من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

انتهى العام الثامن للاحتلال ... فماذا بعد ؟؟ / عراق المطيري


بسم الله الرحمن الرحيم
على الرغم من كوني لست عسكريا ولست مطلعا بما يكفي في السياقات العسكرية إلا بقدر استخدام البندقية وتوجيهها صوب صدر العدو الذي أأمن بالمطلق بحتمية تحطيمه على ارض بلدي لما قام به من فعل خسيس وجبان بالعدوان على شعبنا الأمن لا لجريرة أو ذنب اقترفناه بحق الأمريكان أو بحق غيرهم إلا لأننا شعب حر نريد كغيرنا أن نمارس حقنا في ما وهبنا الله العزيز في حياة حرة كريمة , ومن خلال هذا أستطيع أن أضع تعريفا بسيط للانتصار العسكري تأسيسا على كوننا الآن على مسرح الأحداث العراقية ننقسم إلى معسكرين متقاطعين تماما هما نحن أصحاب الأرض المغتصبة وخصمنا جيوش الأمريكان المعتدية , ويتلخص تعريفي بتحطيم قدرات الخصم وشل قدراته في توجيه ضربات موجعة للعدو وإرغامه على الابتعاد مهزوما عن ميدان المعركة والتخلي عن تحقيق الغايات والأهداف التي يبتغيها ومن خلال هذا نضع تساؤلنا بعد ثمان سنوات من الغزو والعدوان الأمريكي على بلدنا ... من المنتصر ؟؟؟
هل انتصرت أمريكا على الشعب العراقي ؟؟؟
هل حققت غاياتها من عدوانها على العراق ؟؟؟
إذا فهمنا إن غاية أمريكا من عدوانها على العراق ليست ثروات العراق فهذا تحصيل حاصل بعد العدوان ولا احتلال القطر لأجل الاحتلال ولا التخلص من قيادته السياسية ولا إي شيء مادي يجعلها تتحمل ما تكبدته من تلك الخسائر البشرية والمادية الباهظة حسب اعترافاتها وتفعل ما لا يتفق مع سياستها المعلنة وتحرج ساستها في تبني حقوق الإنسان على غرار فضائح سجن أبو غريب وما شابه .... إذا فهمنا إن أمريكا تستهدف فكر الإنسان العراقي الذي نشأ عليه وبدأ يعمل على تطبيقه منذ عام 1968 نستطيع أن نحدد بشكل قريب من الدقة من المنتصر في عدوان الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب العراقي .
لا يستطيع أي عاقل أن ينكر التفوق العسكري الأمريكي على كل المستويات التعبوية والتقنية جوا وبحرا وبرا ولا يستطيع احد أن ينكر إن قوات الغزو الأمريكي قد أزاحت نظام الحكم الوطني العراقي واعتقلت قياداته واغتالت اغلبها في نفس الوقت الذي قتلت وهجرت الملايين من أبناء شعبنا ودمرت مقومات دولتنا عن آخرها وفتحت أبواب القطر على مصراعيها لكل من هب ودب من عصابات القتل ومليشيات منظمة غير ما اعد منها مسبقا وفق منهج متخصص لتنفيذ مهام معينة تلبي أغراض العدوان فهل يستطيع احد أن يقول إن القوات الغازية الأمريكية قد انتصرت ؟؟؟؟
في حساب بسيط للخسائر البشرية الأمريكية على أرضنا وهذا ليس موضوع بحثنا , إذا تذكرنا إن الصغير جورج بوش الابن قد أعلن بعد اقل من شهر من العدوان الأمريكي على العراق إن العمليات العسكرية الفعلية قد انتهت وحينها كان عدد قتلاهم لا يتجاوز المائة ولكن اليوم وحسب اعترافاتهم الرسمية بلغ عدد قتلاهم أكثر من أربعة آلاف ونصف وإن عدد من أصبح غير صالح للعودة إلى الخدمة العسكرية في جيشهم ضرب هذا الرقم في خمسة أضعاف على اقل تقدير فان ما لا يقل عن خمس وعشرون ألف جندي أمريكي هم الآن في عداد الضحايا خارج الخدمة أما قتيلا أو معاق وهم ثقلا على المجتمع الأمريكي وهذا الرقم بأي حال من الأحوال يجتاز كثيرا خسائر أمريكا في فيتنام مع إهمالنا لقتلى الشركات الأمنية والمرتزقة , أي بمعنى إن هذا الرقم يعتبر خياليا جدا إذا أخذنا بنظر الاعتبار تفوق الآلة العسكرية الأمريكية , أما على الجانب المادي فحدث ولا حرج ويكفي أن نتذكر إن أمريكا لازالت على حافة هاوية الانهيار كدولة عظمى ولم تنهض بسبب استمرار الأزمة المالية التي بدأت بها وعمت كل دول العالم المرتبطة بالدولار الأمريكي بما فيها الدول ذات الاقتصاد القوي رغم الإتاوات التي دفعتها مشايخ الخليج العربي لإسناده غير ما لحق بها من إهانات معنوية كدولة عظمى تتسيد القرار العالمي ولا يلوى لها ذراع.
إن هدف قوات الغزو من تنفيذ مشروعها هو عقل وفكر المواطن العراقي الذي نمى وترعرع في ظل الفكر ألبعثي وما يحمل هذا العقائدي من مشروع إحياء للأمة العربية بتراثها الفكري القومي الإسلامي وقد لجأت قوات الاحتلال إلى تنفيذ ذلك من خلال كل الوسائل المتاحة إبتداءا بقانون الاجتثاث وانتهاءا بالمحاولات المعروفة لجر الشعب العراقي إلى الاقتتال الطائفي ومحاولات تقسيم القطر وقد رسخت ذلك من خلال دستور ملغوم تحاول تطبيقه تحت شعارات فضفاضة فارغة من محتواها كالديمقراطية .
إن هذا لا يعني شيء على ارض الجهاد العراقية فهنا رغم المعاناة من حالات الظلم التي يعاني منها المواطن العراقي فان العمليات الجهادية في تصاعد مستمر نوعا وكما وان الهجمات النوعية التي تنفذها المقاومة العراقية دفعت بالغزاة إلى التحصن في جحور خارج المدن بعد أن تقهقرت 75 % منها وانسحبت إلى خارج حدود العراق.
إن العقل العراقي أبدع بشكل أسطوري في إسقاط مشروع الاحتلال فاتجه إلى تثوير الطاقات الكامنة في الشعب في كافة الاتجاهات ولم يكتفي في الاستخدام البطولي الفذ للبندقية ودعم المقاومة بالمال والسلاح وتطوير المتوفر منه تقنيا ورفده بأجيال جديد من الشباب ورص الصفوف وتوحيدها في إفشال كل الملفات التي تبنتها الأحزاب الطائفية التي تقودها أجهزة المخابرات الأجنبية كمشاريع التهجير والتقسيم والأقاليم والفدرالية بل تعداها إلى اختراق أجهزة سلطة الاحتلال ومنعها من العبث بمقدرات شعبنا وتراثه , وإن أروع ما يسطره الشعب العراقي اليوم ذلك الإصرار العظيم على مواجهة كل التفوق العسكري لأجهزة الاحتلال ومؤسساته العسكرية وشركاته الأمنية ومليشياته بصدور عارية إلا من الإيمان بالله وبعدالة قضيتنا وحتمية الانتصار حتى أصبحت ارض العراق من أقصاه إلى أقصاه بركان يرهبهم ويؤرقهم جعلهم يتخبطون في قراراتهم من خشيتهم حتى من ظلهم بينما شعبنا يتأهب لتحديد ساعة الصفر القادمة للانقضاض عليهم ومحاسبة كل من أجرم بحقه بشدة وبلا رحمة .
لقد اتجه شعبنا للممارسة حياته الطبيعية التي تحافظ على وجوده كشعب حي وتحدى كل وسائل القمع في الوقت الذي جعلهم يدركون هشاشة الأرضية التي يقفون عليها من خلال ممارسات مدنية كالاعتصام والتظاهر المنظم والمطالبة المستمرة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وبتلبية الخدمات العامة وكشف حالات الفساد وسرقة المال العام في القضاء وإدارة الدولة العراقية وغيرها رغم انهار الدم التي تهدرها عصابات القتل والإبادة الجماعية بأبشع الوسائل .
إن إصرار شعبنا على تحدي الاحتلال وعملائه واستغلال الوسائل البسيطة المتوفرة لإدامة نبض الحياة هو الانتصار الحقيقي الذي عجزت عن بلوغه اعتي قوة تدعي أنها تقود العالم وهو الدرس البليغ الذي ينبغي لقوى التحرر في العالم استلهامه لتأمين حياتها الكريمة .
إن السعي إلى تحرير العراق اليوم لن يقتصر على طائفة أو شريحة أو نموذج معين ولا على نشاط محدد وممارسة بحد ذاتها بل شارك فيه الجميع بعد أن بلغ السيل الربا لان شر الاحتلال وظلم حكومته طال كل العراق وأيقن الجميع من كذب الادعاءات التي ساقتها أمريكا قبيل الاحتلال ولا مجال غير عودة العراق إلى وضعه الطبيعي عن طريق المقاومة والجهاد ولو بالكلمة فهب شعبنا ليسند المقاومة العسكرية من خلال المقاومة السلمية بالتظاهرات والاعتصامات التي عمت القطر من أقصاه إلى أقصاه وفي ريفه وحضره وفي المعمل كما في الجامعة والمدرسة وهذه صفحة من صفحات القتال أخذت مداها وبعدها الواضح المطالب بإنهاء الاحتلال وإسقاط حكومته وكشف ممارساته مع بداية العام الحالي ولن تتوقف إلا بخروج آخر صعلوك يدنس ارض الوطن .
لقد استحضر أبناء العراق تاريخهم المجيد في مقارعة سطوة الاحتلال وقوته وما عاد لحاجز الخوف من وجود بين أبناء الشعب العراقي فخرجت الماجدة العراقية تشد من أزر أخيها الرجل في مشهد بطولي رمزي لتحدي لكل ممارسات العنف والإرهاب وصارت صرخات المظلومين ترعب الجبناء دفعتهم إلى التخبط في إجراءاتهم التعسفية وتدفع بهم إلى نهايتهم الحتمية في مستقر الخونة والعملاء مزبلة التاريخ العراقي المجيد .
من خلال النظر إلى ساحات التظاهر والاعتصام التي أخذت تتوسع والشرائح الاجتماعية التي تشارك فيها نستطيع أن نقول إن الشعب العراقي قد انتصر فعلا غير تحقيق هدفهم الأكبر في انسحاب قوات الغزو وانصياع حكومته إلى الضغط الشعبي في عدم تجديد اتفاقية الذل والخنوع التي ستنتهي مع نهاية العام الحالي فباعتقادنا إن انخراط الدم الشاب في العمليات الجهادية بكل فعالياتها إنما هو الدليل الأكبر على اندحار مشروع الاحتلال , فهذا الجيل لم يكن قد عايش واستوعب المنجزات التي كانت تقدمها القيادة الوطنية العراقية ولم يكن قد استوعب الفكر الذي قام من اجله العدوان الأمريكي .
إن امة تنمو فيها بذور الوطنية بهذا الشكل وتنهض بهذه الهمة وتنجح في دحر أقوى جيش في العالم لا يمكن إلا أن تكون في الذرى مهما طال الزمن .
 

كلام..موجه الى العائلة القومية في تونس/الهادي حامد




ثمة استحقاقات وطنية محلية وقومية لابد ان يكون القوميون في حجمها  خاصة ان معطيات الواقع القطري والقومي معقدة وملتبسة بما يعسر على اي قارئ أياكانت اسلحته النظرية وحصافته السياسية ان يتوقع الآت. ويمكن ان نرصد بعضها :
·        *الحزب الحاكم السابق يحرك بين الفينة والاخرى اوراقه الاحتياطية التي تستعمل عادة في اوضاع طارئة : اشكال من التخريب التدميري للواقع الجديد ، التسلل الى الهيئات  والمؤسسات الجديدة، حملات تشكيك لافقاد المواطن ثقته بالمستقبل ، شراء ذمم مواطنون بسطاء وحشدهم في احزاب مشبوهة ، العمل الدؤوب على شرذمة قوى الثورة...
·       * حركة النهضة المخيّبة للآمال ، سواء من حيث سلوكها  تجاه ثوابت وطنية او استعادتها تراث العداء للحركة القومية ، او التزاماتها تجاه قوى دولية معادية للامة ككل. وهذا فسح المجال لاطراف متطرفة تتجه الى توريط الشعب في احتراب خطير لااحد يمكنه ان يتحكم في مآله فضلا عن انخراط الحركة في مشروع غربي يقوم على تحييد القوى القومية وضربها وان تقدم نفسها كبديل يمكن المراهنة عليه.
·        *موضوع ليبيا..والتباينات في القراءة والموقف بين مكونات الحركة القومية احزابا وافرادا.. وهذا من شانه ان يضيّع الامة عن السبيل الموضوعي نحو المستقبل خارج المؤامرات والاختراق ذات المرجع الصهيوني في الاخير.
·       * الاسلوب غير المناسب الذي تم من خلاله بعث الاحزاب القومية : تكتلات ، رغبات خفية في حيازة الزعامة ، التشويه ، الاقصاء ، التآمر ، تضييق هامش الحوار من حيث مساحته ومدته .ومن نتيجة ذلك : احزاب صغرى فاقدة للتمثيلية الواسعة للقوميين في القطر ، اخطاء في النشاط الحزبي ، اتخاذ مواقف غير قومية ازاء ملفات قومية مطروحة وطنيا وقوميا ، انسداد في افقها السياسي وعدم قدرة على تحمل ضغوطات المرحلة.

ماالعمل ؟

ادعو الى النظر في هذا المقترح ، بامانة ، وبذهنيّة غير تآمرية ، اعتبارا للمصلحة الوطنية والقومية ، واني اعتبر القوى القومية ممثلة في ثلاثة اصناف : قوى ناصرية ، قوى بعثية ، مستقلون.

والمقترح هو :

* ان يظل البعثيّ بعثيّا والناصري ناصريا والمستقل مستقلا. وان يظل كل حزب على حاله التنظيمي الذي اختاره مؤسسوه
* ان تنطلق مشاورات بين هذه القوى لافراز جبهة او هيكل موحد ، تتراءسه لجنة ممثلة للقوى الثلاث و ينظمه ميثاق يتم الاتفاق على بنوده ، ووظيفة هذه الجبهة او الهيكل هو:
1- تحشيد القوميين بمختلف مشاربهم الفكرية في محطات وطنية مهمة لمستقبل شعب تونس
2- تحشيد القوميين في محطات  واستحقاقات قومية
3- توحيد المواقف ازاء ملفات وطنية وقومية ، ومن شاء ان يكون موقفه مختلفا لايمضي  ممثله على وثيقة الموقف الموحد.
4- مواجهة القوى المعادية  وطنيّا وقوميا صفا واحدا ومؤثّرا.
5- ادارة التحالفات السياسية على الساحة الوطنيّة .

فما الراي..؟..

في صورة يلقى هذا المقترح صداه المأمول ، يرجى من الاحزاب المعنية ادارة الحوار.

هل أن صدام حيّ ..؟..هل مايتردد مؤامرة على البعث أم حقيقة..؟

ظهر تسجيل صوتي على موقع "اليوتيوب" مكالمة هاتفية منسوبة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين يتحدث فيها لحسن العلوي وهو شخصية مقربة من صدام أيام احمد حسن البكر، أكد خلاله انه ما يزال على قيد الحياة وان من ظهر في شريط الإعدام هو شبيهه ميخائيل."
"وقال صدام حسين خلال التسجيل الصوتي "صدام حسين لا يتجرأ خائن أو عميل وقرد من قردة الاحتلال أن يمد يده على "شعرته"."
"واقسم صدام حسين بالعراق وجراح العراق النازفة انه سيحرق المنطقة الخضراء ويجعلها حمراء بدماء الخونة.. وقال " من هذا اليوم سوف تنطلق طلائع التحرير من اجل صيانة المبادئ وصيانة عرض الماجدة العراقية التي أستبيحت في ظل حزب الدعوة العميل والأكراد الخونة." 

يظن اغلب الناس ان القائد المجاهد صدام حسين قد تم اعدامه في صبيحة يوم عيد الاضحى المبارك في تاريخ 30-12-2007 م ..  وهذا لم يحصل ..!!
  
قال تعالى : ( و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم ) ..
 
كان صدام حسين حفظه الله .. يتخذ له أشباهاً لدواعي امنية .. وقد استشهد عدد من اشباهه في عمليات اغتيال ..فإنه وبعد ازمة الخليج الثانية .. أصبح مهدد من المخابرات الأمريكية والموساد الاسرائيلي والمخابرات الإيرانية ..والجميع يريدون أن يظفروا به .. فصدام انقطع ظهوره بشكل نهائي عن الإعلام منذ العام 1998 م .. وظهر بدله الشبيه ميخائيل رمضان ..
 
وكان هذا الشبيه شديد الشبه بالقائد صدام .. ولا يمكن تميزه الا من خلال متابعة دقيقة لاذنه من علماء القيافة ..
 
ولكن المفاجأة انه فقد القدرة على الكلام .. وانقطع ظهوره كبديل لصدام .. وحل محله الشبيه جاسم العلي .. صورة لجاسم العلي .. مع ملاحظة الشامة في خده الايسر ..

 
اما ميخائيل رمضان فقد تم تهريبه الى خارج العراق من قبل المخابرات الامريكية .. وسكن في امريكا تحت حراسة مشددة .. واقامة جبرية ..
 
ويقال انه انخرط في حياة الترف .. وادمن على الخمور وهو مصاب من قبل بامراض في القلب والكبد .. ( سنعود لموضوع ميخائيل لاحقاً ) ..
 
لاحظت المخابرات الاجنبية اختفاء صدام .. لذلك كانت تتردد الشائعات دائما عن وفاة صدام .. والأمريكان كانوا يظنون فعلاً ان صدام توفي ..
 
قد يسأل سائل إذاً من هو الذي تم اعتقاله وقيل انه وجد في حفرة وظهر بلحية كثة ..؟؟
 
بعد ان فقد اللواء 101 للمهمات الخاصة .. المكون من يهود اسرائيلين ولديه من الامكانيات الهائلة لتتبع اثر صدام .. فقد الامل في العثور على صدام ..
 
أتت بالشبيه ميخائيل رمضان وعملت المسرحية الهزلية وانه في حفرة .. والتقطت له صورتين ..
 
وبعدها خضع ميخائيل لعدة عمليات جراحية ولكنه لم يتحمل اثر البنج لضعف قلبه ومشاكله الصحية الأخرى فتوفي ..
 
فصعق الأمريكان .. وعزموا على اعتقال صدام المفترض .. حتى تم رصد مكان الشبيه جاسم العلي برفقة 450 من كتائب الفاروق ..
 
فطوقوا المكان وضربوه بغاز مخدر .. وحصل تبادل عنيف لاطلاق النار وقتل المئات من الطرفين .. والنتيجة كانت مقتل جاسم العلي ..
 
سواء بالغاز المخدر او بالرصاص .. رحمه الله ..
 
اما من ظهر في المحاكمة فهو الشبيه الشهيد فواز العماري ( وهو الذي أعدم ) .. وكان يعاني من مرض السكر ..
 
لذلك كان الوحيد من الأشباه الذي يرتدي نظاره لضعف نظره وهذا من اعراض المرض ..وقد ظهر فواز العماري في خطابه الوحيد في معركة الحواسم ..
  
وفواز العماري هو من كان في المحكمة ..
 
اما سبب عدم ظهور فواز العماري قبل الاحتلال الا مرة واحدة .. وكان جالساً فيها يلقي خطابه .. هو قصر قامته مقارنة بصدام طويل القامة ..
 
وحتى عدي وقصي لم يقتلا .. وهذا بحث آخر .. وانما اكد صدام مقتلهما حتى يتنقلا بحرية في العراق دونما ضغط امني ..
 
اما لماذا صدام يحرص بهذه الطريقة الا يقتل ..؟؟ السبب قد لا يصدقه البعض ولكن ..
 
صدام هو الموجود في الروايات التوراتية اليهودية والانجيلية .. انه هو ملك بابل الذي يولد على نهر دجلة .. وان عاش فانه سوف يسحق اليهود والنصارى ..
 
وهناك روايات اسلامية ضعيفة ( قد يصحهها الزمن ) تقول يعز الله امتي في اخر الزمان على رجل اسمه ( صادم ) ..
 
وهناك روايات اخرى تتحدث عن المنصور ( لقب صدام ) وانه سوف يقضي على اليهود .. ويجب الالتفاف حوله ..
 
سوف اوردها في معرض ردودي لاحقاً .. ان قصة حياة المنصور تؤرق اليهود بالخصوص وتقض مضاجعهم ..
 
وصدام يعلم هذه الحقيقة لذلك قال : لو تجرأت اسرائيل وضربت العراق سوف نحرق نصف اسرائيل .. ولم تتجرأ اسرائيل على ضرب العراق ..
 
خوفاً من هذا الاسد المذكور في نبوءاتهم والذي يجب قتله قبل ان يقضي على اليهود .. وهناك عدة دلائل أخرى تؤكد فرضية حياة المنصور ..
 
أولاً : في خطاب الدوري الأخير .. ختم حديثه بقوله وانما على الرسول البلاغ .. رغم انه الرجل الاول فكيف يبلغ ويقول انه رسول ..؟؟
 
إذن هناك شخص أعلى منه أعطاه التعليمات .. وهو المنصور ..
 
ثانياً : صدام أجرى عملية في الدقن بالليزر تمنع ظهور الشعر مدى الحياة .. ولا يمكن أبداً أن يظهر في ذقنه ولا شعرة ..!!
 
والطبيب الذي أجرى العملية بريطاني وموجود الى الآن وقد صرح بذلك في وكالات الانباء .. وظهر في برنامج ألماني .. موجود على اليوتيوب مقتطفات منه ..
 
ولكنه غير مترجم .. وسبب اجراء العملية هو مرض نادر يصيب المنطقة بالحساسية الشديدة من الشعر ..
 
ثالثا : وهي النقطة الأهم .. حدث لقاء مع المجاهد صلاح الدين الناطق الرسمي بإسم جيش رجال الطريقة النقشبندية ..
 
وهو فصيل ينضوي تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير .. برئاسة الدوري .. اللقاء كان مع شبكة حنين .. وهذه الاجوبة التي تهمنا في الموضوع ..

.
هل لقيادة العراق الشرعية دور في التحضير للجهاد والمقاومة قبل غزو العراق, وهل أنصار النظام الشرعي هم أول من حمل السلاح بعد 9/4/2003 أم لا؟.
 
ج21. كان لحكومتنا الشرعية الدور الواضح في الوقوف بوجه المحتلين على مدى كيدهم للعراق، وتجلى ذلك أكثر في وقوفها بوجهه قبل الغزو، وتعبئتها الشعب العراقي للجهاد، وأما بعد الاحتلال فقد قامت سلطتنا الشرعية بدعوة العراقيين للجهاد ضد المحتل من أول ساعة لاحتلاله، وقد استجاب لها الشرفاء وجاهدوا حق الجهاد حتى مرغوا أنوف المحتلين في التراب، ولولا وقوف سلطة بلدنا الشرعية الوقفة البطولية الجهادية الأبية ضد الكفر وأعوانه أصلاً لما جهزت أمريكا جيوشها وأذنابها لاحتلال العراق، ولولا ذلك لكان سلطاننا الشرعي حاله حال كثير من السلاطين والأمراء
والملوك السائرين في ركب الكفرة والبلاد المتصهينة.

.
من هو قائدكم الأول هل "صدام حسين ـ عزت الدوري ـ الشيخ النعيمي"؟.
 
ج30. ليس لنا قائد أول وقائد ثان، فكل له مكانته ودوره، الرئيس صدام حسين هو السلطان الشرعي، وبغيابه تكون السلطة الشرعية لنائبه السيد عزت الدوري القائد الأعلى للجهاد والتحرير كما هو الحال، وشيخنا النعيمي مرشد طريقتنا وقائد جيشنا ميدانيا وليس سياسياً.

21.
هل يحتوي الجيش بين صفوفه على عناصر من فدائيي صدام؟.
 
ج21. نعم، في جيشنا الكثير منهم، وكل رجال جيشنا فدائيون لدينهم ووطنهم وقيادتهم الشرعية وصدامهم.

24.
هل يوجد ربط بين إعلان الجيش وبين إعدام الرئيس صدام حسين رحمه الله؟.
 
ج24. نعم يوجد ربط بين الأمرين، والربط واضح لكل من له وطنية وغيرة على وطنه وسلطانه الشرعي.
  
هناك أشعار وأناشيد في الإصداراتالمرئية تلمح على إن الرئيس الشهيد صدام (رحمه الله) ما زال على قيد الحياة .. وقدسبب هذا كثيرا من النقاشات فهل لكم أن تطلعونا عن هذا الأمر؟ ولماذا لم تنفذوامحاولة لإطلاق سراحه؟.
 
ج1. إعلان اعتقال وإعدام الرئيس صدام حسين سيناريو قام به المحتلون ليضعفوا قوة المجاهدين، وتصديقُ الكافر ـ سيما في زمن الحرب ـ لا يجوز شرعاً، وعليه فنحن نكذب المحتلين في هذا الأمر ولا نصدقهم انطلاقا من الشرع الحنيف.
 
المصدر
 
بقي أن أقول ان صدام حسين كان يوقن انه لن يستطيع القضاء على اسرائيل .. إلا بعد ان تسقط أمريكا ..
 
ولا يمكن القضاء على أمريكا إلا بحرب استنزاف طويلة .. لذلك كان صدام يهئ لهذه الحرب الاستنزافية بشكل دقيق منذ أواخر التسعينيات ..
 
وعندما حدثت احداث 11 سبتمبر .. كان ذلك قد يؤخر الغزو على العراق .. وهذا ليس من صالح صدام ..
 
فقد تشيب الخبرات التي دربت .. وقد يملون وقد تفسد الأسلحة .. وقد تضيع الخطة وقد تتسرب وو الخ ..
 
لذلك علق على احداث سبتمبر بقوله .. انه رد فعل طبيعي لقاء ضلم امريكا للفلسطين وغيرهم ..
 
كان يريد ان يستفزهم او يوهمهم ان لديه علاقة مع ( الارهاب ) .. حتى يقدموا على الغز ومن ثم تطبيق الخطة ..
 
والدليل انه لم يحارب الا بثلث الجيش .. وانه لم يدخل سلاح الطيران في المعركة .. فجميع هذه الاسلحة مخبئة في العراق ..
 
وسوف تظهر فيما يسمى ساعة الحسم .. وهي الساعة بعد خروج الاحتلال للانقضاض على العملاء ..
 
وقد انظم الالاف من الجيش الحالي والشرطة الى مخطط ساعة الحسم .. وهو ما يردده الدوري كثيراً .. وانا موقن انه سوف يواكب ظهور صدام علناً ..
 
كل ما جرى في العراق مخطط له والدليل انها اسرع مقاومة في التاريخ قد اندلعت كانت في العراق .. مما يعني انه مخطط لها ..
 
فتشكيل الفصائل ليس بالأمر السهل ويراد له وقت طويل .. حتى تنضم الصفوف ويدربون ويعرفون مهامهم والسلاح والتعبئة وو الخ ..
 
قال صدام : وضع في كل سارية علماً , وادع الى الله ان الجرح يندمل ..
 
فالمقاومة كانت تحمل اعلام مختلفة مثل سنية او شيعية او صوفية او قومية وغيره وجميعه مرتب حتى يستوعب اكبر عدد من ابناء الشعب العراقي ..
 
وفي الاونة الاخيرة ظهرت قناة باسم المنصور يقال انها تابعة للقيادة العليا للجهاد والتحرير .. واشك ان لها دور في ظهور صدام ..

 
هذه قناعتي عن صدام .. قد يسهزئ من يستهزئ ويضحك من يضحك ولكن التاريخ وحده كفيل لان يثبت الصدق من الكذب ..
 
وقد اقنتعت بهذه الفكرة بسبب زياراتي لمنتديات بغداد الرشيد وهو يتبني هذه الفكرة ويكتب فيه مجاهدون من الميدان ..
 
وسوف انقل لكم في معرض ردودي بعض مواضيعه ..   هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد 

--------------------------------------
مجموعة " عراق فوق خط أحمر"

صور موفد ايهود باراك الى بن غازي/ صدى ايام العدوان على ليبيا

مع ابو شنة..مصطفى عبد الجليل // حديث الود والاشجان
************************************
في غرفة العمليات مع اللواء يونس صديق بايدن // التخطيط لاعمار ليبيا بالديمقراطية
****************************************************
موفد ايهود باراك الى بن غازي في الميدان مع الجرذان
**********************************
في مطار بن غازي ..بوابة الخدمات الانسانية للشّخة موزة
**************************************
مع رئيسه وزير حرب كيان العدو ايهود باراك
****************************
مع احد مراجعه اليهود الصهاينة
*******************
برنارد ليفي يخطب في جماهير بن غازي..عامل فيها ملهم الثوار
**************************************
بين جماهيره في بن غازي
*********************
برنارد ليفي..زعيم من زعماء " الثورة " في ليبيا..صدق من اسماهم جرذان
*********************************************
وتستمر المهزلة..وتستمر المؤامرة / الاسلاميين مع الصهاينة يد بيد ضد القذافي مدعي النبوة
********************************************************
مع اللواء محمد يونس
*************
الجرذان يستمعون بانتباه لتوجيهات وتحليلات مبعوث ايهود باراك لبن غازي
**********************************************
في ميدان التدريب على اسلمة ليبيا الكافرة
*************************

" الثوار " يهتفون حوله : الله اكبر..لااله الا الله
****************************
حبيبي يابرنارد..أهو الشغل..!!!!..مهزلة
************************
لمسات موسادية على الثورة الاسلامية في ليبيا
***************************
مع احد مراجعه العقائدية..يهودي صهيوني
**************************
ثم بعد..؟؟
الا زال البعض من مغفلينا يعتقد بان الامر يتعلق بثورة فعلا.. وبانها حرب خدمات انسانية.. وان الهدف هو الديمقراطية والغذاء والدواء..؟؟؟؟..يااسلاميي الوطن العربي..عهدناكم اغبياء وحمقى وعاطفيون..لكن ليس لهذا الحد..؟؟؟؟؟؟؟؟.. اما بعض القوميين المخدوعين.. فانتم لاتختلفون عن هذا الضيف الذي تقدمه لكم الصور.. بل اكثركم رجولة..لانه يدافع عن اهداف صهيونية استراتيجية..بينما تخذلون امتكم وتصطفون خلفه وخلف اعلامه واحلافه..لان القذافي ديكتاتور..؟؟..تستبدلون القذافي بالصهاينة ايها الاوغاد..؟؟
الف تحيّة للبعث في تونس الذي بادر بكشف المؤامرة.. فيما اعلنت حركة النهضة / الاسلاميين/ في مهرجان خطابي بجربة انهم مسلحون وسيزحفون على باب العزيزية للاطاحة بالطاغية.. بيقية القوى شبه القومية وغير القومية تتبنى وجهة نظر الباجي السبسي ، الوزير المؤقت ورئيس الحكومة المؤقتة بانه مع الشرعية الدولية اي مع قرار مجلس الامن الذي نزع الشرعية عن نظام القذافي اي مع الحلف الاطلسي..!!!.. والتاريخ سيجل صمت الصامتين وغدر الغادرين والزاحفين وراء اسرائيل وامريكا وفرنسا وبريطانيا لتأسيس دولة عميلة في ليبيا تحقق لهم اهدافهم الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والامنية في المنطقة والامة.. بالتعاون مع حكومة جنوب السودان.















أسئلة للجزيرة..وللشيخ القرضاوي ؟/د. رفعت سيّد أحمد


* أعترف لكم ، أن قنوات (الجزيرة) و(العربية) والـ(B.B.C) ، هى الأكثر قدرة على جذب المشاهد ، والأكثر ذكاء فى تقديم (الخبر) وإشاعته ، وأنهم اكتسبوا شعبية واسعة لا خلاف عليها ؛ وأنا شخصياً كنت أشاهدهم بانتظام قبل أن اكتشف الحقيقة .. كل هذا اعترف به وأشهد ، ولكن ..
ليسمحوا لى وبعد أن أعطيتهم حقهم أن أقول لهم ، قولة محمد حسنين هيكل ذات يوم أن (الشهرة لا تعنى أن لك قيمة) فالقيمة والتقدير ، والاحترام له معاييره الأخرى ، ليس من بينها أن تكون مشهوراً ، سواء تحدثنا هنا عن الشخص أو وسيلة إعلام واسعة الانتشار ، وحديثى الآن عن (الجزيرة) تحديداً بعد أن أعطينا (العربية) حقها ، فى مقالات سابقة كشفنا فيها دورها الخبيث ، فى فبركة أحداث ووقائع أضرت بالأمن القومى لمصر ، وبثورتها ليس آخرها قصة إذاعة خطاب الرئيس المخلوع حسنى مبارك بهدف التأثير على مجريات التحقيق معه ، وبدء ثورة مضادة جديدة ضد ثورة 25 يناير يكون الخطاب كلمة السر فيها .
على أى حال نعود إلى (الجزيرة) لنطرح عليها بعض التساؤلات التى إذا لم تجب عليها – وهى لن تفعل طبعاً – تكون قد فقدت القيمة والمنزلة ، والاحترام لدى أحد مشاهديها – الذى هو كاتب هذه السطور – ومن ثم لا معنى يذكر لكونها مشهورة ، فالشهرة لا تعنى القيمة كما قال هيكل .
وأسئلتى أوجزها فى الآتى :
1 – لماذا ركزت الجزيرة فى تغطيتها المستمرة أثناء وبعد الثورة المصرية على قضايا تفكيك الوطن المصرى لا تفكيك النظام والذى سعينا جميعاً لإسقاطه ، وتعمدت إذاعتها على أنها حقائق ، رغم علمها مدى الضرر الواقع على فقراء مصر وملح أرضها ، أبناء ثورتها الحقيقيين ، والأمثلة عديدة إن أرادت.
2 – لماذا لم تجرؤ (قناة الجزيرة) منذ بدء إرسالها على نشر وإذاعة صراعات السلطة داخل إمارة قطر خاصة بين الأمير الحالى وشقيقه الموجود الآن فى السجن إثر محاولة انقلاب ، لماذا لم تصور كيف وصل أمير قطر إلى سدة الحكم بالانقلاب على والده ؟ ولماذا لم تقدم للمشاهد العربى إجابة شافية عن سؤال : هل الرجل (الأمير) الذى لا خير له فى أبيه سيكون له خير فى شعبه أو أمته من ليبيا إلى فلسطين وسوريا مروراً بمصر ؟ وهل مثله يؤتمن على (حق) أو قيم أو مصالح للوطن ؟ .
3 – لماذا لم تصور الجزيرة حالات التسمم فى قطر من (الأدوية والأمصال) المستوردة من إسرائيل ؟ ولماذا لم تصور المظاهرات فى قطر ضد إنشاء الكنيسة ؟ وأين كان الشيخ القرضاوى (شيخ قاعدة العديد الذى لا يفتى إلا إذا طلب الأمير منه ذلك وعادة يطلب فتاوى أمريكية الهدف ؟ أين كان وأين ذهبت فتاويه النارية ؟!) .
4 – لماذا لم تغطى قناة (الجزيرة) المظاهرات فى قطر ضد القاعدة الأمريكية (قاعدة العديد) التى حولت قطر إلى محمية أمريكية محتلة أشد من الاحتلال الصهيونى لفلسطين ؟
5 – لماذا لم تنشر أو تذيع تجنيس قطر لـ (40 ألف عراقى) وشامى ولم تنشر فضيحة اعطاء المجنسين الجدد أسماء (قبائل نجد) زوراً وبهتاناً ؟! .
6 – لماذا لم تغطى (الجزيرة) قضية قتل وزير قطرى (لشقيقته) والأسباب التى أدت لهذا ؟.
7 – لماذا لم تنشر الجزيرة أو تذيع أخبار (خسائر بورصة قطر) إبان أزمة البورصة العالمية وبعدها ؟
8 – لماذا لم تنشر الجزيرة الشكوى التى تقدم بها العمالة الآسيوية عن العبودية وسوء معيشتهم فى قطر وهى من عملت حلقات عن سوء معاملة (الكويت ودبى) للعمالة ؟ ، ولماذا لم تصور قصة (المجند الأمريكى) الذى (صفع مواطن قطرى) على أرض قطر وتغافلت عن تغافلت بأوامر الأمير المنقلب على أبيه ؟ .
9 – لماذا لم تغطى الجزيرة تصوير حفل افتتاح مدرسة (عبرية) إسرائيلية فى قطر ؟ وأين هى العروبة المدعاة على شاشتها ؟ وأين شيخ قاعدة العديد الشيخ القرضاوى الذى أفتى بقتل الرؤساء المتعاونين مع الصهاينة ؟ أين فتاويه النارية،ولماذا لم تصور قناته ، وتذيع رأيه أيضاً فى (الحانات) و(الخمارات) التى فتحها أمير قطر تحت اسم الحرية فى "الإمارة بالسوء"؟! .
10 – أما الفضيحة الأخطر التى صمتت عنها الجزيرة والشيخ القرضاوى فهى عدم إذاعتهم وتصويرهم لحفل العشاء الذى أقامته (الشيخة موزة) لوزيرة خارجية إسرائيل (ليفنى) وكذلك حضور (زوجة نتنياهو) مهرجان الأغنية فى قطر ، والتى جلست فى منصة مغيمة مظللة حتى لا يعرفها المطربين العرب ومنهم الفنانة (أصالة نصرى) ، وكانت زوجة نتنياهو فى صحبة الأمير حمد وزوجته موزة ؟ فلماذا لم (تسترجل) وتناضل (قناة الجزيرة فى قطر) وليس (من قطر) وهنالك فارق يفهمه خبراء الإعلام) ، لماذا لم تنتفض ومعها شيخ قاعدة العديد (القرضاوى) ويدينوا ما جرى .. وما لا يزال يجرى ، من فضائية تبث (السم فى العسل) للمشاهد العربى المسكين ، وتساهم مع واشنطن وأجهزة مخابراتها فى تفكيك المنطقة لمصلحة إسرائيل ، وليس تفكيك الأنظمة ؟!
* أسئلة أتحدى (حمد بن جاسم) ، وصبيانه فى القناة، داخل وخارج قطر – وبالذات فى مصر الثورة - أن يجيبوا عليها ؟ وأنا شخصياً مستعد للاعتذار لهم ولك عزيزى القارىء إذا كان أياً من هذه الأسئلة بلا أدلة ، ووقائع ثابتة ، ولذلك قلت ولاأزال أقول لا تصدقوا (الجزيرة) و(العربية) فليس كل ما يقولانه عن ثورات المنطقة صحيح ، فأغلبه صناعة الـ C.I.A تماماً مثل كل ثورات المنطقة باستثناء الثورتين المصرية والتونسية ؟ ترى هل ينتبه (الرأى العام المصرى والعربى) لهذا الإعلام المتأمرك .. أم سيظل واقعاً فى فخه اللذيذ ؟! أسئلة برسم المستقبل .

E – mail : yafafr@hotmail.com

قناة الجزيرة : ستربتيز ربع الساعة الأخير / صلاح المختار

                                         لا توقد نارا لا تستطيع اخمادها
مثل عربي

لم تثر قناة تلفازية جدلا مثلما اثارت قناة الجزيرة، التي يملكها امير قطر ويديرها وزير خارجيته مباشرة وترسم سياساتها ومواقفها المخابرات الامريكية والموساد، فلقد انقسم الساسة والمختصون بين قادح ومشكك ومادح متيقن، لكن هذه الاختلافات وصلت نهايتها ما ان تفجرت الانتفاضة في تونس ومصر وبدأت المجازر في ليبيا، وتصاعدت ازمة اليمن والبحرين وسوريا والعراق فكشفت الجزيرة عن وجهها الاشد قبحا والذي اخفته تحت برقع نقد الجميع باستثناء امير قطر! ففي هذه المحطات الرئيسة توقفت الجزيرة عن ادعاء الحياد والموضوعية ورفعت البرقع عن وجهها ورايناها كما هي طرفا اصابه سعار كسب معركة مع اطراف عربية اخرى تريد امريكا والصهيونية التخلص منها لاسباب مختلفة فسخرت الجزيرة – كما قناة العربية - علنا وبلا حياء او خجل لتحقيق اهداف تمردات دموية مرعبة، فنزعت الجزيرة الى الابد برقع المهنية والحياد واخلاق المهنة وصارت كذابة بلا حدود ومزورة بلا قيود ومنحازة بلا تردد!
في قضايا العراق وليبيا واليمن وسوريا والبحرين انتهت اللعبة الامريكية بانكشاف هدفها البعيد وهو نشر الفوضى والحروب الاهلية بين ابناء الاقطار العربية على طريق تقسيمها، وتخلت الجزيرة عن اخر بقايا (الحياء المهني) وصارت داعية مباشرة وصريحة للحرب الاهلية وابادة البشر وتقسيم الاقطار العربية عبر اكاذيب وسخة وفجة او مبالغات غير معقولة، مسخرة الرصيد الايجابي الذي جمعته خلال سنوات من العمل المهني الممتاز لاجل قيامها الان بالدور المرسوم لها منذ انشاءها وهو امرار اخطر مؤامرة في تاريخ الامة العربية بعد غزو فلسطين والعراق وهي مؤامرة تقسيم اقطارها في سايكس – بيكو الثانية.
لقد قرأت وسمعت من الكثيرين ممن كانوا يعتقدون ان الجزيرة محايدة ومهنية بانها انكشفت مؤخرا بعد ان قامت بدور غير محايد ولا مهني باي صورة في احداث ليبيا والعراق واليمن بشكل خاص وصارت علنا حزبا منحازا كليا لطرف يروج اكاذيب بعضها فج تماما، او يزور الافلام فتعرض الجزيرة مثلا الفيلم الذي يصور جريمة اغتيال حوالي عشرين ليبيا وتدعي ان الجريمة من صنع نظام القذافي، لكن الحقيقة ظهرت بالصورة الحية المتحركة والصوت المباشرة وهي ان القتلى الذين مثل بهم ابشع تمثيل بعد ان ذبحوا بالسكاكين واحرقت جثثهم او شنقوا على اعمدة النور بطريقة تصدم ضمير اي انسان عادي كانوا رجال امن القذافي وان الذي ذبحهم ومثل بهم هم رجال احمد جلبي ليبيا! وهذا التزوير المتعمد تكرر في اليمن حيث عرضت الجزيرة افلاما وقعت في عام 2009 وادعت انها وقعت اثناء الاعتصام امام الجامعة في صنعاء، كما انها عرضت سجناء يعذبون وادعت انهم في سجن يمني لكن الامر انكشف فظهر انهم في احد سجون العراق المحتل، واخيرا روجت الجزيرة فيلما عن المسماة ايمان العبيدي والتي ادعت انها اغتصبت من قبل جنود القذافي لكن تبين بفيلم مصور موجود في اليوتيوب انها راقصة عادية!
ولو لم تكن هذه القصص، وغيرها كثير، قد بثت افلامها من قناة الرأي وقنوات ليبيا ويمنية حية لبقيت اعتقد انا وغيري من ضحايا اكاذيب الجزيرة بان القتلة الوحوش هم انصار القذافي! وبالاضافة للتزوير الوقح فان الجزيرة نشرت اكاذيب فجة انا شخصيا عرفت انها اكاذيب لانني عايشتها في اليمن واتابع ما يجري واعرف حدوده وحجمه. والاخطر في تحزب الجزيرة انها بمقدمي برامجها ومذيعيها اصبحت طرفا في الازمات يجادل هؤلاء ضيوفهم ويحاولون املاء اراء عليهم او الايحاء المباشر بها، يدعمون ويرفضون ويوبخون بحماس من يخوض معركة وجوده الشخصي، ونسى هؤلاء معنى الموضوعية والحياد في الاعلام، على الاقل نسبيا، وطبقا لما تدعيه الجزيرة قبل تحولها الى بار رخيص جدا يقدم عرض ستربتيز رخيص كما سنرى!
الحمد لله الذي اجبر الجزيرة على كشف هويتها الحقيقية مؤخرا وحطم كل ما بنته من تصورات حول مهنيتها وحياديتها وموضوعيتها ووضعها على طريق غروبها، والتي كنا كمثقفين ورجال اعلام مخضرمين ومحترفين، نعرف حقيقتها منذ السنوات الاولى، فنحن لم نرى الله بعيوننا بل بعقولنا، وعقولنا تساءلت عند ولادة الجزيرة هل يمكن للعقرب ذات السم القاتل ان تلد حمامة مسالمة ووديعة؟ ونظام قطر هو الاكثر تبعية وخدمة للاستعمار الامريكي والكيان الصهيوني في كل الوطن العربي الكبير نظرا لان اخطر قواعد امريكا، التي اقامتها امريكا للغزو وتدمير الامة العربية، توجد في قطر رسميا وعلنا وبعد ان اضطرت السعودية لطلب اغلاق القواعد الامريكية فيها ف(تبرعت) قطر باستضافتها – بكرم اقطاعي اصيل - وتحولت قطر بكاملها الى قاعدة عسكرية عززت بانشاء قاعدة كانت حتى الاحداث الاخيرة هي الاخطر اسمها قناة الجزيرة! فهل يمكن لقطر، وهذه طبيعتها، ان تكون مقرا وممولا لقناة حرة ومهنية ومحايدة وتدعم حركات التحرر؟
بدأت الجزيرة كأنها قناة امريكية او اوربية، من حيث حرية التعبير والسماح بتصادم الاراء وتعاركها، فيها الرأي والرأي الاخر وفيها حرية مطلقة وصلت حد مهاجمة الاسلام كدين من قبل مرتدة في امريكا اسمها وفاء، وامتداح الاستعمار واعادة النظر فيه وتجميل وجهه، وصارت اداة فضح كل الانظمة العربية بفسادها وديكتاتوريتها وتبعيتها واستثنت النظام الاكثر فسادا وتبعية وهو نظام قطر، واستفزت الدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية مع ان قطر بلد صغير لا يعادل حجما احد احياء القاهرة الصغيرة...الخ. وهكذا ظن البعض ان وليدا حديثا وعصريا قد قدم وان عصر الاقطاع الاعلامي المتخلف قد ولى بظهور الجزيرة، ولكن ما ان اكتملت هذه الصورة الايجابية والفريدة في الوطن العربي للجزيرة حتى شرعت بتنفيذ الدور المرسوم لها من قبل امريكا والكيان الصهيوني.

فما هي حكاية الجزيرة هذه؟
البداية
في عام 1996 قال لي سكرتيري عندما كنت رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية بان وفدا اعلاميا من قناة البي بي سي العربية يريد اجراء مقابلة معك حول الحصار والوضع في العراق، فاستغربت وقلت له لم اعرف ان هناك قناة بريطانية باللغة العربية، فقال انها جديدة. ودخل الفريق وكان الصحفي الذي اجرى المقابلة معي حسبما اتذكر هو اما السيد اسماعيل طه او شقيقه، ولكن هذه القناة اغلقت بسرعة وقبل ان تكمل العام وكان التفسير الرسمي هو ان تمويلها لم يتوفر. وبعد اشهر انشأت قناة الجزيرة في قطر وكان كادرها الاعلامي وقتها كله من الاعلاميين الذين عملوا في هيئة الاذاعة البريطانية وبعضهم عمل في قناة البي بي سي العربية القصيرة العمر، كل هؤلاء انتقلوا بكل ارثهم الثقافي والسياسي والمهني من لندن الى قطر للعمل في الجزيرة.
ومن الضروري التذكير بحقيقة معروفة لان عدم التذكير بها قد لا يساعد على تكوين صورة كاملة لدور الجزيرة، فبعد العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 وفشله في اسقاط النظام الوطني فرض الحصار الشامل عليه في اطار خطة بديلة قامت على اسقاطه ببطء وتدريجيا من خلال استنزافه وتعجيزه عسكريا وايصال الشعب العراقي لليأس من شدة المعاناة من الحصار الذي حرمهم حتى من الدواء والغذاء والكتب، وعندها يمكن اسقاط النظام الوطني باقل التكاليف المادية التي تتحملها امريكا وبريطانيا وكانت فرنسا معهما. لذلك برز دور الاعلام في عزل وشيطنة النظام بصفته الحلقة المركزية في سلسلة خنق العراق واسقاط نظامه، وهذا الامر اشار اليه كثير من الكتاب الغربيين ومنهم الكاتب دوغلاس كيلنر في كتاب نشره في عام 1992 عنوانه (الحرب التلفزيونية) والذي سلط الاضواء فيه على الاهمية الخطيرة للاعلام التلفازي – لانه صورة حية متحركة وصوت وليس صوتا فقط كما الراديو - في عزل العدو وتجريده من الاصدقاء والداعمين له والتمهيد لقتله بقرارت دولية تستخدم غطاء للغزو، وهكذا اصبح الاعلام خصوصا التلفازي هو الاداة الرئيسة التي تمهد نفسيا وفكريا وسياسيا للغزو العسكري وتسهله عبر شيطنة الطرف المستهدف وهو العراق ونظامه الوطني التقدمي.
وللتذكير فقط نشير الى ان عدوان عام 1991 شهد هجوما اعلاميا على العراق تم بالدرجة الاولى عبر اذاعات موجهة للعراق لان الفضائيات لم تكن موجودة وقتها وكان البث التلفازي محليا، وبلغت ساعات البث الاذاعي والتلفازي الموجهة للعراق اكثر من 500 ساعة بث يوميا، اي ان ساعات البث تلك كانت اكثر من ساعات اليوم بخمسة وعشرين مرة تقريبا! وكان الهدف تحطيم الروح المعنوية للعراقيين وعزل النظام الوطني.
هذه الخطة فشلت ونجا النظام واخذ يستعيد عافيته بسرعة مذهلة اذهلت الاعداء قبل الاصدقاء، وكان احد اهم اسبابها، بعد صمود العراق ومقاومته الباسلة، سبب يعود لغياب الصورة في بث الراديو مع انها شديدة التاثير في المتلقي، لذلك برزت الحاجة لنوع اخر من الاعلام يؤثر بالمتلقي بالصورة المتحركة وليس بالصوت فقط، اي الاعلام التلفازي المباشر من الاقمار الصناعية، فقررت امريكا انشاء سلسلة من القنوات الفضائية باللغة العربية لكي تغطي مساحة الوطن العربي كله وليس العراق فقط، في اطار ستراتيجية امريكية جديدة تقوم على اعادة تشكيل الشعب العربي خصوصا الشباب منه، نفسيا وثقافيا وسياسيا وسلوكيا فانشئت لتحقيق هذا الغرض كما قال خبير سعودي 696 قناة عربية ومن ضمن القنوات الموجهة لنا 112 قناة جنسية باللهجات العربية. وتقدم المال الخليجي ليقدم خدمة كبرى لامريكا مرة اخرى فقد، فتوزعت القنوات بين قنوات دينية تروج للتطرف الديني تقابلها قنوات اباحية وبين هذا النوع وذاك قنوات سياسية جديدة تقوم بدور مباشر في اعادة تشكيل وعي الناس السياسي. والملفت للنظر ان الممول لكل هذه الفضائيات، ومهما تناقضت طبيعتها، واحد وهو المال الخليجي نفسه الذي يشجع على الاباحية تماما مثلما يشجع على التطرف الديني!

في هذا الاطار وبموجبه ولدت الجزيرة ثم العربية وغيرهما لتقوم كل منها بدور محدد لها بدقة من نفس الجهة. لذلك ولكي لا نضيع في معمعمة الاختلافات حول الجزيرة وما قامت به دعونا نستعرض ما قامت به لنرى الى حد نفذت ستراتيجية امريكا والصهيونية في الوطن العربي.
1 – التطبيع الشعبي مع الكيان الصهيوني : حينما اكدنا ان الجزيرة انشأت لخدمة امريكا والصهيونية لم نكن نوجه تهمة باطلة بل كنا نوضح حقيقة، فلقد كان من بين اول ما قامت به الجزيرة بعد اكتساب سمعة طيبة وشعبية في الوسط الشعبي والوطني انها شرعت بممارسة عملية تطبيع شعبي مع الكيان الصهيوني. كيف ذلك؟ لقد بدأت الجزيرة باستضافة رجال دولة اسرائيليين وصحفيين وخبراء في برامجها جنبا الى جنب مع العرب، يتحاورون بصورة طبيعية كأنهم عرب او اشخاص عاديين من دولة لديها صلات عادية مع العرب مع ان اسرائيل تحتل اراض عربية فهي تحتل كل فلسطين بما في ذلك غزة (لانها ضمن نطاق الرقابة العسكرية الاسرائيلية) والجولان السورية وتستولي على المياه العربية في بحيرة طبريا وغيره من انهر الاردن ولبنان ومنابع المياه في سوريا، رغم ذلك كله ورغم تطرف اسرائيل وعدم تراجعها في السنوات الاخيرة فان الجزيرة تبرعت بادخال الرأي الاسرائيلي في كل بيت عربي يشاهدها.
مامعنى ذلك عمليا؟ عندما وقع السادات اتفاقيتي كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني في نهاية السبعينيات القى جيمي كارتر الرئيس الامريكي وقتها وكان راعيا للاتفاقية كلمة خطيرة قال فيها بان التطبيع الحكومي بين اسرائيل والعرب مهم ولكن الاهم هو التطبيع الشعبي وان المطلوب هو سلام الشعوب وليس سلام الحكومات فقط لانه اهم واكثر تاثيرا. هذا ما قاله الرئيس الامريكي، وهو يحدد بدقة ان التطبيع الشعبي وسلام الشعوب اهم من تطبيع الحكومات وسلام الحكومات. ماذا فعلت الجزيرة؟ تبرعت بالقيام بعملية التطبيع الشعبي والعمل لاجل (سلام الشعوب)، فهي التي يشاهدها الملايين من العرب نجحت في ادخال الكيان الصهيوني ورموزه ودعايته الى بيوت العرب كأن اسرائيل قطر عربي او بلد اجنبي لكنه عادي وليس لنا معه صراعات!
لقد اصبح مألوفا ان نرى اسرائيلي يتحدث من الجزيرة وبمرور الزمن خفت رد الفعل الرافض لهذه الظاهرة وهذا بالضبط هو ما تريده اسرائيل وامريكا. ولكي نفهم خطورة الخطوة القطرية لابد من التذكير بحقيق صادمة وهي ان التطبيع الرسمي بين مصر واسرائيل توقف عند حدوده الرسمية وفشل في التحول الى تطبيع شعبي وبقي الشعب المصري يرفض اسرائيل ومواطنيها ودبلوماسييها ويعزلهم بل ويهاجمهم احيان بالسلاح، لذلك فان خطوة قطر ببدء عملية التطبيع مع اسرائيل اوقح واخطر من خطوة السادات.
هل هذا كل شيء في مسألة التطبيع الشعبي؟ كلا فقد امرت حكومة قطر السكرتير العام لقناة الجزيرة السيد وضاح خنفر باللقاء مع الصهاينة فنشرت صوره وهو جالس مع اسرائيليين منهم وزيرة خارجية اسرائيل ليفني يتسامر معها ويضحكان، فهل كان ممكنا ان يقوم وضاح خنفر بالتطبيع مع الاسرائيليين لو كانت القناة مستقلة وليست تابعة لحكومة قطر؟
2– التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني : ان الانظمة التي طبعت مع الكيان الصهيوني مثل مصر كانت تواجه نتائج هزائم عسكرية امام اسرائيل واصبحت امام خيار الاستسلام لاسرائيل او محاربتها وبما ان محاربتها من قبل انظمة ضعيفة فشل فان التطبيع من وجهة نظر تلك الانظمة كان المخرج الوحيد من ازمتها – وليس من ازمة الامة – فهي انظمة اضطرت تحت ضغط الفشل والهزيمة ان تستسلم لاهم مطاليب اسرائيل حتى عام 1967 وهو الاعتراف بها. لكم ثمة انظمة منها النظام القطري لم تخض حربا مع اسرائيل ولم توضع في الزاوية الحرجة كي تعترف باسرائيل وتطبع معها، لانها بعيد كل البعد عن ساحة الصراع العربي – الصهيوني، ومع ذلك فتحت قطر فيها مكتبا اسرائيليا قام بمهام سفارة بصورة كاملة رغم التمويه. والانكى ان امير قطر ورئيس وزراءه وافراد من الاسرة الحاكمة اخذوا يلتقون بقادة اسرائيل علنا وسرا في الدوحة وفي فلسطين المحتلة، ونشرت صور وافلام عن هذه الزيارات. وهذا الموقف هو عكس موقف انظمة التطبيع التي خاضت حروبا مع اسرائيل وخسرتها فوقعت تحت ضغط الاعتراف والتطبيع مضطرة غالبا، في حين ان امير قطر تبرع بكامل ارادته ودون ضغوط بالاعتراف باسرائيل والتطبيع معها، لدرجة ان شيمون بيريز الرئيس الاسرائيلي زار قطر وتجول في اسواقها وتحدث مع مواطنين قطريين كانه صديق عزيز وقديم جدا! فما معنى هذا الموقف القطري؟

3 – اخذت الجزيرة تعمل بشكل منهجي على تحطيم ثوابت الامة ومقدساتها تدريجيا فقد كانت الجزيرة اول من اراد اعادة الاعتبار للاستعمار الغربي من خلال برامج كثيرة بثت ارادت اثبات ان الاستعمار فيه خير وكان ايجابيا بدليل (الاستقرار الذي كان سائدا والديمقراطية كانت موجودة)! حدث ذلك وثمة اجماع وطني واجماع نخبوي عربي على ان الاستعمار الغربي كان سبب بلاوينا الاساسية مثل فلسطين ومشاكلنا مع ايران وتركيا لانه هو من حطم مجتمعاتنا وقسمنا ووضع الحدود بطريقة تثير الازمات الدورية بين العرب وجيرانهم بل بين العرب انفسهم، كما انه نهب الثروات العربية ووزعها بطريقة تثير الصراعات بين عرب اثرياء جدا مع ان عددهم قليل جدا يعدون بالالاف كما هي حالة قطر وعرب يفتقرون للثروات مع انهم سكانيا يعدون بعشرات الملايين، ناهيك عن تسليم بريطانيا لفلسطين للصهيونية.
اذن الاستعمار كان مفهومه وصورته راسختان في ضمير كل عربي على انه عدو والمسئول الاول عن كوارثنا لذلك فهو مذموم ومطارد ومرفوض بشدة لدرجة ان عوائل عربية كثيرة عزلت شعبيا او احتقرت لعدة عقود لان احد افرادها تعاون مع الاستعمار. جاءت الجزيرة لتحاول نسف هذا المفهوم الواقعي للاستمعار وازالة الصورة الكريهة له من اذهان الناس عبر برامجها التي ركزت على خطوتين مترابطتين ومتعاقبتين خطوة اولى هي شيطنة مرحلة التحرر الوطني والاساءة لرموزها وانظمتها عمدا مثل برنامج (شاهد على العصر) الذي اراد شيطنة وتقبيح التجربتين الوطنيتين لعبدالناصر وصدام حسين لاثبات ان انظمة التحرر الوطني كانت اسوأ من مرحلة الاستعمار، وخطوة استغلال شيطنة انظمة مرحلة التحرر الوطني لاجل تجميل وجه الاستعمار فقام برنامج (الاتجاه المعاكس) بذلك وسمح لانصار العهد الاستعماري بالدفاع عنه بحماس امام ملايين الناس المعذبين من جراء الازمات الخطيرة التي بدأت تضرب الوطن العربي بقوة منذ هزيمة عام 1967 في محاولة واضحة للتأثير عليها وغسل ادمغتها. لقد راينا بشرا عربا يمتدحون الاستعمار علانية ويشتمون مرحلة التحرر الوطني في خطوة ثانية بعد شيطنتها! ومن يريد التفاصيل يستطيع العثور عليها في موقع شبكة الجزيرة.

4 – وبعد خطوة محاولة اعادة الاعتبار للاستعمار جاء دور طرح مفهوم استعماري غربي روجته مخابرات الغرب وهو مفهوم الاستعمار الداخلي، فلقد قدم اكثر من برنامج في الجزيرة خصوصا في الاتجاه المعاكس حاول اقناع الملايين بان الانظمة الفاسدة والديكتاتورية والتابعة للغرب هي عبارة عن استعمار داخلي اخطر من الاستعمار الخارجي! ووجدنا اشخاصا قبضوا من الجزيرة المال لترويج هذا المفهوم الاستعماري الصرف وهم يهاجمون الانظمة وامريكا بطريقة مخابراتية دربوا عليها كي يظن المشاهد ان هؤلاء ينتمون للصف الوطني مع انهم مرتزقة تافهون كما تدل على ذلك طريقة طرحهم للامور وطريقة كلامهم. فما هي مخاطر هذا المفهوم؟
أ – ان وصف انظمة الفساد والقمع والتبعية بانها استعمار داخلي يخلط الاوراق بتضبيب – اي يجعله ضبابيا - مفهوم الاستعمار لاجل وضع المواطن امام مفاهيم متضاربة وغير مفهومة بالنسبة لوعيه البسيط، واذا كان المواطن معذبا من النظام واغلب العرب معذبين من نظمهم فانه سوف يتقبل هذا المفهوم فورا دون تدقيق وبحث عما يترتب عليه.
ب – بجعل الاستعمار الداخلي اخطر واسوأ من الاستعمار الخارجي فان المواطن البسيط – بل وحتى المثقف الواقع تحت عذابات الانظمة - سينجر الى اعادة النظر في ترتيب اولوياته فبدلا من اعتبار الاستعمار الخارجي هو العدو فانه سيعد النظام هو الاستعمار الداخلي الذي يجب القضاء عليه اولا، وهكذا يتحول سلاح الرفض من التوجه نحو الاصل وهو الاستعمار الخارجي الى الفرع وهو النظام الفاسد الذي وصف بانه استعمار داخلي، مع ان الانظمة هذه هي من صنع الاستعمار الخارجي الذي حماها لعدة عقود ويريد الان تغييرها لاجل تجديد شباب الاستعمار وتغيير واجهاته فيترك الامر للجماهير ليبدو التغيير كانه عمل شعبي وبارادة شعبية خالصة!
ج - وهذا التغيير في الاولويات ربما تترتب عليه نتائج خطيرة جدا اهمها احتمال نشوب حرب اهلية داخلية بين نظام لديه انصار وتاثير في مجتمعات اما قبلية او طائفية او مناطقية فيحشد طرف انصاره ضد الاخر وتنشب حرب اهلية مدمرة يديرها الاستعمار الخارجي لاجل انهاك الشعب وتمزيق القطر او تقسيمه وتلك ممهدات اعادة السيطرة الاستعمارية المباشرة بعد شيطنة كل الاطراف المتقاتلة امام الشعب بحجة (انها لم ترتقي لمستوى المسئولية المطلوب ولا تمتلك الحكمة لاجل ان تحكم).
د – حينما يصبح الاستعمار الداخلي اخطر من الاستعمار الخارجي في الوعي البسيط للكثير من الناس فان الصراع بين النظام ومعارضوه، وطنيون وغير وطنيين، خصوصا حينما يكون النظام قويا ويهدد بسحق تمرد او انتفاضة معارضيه، يؤدي الى طلب التدخل الخارجي الذي اصبح امرا شبه طبيعي ولا غبار عليه استنادا للتثقيف السابق الذي قامت به الجزيرة وغيرها وعماده الفكرة الخطرة والخاطئة التالية : ما دام الاستعمار الداخلي اسوأ واخطر من الاستعمار الخارجي فان طلب الدعم الخارجي حتى من الاستعمار الخارجي امر مطلوب وطبيعي وفقا لهذا المفهوم. والمصيبة تقع حينما يتورط وطنيون في تبني هذا الرأي فيطلب الدعم الخارجي حتى من امريكا وبريطانيا وفرنسا او من حلف النيتو!
ولدينا مثال خطير على هذه الحالة التي تعد نتاج تثقيف سابق لعبت الجزيرة دورا كبيرا فيه، فبالرغم من ان الاف الوطنيين العرب وقفوا بحزم ووعي ضد التدخل الخارجي في العراق في حرب عام 1991 وعام 2003 وكانت من بينهم عناصر معادية للبعث والرئيس الشهيد صدام حسين لكنها اختارت الموقف الوطني الصحيح وهو دعم العراق كقطر مهدد بالغزو والتقسيم، لكن بعض هذه العناصر تقف الان مع غزو ليبيا عمليا حتى لو ادعت انها ضد الغزو، فبمجرد تغليب رفض القذافي لديهم والمطالبة بتنحيه الان كشرط لانهاء الازمة على خطر استعمار ليبيا مجددا، وهو خطر داهم تمثله الاساطيل الامريكية واساطيل حلف النيتو التي دخلت المياه الاقليمية الليبية وشرعت بتزويد مناهضي القذافي بالسلاح، بمجرد حصول ذلك فان عناصر وطنية تقع في فخ المفهوم المخابراتي الامريكي الذي روجته الجزيرة وهو ان الاستعمار الداخلي اخطر من الاستعمار الخارجي.
هل ترون الان الدور المخابراتي الامريكي في تحديد توجهات الجزيرة وتسخيرها لخدمة امريكا واهدافها الستراتيجية؟
هنا نصل لنقطة حساسة وهي مفهوم (خيار الجلبي) فمفهوم الاستعمار الداخلي هو عينه وحرفيا خيار الجلبي، وخيار الجلبي يقصد به ما قامت به ما كانت تسمى ب(المعارضة العراقية) وهو الدعوة لتدخل امريكي غربي عسكريا في العراق لاسقاط نظامه الوطني ولفقت اكاذيب كثيرة من قبل اقطاب تلك المعارضة لاقناع امريكا بغزو العراق وتم ذلك بالفعل وكان احمد الجلبي هو ابرز من روج الاكاذيب وطالب بالتدخل الامريكي لاسقاط النظام، وبفضل ذلك اصدر الكونغرس الامريكي قانونا استعماريا كلاسيكيا هو (قانون تحرير العراق) في عام 1998. ان مفهوم (خيار الجلبي) هو توأم مفهوم (الاستعمار الداخلي)، وكلاهما من صنع المخابرات الامريكية التي تظاهرت بانها وقعت ضحية اكاذيب احمد الجلبي فقامت بغزو العراق وهي مضللة بتلك الاكاذيب لكن كل الوقائع والوثائق تثبت بان المخابرات الامريكية والادارة الامريكية كانتا تريدان من الجلبي وغيره ان يكذب ويلفق الاكاذيب لاجل تبرير غزو العراق والذي هو قرار استعماري قديم لا صلة له بنمط اداء النظام السياسي في العراق.
ومن يظن من الوطنيين العرب بان استخدام خيار الجلبي لا يزيل جذريا صفة الوطنية عنهم ليتذكروا ما جرى وما يجري في العراق المحتل حيث اعتقد الكثير من اعضاء المعارضة بان دعوة امريكا لاسقاط النظام سوف تكون خطوة على طريق استلامهم للسلطة فوجدوا لسذاجتهم المفرطة او عمالتهم الغبية ان امريكا هي الوريثة الشرعية لدهاء الاستعمار البريطاني وخبرة مخابراته مضافا اليها ما حقتته امريكا من تقدم تكنولوجي نقل العمل المخابراتي الى مستوى خطير جدا لم يسبق له مثيل، ولذلك فان كل الافراد المعارضين لنظام قطرهم الذين يظنون – وهذا الظن هو ابو وام الاثام – بانهم اذكى من المخابرات الامريكية وانهم قادرون على استخدام امريكا ثم لفظها والاستيلاء على السلطة واخراج جيوش امريكا كل هؤلاء يقعون في فخ جهلهم وتخلف تفكيرهم وقصوره وانانيته التي تعميه عن رؤية الواقع كما هو.
نعم ثمة انظمة فاسدة ومستبدة وبعضها خائن ولكن هذا لا يحولها الى استعمار داخلي مهما بلغ سوءها، لاسباب عدة منها ان الاستعمار منظومة اقتصادية فكرية لها اليات واداوت خاصة جدا تمثلها انظمة راسمالية متطورة ومتقدمة يرتبط وجودها واستمرارها توسعا وقوة بالسيطرة على ثروات الاخرين وتسخيرها لزيادة تراكم الثروات او لحل الازمات التي تعصف بالنظام الرأسمالي، والانظمة الفاسدة والمستبدة تتميز بالتخلف والطفيلية والاعتماد على الخارج لذلك فانها تفتقر لابسط مقومات نشوء الاستعمار، بالاضافة لحقيقة لغوية وواقعية وهي ان لفط الاستعمار يعني تحديدا قيام قوة خارجية بغزو بلد اخر. يتبين اذن ان مفهوم الاستعمار الداخلي مفهوم تلفيقي لا ينسجم مع الواقع ولا مع المفهوم التقليدي للاستعمار كما عرفه العالم، ولو انك قلت لمواطن غربي مثقف من دول استعمارية بان هناك استعمار داخلي لسخر من سذاجتك وتخلفك الفكري.

5 – خدمة اهم اهداف امريكا في المنطقة : حينما غزت امريكا العراق كانت تريد تحقيق عدة اهداف ستراتيجية منها واهمها اعادة استعمار العراق لاجل اعادة السيطرة على نفطه بصفته مالك اكبر احتياطي نفطي في العالم – وليس ثاني احتياطي كما يقال – من جهة وتدمير الهوية العربية للعراق لانه خزان الاصالة القومية العربية فيما يتعلق برفض الاعتراف بالكيان الصهيوني ومقاومة التطبيع معه. ان النفط هو دم الحياة العصرية، كما وصفه هارولد براون وزير الدفاع الامريكي الاسبق، والذي يضمن الحياة العصرية لذلك فان اكمال السيطرة عليه من قبل امريكا بغزو العراق هو الشرط المسبق للسيطرة على العالم بدون حروب عسكرية لا تستطيع امريكا خوضها وكسبها كما اثبتت تجربة العراق وافغانستان، كما ان امن اسرائيل يفرض منع اي قطر عربي من امتلاك القدرة على تهديد الكيان الصهيوني وبما ان العراق تجاوز الخطوط الحمر الغربية والصهيونية وامتلك اهم مقومات القوة تكنولوجيا وعسكريا وعلميا فان تدميره اصبح هدفا ستراتيجيا اساسيا.
لكن ما حصل كان غير ما خططت له امريكا فالمقاومة العراقية افشلت خطة السيطرة على نفط العراق والحقت الهزيمة بمشروع استعمار العراق، فتحول الصراع في العراق من صراع لاجل غزوه وهو صراع كان يحسب على انه ثانوي القيمة مادام الغزو مضمونا الى اكبر صراع في العالم واخطره بعد ان افشلت المقاومة العراقية مشروع الغزو ووضعت امريكا في الزاوية التي قادتها لمواجهة اخطر الازمات المالية منذ عشرينيات القرن الماضي. والدليل على صحة هذا التاكيد هو ان امريكا تحشد قواتها الاساسية في العراق وتضع المخصصات الحربية الاساسية للعراق، وتعد معركة افغانستان معركة ثانوية مقارنة بمعركة العراق. ورغم الدعايات الاممريكية التي تريد ايهام البعض بان المقاومة العراقية تراحعت الا ان واقع الحال في العراق يؤكد بانها مازالت التحدي الاكبر لامريكا عالميا.
هذه حقيقة ستراتيجية معروفة، وهي التي اجبرت امريكا على التعاون مع ايران من اجل تصفية المقاومة العراقية وعقدت صفقة لم تعد سرا بينهما هدفها الرئيس تصفية المقاومة العراقية مقابل تقديم مكاسب لايران في العراق ودول الخليج العربي خصوصا في البحرين، وما تخلي امريكا عن (صديقها) اياد علاوي رغم فوزه في الانتخابات ودعمها لاعاد تنصيب نوري المالكي رئيسا للوزراء الا جزء من الصفقة الامريكية الايرانية. بهذا المعنى الستراتيجي فان ايران عامل مساعد لامريكا في الغزو وتدمير الامة عبر فتن طائفية وهي لذلك لا تشكل خطرا على مصالح امريكا.
من هنا فان المعركة الحقيقة والرئيسة في العالم وليس في الوطن العربي فقط تدور في العراق وليس في لبنان او مع ايران، ومن ثم فان اي حديث عن مقاومة حقيقة يجب ان يبدأ بالمقاومة العراقية وينتهي بها وليس بمقاومة مناورة ومساومة كما هي حال حزب الله الان. والسؤال هو هل عكست قناة الجزيرة هذه الحقيقة؟ كلا بالطبع فهي تتعمد منذ الغزو كغيرها من الفضائيات تجاهل المقاومة العراقية والتقليل من شأنها وتشويه مواقفها ورفض استضافة رموزها الرئيسيين، واذا فعلت فان تلك الاستضافة قطرة من بحر وهي لا توازي واحد بالالف من بث دعايات واضحة لحزب الله لدرجة ان هناك احد اهم مقدمي برامجها متخصص بالدعاية لايران وحزب الله وهو السيد غسان بن جدو. واتبعت الجزيرة تكتيكا خبيثا جدا وهو تعمد استضافة رموز فصائل معينة واهمال اخرى لاجل اثارة الفتن بينها وبث الشكوك في صفوفها. هذه حقيقة معروفة منذ الغزو وحتى الان.
لقد قدمت الجزيرة الدليل تلو الدليل على انها معادية للمقاومة العراقية ولتحرير شعب العراق كما هي حال النظام القطري، فما ان بدأت الانتفاضة في تونس وتبعتها انتفاضة مصر حتى شمرت الجزيرة عن ساعديها واعلنت الطوارئ والغت برامجها العادية لتغطية الحدثين ولكن ما لوحظ هو ان انطلاق الانتفاضة العراقية يوم 25/2 ضد الاحتلال وحكومة المالكي قد ووجه من قبل الجزيرة بنفس طريقة مواجهتها لعمليات المقاومة العراقية، فلقد تجاهالت حقيقة حجم ما يحث في العراق رغم ان حكومة نوري المالكي استخدمت العنف المفرط ضد المتظاهرين وقتلت الكثير منهم وجرحت المئات، ونقل ذلك عبر قنوات عراقية بالصورة والصوت مثل فضائيات الرافدين والراي والبغدادية والشرقية، ولكن الجزيرة تظاهرت بانها لا تعلم ولا تدري ولاترى ولا تسمع! فقط خبر بسطر او سطرين وتقفز الى موضوع اخر! وهذا الموقف اوحى لبعض الناس بان المقاومة العراقية قد تراجعت او ماتت، وان التظاهرات في العراق مجرد انفار محتجين وليس مئات الالاف! وهذا بالضبط هو ما تريد امريكا زرعه وترويجه، والجزيرة قامت بواجبها البيتي (home work) خير قيام.
6 – البدء بتحطيم قدسية وهيبة الاسلام : لم يعد سرا ان الغرب الاستعماري بدأ منذ السبعينيات تنفيذ خطة احياء ودعم التطرف الديني في كل الديانات وليس في الاسلام وحده، من اجل تحويل الصراع الاساس في العالم من صراع تحرري، بين الاستعمار والامبريالية والصهيونية من جهة وحركات التحرر والتقدم العربية من جهة ثانية، الى صراع حضارات او تصادم حضارات تصبح الحروب فيه قائمة على اساس الدين والهوية الثقافية وليس على اساس تحرري ضد الاستعمار الغربي والصهيونية. ومن البديهي ان هذه الخطة تفضي الى محاولة شيطنة الاسلام بطرح صورة مشوهة غير حقيقة عنه في العالم تؤدي الى تحريض شعوب كثيرة ضده ويؤدي ذلك الى تكون تحالف دولي من كل الاديان والطوائف ضد الاسلام.
وفي هذا الاطار انبرت الجزيرة لتكون اول قناة عربية يهاجم الاسلام منها بقوة وبصراحة وبنفس الوقت تكون من بين اهم القنوات التي تروج للاسلام السياسي وتحاول فبركة مرجعية قطرية لها ممثلة بيوسف القرضاوي الذي صنعت الجزيرة منه شيئا من العدم الكامل ليكون اداتها المباشرة في التكفير واصدار فتاوى القتل لخصوم دولة (الجزيرة) في قطر كما حصل فيما بعد. وهذا التوجه المزدوج لدولة (الجزيرة) يجسد بدقة الخطة الامريكية والصهيونية لجعل الدين وداعميه والمبشرين به ونقيضه وناقضيه اي اعداء الاسلام محور الاهتمام ومصادر الخلافات ويتنحى الصراع التحرري وتنشأ صراعات حتى داخل الامة العربية وفي العالم الاسلامي على اسس دينية وطائفية وليس فقط مع العالم غير الاسلامي، ويعد هذا اهم تطور ستراتيجي لصالح امريكا ان نجح.
ولو نظرنا الى ما فعلته قناة الجزيرة لوجدنا انها نفذت هذه الخطة بالكامل، فمثلا الامريكية من اصل عربي وفاء هاجمت الاسلام بوقاحة أستثنائية في الاعلام العربي خصوصا الرسمي، وعلينا ان لاننسى ان (قطر) قناة (الجزيرة) رسميا، بصورة لم يسبق لها مثيل لدرجة ان الجميع قد توقع اقصاء السيد فيصل القاسم الذي قدمها من الجزيرة وكتب عن هذا الامر كثيرا وقتها وذلك لخطورة ما فعلته الجزيرة، لكن امريكا التي كانت وراء اصدار الاوامر لقطر بمهاجمة الاسلام هي التي دعمت امير قطر وشجعته على عدم التراجع. ولم توقف الجزيرة هذه المرأة بل سمحت لها باكمال ما تريد قوله حول الاسلام من تشويهات بل وقامت الجزيرة باعادته اكثر من مرة رغم الضجة الكبرى التي حصلت في الوطن العربي.

لقد بدأت الجزيرة بجس نبض الشارع العربي لمعرفة هل يقبل بمهاجمة الاسلام ام لا؟ ولذلك حينما اقتنعت الجزيرة بان رد الفعل كان غاضبا جدا وهدد بحصول ما لاتحمد عقباه لقطر واميرها لم تخطو الجزيرة الخطوة الثانية والمتوقعة في سياق شيطنة الاسلام ونزع القدسية عنه بجعل التهجم عليه وجهة نظر يتكرر طرحها! ولوحظ ان (مفتي قطر) يوسف القرضاوي الذي نجده في كل يوم يتحدث بلا حدود لم يصدر فتوى تكفير لامير قطر بل انه لم يدن ما فعلته وفاء هذه! بهذا الدور اكملت الجزيرة دورها الصهيو- امريكي التخريبي بالتشجيع على نشر الافكار الرافضة للاسلام ومحاولتها نزع رادع القدسية عنه لاجل جعل مهاجمته امرا عاديا مثل مهاجمة اي نظام سياسي من جهة، والترويج للتطرف الديني وللخروج عن جوهر وروح الاسلام بطريقة تسمح بشرذمة الاسلام واحد اشكال ذلك تسليم الجزيرة لعناصر اسلاموية متطرفة من سكرتيرها العام خنفر الى احمد منصور وصولا للقرضاوي لاجل جعلها منبرا لكل اشكال الشغب الديني والطائفي من جهة ثانية.

7 – الخيانة وجهة نظر! في اطار تنفيذ الجزيرة لكافة خطط امريكا والصهيونية الخاصة بتدمير هوية الامة العربية وتقسيمها بادرت الجزيرة بترويج مفهوم استعماري خطير جدا يزيل الخط الفاصل بين الوطنية والخيانة ويمهد لخدمة الاجنبي خصوصا الاستعمار وطلب تدخله بلا خوف او تردد. هذا المفهوم هو ان الخيانة وجهة نظر وليست موقفا خطيرا محرما قانونيا واخلاقيا ووطنيا ودينيا ولذلك لا يستحق العقاب الاقصى، كما جرت العادة لدى كل الشعوب خصوصا اثناء الحروب والاحتلال.
فمثلما جعلت التهجم على الاسلام وجهة نظر تستحق الاحترام فانها جعلت من الخيانة وجهة نظر، وراحت تقدم عشرات الخونة في برامجها للدفاع عن خيانتهم مقدمة لهم فرصا زمنية طويلة لتفسير وجهة نظرهم، مع ان الخيانة كانت ومازالت معرفة في القانون في كافة الدول وكل العصور بانها جريمة كبرى بل من اكبر الجرائم ولكن كان مفروضا في الجزيرة وكجزء من واجباتها المفروضة امريكيا عليها تعهير كل مقدس وتقديس كل عاهر، وقلب القيم، لاجل العثور على افراد ينخرطون في سلك الخيانة الوطنية العظمى بعد اعتبارها وجهة نظر، وبما ان عصرنا هو عصر (الديمقراطية وحقوق الانسان) فان الخيانة الوطنية والالحاد والشذوذ الجنسي والزنا تدخل في اطار حقوق الانسان التي يجب حمايته وهو يمارسها، واصبحت خيارا ممكنا للانسان طبقا للجزيرة وروتانا وامثالهما من الفضائيات الممولة خليجيا كل حسب دورها المرسوم لها.
ومن يتذكر مؤتمر القاهرة الدولي للسكان في التسعينيات لابد وانه يتذكر انه اتخذ قرارات في القاهرة مقر الازهر تتناقض مع الاسلام وتعاليمه ومع تقاليد العرب وكل شعوب الشرق ومنها اباحة العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، الزنا، وتاخير سن الزواج وقبول الشذوذ الجنسي لاجل تقليص عدد السكان.
في هذا الاطار فان الجزيرة تولت تنفيذ بعض مقررات امريكا بنشر القيم الامريكية وجعلها عالمية ومنها قبول الخيانة وتسخيف مفهومها وعدها مفهوما رجعيا في عصر العولمة وتجاوز الحدود القومية والدينية...الخ.
في ضوء ما تقدم فان الجزيرة وتحت غطاء الرأي والراي الاخر قدمت خونة لشعوبهم كاصحاب وجهة نظر وروجت لاراءهم مثلما حصل مع جواسيس الاحتلال في العراق. وهنا لابد من التذكير بان حرية الرأي والممارسة هذه التي تروج لها الجزيرة في وطننا العربي لا يسمح بها الغرب نفسه وهو من يجبر امثال الجزيرة على ترويجها، فالحرية عندهم تنتهي حينما تظهر كلمة ارهاب وعندها تنزع حتى جنسية مواطن امريكي او مواطن اوربي من اصل عربي او اسلامي لمجرد انه يدافع عن فلسطين او العراق.

8 - المشاركة في تنفيذ سياسة (اجتثاث البعث) الاستعمارية : من يظن ان اجتثاث البعث هو واجب احمد الجلبي وامثاله من عملاء الاحتلال في العراق فقط واهم جدا، فالاجتثاث سياسة متشعبة الفروع والاتجاهات، واهم شعبها الشعبة الاعلامية، فما دام الاجتثاث غير ممكن الا بشيطنة البعث اي تشوية صورته وتنفير الناس منه لكي يصبح ممكنا تصفيته جسديا وفكريا بلا معارضة او باقل معارضة، فان الاعلام يلعب الدور الاهم في الوصول الى شيطنته. ودور الجزيرة في تنفيذ الاجتثاث تجسد في ظاهرتين مميزتين : الظاهرة الاولى : هي السماح بترويج كافة انواع الاكاذيب والتزويرات والتشويهات التي تؤدي الى شيطنة البعث وتنفير الرأي العام منه، والظاهرة الثانية تجنب ظهور بعثيين في الجزيرة للرد على الاتهامات الكاذبة التي تلصق بالبعث لاجل ان تبقى هذه الاكاذيب رائجة وتؤثر في مواقف الناس تجاه البعث. وهذه الظاهرة تجسدت في ندرة استضافة بعثي وان استضيف فلدقائق فقط لاجل منع اتهام الجزيرة بحجب راي قوة اساسية في الوطن العربي، مع ان من يروج اكاذيب او تشويهات ضد البعث يتمتع بوقت طويل ومتكرر، وبذلك تبقى الاتهامات والاكاذيب بلا رد حقيقي وكامل عليها وهذا بالضبط هو احد اهم متطلبات شيطنة البعث.
ومن المؤكد ان قدرة الجزيرة على تنفيذ سياسة اجتثاث البعث اكبر واخطر مما فعله ويفعله احمد الجلبي (رئيس هيئة اجتثاث البعث)، فالثاني عميل معروف روج للاحتلال وجاء محميا بدباباته، لذلك فان صدقيته صفر، اما الجزيرة فما فعلته في سنوات تاسيسها الاولى اكسبها ثقة ملايين العرب لذلك فحينما تروج اكاذيب وقصص مشوهة تبقى في اذهان الناس وربما تترسخ وتصدق. ولتأكيد ذلك ارجو من القارئ الكريم ان يحاول تذكر كم مرة استضافت الجزيرة بعثيا ملتزما؟ وكم مرة استضافت اعداء للبعث او قدمت برامج تزور تاريخ ومواقف البعث، وبعد البحث سيكتشف ان هناك خطة منهجية تقوم على حرمان البعثيين من الرد مقابل السماح ببث كم هائل من الاكاذيب ضدهم.
ومن الامثلة المعروفة على الدور الكبير للجزيرة في شيطنة البعث دور برنامج (شاهد على العصر) الذي يقدمه اسلاموي تحركه احقاد واضحة على القومية العربية والذي قدم في ذروة حملات الاحتلال على البعث واغتيال عشرات مناضليه يوميا وزج عشرات الالاف منهم في السجون واستنفار كل القنوات مثل العربية لبث كل ما من شأنه تشويه صورة البعث، قدم السيد احمد منصور ثلاثة اشخاص اثنان منهما عراقيان هما السيد صلاح عمر العلي والسيد حامد الجبوري كان الاول منهما كادرا بعثيا لكنه انضم لما كان يسمى بالمعارضة العراقية وتبنى موقفا معاديا للبعث وقيادة العراق الوطنية، اما حامد الجبوري فكان بعثيا في القاعدة لانه كان من قادة حركة القوميين العرب وانضم للبعث فاحتل منصب وزير، وهو ايضا هرب وانضم للمعارضة في عام 1991، اما الثالث فهو بعثي سابق من سوريا، وهؤلاء الثلاثة ترك كل منهم يتحدث لمدة ساعة في كل حلقة ووصلت الحلقات حوالي عشرة حلقات اي ان كل واحد تحدث عن البعث من منطلق الخلاف الشديد معه على الاقل عشر ساعات تناول فيها تاريخ الحزب ومواقفه ولكن من وجهة نظر حاولت ادانة الحزب وتخطئة مسيرته اما باراء شخصية او بسلسلة تلفيقات وتشويهات.
ورغم ذلك فان السيد احمد منصور لم يستضف بعثيا للرد على اتهامات هؤلاء الاشخاص حتى ولو لنصف ساعة! فهل حصل ذلك صدفة؟ ام انه اسهام مباشر في شيطنة البعث بتشويه صورته؟ نعم انها الشيطنة في اخطر مظاهرها من خلال تجريد البعث من اي فضيلة ولصق كل ما هو كاذب وسيء ومزور به، مع عدم السماح بالرد. واذا تذكرنا ان الممهد الرئيس للاجتثاث هو شيطنة البعث، بتشويه صورة البعثي وجعل قتله او اضطهادة مقبولا لانه (سيء)، يتبين لنا ان الجزيرة واكثر واخطر من احمد الجلبي ساهمت في اجتثاث البعث وكان لها دور رئيس في التحريض على ابادة الاف البعثيين في العراق وتشرديهم وتعذيبهم في الاسر والمعتقلات.
كما ان برامج السيد غسان بن جدو – وهو من اشد انصار ايران - التي تناولت البعث بالتجريح والتشويه خلت من اي بعثي يرد عليها، وهكذا اصبحنا نواجه الجزيرة بصفتها احد اخطر ادوات اجتثاث البعث واخطر محرض على ابادة الاف البعثيين الذي راحوا ضحية الدعايات والاكاذيب التي روجتها فضائيات عديدة في مقدمتها فضائية قطر.
وعلى حاكم دولة الجزيرة ان يعرف منذ الان بان عرض رأي واحد وحرمان من هوجم وشوهت صورته من الرد يشكل جريمة طبقا لقوانين امريكا والاتحاد الاوربي، ووفقا لكل قيم اخلاقية وانسانية.

9 – ازدواجية مفضوحة : في حين ان قناة الجزيرة لم يسلم منها اي نظام عربي وسمحت بمهاجمتها كلها تحت شعار (حرية الرأي) واشعلت خلافات حادة مع اغلب الانظمة العربية الا انها تجنبت اي انتقاد للنظام في قطر. وتظهر قيمة هذه الحقيقة اذا تذكرنا بان النظام القطري هو من اكثر انظمة العالم فسادا ماليا، طبقا لمعايير منظمات الشفافية الغربية كلها، ومن اكثرهم رجعية وانغماسا في الممارسات الاقطاعية، فهو استولى على مئات المليارات من الدولارات ووضعها في بنوك باسم الامير  وعائلته او في شراء مؤسسات اقتصادية في الغرب واخرها شراء محلات هارودز في بريطانيا والتي كانت تواجه مشاكل مالية معقدة وضعتها على حافة الانهيار. والنظام في قطر ورغم ان سكانها بضعة الاف تخلو من الديمقراطية وتدار بعقلية اقطاعية مشوهة نفسيا، وهي اكبر قاعدة واخطر قاعدة امريكية في المنطقة ومنها انطلقت عملية غزو وتدمير العراق، وهي تشهد تصرفات فرد واحد في الثروات التي يستخدمها للابهة وتكبير صورته واخر موقف هو استضافة المونديال والذي خصص من اجله مليارات الدولارات والبنايات والقاعات التي ستبنى ولن تستخدم ربما الا مرة واحدة لان الجو الحار والرطب في قطر وقلة عدد سكانها يجعل مشاريع ضخمة غير مجدية اقتصاديا.
ومما له دلالات اخلاقية ونفسية مهمة جدا قيام امير قطر بعمل نادر ومستهجن، خصوصا في مجتمعات عربية اسلامية تقدس العائلة والاب والام، وهو اقصاء والده بانقلاب عسكري من اجل المال والسلطة، وهذه العملية تقدم لنا صورة واضحة جدا عن طبيعة شخصية واخلاقيات امير قطر، ولو ان نظاما اخرا شهد مثل هذه الحادثة لوجدت الجزيرة فيه مادة دسمة للتشهير بقوة ودائما بذلك النظام.
لقد اصبحت الجزيرة ببرامجها المختلفة اداة ناجحة تستخدم في فضح فساد الانظمة العربية وديكتاتوريتها لكن الفضح حينما يصل لقطر تسكت الجزيرة تماما ونرى السيد احمد منصور الضبع الشرس في مهاجمة البعث والناصرية يصبح كلب زينة وديع يتمسح باذيال سيده ومصدر رزقه الحرام وزير خارجية قطر وبسمة مصطنعة تفتح فمه باوسع ما يمكن!

10 – شراء ذمم الاعلاميين برواتب ضخمة لم تقدم مثلها اي قناة عربية : من المعروف ان الجزيرة هي القناة العربية التي تدفع اعلى الرواتب والاجور للعاملين فيها لدرجة ان عيشهم يصبح ترف ملوك وامراء وتتحول مذيعة فيها هي (.....) من امراة تتنقل بسيارات السيرفس في بلدها الى مالكة لسيارة بنتلي الغالية جدا والتي لا يستعملها الا اباطرة المال! ولذلك تنشأ صلة مصلحة قوية بين الجزيرة والعاملين فيها لا صلة لها بمهنة الصحافة، تزيل تدريجيا لديهم الحس النقدي تجاه قطر ونظامها وممارساته حفاظا على ترف العيش الذي لم يجربه اي واحد منهم سابقا خصوصا من كانوا في هيئة الاذاعة البريطانية. والنتيجة هي ان مقدمي البرامج والمذيعين تماهو مع النظام القطري واصبح نقد سلبياته غير وارد مع انها اكثر واكبر من سلبيات نظامي بن علي ومبارك بكثير من الناحيتين السياسية والشفافية المالية. وهذه الحقيقة تفسر ازدواجية ليس الجزيرة فقط بل العاملين فيها الذين يتصدون للانظمة بشراسة كانهم يدافعون عن نظام مبرء من التبعية للاستعمار وخال من الفساد والاستبداد الاقطاعي ورئيسه ثوري طهري لدرجة التصوف كارنستو تشي جيفارا!
ورأينا ذلك في الحماس المتطرف لمقدمي برامج الجزيرة وهم يغطون الحدث الليبي مروجين موجات متعاقبة من الاكاذيب او التشويهات معتمدين على قاعدة التركيز على ما ينسب للقذافي من فظائع مهملين عمدا ما ينسب لمعارضيه من فضائع دون ان يسأل احد منهم نفسه : هل هو مقدم برامج ومذيع ام مقاتل في معركة حياة او موت يخوضها بلده؟ وهذا الانحياز الفاضح برز ايضا في تغطية اليمن والعراق والجزائر حيث كان مركز التغطية هو شيطنة النظم في اليمن وليبيا والجزائر اما في العراق فشيطنة المقاومة العراقية والجماهير العراقية المنتفضة على النظام العميل من خلال اهمال جرائم النظام ضد المتظاهرين رغم انها ارتكبت علنا وصورت افلاما بالصورة والصوت وبثت من قنوات عراقية في مقدمتها الرافدين والرأي. لقد تصور من يتابع الجزيرة ان احداث العراق مجرد مظاهرات تافهة ومعزولة ولم تتعرض الجماهير المشاركة فيها للقتل بالعشرات والجرح بالمئات واكثر مما يحدث في الجزائر واليمن، وهذا بالضبط ما تريده امريكا في العراق.
والتفسير الوحيد لهذا التناقض وهذه الممارسة التحزبية المتطرفة في الاعلام تعود الى ان من يعمل في الجزيرة موظف لديه امتيازات لا يستطيع الحصول على 1 % منها في اي قناة اخرى تقبله، لذلك يطبق جفنيه كي لا يرى الا ما تريه اياه حكومة قطر، ويسد اذنيه كي لا تسمع اذنيه الا ما تريد حكومة قطر ان يسمعه، ويلجم لسانه كي لا يقول الا ما تريد حكومة قطر ان يقوله حرفيا! فهل هذه حرية الاعلام. وهل هذا هو التطبيق العملي لاهم شعارات قاعدة سيلية وهو (الجزيرة صوت من لا صوت لهم)؟ في حالة اليمن والجزائر وليبيا اصبحت الجزيرة داعية (ثورات) واسقاط انظمة ومصدرى فتوى قتل رؤوساء كما فعل صنيعة الجزيرة يوسف القرضاوي الذي افتى بجواز قتل القذافي مع انه لم يفتي بقتل بوش وبلير ونتنياهو وامثالهم رغم ان هؤلاء قتلوا ملايين العرب في العراق وفلسطين ويقتلون الان شعب ليبيا!

انه الافساد المنظم لرجال الاعلام وشراء ضمائرهم بالبتردولار! لقد انتقلت الجزيرة ومن يعمل فيها من اداة اعلامية موضوعية ومحايدة تنقل الخبر ونقيضه، كما كانت تدعي، الى طرف منحاز في صراع ستراتيجي خطير بل هو الاخطر في تاريخ العرب الحديث فجرته امريكا والاتحاد الاوربي والصهيونية من اجل تقسيم الاقطار العربية واعادة استعمارها، فتضخم اخطاء وانحراف طرف ما او تلفق اكاذيب ضده لكنها تجمل وجه الطرف الاخر او تتجنب التطرق الى اخطاءه او انحرافاته. لقد اسقط النظام القطري هؤلاء الاعلاميين اخلاقيا ومهنيا وحولهم الى مرتزقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، واكبر واوضح مثال على سقوطهم الاخلاقي والمهني هو الانحياز التام لموقف قطر اثناء التظاهرات او عمليات التمرد المسلح مع ان المهنة تفرض الموضوعية والحياد والابتعاد عن الدعاية لطرف ما.
وعلى العاملين في الجزيرة وغيرها ان يعلموا بان الدماء التي اغرقت وتغرق شوارع العراق وليبيا واليمن وسوريا لا يتحمل مسؤولية سفكها بوش وبلير واوباما وسركوزي ورئيس وزراء بريطانيا ودميتهما المطيعة امير قطر فقط بل تتحمل ايضا قناة الجزيرة ومكملتها قناة العربية وغيرهما قسطا كبيرا منها لان الاعلام، بقيامه بدور المحرض الاخطر على الفتن والحروب والتمردات المسلحة، يمهد الطريق للغزو والابادة بواسطة اجهزة القمع كالجيوش ويجعل ذلك مقبولا من قبل من يقع فريسة تضليل الاعلام الموجه بصرامة، لذلك فخطورة رجال الاعلام الان اكبر من خطورة الجيوش وقوى الامن القمعية ويترتب على هذه الحقيقة ان مسؤولية رجال الاعلام عن تلك الجرائم اكبر من مسؤولية العسكر الذين يطلقون الرصاص.

11 – تنفيذ الجزيرة لاهم بنود الخطة الامريكية الصهيونية : حينما نفحص الافلام الوثائقيه والبرامج التى تعرضها او تنتجها الجزيرة نلاحظ انها تطرح قضايا حساسة جدا وخطيرة على الامن القومي العربي والهوية العربية وضعت قواعد نشرها وتدوالها ومضامينها جهات مخابراتية امريكية وصهيونية في الغرب تنفيذا لستراتيجيات تقسيمية معروفة للاقطار العربية، وتتمثل تلك الافلام والبرامج في تسليط الاضواء على قضايا الاقليات في الوطن العربي بطريقة تطابق حرفيا وبلا تغيير طريقة امريكا والغرب والصهيونية في عرضها، وهي تعمد تكرار الاطروحة المعادية القائلة بان العرب يضطهدون الاقليات وانهم عنصريون وان للاقليات حقوق مهضومة وانها ليست عربية، رغم ان بعضها عربية الاصل كالبربر في المغرب العربي، مع تعمد امر اخر وهو عدم السماح بالرد على تلك الطروحات بصورة موازية لما طرح من حيث المدة الزمنية وحرية طرح الرأي، واحيانا لا تسمح بالرد اطلاقا، وفيما يلي بعض هذه الطروحات :
أ- تعمدت الجزيرة التركيز على ادعاءات الانفصاليين في جنوب السودان وابرزت السوادنيين العرب الذين يدافعون عن الانفصال لتأكيد انه مطلب يشمل العرب ايضا مع ان هؤلاء يمثلون اقلية ضئيلة، وارسلت اثناء الاعداد للاستفتاء وعند بدءه وبعده اكثر من مراسل وتولى هؤلاء نشر اراء الانفصاليين وداعميهم مع جزء بسيط خصص لراي مناهضي الانفصال.
ب– اهتمت الجزيرة باثارة موضوع البربر في المغرب العربي من زاوية التعاطف مع مطاليب الانفصال دون السماح بطرح راي البربر المناهضين للانفصال، ودون السماح لقومي عربي بالرد على اتهامات الانفصاليين بان العرب عنصريين وانهم يضطهدون البربر.
ج– كانت الجزيرة ومازالت اشد الفضائيات تركيزا على موضوع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في الوطن العربي، وكانت تتسابق مع القنوات الطائفية الرسمية التي انشأتها ايران في دعم الطروحات الطائفية ونشرها وجعلها محور النقاش والجدل بدل جعل الاحتلال محور النقاشات.
د– لعبت الجزيرة منذ نهاية القرن الماضي دورا يلفت النظر في ترويج الدعايات لصالح اثارة فتنة بين الاقباط والمسلمين في مصر وفى محاوله دعم انفصال النوبيين في جنوب مصر. ومما له دلالات كبيرة ان موقف الجزيرة هذا تزامن مع بدء حملة في امريكا الشمالية (امريكا وكندا) شنتها عناصر قبطية امريكية وكندية من اصل مصري وتدخل الكونغرس الامريكي منذ عام 1997 في هذا الامر بدعم ادعاءات الاقباط في امريكا الشمالية وطلبهم الضغط على مصر للتوقف عما اسموه ب(التمييز ضد الاقباط) ! وبعد غزو العراق استلمت عناصر اسلاموية مشبوهة الادارة التنفيذية للجزيرة وهو ما ادى الى زيادة تحريضاتها على الفتن الطائفية في مصر وغيرها خصوصا وان المصري احمد منصور اسلاموي طائفي متطرف استخدمته الجزيرة خير استخدام في مهاجمة الاقباط في برامجه واثارة قضايا تساعد على زيادة الاحتقان في مصر.
ه– ومن الظواهر الحساسة ان الجزيرة كانت وماتزال اكبر مساعد لامريكا في ترويج خطابات بن لادن والظواهري فقد وجدت فيها امريكا خير مبرر للاقدام على خطوات ضد الشعوب خصوصا العراق من خلال استغلال الادارة الامريكية ما كانت الجزيرة تبثه من افلام منسوبة لبن لادن والظواهري. ولقد كان توقيت بث الجزيرة لهذه الخطب مهما جدا لانه كان يتزامن مع تصاعد الرفض الامريكي والدولي لخطوات الادارة الامريكية في العراق وافغانستان فتاتي الجزيرة بفيلم لاحدهما وهو يهدد امريكا بضربها مرة اخرى فتستغله الادارة الامريكية لاجل كتم الاصوات داخل وخارج امريكا ومواصلة سياستها الاستعمارية في العراق وغيره تحت غطاء محاربة الارهاب.
ومن الامور التي تسلط الضوء على شبهات ارتباطات الجزيرة المخابراتية ظاهرة انفراد الجزيرة ببث خطابات بن لادن والظواهري مع عدم معرفة كيفية حصولها عليها رغم ان امريكا تدعي انها تطارد بن لادن بكافة الوسائل بما في ذلك المراقبة عبر الاقمار الصناعية. وبعد بث الجزيرة للفيلم تاخذه عنها الفضائيات الامريكية والعربية وتروج لخطورة القاعدة وانها تعمل بصورة تفرض ممارسة امريكا كافة الوسائل لمنع القاعدة من تنفيذ تهديداتها. ولابد هنا من ملاحظة ان المخابرات الامريكية تستطيع تتبع مصدر الافلام لو كانت توصل للجزيرة عبر وسائل غير مباشرة كالبريد خصوصا وانها لم تكن فيلما واحدا بل كانت افلاما يتوالى وصولها للجزيرة وهو ما يساعد على الكشف عن مرسلها، ولكن غموض طريقة وصول الافلام وعدم انقطاع سيلها يرجح ان الجزيرة تستلمها من القاعدة مباشرة اي من جهاز مخابراتي. ان هذه الظاهرة لها قيمة خاصة في تحديد الدور المخابراتي للجزيرة في اطار الخطط الامريكية.

12 – نشرت معلومات مهمة تقول بان الملياردير الصهيوني واكبر محتكري الاعلام في العالم روبرت مردوخ يملك حصصا في الجزيرة، واذا صح ذلك واتوقع انه صحيح نظرا للدور المشبوه للجزيرة فانها تكون جزء من منظومة الاعلام الصهيوني العالمية.

13 – وهنا نصل الى فكرة موحية جدا وهي ان هيلاري كلنتون وزيرة خارجية امريكا امتدحت الجزيرة كما لم يمتدحها احد حينما نقلت الانباء ما يلي حرفيا : (قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان قناة الجزيرة تكتسب أهمية أكبر في الولايات المتحدة لأنها توفر "الأخبار الحقيقية". في حين تتخلف وسائل الإعلام الأمريكية عن مواكبتها وكانت كلينتون تتحدث أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، واضافت قد تتفق مع الجزيرة أو تختلف لكنك تشعر انك تحصل على الاخبار الحقيقية على مدار الساعة بدلا من الاعلانات التجارية (وكالة هلا فلسطين الاعلامية 4/3/2011). هذا تقويم قد لا ينتبه القارئ البسيط الى انه ملغوم للاسباب التالية :
أ– لاحظوا اولا ان هيلاري، وهي الامريكية التي تعرف معنى الاعلان في بروز وتقوية الفضائيات، تقول بان الجزيرة ليس فيها اعلانات مزعجة كما في السي ان ان وغيرها من الفضائيات الغربية، في اشارة ذات مغزى لكون الجزيرة تمول من امير قطر وليس من الاعلان وهي حقيقة يتجاهلها كثيرون او لا يعرفونها رغم اهميتها في تحديد الدور القطري الخطير في تنفيذ المخطط الصهيوني والغربي الاستعماري.
لقد بنت القنوات الامريكية سمعتها وحققت ارباحها من الاعلانات من خلال تمسكها بالمعايير المهنية بصورة عامة لان العقلية الغربية لا تثق بالاعلامي المنحاز ولا تنصت له بل تريد تقديم الرأي ونقيضه، وهذا امر قانوني ايضا في الغرب فاي جهاز اعلامي ملزم بحكم القانون بتقديم الرأي ونقيضه والا تتعرض للمسائلة القانونية، اما الجزيرة فهي ملك لنظام اقطاعي مستبد وفاسد حتى العظام ولا يوجد من يحاسبه في قطر، لذلك قررت امريكا استخدام الجزيرة في المهام القذرة التي تحرق ليس الاصابع فقط بل الوجوه من اجل المحافظة على القنوات الامريكية ذات الربحية العالية بسبب صدقيتها النسبية بعيدا عن ظاهرة ضرب المعايير المهنية وعن الافلاس المالي كمشروع تجاري ناجح.
ب- ان امتداح هيلاري للجزيرة مبعثه تجاوز الجزيرة للحدود المهنية في الاعلام وتحولها الى طرف منحاز ويعد الاخبار والتقارير بطريقة تخدم الهدف الامريكي- الاوربي مباشرة وبلا اي تحفظ تفرضه المعايير المهنية، وهو سلوك غير مهني ولا يمارسه الاعلامي الذكي الحريص على سمعته المهنية التي تلزمه ومهما انحاز بالتمسك بنوع ودرجة من التوازن في تغطية الاحداث وجعل الانحياز مبطنا، وهو ما فعلته مثلا قناتي السي ان ان الامريكيتين (باللغتين الانكليزية والعربية) والبي بي سي البريطانيتين (باللغتين العربية والانكليزية ايضا) حيث انها، كانت ورغم وقوفها ضد الموقف الرسمي الليبي واليمني والسوري والجزائري ودعم مناهضي هذه الانظمة، كانت مضطرة للسماح للرأي الاخر ايضا بالظهور فيها ولو بصورة محدودة، اما الجزيرة فانها تقدم رايا واحدا فقط واذا اضطرت فانها تقدم سطرا واحدا او كلمتين عن الرأي الاخر. وهذه الخدمة هي التي جعلت هيلاري تمتدح الجزيرة لان قنوات تحترم نفسها ومشاهديها لاتفعل ما تفعله الجزيرة من تفرغ تام والغاء كافة البرامج ما عدا تغطية احداث الاقطار العربية، بطريقة تبشر بالابادة وتحرض على القتل ونشر الحروب ليس في الكيان الصهيوني بل في اقطار عربية.
ولتفسير توقيت الانقلاب الحالي في الجزيرة لابد من التذكير بانها، وبعد ان حان وقت قطف ثمار انشاءها نتيجة اكتسابها صورة القناة المهنية المحايدة، لم تعد تحترم ولا تهتم بالمعايير المهنية ولا بالسمعة المهنية وانما ما تريده هو تحقيق هدفين الهدف الاساس لانشاءها وهو خدمة المخطط الامريكي الصهيوني القائم على شيطنة خصوم امريكا او من تريد التخلص منهم بطريقة مباشرة ولا مهنية لاجل حشد اكبر عدد ممكن من الناس البسطاء او اصحاب عقد الثأر خلف الردة الامريكية الصهيونية ومن اجل انتصارها، وهدف خاص هو ايذاء من يكرههم امير قطر، مثل موقفه المعادي للقذافي بحقد وحماس شديدين بصورة تبعث على التساؤل عن سببه.
وهنا لابد من التذكير بان امير قطر الذي تأمر على ابيه واقصاه من الحكم واذله وحقره، وهو عمل لا يمكن لانسان يملك الحد الادنى من احترام صلات الرحم ان يفعله، لا يمكنه نسيان من يوجه له اهانة وهو لذلك لديه ثأر شخصي مع القذافي خصوصا منذ اهانه وحقره بصورة مباشرة اثناء القمة العربية في قطر بمخاطبته وهو يضحك وساخرا منه (انك ياسمو الامير تملأ كرسيك)، وكان القذافي يقصد انك كتلة لحم ضخمة مفروشة لدرجة ان جسدك يملأ الكرسي ولم يقصد انه كفوء للكرسي، وضحك الكثير من الملوك والامراء والرؤساء العرب لما قاله القذافي، ومما زاد في حقد امير قطر هو ان تلك الحادثة نقلت للملايين من المشاهدين، وهو ما احرج امير قطر بوضوح، وكانت اهانة ابتلعها لافتقاره الى الحضور الذهني المطلوب للرد في حالات كهذه لكنه ضمر حقدا عميقا على القذافي وجاءت الحملة الاستعمارية الحالية على ليبيا لتوفر لامير قطر فرصة الانتقام من القذافي حتى ولو ادى ذلك الى ذبح مئات الالاف من الليبيين ! ومن المفارقات ذات الدلالة ان امير قطر وبعد ان سخر القذافي من سمنته المفرطة قام بتنحيف نفسه بصورة واضحة جدا.
وفي ضوء ما تقدم لابد من طرح السؤال التالي : هل هيلاري كلنتون (قديسة الثورات) كي تمتدح ثورة حقيقية سواء في تونس او مصر او ليبيا او اليمن او سوريا او الجزائر؟ ام انها وزيرة خارجية امريكا اكبر واخطر دولة استعمارية في التاريخ وفي الحاضر؟ وهل الجزيرة شيئا غير اداة بيد اقطاعي فاسد ومستبد طرد بقرار فوري ستة الاف مواطن قطري ونزع عنهم الجنسية القطرية وتحميه امريكا والكيان الصهيوني وطلب وهو غير مضطر اقامة اخطر قاعدتين امريكيتين في قطر؟ واذا كانت الجزيرة اداة بيد شخص تابع لامريكا الاستعمارية ومطبع مع الكيان الصهيوني فهل يمكن لاداته وهي الجزيرة الا ان تخدم اهداف سادة امير قطر وحماته الرسميين؟
للتذكير وبلا ملل للاهمية القصوى لذلك : امريكا الان، وليس بالامس، تحتل العراق وتدمره وتقتل الالاف من ابناءه شهريا، وامريكا الان، وليس بالامس، تدعم قتل الشعب الفلسطيني وتمنع عودة حقوقه اليه، وهذان المثالان كافيان لتاكيد حقيقة ان امريكا حينما تدعم احدا فانه وبلا ادنى شك يخدمها ولا يخدم الشعوب وحركاتها التحررية، لذلك لا مفر من شك عميق ومشروع بكل من تصطف معه امريكا في الوطن العربي وتدعمه. وامتداح هيلاري للجزيرة ما هو الا شهادة من اخطر قوة استعمارية على ان الجزيرة تخدمها مباشرة وباخلاص تام. وهنا تتحدد هوية الجزيرة وتنكشف حقيقتها مرة واحدة وبلا اي غموض.
لقد ارتدت الجزيرة عما تظاهرت به في السنوات الاولى لانشاءها وعادت الى اصلها بصفتها قناة يملكها الاقطاع الطفيلي النفطي العربي في اشد اشكاله تخلفا وتبعية للاستعمار، وهي تبدو الان الممثل الحقيقي للاعلام العربي المتخلف في مرحلة ما قبل الثمانينيات وهي مرحلة كان فيها الاعلام العربي وبلا استثناء اعلام دعائي منحاز ويتميز بالكثير من الجهل عاكسا انماط تفكير الحكام وخادما اياهم بلا تفكير نقدي.
وهذه الحقيقة تظهر الصلة العضوية والمباشرة بين الجزيرة والنظام القطري، وهي صلة تابع ومتبوع، فحماس مقدمي برامجها في شيطنة طرف وتجميل وجه خصمه لا يمكن فهم سببه الا بملاحظة الموقف القطري الرسمي من الاحداث، فلقد اعلنت قطر رسميا (ان القذافي يجب ان يرحل) وهو ما تبنته الجزيرة حرفيا وبحماس، وطالبت قطر بفرض حظر جوي على ليبيا وروجت الجزيرة له بحماس ايضا (كخيار يحمي الشعب الليبي من مجازر القذافي) ورحبت قطر بل شاركت في الحملة العسكرية الاستعمارية على ليبيا وتحمست الجزيرة لهدف انتصار الاستعمار الغربي في ليبيا ! وتحمس امير قطر لتقسيم اليمن فتأمر على اليمن مع انه كان يتظاهر بالتوسط بين الحوثيين والنظام، ثم ما ان بدأت التظاهرات حتى اختار امير قطر دعم هدف تقسيم اليمن من خلال الدفع باتجاه حرب اهلية مدمرة فيه. وفي سوريا فعل نفس الشيء حيث راح يحرض على القتل والابادة واستخدام العنف. ومع كل (تجشأ) لامير قطر كانت الجزيرة تقول (عوافي ياسمو الامير)، ووصل الامر حد ان مقدمة برامج تقاطع احد المتصلين هاتفيا بها لانه ذكر اسم زوجة امير قطر ووبخته بشدة وقطعت الاتصال معه، وهكذا نرى ان بترودولارات قطر قد مسخت اعلاميين وحولتهم الى مرتزقة !
وفي ضوء ما تقدم يمكن القول بثقة تامة ويقين اتم بان ما يقدم الان في الجزيرة وغيرها ليس محض اختيار مقدم البرنامج بل هو في الاطار العام تنفيذ لخطة شاملة تضعها المخابرات الامريكية لتغيير ثوابت الناس وانماط تفكيرهم وخياراتهم وملأ ادمغتهم بمفاهيم استعمارية وصهيونية، وتقدم لحكومة قطر لتنفيذها تدريجيا وباشراف صارم من المخابرات الامريكية التي توجد لديها خلية متخصصة في الدوحة تتابع اداء الجزيرة وتوجهها حينما تخرج عن الخط العام.

الطبع والتطبع
من بديهيات الامور الحكمة القائلة بان الطبع يغلب التطبع، فما هي علاقة هذه الحكمة بالجزيرة؟ اذكر انني وانا طفل قرأت قصة قط دربه صاحبه على القيام باعمال بهلوانية وكان يكسب منها عيشه، ولكن احد الظرفاء اللؤماء حضر العرض واطلق فارا بينما القط يقدم عرضه امام الجماهير فما كان من القط الا وقفز من المنصة راكضا خلف الفأر في عودة لطبيعته الاصلية كمفترس للفيران وتخلى عن التدريب ! الجزيرة مثل ذلك القط : جهاز اعلامي يمثل الاقطاع في اسوأ اشكاله تشوها بنيويا وتخلفا فكريا وفسادا وديكتاتورية وتبعية للاستعمار، (دربته) المخابرات الامريكية على التصرف الحديث البعيد عن العقلية الاقطاعية المتخلفة للحكم في قطر، والبسته زيا عصريا تمثل في ثلة من الاعلاميين العرب الذين تدربوا في بريطانيا وعاشوا فيها واكتسبوا ثقافتها ويحمل اغلبيتهم جنسيتها ونقلوا بامر امريكي الى قطر للعمل في الجزيرة من اجل انشاء قناة تكسب احترام العرب الذين كانوا يشكون من تخلف اعلامهم من خلال التقيد بمعايير مهنية، وشرعت الجزيرة تعمل كانها قناة غربية متقدمة وبريئة من الارث الثقافي للاقطاع، فكسبت احترام الكثيرين وكنت منهم رغم شكوكي العميقة بها.
ومن البديهيات المعروفة تاريخيا وواقعيا ان الاقطاعي حينما تستولي عليه رغبة ما يتخلى عن كل اخلاق وروادع ويعمل وفقا لما تمليه عليه بنية التفكير الاقطاعي فكيف يكون التشوه حينما يضاف عامل الافساد النفطي المدمر للانسان الذي حولته ثروة النفط الى مخلوق هجين ومشوه اخطر تشويه الهه المال وشرفة المال وهدفه المال؟ لذلك، ورغم التدريب العالي لمن عمل في الجزيرة ولمن يوجه الجزيرة تنفيذيا، ما ان اطلقت امريكا (فأرتها) مؤخرا، وهي موجات الردة التي استغلت النقمة الشعبية ضد الانظمة الفاسدة والتابعة والمستبدة وركبت موجتها، حتى قفزت الجزيرة من منصتها واخذ تطارد (الفأر) تماما مثلما يفعل توم وجيري في افلام الكارتون فانكشفت اللعبة الامريكية تماما، وتعرت الجزيرة في عرض ستربتيز مثير للقرف لان من يتعرى مترهل الجسد وقبيح المنظر وليس شابة حسناء، فكان طبيعيا انه بدلا من التصفيق لستربتيز الجزيرة راينا التصفير وقشور الموز والبطاطا النتنة تلقى عليها باحتقار يماثل الاحترام الذي تمتعت به في السنوات الاولى لانشاءها.
انكشفت الجزيرة وسقط القناع الجميل عن وجهها بعد اقل من ثلاثة شهور على بدء امريكا العمل على محاولة تحويل الانتفاضات الوطنية الى ردات خطيرة ومدمرة في الاقطار العربية الى عصر الاستعمار والتبعية العلنية مستخدمة الجزيرة برصيدها الايجابي لتوفير البيئة النفسية والدعائية لتنفيذ ذلك، كي تصبح اقطار الامة العربية كلها على شاكلة تبعية قطر لامريكا ولاسرائيل، فتكون النتيجة المرسومة هي دفن مفاهيم الشرف والكرامة وعزة النفس والصدق والامانة واحترام الاب والام والاخ والجيران وعدم الغدر بهم، لاي سبب كان، ومحو الوطنية والرابطة القومية واحترام الدين، واحلال عصر اللصوص الرسميين الذين يضعون اموال النفط وغيره في حسابات مصرفية باسمهم وباسماء احبابهم في حين ان مئات الملايين من العرب يموتون جوعا، وتسخير هذه الاموال في تنفيذ المخطط الصهيوامريكي المتمثل في شن حروب وغزوات على اقطار عربية تحت غطاء مهلهل هو اسقاط نظمها، مع ان هذه النظم بغالبيتها صنيعة امريكا ومحميات امريكية.
ان ما فعلته حكومة قطر في العراق، بوضع اراضي قطر، وبلا اجبار كما اعترف اميرها، تحت تصرف القوات الامريكية لبدء الحرب على العراق منها وقيادة معارك الحرب منها مباشرة، وراح ضحية ذلك مليوني عراقي حتى الان، وما تفعله في ليبيا الان بسادية مرضية لا تخطئها العين ابدا، ويذهب ضحيته يوميا العشرات من الاشقاء الليبيين، والتحريض الذي تقوم به على القتل والحروب الاهلية في اليمن وسوريا والجزائر، مستخدمة احط اساليب التزوير والكذب والتشويه المتعمد لاجل اشعال الفتن والتحريض على القتل والابادة، انما هو قرار امريكي صهيوني واضح جدا تسخر قطر في تنفيذه مالديها من مليارات منهوبة من اموال الامة والشعب والتي خصصت جزء منها لشراء ضمائر اعلاميين تجردوا من كل انواع الشرف والوطنية والتحسب الانساني لمصير الملايين وعدم خدمة الاستعمار. وهذه الحقائق اصبحت واضحة الان حتى للطفل وموثقة بالادلة الصوتية والصورية، لذلك نرى الجزيرة تنحدر بسرعة وتدخل طور الافول النهائي دون ادنى شك، وبسبب ذلك تستخدمها امريكا الان في تنفيذ اقذر الاهداف واخطرها دون اهتمام بحمايتها من الحرق والسقوط المدوي كورقة كلينكس تمسح بها هي واسرائيل قاذوراتهما وترميها في سلة القمامة.
بهذه الممارسات وعمليات التثقيف كانت الجزيرة ومئات القنوات اخرى التي أنشأت بامر امريكي وبتمويل خليجي تنفذ خطة امريكية صهيونية لتغيير سايكولوجيا الناس واستبدال قيمهم التقليدية وزرع سايكولوجيا اخرى تتقبل (خيار الجلبي) اي خيار الخيانة وخدمة الاستعمار وطلب عونه وفرض مفاهيمه تدريجيا من جهة، واشعال صراعات جديدة لم يكن احد يتجرأ على خوضها ابدا مثل صراعات نقد الاسلام من منطلق علماني او الحادي مقابل الترويج للاسلام السياسي، وتجميل وجه الاستعمار علنا، وقبول او رفض الشذوذ الجنسي واباحة ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج وهو احد اهم اهداف الخطة السكانية الامريكية، من جهة ثانية.
الجزيرة بهذا المعنى وبهذا الدور تعد اهم مروج لخيار الجلبي في كل الاقطار العربية، وهو دور لم تجرأ على القيام به كل دول مجلس التعاون الخليجي واي نظام عربي عميل اخر الامر الذي يجعل شخصية امير قطر وتكوينه النفسي محور الدور القطري الخطير والاجرامي.
لذلك لا مفر من التأكيد على ان الجزيرة بحق وطبقا لواقع الحال هي اشد كلاب حراسة الاستعمار والصهيونية شراسة، وهي، بعكس قناة العربية التي كانت وماتزال تخدم الاستعمار مباشرة ـ انتقلت من ادعاء الحياد ونقل الرأي والرأي الاخر الى قناة لها راي واحد تتمسك به بنزعة مرضية تماما كالعربية. ولعل ادق وصف للجزيرة ودورها هو ذلك الذي قدمه فنان يمني من قناة اليمن حينما قال : ان قناة الجزيرة ليست سوى هراوة تستخدمها امريكا واسرائيل لقمع العرب.

المنتظر من عقلاء قطر
هل لذلك من معنى ونتائج اخرى؟ نعم فمن الاكيد، وكما بدات اسمع واقرأ وارى، وانا انقل كل ذلك بامانة الان، ان قطر ذلك القطر البسيط والصغير والمسالم والذي لم يكن يؤذي احدا قبل وصول الامير الحالي اصبح له اعداء اكثر من طاقته على تحملهم او ردههم  بل ان كل قطري الان يواجه حقد مئات الالاف من العرب من ضحايا امير قطر الذي يسخر مال قطر وقناة الجزيرة لتهديم استقرار الاقطار العربية ولابادة الملايين وتعذيب عشرات الملايين، لذلك فان هذا الكره لقطر الذي بدأ ينزرع في نفوس الملايين من العرب اكثر واكبر من قدرتها على تحمل نتائجه المستقبلية.
ليدرك كل قطري يحب قطر ويريد الامن والاستقرار وضمان حياته وحياة اسرته وتجنب الانتقام ان اميره يدفع بقطر الى محرقة ليس لقطر اي مصلحة فيها على الاطلاق ولن ينجو احد من ويلاتها، لا من القطريين ولا من العرب الاخرين الذين ينتظرون الفرصة للانتقام من قطر، وهو امر مؤسف ولا يجوز ان يحدث ويجب علينا كلنا ان نمنع ذلك، وذلك مرهون بايقاف امير قطر عن مغامراته الجنونية والاجرامية. وهذه مسؤولية العقلاء في قطر، ونحن واثقون انهم كثر، خصوصا في الاسره الحاكمة التي تعد المسؤول الاول عن جرائم اميرهم المرضية، كما انه مسؤولية احرار قطر من رجال الاعلام والساسة والاكاديميين والتي تتمثل في ضرورة التظاهر الكثيف الان ضد ممارسات اميرهم المصاب بجنون العظمة الكاذبة والنقد والرفض العلنيين لاعماله وايقافه عن مواصلة ارتكابه الجرائم ضد ابناء الشعب العربي خدمة لاهداف امريكية وصهيونية.
واذا كان البعض من القطريين يعتقد بان امريكا ستحمي قطر وحاكمه وعصابته الاجرامية الحاكمة نقول لهم لاتعولوا على الحماية الامريكية فهي مؤقتة وسوف تتخلى امريكا عن قطر واميرها ونظامه في يوم ما وظرف ما، كما تخلت عن حسني مبارك الذي قدم لامريكا اخطر الخدمات ومنها العدوان على العراق في عام 1991 وغير ذلك، عندها ستكون قطر بمواجهة ثأرات عشرات الملايين في العراق وليبيا واليمن وسوريا من ضحايا اميركم المهوس بالقتل والابادة ورؤية الدم. فهل المواطن القطري العادي مستعد للتضحية بامنه ورفاهيته واستقراره وسلامة ابناءه من اجل اعمال اجرامية ومرضية لا ناقة لكم فيها ولا جمل؟ وهل القطري الذي تعود على السفر كل صيف الى امريكا واروبا وغيرهما للتمتع بماله مستعد لان يبقى في قطر محروما من سفر او المتعة الخارجية خوفا من الانتقام الحتمي القادم خارج قطر؟ وحينما استخدمت المثل القائل (لا توقد نارا لا تستطيع اخمادها) كنت اعرف على وجه اليقين ان قطر لن تتحمل نتائج جرائم اميرها وعصابته الحاكمة فالنار التي اوقدها امير قطر ستصل الى قطر حتما اليوم او غدا او بعد غد، وعلى كل قطري ان يتخيل الان وليس غدا ماذا سيحدث في قطر اذا سقط صاروخ متوسط واحد في الدوحة، وتلك مسألة ليس هناك ما هو اسهل منها رغم وجود القوات الامريكية؟
العاقل هو من يفكر بكل هذه الاحتمالات ولا يستثني اي احتمال، والاكثر عقلا هو من يتذكر ان من اهان والده ونظم انقلابا ضده لا يمكن ان يدافع عن (الغرباء) رحميا من اهل قطر حينما تفرض عليه انانيته ان يتصرف ضد مصلحة القطريين كلهم.
نيسان – ابريل 2011

*ستربتيز : هو عرض التعري في ملاه ليلية امريكية يقوم الرجل او المرأة فيه بنزع ملابسه قطعة بعد اخرى ببطء مع موسيقى وتصفيق الحضور الى ان يصبح عاريا كما خلقه الله.
شبكة البصرة
الجمعة 18 جماد الاول 1432 / 22 نيسان 2011



الارشيف

المتواجدون الآن