من أنا

صورتي
ابو وائل
" إذا خانتك المبادئ ، تذكر قيم الرجولة " قولة عظيمة لرجل عظيم...لا يكون الا عربيا!
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاتصال بالمحرر:

whamed6@gmail.com

هل تعتز بانتمائك الى امة العرب ؟

اذا كنت تعتز بانتمائك الى امة العرب..نقترح عليك خدمة بسيطة ، تطوعية ونبيلة..وهي ان تعرّف بمدونة صدى الايام عبر نشر رابطها في مواقعك والمواقع الاخرى ولفت النظر الى منشوراتها الهامة والحيوية..وان تجعلها حاضنة لمقالات المهتمين بشأن امتنا - عبر بريد المحرر-واننا شاكرين لك هذا الجهد.

فسحة مفيدة في صفحات صدى الايام وعبر ارشيفها







نصيحة

لاتنسى عزيزي المتصفح ان تؤدي واجباتك الدينية..فمدى العمر لايعلمه الا الله..وخير الناس من اتقى..قبّل راس والدك ووالدتك واطلب منهما الرضى والدعاء..وان كانا قد رحلا او احدهما..فاطلب لهما او لاحدهما الرحمة والمغفرة وحسن المآل..واجعل منهجك في الحياة الصدق في القول والاخلاص في العمل ونصرة الحق انّى كان

ملاحظة

لاتتعجل عزيزي الزائر..خذ وقتا إضافيّا وعد الى الأرشيف..فثمة المفيد والمثير الذي تحتاج الاطلاع عليه..ملفات هامة في الاسلام السياسي..في العقائد الدينية الفاسدة والشاذة..في السياسة العربية الرسمية..في مواضيع فكرية وفلسفية متنوعة..وثمة ايضا..صدى ايام الثورة العربية الكبرى




إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

لفت نظر

المقالات والابحاث والدراسات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادمن المدونة

سجل الزوار

 

في الذكرى الرابعة عشرة للرحيل: عصمت سيف الدولة..وحديث متجدد عن المستقبل العربي/حبيب عيسى

في الذكرى الرابعة عشرة للرحيل :
عصمت سيف الدولة ...
وحديث متجدد عن المستقبل العربي ..

" نعترف أننا قد تعمّدنا ، ونتعمّد أن يبقى الباب مشرعاً للدخول إلى بساط الثلاثاء هذه الأيام من بوابة الجمهورية العربية المتحدة المستقبلية ، وأن نتجاوز انفصال النحلاوي ، بالإقليم الشمالي 1961 ، ثم انفصال السادات بإقليمها الجنوبي 1971 ، وبالتالي ، فنحن نتحدث عن جمهورية عربية متحدة ، إفتراضية ، يعّد العدة لها جيل عربي جديد ، وبما أننا اليوم في الثلاثين من آذار – مارس – فإننا في يوم الأرض العربية التي احتضنت في مثل هذا اليوم عصمت سيف الدولة من الإقليم الجنوبي ، وجمال الأتاسي من الإقليم الشمالي ، وهما رمزان للحلم الوحدوي العربي المتجدّد ، الذي لم ينال منه الانفصال ، شمالاً ، وجنوباً ، سنفرش بساط هذا الثلاثاء بحديث عن عصمت سيف الدولة ، والمستقبل العربي ، حيث كانت قد أقيمت ندوة في "معهد العالم العربي في باريس" تحت العنوان ذاته ، بتاريخ :28/تشرين الثاني – نوفمبر –/ 1997 ، وكان لي شرف المساهمة فيها بالكلمة التالية ، أضعها بين يدي الشباب العربي ، لاستكمال ملف التوثيق . "
( 1 )
(( السيد الرئيس .....
السادة الحضور ..
إنني أشكر لكم هذه المشاركة الممتازة في تكريم شيخ القوميين العرب عصمت سيف الدولة في إطار الحديث عن المستقبل العربي ، فإنني قد اعتقدت دائماً أن الحديث عن عصمت سيف الدولة ، وعن المستقبل العربي ، هو حديث واحد عن مفردتين متداخلتين ، وذلك استناداً إلى اعتقاد راسخ ، بأن منهج " جدل الإنسان " هو منهج القوميين العرب التقدميين لانتزاع المستقبل العربي من الأيدي الآثمة التي تضع يدها الغاصبة على الحاضر العربي استبداداً ، وطغياناً ، وهيمنة ، وقرصنة ، واحتلالاً ، وبالتالي ، فنحن نتطلع اليوم إلى مستقبل الأمة العربية ، وإلى مستقبل الإنسانية جمعاء من منظور إنساني كما رسمه الراحل العظيم ، حيث الإنسان في كل مكان من هذا العالم ، متحرر من العبودية ، والاستبداد ، والاستغلال ، والاستلاب ، وحيث تحيا الشعوب بما تملك ، وتجهد ، وتعمل ، فتحيا الأمة العربية بما تملك ، وتنتج ، وتجهد ، وحيث يختفي من العالم التمييز العنصري ، والمناطقي ، والطائفي ، والمذهبي ، والطبقي ، والأثني ، والاجتماعي ، وحيث يختفي هذا النظام العالمي القديم ، الجديد الذي استمد قوانينه من أعراف القراصنة ، وتجار العبيد ، ورعاة البقر ، وحيث تسود الإنسانية عدالة اجتماعية يستحقها الإنسان ، الإنسان في كل مكان ، وعلى امتداد الزمان ...
( 2 )
وإذا كنت حقيقة ، لا أعرف من أين أبدأ حديثي إليكم ، ولا أعرف أين أضع نقطة ، وأقول انتهى ، ذلك أن الحديث إليكم ، ومعكم ذو شجون ، لا حدود لها ، فأنتم هنا في غربة عن وطنكم ، ونحن هناك غرباء في وطننا ، إنه إذن حديث بين غربتين ، لكن الغربة هنا ، وهناك لا تنتقص من وجود الوطن ، ولا تنال من عظمة الأمة ، وإنما تؤكد أن هناك ، وهنا معركة لم تنته بعد ، هم ، في وطنكم ، وهنا في المغتربات ، وفي كل أرجاء هذا العالم يعتقدون أنهم حسموا المعركة ، فنحن ، كما يرددّون ، لم نعد إلا كائنات شرق أوسطية ، وشمال إفريقية ، لا هوية لها ، لكن ، في المقابل ، مازال في هذه الأمة من يرفع الصوت ، ويقول ببساطة شديدة ، نحن امة العرب ، امة مزروعة في وطن العرب لا ينال من وجودها ، وعظمتها العدوان الخارجي ، ولا تلك السلطات الواقعية العابثة بوجود الأمة ، وتاريخها ، والمنتشرة بين المحيط ، والخليج ، تحت حماية أساطيل العدوان ، ومستعمرات الصهاينة ، والذين تصهّينوا ... بل لعلي أقول ، أن ما يجري الآن ، هو شاهد هذا العصر ، يضاف إلى شواهد التاريخ ، بأن كل الذين تطلعّوا للسيطرة على هذا العالم ، قرصنة ، واستعباداً ، كانوا ، ومازالوا يقيسون مدى انتصاراتهم ، وهزائمهم على مدى تحقق هذه ، أو تلك في وطن العرب ، ولهذا فنحن ندرك أن قضيتنا ليست قضية محلية ، هامشية ، في إحدى زوايا هذا العالم ، بل نحن القضية المركزية فيه ، ودولة الولايات المتحدة الأمريكية الزعيم الأوحد للنظام العالمي الجديد ، تدرك أن زعامتها ، وسيطرتها ، وهيمنتها على العالم ، تتوقف على مدى وجودها ، من عدمه ، في الوطن العربي ، وهي تدرك أنها عندما ستضّطر ، لحمل مستوطنات الصهاينة ، والرحيل بها ، من ارض العرب ، ستخسر هيمنتها على هذا العالم بأسره ، وعندما يفعلها العرب مرة أخرى .. ستتغيّر قوانين القراصنة ، ورعاة البقر ، التي يسمونها ، تعسّفاً ، وكذباً ، نظام عالمي ، وقوانين دولية ، وشرعية دولية ، بهذا المعنى ، فإن انتزاع المستقبل العربي ، لصالح الأمة العربية ، يعني تغيير هذا النظام العالمي برمته ، ولهذا ، فإن الرئيس الأمريكي كان يدرك ما يقول عندما اعتبر إرسال جيوشه إلى الخليج العربي عام 1990 كان دفاعاً عن الأمن القومي الأمريكي ..
( 3 )
نحن أيها الأخوة ، والأصدقاء ، وعبر التاريخ المعروف للجماعات البشرية التي كوّنت أمتكم العربية ، ثم ، بعد أن تكوّنت ، لم يكن للعنصرية ، وجود في تاريخنا ، فالدعوات السامية للأنسنة ، والمساواة ، والتسامح بين البشر ، هي ، بلا فخر ، الدعوات التي حملها أجدادكم من الأنبياء ، والقديسين ، والأولياء ، والحواريين ، والصحابة ، والمفكرين ، والفلاسفة ، والمثقفين ، إلى الإنسانية جمعاء ، ونحن لا نقول هذا ، فوقية ، أو منة ، أو جرياً وراء امتياز على أحد ، لكن ، وبالتصميم ذاته ، نؤكد ، أننا لسنا أمة دونية ، حقوقها سائبة ، ينتهك سيادتها كل من هبّ ودبّ ، في هذا العالم ، إننا نرفض أن ينالنا نحن من الأذى ، ما نرفض أن ينال أي جماعة بشرية في هذا الكون ، منه ، نرفض مبدأ الهيمنة ، والإرهاب الدولي بالأساطيل ، وحاملات الطائرات ، والمجسّات الفضائية ، ولا نقرّ بالعدوان على أمتنا ، سواء كان من الخارج ، أو بالتواطؤ مع سلطات الأمر الواقع ، وإننا إذ لا نقر بشرعية هذا العدوان بالدول الواقعية ، غير المشروعة ، على أمتنا العربية ، فإننا نرفض أي قيد على حق الأمة العربية في بناء دولتها القومية المشروعة المتسقة الحدود مع حدود الوطن العربي ، أرضاً ، ويتسق وجودها بانتماء جميع أبناء الأمة العربية إليها ، بشراً ، حيث يختارون بإرادة حرة ، وديمقراطية سلطة مشروعة ، تمثل إرادة الناس ، وتضع الأنظمة ، والقوانين ، بما يحقق المساواة ، والعدالة ، والتكافؤ ، استناداً على ثقافة الأمة الحضارية ، لمنح الديمقراطية الأسس الإيجابية المستمدة ، من الواقع الاجتماعي ، والإنساني ، والمادي ، للأمة العربية .
( 4 )
أيها السادة ..
لقد جرب النظام الإقليمي السائد في الوطن العربي ، على مدى نصف قرن ، أن يطرح نفسه بديلاً عن دولة الأمة الواحدة ، للخداع ، والالتفاف على مشاعر الجماهير العربية ، باعتبار أنه يحمل مشاريع الاستقلال ، والتنمية ، والعدالة الاجتماعية ، وتحرير فلسطين ، وتحقيق الديمقراطية ، وبالتالي فإن الدعوة إلى دولة الوحدة العربية لا مبرر موضوعي لها ، طالما أن النظام الإقليمي قادر على تحقيق كل ما تعد فيه دولة الوحدة العربية ... الآن ، وبعد نصف قرن ماذا حقق النظام الإقليمي في الوطن العربي ...؟!
o الاستقلال الذي دفع الشهداء العرب دماء غزيرة لتحقيقه ، تحّول إلى استقلال حقيقي فقط بين الأجزاء العربية ، بين ما يسمى دول الشرق الأوسط ، بينما التبعية لقوى الهيمنة الدولية ، الاستعمارية سابقاً ، وصلت حد التوحد أحياناً ، وتجاوزت المعدلات التي كان يحققها الوجود الاستعماري المباشر ، والاستبداد الذي أعقب حقبة الاستعمار تجاوز في وحشيته على الشعب العربي ، وحشية الاستعمار المباشر ، أغلب الأحيان ..
o أما التنمية فقد ارتبطت بحاجات أسواق دول الهيمنة الاستعمارية سابقاً ، مما أدى إلى تخمة القلة ، وإفقار الأغلبية في الوطن العربي ..
o العدالة الاجتماعية ، والديمقراطية ، والمساواة ، وحقوق الإنسان العربي ، والحريات العامة .. جميع تلك المقوّمات الأساسية للتطور ، والتقدم ، والنمو تحولت إلى فولكلور يمارسه المستبدون قهراً ، وتعسفاً ، وقمعاً ...يضخوّن الفساد في المجتمع العربي ، مقابل ضخ الثروات لدول الهيمنة ، الاستعمارية سابقاً ، وإذا كان هنا ، في هذا الغرب ، انطلاقاً من المكان الذي نحن فيه الآن ، في باريس ، من يتحدث حقيقة عن الديموقراطية ، وحقوق الإنسان ، في وطننا العربي ، فإن الإنصاف يقتضي أن نصارحه ، بأن ما يجري في بلادنا ، من انتهاك للإنسانية ، وللحقوق الأساسية ، في شتى ميادينها ، هو بعض من "الفضائل" التي ذرعها النظام الاستعماري ، في وطننا ، وهذا الحصاد ، من ذاك الزرع ..
o أما تحرير فلسطين ، فإن النظام الإقليمي في الوطن العربي ، وعلى امتداد نصف قرن من الزمان ، يقف حائلاً بين الشعب العربي ، وبين تحرير فلسطين ، حتى أننا نستطيع القول ، أن دولة المستوطنات الصهيونية ، في فلسطين ، قامت ، واستمرت ، وتوسعت ، واعتدت ، وقتلت ، وتقتل ، بحماية ، ومساندة النظام الإقليمي في الوطن العربي أحياناً ، وبمشاركته ، أحياناً أخرى ، وأن كل طرف من تلك الأطراف – الإقليمي والصهيوني - ينفذ نصيبه ، من مخطط تجزئة الوطن العربي .. والدور الأساسي الموكل للنظام الإقليمي "العربي" هو ممارسة الاستبداد ، والطغيان ، والقهر ، والقمع على الشعب العربي ، كي يبقى عاجزاً عن امتلاك إرادة التحرر ، والتحرير ، والمؤسف ، أن هذا القهر ، والقمع ، والاستبداد تتم ممارسته تحت عناوين تحرير فلسطين ، وكأن فلسطين ، لا يمكن أن تتحرر ، إلا بقهر ، وقمع الشعب العربي ... وعندما فعل القمع ، والقهر ، والاستبداد ، فعله ، بات إشهار العلاقات العلنية بين النظام الإقليمي "العربي" ، والكيان الصهيوني ممكناً ، وعلى الرحب والسعة ...
( 5 )
أيها السادة ...
إذا كان هذا هو الواقع العربي المرّ ، فقد تتساءلون عن أي مستقبل عربي نتحدث ..؟ ، وهل يكفي القول ، أن الواقع العربي الراهن لا يعجبنا ، وأننا نريد مستقبلاً عربياً مختلفاً ، دون أن نمتلك أية أدوات حقيقية ، للفعل الإيجابي في هذا الواقع ، لتغييّره إلى حيث يجب ..؟
أوّد ، أولاً ، أن أشير إلى أن هناك خلط مقصود بين مستقبل الأمة العربية ، وبين حاضر الدول الفعلية القائمة في الوطن العربي ، أو ما نسميه النظام الإقليمي في الوطن العربي .. وبالتالي ، محاولة إلصاق كل ما فعله ، وما يفعله هذا النظام الإقليمي ، من جرائم ، بالأمة العربية ، فهزائمه ، وفساده ، وطغيانه ، وتبعيته ، وفشله ، هو عدوان على الأمة قبل أي شيء آخر ، والأمة بريئة منه ، وهذا يعني أن مستقبله ، نقيض مستقبلها .. فالنظام الإقليمي في الوطن العربي ، قد انهار تماماً ، ولا أقصد ، أنه ، قد انهار مادياً ، فهو الآن في ذروة إحكام سيطرته على مفاصل الحياة في الوطن العربي ، والقبض على عنق الأمة ، لكنه ، قد انهار تماماً ، من حيث تقييمه بالاستناد إلى ادعاء ذلك النظام الإقليمي ، الذي خلف الاحتلال الاستعماري المباشر للأمة العربية ، بأنه سيعمل لتحقيق الاستقلال ، والتنمية ، والحرية ، والديمقراطية ، ولأنه فشل في تحقيق أي من تلك الأهداف ، قلنا ، أنه انهار تماماً ، فقد بات واضحاً ، أن كافة الإدعاءات الإيديولوجية ، والعقائدية ، للتجزئة ، التي أدعتها السلطات ، والأحزاب ، والجماعات الإقليمية في الوطن العربي ، والتي حاولت تسويق هذا النظام الإقليمي في الوطن العربي ، كانت مجرد إدعاءات فارغة من المضامين ، الهدف منها مجرد مجابهة مشروع النهوض ، والتنوير التوحيدي العربي التقدمي ، بل أكثر من ذلك ، فقد أثبتت التجارب المرّة ، أن هذا النظام الإقليمي في الوطن العربي ، عصّي على الإصلاح ، لا من داخله ، ولا من خارجه ، ولا بأية وسيلة ، من الوسائل ، وأن على العناصر الإيجابية الحية في هذه الأمة ، أن تعتمد الوسائل ، والأدوات المناسبة ، للتغييّر ، ووضع البرامج ، والخطط التي تتناسب مع الظروف الراهنة ، للخروج من المحنة ... ، ولهذا ، قلت لكم ، أننا ، وجماهير أمتكم العربية في الوطن ، في غربة حقيقية ، وأن القوى الحية في أمتكم ، تتلمّس طريقها ، للخروج من المحنة ، وهذا بحد ذاته بالغ الدلالة على أن المعركة الدائرة حول المستقبل العربي مفتوحة على كافة الاحتمالات بين الأمة العربية من جهة ، وبين قوى التحالف المتمثلة بقوى الهيمنة الدولية ، والنظام الإقليمي الاستبدادي في الوطن العربي من جهة أخرى ، وإذا كانت الأمة العربية مكبلة بالقيود الإقليمية الطاغية للنظام الإقليمي ، فإن الطرف الآخر ، من أول أنظمة الفساد ، والاستبداد في الوطن العربي ، إلى آخر جيوش دول الهيمنة الدولية ، مدججة بالسلاح ، والإمكانيات اللامحدودة ..
( 6 )
إن هذا كله ، يحتمّ البحث عن المشكلة في إعادة تأهيل المجتمع العربي ، للنهوض ، والتنوير بعد سلسلة من الانكسارات ، والهزائم التي تسبّب بها النظام الإقليمي في الوطن العربي ، والتي طالت تهديد النسيج الاجتماعي في الوطن ، عن طريق النكوص ، عن المواطنة ، إلى علاقات التخلف ، الإثنية ، والطائفية ، والمذهبية ، والإقليمية ، وهنا ، أدعوكم ، بل أحرضّكم على أن تنفضّوا عن الفرجة على جراح أمتكم ، من خلال الشاشات ، ومحطات البث ، والانخراط ، من جديد ، في معارك تحصّين الأمة ، واستنهاضها ، واستعادة فاعلية الشارع العربي ، بانتشاله من حالات الإحباط ، واليأس ، والاستلاب ، والخوف .. ، وإذا كنت قد بدأت حديثي ، بتعريفه ، أنه حديث بين غربتين ، فإنني أعترف أمامكم ، الآن ، أنكم هنا ، في المغتربات ، قد تكونون الأقدر ، والأجدر ، على التدخل ، لإعادة التوازن ، وتوجيه دفة الصراع ، ذلك ، أن هذا التنوع الجميل الذي أراه هنا ، في اللهجات ، والأفكار ، وتوفر عوامل إعمال قانون الجدل الاجتماعي ، نفتقد تحقيقه في الوطن العربي ، ذلك أننا هناك في حظائر الإقليمية ، وانتشار أوبئة الفتنة ، والتفتيت ، والإقصاء ، والاستئصال ، والقمع ، نفتقد هذا الظرف الموضوعي الإيجابي ، الذي يتحقق بينكم الآن ، فأنتم هنا من المحيط إلى الخليج ، في قاعة واحدة ، تتاح لكم فرصة اللقاء ، بدون حدود ، ومن المعيب أن لا تستثمرون ذلك ، بما يؤدي إلى استئناف مشروع النهوض ، والتنوير في أمتكم ، لأن أي جهد إيجابي من قبلكم ، سينعكس ، إيجاباً ، على الواقع في وطنكم ، قد يقول البعض أن القضية معكوسة ، وأن النهوض في الوطن هو الذي سينعكس إيجاباً على الأوضاع في المغتربات ، وهذا في الأحوال الطبيعية ، صحيح ، لكن في الظروف الاستثنائية التي تعيشها أمتكم في الوطن من حيث التغوّل في القمع ، ومصادرة الحريات ، وحقوق الإنسان الأساسية ، يجعل من أوضاعكم في المغتربات ، أقدر على الفعل ، والتفاعل الإيجابي مع الظروف الموضوعية السائدة ... وبالتالي ، فإنني أدعوكم لمغادرة خنادق الصراعات ، والفتن الزائفة ، التي يحاول النظام الإقليمي في الوطن العربي ، بدعم لا محدود من قوى الهيمنة الدولية ، إغراقكم في وحولها ، والمباشرة حالاً بتشكيل رافعة لمشروع النهوض القومي التقدمي العربي ، أدعوكم إلى الانتقال من الفرجة على مأساة أمتكم ، إلى ساحة الصراع للخروج من المأساة ، ثم الانتقال من مرحلة الأسئلة الصعبة ، إلى البحث الجدي عن إجابات ، ثم الانتقال ، من مرحلة وضع الحلول للمشكلات ، إلى مرحلة تنفيذ الحلول في الواقع ، وامتلاك الأدوات ، للتنفيذ الجاد ...
( 7 )
أيها السادة الأعزاء ..
إننا نلتقي اليوم هنا ، في معهد العالم العربي في باريس ، على هامش الذكرى العطرة لشيخنا عصمت سيف الدولة الذي أعطى عمره كله ، لوضع الأسس ، والنواميس ، لانطلاق مشروع النهوض ، والتنوير القومي العربي ، التقدمي ، في شتى المجالات ، من أول التحرير ، إلى التنمية ، والعدالة ، والمساواة ، والحرية ، وحقوق الإنسان ...والوحدة ، ونحن ، نجد في التراث الغني الذي تركه لنا ، ما يمكن أن يضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح ، للخروج من المحنة ، وإنهاء حالة الاستلاب ، والشيزوفرانيا الحادة ، التي تشل حركتنا ، بين القول والفعل ، فقد حدّد لنا :
أولاً : أن وحدة الوجود القومي للأمة العربية ، تحتمّ وحدة الدولة فيها ، بمعنى أن الدولة القومية ، التي تشمل الشعب ، والوطن ، كما هما محددان تاريخياً ، هي وحدها الدولة المشروعة التي تجسد سيادة الشعب العربي على وطنه القومي ، ومشاركته التاريخية فيه ...
وحدّد لنا ، ثانياً : أن التقييّم القومي ، للدولة الإقليمية ، أنها رجعية ، وفاشلة ، وهذا يصح بالنسبة إلى جميع الدول الإقليمية ، دون استثناء ..
وحدد لنا ، ثالثاً : أن الأحزاب الإقليمية هي نماذج مثالية للفشل ، لأن أقصى نجاح لأي حزب إقليمي ، هو أن يستولي على السلطة في دولته الإقليمية ، والتي هي ذاتها مؤسسة فاشلة ، فإذا ما فشل في الاستيلاء على السلطة ، فهو أكثر فشلاً من الحاكمين أصحاب الدولة الإقليمية ...
وحدد لنا ، رابعاً : أن فلسطين ، كجزء من الوطن العربي ، إقليم مملوك ، ملكية مشتركة للشعب العربي كله ، وليست ملكاً خاصاً لشعب فلسطين ، وأن هذا الجيل من الشعب العربي كله ، ومن باب أولى شعب فلسطين وحده ، لا يملك الحق في التنازل ، أو التفريط ، أو المساومة على حرية فلسطين ، وأن مسؤولية تحرير فلسطين واقعة على الشعب العربي كله ، وليس على الشعب الفلسطيني وحده ، وأن كل الاتفاقيات ، والمعاهدات ، أو القرارات ، والدساتير ، والمواقف ، والتصريحات ، سواء كانت صادرة عن دولة أجنبية ، أو عن دول عربية ، في الماضي ، أو الآن ، أو في المستقبل ، تمس حرية فلسطين ، غير مشروعة قومياً ، فهي ليست حجة على الأمة العربية ، ولا قيداً على حقها في تحرير فلسطين ..
وحدد لنا خامساً ، وعاشراً ، الأسس ، والمنطلقات ، والغايات ، واقترح الأساليب ، والأدوات ، لكن المشكلة ، كانت ، ومازالت فينا ، في تركيبتنا البنيوية ، وقد آن الأوان ، أن نعالج تلك المشكلة ، ونعود إلى ساحة الفعل ، والحركة ..
( 8 )
إن هذا كله ، أيها العزاء ، يضعنا وجهاً لوجه أمام المهمات الصعبة ، وعلينا أن لا نهاب مواجهة تلك المهام الصعبة ...
- إنني أدعوكم ، وأدعو نفسي أولاً ، للانتقال من حالة الفردية ، التي تمثل مرحلة العجز والمحنة ، إلى بناء المؤسسات الديمقراطية حزبياً ، وسياسياً ، وثقافياً ، لأن العمل الجماعي ، الديمقراطي المنظم ، وحده ، هو الذي ينقلنا إلى مرحلة الفعل ، والتأثير في الواقع ، لتغييّره ، باتجاه مصير عربي مختلف ...
- أدعوكم لأن يختار كل عربي ، ما يرغب ، هو ، أن يقدمه لأمته ، ووطنه ضمن حدود مقدرته ، صحيح أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها ، ... لكن ما بوسعها ، هو مطرح للتكليف ..
- أدعوكم لبناء منتدى ثقافي قومي عربي ، يلمّ شملكم ، في المغتربات ، لتفعّيل قانون الجدل الاجتماعي ، بينكم ، ونحن سنحاول ذلك في مدن الوطن ، وبلداته ، حيث كان ذلك ممكناً ، وأنني أجتهد ، وأقدّم لكم نظاماً تأسيساً لمثل هذا المنتدى ، أطرحه للحوار العام بين الراغبين في تأسيس المنتدى الثقافي العربي ، للأخذ ، به ، أو تعديله ، أو وضع نظام تأسيسي بديل ، حسب الظروف الموضوعية ، المهم ، أن تقوم المؤسسة الثقافية العربية ...
- أدعوكم لتأسيس لجنة قومية لأصدقاء عصمت سيف الدولة تعمل على نشر منهج جدل الإنسان ، ونظرية الثورة العربية ، ووضع أفكار عصمت سيف الدولة تحت يد الشباب العربي ، وإتاحة أوسع الفرص للحوار ، والجدل الاجتماعي حولها ..
- أدعوكم ، وأحرّض الشباب العربي في المغتربات ، وفي الوطن ، للمباشرة ، حالاً ، بتأسيس " الطليعة العربية " تنظيماً قومياً تقدمياً ، بما يتلاءم مع الظروف الموضوعية ، على أسس منهجية ، وعقائدية واضحة ، مستجمعاً شرائطه الشكلية ، والموضوعية ، ليكون قادراً على حمل عبء النهوض بالأمة ، وإبداع الأساليب ، والوسائل اللازمة ، والممكنة ، في ظل الأوضاع الراهنة ..
- أدعوكم ، وأدعو الشباب العربي عامة ، أن تولوّا وجوهكم شطر المستقبل ، وإلى التعامل مع الماضي ، وفق منهج النهضة ، والتنوير ، فالماضي جامد ، لا يمكن الفعل فيه ، أو تغييره ..وبالتالي ، فإنه سيبقى مجالاً للتقييم وعلينا أن نقرأه ، ونستخلص منه العبر ، والدروس ، لا أن نعيشه ، كما حرّفه صانعوا الفتن ، بينما الحاضر ، والمستقبل ترتع فيه القوى المعادية ، للأمة .. فلنترك معارك داحس ، والغبراء ، ومعارك الجمل ، وصفين ، وملاحم كربلاء ، والمدينة ، وصولاً إلى صراعات ملوك الطوائف ، والمذاهب ، والأثنيات ، للبحث العلمي ، وللمراكز المتخصصة في الجامعات ، والمعاهد ، وأن يلتفت الجميع ، وخاصة الجيل العربي الشاب إلى معارك الحاضر ، والمستقبل ، كي يكون حاضراً ، ومستقبلاً عربياً ، بامتياز ..
( 9 )
أيها السادة .. أيها الأعزاء ....
أشكر لكم إحياء الذكرى العطرة التي تركها ، لنا ، وفينا ،عصمت سيف الدولة ، فهو كان يحثنا دائماً على العمل الإيجابي في الواقع ، عندما كنا نقول له : نحن ، كان يبادر فوراً للسؤال .. "مين انتوا" ..؟ وكنا نتلعثم في الجواب .. ، وكان يحرضّنا لتحديد الجواب ، لقد آن الأوان ، كي نعرف من نحن ..؟ ، لنكون جديرين بالانتماء إلى أمة عربية عظيمة ، لا تستحق أن تعيش المحنة التي طالت أكثر مما ينبغي ، وبذلك ، فقط ، نكون جديرين بالانتماء إلى منظومة فكرية بالغة الثراء والإحكام والتماسك زرعها فينا عصمت سيف الدولة ، وقد آن لها ، أن تنبت ، وتزهر ، وتثمر .. فتحية له ، وشكراً لكم .... ))
باريس : معهد العالم العربي : 28 تشرين الثاني – نوفمبر 1997

( 10 )
أيها الشباب العربي .....
لقد كان ما تقدم ، حديثاً اقتضته الظروف بعد عام ونصف على رحيل عصمت سيف الدولة ، الآن ، نحن في الذكرى الرابعة عشرة للرحيل الحزين ...، لا أعرف إن كان ما قلته في تلك الأيام الحزينة ، يستحق القراءة في هذه الأيام الأكثر حزناً ، لكنني أضعه بين أيديكم ...من منطلق التوثيق ، لا أكثر ... ذلك أنني أستشعر أهمية أن نسلمّكم ملفاتنا كاملة ، خاصة ، وأننا على أبواب الرحيل ....
- أما اليوم ، فهو 30/آذار – مارس – يوم الأرض العربية ...
- بحجارة الأرض حفر أطفال العرب هذا اليوم على جدار الزمن ...
- في هذا اليوم 1996 احتضنت الأرض العربية أبنها البار ، المناضل ، عصمت سيف الدولة ...
- في هذا اليوم 2000 احتضنت الأرض العربية أبنها البار ، المناضل ، جمال الأتاسي ...
- "الجمهورية العربية المتحدة" مستقبل آت ، بوعيكم ، ونضالكم ، وليست تاريخاً مضى ... النداء ، لكم أيها الشباب العربي ، النداء ، ليس لمن يبكيها ، وإنما لمن سيشيد صرحها شامخاً في المستقبل العربي .... ، النداء لمن يبنيها ، لا لمن يبكيها ..........
دمشق : الثلاثاء – 30 /آذار – مارس -/2010 .
حبيب عيسى

مفارقات الزمن الأسود/المشهد العاشر: عمرو موسى مرعدا مزبدا!/الهادي حامد



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مفارقات الزمن الأسود
المشهد العاشر : عمرو موسى مرعدا مزبدا!

شبكة البصرة
الهادي حامد - تونس
أيها السادة القراء... مكّنت لجنة المتابعة العربية السلطة الفلسطينية العباسية من الغطاء الذي طلبته وأمريكا للبدء في مفاوضات سلام مع إسرائيل... وأبدت إسرائيل موافقتها على الأمر ولم يتبق إلا صنع السلام من صناع السلام..لكن تفاجأ الطرف العربي بإقرار سلطة الاحتلال مشروع بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية مما سبب موجة غضب عربية رسمية عارمة وغير مسبوقة، وتنادى أعضاء اللجنة إلى الاجتماع تحت إشراف الجامعة العربية...وأفضى الجدال إلى قرارات وصفت بالثورية والعقابية والانتقامية..
إليكم الآن نص البيان الذي تلاه الامين العام للجامعة :
بيان رقم1
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن أعضاء لجنة المتابعة العربية المجتمعون اليوم في القاهرة بناءا على طلب من السلطة الفلسطينية العباسية المجيدة، وبعد تدارس المستجدات الأخيرة على الساحة الفلسطينية والإقليمية نعلن موافقتنا وتأييدنا وتثميننا وإعجابنا وانبهارنا وفرحتنا وغضبنا ودهشتنا وتملقنا وقوادتنا وجهلنا وحمقنا وخيانتنا وتقاعسنا وتكاسلنا ونومنا في قاعة الاجتماع. وقد اتخذت اللجنة القرارات التالية كرد على قرار إسرائيل استئناف تنفيذ مشروع بناء المستوطنات :
· أولا///أن تتكفل الجامعة العربية بتمويل بناء المستوطنات وتأثيثها وتمكين مستحقيها من اليهود العائدين إلى وطنهم من الشتات من منح شهرية مجزية تقتطع من عائدات النفط الأمريكي في العراق، كما تعلن عن رعاية المحرومين والشاذين سنجيا في كلا البلدين الشقيقين : فلسطين الحبيبة وإسرائيل السليبة.
· ثانيا///أن تقبل إسرائيل بمبدأ محاصرة المقاومة وخنقها وتجويع أهالي غزة، وان تنظمّ عمليّا إلى الجهود العربية في هذا الإطار من اجل سلام عادل وشجاع في المنطقة.
· ثالثا///أن تسمح إسرائيل بممارسة شفافة للديمقراطية وذلك بتكثيف جهودها للإطاحة بإسماعيل هنية أو اغتياله بطريقة مهذبة لاتثير الرأي العام العربي مثل الأسلوب الذي اعدم به الجبان والخائن صدام حسين ومن قبله ياسر عرفات ومن بعدهما الإرهابيان حسن المجيد والمبحوح.
هذا ونطالب إسرائيل بالسماح لحزب مثال الآلوسي بالنشاط في إسرائيل وبفك ارتباطه بجهاز الموساد حتى يتحول إلى مؤسسة سياسية فعلية.
· رابعا///من باب تشجيع الحوار بين الأديان وترسيخ قيم التسامح والحب والسلام، تدعو لجنة المتابعة العربية السلطات المصرية إلى تعيين احد أحبار اليهود شيخا للأزهر أو مفتيا للديار المصرية وان تنسق في هذا الاتجاه مع الخارجية الإسرائيلية.
· خامسا//أن تقوم إسرائيل بمساعي جادة لدى الحكومة العراقية الديمقراطية للتفكير في وطن للفلسطينيين الذين باعوا أرضهم في فلسطين في صحراء الانبار أو في المنطقة الحدودية بين العراق والمملكة الهاشمية الأردنية. ونثمن رحابة صدر السلطات الأردنية التي تقدمت بهذا المقترح في إطار دعم الحرب على الإرهاب وتمت الموافقة عليه وتبنيه من اللجنة.
· سادسا//أن تسند الأمانة العامة للجامعة العربية في الدورة القادمة إلى شيخ الأئمة وآية الله علي السيستاني وان يكون مقر الجامعة الجديد في النجف وهذا اعترافا لدوره في تحرير العراق من الغزو البعثي الهولاكي وإزاحة عبء ثقيل من على كاهل الأسر العربية الحاكمة.

هذا وتلفت لجنة المتابعة العربية نظر المراقبين والمتتبعين إلى كون ثورية هذه القرارات لاتدخل في سياق الدعاية السياسية للسيد الأمين العام للجامعة ضمن رغبته في استلام منصب رئاسة الجمهورية في جمهورية مصر العربية ولا تفسر على أنها مزايدة على الدور القطري والسوري الداعم للقضية ولا تفهم بماهي تعميق لسياسة الاحلاف.

عاشت فلسطين حرة عربية
عاشت المقاومة في فلسطين والعراق
المجد للشهداء
وماالتوفيق إلا من عند الله
القاهرة في 24 ربيع الأول 1431هج 10 مارس 2010
Whamed6@gmail.com
شبكة البصرة
الخميس 25 ربيع الاول 1431 / 11 آذار 2010

المعقول واللامعقول في ديمقراطية البغال والصخول/علي الصراف

علي الصراف // المعقول واللامعقول في ديمقراطية البغال والصخول

07-03-2010

بسم الله الرحمن الرحيم

المعقول واللامعقول في ديمقراطية البغال والصخول



مركز القادسيتيين للدراسات والبحوث القومية

علي الصراف

قال لصاحبه: أليس من المعقول لبعض الوطنيين ان ينخرطوا في "العملية السياسية" لعلهم يتمكنون من التسلل الى النظام، فيساعدون المقاومة على قلبه من الداخل؟ ثم أليس من المعقول ان تجد الخبرات والأيدي الوطنية سبيلا للعودة الى مؤسسة الدولة، بعد سنوات من الحرمان، لعلهم يخدمون، من مواقعهم، مشروعا وطنيا يطرد عملاء طهران وواشنطن؟ ثم أليس من المعقول أن تنحني للعاصفة حتى تمر، وانت ترى ان هؤلاء يملون إرادتهم بالقتل والاعتقالات وأعمال القهر والتعذيب؟ ثم ألا يبدو الموقف المناهض للانتخابات متطرفا و.. "انعزاليا" عندما ترى ربما ملايين الناخبين يذهبون الى صناديق الاقتراع ليقترعوا بالفعل، كائنا من كان الذي ينتخبون؟ ألا يبدو الأمر وكأنه تصويت ضد المعارضين؟ ثم أليس من المعقول أن نبحث عن سبيل لتشكيل قوة سياسية وطنية تُوقف المشاريع والسياسات اللاوطنية التي ينتهجها العملاء والمأجورون لصالح الإحتلالين؟ ثم ألا ترى إن من المعقول أن يحاول بعض المرشحين تقديم بعض الخدمات لمناطقهم التي تواجه الفقر والحرمان؟ وإذا كنت لا تشك بوطنيتي، فما الذي سيتغير بي إذا قررت الترشيح، مدعوما من طرف أو أكثر من أطراف المقاومة؟ أليس من المعقول أن ننظر الى الأمور و"نحسبها" بالعقل؟

قال: معقول لو كان "المعقول" هو أصل العلاقة بين الاحتلال والديمقراطية. ومعقول لو كان "العقل" هو القاعدة التي يقيم عليها المتورطون بعملية النصب (الديمقراطي) نظامهم السياسي. ومعقول لو كان المعقول هو أساس المنافسة بين المتنافسين، ولكن أما وانها ديمقراطية لصوص وقتلة وعملاء ومأجورين فالأمر مختلف. ثم، وأما وانها ديمقراطية بغال وصخول، فاللامعقول هو وحده المعقول.

أولا، انت ترى على الفور ان "الاحتلال والديمقراطية" مفهومان لا يجلس أحدهما على الآخر. للإحتلال (أيا كان، إيرانيا او أميركيا) اجندته ومصالحه وهذه لا تتوافق مع المصالح الوطنية التي يمكن للديمقراطية ان تطلب الدفاع عنها. الاحتلال يسخر من السيادة ويهينها، والديمقراطية لا تقبل بسيادة مُهانة. والاحتلال يريد ان ينهب. فكم يبقى من الديمقراطية مع النهب؟ والاحتلال يريد ان يحول البلاد الى قاعدة لشركاته، والديمقراطية تتطلب الدفاع عن المصالح الوطنية. وقس على ذلك ما شاء لك القياس. فهل من المعقول ان يقبل الاحتلال بأن تأتي الديمقراطية بما لا يخدم مصالحه؟ وإذا تعارضت المصالح الوطنية مع مصالح الإحتلال، فهل سيتصرف الاحتلال (دفاعا عن نفسه ومصالحه) بـ"المعقول"؟!

الأدلة المادية، المتاحة امامك من أعمال الاحتلال، ماذا تقول؟ هل كان قتل اكثر من مليون ونصف المليون إنسان عملا من أعمال "المعقول"؟

ثانيا، تعال نحسبها بالأرقام والحقائق التي تشكل أساس الفرق بين المعقول واللامعقول: لقد قامت هذه "الديمقراطية" على أساس تهجير 5 ملايين انسان. لكي يضمن عملاء الاحتلال نصيبهم من القسمة، فانهم عمدوا الى إحداث خلل سكاني هائل. هذا الخلل هو بحد ذاته جريمة تسمى (وفقا للتوصفات القانونية الدولية) "تطهيرا عرقيا". وانت تعرف انه على شيء أقل بكثير مما حصل في العراق تجري اليوم محاكمة رادوفان كراديتش زعيم صرب البوسنة. وعلى عدد اقل من الضحايا حوكم سلوبودان ميلوفيتش رئيس صربيا السابق.

فما هو المعقول في التعامل مع جريمة أدت الى أعمال "تطهير عرقي" وانشاء معازل بالكونكريت المسلح بين الأحياء والمدن؟

هل ننخرط في "عمليتها السياسية" لنزكيها ونزكي نتائجها؟ أم نقول لعنة الله على كل ما أتى بها، ولعنة الله على كل متورط فيها يريد ان يتخذ من مزعم "الوطنية" غطاءً لكي يغمس يده في "الكعكة"؟

والقسمة إذا كانت من الأساس ضيزى، فما هو "المكسب" الذي تنتظره منها؟
هل سيعطونك لكي تبني مدرسة، في وطن يتهدم؟

إذا كان المحلي لا يعلو على الوطني، فهل من المعقول ان تبيع العراق لكي تبني مدرسة في بلد صار برمته دارا للمحرومين والضحايا والأيتام.

ثم، لقد قامت هذه الديمقراطية على أساس "محاصصات" طائفية. النتيجة الأولى من هذه المحاصصة هي انه لم يعد هناك "شعب عراقي". هذا المفهوم اختفى (أو يراد له أن يختفي) لصالح مفهوم جديد: سنة وشيعة وأكراد. وهكذا فإذا كنت تدخل في اللعبة، من الأساس، على هذا اللامعقول، فكيف تريد ان تخرج منها بنتيجة وطنية؟
وعندما تكون المقدمات قذرة، فماذا ستكون النتائج؟

ثم، لقد اتيح للأحزاب الطائفية (ونحن نعرفها ونعرف قيادتها بالتفاصيل) ان تستولي على مليارات الدولارات من أموال العراق لكي تذهب لتشتري ضمائر من لا ضمائر لهم. فألفت لنفسها مليشيات من الرعاع الذين يتسابقون (من اجل القليل) على القتل وارتكاب أبشع الانتهاكات، تحميهم آلة الإحتلال، وجهاز دولة يقوم برمته على مراعاة المصالح والامتيازات الطائفية. فكيف لي ولك ان نخرج من بيئة الفساد هذه بأي فرصة لمنافسة نزيهة وعلى قواعد متساوية؟

يقول تقرير نشرته صحيفة "النهار" (07/10/2009) بناء على احصاءات رسمية: ان هناك مليون ارملة (وزارة المرأة العراقية 2008) وأربعة ملايين طفل يتيم (اذا كان معدل العائلة العراقية من 4 الى 6 اطفال بحسب تقديرات وزارة التخطيط) ومليونين وخمسمائة الف شهيد (حسب احصاءات وزارة الصحة العراقية والطب العدلي حتى شهر كانون الاول-ديسمبر 2008)، وثمانمائة ألف مغيَّب (حسب إحصاءات الدعاوى المسجلة لدى وزارة الداخلية العراقية حتى كانون الاول-ديسمير 2008) وأربعة وثلاثين ألف سجين في معتقلات قوات الاحتلال وسجون الدولة وإقليم كردستان، وذلك وفقاً لإحصاءات مراصد حقوق الانسان. وتعترف القوات الاميركية رسمياً بوجود اثني عشر الف سجين لديها. اضافة الى أربعة ملايين وخمسمائة الف مهجر الى خارج العراق (حسب احصاءات المتقدمين الى جوازات فئة ج لدى مديرية الجوازات العراقية حتى نهاية كانون الاول-ديسمبر 2008) ومليونين وخمسمائة الف مهجر في الداخل (حسب احصاءات وزارة الهجرة والمهاجرين والمهجرين العراقية).

هذه هي نتائج "العملية السياسية" التي اقامها الاحتلال، فأيهما معقول: ان ننخرط فيها لنزكيها، ام نرفضها ونلعن كل الذين يتسترون على جرائمها؟

ولكي أزيدك من البركة حبة، فقد تناولت الاحصاءات الرسمية جوانب أخرى، فسجلت الآتي (اقتباسا من التقرير نفسه):

"ـ 76000 حالة ايدز، بعدما كان العدد الاجمالي للمصابين بهذا المرض قبل الاحتلال 114 وفقاً للاحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة العراقية.

ـ ثلاث حالات طلاق من أصل اربع حالات زواج بعد الاحتلال، بحسب احصاءات وزارة العدل.

ـ 40% من الشعب العراقي هو تحت خط الفقر (وزارة حقوق الانسان العراقية).

أما على مستوى التربية والتعليم والأحزاب وهيئات المجتمع المدني والميليشيات والشركات الأمنية ووسائل الاعلام في قطاعات الصحافة والتلفزيون والاذاعة، وشبكات الاتصالات والهيكليات الادارية والمالية للدولة، فيشير التقرير الى:

ـ انحدار التعليم الجامعي والأساسي (منظمة الأونيسكو).

ـ عشرات آلاف الشهادات المزورة لمسؤولين وضباط ومديرين عامين وكادرات حزبية تشغل مناصب قيادية في الدولة. (احصاءات موثقة في هيئة النزاهة العراقية).

ـ سيطرة التخلف على المجتمع العراقي بعدما كان العراق الدولة الأولى في العالم التي محت الأمية بالكامل (1977) بحسب منظمة الاونيسكو.

ـ 550 كياناً سياسياً (احصاءات مفوضية الانتخابات العراقية).

ـ 11400 هيئة مجتمع مدني (وزارتا الداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية) (جلها تم تشكليه للفوز بحصة من أموال الفساد، ليصبح "المجتمع المدني" شريكا للاحتلال، وجزءا من عملية النصب وتحويله الى ظاهرة عامة).

ـ 126 شركة امنية تديرها أجهزة المخابرات الاجنبية (مسجلة في وزارة الداخلية العراقية).

ـ 43 ميليشيا مسلحة تابعة للاحزاب (مسجلة في وزارتي الدفاع والداخلية – لجنة دمج الميليشيات).

ـ 220 صحيفة ومجلة تمولها اجهزة المخابرات الاجنبية (نقابة الصحافيين العراقيين).

ـ 45 قناة تلفزيونية تمولها اجهزة المخابرات الاجنبية (ادارة القمر الصناعي نايلسات وعربسات).

ـ 67 محطة راديو تمولها اجهزة المخابرات العراقية (هيئة الاعلام والترددات العراقية).

ـ 4 شبكات للاتصالات اللاسلكية قيمة كل شبكة 12 مليار دولار يملكها مسؤولون وقادة احزاب وهي شركات (كورك)، و(آسيا) و(زين) و(أثير).

ـ أكثر من 11400 مقر لاحزاب السلطة بشكل رسمي او غير رسمي، ويتمثل الشكل غير الرسمي في شركات وهمية او جمعيات خيرية تستخدم للتغطية والتمويه. وهذه المقار هي في الغالب ابنية للدولة، او اخرى تم الاستيلاء عليها من اصحابها الشرعيين بعد تهجيرهم او تصفيتهم، او مؤجرة ببدلات تدفع من ميزانية الدولة. (انتهى الاقتباس).

فأين تريد ان تضع رأسك بين هذه "الرؤوس"؟ وما هو "المعقول الذي يمكن ان يُسفر عنه مسرح اللامعقول الذي يلعب فيه عملاء الاحتلالين وأتباعهم من المأجورين أدوار البطولة بلا منازع؟

هل ارتكب النازيون في أي بلد اجتاحوه فظائع وانتهاكات وقذارات أكثر من هذه؟

فهل كان من المعقول التصالح مع النازيين وقبول عمليتهم السياسية؟ هل كان يجب على الفرنسيين ان يقبلوا حكومة الجنرال فيشي التي اقامها الاحتلال؟

وهل تتغير الفظائع عندما تسميها "ديمقراطية"؟
وهل يتغير اللصوص، إذا لبسوا ربطة عنق وبدلة (ومحبس)؟
وهل يصبح القاتل شيئا آخر في عين المقتول؟

ثالثا، لقد تبنى بعض الوطنيين، او أشباه الوطنيين بالأحرى، نظرية "الدخول في العملية" فما حصدوا؟ خذ نموذج محمد الحبوبي (الشخصية المستقلة الذي فازت قائمته بالانتخابات المحلية في محافظة كربلاء) فالى أين انتهى؟ والى أين انتهى صالح المطلك، هذا الصنيعة المبتذل الذي صادق على كل مطالب الإحتلال واتفاقياته؟

حتى هؤلاء لم يبق لهم مكان، رغم انهم عملاء (بالأعمال) على حد سواء. ورغم انهم شركاء في الجريمة على حد سواء أيضا. سوى انهم (بالأقوال) يظهرون بمظهر الوطنيين. وهو ما لا يروق لأبطال مسلسل الديمقراطية الطائفيين، فلفظوهم لفظ النواة خارج اللعبة.

اللعبة لعبة بغال يركبها المحتلون. وقد تسمح لبعض الصخول بان يؤدّوا دور الكومبارس، إلا ان مسرح الطائفية لن يسمح لهم بانتاج مسرحية "وطنية" حتى ولو كانوا من أشد المتواطئين.

ورابعا، والله ما عندي مانع أن نرشحك لتكون نائبا. ولكن أليس مطلوبا منا أن ندفع لدعايتك الانتخابية؟ ألن تحتاج الى "بوسترات" نضع عليها صورك؟ وهل تعتقد انهم يغفلون عمن يقف وراءك؟ وهم لا يغفلون، لكنهم سوف يسمحون لك بالمضي قدما، مؤقتا على الأقل (قبل ان تلحق بالحبوبي والملطك). ولكن هل تعرف لماذا؟ أولا، لانك تلعب في ملعبهم (وها انت خاسر سلفا). وثانيا، لكي يقولوا لك: شوف، حصلنا على أصوات أكثر منك. وهو ما يعني ان الصوت الوطني الذي تمثله غير ذي قيمة في الواقع!، وثالثا، عندما يرون انك لا تلعب كما يريدون، فما الذي سيكلفهم أن يطردوك؟ وما الذي سيمنعهم من اتهامك بالإرهاب؟ بل وما الذي سيحول بينهم وبين قتلك؟

ثم، دع عنك التزوير. فهذا أهون الشرور. ففي لعبة يُقتل ويُهجّر ويُجوّع فيها الملايين، يُصبح التزوير نعمة من الله! ومن هذه "النعمة" يخرج "الملايين" (كما ستبيع وكالات وأبواق الاحتلال المعلنة والمستترة بضاعتها على الأغبياء وعلى الراغبين بأن يكونوا أغبياء) رافعين أصابعهم الملطخة بالحبر البنفسجي ليقولوا انهم انتخبوا... ديمقراطية لصوص ونصابين ومجرمين.
هل تريد ان تعرف كم "بطانية" يساوي الصوت؟

الجياع، هل تعرف ماذا يقولون؟
إذا كان اللصوص سيفوزون بها ومن دونها، فالبطّانية خيرٌ من سواها، والله عالم بالمتقين.

التقية وممارسة الظاهر هي التي تجبر الكثيرين على الذهاب الى صناديق الاقتراع، إتقاء لشر الظهور بمظهر غير المحتاج الى بطانية!

فأنت أمام رعاع وجلاوزة، إذا رفضت بطانيتهم، فماذا تريد أن تقول؟!
على الفور، سيعرفونك. وعلى الفور ستقول لهم من أنت. وعلى الفور ستقول لهم انك، إذ ترفض بطانيتهم، فلأنك ترفض عمائمهم وبطانتهم.
فخذها، وإذهب للتصويت!

الانتخاب، اتقاءً للشرور، هو بالأحرى أبو التزوير. فالملايين ذهبوا بأنفسهم بالفعل، إنما ليدلوا بأصوات مزورة، في صناديق مزورة، في مسرحية تزوير شاملة للإرادة والهوية، في وطن كله منهوب وممزق ومشلول.

في مسرح جريمة كهذا، قل لي: ما هو المعقول أكثر، الالتحاق بالعملية السياسية أم الالتحاق بالمقاومة؟

جاوب، وأرجوك، خليّك معقول!

الكاتب : علي الصراف

جبروت امراة...الحرب الآن!!/السيدة مس

السيدة مس ترد على احد متصفحي الفيس بوك:
ستثبت الايام ان ولائي الأول لعروبتي واسلامي...وانني ابنة تونس البارة وكل اتهامك لي تنبع من نفس مريضة ومستواك الثقافي المتدني لا يسمح لك بقراءة ما بين السطور في مقالاتي التي لا يفقهها العامه والداسه والدهماء॥واعلم انني انخرط في جمعيات حقوقية دوليه واعمل من اجل حريه الانسانيه والعربيه خاصة والجميع يعرف ان القافلة التي ستتوجه في جوان القادم الى غزه ستنتطلق من هنا من تركيا وجنسيتي التركية تسمح لي بالذهاب الى وطن العروبة المغتصبة غزة الأبيه وقتها فقط ستعلم يا حويكم ابن الغنائم والهبات والاعانات الحكوميه عفوا اقصد يا حكيم البوغانمي انني لست عميلة ولست صحافية الجنس كما اتهمتني ثكلتك جارتك...ربما تكون في شهر جوان الحار تجني الهندي المشهورة بها ربوع سيدي بو ....وكم اتمنى ان تدمي ( ظلف الهندي) ضميرك المرفوس بحافريك وانت تبرطع ذهابا وايابا على اديم الارض وعلى حرمات النساء المحصنات امثالي...انك انت في الزبالتي كنتما ....تحت السرير تفللي نفسك من القملتا.........................واحذر اقلام الصحافة الكاريكاتوريه لأنها قادرة ان تشرحك فوق اسطح المنازل المهجورة ......كيف تدعي انك محامي وتهدد بالقانون وانت لا تملك مجرد شهادة الباكالوريا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله عجب عجب عجب ........أنا سأطوي صفحة ما تثيره حولي ..... ولن أهتم بخزعبلاتك ثانية والحمد لله المثقفين كثر والصحافيين كثر واصحاب الضمائر اكثر....اغرب عن القضايا فأنت اصغر من تبنيها...وليسامحني ربي في وقتي الذي اضعته وأنا أجادل من لا يرتقي الجدال الفكري ولا يؤمن بالديموقراطيه...سلوكا ومنهجا...وسأعود للكتابة من جديد كتابة المقال الكاريكاتوري الساخر علنا نبني امة واعية بجراحاتها المدفونه....وان الثورة لتولد من رحم العصيان
***************************************************************
حكيم البوغانمي يهدد ويتوعد بانشاء جروب ومدونه للتشهير بي ومقاطعتي هههههههههههههه
Hier, à 16:49
تونس عروس المتوسط؟ فلماذا ادخلتم كل الوشاة بشوارعها؟؟ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب لصرخات أهلها...وسحبتم كل خناجركم॥وتنافختم شرفا...وصرختم فيها ان تسكت صونا للكرامه..فما أشرفكم..........اولاد الزناة هل تسكت سيهان بنت تونس؟؟؟؟؟؟؟؟ اولاد العاهرة لست خجولة حين اصارحكم بحقيقتكم...حظيرة الخنزير اطهر من لجان حزبكم..واطهر من أطهركم...تتحرك الجبال والصخر...اما أنتم لا تهتز لكم قصبة.........بعث لي التافه الذي لم يرتقي حتى لمستوى الباكالوريا والذي يدعي انه محامي رسالة يهدد فيها ويتوعد انه سينشئ مدونه تفضح الايحائات الجنسيه لمقالاتي هههههههههههههه سحقا لجهله فهل كتب يوما مقال عن الجنس؟؟؟؟ انا لا الومه فمستواه الفكري لايرتقي به الى فهم مقالاتي ويكفيه ان يفهم توجيهات البوليس الذين يدرسوه فنون الوشاية والتمعش بأخبار الشرفاء والحقوقين في تونس..نعم هذا الذي يدعى حكيم ويفتقد الحكمه يدعي انني احرض على الفجور والفسق فهل مقالاتي تدعوا لهذا ثكلتك تونس يا من بعت الشرف والدين ...اما انا فعملي الصحافي يفرض عليا ان أكتب بحريه وفي مواضيع تقلق امثاله ممن ادمنوا التخاذل نعم انا سيهان واكتب بفن السخريه والنقد عبر اسلوب المقال الساخر وهذا فن في الكتابة وله مدارسه وقوانينه وانا اخترت اصعبها وهو الكتابه في السياسة التي ترهب البعض...قبحك الله يا ابو جهل كيف تدعي الحريه وانت مغرق في التسلط ولا تغدو ان تكون بوق دعايه لاسيادك بني بوليس....اتحداك ان تكتب مثلي ابدا ويكفيني ان لي اساتذة وشيوخا يقرؤون لي ويباركون فضحي للسياسات العربيه الترهيبيه المقيته...اتحداك ان تكون صادقا ابدا انت لم تجرب حب الانتماء ولم تغترب عن وطنك ولم تعرف معنى حب الاوطان...يكفيك ان تعيش بين فتات الدراهم التي تتمعش بها جراء الخبار التي تقدمها لهم وتبيع بها بني وطنك التونسيات والتونسيون الشرفاء....والله انك لا ترتقي الى ربع رجل وسأ،صفك واقول انك شبه ذكر ولست رجل....ثم كيف تتوعد بانشاء جروب لمقاطعتي انا؟؟ وانا عربيه مسلمة؟؟؟ هل انا يهودية؟؟ هل انا خطيرة لهذا الحد على الامن العربي والاسلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ملعون انت يا من ارقت دمي وقلمي।لو كنت رجلا كنت انشأت مدونه وجروب لمقاطعة اعداء الامه والعروبه والاسلام...لكن ان تقاطع صحافية تكتب لحريه وتكتب في المنوع حتى تفضح الظلم فأنه والله بدعة ومهزلة تحسب عليك... انا لم اتصور ان ذيل طويل في مؤخرة من تتشيع لهم ولكن الكارثه انك اتفه من ان تحسب عليا رجلا ولن تدخل التاريخ بالشهرة مما اكتبه انا واذكر اسمك الممسوح من عوالم المجاهدين والشرفاء فعلا انا أرجل منك واتحداك وأٌقولها علنا:لا تشتري القواد الا والعصا معك ... ان القوادة لحثالة مناكيد...وانا سأ÷وي عليك بسياط قلمي ولن أهدأ حتى أعلمك ان الصحافة فسفور أولاتكون .......نعم انا سيهان المخصبة باليورنيوم وقلمي ملغوم وقد انفجرت في وجهك فأرني ما انت فاعل يا من تفتقد للفعل

***********************************************************************
رسالة عاجلة الى اعداء الحرية في تونس وكلاب البوليس التونسي

Hier, à 12:20
انا لم اخافكم يوما... ولا اعرف عناوين لجان التنسيق المقيته ولم اترشف قهوة مع صعلوك من حاشيتكم مرة ابدا... نعم هذه حقيقة والحمد لله ان جنسيتي التركية تجعل المئات والالاف من تركيا يبحثون عني ويفضحونكم اذا اعتقلتموني نعم فكبت اصوات الحرية منهجكم وقرفكم الذي تجبروننا على قبوله كل يوم..نعم سياستكم الترهيبيه وكلاب بوليسكم المندسة في كل مكان تعكس ترهيب السلطة المشؤوم لقد قتلتم تونسنا العزيزة وتونس تتأوه من القهر والتعذيب ولا تكذبوا و تقولوا ان تونس بخير..لا والف لا..تونس ليست على ما يرام ولم تكن ونئن من الامها وجراحات شرفائها الذين يقبعون الان في السجون اما البقيه الاخرى تلقفهم امواج الغربه والاغتراب في دول عده والبقية المتبقيه داخل تونس متكتمون يرهبونكم جدا والجميع يعرف اساليبكم الدكتاتوريه الهمجيه....نعم يا بوليس التعذيب اولاد الزناة انتم ومن معكم حكومة وشعبا من ضعاف النفوس الوشاة والقوادة والبندارة ومصاصي دماء المواطنينواصحاب الوزارات المتقاعسه....ثكلتكم امهاتكم جميعا اولاد العاهرات المومسات...انا لست خجولة حين اصارحكم بحقيقتكمنعم حظيرة خنزير اشرف واطهر من وزارة داخليتكم..وانت يا من سميت نفسك حكيم بوغانمي اعلم انك لست حكيما في شيء وبعيدة عنك الحكمة ولست ابو الغنائم ابدا غير تلك الدنانير التي تتلقاها من حضرة كلاب الجوع والقهر والرعب اصحاب مكاتب الوشاية والقوادة في دار حزب منطقتك وقد اعلموني انك تمتهن القوادة والتبندير لمن هم سادتك ولم يكونوا يوما اسيادي انا.....يا من ثكلته امه قبل ولادته انت جبان جدا حد التقزز والتأرنب نعم انت ارنب جبان تسبني في الخفاء لو كنت رجلا لما فعلت ما فعلت انظر لي انا مثلا لا اكتب في الخفاء ولا اجامل ابا نعم انا ارجل منك ومن رئيس لجنة التنسيق التي تنتمي اليها يا متخلف ...يا من تسمي نفسك حكيم بوغانمي تتهمني اني صحافية نزع السراويل؟ نعم انا انزع سراويل كل اشباه الرجال واعوضها بمناشف وفوط يلبسونها عند ارتياد الحمامات البخاريه واعتذر من كل الحارزات والحراز...ان تشدقك بالحريه والديموقراطية في صفحتك امر شككت فيه منذ ان زرتها قبل اسابيع فرأيت صورا الكلاب الحكوميه التونسية ولكن طول اغترابي عن تونس جعلني لا افهم انتماءك بسرعه لكن رسالتك البارحة الخفية والتي نشرتها انا على صفحتي تؤكد انك متخرج من دار حزب وان لجنة التنسيق بعمادتكم هي جامعتك الاولى فكيف تتجرأ على سيدتك سيهان؟؟؟؟ ثكلتك امك وافقدك الله صوابك ...انا مرأة ارجل من ابيك لو كنت تعلمه واجمل من اختك اكيد واعلم ان لي زوجا ولي أبا هما افحل من ابيك ومنك يا فأر المجاري الحزبيه..كلب مستنقعات انت...قبح الله الوطنية المزعومه التي تبعبع بها وكان الله في عون ارض سيدي بوزيد وهي تحمل حافريك ليلا نهارا....تبا لما فعلتموه بتونسنا وسحقا لجواسيس القرف والوهن....لماذا ادخلتم الجواسيس صفحتي؟وقفتم تسترقون السمع لردود فعلي؟؟وسحبتم خناجركم وتنافختم شرفا...فما اشرفكم...اولاد العهر..هل تسكت صحافية؟؟؟

جبروت امراة/يوميات... الاحتراق!/السيدة مس


جبروت امراة/ يوميات ...الاحتراق!


وكاد سروالي ان يسقط في احدى المطارات العربيه॥هههههههههههههههههههه



Hier, à 23:30
ثقوا جميعا ان الغربة بما فيها من الم وبكاء وحزن و فراق॥فيها ايضا طرائف ومواقف مضحكة خاصة اذا كانت المغتربة مثلي انا ...متهكمه وساخرة ووقحه مثلما كنت ايام الجامعه وزملائي الصحافيين يعرفون تاريخي...المهم كنت في دولة عربيه تدعي التدين كثيرا (ولن اذكر اسامي الدول حتى لا تشتمونني في الرسائل الخاصة والله اخجل من كم الرسائل التي تشتمني وتشتم ابي والضحيه زوجي ههههههه)هذه الدولة تمنع في مرات كثيره مغادرة المتزوجات بدون مرافقة محرم وطبعا شاءت الظروف ان اسافر وحدي لدولة عربية اخرى لحضور خطوبة صديقه لي شامية...المهم حذروني صديقاتي المقيمات بضرورة ارتداء لباس جلباب ونقاب اسود فضفاضا حتى اذا مررت عبر حلقات التفتيش بالمطار لا يتشددون في طلب المحرم يعني زوجي..وكانت بوليس واعوان هذه الدولة مشهورين بمعاكسة الاجنبيات والعربيات على حد السواء المهم تكون انثى حتى معزة فمررت بسلام الى ان وصلت الى اخر نقطة لتفتيش قبل صعود الطائرة وشاءت الصدف اللعينه ان اكون لابسه سروال دجينز قصير تحت الجلباب الاسود وكان سروالي طبعا به حزام مصنوع من جلد وكثير من الزينه المعدنيه وبمجرد اقترابي من جهاز المراقبه حتى تتالت الانذارات وهو ما اجبر الحمقى من شرطة الديوانه على تحويلي الى غرفة خاصة لكشف ما احمله..المهم دخلت غرفة صغيرة جدا وجاءت مرأة شرطية قبيحة الملامح تزن قرابة 150 كلغ لدرجة اختنقت الحجرة بها وبي المهم سألتني ماذا عندي وطلبت مني نزع الجلباب فنزعت والحمد لله انني منت البس سروالا دجينز وقميصا محترما جدا ههههههههههه ورغم معرفتها ان مصدر الاشارة كان المعدن الذي بالحزام الا انها اصرت ان تجس جسدي بيدها وانا كنت ولا زلت امقت السحاقيات فماكان منها الا ان اطالت جس صدري والله يشهد انني كنت سأصفعها صفعة تخرجها من مجرة التبانه...لكني تمهلت وتذكرت انني غريبة في بلدهم وسيطعمون لحمي لبوليسهم الجائع لو فعلت ذلك...ومر الامر بسلام وسافرت ورجعت بعد 4 ايام ولم يحدث شي في رجوعي...انا تكتمت الامر ولم اخبر زوجي..لأنني احمل عقدة تهكمه من تخلف بعض العرب..فلا اخبره بحماقات العرب احيانا ودائما اتعنتر امامه..وشائت الصدف ان نسافر انا وزوجي بعد هذه الحادثه بشهر ونصف الى تركيا لقضاء عطلة العيد الفطر...طبعا انا اعرف ان زوجي مجنون اكثر مني ولن يقبل ان اتعرض لموقف مشابه لهذا خيرت ان البس سروالدجينز بدون حزام ...طبعا اتقاءا لوقاحة العاملين بالتفتيش وكنت امشي وبين الحين والاخري احاول رفع سروالي المهدد بالسقوط ولا ادري لماذا بمجرد دخولي المطار اصبحت احس ان مقاس سروالي اكبرمني هههههههههههه وما ان وصلنا اخر نقطة تفتيش قبل الصعود للطائرة حتى لمحت نفس الشرطي الذي كان في المرة السابقة طبعا لأ، زوجي معي فقد تعنترت واصبحت اقهقه علنا وزوجي يصرخ في وجهي ويتذمر من ضحكي ومان ان اعطيت جواز سفري لهذا الشرطي حتى كاد سروالي ان يسقط تماما هههههههههه طبعا رفعته وواصلت ضحكي فقال انه تذكرني و سألني عن سبب قهقهتي فقلت ان زوجي نسي شراء كتاب رياضة السقوط والنزول.....طبعا انا تفلسفت عليه وانطلقت الرحلة وزوجي طيلة الرحلة يتطاير شررا لأنه لم يفهم حرفا واحدا عربيا وانا اقول في نفسي تبا وسحقا لتفاهة العرب وقرف العرب وظلم العرب للعرب...واعلموا ان مطارات عديدة عربيه تتعامل بعنصريه وايضا عن طريق مطارات وتدخلات رشوة يتم ادخال سموم المخدرات ثم يطالعوننا في التلفزيونات ويقولون ان الامن مستتب ثكلتكم امهاتكم واسقط الله سراويلكم يا من تشجعوننا فقط على رياضة السقوط والنزول

*********************************************************************************


من لا يملك دماغ اكس اكس لارج لا يقرأ هذا المقال.....ههههههههههههه

Hier, à 21:33
اني الممضيه اسفله قوادة وعميلة درجه اولى متحصلة على دكتوراه دوله شرفيه في الفسق والعهر وبيع الضمير مثل تلك شهادات الدكتوراه التي تتحصل عليها زوجات الرؤساء والحكام العرب...نعم ولي ايضا بحوث في الوشاية العربيه ورصد احوال الناس ومراقبة تحركات الشرفاء...اناشد السلطات المسؤولة في الدول العربيه تحسين اجور العملاء والخونة امثالي॥نطالب باعطاءنا شهادات تقديريه مختومه من وزارة البيئة والهيئة الترابية عوضا عن وزارة الداخليه لأننا نحن الوشاة نقوم بتنظيف المجتمع من امراض الوعي والتحرر...والحمد لله الشوارع العربيه خاليه تماما من اي مظاهرات او احتجاجات من المحيط الى الخليج...الرجاء من اصحاب المقامات العاليه من اسيادي الرؤساء والحكام انشاء وزارة جديده بكل البلدان العربيه ويكون اسمها الاتي: وزارة القوادة والوشاة ..ونعرف ان وزارات الداخلية العربيه احتضنتنا طويلا ولكن ان الاوان ان نريحها قليلا فيكفيها المسؤوليات الجسام المنوطة بعهدتها في السجون وخاصة تنكيل بجثث سجناء الرأي الاحياء منهم والاموات..يكفي ما تتحمله وزارات الداخلية من تعب داخل الجامعات والكليات والمساجد والنت...كما نطالب نحن الوشاة بعقد مؤتمرات وحلقات تعاون عربي مشترك لتبادل الخبرات في فن البندير والقوادة والوشاية...ونطالب ايضا بعقد حفلات لقدماء الوشاة والمتقاعدين من الوشاة وايضا التقائهم الدوري بتلامذة مدارس الوشاية والقواده......ونرجو ان يجد مطلبي هذا صدى طيبا في نفوسكم المحترمه والوطنية جدا... الامضاء المنظمه العربيه للوشاة العرب ورئيسته واشيه بنت قواده بنت بندير (هههههههههه حاورتها الصحافيه تحت التمرين سيهان طخطابتشان من قناة اليورانيوم المخصب لكوكب المريخ )

************************************************************************

نعم اريد اغتصاب هذا الرجل...


Hier, à 20:17
الى ذلك التعيس المغامر اليهودي الاصل كريستوف كلومب : بليتنا بأمريكا.....الله يبليك....لولا رحلتك المشؤومه والسوداءهذه...ماماتت ملايين من البشريه ॥ومااندلعت حروب اكلت الاخضر واليابس.....نحن العرب نكره امريكا جدا وهذا المفروض ولن اتحدث عن العملاء والذيول....اما لماذا نكره امريكا..وهو سؤال اجاب عنه ستيفن بروز رئيس الجامعه الامريكية في بيروت تقريبا عام 1956 او 1957 فعلا لا اتذكر ...وقال: هنالك اغنيه قديمه عن لعب القمار تقول:لايريدون ان يلعبوا معه...لأنهم فقدوا حبهم له...فقد رؤوه وهو يغش في اللعب..ويخفي اوراق اللعب تحت الطاولة.......هذه الاغنيه الامريكيه تشرح موقفنا من امريكا بعد ضغطها على الامم المتحدة من اجل مشروع تقسيم فلسطين।وقبل 48 كان العرب يحبون امريكا ويحترمونها خاصة بعد مبادئ الرئيس ولسون الاربعة عشر...ثم اتضح بعد هذا ان امريكا تكذب وتماطل وتتاجر بالعرب الحمقى وتبيعهم الرياح بل الاعاصير.... لهذا كله انا اريد ان اغتصب التعيس كريستوف واقطعه واصلبه ثم اذبحه واسلخ جلده ثم اعلقه من رجليه اللاتي حملاه لأرض العنكبوت ومصاصي دماء الشعوب....نعم اريد تمزيق جسده وسلقها بل ونتفه مثلما كانو يفعلون بالسحرة في اروبا في القرون الوسطى....ساسكب عليه كل يورانيوم وفسفور ايران....لكن كم اتمنى ان اسأله قبل فعل هذا..:يا كريستوف ما شعورك الان وانت مكتشف امريكا؟؟؟ فأجاب: غلطه وندمان عليها

*************************************************************************



الاكراد والاسرائليين/بقلم اسرائيلي/عرض د.صلاح عبد اللطيف و د. ايمن الهاشمي


القصة الكاملة لعلاقة إسرائيل بالأكراد وبقلم إسرائيلي يهودي.... وهناك عدد كبير من الصور والحقائق !!
عرض: د. صلاح عبد اللطيف + د. أيمن الهاشمي // تغطية لحقائق وكتاب يهودي
Thursday 20-09 -2007
والواقع أن علاقة الأكراد بالإسرائيليين بدأت منذ عام 1943 أى قبل قيام الدولة الإسرائيلية، وتعمقت بعد قيام الدولة العبرية، وقامت إسرائيل بمساعدة الأكراد فى معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وقد أمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، وان ممثلين من الموساد الإسرائيلى زاروا المواقع الكردية فى شمال العراق فى فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران فى ظل حكم الشاه وعبر العواصم الأوروبية وخاصة فى باريس ولندن. وأن زعيم الأكراد الراحل مصطفى البرزانى زار اسرائيل مرتين والتقى هناك بالقيادات الاسرائيلية وقيادة الموساد فى فترة الستينيات. هذه الحقائق وغيرها كشفت عنها الوثائق والصور التى خرجت فى السنوات الأخيرة والتى ظهرت فى كتب وتقارير من بينها كتاب شلومو نكديمون وهو يهودى أمريكى تابع هذا الملف الكردى الاسرائيلى فى كتابه.. الموساد فى العراق ودول الجوار، انهيار الآمال الإسرائيلية الكردية. الأكراد يطالبون بحكم ذاتي يقول نكديمون أن هدف الأكراد منذ سنين طويلة هو بناء الدولة الكردية، وقد بدأ الملا مصطفى البرزانى الزعيم الكردى السابق العمل لتحقيق هذا الهدف منذ عام 1943 وهو العام الذى هرب فيه من السليمانية الى برزان مسقط رأسه وإعلان العمل ضد حكومة العراق.. وبدأ بحرب العصابات ضد الجيش العراقى والجندرمة العراقية ونجح فى احتلال بعض المواقع الحدودية. وانضم إليه الكثير من القبائل الكردية، كما انضم إليه أكراد يعملون فى الجيش العراقى ولمع أسمه، وطالب الأكراد بحكم ذاتى واستجاب لهم السفير البريطانى، كما استجاب نورى السعيد رئيس الحكومة العراقية فى ذلك الوقت لمطلبهم وكلف وزيرا كرديا فى حكومته بفتح حوارات مناسبة بهذا الموضوع وعلى أثر ذلك طالب البرزانى بتشكيل لواء كردستانى فى العراق بحيث يتضمن المدن الكبيرة مثل كركوك والسليمانية وآربيل ودهوك وخايكين والمناطق المتاخمة لها كما طالب بتعيين وزير مسئول عن هذ اللواء وتعيين نائب كردى لكل وزير ومنح الأكراد حكما ذاتيا فى مجالات التربية والتعليم والاقتصاد والزراعة، إلا أن معظم وزراء نورى السعيد رفضوا هذه المطالب ومع رفضها ارتفع اسم البرزانى وأصبح زعيما مقربا فى أوساط الأكراد وأنشأ منظمة سياسية باسم مجموعة الحرية للضغط على الحكومة للإقرار لهم بحكم ذاتى ودعا الى وحدة الشعب الكردى، وراحت هذه المنظمة تقوم باتصالات خارجية وشنت دعاية مضادة ضد الحكومة، وأجرت اتصالات مع السفير الأمريكى وشكت له من الحكومة العراقية ومن بريطانيا كما طالبت بالحصول على الدعم الأمريكى وأعربت عن تبنيها لمبادئ ودور ويلسون الأربعة عشر والتى تتضمن فى أحد بنودها على حق جميع الشعوب فى تقرير مصيرها. البرزانى الأحمر وسط هذه الأجواء كان السوفييت يشجعون الأمال الكردية وساعدوهم عام 1946 فى إقامة كيان كردى، بل إن البرزانى لجأ إليهم بعد أن صدر عليه حكم بالاعدام ولهذا تشكك فيه الأمريكان وفى فترة الخمسينيات بدأت العلاقات مع اسرائيل تأخذ شكلا عمليا خاصة بعد أن وافق عبد الكريم قاسم على قيام الحزب الديمقراطى الكردى بزعامة مصطفى البرزانى واعترف بالحقوق الوطنية للأكراد وصادق على إصدار 14 صحيفة كردية. بدأت الاتصالات بين اسرائيل وأمريكا لمعرفة أهداف ونوايا البرزانى وأطلق عليه أبا يبان وزير خارجية اسرائيل وقتها لقب البرزانى الأحمر عام 1959، ورغم ذلك نشطت العلاقات بينه وبين جهاز المخابرات الإسرائيلى عن طريق جهاز السافاك الايرانى، وعلى أثر المعارك التى خاضها مع الجيش العراقى عام 1961 طلب من اسرائيل أسلحة وذخائر وأدوية لمعالجة الجرحى الأكراد وتقديم المساعدة لإنشاء محطة إذاعة كردية جديدة، وفى هذه الفترة كانت الاتصالات مع اسرائيل تتم عن طريق ثلاث قنوات أولها المخابرات الايرانية، وثانيها نشاط الأكراد فى أوروبا مع السفارات الاسرائيلية وثالثها علاقة البرزانى بصديقه القديم موريس فيتشر سفير اسرائيل فى روما. الاتصال المباشر بين الأكراد واسرائيل يقول نكديمون فى كتابه أن البرزانى رأى ضرورة الاتصال بإسرائيل بشكل مباشر منذ عام 1963 لتساعده فى تحقيق حلم الأكراد فى بناء حكم ذاتى بعد أن فشل مع الحكومات العراقية، ولتحقيق ذلك استعان بالاسرائيلين الذين تربطهم علاقات جيدة مع اسرائيل فى ذلك الوقت. وكانت ايران قد أعترفت بإسرائيل عام 1950، فاستعان بشخص يدعى بدير خان من المخابرات الايرلندية الذى أجتمع مع بن جوريون وجولدا مائير ورئيس الاركان تسفى زماير ومائير عميت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. وقتها كان عدد الأكراد فى العراق 2 مليون نسمة وفى سوريا 600 ألف كردى وفى إيران 4 مليون و6 مليون فى تركيا و60 ألف فى روسيا، وفى بريطانيا 800 طالب كردى. وفى إحدى زيارات بدير خان الى اسرائيل طلب تقديم مساعدات للأكراد لتمكينهم من مواجهة هجمات الجيش العراقى على مواقعهم فى الشمال وذلك بإرسال 12 راجمة بازوكا ومدافع ضد الطائرات وجهاز إرسال ومساعدات مالية. واقترح خان اجراء اتصالات مباشرة مع البرزانى. وقد حددت اسرائيل حجم دعمها للأكراد استجابة لإيران التى أبلغت اسرائيل.. إننا نتعامل مع التمرد الكردى فى العراق كفرصة لا تعوض، ورغم ذلك وبسبب الأقلية الكردية فى ايران وعلاقتنا مع تركيا لا نستطيع تأييدهم علنا فنحن لا نرغب فى أن يتطور التمرد كى يصبح دولة كردية كبرى. وقال شاه ايران لجريدة لوموند.. نحن لا نؤيد استقلال الأكراد فى العراق بيد أننا معنيون بحصول الأكراد على كامل حقوقهم هناك.. الأكراد غير العرب. بعد ذلك بدأت المخابرات الاسرائيلية ترتب لاتصالات مع الأكراد عن طريق أثنين من العملاء قدم الى كردستان تحت غطاء انهما صحفيان ألمانيان وجاء ذلك فى كتاب سعيد جواد العراق وكردستان. ان المخابرات العراقية علمت بهذه الاتصالات عندما أذاعت السلطات العراقية عبر نشراتها الأخبارية المعلنة أن هناك علاقة بين الملا مصطفى البرزانى واسرائيل مما أصاب رجال الموساد بالذهول.. فى هذا الوقت راحت ايران تحث الأكراد على مجابهة الجيش العراقى مع حرصها على ألا تحقق النصر الكامل، فقد كانت علاقة ايران بالأكراد ليست خالصة فهى تريد استقلال الأكراد لإضعاف العراق وفى نفس الوقت لا تريد للأكراد أن يكونوا أقوياء حتى لا تشجع الأكراد فى ايران على ذلك وهو ايضا ما تريده تركيا ونفس ما تريده اسرائيل التى تسعى فقط الى اضعاف العراق حتى لا تساعد سوريا أو الأردن ضدها. جهاز مخابرات كردي العلاقة بين الأكراد واسرائيل يؤكدها ايضا الباحث الأمريكى أدوموند جاريب فى كتابه القضية الكردية فى العراق ويقول شكل السافاك والموساد جهاز مخابرات كرديا ذكيا للغاية لجمع معلومات عن الحكومة العراقية والأوضاع العراقية والقوات المسلحة ولم يكن يخفى المعلومات التى يحصل عليها عن الجهازين الاسرائيلى والايرانى وبالإمكان الاستدلال على هذه الحقيقة من التصريحات والأقوال التى أدلت بها أوساط عراقية رسمية وشبه رسمية. وفى عام 1972 كان الأكراد ينقلون معلومات شاملة حول الجيش العراقى الى كل من المخابرات الايرانية والاسرائيلية عثر على وثائق تؤكد علاقة الأكراد بالسفارة الاسرائيلية فى باريس وجاء اثنان من الأكراد وقدما نفسيهما وطلبا الاجتماع بممثل الموساد ويدعى مناحم نعوت الذى يقول: جلس ابراهيم أحمد أمامى فى أحد الفنادق ويقول: إننا جائعون.. لا يوجد حب ولا سكر ولا شاى. واجتمع ابراهيم أحمد مع رئيس الموساد مائير عميت بعد ذلك، وطلب منه ذخائر للبازوكا وبنادق وأموال ومساعدت أخرى، وقد رد عليه عميت أنه لا يوجد لدينا مال كى نعطيه لأن اسرائيل دولة فقيرة لكنه وعده بأن يزيد حجم المساعدات بالأسلحة والتجهيزات. لقاءات متكررة بين الأكراد والاسرائيليين بعد ذلك أصبح ملف الأكراد فى اسرائيل له أهمية خاصة وفى 15 ابرايل 1965 عقد رئيس الحكومة الاسرائيلية ليفى اشكول اجتماعا حضرته وزيرة الخارجية جولدا مائير ورئيس الاركان اسحق رابين ومائير عميت رئيس الموساد الذى طرح قضية الأكراد والأعمال الخاصة التى تقوم بها اسرائيل وخلص الاجتماع الى قرار نص على ضرورة منح الأولية للقضية الكردية. وبعد خمسة أيام من هذا الاجتماع أبلغ مصطفى البرزانى اسرائيل عن طريق ايران أنه معنى بالاجتماع مع مبعوث اسرائيلى رفيع فى كردستان وايضا على استعداد لإرسال مبعوث رفيع من قبله للاجتماع بممثل اسرائيل خارج كردستان، وبعد عدة أشهر وبالتحديد فى أوائل عام 1966 التقى البرزانى بالمستشار الاسرائيلى ليشع رونى، وبعد هذا الاجتماع تواجد الاسرائيليون فى محور رواندوز الحاج عمران شمال العراق بقيادة تسورى ساجى.. وتوالى ضباط اسرائيليون المجيئ الى المنطقة وأقامت اسرائيل للأكراد مستشفى ميدانيا تحت ادارة الدكتور برلسنر، وأصبح الطريق مفتوحا الى اسرائيل أمام القادة الأكراد عبر ايران، وذكر شلومو نكديمون فى كتابه انهيار الآمال الاسرائيلية الكردية أن البرزانى احتفل مع الاسرائيليين فوق جبل كردستان بدخولهم القدس عام 1967 بذبح كبش علق فى رقبته شريطا من لونين الازرق والأبيض رمزا للعلم الاسرائيلى وكتب عليه: هنئوا اسرائيل لاحتلالها بيت المقدس. وفى هذه الاثناء اعتقل العراقيون اثنين من الطيارين الاسرائيليين هما اسحق حلنس وجدعون دور واللذين هبطا بالمظلة بعد أن أصيبت الطائرتان فى 7 يونيو 1967 ابان الهجوم الذى شناه على المطار العسكرى بالقرب من الحدود العراقية الاردنية تم تسليم الطيارين الى الاردنيين الذين سلموهما الى اسرائيل. زيارة البرزانى الأولى الى اسرائيل إعداد زيارة البرزانى لاسرائيل فى عيد الفصح العبرى المسمى بيسح وكانت الجهات الاسرائيلية فى الشمال تسمى البرزانى بيسح فى منتصف ابريل 1968. يصف شلومو نكديمون فى كتابه زيارة البرزانى لإسرائيل ويقول: هبطت الطائرة التى أقلت البرزانى على مدرج جانبى فى مطار اللد، وكان بصحبته الدكتور أحمد ابراهيم وخمسة حراس شخصيين مسلحين ببنادق كلاشينكوف وقد استقبله لبكوب وعميت وعدد من معارفه الاسرائيليين مثل ديفيد جابانى صديقه اليهودى فى كردستان الذى كان يتخذ له اسما آخر وهو داود الحاج حانو سأل عنه أول ما وصل فى البداية اجتمع مع رئيس الدولة زلمان شوفال وحضر الاجتماع من الموساد عميت وليكوب وكردن ورغم جميع المحاولات رفض البرزانى التخلى عن مسدسه. وقد حاول ليكوب تبرير ذلك قائلا: هل شاهدت كلبا يتخلى عن ذيله. فى هذا اللقاء قال له الرئيس الاسرائيلى شوفال: تخلى عن فكرة الحكم الذاتى وأعمل من أجل إقامة دولة كردية. وكان كرودن يصغى باهتمام كبير لذلك ابتسم باستخفاف كأنه يقول لنفسه: إن رئيس الدولة غير مطلع على الأوضاع السياسية وإلا عرف ما يدور فى كردستان، لذا يطرح ما يشاء فهو لم يعرف أن التعاون مع الأكراد يقوم على التنسيق مع الايرانيين وأن الايرانيين لن يسمحوا بأى حال من الأحوال بإقامة دولة كردية مستقلة. تم اجتماع برزانى مع جميع الاشخاص الاسرائيليين الذين زاروا كردستان ورافقوه فى لقائه مع آبا إيبان وبحضور مدير مكتبه إيتان بن تثور ومع ليفى اشكول بحضور مدير مكتبه د. يعقوب هرسوج ورئيس الموساد عميت وحاييم نيكوب ووعد اشكول بزيادة المساعدات للأكراد وتقديم يد العون لهم فى الأمم المتحدة وقد استقبله ايضا موشى ديان وأقام لهم الموساد حفلا كبيرا حضره مناحم بيجين الوزير بلا وزارة وزعيم حزب الليكود وغنت له شوشنه دامارى المطربة الاسرائيلية الشهيرة فى ذلك الوقت لإحياء الحفل. وفى طريق العودة شاهد كما هائلا كما قال نكديمون من السيارات العسكرية والدبابات التى غنمها الجيش الاسرائيلى فى أعقاب حرب 1967 ومع مرور الوقت ومع الزيارة الثانية التى قام بها مصطفى البرزانى لإسرائيل بدأت اسرائيل تدرك وخاصة جهاز الموساد أن مساعدتها للأكراد لا تسير الى أى اتجاه ولا أحد يتوقع أن تسفر عن فائدة ما. وقد اعترف مناحم بيجين وهو رئيس لحكومة اسرائيل عام 1981 فى 29 سبتمبر من نفس العام أن اسرائيل ساعدت الأكراد بالأسلحة والمال وأن الخلافات التى كانت تقع بين الفصائل الكردية تسبب لها الازعاج. ــــــــــــــ مقال يسلط الضوء على الكتاب المهم عن علاقة الأكراد بإسرائيل والموساد وبقلم مؤلف إسرائيلي يهودي هو : شلوم نكديمون)) *********** كتاب يفضح العلاقة الصهيونية مع مصطفى البارزاني د.أيمن الهاشمي ·الأيرانيون والصهاينة إستخدموا الأكراد من أجل تحقيق رغبتهم في إنهاك العراق! ·الملا مصطفى البارزاني ذبح (كبشا كبيرا) فرحا بإنتصار إسرائيل على العرب في 67 ! ·زيارات عديدة للملا الى إسرائيل ولقاءه بالمسؤولين ودعم متواصل للتمرد الكردي. ·إسرائيل تمنح البارزاني رتبة (لواء) تقديرا لجهوده في تسفير اليهود العراقيين الى فلسطين المحتلة!! المؤلف : شلومو نكديمون (صحفي صهيوني متخصص في مجال مسارات القرار الصهيوني خاصة السياسي، سبق أن أصدر كتاب – تموز في اللهب – عن قصف مفاعل تموز العراقي 1981) المترجم : بدر عقيلي ******* يتحدث المؤلف عن التعاون بين الكيان الصهيوني (وتحديداً الموساد) وبين المرحوم الملا مصطفى البارزاني للفترة 1963 – 1975 وتغلغل الموساد داخل شمال العراق، ليس لنوازع إنسانية – كما يدعي الصهاينة – بل لاستخدام الأكراد جسراًً للعبور نحو دول الجوار، إيران وتركيا، وإضعافاً للعراق الذي كانت تنظر إليه إسرائيل دوماً على أنه الخطر المزعج . ويستند المؤلف في معلوماته إلى مقابلات مع رجال الموساد الصهيوني الذين كلفوا بالإشراف المباشر على النشاطات في كردستان، وعلى وثائق سرية، وتقارير إعلامية، وأراشيف خاصة وعامة، ومذكرات ورسائل كتبها مستشارون إسرائيليون أبان تواجدهم في كردستان . يضم الكتاب 31 فصلاً تشمل جميعها تغطية لوقائع وأحداث ومعلومات سابقة عن الحركة الكردية (حركة مصطفى البارزاني تحديداً) وعلاقاتها مع الموساد الصهيوني . ويصف المؤلف إتفاقية الجزائر في آذار 1975 بأنها ملك الموت الذي قبض على روح العلاقة الكردية – الإسرائيلية التي دامت 12 عاماً واتسمت بالتعاون المكثف، كان خلالها الملا مصطفى البارزاني يقود التمرد ضد الحكومات العراقية مستعيناً بالمستشارين الإسرائيليين الذين لم يفارقوه، أو يفارقوا معسكره، طيلة تلك السنوات . (ص8)، وكانت طواقم المستشارين العسكريين الإسرائيليين تستبدل بصورة دورية، كل ثلاثة أشهر، ويترأسها بصورة دائمة أحد عناصر الموساد، وإلى جانبه ضابط في الجيش الإسرائيلي، ومستشار فني. وكان الموساد والمستشارون الإسرائيليون يقدمون المساعدة للبارزاني لتعلم أساليب الحرب الحديثة، وغالباً ما كان الإسرائيليون يصطحبون وفداً طبياً للإسهام في معالجتهم . . الكتاب يتطرق بأسهاب إلى المساعدات الإسرائيلية للتمرد البارزاني في العراق، نظراً لعدم وجود ثغر بحري لكردستان، ووقوع جميع المطارات الموجودة في أراضيها تحت السيطرة العراقية، لذا فإن الدخول إليها يصبح مستحيلاً، إلا إذا تم عبر تركيا أو إيران أو أرمينيا، مما جعل تقديم المساعدات الصهيونية رهناً برضا ورغبة إيران. محاولة فاشلة لإغتيال الملا مصطفى البارزاني: الكتاب المقدس لم ينفجر يتطرق الكاتب إلى محاولات قتل مصطفى البارزاني ومنها حادثة يوم 29 أيلول (سبتمبر) 1971 في حاج عمران، عن طريق متفجرات حملتها سيارة تقل تسعة من رجال الدين أرسلوا من بغداد الى مقر الملا مصطفى على أساس أنهم يحملون رسالة من القيادة العراقية بشأن اتفاق 11 آذار(مارس) 1970، وكان مع الملا مصطفى في ذلك الوقت اثنين من الموساد الإسرائيلي هما (تسفيز مير) و (ناحوم أدموني) . ويشرح الكتاب كيف أوكلت مهمة إلى المدعو (صادق) وهو خبير متفجرات كردي ليستخدم مغارة مخصصة كمصنع للمواد المتفجرة، لتصنيع (قنبلة) لاغتيال النائب صدام حسين ردا على محاولة الأغتيال الفاشلة. في 13 تشرين الأول (أكتوبر)1971 أوفدت الحكومة العراقية وزير التربية المرحوم الدكتوراحمد عبد الستارالجواري وأخبر الملا مصطفى بأن النائب (صدام حسين) يعمل بلا كلل أو ملل من أجل كشف النقاب عن المخططين، وعن الجهة التي أمرت بالتنفيذ، وإن محاولة الاغتيال كانت مؤامرة دبرتها عناصر خارجة عن النظام من أجل تخريب العلاقات الطيبة الآخذة بالتطور بين العرب والأكراد، وقال البارزاني إنه سيرسل مبعوثاً إلى بغداد لكي يعرب عن مشاعر الود، وطلب من الدكتور احمد عبد الستار أن يحمل معه هدية (مصحف أثري قديم) هدية إلى السيد النائب (صدام حسين) وإن الوزير العراقي عاد من حاج عمران إلى بغداد يوم 14/10 وقابل السيد النائب، وأخبره إن الملا مصطفى يقدر هذه الالتفاتة وبعث شخصياً بهدية ثمينة (قرآن أثري قديم) . . وثارت شكوك النائب حول محتوى الهدية وأمر بفحصها من قبل خبراء المتفجرات وتبين فيما بعد إن الهدية عبارة عن (متفجرات) . ويروي المؤلف حادثة يوم 15 تموز(يوليو) 1972 حين قابل البارزاني مراسل وكالة الأنباء العراقية، والذي اعترف له أنه مرسل من أجل اغتياله . الحرية الوحيدة هي أن نتنسم الهواء : ركز المؤلف فصلا للحديث عن تاريخ الكرد، ثم أنتقل للحديث في عدة مواضع من الكتاب عن دور المدعو (الأمير بدير خان) في عملية التنسيق الكردي الصهيوني، ويتحدث عن لقاءه بالمقدم يهودا بن ديفيد – نائب الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في باريس ومسؤول الاتصالات مع الجهات الاستخبارية المحلية والأجنبية، وكان الأساس والمنطلق في التنسيق هو التماثل بين التأريخين اليهودي والكردي وتعرض الشعبين للاضطهاد . وكان بدير خان يتنبأ بشرق أوسط ممزق ومفتت إلى كيانات صغيرة، تحظى فيه كل مجموعة أو طائفة عرقية بحق تقرير المصير في إطار حدود معقولة، تمكنها من تجذير استقلالها الحضاري . ويتحدث المؤلف عن كيف أن أي محاولة لبلورة دولة كردية مستقلة، كانت تلقى معارضة فورية مستميتة من لدن تركيا وإيران والعراق، كل على حدة، وجميعها مجتمعة. ولم تأت هذه المعارضة مصادفة (والكلام للمؤلف) فقد كانت هذه الدول تدرك إن إقامة كيان كردي مستقل سيلزمها بالتخلي عن مناطق واسعة من أراضيها خصوصاً أنها غنية بالكنوز الطبيعية وخاصة النفط . وهذا ما دفع الغرب إلى معارضة الاستقلال الكردي ولم يبقى من التعاطف مع الأكراد سوى قيام بعض أجهزة المخابرات الغربية بإنشاء علاقات وصلات مع جهات كردية كبديل محتمل قد يحتاجون إليه في مرحلة ما . يذكر المؤلف إن (بدير خان) وعائلته توثقت علاقتهم باليهود الذين استوطنوا كردستان منذ قرون كثيرة، فقد تحدث النبي (يوشع) عن اليهود المفقودين في أرض آشور، كما إن اليهود الأكراد هم من بقايا الأسباط اليهودية العشرة الذين نقلهم إلى هناك ملوك آشور أسرى خلال القرن 8 ق.م، وقد برز من بينهم حاخامات ويقال إن عدد الطوائف اليهودية الكردية وصل إلى (146) طائفة، وإن هجرة اليهود الأكراد إلى فلسطين بدأت في القرن (16) وسكنوا منطقة (صفد) ومن بينهم (يهودا البارزاني) الذي هاجر إلى إسرائيل سيراً على الأقدام . وإن وزير الدفاع الإسرائيلي (إسحاق مردخاي) سنة 1996 هو من أحفاد العراقيين المهاجرين، وقد هاجر إلى إسرائيل وعمره (6) سنوات بعد أن اكتشف العراقيون هوية والده كأحد نشطاء الحركة الصهيونية . ويتحدث المؤلف عن التقرير الذي قدمته الوكالة اليهودية مطلع 1946 عن الطائفة الآشورية (الكشدية) وهم بقايا شعوب قديمة، وكيف أنهم طالبوا بنظام آمن لنصف مليون آشوري في ظل حكومة كردية مستقلة على أرض كردستان . وإنهم يكنون الكراهية للعرب ويتعاطفون مع الأكراد . ويصف المؤلف، الأمير بدير خان، بأنه عميل إسرائيلي ليس بالمفهوم الكلاسيكي للعملاء، وإنما كان يقوم بتكليف من إسرائيل بأعمال سياسية حساسة على افتراض أنه سينال مقابلها مساعدات إسرائيلية للنضال الكردي، وقد قام بدير خان بعدد من المهمات السياسية في عدد من العواصم العربية مثل دمشق والقاهرة وبيروت بتكليف من إسرائيل، وإن هذه المهام لا زالت طي الكتمان لسبب ما (ص22) . انقلاب كردي في دمشق : ابتدأ المؤلف بالحديث عن (حسني البرزاني) أو (البرازي) وهو زعيم من أصل كردي، تمكن من جمع رأس مال كبير جداً، أوصله في نهاية المطاف إلى منصب رئيس الحكومة في سوريا عام 1942 وكان ذا صلة وثيقة بـالأمير (بدير خان) وكبار رجال الدبلوماسية الإسرائيلية وكان واثقاً من أن الإسرائيليين يحفظون له أفضالاً عديدة في الماضي القريب، حيث قدم تسهيلات لهجرة يهود بولنده إلى فلسطين عن طريق دمشق . وفي أوج حرب 1948 فكر حسني البرازي الإطاحة بالرئيس السوري القوتلي ورئيس حكومته جميل مردم، وإنه بالتنسيق مع بدير خان، طلب أن يقوم الإسرائيليون بدورهم في هذه العملية، بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بإثارة التوتر على الحدود لجذب قوات الجيش السوري نحو الحدود بعيداً عن العاصمة دمشق، وبالتالي إتاحة الفرصة له بدخول المدينة بكتيبة دبابات والاستيلاء على السلطة بسهولة . ووعده إذا ما نجحت الفكرة، سيعمل على التوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل، وترسيم الحدود الدولية وإن هناك شركاء في الانقلاب من بين الأقليات، الأكراد، الدروز، الشركس . وحين عرض بدير خان الموضوع على ساسون في وزارة الخارجية الإسرائيلية لم توافق إسرائيل على التدخل في إحداث انقلاب في سوريا . وتحدث الكاتب عن دور حسني الزعيم و محسن برازي، وكلاهما كرديان، وكانا يسعيان للتصالح مع إسرائيل، وإسقاط القوتلي، ولو أنه يعرج فيقول إن إسرائيل لم توافق على انقلاب حسني الزعيم في كانون الأول 1948(ديسمبر)، واستلام الزعيم السلطة في 30 آذار (مارس) 1949، وينقل الكاتب على لسان شمعون وبن غوريون بأنهما أقرا بأن إسرائيل قد ارتكبت خطأ بعدم استجابتها لطلب حسني الزعيم، رغم إن الزعيم أعلن صراحة رغبته التفاوض مع الصهاينة . وفي 14 آب 1949 أطاح انقلاب عسكري بالزعيم والبرازي وتم إعدامهما . وينتقل الكاتب للحديث عن مصطفى البارزاني واتصالاته بإسرائيل حيث أن البارزاني زارها سرا في نيسان (أبريل) 1968 بترتيب من بدير خان، وتم استقباله هناك استقبالاً رسمياً فخماً وأنزل في بيت الضيافة الحكومي، وقام رئيس الموساد اللواء مائير عميت بتعريف البارزاني على يوفال نثمان رئيس شعبة الاستخبارات الأسرائيلية . لست سوى كردي بسيط : يتحدث الكاتب عن مصطفى البارزاني والبارزانيين ومنطقة بارزان (التي تعني أرض الهجرة) وعن الشيخ سعيد، جد البارزاني الذي كان من المناوئين للسلطة العثمانية، ثم إبنه الشيخ محمد الذي ثار ضد الإنكليز سنة 1926 وتوفي بعدها ثم تنصيب شقيقه احمد شيخاً للقبيلة، وفي عام 1943 تسلم الإبن الخامس (مصطفى) عصا القيادة، وهو كان تلقى تدريسه الإبتدائية في برزان، وواصل الدراسة في تركيا، واستكمل علومه الدينية في السليمانية، وفي عام 1931 بدأ نشاطه في التمرد الكردي . وبدأ مصطفى البارزاني في السليمانية بلورة أهدافه السياسية، وطالب باستقلال كردي إلا أن نوري السعيد رفض المطالب الكردية، وحين بدأ البارزاني يحشد قواته، اقترحت عليه الحكومة العراقية في آب (أغسطس) 1945 أن ينتقل إلى أي منطقة عراقية خارج كردستان إلا أنه رفض العرض وفي 10 آب (إغسطس) 1945 نشبت معارك طاحنة بين الجيش العراقي والمتمردين الأكراد، وقامت القبائل المعادية لعشيرة البارزاني بتشكيل قوات مناوءة للتمرد البارزاني سميت (فرسان صلاح الدين) الذين أطلق عليهم البارزاني لقب (الجحوش). ويذكر مؤلف الكتاب أن جريدة (الثورة العربية) وهي الجريدة الناطقة باسم حزب البعث أوضحت أن (الجحوش) كانوا مرتزقة يقاتلون من أجل شيوخهم نظير مقابل نقدي، ولم يكن العراقيون قادرين دائماً على الثقة بهم، أو الاعتماد عليهم . وفي 30 أيلول (سبتمبر) 1945 قرر البارزاني اجتياز الحدود والسكن في شمال غرب إيران إلى جوار الأكراد هناك، تحت حماية الجيش الأحمر أبان الحرب العالمية الثانية . وكان السوفييت في حينها يشجعون التطلعات القومية الكردية وساعدوا على إقامة كيان كردي بإسم جمهورية مهاباد عام 1946 في منطقة (ماهاباد) على قطاع ضيق إلى الشرق من الحدود العراقية التركية، بيد أن هذه (الجمهورية ) لم تدم سوى سنة واحدة فقد سحب السوفييت حمايتهم لها، وسارع الإيرانيون إلى السيطرة على أراضيها والإعلان عن إلغائها، وقد فرّ مصطفى البارزاني الذي قاد جيش جمهورية ماهاباد بجلده ومعه 500 من أتباعه وقضى 46 يوماً في طهران، وفشلت محاولاته للحصول على مأوى مؤقت له ولرجاله في الولايات المتحدة، وهرب البارزاني إلى روسيا بعد مسيرة 52 يومياً عبر الأراضي التركية، ووصل 18/6/1947 وعاش على أراضي الاتحاد السوفياتي وهناك دخل دورات وتدريبات عسكرية مع مقاتليه، وتعلموا اللغة الروسية، وقد تزوج معظم مؤيديه معه من نسوة تركمانيات ومسيحيات روسيات، ولتدبير معيشته اشتغل مصطفى البارزاني (قصاباً) في احدى المدن الروسية، وكانت معاملة القادة السوفيت له سيئة لغاية وفاة ستالين 1953 حيث تحسنت معاملته وخصص خروتشوف له شقة خاصة، وأرسله لاستكمال تعليمه وثقافته في معهد إعداد الكوادر التابع للحزب الشيوعي، وكان البارزاني يأتي بين فترة وأخرى إلى سوريا، وقابل جمال عبد الناصر، وحصل من خلال مؤتمر الدول الآسيوية والأفريقية عامي 55 و 1957 على تاييد حق الأكراد في مطالبهم الوطنية. وبعد ثورة 14 تموز (يوليو) 1958، كان البارزاني في براغ، حين اصدرعبدالكريم قاسم عفواً خاصاعن مصطفى البارزاني وجماعته، ووجه الدعوة له للعودة إلى العراق، واصدر قراراً بأن العرب والأكراد شركاء في الوطن. وعاد البارزاني واستقبل استقبال الأبطال في العراق . أدت عودة البارزاني إلى العراق إلى إشعال العديد من الأضواء الحمراء في الغرب، وخاصة بعد ورود معلومات عن أن البارزاني مستمر في إجراء لقاءات مع دبلوماسيين سوفييت في سوريا ممن يعملون في بغداد، مما زاد الشكوك الغربية، في أنه يعمل بتكليف من الاتحاد السوفياتي، وشرع الغرب في البحث عن زعيم كردي بديل . واعتقدت أميركا ومعها الغرب أن (بدير خان) قادر على القيام بهذا الدور . عرض جهاز السافاك الإيراني (الاستخبارات الإيرانية) على بدير خان أن يسكن في إيران ويعمل داخلها، وكان يدير السافاك الجنرال تيمور بختيار وهو من أصل كردي وكانت مطالب بدير خان أن يتم تعيين موظفين أكراد رفيعي المستوى في المقاطعات الكردية وإصدار جريدة كردية وفتح مدارس كردية . وفي هذا الأثناء كان بدير خان قد تزوج من فتاة بولندية أصغر منه بكثير، من عائلة ثرية للغاية، بيد أنها فقدت كل ثروتها في أعقاب تسلم الشيوعيين حكم بولنده، وهاجرت إلى باريس ودرست في السوربون، وحين تزوجت من بدير خان تعلمت الكردية، ونقلت لعريسها مزرعة واسعة على بعد 80 كم من باريس ورثتها من والدها، وحين حاول الإيرانيون إقناعه بالذهاب والعيش في إيران عرضوا عليه شراء الأرض بمليون دولار أي عشرة أضعاف ثمنها الحقيقي، لكنه رفض، ومع ذلك استمرت اتصالات بدير خان مع السافاك . ووجد بدير خان شريكاً له في أفكاره وآراءه وهو (سامي الصلح) رئيس وزراء لبنان الذي أطيح به في حزيران (يونيو) 1958، وأخذ يفتش عن وسائل تعيده إلى الحكم، وكان يسعى إلى تشكيل اتحاد فيدرالي يضم لبنان، سوريا، العراق، ومن ثم تضم كردستان، والحجاز، واليمن، وتركيا، وإيران، ومن ثم تضم إسرائيل . وكان بدير خان يسعى إلى إلغاء الجامعة العربية واستبدالها بالجامعة الشرق أوسطية التي تنمي التفاعل المشترك بين مختلف الأديان في المنطقة، من أجل الاندماج بين دول الشرق الأوسط، واندماج الأكراد في هذا الكيان الجديد . في 25 تموز 1959 أرسل البارزاني رسالة إلى عبد الكريم قاسم وصف نفسه في نهايتها بـ (الجندي المخلص لعبد الكريم قاسم) الذي يناضل، بالتعاون معه من أجل إنشاء جمهورية عربية كردية . وفي أيلول 1961 بدأ تمرد البارزاني حين التحق بمدينة بارزان كي يركز نشاطه وعمله المكثف لقيادة التمرد. وعاد بدير خان لممارسة دوره التنسيقي مع الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية لدعم البارزاني، وإزداد اهتمام إسرائيل بما يدور في كردستان العراق، وحمل بدير خان إلى إسرائيل معلومات حول النقص الخطير الذي يعانيه المقاتلون الأكراد، طالباً مساعدة جدية في إنشاء محطة بث جديدة، وخصصت إسرائيل لنشاطات بدير خان مبلغ 20 ألف دينار وقام بشراء أجهزة راديو للاتصال بين قيادة تمرد كردستان العراق مع مركز النشاطات الكردية في أوربا الغربية وتحدث عن دور كل من رشيد عارف (ص67) وإبراهيم احمد السكرتير العام للحزب الديمقراطي في التنسيق مع جهات إسرائيلية في أوربا لتقديم العون إلى البارزاني . في 17/12/1196 أرسل عبد الكريم قاسم مبعوثاً عنه هو (الضابط حسن عبود) مقترحاً منح عفو عام عن الأكراد، لكن البارزاني اكتشف جهاز اتصال مباشر داخل سيارة حسن عبود مخصصاً للدلالة على مكان وجود البارزاني وبالتالي مهاجمته . . . ويذكر بدير خان إنه مخول من البارزاني بطلب المساعدات من إسرائيل . . وطلب تدريب 6 من قادة الأكراد في إسرائيل وبدأت محاولات كردية لكسب دعم الولايات المتحدة، عارضاً لهم إن الأكراد قادرون على تطويق أي تقدم سوفياتي في الشرق الأوسط، خاصة وأنهم قادمون عبر جبال القوقاز . قدموا للتفاوض في بغداد وألقوا في السجن : يتحدث المؤلف ايضا عن العلاقات والاتصالات بين المخابرات الإيرانية والإسرائيلية منذ أيلول عام 1957، ودور الجنرال بختيار (إبن مطلقة شاه إيران ثريا) في التنسيق، حيث ألمح بختيار عن ارتياح إيران للضربة التي نالت الجيش المصري في حرب 1956، ويتحدث عن ثورة تموز، ثم ثورة رمضان في العراق ومجيء الحزب إلى السلطة وبداية التعاون بين حكومة الثورة والأكراد، بل سبقت وقوع الثورة حين اتصل طاهر يحيى في شباط 1962 بإبراهيم احمد السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكردستاني عارضاً على الأكراد التعاون مع رجال الثورة ضد السلطة القاسمية . وبعد قيام ثورة 8 شباط (فبراير)، استقبلت حكومة الثورة مبعوثين عن الأكراد، بوفد يرأسه (الطالباني) الذي قابل البكر وعماش، وفي 20 شباط 1963 توجه الطالباني على رأس وفد رسمي إلى القاهرة لتهنئة الزعامة المصرية بمناسبة ذكرى إقامة الجمهورية العربية المتحدة، وإلتقوا بعبد الناصر الذي أيّد مطالبهم، كما التقوا بابن بيلا في الجزائر . ولما سمع البارزاني بجولات الطالباني غضب منه غضباً شديدا. وحدد يوم 1 آذار 1963 آخر موعد لإقامة الحكم الذاتي، وإلا سوف تعلن الحرب، وإعلان استقلال كردستان والانفصال عن العراق، وفي 9 آذار 1963 نشرت الحكومة العراقية بياناً اعترفت فيه بالحقوق الكردية واستبدلت مصطلح الحكم الذاتي بمصطلح إقامة مركز فرعي يخضع كلياً للسلطة المركزية، وفي 30 آذار أرسل البارزاني وفداً إلى بغداد برئاسة الطالباني، وفي 24 نيسان بعد إعلان ميثاق الوحدة الثلاثية بين العراق ومصر وسوريا، أعلن البارزاني أنه لا يوافق على إنضمام العراق إلى أي اتحاد عربي شامل، وأرسل وفداً إلى بغداد برئاسة الطالباني للتفاوض وطلب السماح له للسفر إلى مصر لمقابلة عبد الناصر، وفعلاً سافر للقاهرة إلا أنه بقي ثلاثة أسابيع في القاهرة أي في 25/5/1963 حتى سمح له بمقابلة عبد الناصر، الذي أعلن تفهمه لمطالب الأكراد، وحين سمع الطالباني إن بقية أعضاء الوفد معه الذين بقوا ببغداد تم اعتقالهم من قبل السلطة، أضطر للسفر إلى أوربا. وفي 5/6/1963 قام الجيش العراقي بهجوم على الأكراد كان موضع استنكار الاتحاد السوفياتي . راديو بغداد يكشف سراً : حمل بدير خان مبادرة من البارزاني في 1 نيسان 1963 إلى إسرائيل، واجتمع مع بن غوريون، ومع غولدا مائير، ورئيس الأركان تسفي زامير، ورئيس الاستخبارات، وينقل عن شاه إيران حول الوضع الكردي في العراق (نحن نرغب في استمرار لهيب التمرد الكردي في العراق شريطة أن لا يتحول هذا اللهيب إلى حريق كبير). ومن ناحية أخرى، اعتبرت إسرائيل القضية الكردية بمثابة فرصة لا تثمن بالذهب، لإضعاف مخالب الجيش العراقي يذكّرها بالأيام الخوالي البعيدة، ولاعتبارات أخرى . عملية أثينا بدأت في باريس : يتحدث الكتاب عن لقاء تم بين موظف إسرائيلي رفيع وآخر إيراني يوم 30/6/1963 في باريس حيث قال الإيراني إن الأكراد يطلبون مساعدتنا ومصلحتنا تقتضي تقديمها لهم، بيد أننا لا نعتزم عمل ذلك دون موافقتكم، وسميت (عملية أثينا) وتعني اتفاقية دعم الأكراد بالمال ومحطة للإرسال، وإن المواد المرسلة من إسرائيل إلى الأكراد تمر عبر إيران بواسطة السافاك. وبنفس هذا الموضوع يذكر أن الباحث (آدموند غاريب) في كتابه (القضية الكردية في العراق) ذكر بإن الموساد والسافاك شكّلا جهاز مخابرات كردي متطور، لجمع المعلومات عن الحكومة العراقية، وأوضاع العراق وتنقل إلى السافاك والموساد . وكانت الدعاية الكردية تعتمد المبالغة والتهويل فمثلا حين تقتل حظيرة من الجنود العراقيين كانت تعلن عن مقتل مائتي جندي عراقي. في تشرين2 (نوفمبر) 1963 وصل إبراهيم احمد وصهره الطالباني إلى السفارة الإسرائيلية في باريس وطلب الاجتماع مع ممثلي الموساد، وقالا بالحرف الواحد (نحن جائعون) وطلبا ذخائر حربية وأموال ومساعدات، وكان الإيرانيون قد بدأوا الغضب من تصرفات الأكراد لأنهم يباشرون مفاوضات سرية مع العراقيين لوقف النار . وقد طرأ تغير جديد على المصالح الإيرانية في منتصف كانون الثاني (يناير)1964 وطلبت إيران من ممثل الموساد أن يستأنف عمليات إرسال السلاح إلى الأكراد، واستجاب لهم، لكن الإيرانيين لم يوصلوا الأسلحة بدعوى إن الأكراد توصلوا في شباط 1964 إلى اتفاق هدنة مع الحكومة العراقية . وعاد التوتر في العلاقة بين الشاه والبارزاني . وفي تلك السنة بدأت القطيعة بين الطالباني والبارزاني حيث يصف الأول الثاني بأنه دكتاتور، ووصلت الخلافات إلى حد القطيعة وبدأ كل منهما يهاجم الآخر، واندلعت بينهما حرب دموية في تموز 1964 انتصر فيها البارزاني، والتزمت إيران جانب إبراهيم احمد والطالباني ضد البارزاني وقامت بتسليحهم . جونسون يرفض رسالة من البارزاني : في عام 1965 بدأ البارزاني يتوجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية يطلب المساعدة، بعد أن صرّح بأن أي أمة أو دولة لا تستطيع التواجد والعيش إلا إذا حظيت بتأييد إحدى الكتلتين الكبيرتين، وبعد الموقف السوفياتي السلبي، طلب البارزاني من إسرائيل أن تساعده في طلب المساعدة من أمريكا، وحاولت السفارة العراقية في واشنطن أن تفشل جولة المبعوث الإسرائيلي ومارست ضغوطاً على الخارجية الأمريكية وحققت بعض النجاح حيث رفضت جميع الجهات الرفيعة – عدا بعض أعضاء مجلس الشيوخ – من استقبال فانلي – مبعوث إسرائيل – والتحاور معه، وكان رأي الخارجية الأمريكية (إن الوضع في العراق معقد بما فيه الكفاية، وإن الولايات المتحدة لا تريد أن توجه لها أصابع الاتهام بمعاونة الأكراد)، وحاول المبعوث الإسرائيلي لاحقاً أن يقنع أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب بالحملة التي تشنها الحكومة العراقية آنذاك ضد الأكراد وبمساعدة تسليحية من الاتحاد السوفياتي والجمهورية العربية المتحدة التي بعثت طائرات وأسلحة وجنود وإن هناك 12 طائرة تابعة لسلاح الجو المصري في مطار الموصل إضافة إلى 24 طائرة مصرية في كركوك كلها مستعدة لقتال الأكراد . وقد قامت إسرائيل بتزويد الأكراد بالسلاح من بنادق بازوكا والغام ومتفجرات زنتها تسعة أطنان هبطت الطائرة التي تحملها في طهران ونقلت إلى شمال العراق بواسطة السافاك . طائرات ميغ تهاجم البارزاني وديفيد قمحي : وقع اختيار إسرائيل على ديفيد قمحي لإجراء أول اتصال مباشر مع البارزاني، وقمحي هو من كبار رجال الموساد في بريطانيا ودخل قمحي من إيران إلى شمال العراق والتقى بالبارزاني، وأوضح له إن إسرائيل شديدة التعاطف مع القضية الكردية، وإن إسرائيل تدرك إن النضال سيكون طويلاً، وإن إسرائيل مستعدة لتدريب المقاتلين الأكراد على حرب العصابات وأعمال التخريب، وأكد له ان مجموعة قليلة من الأكراد يمكن أن تنفذ عمليات مؤثرة وفعالة داخل العراق . وقال البارزاني : أنا معني بالتحالف مع إسرائيل، لقد يئست من العرب ولست مهتماً فيما إذا تم إعلان علاقتي معكم، ووعد البارزاني برد الجميل إلى إسرائيل حال نيله استقلاله، وكتب رسالة بنفسه إلى ليفي اشكول رئيس حكومة إسرائيل يهنئه بذكرى إنشاء إسرائيل وبقي قمحي فترة من الزمن في شمال العراق وارتدى الملابس الكردية، وخالط (البيش مركة) وحين عودته إلى إسرائيل كان تقرير قمحي مشجعاً وزاد الرغبة لدى غسرائيل بدعم الأكراد، وتم اختيار الضابط (ب) – لازال أسمه غير مصرح بنشره على راس وفد للتنسيق بين الموساد والأكراد، ووصل شمال العراق عن طريق السافاك الإيراني، وقد حرص الإسرائيليون على الظهور مظهر الأكراد، ولبسوا أزيائهم . وشجع الإسرائيليون البارزاني على فكرة تدمير آبار النفط العراقية في الشمال، وتم إلحاق ثلاثة من الأكراد بدورة فنية في إسرائيل للتدريب على عمليات تفكيك حقول الألغام، وحصل الأكراد من إسرائيل على راجمات ذات قطر 120 ملم يصل مداها ستة كليو مترات . وقد اكتشف الجيش العراقي خلال عمليات التطهير نهاية 1965 عن الأكراد استلموا راجمات من إسرائيل وذكرت ذلك صحيفة بغداد نيوز يوم 1/11/1965 ز كما إن عدداً من الأكراد البارزانيين المختلفين مع مصطفى البارزاني فضحوا وجود الإسرائيليين في كردستان حيث صرح كل من عقراوي وعبيد الله البارزاني إلى محمد حسنين هيكل إن الإسرائيليين يرافقون الملا مصطفى باستمرار ويتصلون مباشرة باللاسلكي مع إسرائيل ويقومون بأعمال تجسس في العراق . لن يكونوا أبداً كالجيش الإسرائيلي : في تشرين الثاني (نوفمبر) 1965 تم تنظيم دورة قوات خاصة في طهران لمقاتلين من الأكراد العراقيين، بينهم 3 ضباط برتبة نقيب، واتضح إن الإيرانيين يرغبون بأن تكون هناك حروب مستمرة بين العرب وإسرائيل بحيث تشغل الجيوش العربية – بما فيها الجيش العراقي - ولا تدع مجالاً للالتفات إليها . وكان يشرف على التدريب ضابط صهيوني أسمه (تسوري) والذي لم يبخل بإعطاء إرشاداته ونصائحه للجيش الإيراني في كيفية مواجهة القطعات الحربية البحرية العراقية في شط العرب . وفي آذار 1966 عاد المتدربون الأكراد من إسرائيل إلى بلدهم وتوجهوا إلى ساحات القتال لمقاتلة الجيش العراقي . يوميات الحرب 1966 من اليأس إلى النصر : توجه أربعة إسرائيليين في آذار (مارس) 1966 نحو كردستان، عن طريق إيران بمساعدة السافاك . وفي عام 1966 تسلل الطالباني الخصم اللدود للبارزاني مع 300 من مؤيديه إلى كردستان العراق، وكان البارزاني يعتقد إن دخول الطالباني هو مؤامرة إيرانية تسعى للسيطرة على التمرّد الكردي، وإدارته حسب رغبات الشاه . في 8 نيسان (أبريل) 1966 بدأ هجوم الربيع العراقي من محور راوندوز- حاج عمران، مثلما توقّع تسوري مسبقاً، حيث كان الإسرائيليون قد خرجوا في جولة استطلاعية في هذا المحور وراقبوا مواقع العراقيين وكان معهم كل من إدريس والبارزاني ومسعود. اقترح الإسرائيليون على الأكراد أن يقوموا بإعداد عبوات جانبية ضخمة تتمثل في براميل كبيرة ملئى بالحجارة الكبيرة والمتفجرات، ويؤدي انفجارها إلى سد طرق الوصول إلى المواقع، وقد قبل البارزاني الاقتراح بسرعة، وكلف الملازم أول طهار أحد الذين خاضوا الدورة التي عقدها (تسوري) مسؤولاً عن هذه البراميل، وكلف المدعو يوسف جميل بالإشراف على عملية تصنيع قنابل يدوية محلية، بعد أن علم إن احتياطي القنابل اليدوية قد استنفذ بالكامل، وكان تسوري مستشاراً بضيق الموقف العسكري خاف من الوقوع في اسر القوات العراقية فقاموا بخطة للخروج عن طريق إيران . إسرائيل تمنح رتبة لواء لزعيم التمرد الكردي الملا مصطفى البارزاني : (أثارت الإنجازات الكردية اهتمام المسؤولين الإسرائيليين الثلاثة الذين يشرفون على عمليات المساعدات المقدمة للأكراد، كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع ليفي اشكول ورئيس الأركان عزرا وايزمان ورئيس الموساد عميت، وبدا أن هناك سبباً رئيسياً يدعوهم لزيادة حجم المساعدات إلى الأكراد لمواجهة العراقيين) . في 24/5/1966 طار وايزمان إلى طهران للاجتماع بالشاه في طائرة نقل عسكرية كانت تحمل على متنها 5 أطنان من التجهيزات العسكرية للأكراد، ثم ايصالها يوم 10/6/1966 من قبل السافاك الإيراني . يقول زئيفي إنه عند اجتياز الحدود من إيران إلى العراق وصل ليلاً بسيارة جيب كانت هدية من إسرائيل إلى الملا مصطفى، تفاجأ بمشاهدة الملا مصطفى متواجدا في نقطة الحدود تبين أنه قطع مسافة 3 ساعات مشياً هو وأبناؤه وكبار حاشيته من أجل استقبال المبعوث الصهيوني. وقد أثنى مصطفى البارزاني على إسرائيل ودورها في استمرارية التمرد الكردي والمساعدات المتواصلة التي تقدمها من تسليح وتدريب ودعم مادي ومعنوي واستشاري، لأن عدونا مشترك وكوننا شعب مضطهد، وقد قام زئيفي الموفد الإسرائيلي بخلع رتبته وإهدائها إلى البارزاني وقد تقبلها الأخير بسرور وتأثر. يقول زئيفي (لقد بدأت أشعر بالضيق الشديد من الإيمان الشديد الذي يكنه البارزاني لنا ومن اعتقاده أننا قادرون على فعل كل شيء دون أن يعرف طبيعة الصعوبات التي تواجهها (إسرائيل)) . من المجدي الإعلان عن الاستقلال الكردي : عاد (م) مع مائير عميت إلى إسرائيل بانتهاء مهمته، وكان تسوري على وشك المغادرة لاستكمال دراسته في كلية القيادة والأركان الأمريكية، وتم تحديد شخصين آخرين لشغل مناصبهما في كردستان، هما حاييم لفكوف، واليشع روئي، إضافة إلى المقدم آربيه يجوف، وطولب الثلاثة بالاستعداد للسفر في حزيران 1966، وقيل لهم إن الأمور تتجه اتجاهاً خطيراً، وإن تقارير تسوري تفيد بأن البارزاني على استعداد لإعلان استقلال كردستان العراق تحت رعاية إسرائيل . وقد سافر الثلاثة في طائرة عن طريق إيران ووصلوا حاج عمران وطلبا من تسوري تفسيراً لمسألة إعلان الاستقلال، وقال البارزاني لهم إن سيارات جيب تحمل ضباطاً عراقيين قدمت إلى المنطقة وهي تحمل أعلاماً بيضاء، وطلبت التحدث معهم وقال أقدمهم أنهم مخولون بالتفاوض مع البارزاني بصورة تؤدي إلى الحفاظ على الحقوق الكردية وفقاً لما يطالب به الأكراد . إلا أن البارزاني تردد، وسأل المسؤول الصهيوني عن رأيه في إعلان استقلال كردستان، فرد عليه (لا أستطيع أن أعطيك الرد الآن سوف أرجع إلى المسؤولين في إسرائيل وأسألهم . ) وحين عاد تسوري اجتمع به رئيس الأركان الصهيوني اسحاق رابين وشجعه على الاستمرار بتقديم العون للأكراد، وفي حزيران 1966 بدأت مفاوضات مع حكومة عبدالرحمن البزاز في بغداد للصلح مع الأكراد والاعتراف بالحقوق القومية للأكراد ومنحهم حكماً ذاتياً موسعاً . وأرسل مصطفى البارزاني مندوباً عنه هو (محمد حبيب كريم) وكان تلميذاً سابقاً لدى عبدالرحمن البزاز في كلية الحقوق، وقد أثارت المفاوضات العراقية الكردية ثائرة الإيرانيين على البارزاني، وحين قال ممثل السافاك أنه لا حاجة بعد الآن لبقاء الصهاينة، إلا أن مصطفى البارزاني قال : لن اسمح بمغادرة الإسرائيليين فانتم السلاح الحقيقي الموجود في حوزتي، وأضاف له إن حلم الإيرانيين يتمثل في استمرار إقتتال العراقيين والأكراد، بحيث يقتل كلاهما الآخر. الإسرائيليون يخشون من الاختطاف : في آب (أغسطس) 1966 بعد تسنم عبدالرحمن عارف رئاسة العراق بعد مقتل شقيقه عبدالسلام في حادث تحطم طائرته فوق البصرة، تحسنت علاقات العراق مع إيران، وبدأت اتصالات، وكشف رئيس السافاك ذلك للبارزاني، واحتمالات قطع الإمدادات عنهم . وجاء في رسالة بعثتها إسرائيل (إن إيران تعتبر البارزاني مجرد وسيلة سياسية وبمجرد توقف هذه الوسيلة عن العمل، يجب التخلص منها، كما شعر المستشارون الإسرائيليون إن العراق يعلم بوجودهم، لذلك وضع البارزاني حرساً من البيش مركة لحراستهم، والموساد أيضاً كان على علم بأن مسؤولاً كردياً رفيعاً سرب لجهة أجنبية نبأ قال فيه : إن هناك ثلاثة ضباط إسرائيليين موجودين في كردستان، وإن إسرائيل ترسل إلى الأكراد مساعدات عن طريق إيران، وإن إسرائيل تعقد دورات ضباط للأكراد لديها، ويكشف زيد حيدر رئيس شعبة العلاقات الخارجية في حزب البعث الحاكم في العراق النقاب عام 1976 إن المخابرات العراقي تلقت تقريراً حول قدوم ثلاثة ضباط إسرائيليين إلى المناطق الكردية وتم نقل أسلحة سوفيتية وإسرائيلية إلى الأكراد من إسرائيل . وفي 16 آب (أغسطس) 1966 فر طيار عراقي مسيحي إسمه(منير روفا) بطائرته الحربية (ميغ 21) إلى إسرائيل وهبط في مطار عسكري هناك، واعترف أنه قام بعدة عمليات قصف في كردستان، وتوقع الإسرائيليون في شمال العراق أن يقوم العراقيون بإنزال وحدات كوماندوز لأخذهم كرهائن حتى إعادة الطائرة والطيار، لذلك وردت برقية من تل أبيب تطالب بأقصى الحيطة والحذر . البارزاني يذبح كبشا لمناسبة هزيمة العرب أمام إسرائيل! : قامت إسرائيل بإنشاء مستشفى ميداني بمنطقة حاج عمران يضم 40 سريراً ويستقبل المرضى والجرحى، وفي 26/9/1966 بدا عقد دورات للمضمدين وفق نفس سياقات الجيش الإسرائيلي، يقول (اشماريه جوتمان) من الموساد الصهيوني ومسؤول هجرة اليهود العراقيين (لقد جلبت لنا مساعدتنا للأكراد الكثير من الجدوى، فقد كنا نساعدهم في حربهم ضد العراق، كي نمنع العراق من شن حربٍ علينا، أو المشاركة في مثل هذه الحرب) . وفي شباط (فبراير) 1967 عاد جوتمان إلى إسرائيل، وتم إرسال رئيس وفد إسرائيلي جديد إلى كردستان هو (بن تسيون) وحال وصوله كردستان وضع خطة للفرار من كردستان عند الضرورة مثلما نصت أوامر الموساد، ويقول (ميتييف) إنه في كردستان عرف أنه لا جدوى من إدارته، في أي اتجاه لأنه سيعود إلى سيرته الأولى، فقد وجد في الأكراد قدرة خاصة على التفكير بأسلوبهم هم : كما وجد في إدريس ومسعود (إبني مصطفى البارزاني) اهتماماً خاصاً بدراسة تأريخ وأيديولوجية الحركة الصهيونية، ورغبة بمعرفة تطورها كما شعرا إن نفسيهما ممتلئة بالمرارة جراء عدم اهتمام العالم بقضيتيهما واعتبر هذا الإهمال بمثابة خيانة، وكانا يدركان جيداً أن الإيرانيين سوف يخونون القضية الكردية، وإن تأييدهم لها هو تأييد مؤقت . في 2/6/1967 قدم إلى مقر البارزاني نائب رئيس الأركان العراقي، وعدد من كبار ضباطه، وطلب من البارزاني أن يتعاون مع العراق، ضد إسرائيل التي تخطط لشن عدوان على الدول العربية، وقال البارزاني لمراسل جريدة لوموند الفرنسية إنه قال للعراقيين : أنتم تطلبون مني أن أعلن تضامني مع العرب، ولكن الطريقة الوحيدة للحيلولة دون نشوب الحرب هي مطالبة عبد الناصر بسحب قواته عن الحدود وأن يفتح خليج العقبة من جديد في وجه الملاحة الإسرائيلية، وإلا فإن الهزيمة سوف تلحق جميع الجيوش العربية وقلت لهم : أنتم ومنذ 6 سنوات تشنون حرباً ضدنا، وتسعون لتدميرنا، فكيف تطلبون منا أن نعاونكم ؟. ورفض البارزاني حتى مجرد فكرة إرسال قوة رمزية كردية إلى بغداد للمشاركة مع الجيش العراقي في الحرب ضد إسرائيل . ويقول المؤلف: إن البارزاني كان يرى في الحرب بشرى وأيضاً انتقام، وكان يحث المندوب الإسرائيلي على تدمير أسلحة العراق . وفي 5 حزيران (يونيو) 1967 قال لبكوب للبارزاني (إن أكبر سلاح جو عربي باق هو سلاح الجو اللبناني!!، وإن إسرائيل دمرت جميع أسلحة الجو العربية، وقام لبكوب برسم خارطة لتوضيح سير المعارك، وقد احتفل البارزاني بهذا الانتصار على طريقته الخاصة إذ أحضر أحد خدمه كبشاً ضخماً علق عليه في رقبته شريطاً أزرق وأبيض – دلالة على العلم الإسرائيلي – وكتب عليها (هنئوا إسرائيل لاحتلالها جبل البيت)، الليلة سنذبح خروفاً قرباناً لاحتلالكم القدس، وقد عمت الفرحة جميع أنحاء كردستان لتدمير إسرائيل لسلاح الجو العراقي الذي كان يقصف القرى الكردية بصورة متواصلة. وأستمر البارزاني في مساعيه وطموحاته في أن يقوم الأسرائيليون بإقناع الولايات المتحدة الأميركية في مساعدة الأكراد لنيل أستقلالهم. البارزاني يزور إسرائيل سراً ويرفض التخلي عن مسدسه لحرس الرئيس! : في نيسان (أبريل) 1968 قام الملا مصطفى البارزاني بزيارة إلى إسرائيل حيث هبطت طائرة أقلته من إيران، في مطار اللد وكان بصحبته الدكتور احمد والمفتي وخمسة حراس شخصيين مسلحين، واجتمع مع رئيس الدولة، زيلمان شوفال وحضرهذا الاجتماع ولبكوب، وقد رفض البارزاني كل التوسلات بأن يتخلى عن مسدسه الشخصي المحشو بالعتاد، وقال لبكوب لتبرير الموقف : هل شاهدتم كلباً يتخلى عن ذنبه؟ وقد نصح الرئيس الإسرائيلي، مصطفى البارزاني أن يتخلى عن فكرة الحكم الذاتي، وأن يعمل من أجل إقامة دولة كردية مستقلة وقد قابل أيضاً وزير الدفاع موشيه دايان، كان من المفروض أن تبقى الزيارة سراً لكن أمر الزيارة تسرب وانتشر خاصة بعد مقابلة جرت بين البارزاني ومحرري الصحف الإسرائيلية . قائد سلاح المظلات في سلاح الحرب : في عام 1968 زار شمال العراق (أهارون ديفيدي) قائد إسرائيلي ستراتيجي، وزار راوندوز وراقب خلالها اللواء العراقي المتمركز هناك، وكان الإسرائيليون يخططون لعملية ضخمة تدعى (عملية أناناس) ترمي لتوجيه ضربة قاصمة للجيش العراقي في كردستان . وكان موشيه دايان وزير الدفاع الصهيوني هو الذي اتخذ القرار في 10/5/1968 على أن تكون القوة المهاجمة المنفذة من الأكراد، غير أن دراسة الموضوع معمقاً من قبل خبراء عسكريين صهاينة أظهرت استحالة تنفيذه لأنه يحتاج إلى أساليب قتال وتدريبات وهجوم وأسلحة وذخائر لا يتمكن منها الأكراد . وكان من المؤمل أن يشرف على العملية رئيس الموساد . وفي 17/7/1968 وقع انقلاب بعثي جديد في العراق وقامت حكومة الأنقلاب برئاسة البكر بمنح فترة هدنة للأكراد، بيد أن آمال البارزاني سرعان ما انهارت عندما قام البكر بتعيين أحد مقربي الطالباني (مكرم الطالباني) وزيراً في حكومته، وما أن مرت بضعة اشهر حتى كان البيش مركة يتجمعون من جديد تحت إشراف إيراني إسرائيلي في منطقة محمد الواقعة في الأراضي الإيرانية. وبعد اشهر عاد العراقيون يلمحون إلى رغبتهم في التوصل إلى اتفاق مع الأكراد. وفي أيلول (سبتمبر) 1968 ماتت خطة الأناناس إلى الأبد، وحين سئل ديفيدي عن السبب في ذلك، قال : لا يوجد لدي رد شاف وربما يرجع السبب إلى عقلية البارزاني نفسه وشعبه غير المتجانس، وتحاربهم فيما بينهم، ولم ينجح البارزاني في توحيد شعبه. وفي شباط (فبراير) 1969 توفي ليفي اشكول رئيس وزراء إسرائيل وخلفته غولدا مائير، وبعث البارزاني تعازيه الحارة إلى إسرائيل، وواصلت غودا مائيرجهود من سبقوها في تقديم المساعدات للأكراد . الأكراد ينفذون عملية الكسندرا ضد منشئات النفط في كركوك: في آذار(مارس) 1969 اندلعت النيران في مصافي النفط الكبرى في مدينة كركوك بعد أن نفذ الأكراد عملية تعرضية ضخمة، وبمنتهى الدقة والتخطيط، وذكرت جريدة الديلي تلغراف البريطانية في 11 آذار(مارس) 1969 إن العراقيين يعتقدون إن الإسرائيليين هم الذين نفذوا العملية . وفعلا كان الإسرائيلي المتورط في تخطيط هذه العملية موجوداً في إسرائيل وسميت تلك العملية (بعملية الكسندرا) وكان قد وصل إلى كردستان كإعارة من الموساد في 1/12/1968، وإن قيادة التمرد قررت توجيه الضربة إلى شركات النفط في كركوك من أجل 3 أسباب : - خلق تهديد لأصحاب أسهم شركة نفط العراق من أجل إرغامهم على إرسال أموال إلى الأكراد لاتقاء شرهم مستقبلاً للحيلولة دون تدمير منشئاتهم البترولية في كركوك. - إضعاف الاقتصاد العراقي وأنهاكه . - خلق أصداء واسعة لدى الرأي العالمي حول القضية الكردية وإعادة القضية الى الواجهة . يقول المؤلف : إن الهجمة التي شنها الأكراد على كركوك، أدت إلى إرغام نظام الحكم إلى استئناف المفاوضات مع الأكراد، ومنح البارزاني وعداً بتنفيذ اقتراح الحكم الذاتي . عملية دوكان فوز وهزيمة : يتحدث الكاتب عن عملية سد دوكان، حيث وضعت خطة بمساعدة الإسرائيليين بتدمير السد إلا أن العملية لن تنجح ويتحدث المؤلف في هذا الفصل عن دور صدام حسين في تركيز السير باتجاه حل شامل للقضية الكردية وسماه بـ (عّراب القضية الكردية) حيث بدأت المفاوضات في أيلول 1969 وتواصلت على 3 مراحل وشارك البارزاني نفسه في المفاوضات . . وأحياناً يشترك معه الدكتور محمود وولدي الملا مصطفى كل من إدريس ومسعود وكانت مفاوضات مضنية وفي 21/1/1970 تم اكتشاف مؤامرة إسرائيلية إيرانية أمريكية ضد نظام الحكم العراقي وتم إعدام مرتكبيها ممن قبض عليهم وفر الآخرون الى إيران . وفي 8/3/1970 وصل النائب (صدام حسين) إلى قرية (ناو فردان) الكردية في أربيل وشرع بالتفاوض مع الملا مصطفى البارزاني وتوصلا بعد مفاوضات مضنية إلى اتفاق من خمسة عشر بنداً ومنح الأكراد حكم ذاتي. ويذكر المؤلف إن البارزاني كان قد أرسل تقريراً إلى إسرائيل حول سير المفاوضات وتطرق إلى اتفاق السلام . إنقاذ آخر اليهود العراقيين وتسفيرهم الى إسرائيل : في أعقاب حرب حزيران (يونيو) 1967 كان عدد اليهود في العراق حوالي ثلاثة آلاف نسمة، وكان وضعهم بائساً، والمصارف أمرت بعدم دفع أكثر من مائة دينار لكل يهودي، وعدم جواز ملكية أي يهودي، وقد أدى بيان السلام مع الأكراد في 11 آذار (مارس) 1970 إلى تخفيف القيود في الوصول إلى المناطق الكردية، ووضعت خطة لتهريب اليهود عن طريق المنطقة الكردية. وفي 27/3/1970 بدأت عمليات تهريب اليهود عن طريق شمال العراق باتجاه إيران، واستمرت ووصلت ذروتها في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين أول (أكتوبر) 1970 إلى أن انكشفت محاولة فرار 250 يهودي وقبضت الشرطة العراقية السرية عليهم وأعيدوا إلى بغداد وتم اعتقالهم في محراب البهائيين الذي كان يستخدم مقر للمخابرات العراقية في حينها، وقد نجحت عمليات الفرار في إخلاء العراق تقريباً من اليهود ولم يبقى منهم سوى 500 – 1500 يهودي ثم انخفض عددهم بحيث لم يبقى منهم سوى أقل من (خمسين) يهوديا. وفي 3/1/1973 كتبت جريدة الثورة الناطقة باسم الحكومة العراقية قائلة أنه مقابل المساعدات التي تقدمها إسرائيل للأكراد، فإن الأكراد يساعدون اليهود العراقيين على الفرار إلى إسرائيل. ويقول المؤلف: رغم اتفاقية 11 آذار(مارس) واصلت الحكومة العراقية تعرضها ومحاولاتها اغتيال الأكراد ويعرض في هذا الفصل عدداً منها . في 30 أيار(مايو) 1972 وبعد حوالي شهر من توقيع اتفاقية الصداقة العراقية- الروسية اجتمع شاه إيران مع الرئيس الأمريكي نكسون، حيث كانت إيران ترى في المعاهدة خطة لتطويق إيران. وكانت إيران زمن الشاه من أفضل أصدقاء أمريكا وأشدهم إخلاصاً . وخلال حوار الشاه مع الرئيس الأمريكي طرح عليه فكرة تقديم السلاح إلى الأكراد لمعاونتهم في التمرد ضد الحكومة العراقية، ولم يعط نكسون قراره حول الطلب، وبعد شهرين وافق نكسون بعد نصيحة كيسنجر . بعد حرب تشرين (أكتوبر)1973 : بعد قيام حرب تشرين، شارك العراق بقواته الحربية في القتال الى جانب المصريين والسوريين، مما دعا القيادة العراقية الى إعلان رغبتها في إنهاء النزاع طويل الأمد ، مع إيران تجاه شط العرب واعلم العراق إيران استعداده للحوار. ويعترف كيسنجر في كتابه : إن القرار الخاص بمنع الأكراد من شن حرب على العراقيين أبان حرب تشرين كان قراراً صحيحاً . مناورة أمريكية هزيلة، وإنهيار عارم للآمال الكردية : بدأ العراق يتخذ خطوات باتجاه إقرار منح الأكراد الحكم الذاتي وتم إشراك 3 وزراء أكراد وبعد اتفاق العراق مع إيران الموقع في الجزائر بين صدام حسين وشاه ايران في آذار (مارس) 1975 انهار التمرد الكردي، ومنذ إنجاز الاتفاق الإيراني الأمريكي تحول (كيسنجر) إلى فارس أحلام البارزاني، في وقت كانت فيه التصرفات والتفكير الأمريكي تجاه الأكراد بمثابة مناورة هزيلة. وبعد فترة صرح صدام حسين لوكالة الأنباء : (إن الحد الأدنى الذي يمكن أن نقبله هو أن يرفع البارزاني العلم الأبيض)، لكن البارزاني لم يكن يعتزم عمل ذلك. خلال عام 1974 كانت تدور معركة كبيرة المبادرة فيها بيد البارزاني إذ تمكن الأكراد من السيطرة على منطقة عالية وعرة يبلغ طولها 725 كم على طول الحدود مع تركيا وإيران، وبدأ العراقيون يعدون العدة لهجوم الربيع حال ذوبان الثلوج، وحددوا يوم15 نيسان (أبريل) 1974 موعدا لبدء الهجوم، وفي 25/4 تم فرض حصار اقتصادي محكم على المنطقة الكردية. لقد أدى الاتفاق بين العراق وإيران إلى انهيار آمال ملا مصطفى البارزاني، في تحقيق آماله وطموحاته، وحتى إن الشاه رفض أن يستقبله، وأعترف البارزاني أخيرا (إن الأيرانيين لا يحبوننا، إنهم يريدون إستخدامنا كجسر لتحقيق مصالحهم). وتناسى أن الأميركان واليهود هم أيضا لايحبون الأكراد وإنما يريدون إستخدامهم جسرا لتحقيق المصالح الصهيونية والأميركية في المنطقة.

مفارقات الزمن الاسود/المشهد التاسع : اياد علاوي...مرة اخرى!/الهادي حامد-تونس



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مفارقات الزمن الأسود
المشهد التاسع : إياد علاوي... مرة أخرى!
شبكة البصرة
الهادي حامد - تونس

لما شاركت أسرنا العربية الحاكمة في غزو العراق وتخريبه وفي ملاحقة المقاومين وبيعهم أحياءا وأمواتا.. لما شاركت في ذبح صدام ورفاق صدام ومآثر صدام وذكراه ومشروعه...تبيّن لها أن العراق مزرعة أمريكية من صنف لم يعهدوه : مزرعة ذات ملكية جماعية، إسرائيلية وفارسية وأمريكية وانجليزية وفرنسية واسرائيلية وكويتية و كورية ويابانية واسرائيلية طبعا...حتى جيش الرب الأوغندي له بعض المواشي!!...مزرعة أحيت التراث الصفوي والأطماع الفارسية القديمة التي قال عنها الخلفاء الراشدون ماقالوا...وذاقوا منها ما ذاقوا وتصدوا لها كما يقتضي الحال... وآخرهم كان صدام.
استيقظت أسرنا العربية الحاكمة على أن العراق الصفوي الجديد بات يشكل خطرا على أمنها أكثر مما كان يشكله حسب أوهامها الرامسفيلدية الشربوشية في عهد الضرغام صدام. فما العمل..؟!..وكيف السبيل إلى إنقاذ الموقف وتصحيح الوضع؟!!
العراق الصفوي الجديد يحتاج زعيما سنيّا..ومن عساه يكون..؟!! انه إياد علاوي..ذاك البطل المغوار الذي لا يشق له غبار والذي يطفح رصيده بالمواقف المشرّفة وبالعطاءات السخيّة للعراق والأمة!.
هذا البطل المغوار...الفتى المدلل للإعلام الخليجي، من قناة الجزيرة إلى العبرية إلى اقلهما التزاما وأكثرهما عمالة وتخريبا...هذا البطل...رفض وبعظمة لسانه أن يكون قوادا لعدد كبير من أجهزة المخابرات العربية والعالمية...رفض أن يبيع شعبه وامته وآثر النضال ضد " الديكتاتورية " دون أن تؤطره أو تدعمه أية جهة...هذا البطل ولما كان رئيس ماخور في العراق المحتل أمر الطائرات الأمريكية بان تقذف الفلوجة بالورود والعطور وبكعك الحلوى...بالهواء البارد صيفا والساخن شتاءا... وقد سجل التاريخ لهذا الجهبذ البلاستيكي انه ارتمى على عنق رامسفيلد في زيارة له إلى العراق وقال : " لن أطلقك أيها الكلب إلا حين تقول وبالعربي : بالروح بالدم نفديك ياعراق... عاشت فلسطين حرة عربية..الخزي والعار للخونة والعملاء! "..وروي أن المسئول الأمريكي المسكين نطقها بشكل متعثر وقد جرى بوله ثم أغمي عليه..فأطلقه ولحقه برفسة حذاء في بطنه!!.
من يفعل هذا لايمكن أن تحوم حوله شبهة الخيانة أو العمالة أو الإجرام...حتى أنباء زيارته إلى الكونغرس متوسلا بقاء المحتل وصبره ومحرضا على مقاومة شعب العراق ليس إلا تشويها لصورته ومسا من نضاليته التي يشهد بها القاصي والداني!...من يفعل هذا جدير بان تدعمه أمريكا وبنات أمريكا وإعلام أمريكا في مزارع أمريكا الخليجية وعلى رأسهم الصهيوني الحاقد والاخواني التقليدي المتخلف الصحفي بقناة الجزيرة احمد منصور.
في تقدير الذين يدعمون علاوي، من ممثلي المؤسسة الحربية والسياسية الأمريكية في وطننا العربي، الذين مكنوا بوش اللعين من السيف ورقصوا معه، أنهم يدعمون المقاومة من وراء دعمه، ويقاومون المد الفارسي، أي يدعمون العراق...فكثيرا ماطلبنا منهم وطلب منهم دعم هذا البلد العربي العظيم كي لايختفي من الخارطة، ولكن دعمهم ابى أن يأتى الا بطلب وبتوجيه وإشراف أمريكي حين أرادت أمريكا أن تبدي توازنا كاذبا ومسموما في علاقتها بمكونات شعب العراق...وهي التي لم تكن تحلم بالدور الفارسي الذي سيمكنها من سحق وتفكيك العرب والهوية العربية وليس العراق فحسب مرة واحدة والى الأبد!.
يمكن أن يعود علاوي إلى رئاسة ماخوره...وقد يستمر المالكي فيه...أو أن يؤول إلى طرف ثالث...وان كان خامنائي نفسه إن رضي به...فأمريكا وماتشتهي.إذ أيا كان يجلس على المقعد فانه يصلي إلى محراب بوش طوعا أو كرها!.
لكن الأمر لا يهمّ المقاومين في شيء.
لعبة الانتخابات لعبة أطفال يصرّون على الجدّ الذي هم ليسوا في حجمه إذ لايمكنهم تمرير تذاكيهم على شعب البطل صدام...أن يكون شعب العراق شعب البطل صدام والله شرف تحسده عليه الشعوب الأخرى التي تآكلت من الذل والهوان..وبعض من شعب العراق لا يعيه أو في غفلة منه ولا يدرك مقدار علوّه... شعب صدام لايجب أن تلعب به الثعالب والذئاب والأرانب والبغال...شعب يدرك أن التسابق في هذه المرحلة هو على من يمسك بالبندقيّة أولا ومن يطلق قبل أخيه ومن يوقع علجا أمريكيا أو فارسيا جيفة أكثر...على هذا يجب أن يتسابق العراقيون الذين لهم ضمائر ويقدّرون معنى الرجولة والشرف والثأر.. ويدركون حجم العار الذي لحق بهم في القرن الحادي والعشرين.
نقول لعلاوي ولغير علاوي...من الذين برزوا على الساحة كوطنيين من صنف خاص...وطنية فيلق الغدر وكتاكيته..وطنية رامسفيلد وديك تشيني وشارون وحسني مبارك..وطنية زناة السلطة الفلسطينية وسراقها..وطنية من يحارب الإرهاب ويتلقى الأوامر من السي.اي.أي دون أن يكون ثمة داع لذلك بالمنطق والشرع والسياسة والقانون الدولي إلا باعتباره عميلا بالمجان هو وأجهزته...
نقول لهم وللإعلام العربي الذي أسندهم ويسندهم: إنكم عابرون مهما تراقصتم! ولن تبقى في العراق إلا الراية التي تحمل " الله اكبر " بين النجوم..الراية التي جعلت العراق عراقا وأعزت به أمته وشعبه العربي.
Whamed6@gmail.com
شبكة البصرة
الثلاثاء 16 ربيع الاول 1431 / 2 آذار 2010
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس



الارشيف

المتواجدون الآن