرقي لتعزيز الوحدات المتواجدة هناك: ليس لفكّ الحصار على قفصة، باعتبار أن المسالة وقع تطويقها منذ الساعات الأولى و القضاء عليها، و لكنه تحسبًا لهجوم ليبي على الأراضي التونسية بعد التوتّر الشديد الذي حدث لاحقا بين البلدين اثر اكتشاف ملابسات العملية و التورّط المفضوح للنّظام الليبي فيها.

محمد العماري ـ عسكري سابق

عن الإرهاب الحقيقى.. والمزعوم

عن الإرهاب الحقيقى.. والمزعومجلال أمينجلال أمين

نشر فى : الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 8:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 8:55 ص
كان من الطبيعى أن يقل الحديث شيئا فشيئا عن أحداث 11 سبتمبر 2001 مع مرور الزمن، ولكن يلاحظ أن الحديث عن «الإرهاب»، بوجه عام، لم يتناقص، بل بالعكس، أصبح الإرهاب هو الموضوع الذى يحوز أكبر قدر من اهتمام وسائل الإعلام، بل وأكثر من ذلك، أصبح كل منا محلا للشك والارتياب، وأصبحنا جميعا نعامل، أكثر فأكثر، «كإرهابيين محتملين». يظهر هذا مثلا فى طريقة التعامل معنا لدى دخولنا إلى كثير من الأماكن العامة أو الفنادق الكبيرة، حيث أصبحنا، أكثر فأكثر، نتعرض للتفتيش، وقد تستخدم الكلاب المتوحشة لتشمم سياراتنا قبل السماح لنا بالمرور. ولكن هذه الطريقة فى التعامل تظهر على الأخص فى المطارات، حيث تطلب منا أشياء مهينة، كرفع الذراعين، وقبول أن يتحسس موظف الأمن أجسامنا، وخلع الأحذية والجاكيتات وربما الأحزمة أيضا، والتخلى عن زجاجات الماء لاحتمال استخدام الماء فى صنع مواد متفجرة داخل الطائرة...الخ.
هذا التطور فى معاملة الناس العاديين كإرهابيين متنكرين، حتى كاد يعتاده الناس ويقبلونه وكأنه من طبائع الأمور، اقترن بزيادة الأعمال الإرهابية الحقيقية التى تقوم بها دول أو أشخاص هم أنفسهم الذين يوجهون إلينا هذا الاتهام. إن ما حدث مثلا خلال الأعوام الثلاثة الماضية من تدمير لليبيا، على أيدى دول حلف الناتو، وتدمير للعراق، على أيدى الولايات المتحدة وحلفائها، وما حدث ومازال يحدث فى سوريا والعراق على أيدى ما يسمى بجماعة (داعش)، والذى تتخذ إزاءه حكومات هذه الدول التى تتزعم اتهام الآخرين بالإرهاب، مواقف سلبية أو مائعة على الأقل، مما يزيد من الشك فى انهم يلعبون دورا حاسما فيه، كل هذا هو من قبيل الإرهاب الحقيقى الذى لا يمكن منعه للأسف بأعمال التفتيش أو الاعتقال، إذ إن القائمين به دول محترمة تشتهر بالسهر على حقوق الإنسان وبالدفاع عن الديمقراطية.
•••
هناك نكتة قديمة (ترجع فيما أظن إلى غزو أمريكا للعراق فى 2003)، ولكنها لازالت ملائمة تماما لما نحن فيه الآن، عن الفرق بين الإرهاب كعمل غير مشروع، والحرب كعمل مشروع، إذ تقول ان الحرب المشروعة تتمثل فى ضرب العدو من فوق (كضرب أمريكا مثلا لبغداد لإسقاط صدام حسين)، أما الإرهاب فهو ضرب العدو من الجنب، كاختراق الطائرتين المحملتين بإرهابيين، للبرجين الشهيرين فى نيويورك فى 11 سبتمبر 2011.
هذه النكتة تشير بالطبع إلى سخافة لفظ «الإرهاب» وخلوه من أى معنى مفيد. فهى كلمة لا تعنى أكثر من «التخويف»، ولكنها لا تفصح عن أى شىء فيما يتعلق بالغرض من هذا التخويف أو حتى وسيلته، أو عن جنسيته وطبيعة الشخص الذى يقوم به (سوى أنه يخيف الناس طبعا).
لم يكن لفظ «الإرهاب» يستخدم كثيرا فى أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعى والرأسمالى، حين شاع الحديث عن الخطر الشيوعى، وكثر الكلام فى الغرب عن أن الموت ربما كان أفضل من الخضوع للشيوعية (brtter dead than red) أو العكس، أى أن انتصار الشيوعية أقل سوءا على الأقل من الموت (better red than dead). ولكنى الآن (وبعد ربع قرن من سقوط الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة) أرى علاقة قوية بين التخويف من الخطر الشيوعى، الذى شاع فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وبين التخويف من الإرهاب، الذى بدأ يشيع بمجرد انتهاء ذلك الخطر. إذ يبدو لى أن هناك شيئا مصطنعا فى الحالتين، بمعنى أن كلا منهما يتضمن المبالغة فى تصوير الخطر، بل وربما اختلاق خطر موهوم اختلاقا، كما يبدو لى إن الهدف فى الحالتين قد يكون واحدا، يتحقق بمجرد إشاعة الخوف بين الناس.
لم يكن الأمر بهذا الوضوح عندما كان يجرى تخويفنا من الشيوعية. إنى أذكر ان الزعيم السوفييتى خروتشوف قال مرة، وهو يرد على مزاعم الغرب بأن الشيوعية تهدد باكتساح العالم «نحن أيها السادة لا نأكل الأطفال»! مشيرا إلى الصورة التى كانت تدأب وسائل الإعلام فى الغرب على رسمها للروس وزعمائهم. توقفت هذه العادة بمجرد سقوط حائط برلين فى 1989، وسقوط دولة شيوعية بعد أخرى، وتفكك الاتحاد السوفييتى إلى عدة دول تطبق هى أيضا نظام السوق الحرة، وظهر أن الروس أطيب قلبا وأظرف مما كانوا يصدرون لنا، ولكن ظهر أيضا أن الحاجة إلى تخويف الناس لازالت مستمرة، ومن ثم الحاجة إلى اختراع خطر جديد.
هذا الخطر الجديد هو «الإرهاب»، ولكنه يختلف عن الخطر الشيوعى فى أنه لا يعرف له مبدأ محدد، أو زعماء مشهورون، أو كتب قديمة أو حديثة، بل ولا يعرف له هدف أو قضية واضحة ولا موطن محدد. فأهدافه متغيرة لا يفصح عنها، وقضاياه، إذا ذكرت على الإطلاق، متعددة قد يتعارض بعضها مع البعض الآخر، ومن الممكن أن يظهر الإرهاب فى أى مكان فى العالم ثم يختفى ليظهر فى مكان آخر. (وعندما ينتهى الغرض منه يلقى بجثة زعيمه فى المحيط، حتى تضيع أى وسيلة للتحقق من أن الذى تم قتله هو حقا ذلك الزعيم الإرهابى دون غيره). وهو لا يترك أبدا وراءه ورقة ليخبرنا فيها بسبب الإرهاب وهدف، بل إنه لا يبدو وكأنه يحقق أى هدف على الإطلاق أو أى مصلحة لمن يقوم به، وإن كان يحقق بالضرورة مصالح مهمة لمن اخترعوا فكرة الإرهاب أصلا.
•••
شيئا فشيئا بدأت أدرك أن خطر (الإرهاب) هو البديل الجديد، فى العصر الذى نعيش فيه، للخطر الشيوعى. وكما ان التهديد بالخطر الشيوعى حقق مصالح متعددة للولايات المتحدة، عن طريق تبرير التدخل فى دولة بعد أخرى من دول العالم الثالث، بل وفى دول أوروبا الغربية نفسها، وفى إنتاج المزيد من الأسلحة وبيعها لحكومات بعضها لا يستخدم السلاح أصلا، وكذلك لتبرير المعونات العسكرية والاقتصادية التى تهدف إلى أشياء أخرى غير تنمية البلاد الفقيرة، فإن التهديد بخطر الإرهاب استخدم ولايزال يستخدم لتبرير مصالح مماثلة، من احتلال العراق، إلى ضرب ليبيا، إلى تقسيم بلاد يراد تقسيمها لسبب أو آخر (لم يتضح تماما بعد) فضلا بالطبع عن استمرار إنتاج السلاح وبيعه.
لتحقيق هذه المصالح لابد من إشاعة الخوف، إن لم يكن بإرهاب حقيقى فعلى الأقل بإرهاب مزعوم.

متحف لتاريخ الإخوان

للوطن

متحف لتاريخ الإخوان

أسامة هيكلالخميس 04-09-2014 21:59
طالبت مرات كثيرة، منذ حكومة الدكتور الببلاوى، وحتى الآن، بضرورة البدء فوراً فى إنشاء متحف لتوثيق جرائم الإخوان منذ نشأة الجماعة فى 1928 حتى سقوطها فى 2013.
فعبر هذا التاريخ الطويل، الذى امتد 85 سنة، ارتكب الإخوان المئات من الجرائم والاغتيالات منذ النقراشى باشا والخازندار، مروراً بمرحلة ثورة يوليو 1952 وما بعدها، وعلاقتهم بالمحتل البريطانى، وانتهاء بوصولهم للسلطة فى مصر بعد نجاحهم فى الحصول على تعاطف غير مسبوق، واستغلال فترة السلطة فى تكريس الكراهية ضدهم بعنف لا محدود كأنهم ينتقمون من المصريين، وحينما ثار عليهم الشعب المصرى، لم يحترموا إرادته وبدأوا فى سلسلة من الجرائم سواء باغتيال ضباط يملكون عليهم وثائق وشهادات، أو بوضع عبوات ناسفة دون النظر للأرواح التى يمكن أن تهدر فيها، أو تعطيل مرافق حيوية، ومنها عمليات تفجير أبراج الضغط العالى والعبث بشبكة الكهرباء وتفجيرات خطوط الغاز، أو التباهى بعمليات تفجير مدرعات ليموت فيها عشرات الأبرياء، أو تصفية الجنود فى نهار رمضان، أو الاستناد على قوى غربية فى إثارة الفتن داخل مصر والدول العربية الأخرى، وكأن هذه العمليات الإرهابية ستجبر المصريين على إعادة نظام الإخوان مرة أخرى، وكأن أحداً لديهم لا يملك عقلاً يدرك أن هذه العمليات ستزيد من كراهية المصريين لهم.
والحقيقة أننى وملايين غيرى كنا نتعجب حينما نسمع مسئولين كباراً فى عهود سابقة يتحدثون عن عنف الإخوان، وأنهم أصل الجماعات الإرهابية فى العالم، ولكنهم وبغباء شديد برهنوا على أن هذا الكلام كان صحيحاً، وأنهم بالفعل وراء دماء كثيرة سالت وأرواح كثيرة أزهقت عبر ما يقرب من قرن من الزمان. ولكنهم يمتلكون الآن القدرة المادية الهائلة، والدعم الدولى من قوى تدعم التطرف والإرهاب، وإعلام عابر للحدود يتميز بتأثير على المجتمع الدولى وبعض المجتمعات الغريبة. ويحاولون أن يوهموا الناس أنهم مظلومون لا علاقة لهم بما يجرى من أحداث عنف وإرهاب، ورغم أن السنة التى تولوا فيها الحكم لم تكن ببعيدة، إلا أننا شعب عاطفى، ننسى مع مرور الوقت ونصفح، وربما يتجاوب بعض المصريين معهم بعد فترة بمنطق «عفا الله عما سلف». ونجد أنفسنا نعيد الكرة مرة أخرى مع أجيال جديدة لم تشعر بما شعرنا نحن به وشعرت به أجيال سابقة لنا.
وأهمية إنشاء متحف لتوثيق جرائم الإخوان، أنهم كانوا بالفعل مرحلة من تاريخ مصر، وتوثيقها واجب من ناحية بحلوها ومرها، وإن لم يكن بها أى حلاوة.
كما أن مثل هذا المتحف يكون مزاراً لأطفال المدارس كى لا ينسوا أن المصريين عانوا من هذا الفصيل معاناة طويلة للغاية، ويتفهموا جرائمهم منذ نشأتهم حتى أفولهم.
وهذا المتحف ليس بدعة، فقد شاهدت متاحف مثله فى دول كثيرة فى العالم تتميز بعرض متحفى شيق، رغم أن ما بها ليس أكثر من صفحات صحف بسيطة، وهنا ينبغى التأكيد على أن الهدف من مثل هذا المتحف هو تعليم الأطفال بطريقة جذابة تاريخ الإخوان فى مصر، وكذلك توثيق تلك المرحلة للمؤرخين والباحثين. والمفيد أن هناك الآلاف من الصور والوثائق التى يمكن الاستفادة بها فى هذا المتحف.
ترى هل تستجيب حكومة المهندس إبراهيم محلب، والدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، لإنشاء مثل هذا المتحف حتى لا يستغل البعض الطبيعة العاطفية للمصريين ويستدرجهم لنفس الخطأ مرة أخرى؟!
الأمر لن يكلف كثيراً إذا كانت المشكلة فى التمويل. ولكن المهم هو اتخاذ قرار.



الارشيف

المتواجدون الآن